المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ليس وجود النسل شرطا في بقاء العلاقة الزوجية - دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - جـ ٨

[محمد الحسن الددو الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌التربية ضرورة ومنهج

- ‌أهمية التربية في حياة المسلم

- ‌معنى التربية

- ‌أقسام التربية

- ‌وسائل التربية

- ‌نماذج ممن تربوا على يد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته

- ‌نماذج ممن تربى على يد الصحابة والتابعين

- ‌نماذج لأهل التربية والهمم العالية

- ‌قراءة سير الأفذاذ تشحذ الهمم وتقوي العزائم

- ‌صور فريدة وشخصيات فذة في العصور المتأخرة

- ‌الأسئلة

- ‌كل حكم شرعي لابد له من فقه الشرع وفقه الواقع

- ‌معنى التجديد في الدين

- ‌معنى قول النبي (استفت قلبك)

- ‌المسائل المنهي عن السؤال عنها

- ‌احتمالات الفقهاء يقصدون بها رياضة الذهن

- ‌معنى قوله: (كل نفس بما كسبت رهينة)

- ‌مدى صحة حديث: (مرحباً بالوجه الذي لا يفلح عند الله)

- ‌نماذج من علماء المغرب

- ‌المدارس النظامية لا تخرج عالماً

- ‌خطورة الكلام في العلماء والجماعات الإسلامية

- ‌على الإنسان أن يوازن بين حسنة المعاد ودرهم المعاش

- ‌حال المؤمن والكافر عند نزع الروح

- ‌العطور التي فيها كحول طاهرة

- ‌ليس وجود النسل شرطاً في بقاء العلاقة الزوجية

- ‌حكم اللعب بالورق

- ‌طاعة الوالدين مقيدة بعدم تعارضها مع طاعة الله ورسوله

- ‌حكم السفر إلى دول الكفر

- ‌معنى: (رجل أعطى بي ثم غدر)

- ‌حكم الاستمناء

- ‌استرضاء الوالدين

- ‌معنى آية: (والملائكة باسطو أيديهم)

- ‌حد الواجب من تعليم الزوجة

- ‌التصرف في مال الأولاد

- ‌تخصيص زيارة الميت بالخميس والجمعة

- ‌للرجل أن يتزوج ربيبة أبيه

- ‌الرياء أسبابه وعلاجه

- ‌طاعة الأم في معصية

- ‌مشروع الواحات يدخل في المعاملات المحرمة

- ‌حكم جمع التعظيم في الدعاء

- ‌حكم الدعاء بالقرآن في السجود

- ‌حكم النظر إلى ما يبدو من شعر المرأة

- ‌التعصب ابتعاد وابتداع في الدين

- ‌نبذة عن الإمام مالك

الفصل: ‌ليس وجود النسل شرطا في بقاء العلاقة الزوجية

‌ليس وجود النسل شرطاً في بقاء العلاقة الزوجية

‌السؤال

يسأل عن زوجين طالت مدة عشرتهما ولم ينجبا، فهل لأحد أن يطلب من الزوج طلاق زوجته إذا كانت عقيمة أو كانت كبيرة السن مثلاً، أو ذات عيال أو نحو ذلك؟

‌الجواب

إن التفريق بين الزوجين إذا كان بينهما اتفاق وانسجام في العشرة مما يسعى إليه إبليس ويرغب فيه، ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن لإبليس عرشاً على الماء، فيبعث جنوده من الليل فيأتيه أحدهما فيقول: ما زلت به حتى قتل، فيقول: ما فعلت شيئاً لعله يستغفر الله فيتوب إليه، فيتوب الله عليه، فيأتيه آخر، فيقول: ما زلت به حتى شرب الخمر، فيقول: ما فعلت شيئاً لعله يتوب إلى الله فيتوب عليه، حتى يأتيه أحدهما فيقول: ما زلت به حتى فارق أهله، فيدنيه ويقبله ويقول: أنت ابني.

إن الاجتماع بين الأزواج -إذا حصل الانسجام في العشرة- مطلب شرعي محبوب، حتى لو لم يترتب على ذلك وجود النسل، فالله تعالى هو الذي يهب ذلك كما قال تعالى:{يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى:49 - 50]، وكم من إنسان يتمنى وجود الذرية، ولو رزق ذرية لكانت فتنة عليه أو خسارة أو وبالاً، والإنسان الكبير الذي انسجمت معه زوجه، واستمرت عشرته معها خير له من صبي لا يدري هل هو شقي أو سعيد؟ ولا يدري هل ينسجم معه بالتعامل أم لا؟ فلذلك ليس الفراق دواء هنا، ولذلك لا ينبغي أن يفرق الإنسان بين شخصين حصل الانسجام بينهما في الزواج، بل جعل الله ذلك من فعل أهل الشر، كما قال تعالى:{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة:102]، فلذلك لا يحل مثل هذا، لكن بالإمكان -إذا كان الإنسان يطلب نسلاً- أن يتزوج بعد رضا زوجته بزوجة أخرى لعل الله يرزقه منها ولداً.

ص: 25