الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ناصركم ومتولى أموركم فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ إذ لا مثل له فى الولاية والنصرة بل لاولى ولا نصير فى الحقيقة سواه تعالى قال الكاشفى [پس نيك ياريست او ونيكو مدد كارى بيارى عيبها ببوشد وبمدد كارى كناهان ببخشد يارى ازو جوى كه از بارى در نماند مددكارى از وى طلب كه از مددكارى عاجز نشود]
از يارى خلق بگذر اى مرد خدا
…
يارى طلب آنچنان كه از روى وفا
كار تو تواند كه بسازد همه وقت
…
دست تو تواند كه بگيرد همه جا
قال فيثاغورث متى التمست فعلا من الافعال فابدأ الى ربك بالابتهال فى النحج فيه وشكا رجل الى أخيه الحاجة والضيق فقال له يا أخي أغير تدبير ربك تريد لا تسأل الناس وسل من أنت له ودخل سليمان بن عبد الملك الكعبة فقال لسالم بن عبد الله ارفع حوائجك فقال والله لا اسأل فى بيت الله غير الله فينبغى للعبد الطالب لعصمة الله تعالى ان يعتصم به فى كل الأمور ويجتهد فى رضاه فى الخفاء والظهور ولا يقول ان هذا الأمر عسير فان ذلك على الله يسير فانه هو المولى فنعم المولى ونعم النصير قال تعالى ذلك اى النصر بان الله مولى الذين آمنوا الاية تمت سورة الحج فى اواخر جمادى الاولى من سنة الف ومائة وسبع الجزء الثامن عشر من الاجزاء الثلاثين
تفسير سورة المؤمنين
مكية وهى مائة وعشر آيات عند البصريين وثمانى عشرة عند الكوفيين بسم الله الرحمن الرحيم
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ سعد المصدقون ونالوا البقاء فى الجنة ويدل عليه ان الله تعالى لما خلق جنة عدن بيده قال تكلمى فقالت قد أفلح المؤمنون فقال طوبى لك منزل الملوك اى ملوك الجنة وهم الفقراء الصابرون. فصيغة الماضي للدلالة على تحقق الدخول فى الفلاح وكلمة قد لافادة ثبوت ما كان متوقع الثبوت من قبل لان المؤمنين كانوا متوقعين ذلك الفلاح من فضل الله والفلاح البقاء والفوز بالمراد والنجاة من المكروه والافلاح الدخول فى ذلك كالابشار الذي هو الدخول فى البشارة وقد يجيئ متعديا بمعنى الإدخال فيه وعليه قراءة من قرأ على البناء للمفعول ولما كان الفلاح الحقيقي لا يحصل بمطلق الايمان وهو التصديق بما علم ضرورة انه من دين نبينا عليه السلام من التوحيد والنبوة والبعث والجزاء ونظائرها بل يحصل بالايمان الحقيقي المقيد بجميع الشرائط قال بطريق الإيضاح او المدح الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ الخشوع الخوف والتذلل وفى المفردات الخشوع الضراعة واكثر ما يستعمل فيما يوجد على الجوارح والضراعة اكثر ما تستعمل فيما يوجد على القلب ولذلك قيل فيما ورد (إذا ضرع القلب خشعت الجوارح) اى خائفون من الله متذللون له ملزمون أبصارهم مساجدهم قال الكاشفى [چشم بر سجده كاه
نهاده وبدل بر دركاه مناجات حاضر شده]- روى- انه عليه السلام كان إذا صلى رفع بصره الى السماء فلما نزلت رمى ببصره نحو مسجده وانه رأى مصليا يبعث بلحيته فقال (لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه) وفى النتف يكره تقليب الوجه الى نحو السماء عند التكبيرة الاولى وجه النهى ان النظر الى السماء من قبيل الالتفات المنهي عنه فى الصلاة واما فى غيرها فلا يكره لان السماء قبلة الدعاء ومحل نزول البركات قال الكاشفى [در لباب فرموده كه در حالت قيام ديده بر سجده كاه بايد نهاد مكر بمكه معظمه كه در خانه مكرمه بايد نكريست] وفى الحديث (ان العبد إذا قام الى الصلاة فانما هو بين يدى الرحمن فاذا التفت يقول الله تعالى الى من تلتفت الى خير منى اقبل يا ابن آدم الىّ فانا خير ممن تلتفت اليه) وفى التأويلات النجمية خاشعون الى بالظاهر والباطن اما الظاهر فخشوع الرأس بانتكاسه وخشوع العين بانغماضها عن الالتفات وخشوع الاذن بالتذلل للاستماع وخشوع اللسان القراءة والحضور والتأنى وخشوع اليدين وضع اليمين على الشمال بالتعظيم كالعبيد وخشوع الظهر انحناؤه فى الركوع مستويا وخشوع الفرج بنفي الخواطر الشهوانية وخشوع القدمين بثباتهما على الموضع وسكونهما عن الحركة واما الباطن فخشوع النفس سكونها عن الخواطر والهواجس وخشوع القلب بملازمة الذكر ودوام الحضور وخشوع السر بالمراقبة فى ترك اللحظات الى المكونات وخشوع الروح استغراقه فى بحر المحبة وذوبانه عند تجلى صفة الجمال والجلال [محققى فرموده كه در نماز أول از خود بيزار بايد شد پس طالب وصول بقرب يار بايد كذشت]
يار بيزار است از تو تا تويى
…
أول از خود خويش را بيزار كن
كر ز تو يكذره باقى مانده است
…
خرقه وتسبيح با زنار كن
ترك خويش وهر دو عالم كير ورو
…
ذره منديش و چون عطار كن
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ اى عما لا يعنيهم من الأقوال والافعال وفى المفردات اللغو من الكلام ما لا يعتد به وهو الذي يورد لا عن روية وفكر ويجرى مجرى اللغا وهو صوت العصافر ونحوها من الطيور وفى التأويلات النجمية اللغو كل فعل لا لله وكل قول لا من الله ورؤية غير الله وكل ما يشغلك عن الله فهو لغو قال الكاشفى [امام قشيرى فرمود كه هر چهـ براى خدا نيست حشو است وآنچهـ از خدا باز دارد سهو است وآنچهـ بنده را در ان حظى باشد لهو است وآنچهـ از خدا نبود لغو است وحقيقت آنست كه لغو چيزى را كويند از اقوال وافعال بهيچ كار نيايد] مُعْرِضُونَ يقال اعرض اظهر عرضه اى ناحيته فاذا قيل عرض لى كذا اى بدا عرضه فامكن تناوله وإذا قيل اعرض فمعناه ولى مبديا عرضه اى معرضون فى عامة أوقاتهم كما ينبئ عنه الاسم الدال على الاستمرار فيدخل فى ذلك اعراضهم عنه حال اشتغالهم بالصلاة دخولا أوليا ومدار اعراضهم عنه ما فيه من الحالة الداعية الى الاعراض عنه لا مجرد الاشتغال بالجد فى امور الدين فان ذلك ربما يوهم ان لا يكون فى اللغو نفسه ما يزجرهم عن تعاطيه وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ للصدقة مؤدون والتعبير عن الأداء بالفعل مذكور فى كلام العرب قال امية بن ابى الصّلت المطعمون الطعام فى السنة
الازمة والفاعلون للزكوات وتوسيط حديث الاعراض بين الطاعة البدنية والمالية لكمال ملابسته بالخشوع فى الصلاة والزكاة مصدر لانه الأمر الصادر عن الفاعل لا المحل الذي هو موقعه وفى التأويلات النجمية يشير الى ان الزكاة انما وجبت لتزكية النفس عن الصفات الذميمة النجسة من حب الدنيا او غيره كقوله (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) فان الفلاح فى تزكية النفس كقوله (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) وقوله (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) ولم يكن المراد مجرد إعطاء المال وحبه فى القلب وانما كان لمصلحة ازالة حب الدنيا عن القلب ومثل حب الدنيا جميع الصفات الذميمة الى ان تتم إزالتها وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ الفرج والفرجة الشق بين الشيئين كفرجة الحائط والفرج ما بين الرجلين وكنى به عن السوءة وكثر حتى صار كالصريح فيه حافِظُونَ ممسكون لها من الحرام ولا يرسلونها ولا يبذلونها إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ زوجاتهم فان الزوج يقع على الذكر والأنثى أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ يعنى [كنيزكان كه مليكه يمين اند] فما ملكت ايمانهم وان كان عاما للرجال ايضا لكنه مختص بالنساء اجماعا وانما قال ما اجراء للمماليك مجرى غير العقلاء إذا لملك اصل شايع فيه قال فى الاسئلة المقحمة كيف يجوز ان يسمى الرقيق ملك يمين ولا يسمى به سائر الاملاك الجواب ملك الجارية والعبد أخص لانه يختص بجواز التصرف فيه ولا يعم كسائر الاملاك فان مالك الدار مثلا يجوز له نقض الدار ولا يجوز لمالك العبد نقض بنيته انتهى وافراد ذلك بعد تعميم قوله والذين هم عن اللغو معرضون لان المباشرة أشهى الملاهي الى النفس وأعظمها خطرا فَإِنَّهُمْ [پس بدرستى كه نكاه دارندكان فروج] غَيْرُ مَلُومِينَ على عدم حفظها منهن [بشرط آنكه در حيض ونفاس وروزه وإحرام نباشد] واللوم عذل انسان بنسبته الى ما فيه لوم وفى التهذيب: اللوم [ملامت كردن] قال فى الاسئلة المقحمة أي فرق بين الذم واللوم الجواب ان الذم يختص بالصفات يقال الكفر مذموم واللوم يختص بالاشخاص يقال فلان ملوم وفى التأويلات النجمية يعنى يحفظون عن التلذذ بالشهوات اى لا يكون أزواجهم واماؤهم عدوالهم بان يشغلهم عن الله وطلبه فحينئذ يلزم الحذر منه كقوله (عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) وانما ذكر بلفظ على لاستيلائهم على أزواجهم لا لاستيلائهن عليهم وكانوا عليهن لا مملوكين لهن فانهم غير ملومين إذا كانت المناكحة لابتغاء النسل ورعاية السنة وفى أوانها فَمَنِ ابْتَغى طلب: وبالفارسية [پس هر كه جويد براى مباشرت] وَراءَ ذلِكَ الذي ذكر من الحد المتسع وهو اربع من الحرائر وما شاء من الإماء: وبالفارسية [غير زنان وكنيزان خود] فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ الكاملون فى العدوان المتناهون فيه او المتعدون من الحلال الى الحرام والعدوان الإخلال بالعدالة والاعتداء مجاوزة الحق: وبالفارسية [كاملند در ستمكارى با ايشان ودر كذرندگانند از حلال بحرام وانكه استمنا بيد كند هم ازين قبيل است] كما فى تفسير الفارسي قال فى أنوار المشارق فى الحديث (ومن لم يستطع) اى التزوج (فعليه بالصوم) استدل به بعض المالكية على تحريم الاستمناء لانه ارشد عند العجز عن التزوج الى ان الصوم الذي يقطع الشهوة جائز وفى رواية الخلاصة الصائم
