المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌قافية الراء [10] وقال يرثي نفسه: [من الطويل] أَلا عَلِّلاني وَاِعلَما أَنَّني غَرَر … - ديوان الأفوه الأودي

[الأفوه الأودي]

الفصل: ‌ ‌قافية الراء [10] وقال يرثي نفسه: [من الطويل] أَلا عَلِّلاني وَاِعلَما أَنَّني غَرَر …

‌قافية الراء

[10]

وقال يرثي نفسه:

[من الطويل]

أَلا عَلِّلاني وَاِعلَما أَنَّني غَرَر

وَما خِلتُ يُجديني الشَفاقُ وَلا الحَذَر

وَما خِلتُ يُجديني أَساتي وَقَد بَدَت

مَفاصِلُ أَوصالي وَقَد شَخَصَ البَصَر

وَجاءَ نِساءُ الحَيِّ مِن غَيرِ أَمرَةٍ

زَفيفاً كَما زَفَّت إِلى العَطَنِ البَقَر

وَجاؤوا بِماءٍ بارِدٍ وَبِغِسلَةٍ

فَيا لَكَ مِن غُسلٍ سَيتبَعُهُ عِبَر

ص: 70

فَنائِحَةٌ تَبكي وَلِلنَوحِ دَرسَةٌ

وَأَمرٌ لَها يَبدو وَأَمرٌ لَها يُسَر

وَمِنهُنَّ مَن قَد شَقَّقَ الخَمشُ وَجهَها

مُسَلِّبَةً قَد مَسَّ أَحشاءَها العِبَر

فَرَمّوا لَهُ أَثوابَهُ وَتفَجَّعوا

وَرَنَّ مُرِنّاتٌ وَثارَ بِه النَفَر

إِلى حُفرَةٍ يَأوي إِلَيها بِسَعيِهِ

فَذَلِكَ بَيتُ الحَقِّ لا الصوفُ وَالشَعَر

وَهالوا عَلَيه التُربَ رَطباً وَيابِساً

أَلا كُلُّ شَيءٍ ما سِوى تِلكَ يُجتَبَر

وَقالَ الَّذينَ قَد شَجَوتُ وَساءَهُم

مَكاني وَما يُغني التَأَمُّلُ وَالنَظَر

ص: 71

قِفوا ساعَةً فَاِسَتمتِعوا مِن أَخيكُمُ

بِقُربٍ وَذِكرٍ صالِحٍ حينَ يُدَّكَر

[11]

وقال في انتصار قومه على عرب الشمال:

[من الرمل]

