المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خطورة الكلام في العلماء والجماعات الإسلامية - دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي - جـ ٨

[محمد الحسن الددو الشنقيطي]

فهرس الكتاب

- ‌التربية ضرورة ومنهج

- ‌أهمية التربية في حياة المسلم

- ‌معنى التربية

- ‌أقسام التربية

- ‌وسائل التربية

- ‌نماذج ممن تربوا على يد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته

- ‌نماذج ممن تربى على يد الصحابة والتابعين

- ‌نماذج لأهل التربية والهمم العالية

- ‌قراءة سير الأفذاذ تشحذ الهمم وتقوي العزائم

- ‌صور فريدة وشخصيات فذة في العصور المتأخرة

- ‌الأسئلة

- ‌كل حكم شرعي لابد له من فقه الشرع وفقه الواقع

- ‌معنى التجديد في الدين

- ‌معنى قول النبي (استفت قلبك)

- ‌المسائل المنهي عن السؤال عنها

- ‌احتمالات الفقهاء يقصدون بها رياضة الذهن

- ‌معنى قوله: (كل نفس بما كسبت رهينة)

- ‌مدى صحة حديث: (مرحباً بالوجه الذي لا يفلح عند الله)

- ‌نماذج من علماء المغرب

- ‌المدارس النظامية لا تخرج عالماً

- ‌خطورة الكلام في العلماء والجماعات الإسلامية

- ‌على الإنسان أن يوازن بين حسنة المعاد ودرهم المعاش

- ‌حال المؤمن والكافر عند نزع الروح

- ‌العطور التي فيها كحول طاهرة

- ‌ليس وجود النسل شرطاً في بقاء العلاقة الزوجية

- ‌حكم اللعب بالورق

- ‌طاعة الوالدين مقيدة بعدم تعارضها مع طاعة الله ورسوله

- ‌حكم السفر إلى دول الكفر

- ‌معنى: (رجل أعطى بي ثم غدر)

- ‌حكم الاستمناء

- ‌استرضاء الوالدين

- ‌معنى آية: (والملائكة باسطو أيديهم)

- ‌حد الواجب من تعليم الزوجة

- ‌التصرف في مال الأولاد

- ‌تخصيص زيارة الميت بالخميس والجمعة

- ‌للرجل أن يتزوج ربيبة أبيه

- ‌الرياء أسبابه وعلاجه

- ‌طاعة الأم في معصية

- ‌مشروع الواحات يدخل في المعاملات المحرمة

- ‌حكم جمع التعظيم في الدعاء

- ‌حكم الدعاء بالقرآن في السجود

- ‌حكم النظر إلى ما يبدو من شعر المرأة

- ‌التعصب ابتعاد وابتداع في الدين

- ‌نبذة عن الإمام مالك

الفصل: ‌خطورة الكلام في العلماء والجماعات الإسلامية

‌خطورة الكلام في العلماء والجماعات الإسلامية

‌السؤال

ما هي مخاطر أكل لحوم العلماء والجماعات الإسلامية، وما توجيهاتكم لبعض المسلمين الذين لا يبالون بخطورة الأكل من أعراض المسلمين؟

‌الجواب

الله سبحانه وتعالى حرم على المسلمين أكل أعراضهم فيما بينهم، وجعل الغيبة بمثابة أكل لحم الإنسان، فقال:{أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} [الحجرات:12]،وقال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات:11]، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الكلام في الناس، وبين خطره وضرره، وبين أن عرض المسلم كحرمة دمه وماله، وبين صلى الله عليه وسلم أن من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه، وقد حدثتكم كثيراً بما أخرجه مالك في الموطأ وأحمد في الزهد عن يحيى بن سعيد الأنصاري أنه بلغه أن عيسى بن مريم كان يقول:(لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فتقسو قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد، وإنما الناس مبتلىً ومعافى، فارحموا أهل البلاء، واحمدوا الله على العافية).

والذين ينتقدون الجماعات والطرق والأشخاص لا بد أن يأتوا ببديل خير مما هم فيه، أو يكونوا عامل هدم لا بناء، ولا يرتضي إنسان أن يهدم منارة إشعاع ومنارة هدى ولا يبني شيئاً في مكانها؛ فلذلك على الإنسان إذا أراد أن ينتقد أن ينظر إلى نفسه أولاً وما عمل، وليتذكر قول الشاعر: فعندك عورات وللناس ألسن.

فلذلك عليه أن يبدأ بنفسه أولاً في الانتقاد، ثم بعد ذلك إذا وصل إلى مستوى يمكنه من نقد الآخرين، ليكن ذلك النقد أيضاً من واقع الحرص عليهم، واستصلاحهم، لا من واقع التشفي فيهم والاستعلاء عليهم، واحتكار الحق دونهم، فذلك كله من عمل الشيطان المقيت، الذي لا يشتغل به إلا صاحب فتنة، وصاحب هوى، تجب مقاطعته وعدم مجالسته، فمن عرف أنه من أصحاب الهوى وأصحاب الفتنة حرمت مجالسته، ووجبت مقاطعته؛ حتى يتوب ويرجع عما هو فيه.

ص: 21