الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن أقبح الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة
قال سفيان الثوري رحمه الله: إن أقبح الرغبة أن تطلب الدنيا بعمل الآخرة. وكان سري السقطي يذم من يأكل بدينه ويقول: من النذالة أن يأكل العبد بدينه.
وقال الإمام أحمد: لا تكتبوا العلم عمن يأخذ عليه عرضاً من الدنيا.
وقال بشر بن الحارث: مثل الذي يأكل من الدنيا بالعلم والدين مثل الذي يغسل يديه من الزهومة بماء تنظيف السمك أو مثل الذي يطفئ النار بالحلفاء.
يعني أن الذي يغسل يديه من الدسم ونحوه بماء تنظيف السمك يزيد اتساخاً ورائحة كريهة.
والمثل الآخر معناه أن الذي يأكل من
الدنيا بالعلم مثل الذي يريد إطفاء النار المشتعلة بالمتاع ونحوه بشجر يزيدها اشتعالا.
وذكر ابن المبارك في "كتاب الزهد" أن عيسى –عليه السلام أقبل على أصحابه ليلة رُفِعَ فقال لهم: لا تأكلوا بكتاب الله فإنكم إن لم تفعلوا أقعدكم الله على منابر الحجر منها خير من الدنيا وما فيها.
قال عبد الجبار: وهي المقاعد التي ذكر الله في القرآن (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ)(1).
وكان رجل ضرير يجالس سفيان الثوري فإذا كان شهر رمضان يخرج إلى السواد فيصلي بالناس فيكسى ويعطى. فقال سفيان: إذا
(1) - سورة القمر، آية:(55).
كان يوم القيامة أُثيب أهل القرآن من قراءتهم ويقال لمثل هذا: قد تعجلت ثوابك في الدنيا. فقال: يا أبا عبد الله تقول لي هذا وأنا جليسك. قال: أخاف أن يقال لي يوم القيامة كان هذا جليسك أفلا نصحته.
قال سرى السقطى: كيف يستنير قلب الفقير وهو يأكل من مال يغش في معاملته.
يريد بالفقير: السالك إلى الله. لا يقصد الذي ليس عنده مال.
قال بكر العابد: سمعت سفيان الثوري يقول: لا خير في القارئ يعظم أهل الدنيا.
لقي سفيان شريكاً بعدما ولي قضاء الكوفة فقال: ياعبد الله بعد الإسلام والفقه والخير تلي القضاء وصرت قاضياً. فقال له
شريك: يا أبا عبد الله لا بد للناس من قاض. فقال له سفيان: يا أبا عبد الله لا بد للناس من شرطي. قال بعض العلماء: وضعوا مفاتيح الدنيا على الدنيا فلم تنفتح فوضعوا عليها مفاتيح الآخرة فانفتحت.
فيه بيان أن العلم والدين مفاتيح الآخرة ليست كما وقع مفاتيح للدنيا.
سئل ابن المبارك: من سفلة الناس؟ قال: الذين يتعيشون بدينهم.
هذا قليل من كلام السلف في هذا الشأن فقارن بينه وبين أهل الوقت يتبين لك الفرق.