إِن تَرى رَأسِيَ فيهِ قَزَعٌ

وَشَواتي خَلَّةً فيها دُوارُ

أَصبَحَت مِن بَعدِ لَونٍ واحدٍ

وَهيَ لَونانِ وَفي ذاكَ اِعتِبارُ

ص: 72

فَصُروفُ الدَهرِ في أَطباقِهِ

خِلعَةٌ فيها اِرتِفاعٌ وَاِنحِدارُ

بَينَما الناسُ على عَليائِها

إِذ هَوَوا في هُوَّةٍ مِنها فَغاروا

إِنَّما نِعمَةُ قَومٍ مُتعَةٌ

وَحَياةُ المَرءِ ثَوبٌ مُستَعارُ

وَلَياليهِ إِلالٌ لِلقُوى

مِن مُداهَ تَختَليها وَشِفارُ

ص: 73

تَقطَعُ اللَيلَةُ مِنهُ قُوَّةً

وَكَما كَرَّت عَلَيهِ لا تُغارُ

حَتَمَ الدَهرُ عَلَينا أَنَّهُ

ظَلَفٌ ما نالَ مِنّا وَجُبارُ

فَلَهُ في كُلِّ يَومٍ عَدوَةٌ

لَيسَ عَنها لِاِمرِئٍ طارَ مَطارُ

رَيَّشَت جُرهُمُ نَبلاً فَرَمى

جُرهُماً مِنهُنَّ فوقٌ وَغِرارُ

عَلَّموا الطَعنَ مَعَدّاً في الكُلى

وَاِدِّراعَ اللَأَمِ فَالطَرفُ يَحارُ

ص: 74

وَرُكوبَ الخَيلِ تَعدوالمَرَطى

قَد عَلاها نَجَدٌ فيهِ اِحمِرارُ

يا بَني هاجَرَ ساءَت خُطَّةً

أَن تَروموا النِصفَ مِنّا وَنُجارُ

إِن يَجُل مُهرِيَ فيكُم جَولَةً

فَعَلَيهِ الكَرُّ فيكُم وَالغِوارُ

كَشِهابِ القَذفِ يَرميكُم بِه

فارِسٌ في كَفِّهِ لِلحَربِ نارُ

شَنَّ مِن أَودٍ عَلَيكُم شَنَّةً

إِنَّهُ يَحمي حِماها وَيَغارُ

ص: 75

فارِسٌ صَعدَتُهُ مَسمومَةٌ

تَخضِبُ الرُمحَ إِذا طارَ الغُبارُ

مُستَطيرٌ لَيس مِن جَهلٍ وَهَل

لِأَخي الحِلمِ عَلى الحَربِ وَقارُ

يَحلُمُ الجاهِلُ لِلسِلمِ وَلا

يَقِرُ الحِلمُ إِذا ما القَومُ غاروا

نَحنُ أَودٌ وَلِأَودٍ سُنَّةٌ

شَرَفٌ لَيسَ لَنا عَنهُ قَصارُ

سُنَّةٌ أَورَثناها مَذحِجٌ

قَبلَ أَن يُنسَبَ لِلناسِ نِزارُ

ص: 76

نَحنُ قُدنا الخَيلَ حَتّى اِنقَطَعَت

شُدُنُ الأَفلاءِ عَنها وَالمِهارُ

كُلَّما سِرنا تَرَكنا مَنزِلاً

فيهِ شَتّى مِن سِباعِ الأَرضِ غاروا

وَتَرى الطَيرَ عَلى آثارِنا

رَأيَ عَينٍ ثِقَةً أَن سَتُمارُ

جَحفَلٌ أَورَقَ فيهِ هَبوَةٌ

وَنُجومٌ تَتَلَظّى وَشَرارُ

تَرَكَ الناسُ لَنا أَكتافَهُم

وَتَوَلَّوا لاتَ لَم يُغنِ الفِرارُ

ص: 77

مُلكُنا مُلكٌ لَقاحٌ أَوَّلٌ

وَأَبونا مِن بَني أَودٍ خِيارُ

وَلَقَد كُنتُم حَديثاً زَمَعاً

وَذُنابى حَيثُ يَحتَلُّ الصَغارُ

نَحنُ أَصحابُ شَباً يَومَ شَبا

بِصِفاحِ البيضِ فيهِنَّ اِظِّفارُ

عَنكُمُ في الأَرضِ إِنّا مَذحِجٌ

وَرُوَيداً يَفضَحُ اللَيلَ النَهارُ

ص: 78

[12]

وقال يفتخر:

[من الطويل]

أَبي فارِسُ الصَرماءِ عَمرُو بنُ مالِكٍ

غَداةَ الوَغى إِذ مالَ بِالجَدَّ عاثِرُ

غَداةَ أَقامَ الناسُ في حَجرَتَيهِم

ضِراباً كَما ذيدَ الخِماسُ البَواكرُ

بِضَربٍ يُطيرُ الهامَ عَن سَكِناتِهِ

وَإِصرادِ طَعنٍ وَالقَنا مُتَشاجِرُ

ص: 79

فَما غَمَرَتهُ الحَربُ إذ شَمَّرَت لَهُ

وَلا خارَ إِذ جُرَّت عَلَيهِ الجَرائِرُ

وَقَومي إِذا كَحلٌ عَلى الناسِ صَرَّحَت

وَلاذَ بِأَذراءِ البُيوتِ الأَباعِرُ

وَكانَ اِتِّياماً كُلُّ حَرفٍ غَزيرَةٍ

أَهانوا لَها الأَموالَ وَالعِرضُ وافِرُ

هُمُ صَبَّحوا أَهلَ الطِفافِ وَسِربَةٍ

بِشُعثٍ عَلَيها المُصلِتونَ المَغاوِرُ

ص: 80

كَأَنَّ الجِيادَ الشُعثَ تَحتَ رِحالِهِم

سَمامٌ دَعاها لِلمَزاحِفِ ناجِرُ

[13]

وجاء في كتاب الحيوان:

[من الكامل]

إِنَّ المَلامَةَ لا تَزالُ بِلا

عُذرٍ أَمامَ تَفَهُّمِ العُذرِ

ص: 81