المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة الرابعة والعشرون، وعدتها 9: - ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي

[الجلال السيوطي]

الفصل: ‌الطبقة الرابعة والعشرون، وعدتها 9:

‌الطبقة الرابعة والعشرون، وعدتها 9:

ابن رجب 1 ف هو الإمام الحافظ المحدث الفقيه الواعظ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن بن محمد بن مسعود السلامي البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي:

وُلد في بغداد في ربيع الأول سنة ست وسبعمائة2 وسمع من أبي الفتح الميدومي وعدة وأكثر الاشتغال حتى مهر وصنف "شرح الترمذي" و"شرح علل الترمذي" و"شرح قطعة من البخاري"3 و"طبقات الحنابلة"4 وغيرها، مات في رجب سنة خمس وتسعين وسبعمائة.

ابن مسلم 5 ك عمر بن مسلم -بتشديد اللام- بن سعيد بن عمر بن بدر6 الدمشقي الشيخ زين الدين القرشي:

كان بارعا في التفسير يحفظ المتون ويعرف أسماء الرجال وشارك في العربية كثير الإقبال على الاشتغال والمطالعة لا يني7 مشهورا بقوة الحفظ وعدم النسيان والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكانت له سمعة وصيت، ولد في شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة وتفقه وتعانى عمل المواعيد وتصدر للتدريس والإفتاء، مات في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة رحمه الله تعالى8.

1 الدرر الكامنة 2/ 195 "2277".

2 وهو تابع في ذلك لما في الدرر الكامنة ولا صحة له كيف ووالده الشهاب أبو العباس أحمد بن رجب البغدادي المقرئ قد ولد في خامس عشر من ربيع الأول من السنة المذكورة كما في المنهج الأحمد أو من سنة سبع وسبعمائة كما في الرد الوافر؟! والصواب ما في إنباء الغمر للحافظ ابن حجر من أنه ولد سنة ست وثلاثين وسبعمائة يؤيده قول صاحب المنهج الأحمد قدم مع والده من بغداد إلى دمشق وهو صغير سنة أربع وأربعين وسبعمائة وقد تقدم التنبيه على ذلك. "الطهطاوي".

3 إلى الجنائز وسماه "فتح الباري" وأخذ منه ابن حجر اسم شرحه على البخاري.

4 وهو ذيل الطبقات "ابن أبي يعلى" لا "أبي يعلى" وإن وقع في خط ابن حجر.

5 الدرر الكامنة 3/ 115 "3104".

6 كذا جاء في كلام غير واحد ووقع في النسخة التي بيدي من إنباء الغمر "عمر بن سعيد بن عمر بن بدر بن مسلم بن سعيد القرشي البلخي الأصل الدمشقي الكتاني بالمثناة المشددة ثم النون" وقد سقط من هذه العبارة اسم أبيه مسلم فقد جاء بعد ذلك في إنباء الغمر في ترجمة ابنه أحمد ما لفظه القاضي شهاب الدين أحمد بن زين الدين عمر بن مسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مسلم القرشي الدمشقي

إلخ وفي ترجمة ابنه محمد ما لفظه شمس الدين محمد بن عمر بن مسلم بن سعيد القرشي الدمشقي أخو شهاب الدين ابن الشيخ زين الدين

إلخ فليعلم. "الطهطاوي".

7 وعبارة غيره "لا يمل" ولعله الأنسب. "الطهطاوي".

8 ونقموا عليه أنه كان ممن بالغ في القيام على تاج الدين السبكي لما امتحن مع أنه هو الذي أدخله في الفقهاء. الدرر الكامنة.

ص: 243

ابن سند 1 ف الحافظ شمس الدين أبو العباس محمد بن موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي المصري الأصل الشامي:

ولد في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وسبعمائة وتفقه قليلا وأخذ عن الأسنوي والتاج السبكي ولازمه وولاه عدة وطائفة2 والتاج المراكشي وأجازه بالعربية، وأجازه بالإفتاء العلائي وابن كثير وطلب الحديث بعد أربعين سنة3 فسمع من جماعة ورافق العراقي في السماع وولي مشيخة الحديث بأماكن وذكره الذهبي في المعجم المختص وهو آخر المذكورين فيه وفاة وذيل على العبر بعد ذيل الحسيني وخرج الأربعين المتابينة وغير ذلك، مات في صفر سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة.

ابن الملقن ف الإمام الفقيه الحافظ ذو التصانيف الكثيرة سراج الدين أبو حفص عمر ابن الإمام النحوي نور الدين أبي الحين علي بن أحمد بن محمد الأنصاري الشافعي أحد شيوخ الشافعية وأئمة الحديث:

ولد سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة وسمع من الميدومي وعدة وتخرج في الحديث بالزين الرحبي ومغلطاي وبرع في الفقه والحديث وصنف فيهما الكثير "كشرح البخاري" و"شرح العمدة" وألف في المصطلح "المقنع"4 حدثنا عنه غير واحد، مات في ليلة الجمعة سادس عشر من ربيع الأول سنة أربع وثمانمائة.

