المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

الفصل: ‌23 - نهاية مغرور

4 -

لا يُعَدّ الملَكُ كاذبًا عندما ادعى أنه رجلٌ مسكين تقطعت به الحبال في سفره؛ لأن قَوْل الْمَلَك لَلأبرص: «رَجُل مِسْكِين» أَرَادَ أَنَّك كُنْت هَكَذَا، وَهُوَ مِنْ الْمَعَارِيض وَالْمُرَاد بِهِ ضَرْب الْمَثَل.

5 -

كثْرةُ المالِ ليسَتْ دَلِيلًا على حُبِّ الله للعَبْد، بل هي اختبارٌ كما حدَثَ مع هؤلاءِ الثلاثة.

6 -

قدرةُ الله عز وجل على شفاءِ الأمراضِ المستعصِية كالعَمَى والبَرَص والقَرَع.

‌23 - نهاية مغرور

قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ الله بِهِ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»

(رواه البخاري)

ورواه مسلم بلفظ: «بَيْنَمَا رَجُلٌ (وفي رواية: مِمَّنْ كَانَ قَبْلكُمْ) يَتَبَخْتَرُ يَمْشِي فِي بُرْدَيْهِ قَدْ أَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ، فَخَسَفَ الله بِهِ الْأَرْضَ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» .

يَمْشِي فِي حُلَّة: الْحُلَّة ثَوْبَانِ أَحَدهمَا فَوْق الْآخَر، وَقِيلَ: إِزَار وَرِدَاء وَهُوَ الْأَشْهَر.

مُرَجِّل جُمَّته: تَرْجِيل الشَّعْر تَسْرِيحه وَدَهْنه.

والجُمَّة: هِيَ مُجْتَمَع الشَّعْر إِذَا تَدَلَّى مِنْ الرَّأْس إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَإِلَى أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ، وَأَمَّا الَّذِي لَا يَتَجَاوَز الْأُذُنَيْنِ فَهُوَ الْوَفْرَة.

فَهُوَ يَتَجَلْجَل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة: التَّجَلْجُل أَنْ يَسُوخ فِي الْأَرْض مَعَ اِضْطِرَاب شَدِيد وَيَنْدَفِع مِنْ شِقّ إِلَى شِقّ.

فَمَعْنَى: «يَتَجَلْجَل فِي الْأَرْض» :أَيْ يَنْزِل فِيهَا مُضْطَرِبًا مُتَدَافِعًا.

وَمُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْأَرْض لَا تَأْكُل جَسَد هَذَا الرَّجُل فَيُمْكِن أَنْ يُلْغَز بِهِ، فَيُقَال: كَافِر لَا يَبْلَى جَسَده بَعْد الْمَوْت.

من عبر القصة: 1 - سوء عاقبة الكبر والخيلاء في الدنيا والآخرة.

2 -

إثبات عذاب القبر فهذا المتكبر يَتَجَلْجَل في الأرض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.

3 -

بعض الذنوب يُعَجِّلُ اللهُ العقوبةَ لصاحبِها في الدنيا قبل الآخرة كما حدث مع هذا المتكبر.

كما أن بعض الطاعات يعجل الله عز وجل ثوابها في الدنيا.

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ شَيْءٌ أُطِيعَ اللهُ ـ تَعَالَى ـ فِيهِ أعْجَلَ ثَوَابًا مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ أعْجَلَ عِقَابًا مِنَ البَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ، واليَمِينُ الفَاجِرَةُ تَدَعُ الدِّيَارَ بَلَاقِعَ» .

(صحيح رواه البيهقي)

صِلَةُ الرَّحِمِ: الإحسانُ إلى الأقاربِ بقولٍ أو فعلٍ.

البَغْيُ: التَّعَدِّي على الناس.

قَطِيعَةُ الرَّحِمِ: تكون بإسَاءَة أو هَجْر أو نحوِهما.

اليَمِينُ الفَاجِرَةُ: الكاذبة.

تَدَعُ: تترك.

بَلَاقِعَ: جمع بلقع وهي الأرض القَفْراء التي لا شَئ َفيها، أي أنَّ الحالفَ كَذِبًا يَفْتَقِرُ ويذْهَبُ ما في بيتِه مِنَ الرِّزْقِ.

‌24 - المتألي على الله عز وجل

-

عَنْ جُنْدَبٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم حَدَّثَ: «أَنَّ رَجُلًا قَالَ: «وَالله لَا يَغْفِرُ الله لِفُلَانٍ» ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ:«مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ؛ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ» أَوْ كَمَا قَالَ. (رواه مسلم)

ص: 57