الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخموداً واهتزازاً عضلياً ويسبب العَنانة احياناً ومثله في هذه الاضرار النشوق ومضع التبغ سواءً بسواءٍ اذ ان الاول نتيجته الى المعدة والرئة والثاني الى المعدة ومنها للدم فهذه بعض نتائج هذا الصنف الرديء ولا نظن ان المدخنين الا عالمين بها لا ينكرونها ولكنهم يقولون انه مادة للشغل ومذهب للحزن وغير ذلك من الافكار التي تمليها عليهم سلطة العادة ثم قال:
هناك
(نصيحة للفتيات)
وهي لزوم الابتعاد عنه وعن دخانه الكريه فضلا عن التدخين به فان في اوربا بلاد الحرية يعاقبون النساء عن التدخين فما احكمه واجمله من عقاب يحافظ على حسنهن ويصون جمالهن وما اقبح فتاة تسعى في محو معالم محاسنها وليعلمن ان ضرر التدخين بجسومهن اخطر منه باجسام الرجال الذي هم اقوى عضلاً وامتن انسجة منهن مع ما فيه من تشويه الاسنان ونتن الفم. اه.
قال بعض الادباء: فاذا كانت هذه مضار التدخين الصحيحة فما اجدر المدخنين بالاقلاع عنه او تقليله وقد يتوهمون استحالة ذلك عليهم وما توهمهم الا من ضعف ارادتهم والا فان الانسان اذا عول على امر يعتقد فائدته صحياً ومالياً (على الاقل) مع علمه انه لا يحتاج في قضائه الا الى مجرد التصميم والثبات برهة من الزمان فمن الخطأ ان يرجع عنه ومن الضعف ان يعترف بعجزه عنه لانه اذا كان هذا شانه في قضاءِ امر انما يتوقف قضاؤُه على مجرد ارادته فما شانه فيما يحتاج الى الاسفار وتجشم الاخطار والعمل والكد في الليل والنهار.
وقرأت في بعض الصحف الاسبوعية (ان الاطباء الغربيين ينصحون
للذين يدخنون النصائح الآتية) وهي: ان لا يدخن عن النهوض من النوم والمعدة خالية ولا قبل الطعام ولا عقبه لان التدخين عدو الهضم الالد ولا في وقت العمل ولا في حالة الركوب على فرس او دراجة ولا في حالة قص الحديث والقاءِ الخطب
وان لا ينفث الدخان من انفه ولا يبتلعه قط وان يغسل فاه بعد تناوله وان لا يدع السيجارة او الغليون بين الشفتين برهة طويلة ثم ثالوا في آخر النصائح اكسر غليونك واحرق التبغ في الاصطبلات وغرف البيت لان دخان التبغ يبعد الذباب والهوام الاخرى وعلى الحقيقة ليس للتبغ سوى هذه المنفعة الوحيدة. اه.
وقال بعض النبهاءِ في مقالة انشأها في الجد في استئصال العوائد الفاسدة ان النفس لتانس بالاقتداءَ وتبادر الى الاحتذاءِ وقلت نفس تعاف الاتباع الى الابتداع والسر في ذلك كله ان الاتباع مهيع بين يسهل على كل ان يسلكه واما الابتداع فعدول عن المتعارف لا تنتجه الا قوة نفس وشهامة جنان وما اقل ما يجود الزمان بمن تهديه لبابته وتدفعه شجاعته الى ان ينشر بنود المخالفة لعادة سائدة في الناس مهما اخلت بمصلحة الكافة بل مهما جرّت عليهم الوبال اذا أنه ينفرد حزباً بنفسه ويصبح والقوم كلهم الباً واحداً عليه ويكفيك هذا علة لتملك العادات السيئة الزمن الطويل الى ان قال فهذه النارجيلة كم اهلكت من مال واحدثت من داء وادخلت في عبودية فلو ان زيداً تصدى لجمع ما انفقته وما تنفقه سوريه وحدها في سبيل النارجيلة لرأَى امام عينيه جبل ذهب ولو ان عمراً عني بعدِ من قضى بسبب النارجيلة مصدوراً لتمثل شهداؤُها
جمعاً كثيفاً واما انها ادخلت في العبودية فهؤلاء محتكرو التنباك لا يأتمرون في تسعيره الا اوامر الطمع فيرفعون سعره ويغلون ثمنه كما يشاؤون حتى اصبح رطله بتسعين غرشاً وما من داعية لهذا الغلاء الذي دخل في باب الغلو الا طمع المحتكرين فلو ان آفة سماوية ذهبت بنصف حاصلات التنباك ما تأذى حب الربح باصحابه وتجاره ان يبيعوه رطلاً بتسعين غرساَ وكذا لو تضاعف عدد المتسلين بالنارجيله ما غلا التنباك هذا الغلاء ولا انتهى ثمنه الى هذا الحد البعيد حتى عاد ذوو المال الجم والداخل المضارع اليم يئنون من هذا الغلاء بل يتأَوهون من هذا البلاء ويتبرمون بهذا الرق بل يتألمون منه فهل من سلطة تجور على الانسان اشد من سلطة العادة التي تمكنت منه فاين المنادون بالحرية اليس في وسعهم ان يهجروا النارجيلة فيتخلصوا من تكاليفها وينجوا من آفاتها ليت شعري من ذا الذي يلزمهم بها او يكرههم عليها وكاني اسمع لسان اولي النارجيلة وانا اكتب هذا السؤَال يقول مجاوباً انما تكرهنا يا صاح سلطةٌ قاهرة وقوة قاسرة هي سلطة العادة وقوتها وكم من فقيرة تقول (اقعد بلا اكل والا اقعد بلا اركيله) وكم من مصدور يقول (الموت ولا فراق النربيج) فان كان في نيتك حمل الناس على هجر تلك العادة فكانما قد سمت نفسك ان تجفف البحر او تكسف الشمس واين قوتك مما تحاول ولعل الذي جرأَك على ذلك لم تذق لذة النارجيلة التي لا احلى منها عند الصباح والاصيل وبعد الطعام ولا سيما في البساتين عند نفحة الربيع وهبوب النسيم العليل وما احراك ان تتذكر قول الشاعر:
دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى
…
فاذا عشقت فبعد ذلك عنف
نعم اني لواثق كما علمت من كلامي بان ذوي النارجيله قد ملكتهم قوة العادة لكان حسن النظر في سوءِ المصير قد بصَّر بعض مشاهير المولعين بالنارجيلة ففطموا انفسهم عنها واستعاضوا من الهزال سمنا ومن الشحوب