المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة الثانية والعشرون، وعدتها 15 - ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي

[الجلال السيوطي]

الفصل: ‌الطبقة الثانية والعشرون، وعدتها 15

‌الطبقة الثانية والعشرون، وعدتها 15

الطبقة الثانية والعشرون، عدتها 15:

الذهبي 1 س الإمام الحافظ محدث العصر وخاتمة الحفاظ ومؤرخ الأعلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني ثم الدمشقي المقرئ:

ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة وطلب الحديث وله ثماني عشرة سنة فسمع الكثير ورحل وعين بهذا الشأن وتعب فيه وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه وتلا بالسبع وأذعن له الناس، حكي عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ، ولي تدريس الحديث بتربة أم الصالح وغيرها، وله من التصانيف:"تاريخ الإسلام" التاريخ الأوسط والصغير و"سير النبلاء" و"طبقات الحفاظ" التي لخصناها في هذا الكتاب وذيلنا عليها و"طبقات القراء" و"مختصر تهذيب الكمال" و"الكاشف" مختصر ذلك و"المجرد" في أسماء رجال الكتب الستة و"التجريد" في أسماء الصحابة و"الميزان" في الضعفاء و"المغني" في الضعفاء وهو مختصر نفيس وقد ذيلت عليه بذيل و"مشتبه النسبة" و"مختصر الأطراف" لشيخه المزي و"تلخيص المستدرك" مع تعقب عليه و"مختصر سنن البيهقي" و"مختصر المحلي" وغير ذلك وله معجم كبير وصغير ومختصر بالمحدثين2، والذي أقوله إن المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي والذهبي والعراقي وابن حجر، توفي الذهبي ليلة الاثنين ثالث من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبعمائة بدمشق وأضر قبل موته بيسير ورثاه التاج بن السبكي بقصيدة أولها:

من للحديث وللسارين في الطلب

من بعد موت الإمام الحافظ الذهبي

من للرواية والأخبار ينشرها

بين البرية من عجم ومن عرب

من للدراية والآثار يحفظها

بالنقد من وضع أهل الغي والكذب

من للصناعة يدري حل معضلها

حتى يريك جلاء الشك والريب

ومنها:

1 الدرر الكامنة 3/ 204 "3527".

2 وقد ذكر فيه غالب الطبقة من أهل ذلك العصر وقد عاش الكثير منهم بعده بكثير بالصلاح العلائي والعز أبي عمر بن جماعة والعماد بن كثير والتقي بن رافع والبهاء بن خليل والتاج السبكي والعفيف المطري والحافظ الحسيني بل منهم من عاش بعده أكثر من أربعين سنة كشمس الدين محمد بن سند السابق ذكره في ذيل ابن فهد والآتي ذكره في ذيل الجلال السيوطي فإنه توفي سنة 792 وهو آخر المذكورين في المعجم المختص وفاةً كما في إنباء الغمر والدرر الكامنة وسيأتي ذلك في ترجمته. "الطهطاوي".

ص: 231

هو الإمام الذي روت روايته

وطبق الأرض من طلابه النجب

ثبت صدوق خبير حافظ يقظ

في النقل أصدق أنباء من الكتب

الله أكبر ما أقرأ وأحفظه

من زاهد ورع في الله مرتقب

القطب الحلبي 1 س الإمام العالم المقرئ الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها قطب الدين أبو علي عبد الكريم بن عبد النور بن منير بن عبد الكريم بن علي بن عبد الحق بن عبد الصمد بن عبد النور الحلبي ثم المصري أحد من جرد العناية بالرواية:

ولد في رجب سنة أربع وستين وستمائة وسمع من العز الحراني وغازي الحلاوي والفخر وآخرين وخرج لنفسه التساعيات والبلدانيات والمتباينات وبلغ شيوخه الألف وتلا بالسبع على أبي الطاهر المليجي وغيره، وكان خيرًا متواضعًا حسن السمت غزير المعرفة متقنًا اختصر الإلمام فحرره وشرح سيرة عبد الغني وشرع في شرح البخاري مطولا بيض منه النصف وجمع لمصر تاريخا حافلا لو تم بلغ عشرين مجلدًا، أعاد ودرس في الحديث بأماكن، أجاز للتاج السبكي ومات في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.