إذا عالج ذكره حتى امنى يجب عليه القضاء ولا كفارة عليه ولا يحل هذا الفعل خارج رمضان ان قصد تسكين شهوته وأرجو ان لا يكون عليه ويل وفى بعض حواشى البخاري والاستمناء باليد حرام بالكتاب والسنة قال الله تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) الى قوله (فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) اى الظالمون المتجاوزون الحلال الى الحرام قال البغوي فى الآية دليل على ان الاستمناء باليد حرام قال ابن جريج سألت عطاء عنه فقال سمعت ان قوما يحشرون وأيديهم حبالى وأظنهم هؤلاء وعن سعيد بن جبير عذب لله امة كانوا يبعثون بمذاكرهم والواجب على فاعله التعزير كما قال ابن الملقن وغيره نعم يباح عند ابى حنيفة واحمد إذا خاف على نفسه الفتنة وكذلك يباح الاستمناء بيد زوجته او جاريته لكن قال القاضي حسين مع الكراهة لانه فى معنى العزل وفى التاتارخانية قال ابو حنيفة حسبه ان ينجو رأسا برأس وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ لما يؤتمنون عليه ويعاهدون من جهة الحق او الخلق: وبالفارسية يعنى [ايشانرا بران أمين ساخته باشند از أمانات وودائع خلق يا آنچهـ امانت حق است چون نماز وروزه وغسل جنابت وبر عهد پاك با حق وخلق بندند] والامانة اسم لما يؤتمن عليه الإنسان والعهد حفظ الشيء ومراعاته حالا بعد حال ويسمى الموثق الذي يلزم مراعاته عهدا راعُونَ اى قائمون عليها وحافظون لها على وجه الإصلاح وفى التأويلات النجمية الامانة التي حملها الإنسان وهى الفيض الإلهي بلا واسطة فى القبول وذلك الذي يختص الإنسان بكرامة حمله وعهدهم اى الذي عاهدهم عليه يوم الميثاق على ان لا يعبدوا الا إياه كقوله (وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) راعون بان لا يخونوا فى الأمانات الظاهرة والباطنة ولا يعبدوا غير الله فان ابغض ما عبد غير الله الهوى لانه بالهوى عبد ما عبد من دون الله انتهى قال محمد بن الفضل جوارحك كلها أمانات عندك أمرت فى كل واحدة منها بامر فامانة العين الغض عن المحارم والنظر بالاعتبار وامانة السمع صيانتها عن اللغو والرفث وإحضارها مجالس الذكر وامانة اللسان اجتناب الغيبة والبهتان ومداومة الذكر وامانة الرجل المشي الى الطاعات والتباعد عن المعاصي وامانة الفم ان لا يتناول به الا حلالا وامانة اليد ان لا يمدها الى حرام ولا يمسكها عن المعروف وامانة القلب مراعاة الحق على دوام الأوقات حتى لا يطالع سواه ولا يشهد غيره ولا يسكن الا اليه وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ المفروضة عليهم يُحافِظُونَ يواظبون عليها بشرائطها وآدابها ويؤدونها فى أوقاتها قال فى التأويلات النجمية يحافظون لئلا يقع خلل فى صورتها ومعناها ولا يضيع منهم الحضور فى الصف الاول صورة ومعنى وفى الحديث (يكتب للذى خلف الامام بحذائه فى الصف الاول ثواب مائة صلاة وللذى فى الايمن خمس وسبعون وللذى فى الأيسر خمسون وللذى فى سائر الصفوف خمس وعشرون) كما فى شرح المجمع والصف الاول اعلم بحال الامام فتكون متابعته اكثر وثوابه أتم وأوفر كما فى شرح المشارق لابن الملك وفى الحديث (أول زمرة تدخل المسجد هم اهل الصف وان صلوا فى نواحى المسجد) كما فى خالصة الحقائق ولفظ يحافظون لما فى الصلاة من التجدد والتكرر وهو السر فى جمعها وليس فيه تكرير
الخشوع والمحافظة فضيلة واحدة قال الكاشفى [ذكر صلاة در مبدأ ومنتهاى اين أوصاف كه موجب فلاح مؤمنانست اشارتست بتعظيم شان نماز] أُولئِكَ المؤمنون المنعوتون بالنعوت الجليلة المذكورة: وبالفارسية [آن كروه مؤمنان كه جامع اين شش صفت اند هُمُ الْوارِثُونَ اى الاحقاء بان يسموا وارثا دون من عداهم ممن ورث رغائب الأموال والذخائر وكرائمها. والوراثة انتقال مال إليك من غيرك من غير عقد ولا ما يجرى مجرى العقد وسمى بذلك المنتقل عن الميت فيقال للمال المورث ميراث الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ بيان لما يرثونه وتقييد للموارثة بعد إطلاقها وتفسير لها بعد ابهامها تفخيما لشانها ورفعا لمحلها وهى استعارة لاستحقاقهم الفردوس بأعمالهم حسبما يقتضيه الوعد الكريم للمبالغة فيه لان الوراثة أقوى سبب يقع فى ملك الشيء ولا يتعقبه رد ولا فسخ ولا إقالة ولا نقض هُمْ فِيها اى الفردوس والتأنيث لانه اسم للجنة او لطبقتها العليا وهو البستان الجامع لاصناف الثمر- روى- انه تعالى بنى جنة الفردوس لبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل خلالها المسك الأذفر وغرس فيها من جيد الفاكهة وجيد الريحان خالِدُونَ لا يخرجون منها ولا يموتون. والخلود تبرى الشيء من اعتراض الفساد وبقاؤه على الحالة التي هو عليها والخلود فى الجنة بقاء الأشياء على الحالة التي هى عليها من غير اعتراض الكون والفساد عليها وفى التأويلات النجمية الفردوس أعلى مراتب القرب قد بقي ميراثا عن الأموات قلوبهم فيرثه الذين كانوا احياء القلوب انتهى وفى تفسير الفاتحة للمولى الفنارى رحمه الله اعلم ان الجنان ثلاث الاولى جنة الاختصاص الإلهي وهى التي يدخلها الأطفال الذين لم يبلغوا حد العمل وحدهم من أول ما يولد ويستهل صارخا الى انقضاء ستة أعوام ويعطى الله من شاء من عباده من جنات الاختصاص ما شاء ومن أهلها المجانين الذين ما عقلوا ومن أهلها اهل التوحيد العلمي ومن أهلها اهل الفترات ومن لم يصل إليهم دعوة رسول والجنة الثانية ميراث ينالها كل من دخل الجنة ممن ذكرنا ومن المؤمنين وهى الأماكن التي كانت معينة لاهل النار لو دخلوها والجنة الثالثة جنة الأعمال وهى التي ينزل الناس فيها بأعمالهم فمن كان أفضل من غيره فى وجوه التفاضل كان له من الجنة اكثر سواء كان الفاضل بهذه الحالة دون المفضول او لم يكن فما من عمل إلا وله جنة يقع التفاضل فيها بين أصحابها ورد فى الحديث الصحيح عن النبي عليه السلام انه قال لبلال (يا بلال بم سبقتنى الى الجنة فما وطئت فيها موضعا الا سمعت خشخشتك امامى) فقال يا رسول الله ما أحدثت قط الا توضأت وما توضأت الا صليت ركعتين فقال عليه السلام (بهما) فعلمنا انها كانت جنة مخصوصة بهذا العمل فما من فريضة ولا نافلة ولا فعل خير ولا ترك محرم ومكروه إلا وله جنة مخصوصة ونعيم خاص بمن دخلها ثم فصل مراتب التفاضل فمن أراد ذلك فليطلب هناك فما ذكره موافق لما قيل فى الآية انهم يرثون من الكفار منازلهم فيها حيث فوتوها على أنفسهم لانه تعالى خلق لكل انسان منزلا فى الجنة ومنزلا فى النار كما قال الكاشفى [منزل مؤمنان از دوزخ اضافه منازل كفار كنند ومنزلهاى ايشان از بهشت بر منزل مؤمنان افزايند ودر زاد المسير آورده بهشت بنظر
كفار درآرند ومقامهاى ايشانرا اگر ايمان آوردندى بريشان نمايند تا حسرت ايشان زياده كردد
نظر از دور در جانان بدان ماند كه كافر را
…
بهشت از دور بنمايند وآن سوز دكر باشد
اللهم اجعلنا من الذين يرثون الفردوس ويتنعمون بنعيمها ويصلون الى نسيمها واحفظنا عن الأسباب المؤدية الى النار وجحيمها وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ اللام جواب قسم اى وبالله لقد خلقنا جنس الإنسان فى ضمن خلق آدم خلقا اجماليا مِنْ سُلالَةٍ يقال سل الشيء من الشيء نزع كسل السيف من الغمد وسل الشيء من البيت على سبيل السرقة وسل الولد من الأب ومنه قيل للولد سليل. والسلالة اسم ما سل من الشيء واستخرج منه فان فعالة اسم لما يحصل من الفعل فتارة يكون مقصودا منه كالخلاصة واخرى غير مقصود منه كالقلامة والكناسة والسلالة من القبيل الاول فانها مقصودة ما يسل ومن ابتدائية متعلقة بالخلق اى من خلاصة سلت من بين الكدر كما فى الجلالين مِنْ طِينٍ من بيانية متعلقة بمحذوف وقع صفة لسلالة اى خلقنا من سلالة كائنة من طين: وبالفارسية [خلاصه واز نقاوه كه بيرون كشيده شده از كل] والطين التراب والماء المختلط به وفى التأويلات النجمية يشير الى سلالة سلت من جميع الأرض طيبها وسبخها وسهلها وجبلها باختلاف ألوانها وطبائعها المتفاوتة ولهذا اختلفت ألوانهم واخلاقهم لانه مودع فى طبيعتهم ما هو من خواص الطين الذي اختص بخاصية منها نوع من الحيوان من جنس البهائم والسباع والجوارح والحشرات المؤذيات الغالبة على كل واحد منها صفة من الصفات الذميمة والحميدة. فاما الذميمة فكالحرص فى الفأرة والنملة وكالشهوة فى العصفور وكالغضب فى الفهد والأسد وكالكبر فى النمر وكالبخل فى الكلب وكالشره فى الخنزير وكالحقد فى الحية وغير ذلك من الصفات الذميمة واما الحميدة فكالشجاءة فى الأسد والسخاوة فى الديك والقناعة فى البوم وكالحلم فى الجمل وكالتواضع فى الهرة وكالوفاء فى الكلب وكالبكور فى الغراب وكالهمة فى البازي والسلحفاة وغير ذلك من الصفات الحميدة فقد جمعها كلها مع خواصها وطبائعها ثم أودعها فى طينة الإنسان وهو آدم عليه السلام ثُمَّ جَعَلْناهُ اى الجنس باعتبار افراده المغايرة لآدم وقال بعضهم ثم جعلناه اى نسله فحذف المضاف فيكون المراد بالإنسان آدم خلق من صفوة سلت من الطين نُطْفَةً بان خلقناه منها والنطفة الماء الصافي ويعبر بها عن ماء الرجل فِي قَرارٍ اى مستقر وهو الرحم عبر عنها بالقرار الذي هو مصدر مبالغة مَكِينٍ اى حصين وهو وصف لها بصفة ما استقر فيها مثل طريق سائر: وبالفارسية [در قرار كاهى كه استوار يعنى رحم وجهل روز او را نكاه داشتيم سفيد] ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً بان احلنا النطفة البيضاء علقة حمراء قال الراغب العلق الدم الجامد ومنه العلقة التي يكون منها الولد فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً المضغة قطعة لحم تمضع اى فصيرناها قطعة لحم لا استبانة ولا تمايز فيها: وبالفارسية [پس ساختيم آن خون را آن مقدار كوشت كه بخايند يكبار كوشتى بى استخوان بسته جهل روز ديكر] فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ اى غالبها ومعظمها
عِظاماً بان صلبناها بعد ثلاث وأربعين وجعلناها عمودا للبدن على هيآت وأوضاع مخصوصة تقتضيها الحكمة فَكَسَوْنَا [پس بپوشانيديم] الْعِظامَ المعهودة لَحْماً من بقية المضغة اى كسونا كل عظم من تلك العظام ما يليق به من اللحم على مقدار لائق به وهيآت مناسبة له: وبالفارسية [برو برويانيديم كوشت بعد از رستن عروق واعصاب وأوتار وعضلات برو] واختلاف العواطف للتنبيه على تفاوت الاستحالات وجمع العظام لاختلافها ثُمَّ أَنْشَأْناهُ الإنشاء إيجاد الشيء وتربيته واكثر ما يقال ذلك فى الحيوان وبالفارسية [پس بيافريديم او را] خَلْقاً آخَرَ بنفخ الروح فيه: وبالفارسية [روح درو دميده تا زنده شد بعد از آنكه مرده بود يا بعد از خروج او را دندان وموى داديم وراه پستان برو كشاديم واز مقام رضاع بفطام رسانيديم وبغذاهاى كوناكون تربيت فرموديم و چون قدم در حد بلوغ نهاد وقلم تكليف برو جارى كرديم وبر مراتب شباب وكهولت وشيخوخت بگذارانيديم] وثم لكمال التفاوت بين الخلقين واحتج به ابو حنيفة رحمه الله على ان من غصب بيضة فافرخت عنده لزمه ضمان البيضة لا الفرخ فانه خلق آخر قال فى الاسئلة
