المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فضل طلب العلم ومنزلة العالم عند الله - أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء - جـ ١

[محمد حسن عبد الغفار]

فهرس الكتاب

- ‌ الحرص على تعلم أصول الفقه

- ‌فضل العلم والعلماء

- ‌فضل طلب العلم ومنزلة العالم عند الله

- ‌فضل علم أصول الفقه

- ‌أهمية فهم النص الشرعي

- ‌الحث على التمسك بالكتاب والسنة

- ‌الأدلة على التمسك بالكتاب والسنة

- ‌الرد على من يجوز الأخذ بأي قول في المسائل الخلافية

- ‌رجوع الصحابة إلى الكتاب والسنة

- ‌الاجتهاد في العصر النبوي

- ‌اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في الإعراض عن الأعمى

- ‌اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في العفو عن الكفار والمنافقين

- ‌اجتهاد الصحابة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الاجتهاد في عصر الخلفاء الراشدين

- ‌سبب الخلاف في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأحوال الصحابة معها

- ‌من لم يبلغه الحديث فاجتهد وأصاب

- ‌من لم يبلغه الحديث فاجتهد فأخطأ

- ‌من بلغه الحديث فلم يعمل به لعدم ثبوته عنده

- ‌اختلاف الصحابة في حكم فعل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الاختلاف الفقهي الناتج عن الخلاف في حكم فعله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسألة تعارض الأدلة والجمع بينها

- ‌معرفة الناسخ والمنسوخ وأثر ذلك على الخلاف الفقهي

الفصل: ‌فضل طلب العلم ومنزلة العالم عند الله

‌فضل طلب العلم ومنزلة العالم عند الله

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران:102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، ثم أما بعد: إخوتي الكرام! مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أنساً روى لنا -وإن كانت الأسانيد متكلماً فيها- أنه يستحب أن يقال إذا جاء طالب العلم: مرحباً بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم! وكفى بطالب العلم فخراً، وكفى بمجالس العلم بركة؛ ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن الملائكة تصعد بأسماء طلبة العلم إلى الله جل في علاه فيسألهم: ماذا يقولون؟ ماذا يذكرون؟ فيقولون: يسبحونك ويحمدونك ويمجدونك ويكبرونك ويهللونك، وفي آخر الحديث يقول الملك: فيهم فلان ما جاء للعلم وإنما جاء لحاجة، فيقول الله تعالى: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.

وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع)، وكفى بحديث النبي صلى الله عليه وسلم فخراً لطلبة العلم.

وقال صلى الله عليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ولكن ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).

فأهل العلم لهم المكانة العظمى في هذه الدنيا؛ لأن العلماء هم منارات الهدى، وهم الشموس التي يستضيء بها الناس، بينما نرى الأمة الآن تتخبط يميناً ويساراً، ونرى ما يحدث في البلاد الإسلامية من تعديات على المسلمين، وهذا والله ما حدث إلا بموت العلماء؛ لأن الذي يستنير بنور العلم يعلم أنه إذا هلك فسيهلك عن بينة، وإذا أحياه الله فستكون حياته على بينة، كما قال الله تعالى:{لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال:42]، وهذه البينة لا تكون إلا بطلب العلم.

ص: 3