المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التصالح مع الحكام ومناصحتهم - دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - جـ ٧

[محمد الحسن الددو الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌السياسة في الإسلام

- ‌مميزات الدولة في الإسلام

- ‌ليست الدولة دولة فرد ولا قبيلة

- ‌الدولة في الإسلام دولة شورى لا استبداد

- ‌شروط الخليفة في الدولة المسلمة

- ‌حق التشريع لمجلس الشورى

- ‌الفرق بين الديمقراطية والشورى

- ‌الفرق بين الديمقراطية في الغرب والديمقراطية في العالم الثالث

- ‌تميز الدولة في الإسلام بأنها تهدف إلى تحقيق غاية

- ‌تميز دولة الإسلام بقيامها على مشروع

- ‌تميز الدولة الإسلامية بالبيعة

- ‌حال الدولة في المغرب مع الخلافة الإسلامية

- ‌الأسئلة

- ‌حكم إثبات العين والقدم والرجل لله تعالى

- ‌قول الصاوي بأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر

- ‌حكم قسم الداخلين في البرلمان على حماية الدستور والقانون

- ‌حكم المشاركة في المجالس النيابية والبرلمانية

- ‌واجب المسلم تجاه أنظمة الحكم الديمقراطية والانتخابات

- ‌تصنيف حركة طالبان الأفغانية

- ‌معنى تطبيق الشريعة الإسلامية

- ‌المشاركة في الانتخابات هل هو رضا بالقوانين الوضعية

- ‌نظام السودان هل يعد إسلامياً

- ‌إمكان وصول الحركات الإسلامية إلى السلطة عن طريق الديمقراطية

- ‌التصالح مع الحكام ومناصحتهم

الفصل: ‌التصالح مع الحكام ومناصحتهم

‌التصالح مع الحكام ومناصحتهم

‌السؤال

هنا من يرى أن أفضل أسلوب وأسلمه مع حكام المسلمين اليوم، هو أن يتخذ الدعاة معهم أسلوب التصالح والنصح الكيس بما يضمن استيعابهم، وعلى الأقل يحقق الحماية والسند للدعوة الهادئة المتدرجة المتبصرة، وأنه لا مبرر لليأس من هداية هؤلاء الحكام والتأثير، عليهم، فما هي قيمة هذا الرأي شرعاً وواقعاً؟

‌الجواب

أن هذا الرأي منطلق من واقع المسلمين المنهزم، الذي ينطلق فيه الناس من تجارب فاشلة، قد خاضها أقوام دون أن يعدوا لها العدة في أماكن مختلفة، وفي حقب تاريخية متباينة، وهذا الأسلوب قد مر به من قبل الشيعة، فقد خرج كثير من آل البيت في ثورات متعددة لم يكتب لشيء منها النجاح، فأصيب شيعتهم باليأس، فأرادوا التسليم لأي قائم بالأمر ومناصحته، حتى لو كان كافراً فيكونون بجنبه على المسلمين، حتى غير ذلك الخميني بثورته الجديدة التي تسمى ولاية الفقيه، ولذلك فإن هذا الأسلوب إذا كان يقتضي التنازل عن نصرة دين الله تعالى والرضا بالواقع المرير، وعدم السعي لتغييره، فهو ترك لما أمر الله به جملة وتفصيلاً.

ونحن لا ننكر أنه على المسلمين أن يأخذوا بأسهل الأسباب وأيسرها، وما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً ولا قطيعة رحم، وأن عليهم كذلك أن يأخذوا بأيسر المصالح وأكثرها تحقيقاً لما يطلبونه ويريدونه من الأهداف، وأن عليهم أن يوازنوا بين المصالح والمفاسد، فهذه أمور لا نختلف فيها، لكن هذا الطرح لا يمكن أن يؤدي إلى إقامة دولة للإسلام ترعاه وتقوم بمصالحه، بل سيتربى الناس على الاستسلام المطلق، فإذا حكم النظام العالمي الجديد أو هيمنت أمريكا أو هيمنت أية دولة كفر أخرى فسيسلمون لها وينقادون لها تمام الانقياد.

ص: 24