المقحمة خلق الله الآدمي أطوارا ولو خلقه دفعة واحدة كان اظهر فى كمال القدرة وابعد عن نسبة الأسباب فما معناه فالجواب لا بل الخلق بعد الخلق بتقليب الأعيان واختراع الاشخاص اظهر فى القدرة فانه تعالى خلق الآدمي من نطفة متماثلة الاجزاء ومن أشياء كثيرة مختلفة المراتب متفاوتة الدرجات من لحم وعظم ودم وجلد وشعر وغيرها ثم خص كل جزء منها بتركيب عجيب وباختصاص غريب من السمع والبصر واللمس والمشي والذوق والشم وغيرها وهى ابلغ فى اظهار كمال الالهية والقدرة فَتَبارَكَ اللَّهُ فتعالى شأنه من علمه الشامل وقدرته الباهرة أَحْسَنُ الْخالِقِينَ بدل من الحلالة اى احسن الخالقين خلقا اى المقدرين تقديرا حذف المميز لدلالة الخالقين عليه فالحسن للخلق وفى الاسئلة المقحمة هذا يدل على ان العبد خالق أفعاله ويكون الرب احسن منه فى الخالقية فالجواب معناه احسن المصورين لان المصور يصور الصورة ويشكلها على صورة المخلوق اخبر به لانه لا يبلغ فى تصويره الى حد الخالق لانه لن يقدر على ان ينفخ فيها الروح وقد ورد الخلق فى القرآن بمعنى التصوير قال الله تعالى (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) اى وإذ تصور كذلك هاهنا انتهى وفى التأويلات النجمية (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) يعنى خلقا غير المخلوقات التي خلقها من قبل وهو أحسنهم تقويما وأكملهم استعدادا وأجلهم كرامة وأعلاهم رتبة وأخصهم فضيلة فلهذا اثنى على نفسه عند خليقته بقوله (فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) لانه خلق احسن المخلوقين حيث جعله معدن العرفان وموضع المحبة ومتعلق العناية [اى عزيز حق سبحانه وتعالى عرش وكرسى ولوح وقلم وملائكة ونجوم وسموات وارضين بيافريد وذات مقدس را بدين نوع ثناء كه بعد از آفرينش انسان فرموده نفرموده واين دليل تفضيل وتكريم ايشانست
بر ورق روى لطف اله
…
آيينه حسن كه تحرير كرد
وفى المثنوى
اى رخ چون زهره است شمس الضحى
…
اى كداى رنك تو كلكونها «1»
تاج كرمناست بر فرق سرت
…
طوق فضلناست آويز برت
هيچ كرمنا شنيد اين آسمان
…
كه شنيد آن آدمىء پر غمان «2»
احسن التقويم در والتين بخواند
…
كه كرامى كوهرست اى دوست جان «3»
كر بگويم قيمت آن ممتنع
…
من بسوزم هم بسوزد مستمع
[بعضى از اهل وجدان كويند كه چون درين آيت احوال بنى آدم وترقى از مقامى بمقامى بيان فرموده وآنست كه او را زبانى بأداء مراسم حمد وثنايى كه مستحق باركاه قدم باشد نخواهد بود در ستايش ذات مقدس از جناب او نيابت نموده كفت](فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) - روى- ان عبد الله بن ابى سرح كان يكتب لرسول الله الوحى فلما انتهى عليه السلام الى قوله (خَلْقاً آخَرَ سارع عبد الله الى النطق به قبل إملائه عليه السلام فقال عليه السلام اكتب هكذا أنزلت فشك عبد الله فقال ان كان محمد يوحى اليه فانا كذلك فلحق بمكة كافرا ثم اسلم يوم الفتح وقيل مات على كفره ولما نزلت هذه الآية قال عمر رضى الله عنه فتبارك الله احسن الخالقين فقال عليه السلام (هكذا نزلت يا عمر) وكان يفتخر بتلك الموافقة انظر كيف وقعت هذه الواقعة سببا لسعادة عمر رضى الله عنه وشقاوة ابن ابى سرح حسبما قال تعالى (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً) لا يقال قد تكلم البشر ابتداء بمثل نظم القرآن وذلك قادح فى اعجازه لما ان الخارج عن قدرة البشر ما كان مقدار اقصر سورة ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ) اى بعد ما ذكر من الأمور العجيبة لَمَيِّتُونَ لصائرون الى الموت لا محالة كما تؤذن به صيغة النعت الدالة على الثبوت دون الحدوث الذي يفيده صيغة الفاعل: وبالفارسية [يعنى مآل حال شما بمرك خواهد كشيد وساغر فنا از دست ساقى أجل خواهيد چشيد] قال بعضهم من مات من الدنيا خرج الى حياة الآخرة ومن مات من الآخرة خرج منها الى الحياة الاصلية وهو البقاء مع الله تعالى ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ اى عند النفخة الثانية تُبْعَثُونَ تخرجون من قبوركم للحساب والمجازاة بالثواب والعقاب وفى الآية اشارة الى ان الإنسان بعد بلوغه الى رتبة الانسانية يكون قابلا للموت مثل موت القلب وموت النفس وقابلا لحشرهما وفى موت القلب حياة النفس وحشرها مودع وفى موت النفس حياة القلب وحشره مودع وحياة النفس بالهوى وظلمته وحياة القلب بالله ونوره كما قال تعالى (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً) الآية وهذا معنى حقيقة قوله (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) كذ فى التأويلات النجمية قال فى الاسئلة المقحمة عد سائر أطوار الآدمي من خلقه الى ان يبعث ولم يذكر فيها شيأ من سؤال القبر فدل على انه ليس بشىء فالجواب لانه تعالى ذكر الحياة الاولى التي هى سبب العمل والحياة الثانية التي هى سبب الجزاء وهما المقصودان من الآية ولا يوجب ذلك نفى ما يذكر انتهى اعلم ان الموت يتعلق بصعقة سطوات العزة وظهور أنوار العظمة والحياة تتعلق بكشف الجمال الأزلي هناك تعيش الأرواح والأشباح بحياة وصالية لا يجرى بعدها موت الفراق والموت والحياة الصوريان من باب التربية الالهية
(1) در اواخر دفتر پنجم در بيان دست و پاى امير پوشيدن إلخ
(2)
در أوائل دفتر ششم در بيان سؤال كردن سائلى از واعظى إلخ [.....]
(3)
در أوائل دفتر ششم در بيان توكيل كردن حضرت مصطفى عليه السلام ابو بكر را إلخ
لان فى الفناء تربية اخرى فى التراب وفى الحياة اظهار زيادة قدرة فينا بإدخال حياة ثانية فى أشباحنا وتربية ثانية فى أرواحنا فافهم جدا وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ جمع طريقة كما ان الطرق جمع طريق والمراد طباق السموات السبع كما قال فى المفردات طرائق السماء طباقها: يعنى [هفت آسمان طبقى بالاى طبقه] سميت بها لانها طورق بعضها فوق بعض مطارقة النعل فان كل شىء فوق مثله فهو طريقه وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ عن ذلك المخلوق الذي هو السموات غافِلِينَ مهملين أمرها بل نحفظها عن الزوال والاختلال وندبر أمرها حتى تبلغ منتهى ما قدر لها من الكمال حسبما اقتضته الحكمة وتعلقت به المشيئة وقال الكاشفى [يا از جميع آفريدگان غافل نيستيم بر خير وشر ونفع وضرر وكفر وشرك ايشان مطلعيم] قال ابو يزيد قدس سره فى هذه الآية ان لم تعرفه فقد عرفك وان لم تصل اليه فقد وصل إليك وان غبت او غفلت عنه فليس عنك بغائب ولا غافل قال بعضهم فوقنا حجب ظاهرة وباطنة ففى ظاهر السموات حجب تحول بيننا وبين المنازل العالية من العرش والكرسي وعلى القلوب اغطية كالمنى والشهوات والإرادات الشاغلة والغفلات المتراكمة والله تعالى ليس بغافل عن سكنات الغافلين وحركات المريدين ورغبات الزاهدين ولحظات العارفين وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ من ابتدائية متعلقة بانزلنا ماءً هو المطر بِقَدَرٍ [باندازه كه صلاح بندگان در آن دانستيم] وفى بحر العلوم بتقدير يسلمون معه من الضرر ويصلون الى النفع فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ اى جعلنا ذلك الماء ثابتا قارا فيها وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ اى إزالته بالإفساد او التصعيد او التغوير بحيث يتعذر استنباطه حتى تهلكوا أنتم ومواشيكم عطشا لَقادِرُونَ كما كنا قادرين على انزاله وعن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبي عليه السلام (ان الله تعالى انزل من الجنة خمسة انهار جيحون وسيحون ودجلة والفرات والنيل فانزلها الله تعالى من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحى جبريل استودعها الجبال وأجراها فى الأرض وجعل فيها منافع للناس) فذلك قوله (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) وإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبريل فرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر الأسود من البيت ومقام ابراهيم وتابوت موسى بما فيه وهذه الأنهار الخمسة الى السماء فذلك قوله (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) فاذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خيرى الدين والدنيا هذا حديث حسن كما فى بحر العلوم فَأَنْشَأْنا لَكُمْ [پس بيافريديم براى شما] بِهِ بسبب ذلك الماء جَنَّاتٍ [بستانها] مِنْ نَخِيلٍ [ز خرما بنان] قال فى المفردات النخل معروف ويستعمل فى الواحد والجمع وجمعه نخيل وَأَعْنابٍ [واز تاك بنان] قال فى المفردات العنب يقال لثمرة الكرم والكرم نفسه الواحدة عنبة انتهى قال الكاشفى [تخصيص اين دو درخت جهت اختصاص اهل مدينه بخرما واهل طائف بانكور است ونخل وعنب در زمين حجاز از همه ديار عرب بيشتر مى باشد] لَكُمْ فِيها اى فى تلك الجنات فَواكِهُ كَثِيرَةٌ تتفكهون بها قال فى المفردات الفاكهة قيل هى الثمار
