المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الخامسفي القطع بحل شربها - رسالة في الشاي والقهوة والدخان

[جمال الدين القاسمي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأولفي الشاي

- ‌الفصل الأولفي اسمه ومادته

- ‌الفصل الثانيفي ذكر انتشاره بين الناس ومبدئه

- ‌الفصل الثالثفي صفته النباتية

- ‌الفصل الرابعفي اجتنائه

- ‌الفصل الخامسفي تهيئته للاستعمال والتجاره

- ‌الفصل السادسفي صفة الجيد منه

- ‌الفصل السابعفي أصنافه

- ‌الفصل الثامنفي كيفية طبخه

- ‌الفصل التاسعفي خواصه

- ‌الفصل العاشرفيما نظم في مدحه

- ‌الباب الثانيفي القهوة

- ‌الفصل الأولفي مادتها الذي هو البن ومنشئه

- ‌الفصل الثانيفي صفتيها النباتية

- ‌الفصل الثالثفي صفاتها الطبيعية

- ‌الفصل الرابعفي خواصها

- ‌الفصل الخامسفي القطع بحل شربها

- ‌الفصل السادسفي قصائد الفضلاء ومقاطيع الأدباء في مدحها

- ‌الباب الثالثفي الدخان

- ‌الفصل الأولفي اسمه واشتهاره ومنشئه

- ‌الفصل الثانيفي تاريخ ظهوره

- ‌الفصل الثالثفي أدوات استعماله

- ‌الفصل الرابعفي مضرات التدخين

- ‌تأثيره على الجسم بالتحليل

- ‌تأثيره على الفم والمعدة

- ‌تأثيره على الدم

- ‌تأثيره على الإفرازات

- ‌تأثيره على المجموع العصبي والعضلي

- ‌(نصيحة للفتيات)

- ‌لطيفة

- ‌الفصل الخامسفي خطر تسعطه ومضغه

الفصل: ‌الفصل الخامسفي القطع بحل شربها

على السهر الطويل ولذلك ترى ان اكثر المشتغلين بالاعمال العقلية يشربون القهوة لان الارق الناشيئ عن شربها لا يصحبه انزعاج ولا تعب ويلبث معه الفكر جلياً هادئاً واذا افرط المرءُ في شرب القهوة فقد يشعر بتعب وقلق على فم المعدة والاستمرار في الافراد ربما يورث ضعفاً في اعضاء التناسل غير ان هذه الاعراض تزول بالامتناع عن شربها.

‌الفصل الخامس

في القطع بحل شربها

قال الشهاب بن حجر في الايعاب حدث قبيل هذا القرن العاشر شراب يتخذ من قشر البن يسمى ذلك القهوة وطال الاختلاف فيه والحق ان ذاتها مباحة مالم يقترن

بها عارض يقتضى التحريم واطال في ذلك واطاب رحمه الله. وقال العلامة الخليلي في فتاويه: واما القهوة فخلاصة القول فيها انها من الجائز تناوله المباح شربه كسائر المباحات مثل اللبن والعسل ونحوهما لدخولها في قوله تعالى: قل لاي اجد فيما أُوحي الي محرما على طاعم يطعمه الآية. ولا التفات الى من ادعى تحريمها فدعواه في ذلك اوهن من بيت العنكبوت. وللشيخ فخر الدين ابي بكر بن شرف الدين اسمعيل بن ابي يزيد المكي الشافعي رسالة سماها: (اثارة النخوة بحكم القهوة) عارض بها من الف في حرمتها وله ايضاً رسالة اكبر منها سماها: (اجابة الدعوة بنصرة القهوة) رد فيها على الحكيم الكازروني وخطيب المدينة شمس الدين القطان وكلاهما له تاليف في حرمتها. وقال النجم الغزي في الكواكب السائرة في ترجة المولى ابي السعود رحمه الله ما نصه والكلام في القهوة الآن قد انتهى الاتفاق على حلها في نفسها واما اجتماع الفسقة على ادارتها على الملاهي والملاعب وعلى الغيبة والنميمة فانه حرام بلا شك قال النجم وقد اجبت عن سؤال:

ص: 18

ايها ايها الفاضل الذي جمع ال

علم وحاز التقى فاصبح قدوه

افتنا انت هل تقول حلال

ام حرام على الورى شرب قهوة

فقلت:

ايها السائل الذي جاَء يرجو

عندنا ان نبيحه شرب قهوة

قهوة البن لا تكون حراما

انها لا تفيد بالنفس نشوه

غير ان الذي يجىءُ بيوتاً

هي فيها تدار عادم نخوه

ان راى المرد والمعازف والنر

د وكل يلهو ويتبع لهوه

ثم لم يقوَ ان بغيرّ نكرا

خشية ان يعد ذلك هفوه

او يجيبوه بالاهانة والسو

ءِ ويجفونه باعظم جفوه

او يخلى شيطانه لهواه

لهوه في تلك البيوت ولغوه

معرضاً عن رشاده وتقاه

سالياً عن صلاته اي سلوه

كل هذا مخالف لطريق

خطه المصطفى وعرج نحوه

فاجتنبه ودع طوائف يدعو

ن اليه الرجيم في كل خُطوه

لا تطعهم ولو ضوا منك خطوه

فتطيع الرجيم في كل خُطوه

واذا شئت شرب قهوه بن

حسوة قد اردتَ او الف حسوه

فليكن ذاك وسط بيتك مهما

لم تشب صفوها بموجب صبوه

واذكر الله اولاً واخيراً

وتوثق منه باوثق عروه

قاله ابن الغزي نجم بن بدر

يرتجي من رب البرية عفوه

وفي الكواكب السائرة ايضاً في ترجمة الشيخ علي الشامي ثم الحجازي نقلاً عن ابن طولون انه لما قدم الشيخ على المذكور سنة 947 مع ركب الحج شهر شرب القهوه بدمشق فاقتدى به الناس وكثرت من يومئذ حوانيتها قال ومن العجب ان والده كان ينكرها وخرب بيتها بمكة وذكر ابن الحنبلي انه

ص: 19

كتب الى الشيخ علي بن عراق وهو بحلب يستفتيه في القهوه هذه الابيات:

ايها السامي بكلتا الذروتين

بجوار المصطفى والمروتين

والعلي القدر علماً وكذا

عملاً فوق علو النيرين

من له في الزهد باع ويد

فلذا نرمقه صفر اليدين

افتنا في قهوة قد ظلمت

حينما شيب تعاطيها بشين

مِن تَلهٍ هالنا مسمعه

واقتراف لأَقاويل ومين

ومراعاة امور شاهدت

فعلها في الحان كلتا المقلتين

وحكى شرابها اهل الطلا

فالتداني بين تين الفرقتين

أودعوا ذا الطرس ما يرجو الفتى

اوَدعوا فالياس احدى الراحتين

فاجاب رحمه الله تعالى بقوله:

ايها السامي سموّ الفرقدين

وامام العلم مفتي الفرقتين

يا رضيَّ الدين يا بحر الندى

من رجاه راح مملوَء اليدين

جاَءني منك نظام قد حكى

في نصوع اللفظ مسبوك اللجين

قلت فيه ان في القهوة قد

خلطوها بتلهٍ وبمين

وبمعطوم حرام وغنا

وبرقص وبصفق الراحتين

فطلبت الحكم فيه بعدما

قد رايتم ما ذكرتم راي عين

وعلى ذا الزي اذ كان الذي

شانها حتى تصفى دون رين

والتداني من حماها وهي في

وصفها المذكور شين اي شين

والصفا في شربها مع فئة

اخلصوا التقوي وشدوا المازرين

ثم ناجوا ربهم جنح الدجى

بخشوع ودموع المقلتين

فابتداَء الامر فيها هكذا

وحكوه عن وليّ دون مين

ص: 20

ذا جوابي واعتقادي انه

في اعتدال كاعتدال الكفتين

وقال العلامة ابو الفتح المالكي في خلال فتواه المطولة في حلها جواباً عن شبهة ادراتها:

يا سائلي عن قهوة البن التي

كم فتىً عن هواها ما فتي

فاعلم على طريقة الاجمال

بانها من جملة الحلال

الى ان قال:

فمن يقول انها تدار

كما يدار الخمر والعقار

فقل اخي لقد حكمت بالهوى

وانما لكل عبد ما نوى

وهيئة المجلس لا تعتبر

اذ لم يزل فيها يدار السُّكر

وغيره من لبن ومن عسل

بين ذويه عللاً بعد نهل

لاسيما والمصطفى بادي السنا

ما بين صحبه ادار اللبنا

فكان ذاك سنة وانما

يمنع ما نيص عليه العلما

من هيئة تنشأ في التشبيه

بشارب الخمور عن تمويه

كواضع في الكاس ماء صرفا

محركاً راساً له وكفا

يوهم ان ما حوى في الراح

وهو في البيان صرف الراح

سيما اذا لجَّج باللسان

الفاظه لجلجة السكران

فذا هديت الهيئة المحرمه

والفعلة القبيحة المذممه

فاعلها الخبيث عنه يزجر

والماءُ لا يحرم فيما ذكروا

وما نفاه الحسُّ والوجدان

فالخوض في اتيانه بهتان

وقال الامام عبد الواحد بن عاشر الفاسي المالكي:

يقولون لي قهوة البن هل

تحل وتؤمن آفاتها

فقلت نعم هي مأمونة

وما الصعب الا مضافاتها

وسئل عن مضافاتها فقال: هي ما يستعمل معها من المكيفات. ولعل هذا كان في عهده او في بلده. ومن اللطائف قول بعضهم:

ص: 21