المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع) - دروس للشيخ عمر العيد - جـ ٢

[عمر العيد]

فهرس الكتاب

- ‌دروس من سورة الغاشية

- ‌أهمية الوقوف على معاني القرآن

- ‌دلالات وإشارات من سورة الغاشية

- ‌المواضيع التي تحدثت عنها سورة الغاشية

- ‌بيان حديث الغاشية وصفات من تغشاهم

- ‌معنى قوله تعالى: (عاملة ناصبة)

- ‌معنى قوله تعالى: (تصلى ناراً حامية)

- ‌معنى قوله تعالى: (تسقى من عين آنية)

- ‌معنى قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع)

- ‌من صفات النار وأهلها

- ‌وقفات للنجاة من النار

- ‌نعيم الجنان وصفات أهلها

- ‌علو الجنة ودنو ثمارها

- ‌عيون الجنة وأنهارها وسررها وفرشها

- ‌عامة أهل الجنة وأول من تفتح له

- ‌معنى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)

- ‌أمور تتعلق بالجنة والاستعداد لها

- ‌نظرة في الآيات الكونية في سورة الغاشية

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى السماء كيف رفعت)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى الجبال كيف نصبت)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى الأرض كيف سطحت)

- ‌النظر في آيات الله الكونية

- ‌مهمة الداعية وضرورة ثبوته على منهجه

- ‌مهمة الداعية وأهمية الدعوة

- ‌ما يجب أن يكون عليه الداعية

- ‌عاقبة من تولى وكفر

الفصل: ‌معنى قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع)

‌معنى قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع)

من احتاج إلى سقي يحتاج إلى شيء من الطعام، وماذا يطعم هؤلاء؟ إنهم يطعمون الضريع، يطعمون طعاماً كله آلام وتنغيص وتعذيب؛ فإنه لا ينفعهم أبداً، والأصل في الطعام أن الإنسان حين يطعم فإنه يطعم لأمرين: إما أن يطعم لكي يسمن، وإما أن يطعم ليدفع حاجة الجوع التي في جسده وشدتها، ولهذا قال الله:{لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَاّ مِنْ ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ} [الغاشية:6-7] فما يزيده إلا ألماً على ألم، كما أن شرابهم لا يكفي أن يسد عنهم رمق الظمأ، وهذا الضريع يابس وهو نبت ذو شوك إذا كان أخضر أكلته الإبل، وإذا يبس سمي ضريعاً ويصبح هذا الشوك ساماً، وقد وصف بهاتين الصفتين؛ لأنه لا يعود على آخذه بالسِّمَن حتى يصلح أجسادهم التي أكلتها النار، ولا يغني عنهم من دفع ألم الجوع شيئاً، وسبحان الله! ولعل الجوع نوع من عذابهم يوم القيامة، فيصبحون يعذبون في النار بشدة الظمأ والجوع، فيطلبون ماءً فيسقون ماءً حميماً، ويطلبون طعاماً فيطعمون ضريعاً فما يستفيدون شيئاً، نعوذ بالله من حالهم.

وهذا يدل على أن المسلم الواجب عليه أن يحرص على الأعمال الطيبة في هذه الحياة الدنيا.

وأقول للأحبة: إن هذه النار هي عذاب الله تعالى لمن أعدت له -ونعوذ بالله أن نكون من أهلها- وهي سجن المجرمين، والخزي الأكبر الذي لا خزي فوقه أبداً، والخسران العظيم الذي لا خسران بعده أبداً، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى:{رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [آل عمران:192]{فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة:63]{قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر:15] .

ص: 9