كلها وقيل بل هى الثمار ما عدا العنب والرمان وقائل هذا كأنه نظر الى اختصاصهما بالذكر وعطفهما على الفاكهة انتهى قال ابو حنيفة رحمه الله إذا حلف لا يأكل فاكهة فاكل رطبا او عنبا او رمانا لم يحنث لان كلا منها وان كان فاكهة لغة وعرفا الا ان فيه معنى زائدا على التفكه اى التلذذ والتنعم وهو الغدائية وقوام البدن فيه فبهذه الزيادة يخص من مطلق الفاكهة وخالفه صاحباه وَمِنْها اى من الجنات ثمارها وزروعها تَأْكُلُونَ تغذيا او ترزقون وتحصلون معايشكم من قولهم فلان يأكل من حرفته كما قال الكاشفى [وما ما لا بد معيشت از ان حاصل ميكنيد] وفى الآية اشارة الى انه كما انزل من السماء ماء المطر الذي هو سبب حياة الأرضين كذلك انزل من سماء العناية ماء الرحمة فيحيى القلوب ويزيل به دون العصاة وآثار زلتهم وينبت فى رياض قلوبهم فنون ازهار البسط وصنوف أنوار الروح والى انه كما يحيى الغياض بماء السماء ويثمر الأشجار ويجرى به الأنهار فكذلك ما سماه العناية ينشى شجرة العرفان ويؤتى أكلها من الكشف والعيان وما تتقاصر العبارات عن شرحه ولا تطمع الإشارات فى حصره ثم ان الله تعالى عد نعمه على العباد واحسن الإرشاد فمن تجاوز من النعم الى المنعم فقد فاز بالمطلوب الحقيقي فان قلت لم امر الله بالزهد فى الدنيا مع انه خلقها له قلت السكر إذا نثر على رأس الختن فانه لا يلتقطه لعلو همته ولو التقطه لكان عيبا والأولياء زهدوا فيها ومنعوا أنفسهم عن طيباتها وقنعوا بالقليل رجاء رفع الدرجات وفى الحديث (جوعوا أنفسكم لوليمة الفردوس) والضيف إذا كان حكيما لا يشبع من الطعام رجاء الحلوى- حكى- ان واحدا من اهل الرياضة مر من تحت شجرة فاذا ثمرها قد أدرك فحملته عليه نفسه للاكل منه فقال لها ان صمت سنة والا فلا فصامت حتى إذا كان وقت الثمر من السنة الآتية ذهب ليأكل منه فتناول من الساقط تحتها فقالت النفس ان على الشجرة أعلى الثمر فكل منه فقال لها ان شرطى معك ان آكل منه مطلقا لا من جيده الذي على الشجرة: قال الشيخ سعدى قدس سره
مرو در پى هر چهـ دل خواهدت
…
كه تمكين تن نور جان كاهدت
كند مرد را نفس اماره خوار
…
اگر هوشمندى عزيزش مدار
اگر هر چهـ باشد مرادت خورى
…
ز دوران بسى نامرادى برى
قال بعضهم الجوز واللوز والفستق والبندق والشاه بلوط والصنوبر والرمان والنارنج والموز والخشخاش والرطب والزيتون والمشمش والخوخ والاجاص والعناب والغبيراء والدراق والزعرور والنبق والتفاح والكمثرى والسفرجل والتين والعنب والأترج والخرنوب والقثاء والخيار والبطيخ كلها من فواكه الجنة فالعشرة الاولى لها قشر والثانية لا قشر لها والعشرة الثالثة ليس لها قشر ولا نوى كما لا يخفى وَشَجَرَةً بالنصب عطف على جنات وتخصيصها بالذكر من بين سائر الأشجار لاستقلالها بمنافع معروفة قيل هى أول شجرة نبتت بعد الطوفان وهى شجرة الزيتون قال فى انسان العيون شجرة الزيتون تعمر ثلاثة آلاف سنة وفى المفردات الشجر من النبت ماله ساق يقال شجرة وشجر نحو ثمرة وثمر تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ هو جبل بين مصر وايلة نودى منه موسى عليه السلام: وبالفارسية
[وديكر بيافريديم براى شما درختى كه بيرون مى آيد از كوه زيبا كه جبل موسى است در ميان مصر وايله] ويقال له طور سينين ومعناه الحسن او المبارك قال اهل التفسير فاما ان يكون الطور اسم الجبل وسيناء اسم البقعة أضيف إليها او المركب منهما علم له كامرىء القيس وهو بالفتح فعلاء كصحراء فمنع صرفه للتأنيث وبالكسر فيعال كديماس من السناء بالمد وهو الرفعة او بالقصر وهو النور فمنع صرفه للتعريف والعجمة او التأنيث على تأويل البقعة لا للالف وتخصيصها بالخروج منه مع خروجها من سائر البقاع ايضا لتعظيمها ولانه المنشأ الأعلى لها قال فى الجلالين أول ما نبت الزيتون نبت هناك تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ [مى رويد با روغن] صفة اخرى لشجرة والباء متعلقة بمحذوف وقع حالا منها اى تنبت ملتبسة به ومستصحبة له كما قال الراغب معناه تنبت والدهن موجود فيها بالقوة ويجوز كونها صلة معدية لتنبت كما فى قولك ذهبت بزيد اى تنبته بمعنى تتضمنه وتحصله فان النبات حقيقة صفة للشجرة لا للدهن وَصِبْغٍ [نان خورش] لِلْآكِلِينَ اى ادام لهم وذلك من قولهم اصطبغت بالحل وهو معطوف على الدهن جار على إعرابه عطف أحد وصفي الشيء على الآخر اى تنبت بالشيء الجامع بين كونه دهنا يدهن به ويسرج به وكونه أدما يصبغ فيه الخبز اى يغمس للائتدام ويلون به كالدبس والخل مثلا وفى التأويلات النجمية هى شجرة الخفي الذي يخرج من طور سيناء الروح بتأثير تجلى أنوار الصفات تنبت بالدهن وهو حسن الاستعداد لقبول الفيض الإلهي بلا واسطة ومقر هذا الدهن هو الخفي الذي فوق الروح وهو سر بين الله وبين الروح لا تطلع عليه الملائكة المقربون وهو ادام لا آكلى الكونين بقوة الهمة وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ [در چهار پايان يعنى ابل وبقر وغنم] لَعِبْرَةً لآية تعتبرون بحالها وتستدلون على عظيم قدرة خالقها ولطيف حكمته: وبالفارسية [چيزى كه بدان اعتبار كريد وبر قدرت الهى استدلال نمايند] فكأنه قيل كيف العبرة فقيل نُسْقِيكُمْ [مى اشامانيم شما را] مِمَّا فِي بُطُونِها ما عبارة اما عن الألبان فمن تبعيضية والمراد بالبطون الجوف او عن العلف الذي يتكون منه اللبن فمن ابتدائية والبطون على حقيقتها وفى التأويلات النجمية يشير الى انه كما يخرج من بطون الانعام من بين الفرث والدم لبنا خالصا وفيه عبرة لاولى الابصار فكذلك يخرج من بين فرث الصفات النفسانية وبين دم الصفات الشيطانية لبنا خالصا من التوحيد والمحبة يسقى به أرواح الصديقين كما قال بعضهم
سقانى شربة احيى فؤادى
…
بكأس الحب من بحر الوداد
وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ غير ما ذكر من أصوافها واوبارها واشعارها قال الكاشفى [ومر شماراست در ايشان سودهاى بسيار كه بعضى را سوار ميشويد وبرخى را بار ميكنيد واز بعضى نتاج مسيتانيد واز پشم وموى ايشان بهره ميكيريد] وَمِنْها تَأْكُلُونَ فتنتفعون بأعيانها كما تنتفعون بما يحصل منها وفى الحديث (عليكم بالبان البقر فانها تؤم من كل الشجر) اى تجمع وفى الحديث (عليكم بالبان البقر وسمنانها وإياكم ولحومها فان ألبانها وسمنانها دوآء وشفاء ولحومها داء) وقد صح ان النبي عليه السلام ضحى عن نسائه بالبقر قال
الحليمي هذا ليبس الحجاز ويبوسة لحم البقر ورطوبة لبنها وسمنها فكأنه يرى اختصاص ذلك به وهذا التأويلات مستحسن والا فالنبى عليه السلام لا يتقرب الى الله تعالى بالداء فهو انما قال ذلك فى البقر لتلك اليبوسة. وجواب آخر انه عليه السلام ضحى بالبقر لبيان الجواز ولعدم تيسر غيره كذا فى المقاصد الحسنة للامام السخاوي عَلَيْها
اى على الانعام فان الحمل عليها لا يقتضى الحمل على جميع أنواعها بل يتحقق بالحمل على البعض كالابل ونحوها وقيل المراد هى الإبل خاصة لانها المحمول عليها عندهم والمناسب للفلك فانها سفائن البر عَلَى الْفُلْكِ
اى السفينة قال الراغب ويستعمل ذلك للواحد والجمع وتقديراهما مختلفان فان الفلك إذا كان واحدا كان كبناء قفل وإذا كان جمعا فكبناء حمرحْمَلُونَ
يعنى [بر شتران در خشك وبر كشتيها برترى برداشته مى شويد يعنى شتر وكشتى شما را بر ميدارند واز هر موضعى بموضعي ميبرند] وانما لم يقل وفى الفلك كقوله (قُلْنَا احْمِلْ فِيها) لان معنى الايعاء ومعنى الاستعلاء كلاهما مستقيم لان الفلك وعاء لمن يكون فيها حمولة له يستعليها فلما صح المعنيان صحت العبارتان وايضا هو يطابق قوله عليها ويزاوجه كذا فى بحر العلوم ودلت الآية على جواز ركوب البحر للرجال والنساء على ما قاله الجمهور وكره ركوبه للنساء لان التستر فيه لا يمكنهن غالبا ولا غض البصر من المتصرفين فيه ولا يمكن عدم انكشاف عوراتهن فى تصرفهن لا سيما فيما صغر من السفن مع ضرورتهن الى قضاء الحاجة بحضرة الرجال كما فى أنوار المشارق قال فى الذخيرة إذا أراد ان يركب السفينة فى البحر للتجارة او لغيرها فان كان بحال لو غرقت السفينة امكنه دفع الغرق عن نفسه بكل سبب يدفع الغرق به حل له الركوب فى السفينة وان كان لا يمكنه دفع الغرق لا يحل له الركوب انتهى فالمفهوم من هذه المسألة حرمة الركوب فى السفينة لمن لا يقدر على دفع الغرق عن نفسه مطلقا سواء كان لطلب العلم او التجارة او الحج او زيارة الأقارب او صلة الرحم او نحو ذلك وسوآء كانت السلامة غالبة او لا لكن المفهوم من بعض المسائل جوازه عند غلبة السلامة والا فلا قال فى شرح حزب البحر قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه لعمرو بن العاص صف لى البحر فقال يا امير المؤمنين مخلوق عظيم يركبه خلق ضعيف دود على عود فقال عمر لا جرم لولا الحج والجهاد لضربت من يركبه بالدرة ثم منع ركوبه ورجع عن ذلك بعد مدة وكذلك وقع لعثمان رضى الله عنه ومعاوية ثم استقر الإجماع على جوازه بشرائطه انتهى. والسباحة فى الماء من سنن النبي قال فى انسان العيون كانت وفاة أبيه عليه السلام عبد الله بالمدينة ودفن فى دار المتابعة بالتاء المثناة فوق وبالباء الموحدة والعين المهملة وهو رجل من بنى عدى بن النجار أخوال أبيه عبد المطلب والنجار هذا اسمه تميم وقيل له النجار لانه اختتن بقدوم وهو آلة النجار ولما هاجر عليه السلام الى المدينة ونظر الى تلك الدار عرفها وقال هاهنا نزلت بي أمي وفى هذه الدار قبر ابى عبد الله وأحسنت القوم السباحة فى بئر بنى عدى بن النجار ومن هذا ومما جاء عن عكرمة عن ابن عباس انه عليه السلام كان هو وأصحابه يسبحون فى غدير فى الجحفة فقال عليه السلام لاصحابه (ليسبح كل رجل منكم الى صاحبه) وبقي النبي عليه السلام
وابو بكر فسبح النبي الى ابى بكر حتى اعتنقه وقال (انا وصاحبى انا وصاحبى) وفى رواية (انا الى صاحبى انا الى صاحبى) يعلم رد قول بعضهم وقد سئل هل عام عليه السلام الظاهر لا لانه لم يثبت انه عليه السلام سافر فى بحر ولا بالحرمين بحر وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ اللام جواب قسم وتصدير القصة به لاظهار كمال الاعتناء بمضمونها اى وبالله لقد أرسلنا نوحا الى قومه وجاء فى قصيدة جمال الدين
من كثير الذنب نوحوا
…
نوح نوح فى الرسل
انه عمرا طويلا
…
من قليل النطق ناح