فتح الدين بن سيد الناس 2 س الإمام العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع أبو الفتح محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن سيد الناس بن أبي الوليد ابن منذر بن عبد الجبار بن سليمان اليعمري الأندلسي الأصل المصري:

ولد في ذي القعدة سنة إحدى وسبعين وستمائة وسمع من غازي والعز3 وخلائق نحو الألف ولازم ابن دقيق العيد وتخرج عليه وأعاد عنده عليه وكان يحبه ويثني عليه وأخذ العربية عن البهاء بن النحاس وكتب الخط المغربي والمصري فأتقنهما وكان أحد الأعلام الفاظ إماما في الحديث ناقدا في الفن خبيرا بالرجال والعلل والأسانيد عالما بالصحيح والسقيم له حظ من العربية حسن التصنيف صحيح العقيدة أديبا شاعرا بارعا متنفننا في البلاغة ناظما ناثرا مترسلا، ولي درس الحديث بالظاهرية وغيرها، وصنف السيرة الكبرى والصغرى "وشرح الترميذي" لم يكمله فأتمه الحافظ أبو الفضل العراقي4 مات في شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ولم يخلف في مجموعة مثله.

1 الدرر الكامنة 2/ 241 "2485".

2 الدرر الكامنة 4/ 133 "4556".

3 أي من غازي الحلاوي والعز الحراني كما تقدم في ذيل الحافظ الحسيني قال الحافظ الذهبي في أواخر طبقات الحفاظ: ولحق بدمشق ابن المجاور ومحمد بن مؤمن، ثم قال: لم أسمع منه شيئا وقال في المعجم المختصب: جالسته وسمعت بقراءته وأجاز لي مروياته. "الطهطاوي".

4 بل لم يتمه هو أيضًا كما تقدم فيما علقناه على ترجمته في ذيل الحسيني.

ص: 232

ابن عبد الهادي 1 س الإمام الأوحد المحدث الحافظ الحاذق الفقيه البارع المقرئ النحوي اللغوي ذو الفنون شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي الحنبلي أحد الأذكياء:

ولد في رجب سنة خمس أو ست وسبعمائة وسمع من ابن عبد الدائم2 والطبقة وتفقه بابن مسلم3 وتردد إلى ابن تيمية ومهر في الحديث والفقه والأصول والعربية، قال الصفدي: لو عاش لكان آية كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبية وفوائد عربية فينحدر كالسيل وكنت أراه يوافق4 المزي في أسماء الرجال ويرد عليه فيقبل منه، وقال ابن كثير: كان حافظا علامة ناقدا حصل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ ولا الأكابر وبرع في الفنون وكان جبلا في العلل والطرق والرجال حسن الفهم جدا صحيح الذهن، قال المزي: ما لقيته إلا واستفدت منه وكذا قال الذهبي أيضا، ودرس بالصدرية والغياثية وصنف شرحا على التسهيل والأحكام في الفقه والرد على السبكي في مسألة الزيارة سماه "الصارم المنكي" و"المحرر في اختصار الإلمام" و"الكلام على أحاديث مختصر ابن الحاجب" و"العلل" على ترتيب كتب الفقه و"التفسير المسند" لم يتمه واختصر التعليق لابن الجوزي وزاد عليه5 ومات في جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبعمائة.

السبكي 6 س الإمام الفقيه المحدث الحافظ المفسر الأصولي المتكلم النحوي اللغوي

1 الدرر الكامنة 3/ 102 "3521".

2 وليس المراد به أبا العباس أحمد بن عبد الدائم "المتوفى سنة 667" لأنه لم يدركه بل المراد به ابنه أبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم "المتوفى سنة 718" ولو قال من أبي بكر بن عبد الدائم كما عبر الحافظ الحسيني في ذيله لكان أحسن. "الطهطاوي".

3 بتشديد اللام كما في الدرر الكامنة وهو قاضي قضاة الحنابلة بدمشق شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مسلم بن مالك بن مزروع بن جعفر الصالحي "المتوفى بالمدينة المنورة سنة ست وعشرين وسبعمائة عن أربع وستين سنة ورأيت في طبقات الحفاظ ابن رجب والمنهج الأحمد أن الشمس بن عبد الهادي المذكور قرأ الفقه على مجد الدين الحراني وهو الإمام الفقيه مجد الدين أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن الفراء الحراني ثم الدمشقي "المتوفى بها سنة تسع وعشرين وسبعمائة عن أربع وثمانين سنة" فلعله تفقه بهما والله أعلم. "الطهطاوي".

4 وصوابه "يواقف" بتقديم القاف على الفاء كما في عبارة الصلاح الصفدي المنقولة عنه في بغية الوعاة أي يقف معه. "الطهطاوي".