البلقيني ف هو الإمام العلامة شيخ الإسلام الحافظ الفقيه البارع ذو الفنون المجتهد سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر الكناني الشافعي:

ولد في ثانٍ من شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة وسمع من ابن القماح وابن عبد الهادي وابن شاهد الجيش وآخرين وأجاز له المزي والذهبي وخلق لا يحصون وأخذ الفقه عن ابن عدلان والتقي السبكي والنحو عن أبي حيان وانتهت إليه

1 الدرر الكامنة 4/ 167 "4727".

2 ولعله "عدة من وظائفه" أي أنابه عنه فيها ففي إنباء الغمر وناب عن بعض القضاة الشافعية كالتاج السبكي وكان شديد اللزوم له وقارئا لتصانيف في دروسه وناب عنه في مشيخة دار الحديث الأشرفية وغيرها. "الطهطاوي".

3 أي بعد سنة أربعين وسبعمائة كما تفيده عبارة إنباء الغمر. "الطهطاوي".

4 والذي في معجم الحافظ ابن حجر في ترجمته وصنف في علوم الحديث مختصرا سماه الكافي. اهـ. هكذا رأيت في النسخة التي بيدي منه وتقدم في كلام الحافظ تقي الدين بن فهد في ترجمته أنهما كتابان له في علوم الحديث ولعل الكافي مقتضب من المقنع والله أعلم وقد قال هو في إجازة كتبها بخطه وهو بمكة تجاه الكعبة في ذي الحجة من سنة 761: ووقع لي عدة أحاديث تساعيات ذكرت ثلاثة منها في آخر كتابي المقنع في علوم الحديث. اهـ. ثم رأيت صاحب الضوء اللامع نقل في ترجمته عن الحافظ ابن حجر أن له في علوم الحديث المقنع وقال: قلت: وقفت عليه وهو في مجلد وله فيها التذكرة في كراسة رأيتها أيضًا. اهـ. ورأيت في كشف الظنون أنه اقتضب من المقنع مختصرا سماه التذكرة وشرحه شرحا صغيرا ولم يذكر كل منهما الكافي ولعله هو التذكرة والله أعلم. "الطهطاوي".

ص: 244

رياسة المذهب والإفتا وولي قضاء الشام سنة تسع وستين عوضا عن تاج الدين السبكي فباشره دون السنة وولي تدريس الخشابية والتفسير بجامع ابن طولون والظاهرية وغير ذلك وألف في علم الحديث "محاسن الاصطلاح وتضمين ابن الصلاح"1 وله "شرح على البخاري"2 والترمذي وأشياء أخر، مات في عاشرمن ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة.

العراقي ف الحافظ الإمام الكبير الشهير أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم العراقي حافظ العصر:

ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة بمنشأة المهزاني بين مصر والقاهرة وكان أصل أبيه من بلدة يقال لها رازيان من عمل أربل وقدم القاهرة وهو صغير فنشأ في خدمة الصالحين ومن جملتهم الشيخ تقي الدين القنائي ويقال إنه بشره بالشيخ وقال: سمه عبد الرحيم، يعني باسم جده الأعلى الشيخ عبد الرحيم القنائي أحد المعتقدين بصعيد مصر فكان كذلك، وأول ما أسمع الحديث على سنجر الجاولي والتقي الأخنائي ثم أسمع على ابن شاهد الجيش وابن عبد الهادي والتقي السبكي واشتغل بالعلوم وأحب الحديث فأكثر من السماع وتقدم في فن الحديث بحث كان شيوخ عصره يبالغون في الثناء عليه بالمعرفة كالسبكي والعلائي والعز بن جماعة والعماد بن كثير وغيره، ونقل عنه الشيخ جمال الدين الأسنوي في المهمات ووصفه بحافظ العصر وكذلك وصفه في الطبقات في ترجمة ابن سيد الناس فقال: وشرح -يعني ابن سيد الناس- قطعة من الترمذي نحو مجلدين وشرع في إكماله حافظ الوقت زين الدين العراقي إكمالا مناسبا لأصله انتهى، وله من المؤلفات في الفن "الألفية" التي اشتهرت في الآفاق وشرحها و"نكت ابن الصلاح" و"المراسيل" و"نظم الاقتراح" و"تخريج أحاديث الأحياء" في خمس مجلدات ومختصره سماه "المغني" في مجلدة وبيض من "تكملة شرح الترمذي" كثيرًا وكان أكمله في المسودة أو كاد و"نظم منهاج البيضاوي" في الأصول و"نظم غريب القرآن" و"نظم السيرة النبوية" في ألف بيت، وولي قضاء المدينة الشريفة.

