الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كل عمل لا بد فيه من شرطين لقبوله
وقل له: كل عمل لا بد فيه من شرطين لقبوله: وهما الإخلاص، والمتابعة، وأنت مفلس من هذا وهذا.
أما الإخلاص فيفسده عليك طلب الدنيا والرياسة وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه". [قال الترمذي: حسن صحيح].
فما الذي يخرجك من معنى الحديث ونحن لم نسمع ولا بواحد أصلح مجاناً، فالمنافسة على تحصيل المال الذي هو عوض متعجل ظاهره لا تخفى. ولو قُطِعَت هذه الأموال لتغيرت الأحوال كذلك الرياسة والتشييخ مما يتنافس عليه المتنافسون.
أما المتابعة فأمرها أظهر من الإخلاص لأنك تسير في طريق محدث، وما كان فيه من الأمور السلفية فلم يرد به وجه الله فهل تقول: إن هذا طريق النبي –صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ يكذبك العلم المدون والسِّيَر المشرقة النيرة. ولا يبقى معك إلا المكابرة والجدال بالباطل وهذه بضاعتك ومن ملئوا الأرض اليوم من أمثالك.
وقل له: هل يمتنع عليك الإصلاح المزعوم إلا بهذه الكيفية إذاً تاهت العقول وضلت الأمة إذ لا طريق إلى الإصلاح إلا بالانغماس في الفساد.
وقل له: أتظن أن الله يسألك يوم القيامة. لماذا لم تسلك هذا الطريق بافساد نفسك أولاً لتصلح غيرك.
لا والله ما يسألك الله عن هذا. لكن يسألك عن إخلاصك له في كل قول وعمل وعن متابعتك لنبيك –صلى الله عليه وسلم.