وهو انه عليه السلام مر على كلب به جرب فقال بئس الكلب هذا ثم ندم فناح من أول عمره الى آخر فَقالَ داعيا لهم الى التوحيد يا قَوْمِ [اى كروه من] وأصله يا قومى اعْبُدُوا اللَّهَ وحده كما دل عليه التعليل وهو ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ اى مالكم فى الوجود او فى العالم غير الله فغير بالرفع صفة لآله باعتبار محله الذي هو الرفع على انه فاعل ومن زائدة او مبتدأ خبره لكم أَفَلا تَتَّقُونَ الهمزة لانكار الواقع واستقباحه والفاء للعطف على مقدر يستدعيه المقام اى ألا تعرفون ذلك اى مضمون قوله ما لكم من اله غيره فلا تتقون عذابه بسبب اشراككم به فى العبادة ما لا يستحق الوجود لولا إيجاد الله فضلا عن استحقاق العبادة فالمنكر عدم الاتقاء مع تحقق ما يوجبه قال الكاشفى يعنى [ترسيد از عذاب وى وبعبادت غير او ميل مكنيد] وفى التأويلات النجمية (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً) نوح الروح الى قومه من القلب والسر والنفس والقالب وجوارحه (فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) من الهوى والشيطان فعبادة القلب بقطع التعلقات والمحبة وعبادة السر بالتفرد بالتوحيد وعبادة النفس بتبديل الأخلاق وعبادة القالب بالتجريد وعبادة الجوارح باقامة اركان الشريعة (أَفَلا تَتَّقُونَ) بهذه العبادات عن الحرمان والخذلان وعذاب النيران فَقالَ الْمَلَأُ اى الاشراف والسادة الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ اى قالوا لعوامهم مبالغة فى وضع الرتبة العالية وحطها عن منصب النبوة قال الكاشفى [چون أكابر قوم أصاغر را بدين ودعوت نوح مائل ديدند ايشانرا تنفير نموده كفتند] ما هذا [نيست اين كس كه مى خواند بتوحيد] إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ اى فى الجنس والوصف من غير فرق بينكم وبينه قال الكاشفى [مانند شما در خوردن وآشاميدن وغير آن] يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ اى يريد ان يطلب الفضل عليكم ويتقدمكم بادعاء الرسالة مع كونه مثلكم قال فى الجلالين يتشرف عليكم فيكون أفضل منكم بان يكون متبوعا وتكونوا له تبعا كقوله وتكون لكما الكبرياء فى الأرض وصفوه بذلك اغضابا للمخاطبين عليه وإغراء على معاداته وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً اى لو شاء الله إرسال الرسول لارسل رسلا من الملائكة [تا مرسل از مرسل إليهم متميز بودى] وانما قيل لانزل لان إرسال الملائكة لا يكون الا بطريق الانزال فمفعول المشيئة مطلق الإرسال المفهوم من الجواب لا نفس مضمونه كما فى قوله ولو شاء لهداكم ونظائره وفى التأويلات النجمية يشير بهذا الى مقالات بعض البطلة من
الطلبة فان بعضهم يتكاسلون فى الطلب فيقولون لو شاء الله سعينا فى الطلب لايدنا بالصفات الملكية والتوفيق الرباني ما سَمِعْنا بِهذا اى بمثل هذا الكلام الذي هو الأمر بعبادة الله خاصة فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ اى الماضين قبل بعثته وفى بحر العلوم بهذا اى بإرسال البشر وان جاء ذكر من الله على رجل منهم كما قال الكاشفى [ما نشنوده ايم اين را كه آدمي رسول خدا تواند بود بخلقان] قالوه اما لفرط غلوهم فى التكذيب والعناد واما لكونهم وآبائهم فى فترة متطاولة يعنى [ميان إدريس وميان ايشان مدتى مديد كذشته بود وشنوده بودند كه از أولاد آدم پيغمبرى بوده] إِنْ هُوَ ما هو إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ اى جنون ولذلك يقول ما يقول [اگر جنون نداشتى كه بشر قابليت رسالت ندارد] والجنون اختلال حائل بين النفس والعقل وفى التأويلات النجمية يشير الى ان احوال اهل الحقيقة عند ارباب الطبيعة جنون كما ان احوال ارباب الطبيعة عند اهل الحقيقة جنون انتهى والجنون المعتبر هو ترك العقل واختيار العشق: قال الحافظ
در ره منزل ليلى كه خطرهاست درو
…
شرط أول قدم آنست كه مجنون باشى
وقال الصائب
روزن عالم غيبست دل اهل جنون
…
من وآن شهر كه ديوانه فراوان باشد
فَتَرَبَّصُوا بِهِ اصبروا عليه وانتظروا: وبالفارسية [پس انتظار بريد ويرا و چشم داريد] قال الراغب التربص الانتظار بالشيء ساعة يقصد بها غلاء او رخصا او امرا ينتظر زواله او حصوله حَتَّى حِينٍ الى وقت يفيق من الجنون قال الكاشفى [تا هنكامى از زمان يعنى صبر كنيد كه اندك وقتى را بميرد واز وى باز رهيم يا از جنون با هوش آيد وترك كفتن اين سخنان نموده پى كار خود كيرد] قالَ نوح بعد ما ايس من ايمانهم رَبِّ [اى پروردگار من] انْصُرْنِي باهلاكهم بالكلية بِما كَذَّبُونِ اى بسبب تكذيبهم إياي او بدل تكذيبهم فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ عند ذلك اى فاعلمناه فى خفاء فان الإيحاء والوحى اعلام فى خفاء أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ ان مفسرة لما فى الوحى من معنى القول والصنع اجادة الفعل بِأَعْيُنِنا ملتبسا بحفظنا نحفظه من ان تخطئ فى صنعته او يفسده عليك مفسد يقال فلان بعيني اى احفظه واراعيه كقولك هو منى بمرأى ومسمع قال الجنيد قدس سره من عمل على مشاهدة أورثه الله عليها الرضى قال الله تعالى (أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا) وَوَحْيِنا وأمرنا وتعليمنا لكيفية صنعها- روى- انه اوحى اليه ان يصنعها على مثال الجؤجؤ وفى التأويلات النجمية ألهمنا الى نوح الروح ان اصنع فلك الشريعة باستصواب نظرنا وأمرنا لا بنظر العقل وامر الهوى كما يعمل الفلاسفة والبراهمة فَإِذا جاءَ أَمْرُنا اى إذا اقترب أمرنا بالعذاب وَفارَ التَّنُّورُ [وبجوشد تنور يعنى بوقتى كه زن تو نان پزد از ميان آتش آب برآيد] كما فى تفسير الفارسي. والفور شدة الغليان ويقال ذلك فى النار نفسها إذا هاجت وفى القدر وفى الغضب وفوارة الماء سميت تشبيها بغليان القدر ويقال الفور الساعة والتنور تنور الخبز ابتداء منه النبوع على خرق العادة وكان فى الكوفة موضع مسجدها كما روى انه
قيل له عليه السلام إذا فار الماء من التنور اركب أنت ومن معك وكان تنور آدم فصار الى نوح فلما نبع منه الماء أخبرته امرأته فركبوا فَاسْلُكْ فِيها اى ادخل فى الفلك يقال سلك فيه اى دخل وسلكه فيه اى ادخله ومنه قوله ما سلككم فى سقر مِنْ كُلٍّ من كل امة ونوع زَوْجَيْنِ فردين مزدوجين اثْنَيْنِ تأكيد والمراد الذكر والأنثى [ودر تيسير كويد در كشتى نياورد مكر آنها را كه مى زايند با بيضه مى نهند] وَأَهْلَكَ منصوب بفعل معطوف على فاسلك اى واسلك أهلك والمراد به امرأته وبنوه وتأخير الأهل لما فيه من ضرب تفصيل بذكر الاستثناء وغيره إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ اى القول باهلاك الكفرة ومنهم ابنه كنعان وامه واغلة وانما جيئ بعلى لكون السابق ضارا كما جيئ باللام فى قوله (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) لكونه نافعا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا بالدعاء وانجائهم إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ مقضى عليهم بالاغراق لا محالة لظلمهم بالاشراك وسائر المعاصي ومن هذا شأنه لا يشفع له ولا يشفع فيه كيف لا وقد امر بالحمد على النجاة منهم باهلاكهم بقوله تعالى فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ اى من أهلك واشياعك اى اعتدلت فى السفينة راكبا قال الراغب استوى يقال على وجهين أحدهما ان يسند اليه فاعلان فصاعدا نحو استوى زيد وعمرو كذا اى تساويا قال تعالى (لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ) والثاني ان يقال لاعتدال الشيء فى ذاته نحو فاذا استويت ومتى عدى بعلى اقتضى معنى الاستعلاء نحو (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ أفرد بالذكر مع شركة الكل فى الاستواء والنجاة لاظهار فضله والاشعار بان فى دعائه وثنائه مندوحة عما عداه وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي اى فى السفينة او منها قال الكاشفى [قولى آنست كه امر بدين دعا در وقت خروج از كشتى بوده وأشهر آنست كه در وقت دخول وخروج اين دعا فرموده] مُنْزَلًا مُبارَكاً اى انزالا او موضع إنزال يستتبع خيرا كثيرا وقرئ منزلا بفتح الميم اى موضع نزول والنزول فى الأصل هو الانحطاط من علو يقال نزل عن دابته ونزل فى مكان كذا حطا رحله فيه وأنزله غيره وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ وفى الجلالين استجاب الله دعاءه حيث قال (اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ) فبارك فيهم بعد إنزالهم من السفينة حتى كان جميع الخلق من نسل نوح ومن كان معه فى السفينة قال الكاشفى [سلمى از ابن عطا نقل ميفرمايد كه منزل مبارك آن منزلست كه در او از هواجس نفسانى ووساوس شيطانى ايمن باشند وآثار قرب از جمال قدس نازل باشد
هر كجا پرتو أنوار جمال بيشتر
…
بركت آن منزل از همه منازل افزونتر
در منزلى كه يارى روزى رسيده باشد
…
با ذره هاى خاكش داريم مرحبائى
إِنَّ فِي ذلِكَ الذي ذكر مما فعل به وبقومه لَآياتٍ جليلة يستدل بها أولوا الابصار ويعتبر بها ذووا الاعتبار وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ان مخففة من ان واللام فارقة بينها وبين النافية وضمير الشأن محذوف اى وان الشأن كنا مصيبى قوم نوح ببلاء عظيم وعقاب شديد او مختبرين بهذه الآيات عبادنا لننظر من يعتبر ويتذكر قال الراغب إذا قيل ابتلى فلان
بكذا وأبلاه فذلك يتضمن أمرين أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من امره والثاني ظهور جودته ورداءته دون التعرف بحاله والوقوف على ما يجهل من امره إذا كان الله علام الغيوب انتهى واعلم ان البلاء كالملح وان أكابر الأنبياء والأولياء انما كانوا من اولى العزم ببلايا ابتلاهم الله بها فصبروا ألا ترى الى حال نوح عليه السلام كيف ابتلى الف سنة الا خمسين عاما فصبر حتى قيل له (فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : قال الحافظ
كرت چونوح نبى صبر هست بر غم طوفان
…
بلا بگردد وكام هزار ساله برآيد
