الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالازهار الذكية الرائحة وثمارها تنضج بعد الزهر باربعة اشهر.
الفصل الثالث
في صفاتها الطبيعية
قال في العمدة البن الذي تستعمله الناس انما هو بزر جوزة حجمها كالكرز الصغير وهو عديم الطعم والرائحة قبل التحميص وان استشعر الحس ببعض رائحة اما بعد التحميص فيظهران ظهورا واضحا ومنقوع البن الغير المحروق يكون ايضا عديم الطعم ولونه مخضر ولكما اثرت فيه النار حصل فيه اتحادات جديدة كيماوية فينتشر العطر ويظهر الطعم ويتصاعد دهن عطري ويشاهد منه نقط على سطح البزر والحبة بالتحميص يندمج حجمها ويفقد تقريبا ربع وزنها اما اذا اشتد حرقها فانها تفقد جزأ من صفاتها الجليلة ويتغير معظمها بل كلها الى فحم
وتكتسب مرارة قوية ودهنها الشياطي يعطيها حرافة كريهة فلاجل تحصيل المنافع المرادة من الحب يلزم ان يصل تحميصه الى ان يعطيه لوناً اشقر ولاجل حفظ جميع صفات البن ما امكن يلزم ان يحمص ويطحن وينقع حالاً ويستعمل حارا لان عطريته ولطافته يفقدان اذا مضت مدة طويلة بعد غليه او طبخه ويلزم ان لا يكون البن قديماً جداً لانه اذا مكث مدة طويلة يفقد جزءاً من صفاته اللطيفية نعم بن الجزائر لا ينبغي استعماله اذا كان جديدا لمرارته بل ينتظر مدة اقلها سنة حتى يكون زيتيةً لكن اذا طال اكثر من ذلك فانه يفقد صفاته انتهى.
الفصل الرابع
في خواصها
قال في العمدة منقوع القهوة اذا صنع جيدا وحلى بالمناسب كان مشروباً مقبولا جداً لذيذ الطعم ومتى دخل في المعدة سبب فيها حرارة
لطيفة توصل للجسم لذة ورائحة وهو مهضم للغاية مقو للمعدة مثير للدورة مظهر للقوى العقلية مساعد على التنفس الجلدي والافراز سار مفرح للنفس منعش مهيج لقوى الجسم وهو مشروب الكتاب والمدرسين والمطالعين للكتب والمعلمين للعلوم الادبية والصناعية والشعراء واهل الادب واذا استعمل بعد الاطعمة الثقيلة فانه يقوي الهضم ويناسب بالاكثر سكان البلاد الرطبة والمغيمة والمعتدلة وغير ذلك ومنقوع البن يشاهد انه قد يضر بعض الناس وقد يرغب فيه آخرون لكونه يمنع عنهم النوم بعد الاطعمة الخفيفة في غير المعتادين عليه هو دواءٌ ثمين في هذه الحالة لانه ينال منه انكشاف للتصورات ونورانية للتعقلات وراحة تعين على سهولة الاشتغال وشوهد من العلماء واهل الادب من يستعمل هذا المشروب مرات في اليوم وقصدهم بذلك دوام قوة حافظتهم ومع ذلك لم يحصل لهم شيءٌ من العوارض التي زعمها بعض
الناس مثل قولهم سم بطئ. وهذه القهوة تناسب بالاكثر اصحاب الامزجة الباردة والاشخاص البطيئة حركاتهم والسمان الثقال الاذهان الكسالى والذين هضمهم عسر شاق وتكون اكثر تناسباً للشيوخ منها للشباب وللرجال منها للنساء وقد اعتاد معظم النار باوربا ذكورا واناثا على التغذي في الصباح بالقهوة الممزوجة باللبن ويفضلون هذا الغذاء على غيره ويستعملونه مع لقيمات من الخبز فيكون ذلك مقبول الطعم والرائحة يسهل الاستمراء والانحدار وقد ينتج ذلك تلييناً لطيفاً ولا التفات الى ما ذكره الشيخ داود الانطاكي في تذكرته مما يخالف ذلك حيث قال وقوم يشربونه اي البن باللبن وهو خطأ يخشى منه البرص اه. مع ان الاوربيين المستعلمين لذلك لا تجد فيهم احدا مريضاً بالبرص وهناك امر يفعله الاوربيون من اللازم تركه لكونه خطرا وهو ان يلقى في القهوة عند الغلي قطعة من النحاس لاجل صفائها اه. كلام العمدة.
وفي المجلة الصحية ان من فوائد القهوة انها تنبه عمل الدماغ وتساعد