الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا تخلينا خلفنا أهل الفاسد
(وإذا قال لك:
إذا تخلينا خلفنا أهل الفساد
. فقل له: بقاؤكم هو الذي سبب اللبس ولو تخليتم لظهر الفرقان ولتبعكم من يريد الصلاح والخير واسترحتم من الأشرار. وكفى شراً ببقائكم أنكم أسوة سوء حيث يُقتدى بكم في البقاء على هذه الأحوال الخطيرة ومعلوم أن قصدكم الأول هو نفوسكم لكن استروحتم لهذه الشبهة المخالفة لما كان عليه نبيكم –صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح حيث أخبر الله –عز وجل نبيه- صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ
مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) (1).
فأخبر سبحانه أنهم لا يرضون إلا باتباع ملتهم جملة ثم حذره من اتباع شيء من أهوائهم فهذا فيه بيان طريق الدعوة إلى الله حيث لا يدخل الداعي على بصيرة في شيء من مداخل أهل الباطل.
(1) - سورة البقرة، آية:(120).