ثم ان نوحا عليه السلام دعا بهلاك قومه مأذونا من الله تعالى فجاء القهر الإلهي إذ لم يؤثر فيهم اللطف الرحمانى والمقصود من الدعاء اظهار الضراعة وهو نافع عند الله تعالى يحيى ابن معاذ رحمه الله [كفت عبادت قفلست كليدش دعا ودندانه كليد لقمه حلال واز جمله دعاء او اين بودى بار خدايا اگر آن نكنى كه خواهم صبر بر آنچهـ تو خواهى] وفى الآية اشارة الى ان المؤمن ينبغى له ان يطلب منزلا مباركا يبارك له فيه حيث دينه ودنياه
سعديا حب وطن كر چهـ حديثست صحيح
…
نتوان مرد بسختى كه من اينجا زادم
ولو تفكرت فى احوال الأنبياء وكمل الأولياء لوجدت أكثرهم مهاجرين إذ لا يمن فى الاقامة بين قوم ظالمين يقول الفقير احمد الله تعالى على نعمه المتوافرة لا سيما على المهاجرة التي وقعت مرارا وعلى المنزل وهى بلدة بروسه حيث جاء الفال بلدة طيبة ورب غفور وعلى الانجاء من القوم الظالمين حيث ان كل من عادانى ورد موعظتى هلك مع الهالكين فجاءت عاقبة الابتلاء نجاة والقهر لطفا والجلال جمالا ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ اى أوجدنا واحداثنا من بعد إهلاك قوم نوح قَرْناً آخَرِينَ هم عاد لقوله تعالى حكاية عن هود (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ) والقرن القوم المقترنون من زمن واحد اى اهل زمان واحد فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ) [پس فرستاديم در ميان ايشان] رَسُولًا مِنْهُمْ اى من جملتهم نسبا وهو هود لا هود وصالح على ان يكون المراد بالقرن عادا وثمود لان الرسول بمعنى المرسل لا بد وان يثنى ويجمع بحسب المقام كقوله (إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ) وجعل القرن موضعا للارسال كما فى قوله (كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ) ونحوه لا غاية له كما فى مثل قوله تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) للايذان من أول الأمر بان من أرسل إليهم لم يأتهم من غير مكانهم بل انما نشأ فيما بين أظهرهم أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ان مفسرة لارسلنا لما فى الإرسال من معنى القول اى قلنا لهم على لسان الرسول ان اعبدوا الله تعالى وحده لانه ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ مرّ إعرابه أَفَلا تَتَّقُونَ قال فى بحر العلوم أتشركون بالله فلا تخافون عذابه على الإشراك انتهى فالشرك وعدم الاتقاء كلاهما منكران وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا قال الراغب الملأ الجماعة يجتمعون على رأى فيملأون العيون روعاء والنفوس دلالة وبهاء اى اشراف قومه الكافرين وصفوا بالكفر ذمالهم وذكره بالواو دون الفاء كما فى قصة نوح لان كلامهم لم يتصل بكلام الرسول ومعناه انه اجتمع فى الحصول ذلك القول الحق وهذا القول الباطل وشتان ما بينهما قال فى برهان القرآن قدم من قومه فى هذه الآية واخر فيما قبلها لان صلة الذين فيما قبل اقتصرت على فعل وضمير الفاعلين ثم ذكر بعده
الجار والمجرور ثم الفاعل ثم المفعول وهو المقول وليس كذلك هذه فان صلة الموصول طالت بذكر الفاعل والمفعول والعطف عليه مرة اخرى فقدم الجار والمجرور لان تأخيره ملبس وتوسطه ركيك فخص بالتقديم وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ اى بالمصير الى الآخرة بالبعث والحشر او بلقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب وَأَتْرَفْناهُمْ اى نعمناهم ووسعنا عليهم: وبالفارسية [ونعمت داده بودم ايشانرا] يقال ترف فلان اى توسع فى النعمة وأترفته النعمة أطغته فِي الْحَياةِ الدُّنْيا بكثرة الأموال والأولاد اى قالوا لاعقابهم مضلين لهم ما هذا اى هود إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ فى الصفات والأقوال البشرية يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ اى تشربون منه وهو تقرير للمماثلة: يعنى [بغداء محتاجست مانند شما اگر نبى بودى بايستى كه متصف بصفات ملائكه بودى نخوردى ونياشاميدى] وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ اى فيما ذكر من الأحوال والصفات اى وبالله ان امتثلتم أوامره إِنَّكُمْ إِذاً اى على تقدير الاطاعة: وبالفارسية [آنگاه] لَخاسِرُونَ عقولكم ومغبونون فى آرائكم حيث اذللتم أنفسكم وقال الكاشفى [زيان زدكانيد كه خود را مأمور ومتبوع مثل خود سازيد] انظر كيف جعلوا اتباع الرسول الحق الذي يوصلهم الى سعادة الدارين خسرانا دون عبادة الأصنام التي لا خسران وراءها قاتلهم الله واذن وقع بين اسم ان وخبرها لتأكيد مضمون الشرط والجملة جواب لقسم محذوف قال بعض الفضلاء اذن ظرف حذف منه ما أضيف اليه ونون عوضا وفى العيون اذن جواب شرط محذوف اى انكم ان أطعتموه اذن لخاسرون أَيَعِدُكُمْ [آيا وعده ميدهد شما را اين پيغمبر] أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ بكسر الميم من مات يمات وقرئ بضمها من مات يموت وَكُنْتُمْ وصرتم تُراباً وَعِظاماً نخرة مجردة عن اللحوم والاعصاب اى كان بعض اجزائكم من اللحم ونظائره ترابا وبعضها عظاما وتقديم التراب لعراقته فى الاستبعاد وانقلابه من الاجزاء البادية او كان متقدموكم ترابا صرفا ومتأخروكم عظاما يقول الفقير الظاهر ان مرادهم بيان صيرورتهم عظاما ثم ترابا لان الواو لمطلق الجمع أَنَّكُمْ تأكيد للاول لطول الفصل بينه وبين خبره الذي هو قوله مُخْرَجُونَ اى من القبور احياء كما كنتم هَيْهاتَ هَيْهاتَ اسم فعل وهو بعد وتكريره لتأكيد البعد اى بعد الوقوع لِما تُوعَدُونَ يعنى [آنچهـ وعده داده ميشويد از بعث وجزا هركز نباشد] او بعد ما توعدون واللام لبيان المستبعد كأنهم لما صوتوا بكلمة الاستبعاد قيل لماذا هذا الاستبعاد فقيل لما توعدون إِنْ هِيَ ان بمعنى ما اى ما الحياة إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا الدانية الفانية نَمُوتُ وَنَحْيا مفسرة للجملة المتقدمة اى يموت بعضنا ويولد بعض الى انقراض العصر او يصيبنا الأمران الموت والحياة يعنون الحياة المتقدمة فى الدنيا والموت بعدها وليس وراء ذلك حياة وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ بمنشرين بعد الموت كما تزعم يا هود انظر كيف عميت قلوبهم حتى لم يروا ان الاعادة أهون من الابتداء وان الذي هو قادر على إيجاد شىء من العدم واعدامه من الوجود يكون قادرا على إعادته ثانيا إِنْ هُوَ اى ما هود إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً اى اخترع
الكذب على الله فيما يدعيه من الإرسال والبعث قال الراغب الفري قطع الجلد للخرز والإصلاح والافراء للافساد والافتراء فيهما وفى الإفساد اكثر ولذلك استعمل فى القرآن فى الكذب والشرك والظلم وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ بمصدقين فيما يقول قالَ هود بعد ما يئس من ايمانهم رَبِّ انْصُرْنِي عليهم وانتقم لى منهم: وبالفارسية [اى پروردگار من يارى كن مرا بغالبيت وايشانرا مغلوب كردان] بِما كَذَّبُونِ اى بسبب تكذيبهم إياي وإصرارهم عليه قالَ تعالى اجابة لدعائه وعدة بالقبول عَمَّا قَلِيلٍ اى عن زمان قليل وما مزيدة بين الجار والمجرور لتأكيد معنى القلة لَيُصْبِحُنَّ اى ليصيرن اى الكفار المكذبون نادِمِينَ على الكفر والتكذيب وذلك عند معاينتهم العذاب. والندامة بالفارسية [پشيمانى] فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ صيحة جبريل صاح عليهم صيحة هائلة تصدعت منها قلوبهم فماتوا والصيحة رفع الصوت فان قلت هذا يدل على ان المراد بالقرن المذكور فى صدر القصة ثمود قوم صالح فان عادا اهلكوا بالريح العقيم قلت لعلهم حين أصابتهم الريح العقيم أصيبوا فى تضاعفها بصيحة هائلة ايضا كما كان عذاب قوم لوط بالقلب والصيحة كما مر وقد روى ان شداد بن عاد حين أتم بناء ارم سار إليها باهله فلما دنا منها بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا وقيل الصيحة نفس العذاب والموت وفى الجلالين فاخذتهم صيحة العذاب بِالْحَقِّ متعلق بالأخذ اى بالوجه الثابت الذي لا دافع له وفى الجلالين بالأمر من الله فَجَعَلْناهُمْ فصيرناهم غُثاءً اى كغثاء السيل لا ينتفع به وهو ما يحمله السيل على وجهه من الزبد والورق والعيدان كقولك سال به الوادي لمن هلك قال الكاشفى [غثاء: چون خاشاك آب آورده يعنى هلاك كرديم ونابود ساختيم چون خس وخاشاك كه سيل آنرا باطراف افكند وسياه كهنه كردد] فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ يحتمل الاخبار والدعاء قال الكاشفى [پس دورى باد از رحمت خداى مر كروه ستمكارانرا] وبعدا مصدر بعد إذا هلك وهو من المصادر التي لا يكاد يستعمل ناصبها. والمعنى بعدوا بعدا اى هلكوا واللام لبيان من قيل له بعدا وفى الآية اشارة الى ان اهل الدنيا حين بغوا فى الأرض وطغوا على الرسل
چومنعم كند سفله را روزكار
…
نهد بر دل تنك درويش بار
چوبام بلندش بود خود پرست
…
كند بول وخاشاك بر بام پست
وقالوا لرسلهم ما قالوا لا يعلمون ان الرسل واهل الله وان كانوا يأكلون مما يأكل اهل الدنيا ولكن لا يأكلون كما يأكل هؤلاء فانهم يأكلون بالإسراف واهل الله يأكلون ولا يسرفون كما قال النبي عليه السلام (المؤمن يأكل فى معى واحد والكافر يأكل فى سبعة أمعاء)
لا جرم كافر خورد در هفت بطن
…
دين ودل باريك ولاغر زفت بطن
بل اهل الله يأكلون ويشربون بأفواه القلوب مما يطعمهم ربهم ويسقيهم حيث يبيتون عند ربهم قال حضرة الشيخ الشهير بافتاده افندى قدس سره كان عليه السلام يبيت عند ربه فيطعمه ويسقيه من تجلياته المتنوعة وانما أكله فى الظاهر لاجل أمته الضعيفة والا فلا احتياج
له الى الاكل والشرب وما روى من انه كان يشد الحجر فهو ليس من الجوع بل من كمال لطافته لئلا يصعد الى الملكوت بل يستقر فى الملك للارشاد وقد وصف الله الكفار بشر الصفات وهى الكفر بالخالق وبيوم القيامة والانغماس فى حب الدنيا ثم سجل عليهم بالظلم وأشار الى ان هلاكهم انما كان بسبب ظلمهم
نماند ستمكار بد روزكار
…
بماند بر ولعنت پايدار
