المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌على المسلم المضطهد أن يهاجر - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٣٣

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌المرأة البحرية

- ‌من فضائل الصحابة

- ‌صبرهم وتضحياتهم في سبيل الدين

- ‌كثرة تعبدهم وحرصهم على نشر الإسلام

- ‌حراسة الدين ونقله إلى من بعدهم من المسلمين

- ‌حديث المرأة البحرية

- ‌أهل اليمن خير من يستجيب لدين الحق

- ‌أسماء بنت عميس تستخرج شهادة بالهجرتين

- ‌الدروس المستفادة من حديث المرأة البحرية

- ‌وفاء اليمنيين وثباتهم على الدين

- ‌الثبات على الدين في بلاد الغربة

- ‌التضحية لأجل الدين والعمل وفق مصلحته

- ‌المخاطرة لأجل الدين

- ‌جواز تحدث المرء وفخره بنعمة الله ما لم يكن عجباً

- ‌انتقاء المكان المناسب للفرار بالدين

- ‌أن المسلم كالغيث أينما وقع نفع

- ‌على المسلم المضطهد أن يهاجر

- ‌اختلاف أوضاع المسلمين والأجر على قدر الصبر

- ‌الرجوع إلى أهل العلم عند الاختلاف

- ‌الأمانة في النقل

- ‌على المفتي أن يتثبت ويستوفي السؤال

- ‌فرح الصحابة بما يقربهم من الله

- ‌إشراك الأقرباء فيما فيه خير

- ‌التقيد بالأوامر والتعليمات

- ‌إكرام أهل السبق

- ‌فوائد لغوية في ألفاظ حديثية

الفصل: ‌على المسلم المضطهد أن يهاجر

‌على المسلم المضطهد أن يهاجر

ففيه أن الإنسان إذا ضيق عليه في دينه فعليه ألا يبقى في مكان لا يستطيع أن يقيم فيه شعائر الدين، وهذه مسألة مهمة جداً، أن إذا وجد الإنسان بأرض لا يستطيع أن يجهر فيها أو يظهر شعائر الدين؛ فلا صلاة ولا أذان، فلينتقل عنها:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء:97] فالمرء غير معذور بالإقامة في بلد لا يستطيع أن يصلي فيها أو لا يستطيع أن يقيم شعائر الإسلام فيها، فعند ذلك يتركها إلى بلد آخر أرحم وأرحب:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} [النساء:100] مراغماً يعني: يرغم أنوف الذين أخرجوه، فإن إظهار شعائر الدين مسألة مهمة؛ فهي حياة للدين، ونشر له، وإقامة لشعائره كالأذان، وإقامة الصلاة، وحتى صلاة العيدين، وعلى الأقليات الإسلامية في الخارج ألا يصلوا العيد في أماكن مغلقة، بل يخرجوا إلى الصحراء، وتخرج معهم النساء والحيض وذوات الخدور ليشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويكون بذلك إظهار الدين، لأن إظهار الدين يلفت الأنظار، وفعل ذلك أبو بكر الصديق، فإنه ابتنى مسجداً بفناء داره، فجعل يقرأ القرآن والناس في الشارع يمرون، فجعل أبناء المشركين ونساؤهم يتجمعون للسماع؛ لأن إعلان صوت الحق مهم في الدعوة، بل كيف يعرف الكافر أن هنا ديناً وإسلاماً إذا لم تعلن الشعائر؟ ولذلك إذا تعذر إقامة الشعائر في بلد فعلى المرء أن يهاجر وأرض الله واسعة رحيبة:{وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً} [النساء:100] فإذا خرج إلى أرض أخرى، أرغم أنوف الذين ضيقوا عليه في ذلك البلد، حتى يتمنوا لو قتل بل ربما يندمون على إخراجه، فيقولون: ذهب من بين أيدينا.

ثم قد يلاحقونه ويطالبون به، ويريدون بأي طريقة إعادته من الغيظ الذي أصابهم حين انفلت من بين أيديهم، والله عز وجل قد تكفل بالعون لمن هاجر في سبيله، وأن يغنيه وينصره ويحميه ويحفظه، والذي يبقى تحت حكم الكفار غير معلن للدين حتى يموت أو يموت دينه، تقول له الملائكة عند الوفاة:{أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا} [النساء: 97] لماذا لم تهاجروا؟

ص: 17