الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غرائب الغرب وأذنابهم في احتفالهم برأس السنة الميلادية
(1):
عيد رأس السنة الميلادية أكبر مناسبة في الغرب النصراني، والاحتفالات بهذا العيد تقام في يوم وليلة الخامس والعشرين من شهر ديسمبر (كانون الأول) في المجتمعات النصرانية الغربية، وبعد ذلك بحوالي أسبوعين عند النصارى الشرقيين، حيث تغلق جميع الدوائر الرسمية وغير الرسمية أبوابها، وكذلك المستشفيات والمحلات التجارية وتتوقف كثير من وسائل المواصلات كالحافلات والقطارات عن العمل، وفي العموم فإن حركة الحياة تتوقف في ذلك اليوم كما لو كان الناس قد نزلوا إلى ملاجئهم إثر غارة جوية معادية!
لكن لعل المقيم في تلك البلاد أو الزائر في ذلك اليوم والليلة يرى أن نوعين من المحلات لا تغلق أبوابها، بل
(1) باختصار من مقال: عندما تصبح الأعياد مآتم، مجلة البيان، العدد الرابع.
يزدهر سوقها ويكثر روادها، وهما: حانات الخمور والبارات التي يُشرب فيها الخمر والمسكرات؛ حيث يفرط الناس بشربها إلى حد فقدان العقل وفقدان السيطرة على السلوك مما حدا بالشرطة البريطانية إلى إصدار قرار بتخفيض النسبة المسموح بها من الشراب لمن يقود السيارة إلى خمسين بالمائة.
ومن عجائب المفارقات أن أحد رجال الشرطة المكلفين بحفظ الأمن قاد سيارته وهو في حالة سُكْر، بعد أن خرج من حفلة شراب للشرطة بمناسبة عيد الميلاد!؛ مما تسبب في اصطدامه بسيارة أخرى، وذلك بعد ساعات من إصدار قرار التخفيض السابق!!؛ مما جعل مدير الشرطة يصدر أمرًا لجميع أفراد الشرطة يحرم فيه عليهم الشرب قبل قيادة السيارة!
ومن الحوادث الطريفة أن شابًّا سقط من ارتفاع أربعين قدمًا على شابة تبلغ العشرين من العمر؛ مما أدى إلى إصابتها بالشلل المزمن، الشاب المخمور قال لأصدقائه:
«لقد كنت في غيبوبة تامة ولا أستطيع أن أتذكر كيف سقطتُّ كل هذه المسافة» !!
وإذا كان المعنى اللغوي للعيد أنه الذي يعود بالفرح والمرح والسرور فإن العقلية البناءة (!!) للحضارة المعاصرة أبَتْ إلا أن تجعل منه شيئًا آخر، ونحن وإن كان بين أيدينا عدد من حالات الخطف والقتل والاغتصاب التى حدثت في ليلة العيد السعيد! إلا أننا لسنا بحاجة إلى سردها ـ وليس هذا موضعها ـ ويكفي القارئ العزيز أن يعلم أن الخمر أم الخبائث، وأن يعرف أنه كما أغلقت الدوائر والمحال التجارية أبوابها في ذلك اليوم والليلة فإن من تربَّوْا منذ نعومة أظفارهم على أفلام العنف والجريمة وأفلام المجون والخلاعة قد استنفروا طاقاتهم القصوى في سبيل تحقيق تلك الشهوات وإشباع تلك الغرائز.
ولك أن تتصور أي سعادة وسرور يعيشها طفلان لم يتجاوزا الخامسة من عمرهما، وأي معانٍ من معاني ميلاد المسيح تبقى في ذهنيهما بعد أن شاهدا وحشًا كاسرًا يهجم