الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَمَّا حَدِيثُ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
17 -
فَحَدَّثَنَا بِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ، إِمْلَاءً، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ الْعَطَّارُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعَهُ مَعِي رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ، مِنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: سَأَلَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ:«هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي سَحَابٍ؟» قَالُوا: لَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:«فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ عِنْدَ الظَّهِيرَةِ لَيْسَتْ فِي سَحَابٍ؟» قَالُوا: لَا ، يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ عز وجل كَمَا لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا، فَيَلْقَى الْعَبْدَ، فَيَقُولُ: يَا عَبْدِي أَلَمْ أُكْرِمْكَ، أَلَمْ أُسَوِّدْكَ ، أَلَمْ أُزَوِّجْكَ، أَلَمْ أُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ، وَالْإِبِلَ، وَأَتْرُكْكَ تَرْأَسُ، وَتَرْبَعُ؟
⦗ص: 118⦘
قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ قَالَ: لَا يَا رَبِّ، قَالَ: فَالْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي. قَالَ: ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِي، فَيَقُولُ: أَلَمْ أُكْرِمْكَ، أَلَمْ أُسَوِّدْكَ، أَلَمْ أُزَوِّجْكَ، أَلَمْ أُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ، وَالْإِبِلَ، وَأَتْرُكْكَ تَرْأَسُ، وَتَرْبَعُ؟ فَيَقُولُ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ، قَالَ: لَا يَا رَبِّ، قَالَ: فَالْيَوْمَ أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي. قَالَ: ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ، فَيَقُولُ: مَا أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَبْدُكَ، آمَنْتُ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ، وَبِكِتَابِكَ، وَصُمْتُ، وَصَلَّيْتُ، وَتَصَدَّقْتُ، وُيُنْبِئُ بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ، فَيُقَالُ لَهُ: أَلَا نَبْعَثُ عَلَيْكَ شَاهِدًا؟ فَيُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ مَنِ الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ قَالَ: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ: انْطِقِي ، قَالَ: فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ، وَعِظَامُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ، وَذَلِكُ يُعْذَرُ مِنْ نَفْسِهِ، وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللَّهُ عَلَيْهِ. ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ: أَلَا تَتَّبِعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ. قَالَ: فَيَتَّبِعُ أَوْلِيَاءُ الشَّيْطَانِ الشَّيْطَانَ، قَالَ: وَاتَّبَعَتِ الْيَهُودُ، وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَهُمْ إِلَى جَهَنَّمَ، قَالَ: ثُمَّ نَبْقَى أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ، فَيَأْتِينَا رَبُّنَا عز وجل، وَهُوَ رَبُّنَا فَيَقُولُ: عَلَى مَا هَؤُلَاءِ قِيَامٌ؟ فَتَقُولُونَ: نَحْنُ عِبَادُ اللَّهِ الْمُؤْمِنُونَ، عَبَدْنَاهُ، وَهُوَ رَبُّنَا، وَهُوَ آتِينَا وَمُثِيبُنَا، وَهَذَا مَقَامُنَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل: أَنَا رَبُّكُمْ فَامْضُوا. قَالَ: فَيُوضَعُ الْجَسْرُ وَعَلَيْهِ كَلَالِيبُ مِنْ نَارٍ تَخْطَفُ النَّاسَ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قُلْتُ: الشَّفَاعَةَ، أَيِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ، فَإِذَا جَازُوا الْجَسْرَ، فَمَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا مِنَ الْمَالِ مِمَّا يَمْلِكُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَكُلُّ خَزَنَةِ الْجَنَّةِ يَدْعُوهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ يَا مُسْلِمُ هَذَا خَيْرٌ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ ذَلِكَ لَعَبْدٌ لَا تَوَى عَلَيْهِ، يَدَعُ بَابًا وَيَلِجُ مِنْ
⦗ص: 119⦘
آخَرَ، فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْكِبِهِ وَقَالَ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ»
18 -
حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ وَهُوَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ:«هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابَةٌ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ سَحَابٌ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ عز وجل كَمَا لَاتُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا، فَيَلْقَى الْعَبْدَ، فَيَقُولُ: أَيْ فُلُ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ. وَقَالَ فِيهِ: ثُمَّ قَالَ سُفْيَانُ: فِيهِ شَيْءٌ أَنَا أَسْكُتُ عَنْهُ، فَيَأْتِي الْجَسْرَ. ثُمَّ قَالَ لِي سُفْيَانُ: تَدْرِي أَيَّ شَيْءٍ اسْتَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ سُهَيْلٍ؟ قُلْتُ: لَا.
⦗ص: 120⦘
قَالَ: كَانَ الْأَعْمَشُ ذَكَرَ مِنْهُ هَذِهِ الْكَلِمَةَ: «فَكُلُّ مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا مِمَّا يَمْلِكُ مِنَ الْمَالِ» قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ لِسُهَيْلٍ: حَدِيثُ أَبِيكَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجًا مِنَ الْمَالِ مِمَّا يَمْلِكُ» فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ طَوِيلٌ. قَالَ سُفْيَانُ: ثُمَّ سَاقَهُ لَنَا، وَرَدَّهُ سُهَيْلٌ مَرَّتَيْنِ، فَحَفِظْتُهُ فِي مَرَّتَيْنِ. قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَإِنَّ رَوْحَ بْنَ الْقَاسِمِ كَانَ يَرْوِيهِ بِطُولِهِ. فَقَالَ: حَفِظْتُهُ مِنْهُ، أَنَا وَرَوْحٌ جَمِيعًا. قَالَ سُفْيَانُ: أَعَادَهُ عَلَيْنَا مَرَّتَيْنِ. قَالَ سُفْيَانُ: لَمْ أَرَ رَجُلًا كَانَ دَخَلَ فِي سِنٍّ أَحْسَنَ حِفْظًا مِنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ. قَالَ سُفْيَانُ: جَمَعْتُ بَيْنَ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ وَبَيْنَ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ. قَالَ سُفْيَانُ: كُنَّا نَعُدُّهُ مُثْبِتًا لِلْحَدِيثِ يَعْنِي سُهَيْلَ بْنَ أَبِي صَالِحٍ قَالَ سُفْيَانُ: كَانَ سُهَيْلٌ يَتَشَدَّدُ فِي الْحَدِيثِ وَحِفْظِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَكْتُبَ عَنْهُ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ عَنْ تَرْبَعُ؟ فَقَالَ: هُوَ مِنَ الْمِرْبَاعِ يُؤَدَّى إِلَيْهِ مِثْلُ الْعُشْرِ وَالْخُمْسِ
19 -
حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ، حَدَّثَنَا
⦗ص: 121⦘
أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: قَالَ نَاسٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا عز وجل يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: فَقَالَ: «هَلْ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ فِيهِ سَحَابَةٌ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ إِلَّا كَمَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا»