الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قافية اللام
[20]
قال أبو عمرو الشيباني: قال الأفوه الأودي هذه الأبيات يفخر بها على قوم من بني عامر، كانت بينه وبينهم دماء، فأدرك ثأره وزاد. وأعطاهم ديات من قتل فضلا على قتلى قومه. فقبلوا وصالحوه.
فقال يفتخر عليهم:
[من الطويل]
سَقَى دِمنَتَينِ لَم نَجِد لَهُما أَهلا
…
بِحَقلٍ لَكُم يا عِزَّ قَد رابَني حَقلا
نُقاتِلُ أَقواماً فَنَسبي نِساءَهُم
…
وَلَم يَرَ ذو عِزٍّ لِنِسوَتِنا حِجلا
نَقودُ وَنَأبى أَن نُقادَ وَلا نَرى
…
لِقَومٍ عَلَينا في مَكارِمِهِم فَضلا
وَإِنّا بِطاءُ المَشيِ عِند نِسائِنا
…
كَما قَيَّدتَ بِالصَيفِ نَجدِيَّةٌ بُزلا
نَظَلُّ غَيارى عِندَ كُلِّ سَتيرَةٍ
…
نُقَلِّبُ جيداً واضِحاً وَشَوىً عَبلا
أَلا أَبلِغا عَنّي يَزيدَ بنَ عامِرِ
…
بِأَنّا أُناسٌ لا نُضيعُ لنا ذَحلا
وَإِنّا لَنُعطي المالَ دونَ دِمائِنا
…
وَنَأبى فَما نُستامُ دونَ دَمٍ عَقلا
[21]
وقال أيضاً في الفخر والعتاب:
[من الطويل]
دَعَتنا بَنو سَعدٍ إِلى الحَربِ دَعوَةً
…
وَلَم يَكُ حَقّاً في السِلابِ خُذولُها
فَسائِل بِنا حَيَّي مُرَيبٍ فَمَأرِبٍ
…
بِرائِسِ حَجرِ حَزنُها وَسُهولُها
فَأُبنا بِحورٍ كَالظِباءِ وَجامِلٍ
…
وَلَم يَمنَعِ البيضَ الحِسانَ بُعولُها
تُناغي العَضاريطَ المُشاةَ خَرائِدٌ
…
تُمَسِّحُ أَطرافَ القِلاصِ ذُيولُها
[22]
وقال في الفخر:
[من الوافر]
فَسائِل جَمعَنا عَنّا وَعَنهُم
…
غَداةَ السَيلِ بِالأَسَلِ الطَويلِ
أَلَم نَترُك سَراتَهُمُ عَيامى
…
جُثوماً تَحتَ أَرجاءِ الذُيولِ
تُبَكّيها الأَرامِلُ بِالمَآلي
…
بِداراتِ الصَفائِحِ وَالنَصيلِ
وَقَد مَرَّت كُماةُ الحَربِ مِنّا
…
عَلى ماءِ الدَفينَةِ وَالحَجيلِ
[23]
وقال متحسرا ومتألما:
[من الوافر]
بَلَوتُ الناسَ قَرناً بَعدَ قَرنٍ
…
فَلَم أَرَ غَيرَ خَلّابٍ وَقالِ
وَذُقتُ مَرارَةَ الأَشياءِ جَمعاً
…
فَما طَعمٌ أَمَرُّ مِنَ السُؤالِ
وَلَم أَرَ في الخُطوبِ أَشَدَّ هَولاً
…
وَأَصعَبَ مِن مُعاداةِ الرِجالِ
[24]
[من الطويل]
فَرَدَّ عَلَيهِم وَالجِيادُ كَأَنَّها
…
قَطاً سارِبٌ يَهوي هُوِيَّ المُحَجَّلِ
بِداراتِ جُهدٍ أَو بِصاراتِ جُنبُلٍ
…
إِلى حَيثُ حَلَّت مِن كَثيبٍ وَعَزهَلِ
تَمَنّى الحِماسُ أَن تَزورَ بِلادَنا
…
وَتُدرِكَ ثَأراً مِن وَغانا بِأَفكَلِ