المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قوله تعالى: (وإلى السماء كيف رفعت) - دروس للشيخ عمر العيد - جـ ٢

[عمر العيد]

فهرس الكتاب

- ‌دروس من سورة الغاشية

- ‌أهمية الوقوف على معاني القرآن

- ‌دلالات وإشارات من سورة الغاشية

- ‌المواضيع التي تحدثت عنها سورة الغاشية

- ‌بيان حديث الغاشية وصفات من تغشاهم

- ‌معنى قوله تعالى: (عاملة ناصبة)

- ‌معنى قوله تعالى: (تصلى ناراً حامية)

- ‌معنى قوله تعالى: (تسقى من عين آنية)

- ‌معنى قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع)

- ‌من صفات النار وأهلها

- ‌وقفات للنجاة من النار

- ‌نعيم الجنان وصفات أهلها

- ‌علو الجنة ودنو ثمارها

- ‌عيون الجنة وأنهارها وسررها وفرشها

- ‌عامة أهل الجنة وأول من تفتح له

- ‌معنى قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)

- ‌أمور تتعلق بالجنة والاستعداد لها

- ‌نظرة في الآيات الكونية في سورة الغاشية

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى السماء كيف رفعت)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى الجبال كيف نصبت)

- ‌معنى قوله تعالى: (وإلى الأرض كيف سطحت)

- ‌النظر في آيات الله الكونية

- ‌مهمة الداعية وضرورة ثبوته على منهجه

- ‌مهمة الداعية وأهمية الدعوة

- ‌ما يجب أن يكون عليه الداعية

- ‌عاقبة من تولى وكفر

الفصل: ‌معنى قوله تعالى: (وإلى السماء كيف رفعت)

‌معنى قوله تعالى: (وإلى السماء كيف رفعت)

إن الله سبحانه وتعالى ذكرهم بحيوانٍ كان يمشي معهم، ويبيت ويقيل معهم، يستفيدون منه طيلة حياتهم فما يستغنون عنه، ثم نقلهم الله تعالى إلى شيء أعظم من ذلك:{لَخَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ} [غافر:57] وهذه السماوات أفلا ينظرون إليها؟! وأقول للأحبة: إن السماوات نراها ليلاً ونهاراً، وننظر إليها في كل أحوالنا صيفاً وشتاءً، وإن كنت أقول: قلَّ من يعتبر ويتعظ من تلك السماء، ونحن نراها في سفرنا وحضرنا، كم للسماء من الأثر العظيم إذ يخرج الإنسان في ليلة لم يكن القمر فيها بادياً، ويخرج إلى برية فيرفع بصره إلى السماء ليرى تلك النجوم وكأنها وجدت الآن مع أنه كان يراها من قبل، ويرفع بصره إلى السماء دائماً فيرى فيها بديع صنع الله تعالى، فهي فوقنا ومع هذا فقد رفعت بغير بعمد، وقد ذكر الله أن السماء سقفاً محفوظاً، والأصل أن السقف يكون بأعمدة، ومع ذلك هذه السماء لم يكن بها أعمدة أبداً، وخلق الله فيها الكواكب التي أدهشت العقول، ونثر الله فيها النجوم بلا عدد، وكم نحن في حاجةٍ إلى الاطلاع على عجيب صنع الله تعالى فينا، يقول ابن قتيبة الدينوري: إن أعلم الناس بمواقع النجوم ومساقطها هم العرب.

وهم أولى الناس أن يتوجهوا لمعرفة تلك، ولهذا تجد التقويم القطري أو تقويم أم القرى تجد أنه إذا خرج سهيل يحصل كذا، وإذا بدأ كذا يحدث كذا، وتجد المزارعين يعرفون أوقات الزراعة على ضوء هذه النجوم، ليس لأن النجوم لها تأثير فإن ذاك علم باطل، ومنه ما يسمى علم التسيير وليس علم التأثير، فعلم التأثير من السحر، وعلم التسيير أن تعلم مواقع النجوم وأوقاتها.

وقد علقت أوقات الصلوات عندنا بقضية السماء وكواكبها، إذا أصبح ظل كل شيء مثليه فهو قبل الغروب، فنحن نرتبط بالشمس في السماء، إذا غربت الشمس بدأ المغرب، وإذا غاب الشفق ونحن ننظر إليه بدأ العشاء، وهكذا نرتبط بهذه السماوات:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ} [آل عمران:190] والكلام على الشمس وبديع صنع الله تعالى فيها يطول بنا.

ص: 19