فالظلم من شيم اهل الشقاوة والبعد وانهم كالغثاء فى عدم المبالاة بهم كما قال (هؤلاء فى النار ولا أبالي) ثُمَّ أَنْشَأْنا خلقنا من بعدهم اى بعد هلاك القرون المذكورة وهم عاد على الأشهر قُرُوناً آخَرِينَ هم قوم صالح ولوط وشعيب وغيرهم عليهم السلام إظهارا للقدرة وليعلم كل امة استغناءنا عنهم وانهم ان قبلوا دعوة الأنبياء وتابعوا الرسل تعود فائدة استسلامهم وانقيادهم وقيامهم بالطاعات إليهم ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها من مزيدة للاستغراق اى ما تتقدم امة من الأمم المهلكة الوقت الذي عين لهلاكهم وَما يَسْتَأْخِرُونَ ذلك الاجل بساعة وطرفة عين بل تموت وتهلك عند ما حد لها من الزمان ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا عطف على انشأنا لكن لا على معنى ان ارسالهم متأخر ومتراخ عن إنشاء القرون المذكورة جميعا بل على معنى ان إرسال كل رسول متأخر عن إنشاء قرن مخصوص بذلك الرسول كأنه قيل ثم انشأنا من بعدهم قرونا آخرين قد أرسلنا الى كل قرن منهم رسولا خاصابه تَتْرا مصدر من المتواترة وهى التعاقب فى موضع الحال اى متواترين واحدا بعد واحد: وبالفارسية [پى در پى يعنى يكى در عقب ديكرى] قال فى الإرشاد وغيره من الوتر وهو الفرد والتاء بدل من الواو والالف للتأنيث لان الرسل جماعة كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها المخصوص اى جاء بالبينات وللتبليغ كَذَّبُوهُ نسبوا اليه الكذب يعنى أكثرهم بدليل قوله (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ) كما فى بحر العلوم قال الكاشفى [تكذيب كردند او را وآنچهـ كفت از توحيد ونبوت وبعث وحشر دروغ پنداشتند وبتقليد پدران ولزوم عادات ناپسنديده از دولت تصديق محروم ماندند] فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ اى بعض القرون بَعْضاً فى الإهلاك اى أهلكنا بعضهم فى اثر بعض حسبما تبع بعضهم بعضا فى مباشرة الأسباب التي هى الكفر والتكذيب وسائر المعاصي قال الكاشفى [يعنى هيچ كدام را مهلت نداديم وآخرين را چون أولين معاقب كردانيم] وَجَعَلْناهُمْ بعد إهلاكهم أَحادِيثَ لمن بعدهم اى لم يبق عين ولا اثر الا حكايات يسمر بها ويتعجب منها ويعتبر بها المعتبرون من اهل السعادة وهو اسم جمع للحديث او جمع احدوثة وهى ما يتحدث به تلهيا وتعجبا وهو المراد هاهنا كاعاجيب جمع للحديث او جمع احدوثة وهى ما يتحدث به تلهيا وتعجبا وهو المراد هاهنا كاعاجيب جمع اعجوبة وهى ما يتعجب منها قال الكاشفى [وساختيم آنرا سخنان يعنى عقوبت خلق كردانيديم كه دائم عذاب ايشانرا ياد كنند وبدان مثل زنند خلاصه سخن آنكه از ايشان غير حكايتى باقى نماند كه مردم افسانه وار ميكويند واگر سخن نيكوى ايشان بماندى به بودى بزركى كفته است]
تفنى وتبقى عنك احدوثة
…
فاجهد بان تحسن أحدوثتك
[ودر ترجمه آن فرموده اند
پس از تو اين همه افسانها كه مى خوانند
…
در ان بكوش كه نيكو بماند افسانه
يقول الفقير فى البيت العربي دلالة على ان الاحدوثة تقال على الخير والشر وهو خلاف ما قال الأخفش من انه لا يقال فى الخير جعلتهم أحاديث واحدوثة وانما يقال جعلت فلانا حديثا انتهى ويمكن ان يقال فى البيت ان الاحدوثة الثانية وقعت بطريق المشاكلة فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ [پس دورى باد از رحمت حق مر كروهى را كه نمى كروند بانبياء وتصديق ايشان نمى كنند] وفى اكثر التفاسير بعدوا بعدا اى هلكوا واللام لبيان من قيل له بعدا وخصهم بالنكرة لان القرون المذكورة منكرة بخلاف ما تقدم من قوله فبعدا للقوم الظالمين حيث عرف بالألف واللام لانه فى حق قوم معينين كما سبق وفى الآية دلالة على ان عدم الايمان سبب للهلاك والعذاب فى النيران كما ان التصديق مدار للنجاة والتنعم فى الجنان قال يعقوب عليه السلام للبشير على أي دين تركت يوسف قال على الإسلام قال الآن تمت النعمة على يعقوب وعلى آل يعقوب إذ لا نعمة فوق الإسلام وحيث لا يوجد فجميع النعم عدم وحيث يوجد فجميع النقم عدم وسأل رجل عليا رضى الله عنه هل رأيت ربك فقال أفأعبد ما لا ارى فقال كيف تراه قال لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلب بحقائق الايمان وعنه من عرف ربه جل ومن عرف نفسه ذل يعنى عرفان الرب يعطى جلالة فى المعنى وعرفان النفس يعطى ذلة فى الصورة فالكفار وسائر اهل الظلم عدوا أنفسهم اعزة فذلوا صورة ومعنى حيث بعدوا من الله تعالى فى الباطن وهلكوا مع الهالكين فى الظاهر والمؤمنون وسائر العدول عدوا أنفسهم اذلة فعزوا صورة ومعنى حيث تقربوا الى الله تعالى فى الباطن ونجوا من الهلاك فى الظاهر فجميع التنزل انما يأتى من جهة الجهل بالرب والنفس
رونق كار خسان كاسد شود
…
همچوميوه تازه ز وفاسد شود
فعلى العاقل الانقياد لاهل الحق فان جمع الفيض انما يحصل من مشرب الانقياد وبالانقياد يحصل العرفان التام وشهود رب العباد
كى رسانند آن امانت را بتو
…
تا نباشى پيششان راكع دو تو
اللهم اعصمنا من العناد أثبتنا على الانقياد ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا هى الآيات التسع من اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ونقص الثمرات والطاعون ولا مساغ لعدّ فلق البحر منها إذ المراد الآيات التي كذبوها وَسُلْطانٍ مُبِينٍ حجة واضحة ملزمة للخصم وهى العصا وخصصها لفضلها على سائر الآيات او نفس الآيات عبر عنها بذلك على طريق العطف تنبيها على جمعها لعنوانين جليلين وتنزيلا لتغايرها منزلة التغاير الذاتي إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ اى اشراف قومه من القبط خصوا بالذكر لان إرسال بنى إسرائيل منوط بآرائهم لا بآراء أعقابهم فَاسْتَكْبَرُوا عن الايمان والمتابعة وعظم الكبر ان يتهاون العبيد بآيات ربهم وبرسالاته بعد وضوحها وانتفاء الشك عنها ويتعظموا عن امتثالها وتقبلها وَكانُوا قَوْماً عالِينَ متكبرين مجاوزين للحد فى الكبر
والطغيان اى كانوا قوما عادتهم الاستكبار والتمرد فَقالُوا عطف على استكبروا وما بينهما اعتراض مقرر للاستكبار اى قالوا فيما بينهم بطريق المناصحة أَنُؤْمِنُ الهمزة للانكار بمعنى لا نؤمن وما ينبغى ان يصدر منا الايمان لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وصف بالمثل الاثنان لانه فى حكم المصدر العام للافراد والتثنية والجمع المذكر والمؤنث وَقَوْمُهُما يعنون بنى إسرائيل لَنا متعلقة بقوله عابِدُونَ والجملة حال من فاعل نؤمن اى خادمون منقادون لنا كالعبيد وكأنهم قصدوا بذلك التعرض لشأنهما وحط رتبتهما العلية عن منصب الرسالة من وجه آخر غير البشر قال الكاشفى [در بعضى تفاسير آورده اند كه بنى إسرائيل فرعون را مى پرستيدند نعوذ بالله واو بت مى پرستيد يا گوساله] اى فتكون طاعتهم لهم عبادة على الحقيقة فَكَذَّبُوهُما اى فاصروا على تكذيب موسى وهارون حتى يئسا من تصديقهم فَكانُوا فصاروا مِنَ الْمُهْلَكِينَ بالغرق فى بحر القلزم وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى اى بعد إهلاكهم وإنجاء بنى إسرائيل من أيديهم الْكِتابَ التوراة لَعَلَّهُمْ لعل بنى إسرائيل يَهْتَدُونَ الى طريق الحق بالعمل بما فيها من الشرائع والاحكام وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ اى عيسى وَأُمَّهُ آيَةً دالة على عظم قدرتنا بولادته منها من غير مسيس بشر فالآية امر واحد مضاف إليهما او جعلنا ابن مريم آية بان تكلم فى المهد فظهرت منه معجزات جمة وامه آية بانها ولدته من غير مسيس فحذف الاولى لدلالة الثانية عليها قال فى العيون آية اى عبرة لبنى إسرائيل بعد موسى لان عيسى تكلم فى المهد واحيى الموتى ومريم ولدته من غير مسيس وهما آيتان قطعا فيكون هذا من قبيل الاكتفاء بذكر إحداهما انتهى وتقديمه عليه السلام لاصالته فيما ذكر من كونه آية كما ان تقديم امه فى قوله (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) لاصالتها فيما نسب إليها من الإحصان والنفخ- وروى- ان رسول الله عليه السلام صلى الصبح بمكة فقرأ سورة المؤمنين فلما اتى على ذكر عيسى وامه أخذته شرقة فركع اى شرق بدمعه فعىّ بالقراءة وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ [وجاى داديم مادر و پسر را وقتى كه از يهود فرار كردند وباز آورديم بسوى ربوة از زمين بيت المقدس] اى انزلناهما الى مكان مرتفع من الأرض وجعلناه مأواهما ومنزلهما وهى ايليا ارض بيت المقدس فانها مرتفعة وانها كبد الأرض وأقربها الى السماء بثمانية عشر ميلا على ما يروى عن كعب وقال الامام السهيلي أوت مريم بعيسى طفلا الى قرية من دمشق يقال لها ناصرة وبناصرة تسمى النصارى واشتق اسمهم منها قال الكاشفى [آورده اند كه مريم با پسر و پسر عم خود يوسف بن ماتان دوازده سال دران موضع بسر بردند وطعام عيسى از بهاى ريسمان بود كه كه مادرش مى رشت وميفروخت] يقول الفقير فيه اشارة الى ان غزل القطن والكتان ونحوهما لكونه من اعمال خيار النساء أحب من غزل القز ونحوه على ما أكب عليه اهل بروسة والديار التي يحصل فيها دود القز مع ان القز من زين اهل الدنيا وبه غالبا شهرة أربابها وافتخارهم ذاتِ قَرارٍ [خداوند قرار يعنى مقرى منبسط وسهل كه برو آرام توان كرفت] وقيل ذات ثمار
وزروع فان ساكنيها يستقرون فيها لاجلها قال الراغب قرّ فى المكان يقر قرارا إذ اثبت ثبوتا خامدا وأصله من القر وهو البرد لاجل ان البرد يقتضى السكون والحر يقتضى الحركة وَمَعِينٍ وماء معين ظاهر جار فعيل من معن الماء إذا جرى وقيل من العين والميم زائدة ويسمى الماء الجاري معينا لظهوره وكونه مدركا بالعيون وصف ماء تلك الربوة بذلك للايذان بكونه جامعا لفنون المنافع من الشرب وسقى ما يسقى من الحيوان والنبات بغير كلفة والتنزه بمنظره الحسن المعجب ولولا ان يكون الماء الجاري لكان السرور الأوفر فائتا وطيب المكان مفقودا ولا مرّ ما جاء الله بذكر الجنات مشفوعا بذكر الماء الجاري من تحتها مسوقين على قران واحد ومن أحاديث المقاصد الحسنة (ثلاث يجلون البصر النظر الى الخضرة والى الماء الجاري والى الوجه الحسن) اى مما يحل النظر اليه فان النظر الى الأمرد الصبيح ممنوع قال الشيخ سعدى فى حق من يديم النّظر الى النقاش عند نظر الى النقش
