الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معنى قول النبي (استفت قلبك)
السؤال
كثير من الناس ينبهر بحضارة الغرب، فيحصل عنده انهزاميه في النفس، فما نصيحتكم له، وما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم:(استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك)؟
الجواب
إن الانبهار بحضارة الغرب هو من الإغراق في الماديات وفي هذه الدنيا وأمورها، فالإنسان الذي لا يعرف قيمة الدنيا هو الذي يمكن أن ينبهر بها، أما الذي يعرف قيمة الدنيا، ويعرف أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، وأن كل جديد فيها إلى البلى، وأن كل حسن فيها إلى القبح، لا يمكن أن ينبهر ويغتر بها، فانظروا إلى أحسن البيوت وأحسن المنازل التي تبنى في الأحياء الراقية، لا يمر عليها عشر سنوات إلا وأصبحت قبيحة وأصبح غيرها أحسن منها! هكذا الدنيا كلها فكل جديد فيها إلى البلى: لدوا للموت وابنوا للخراب فكلكم يصير إلى التراب فلذلك جديدها إلى البلى، وحسنها إلى القبح، ومن لم يعرف قيمتها هو الذي يتهافت عليها، وينبهر بما أوتيه الغربيون من مفاتيح هذه الدنيا، {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} [الروم:7].
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (استفت قلبك)، فليس هذا لكل أحد من المسلمين بل هو لأهل الإيمان والتقوى فقط، من ليس من أهل التقوى لا ينبغي أن يستفتي قلبه؛ لأن معنى ذلك أنه سيتبع هواه، لكن من كان من أهل التقوى هو الذي يستفتي قلبه؛ لأن لديه وازعاً قوياً في قلبه يمنعه من معصية الله، فإذا خاف أمراً أن يكون من معصية الله تركه وابتعد عنه، فليس هذا الحديث خطاباً لكل الناس، بل هو خطاب لأهل التقوى والورع.