المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فوائد بر الوالدين - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٩٩

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌كيف تتعامل مع والديك

- ‌أدلة وجوب بر الوالدين وفضل برهما

- ‌الأدلة من القرآن الكريم

- ‌الأدلة من السنة النبوية

- ‌بر الوالدين عند السلف

- ‌فوائد بر الوالدين

- ‌صور البر

- ‌أنواع البر التي تصل الأبوين بعد الموت

- ‌الدعاء لهما

- ‌الصدقة عنهما

- ‌صلة أصدقاء الوالدين والإحسان إليهم

- ‌إنفاذ وصيتهما

- ‌العقوق وخطره

- ‌تعزير من أصر على عقوق والديه

- ‌صور واقعية من عقوق الوالدين

- ‌تعريف العقوق وضابطه

- ‌من أحكام بر الوالدين

- ‌حق الوالدين في المال

- ‌شروط جواز أخذ الوالد من مال ولده بغير إذنه

- ‌حكم مطالبة الابن لأبيه بدين عليه

- ‌حكم إنفاق الولد الموسر على أبيه وزوجته

- ‌شروط وجوب الإنفاق على الوالدين

- ‌حكم إنفاق الابن الموسر على أبيه الفقير القادر على العمل

- ‌حكم استئذان الوالدين في السفر

- ‌حكم استئذان الوالدين في السفر للجهاد

- ‌حكم استئذان الوالدين في السفر لطلب الرزق

- ‌حكم استئذان الوالدين في السفر لطلب العلم

- ‌حكم طاعة الوالدين في مخالفة الأحكام التكليفية

- ‌حكم طاعة الوالدين في ترك الواجبات

- ‌حكم طاعة الوالدين في ترك المستحبات

- ‌حكم طاعة الوالدين في فعل المشتبهات

- ‌حكم طاعة الوالدين في فعل المباحات وتركها

- ‌حكم طاعة الوالدين في فعل المحرمات

- ‌إذا تعارض بر الأب مع بر الأم فما الحل

الفصل: ‌فوائد بر الوالدين

‌فوائد بر الوالدين

إن سأل سائلٌ فقال: ما هي فوائد بر الوالدين؟ وما هي النتائج الطيبة التي تترتب على بر الوالدين؟ نريد أن نتحمس لأجل أن نعمل بهذا الأدب العظيم، وهو بر الوالدين؛ لأن الإنسان إذا عرف أن الفائدة طيبة تشجع للقضية.

أولاً: هو من أسباب إجابة الدعاء، وأنتم تذكرون قصة أصحاب الغار، وكيف أن أحدهم كان له أبوان شيخان كبيران يسعى عليهما، وقدمهما على أولاده، وهم يتضاغون عند قدميه طيلة الليل، حتى استيقظ والداه فشربا قبل أولاده، ففرج الله شيئاً من الصخرة بسبب هذا.

ثانياً: ثم بر الوالدين يكفر الكبائر، والدليل على ذلك: أن رجلاً أتى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: (يا رسول الله! إني أصبت ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟ قال: هل لك من أم؟ قال: لا.

قال: هل لك من خالة؟ قال: نعم.

قال: فبرها) حديثٌ صحيح رواه الترمذي.

وهذا الرجل لما أذنب الذنب العظيم والكبيرة ماذا رأى له عليه الصلاة والسلام لتكفيرها؟ بر الوالدة.

وجاء رجل إلى ابن عباس فقال: [إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه، فغرت عليها فقتلتها، فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال: لا.

قال: تب إلى الله عز وجل، وتقرب إليه ما استطعت] فذهب، قال الراوي: فسألت ابن عباس: لم سألته عن حياة أمه؟ فقال: [إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة] رواه البخاري في الأدب المفرد، وإسناده على شرط الشيخين.

وروت عائشة أيضاً أن امرأةً كانت تعمل السحر بـ دومة الجندل، قدمت المدينة تسأل عن توبتها، قالت: فرأيتها تبكي، لما لم تجد النبي عليه الصلاة والسلام فيشفيها، حتى قالت: إني لأرحمها، فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم يومئذٍ متوافرون -هذه المرأة جاءت تسأل عن التوبة، والنبي عليه الصلاة والسلام قد مات، فحزنت أنها لم تدركه، فجاءت تسأل الصحابة-: إني كنت أعمل السحر، فكيف أتوب؟ فما دروا ماذا يقولون، وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلم، إلا أنهم قالوا: لو كان أبواكِ حيين أو أحدهما لكانا يكفيانكِ.

جود إسناده ابن كثير رحمه الله تعالى.

ثالثاً: بر الوالدين سبب البركة وزيادة الرزق، أوليس هو من صلة الرحم؟! (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه).

رابعاً: من بر أباه وأمه؛ بره أبناؤه، ومن عقهما؛ عقه أولاده، وهكذا قال ثابت البناني: رأيت رجلاً يضرب أباه في موضعٍ، فقيل له: ما هذا؟ فقال الأب: خلوا عنه، فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع، فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع، بروا آباءكم تبركم أبناؤكم.

خامساً: ثم رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين.

ص: 6