5 وسماه تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق وهو مفيد جدًّا لمن يعني بأحاديث الأحكام محص به الأصل واختصره وأبدى ما لابن الجوزي من الأوهام في كتابه "التحقيق في أحاديث التعليق" الذي اشترط فيه على نفسه أن يخرج ما ذكره فقهاء المذاهب تعليقًا من الأحاديث ويتكلم عليها من غير تعصب لمذهب على مذهب.

6 الدرر الكامنة 3/ 38 "2781".

ص: 233

الأديب المجتهد تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار بن سليم شيخ الإسلام إمام العصر:

ولد في صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وأخذ الفقه عن ابن الرفعة والحديث عن الشرف الدمياطي والقراآت عن التقي الصائغ والأصلين والمعقول عن العلاء الباجي والخلاف والمنطق عن السيف البغدادي1 والنحو عن أبي حيان والتصوف عن التاج بن عطاء وسمع من ابن الصواف وعدة وأقبل على التصنيف والفتيا وصنف أكثر من مائة وخمسين مصنفا وتصانيفه تدل على تبحره في الحديث وغيره وسعة باعه في العلوم وتخرج به فضلاء العصر وولي قضاء الشام بوفاة الجلال القزويني وخرج له الحافظ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أيبك الدمياطي، ولما توفي المزي عينت مشيخة دار الحديث الأشرفية للذهبي فقيل إن شرط واقفها أن يكون الشيخ أشعري العقيدة والذهبي متكلم فيه فوليها السبكي قال ولده: والذي نراه أنه ما دخلها أعلم منه ولا أحفظ من المزي ولا أورع من النووي2 وابن الصلاح قال: وليس بعد المزي والذهبي أحفظ منه، ونقل لنا أنه نظم في دار الحديث المذكور قوله:

وفي دار الحديث لطيف معنى

أحن إلى جوانحها وآوي

لعلي أن أمسَّ بحرِّ وجهي

محلًّا مسه قدم النواوي

توفي بمصر سنة ست وخمسين وسبعمائة.

البرزالي 3 س الإمام الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر علم الدين أبو محمد القاسم ابن البهاء محمد بن يوسف ابن الحافظ زكي الدين محمد بن يوسف الدمشقي:

ولد في جمادى الأولى سنة خمس وستين وستمائة وسمع كثيرًا ورحل وأمعن في طلب الحديث مع الإتقان والفضيلة وخرج لنفسه معجمًا في سبعة مجلدات عن أكثر من ثلاث آلاف شيخ، وفيه يقول الذهبي:

إن رمت تفتيش الخزائن كلها

وظهور أجزاء بدت وعوالي

ونعوت أشياخ الوجود وما رووا

طالع أو أسمع معجم البرزالي

1 والذي في طبقات ابنه التاج السبكي "عن الشرف البغدادي" ومثله في الدرر الكامنة. "الطهطاوي".

2 شارح مسلم نسبة إلى "نوي" بأرض الشام، وأما النووي المذكور في ص "80" فمنسوب إلى "نوى" من أعمال القليوبية ذكره ابن قاضي شهبة على ما أفاده مسندة العصر الأستاذ السيد أحمد رافع الطهطاوي حفظه الله.

3 الدرر الكامنة 3/ 143 "3242".

ص: 234

ولي تدريس الحديث بالنورية وغيرها، وله تاريخ ذيل1 به على أبي شامة وكان قوي المذاكرة عارفًا بالرجال لا سيما شيوخ زمانه وأهل عصره ولم يخلف في معناه مثله، مات بمكة في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة رحمه الله وإيانا.

ابن مظفر س الإمام المحدث المسند الحافظ 2 المحرر شهاب الدين أبو العباس أحمد ابن مظفر بن أبي محمد بن مظفر بن بدر بن حسن بن مفرح بن بكار النابلسي سبط الحافظ زين الدين خالد النابلسي:

ولد سنة خمس وسبعين وستمائة وسمع من الفخر وخلائق نحو السبعمائة، قال الذهبي في المعجم الكبير: وله معرفة وحفظ وقال في المختص: الحافظ المحرر، وقال البرزالي: محدث فاضل على ذهنه فضيلة وفوائد كثيرة تتعلق بهذا الشأن، وقال الحسيني: كان من أئمة هذا الشأن رحل وحصل وألف وخرج وله تاريخ3 مات في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.

