المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أهمية فهم النص الشرعي - أثر الاختلاف في القواعد الأصولية في اختلاف الفقهاء - جـ ١

[محمد حسن عبد الغفار]

فهرس الكتاب

- ‌ الحرص على تعلم أصول الفقه

- ‌فضل العلم والعلماء

- ‌فضل طلب العلم ومنزلة العالم عند الله

- ‌فضل علم أصول الفقه

- ‌أهمية فهم النص الشرعي

- ‌الحث على التمسك بالكتاب والسنة

- ‌الأدلة على التمسك بالكتاب والسنة

- ‌الرد على من يجوز الأخذ بأي قول في المسائل الخلافية

- ‌رجوع الصحابة إلى الكتاب والسنة

- ‌الاجتهاد في العصر النبوي

- ‌اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في الإعراض عن الأعمى

- ‌اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في العفو عن الكفار والمنافقين

- ‌اجتهاد الصحابة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الاجتهاد في عصر الخلفاء الراشدين

- ‌سبب الخلاف في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأحوال الصحابة معها

- ‌من لم يبلغه الحديث فاجتهد وأصاب

- ‌من لم يبلغه الحديث فاجتهد فأخطأ

- ‌من بلغه الحديث فلم يعمل به لعدم ثبوته عنده

- ‌اختلاف الصحابة في حكم فعل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الاختلاف الفقهي الناتج عن الخلاف في حكم فعله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسألة تعارض الأدلة والجمع بينها

- ‌معرفة الناسخ والمنسوخ وأثر ذلك على الخلاف الفقهي

الفصل: ‌أهمية فهم النص الشرعي

‌أهمية فهم النص الشرعي

وأقول: كيف استنبط أبو ثور الحكم من هذا الدليل وهو أن عائشة كانت ترجل شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد يخرج رأسه وهي حائض؟ وما علاقته بامرأة حائض تغسل زوجها؟

و

‌الجواب

استنبطه بطريق قياس الأولى، فإذا كان الحي الذي يستطيع بنفسه أن يرجل شعره وأن يغسله قد جعل المرأة وهي حائض تباشر ذلك فالميت من باب أولى؛ لأنه لا يستطيع أن يفعل ذلك بنفسه فهو أحوج إلى ذلك.

وهذه فائدة الفقيه الذي يتعلم أصول الفقه.

وقد سئل الشيخ الإمام محمد بن صالح بن عثيمين وهو على فراش موته فقيل له: هل تستخلف أحداً نسأله بعدك؟ فقال: أما العلماء فكثر ثم لا تكاد تجد عالماً فقيهاً يدرك الحكم في المسألة، أو كيفية استنباط الحكم من الدليل وتنزيله على الواقع المعايش، وهذا فهم عزيز يؤتيه الله من يشاء.

ولذلك أنكر البعض على علي بن أبي طالب عظم بطنه، لأن علي بن أبي طالب كان من أفقه الصحابة إن لم يكن هو أفقههم، وهو أعلم الناس أيضاً بالتفسير، فلو خالف علي بن أبي طالب ابن عباس في تفسير آية قدم قول علي بلا جدال، فـ علي بن أبي طالب وتد في العلم والفقه، فقالوا له: مالك عظيم البطن؟ فقال: أعلاها علم وأسفلها طعام.

رضي الله عنه وأرضاه.

فنقول: إن العالم يعلم الكتاب والسنة، لكن الفقيه يدقق في الكتاب والسنة، ولذلك سئل علي بن أبي طالب: هل ترك لك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً خصك به من هذا العلم الذي ينهال عليك؟ فقال: لا والله ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشيء إلا فهماً يؤتيه الله للمرء في الكتاب أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أو كما قال رضي الله عنه وأرضاه، والأثر في الصحيحين.

وهذه كلها مدارها على الإخلاص، فقد كان يقول ابن عباس: يحفظ المرء على قدر نيته.

وهذا الذي فضل به الشافعي عن كثير من الفقهاء لفهمه وتأمله في الأدلة، والعالم الفقيه لا يصل إلى قوة العلم وإلى باطن العلم إلا بقواعد العلم والقاعدة العريضة بأصول العلم، وهذه الأصول هي أصول الفقه.

ص: 5