قال الحافظ ابن حجر: وشرع في إملاء الحديث من سنة ست وتسعين3 فأحيا الله

1 والذي ذكره الحافظ ابن حجر في معجمه في ترجمته أن اسم كتابه هذا "محاسن الاصطلاح وتضمين علوم الحديث لابن الصلاح" قال: اختصر فيه كتاب ابن الصلاح وزاد فيه أشياء من إصلاح ابن الصلاح لمغلطاي فنبه على بعض أوهام مغلطاي وقلده في بعضها وزاد فيه بعض مباحث أصولية وليس هو على قدر رتبته في العلم. "الطهطاوي".

2 على عشرين حديثا منه فقط.

3 والذي في معجم الحافظ ابن حجر "من سنة خمس وتسعين" وتقدم في ذيل التقي بن فهد ما يوافقه. "الطهطاوي".

ص: 245

به سنة الإملاء بعد أن كانت دائرة فأملى أكثر من أربعمائة مجلس، قال الحافظ: وكانت أماليه يمليها من حفظه متقنة مهذبة محررة كثيرة الفوائد الحديثية، قال: وكان الشيخ منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار نزر الكلم طارحا للتكلف لطيف المزاح سليم الصدر كثير الحياء قل أن يواجه أحدا بما يكرهه ولو آذاه، متواضعا حسن النادرة والفكاهة وكان لا يترك قيام الليل بل صار له كالمألوف وكان كثير التلاوة إذا ركب وكان عيشه ضيقا، قال رفيقه الشيخ نور الدين الهيثمي: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وعيسى عليه السلام عن يمينه والشيخ زين الدين العراقي عن يساره، مات ثامن من شعبان سنة ست وثمانمائة رحمه الله تعالى.

الهيثمي ف الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن عمر بن صالح رفيق الحافظ أبي الفضل العراقي:

ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ورافق العراقي في السماع فسمع جميع ما سمعه وكان ملازما له مبالغا في خدمته وكان يحفظ كثيرا من متون الأحاديث فكان إذا سُئل العراقي عن حديث بادر إلى إيراده فيظن من لا خبرة له أنه أحفظ منه وليس كذلك وإنما الحفظ المعرفة وكان العراقي يحبه كثيرا ويرشده إلى التصنيف ويؤلف له الخطب للكتب، جمع زوائد مسند أحمد على الكتب الستة ثم مسند البزار ثم أبي يعلى ثم معجم الطبراني الكبير ثم الأوسط والصغير ثم جمع هذه الستة في كتاب محذوفة الأسانيد وتكلم على كل حديث عقبه1 وله "زوائد الحلية" و"زوائد صحيح ابن حبان على الصحيحين" وغير ذلك، قال الحافظ ابن حجر: كان خيرا ساكنا صينا سليم الفطرة شديد الإنكار للمنكر لا يترك قيام الليل، مات في تاسع عشري رمضان سنة سبع وثمانمائة.

ابن عشائر ف الحافظ ناصر الدين أبو المعالي محمد بن علي بن محمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن أبي حامد بن أبي المكارم عبد المنعم بن عشائر السلمي الحلبي الخطيب:

ولد سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة في ربيع الأول وأخذ عن التاج السبكي وابن قاضي الجبل والأعمى والبصير وسمع من الصلاح الصفدي وابن المهندس وأصحاب الفخر واعتنى بالحديث وأخذ العلم عن جمع وكان فاضلا عالما مشاركا في العلوم سريع الحفظ جدا، له تعاليق ومجاميع مفيدة، مات بمصر في ربيع الثاني2 سنة تسع وثمانين وسبعمائة.

1 وسماه "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" وهو من أهم كتب السنن بعد الأصول الستة، ومن يطلع عليه يخضع لجلالة قدر مؤلفه في الحديث.

2 قال ابن حجر: مات في شهر ربيع الأول، وبخط القاضي علاء الدين في 26 ربيع الآخر. اهـ.

ص: 246

الحسباني ف الحافظ شهاب الدين أحمد بن العماد إسماعيل بن خليفة الدمشقي:

ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة واشتغل وعني بالفن ومهر فيه واعتنى بضبط الأسماء وتحرير المشتبه وسمع الكثير وبرع في الفقه والفرائض والعربية والأصول وولي دار الحديث الأشرفية وغيرها ثم قضاء الشام قال ابن حجر: وكان الشيخ سراج الدين البلقيني يعظمه ويشهد له أنه أحفظ أهل دمشق للحديث، مات سنة خمس عشرة وثمانمائة1.

1 يقول السخاوي: مات في يوم الأربعاء عاشر من ربيع الآخر سنة خمس وثمانمائة بمنزله بالصالحية. اهـ.

ص: 247