أحمد بن أيبك 4 س ابن عبد الله الحسامي الدمياطي الحافظ المخرج المفيد محدث مصر شهاب الدين أبو الحسين:

ولد سنة سبع وسبعمائة5 وسمع من حسن الكردي وخلائق وخرج وانتقى وأفاد وله مجاميع وذيل في الوفيات على الحسيني وشرع في تخريج أحاديث الرافعي سمع عليه أبو الخير بن العلائي ومات سنة تسع وأربعين وسبعمائة في رمضان بالطاعون رحمه الله تعالى.

ابن رُشيد 6 ف الإمام المحدث ذو الفنون محب الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن إدريس بن سعيد بن مسعود بن حسن بن محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي:

قال لسان الدين بن الخطيب في تاريخ غرناطة: كان إمامًا مضطلعًا

1 وقد بدأ فيه من سنة ولادته التي هي سنة خمس وستين وستمائة كما وجده الحافظ ابن ناصر الدين بخطه وهي سنة وفاة الإمام أبي شامة قال الحافظ الذهبي: وهو الذي حبب إليّ طلب الحديث فإنه رأى خطي فقال خطك يشبه خط المحدثين فأثر قوله فيّ وسمعت منه وتخرجت به في أشياء. "الطهطاوي".

2 الدرر الكامنة "1/ 186 "799".

3 قال ابن ناصر الدين: له مصنف في ذكر أبي هريرة رضي الله عنه ومصنف في ترجمة الحافظ أبي القاسم بن عساكر وكتب كثيرا وعلق وألق وخرج وطبق. اهـ.

4 الدرر الكامنة "1/ 67 "299".

5 والذي تقدم في ذيل الحافظ الحسيني أنه ولد سنة سبعمائة وهو الصواب الموافق لما في الدرر الكامنة وحسن المحاضرة للمؤلف. "الطهطاوي".

6 بالياء المثناة التحتية بعد الشين المعجمة كما وقع في الدرر الكامنة بخط البرهان البقاعي والديباج المذهب لابن فرحون، وقد سبق في ذيل ابن فهد ص67 ضبط الراء بالضم. انظر الدرر الكامنة 4/ 70 "4288".

ص: 235

بالعربية واللغة والعروض فريد دهره عدالة وجلالة وحفظًا وأدبًا عالي الإسناد صحيح النقل تام العناية بصناعة الحديث قيمًا عليها بصيرًا بها محققًا فيها ذاكرًا للرجال فقيهًا ذاكرًا للتفسير ريان من الأدب حافظًا للأخبار والتواريخ مشاركًا في الأصلين عارفًا بالقراآت حسن الخلق كثير التواضع قرأ على ابن أبي الربيع وحازم القرطاجني ورحل فأخذ بمصر والشام والحجاز عن الدمياطي والقطب القسطلاني وخلائق ضمنهم رحلته التي سماها "ملء العيبة"1 وهي ست مجلدات قلت: وقفت عليها بمكة وعلقت منها فوائد واستفدت منها الحديث المسلسل بالنحاة، وعاد إلى غرناطة فنشر بها العلم، وقال ابن حجر طلب الحديث فمهر فيه وألف "إيضاح المذاهب فيمن يطلق عليه اسم الصاحب" و"ترجمان التراجم على أبواب البخاري" أطال فيه النفس ولم يكمل مولده سنة سبع وخمسين وستمائة بسبتة ومات بفاس في محرم سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.

نجم الدين الدهلي 2 س أبو الخير سعيد بن عبد الله الحريري الجلالي:

قال الصلاح الصفدي في تاريخه: الحافظ الإمام العالم: نشأ ببغداد وارتحل إلى مصر وأقام بدمشق وعمل في الحديث عملا جيدا ليس اليوم في الشام مثله في الفرائض3 وأسماء الرجال وهو حافظ الشام بعد الذهبي، وله تآليف منها "تفتت الأكباد في واقعة بغداد" وقال الذهبي سمع المزي من السروجي عنه، ولد سنة اثنتي عشرة وسبعمائة ومات في خامس عشري من ذي القعدة سنة تسع وأربعين وسبعمائة وبالطاعون.

الشهاب الهكاري 4 ك أحمد بن أحمد بن أحمد بن الحسين بن موسى بن موسك الكردي الأصل الهكاري الشيخ شهاب الدين أبو سعيد بن الشهاب أبي الحسن: 5

سمع من ابن الصواف ووزيره وعني بطلب الحدث، قال الحافظ أبو الفضل بن حجر: وكان عرافًا بالرجال - جمع كتابًا في رجال الصحيحين- موصوفًا بالدين والخير متواضعًا وأعاد بالجامع الحاكمي، مات في ثامن من جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وسبعمائة6.

1 وهي رحلته المشرقية الكبرى التي سماها "ملء العيبة فيما جمع بطول الصحبة في الوجهتين الكريمتين مكة وطيبة" قال ابن حجر في الدرر الكامنة: صنف كتاب "الرحلة المشرقية" في ستة مجلدات فيه من الفوائد شيء كثير وقفت عليه وانتخبت منه. اهـ.

2 الدرر الكامنة 2/ 81 "1815".

3 في النسخة التيمورية "في التراجم" وهو الأظهر.

4 الدرر الكامنة 1/ 61 "266".

5 وصوابه "أبي الحسين" كما في الدرر الكامنة في ترجمته وترجمة أبيه. "الطهطاوي".

6 وقال ابن حجر: ووهم من أرخه سنة اثنتين.

ص: 236

ابن حبيب 1 ك المحدث الحافظ أبو القاسم عمر بن حسن بن عمر بن حبيب الدمشقي الحلبي:

ولد سنة ثلاث وستين وستمائة وسمع من الفخر وعدة وعني بالرواية وعمل لنفسه فهرسًا حافلًا وخرج له الذهبي معجما، وكان خبيرا بالحديث والأسانيد والمتون وغيره أتقن منه، درس الحديث بحلب وولي الحسبة بها ومات سنة ست وعشرين وسبعمائة.

السراج القَزويني 2 ك الحافظ الكبير محدث العراق سراج الدين عمر بن علي بن عمر:

ولد سنة ثلاث وثمانين وستمائة وعني بالحديث وسمع من الرشيد أبي سعد بن أبي القاسم ومحمد بن عبد المحسن الدواليبي وخلائق وصنف التصانيف وعمل الفهرست أجاد فيه ومات سنة خمس وسبعين3 وسبعمائة، روى عنه المجد الشيرازي صاحب القاموس.

أمين الدين الواني 4 ك محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد الدمشقي الحنفي أبو عبد الله:

ولد سنة أربع وثمانين وستمائة وطلب الحديث فسمع من ابن عساكر وغيره وتعب وحصل، قال الذهبي: كان من أنبه الطلبة وأجودهم خرج وأفاد ورحل مرات وقال ابن رافع طبق الدنيا بالسماع وصار عالما حافظا وقال البرزالي: كان يعرف العوالي ويفيدها الرجال مات في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.

ابن المرابط 5 ك الحافظ أبو عمرو محمد بن عثمان بن يحيى بن أحمد بن عبد الرحمن بن ظافر الغرناطي:

ولد في رجب سنة ثمانين وستمائة وسمع من ابن الزبير سنن النسائي الكبرى وتلا عليه بالسبع وقدم مصر فسمع من الدمياطي وغيره وسكن دمشق وسمع منه المزي والحفاظ وأثنى عليه الحسيني وخرج لشيخه ابن رشيد أربعين تساعيات فيها تخليط فكأنه ليس بالمتقن6 مات في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة.

1 الدرر الكامنة 3/ 94 "3008".

2 الدرر الكامنة 3/ 106 "3056".

3 ويظهر أن هذه العبارة فيها تحريف وزيادة من قلم ناسخ أو غيره والأصل "سنة خمسين وسبعمائة" وهذا هو الموجود في عبارة الدرر الكامنة التي هي مأخذ عبارة المؤلف فيما يظهر والله أعلم.

كذا في الأصل: في ترجمة أمين الدين الواني "ويفيدها الرجال" وصوابه "للرحال" بالحاء المهملة جمع راحل أي للذين يرحلون إليه للأخذ عنه وعبارة العلم البرزالي الذي نقل المؤلف عنه هذه الجملة "ويفيدها للرحالة" ولعل المراد مطلق من يذهبون إليه للسماع منه. "الطهطاوي".

4 الدرر الكامنة 3/ 178 "3416".

5 الدرر الكامنة 4/ 29 "4111".

6 قال ابن حجر: رأيت جزءا له حط فيه على الذهبي وترجمه ترجمة أفرط في ذمه فيها وتعقبها البرهان بن جماعة على الهامش فالله يرحم الجميع. اهـ. وقد عاب ابن المرابط في جزئه هذا الذهبي بثلبه الناس وذكره لمساوئهم وقال إن ذلك غيبة لا تجوز وإن الجرح قد انقطعت فائدته من رأس الأربعمائة وقسم تاريخ الذهبي لأربعة أقسام قسم منها محض غيبة

إلى آخر ما يذكره.

ص: 237