چرا طفل يكروزه هوشش نبرد
…
كه در صنع ديدن چهـ بالغ چهـ خرد
محقق همى بيند اندر ابل
…
كه در خوب رويان چين و چكل
وهما علمان لبلدتين من بلاد الترك يكثر فيهما المحابيب وفى التأويلات النجمية قوله (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) يشير به الى عيسى الروح الذي تولد من امر كن بلا اب من عالم الأسباب وهو أعظم آية من آيات الله المخلوقة التي تدل على ذات الله ومعرفته لانه خليفة الله وروح منه (وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ) اى ربوة القالب فانه مأوى الروح ومأوى الأمر بالأوامر والنواهي (ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ) هو منزلهما ودار قرارهما يعنى مادام القالب يكون مأوى الروح ومقره يكون مأوى الأمر ومقره بان لا تسقط عنه التكاليف واما المعين فهو عين الحكمة الجارية من القلب على اللسان انتهى اللهم يا معين اجعلنا من اهل المعين يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ خطاب لجميع الرسل لا على انهم خوطبوا بذلك دفعة لانهم أرسلوا متفرقين فى ازمنة مختلفة بل على معنى ان كل رسول منهم خوطب به فى زمانه ونودى ووصى ليعلم السامع ان اباحة الطيبات للرسل شرع قديم وان امرا نودى له جميع الأنبياء ووصوا به حقيق ان يؤخذ به ويعمل عليه اى وقلنا لكل رسول كل من الطيبات واعمل صالحا فعبر عن تلك الأوامر المتعدد المتعلقة بالرسل بصيغة الجمع عند الحكاية اجمالا للايجاز وقال بعضهم انه خطاب لرسول الله وحده على دأب العرب فى مخاطبة الواحد بلفظ الجمع للتعظيم وفيه ابانة لفضله وقيامه مقام الكل فى حيازة كمالاتهم
وقد جمع الرحمن فيك لمعا جزا
آنكه خوبان همه دارند تو تنها دارى
والطيبات ما يستطاب ويستلذ من مباحات المآكل والفواكه وَاعْمَلُوا صالِحاً اى عملا صالحا فانه المقصود منكم والنافع عند ربكم وهذا الأمر للوجوب بخلاف الاول وفيه رد وهدم لما قال بعض المبيحين من ان العبد إذا بلغ غاية المحبة وصفا قلبه واختار الايمان على الكفر من غير نفاق سقط عنه الأعمال الصالحة من العبادات الظاهرة وتكون عبادته التفكر وهذا كفر وضلال فان أكمل الناس فى المحبة والايمان هم الرسل خصوصا حبيب الله مع
ان التكاليف بالأعمال الصالحة والعبادات فى حقهم أتم وأكمل إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ من الأعمال الظاهرة والباطنة عَلِيمٌ فاجازيكم عليه وفى الآية دلالة على بطلان ما عليه الرهابنة من رفض الطيبات يعنى على تقدير اعتقادهم بان ليس فى دينهم أكل الطيبات واعلم ان تأخير ذكر العمل الصالح يدل على ان تكون نتيجته أكل الحلال: وفى المثنوى
علم وحكمت زايد از لقمه حلال
…
عشق ورقت آيد از لقمه حلال «1»
چون ز لقمه تو حسد بينى ودام
…
جهل وغفلت زايد آنرا دان حرام
هيچ كندم كارى وجو بر دهد
…
ديده اسبى كه كره خر دهد
لقمه تخمست وبرش انديشها
…
لقمه بحر وكوهرش انديشها
زايد از لقمه حلال اندر دهان
…
ميل خدمت عزم رفتن آن جهان
قال الراغب اصل الطيب ما تستلذه الحواس والنفس والطعام الطيب فى الشرع ما كان متناولا من حيث ما يجوز وبقدر ما يجوز من المكان الذي يجوز فانه متى كان كذلك كان طيبا عاجلا وآجلا لا يستوخم والا فانه وان كان طيبا عاجلا لم يطب آجلا وفى الحديث (ان الله طيب لا يقبل الا طيبا) : قال صاحب روضة الاخبار
فرموده لقمه كه در اصل نباشد حلال
…
زونقتد مرد مكر در ضلال
قطره باران تو چون صاف نيست
…
كوهر درياى تو شفاف نيست
وكان عيسى عليه السلام يأكل من غزل امه وكان رزق نبينا عليه السلام من الغنائم وهو أطيب الطيبات- روى- عن اخت شداد انها بعثت الى رسول الله بقدح من لبن فى شدة الحر عند حظره وهو صائم فرده إليها وقال من اين لك هذا فقالت من شاة لى ثم رده وقال من اين هذه الشاة فقالت اشتريتها بمالى فاخذه ثم انها جاءته وقالت يا رسول الله لم رددته فقال بذلك أمرت الرسل ان لا يأكلوا الا طيبا ولا يعملوا الا صالحا قال الامام الغزالي رحمه الله إذا كان ظاهر الإنسان الصلاح والستر فلا حرج عليك فى قبول صلاته وصدقته ولا يلزمك البحث بان تقول قد فسد الزمان فان هذا سوء ظن بذلك الرجل المسلم بل حسن الظن بالمسلمين مأمور به قال ابو سليمان الداراني رحمه الله لان أصوم النهار وأفطر الليل على لقمة حلال أحب الى من قيام الليل وصوم النهار وحرام على شمس التوحيد ان تحل قلب عبد فى جوفه لقمة حرام ثم ان أكل الطيبات وان رخص فيه لكنه قد يترك قطعا للطبيعة عن الشهوات قال ابو الفرج بن الجوزي ذكر القلب فى المباحات يحدث له ظلمة فكيف تدبير الحرام إذا غير المسك الماء منع الوضوء به فكيف ولوغ الكلب ولذا قال بعض الكبار من اعتاد بالمباحات حرم لذة المناجاة اللهم اجعلنا من اهل التوجه والمناجاة وَإِنَّ هذِهِ اى ملة الإسلام والتوحيد وأشير إليها بهذه للتنبيه على كمال ظهور أمرها فى الصحة والسداد وانتظامها بسبب ذلك فى سلك الأمور المشاهدة أُمَّتُكُمْ اى ملتكم وشريعتكم ايها الرسل قال القرطبي الامة هنا الدين ومنه انا وجدنا آباءنا على امة اى على دين مجتمع أُمَّةً واحِدَةً حال من هذه اى ملة وشريعة متحدة فى اصول الشرائع التي لا تتبدل بتبدل الاعصار واما الاختلاف
(1) در اواسط دفتر يكم در بيان تعظيم كردن ساحران موسى را إلخ
فى الفروع فلا يسمى اختلافا فى الدين فالحائض والطاهر من النساء دينهما واحد وان افترق تكليفهما وقيل هذه اشارة الى الأمم المؤمنة للرسل والمعنى ان هذه جماعتكم واحدة متفقة على الايمان والتوحيد فى العبادة ولا يلائمه قوله تعالى وَأَنَا رَبُّكُمْ من غير ان يكون لى شريك فى الربوبية فَاتَّقُونِ اى فى شق العصا ومخالفة الكلمة والضمير للرسل والأمم جميعا على ان الأمر فى حق الرسل للتهييج والالهاب وفى حق الأمم للتحذير والإيجاب وفى التفسير الكبير فيه تنبيه على ان دين الجميع واحد فيما يتصل بمعرفة الله تعالى واتقاء معاصيه فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ اى جعلوا امر دينهم مع اتحاده قطعا متفرقة وأديانا مختلفة زُبُراً حال من أمرهم اى قطعا جمع زبور بمعنى الفرقة: وبالفارسية [پارها يعنى كروه كروه شدند واختلاف كردند] كُلُّ حِزْبٍ اى جماعة من أولئك المتحزبين بِما لَدَيْهِمْ من الدين الذي اختاروه فَرِحُونَ معجبون معتقدون انه الحق قال بعض الكبار كيف يفرح العبد بما لديه وليس يعلم ما سبق له فى محتوم العلم ولا ينبغى للعارفين ان يفرحوا بما دون الله من العرش الى الثرى بل العارف الصادق إذا استغرق فى بحار المعرفة فهمومه اكثر من فرحه لما يشاهد من القصور فى الإدراك قال الشيخ سعدى [عاكفان كعبه جلالش بتقصير عبادت معترفند كه ما عبدناك حق عبادتك وواصفان حليه جمالش بتحير منسوب كه ما عرفناك حق معرفتك
گر كسى وصف او ز من پرسد
…
بى دل از بى نشان چهـ گويد باز
عاشقان كشتكان معشوقند
…
برنيايد ز كشتكان آواز
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ شبه ما هم فيه من الجهالة بالماء الذي يغمر القامة ويسترها لانهم مغمورون فيها لاعبون بها قال الراغب اصل الغمر ازالة اثر الشيء ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل اثر مسيله غمر وغامر والغمرة معظم الماء الساترة لمقرها وجعل مثلا للجهالة التي تغمر صاحبها والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم اى اتركهم يعنى الكفار المتفرقة على حالهم ولا تشغل قلبك بهم وبتفرقهم حَتَّى حِينٍ هو حين قتلهم او موتهم على الكفر او عذابهم فهو وعيد لهم بعذاب الدنيا والآخرة وتسلية لرسول الله ونهى له عن الاستعجال بعذابهم والجزع من تأخيره أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ الهمزة لانكار الواقع واستقباحه وما موصولة اى أيظن الكفرة ان الذي نعطيهم إياه وتجعله مددا لهم مِنْ مالٍ وَبَنِينَ بيان للموصول وتخصيص البنين لشدة افتخارهم بهم نُسارِعُ به لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ فيما فيه خيرهم وإكرامهم قال الكاشفى [يعنى كمان ميبرند كه امداد ما ايشانرا بمال وفرزند مسارعتست از ما براى ايشان در نيكويى واعمال ايشانرا استحقاق آن هست كه ما پاداش آن با ايشان نيكويى كنيم] بَلْ [نه چنين است كه مى پندارند بلكه] لا يَشْعُرُونَ [نميدانند كه اين امداد استدراجست نه مسارعت در خير] فهو عطف على مقدر أي كلا لا نفعل ذلك بل هم لا يشعرون بشىء أصلا كالبهائم لافطنة لهم ولا شعور ليتأملوا ويعرفوا ان ذلك الامداد استدراج واستجرار الى زيادة الإثم
وهم يحسبونه مسارعة لهم فى الخيرات- وروى- فى الخبر ان الله تعالى اوحى الى نبى من الأنبياء أيفرح عبدى ان ابسط له فى الدنيا فهو ابعد له منى أيجزع عبدى المؤمن ان اقبض عنه الدنيا وهو اقرب له منى ثم قال أيحسبون ان ما نمدهم إلخ قال بعض الكبار ان الله تعالى امتحن الممتحنين بزينة الدنيا ولذتها وجاهها ومالها وخيراتها فاستلذوها واحتجبوا بها عن مشاهدة الرحمن وظنوا انهم نالوا جميع الدرجات وانهم مقبولون حين اعطوا هذه الفانيات ولم يعلموا انها استدراج لا منهاج قال عبد العزيز المكي من تزين بزينة فانية فتلك الزينة تكون وبالا عليه الا من تزين بما يبقى من الطاعات والموافقات والمجاهدات فان الأنفس فانية والأموال عوارى والأولاد فتنة فمن تسارع فى جمعها وحظها وتعلق قلبه بها قطع عن الخيرات اجمع وما عبد الله بطاعة أفضل من مخالفة النفس والتقلل من الدنيا وقطع القلب عنها لان المسارعة فى الخيرات هو اجتناب الشرور وأول الشرور حب الدنيا لانها مزرعة الشيطان فمن طلبها وعمرها فهو حزبه وعبده وشر من الشيطان من يعين الشيطان على عمارة داره: ومن كلمات سلطان ولد
بگذار جهان را كه جهان آن تو نيست
…
وين دم كه همى زنى بفرمان تو نيست
كر مال جهان جمع كنى شاد مشو
…
ور تكيه بجان كنى جان آن تو نيست
قال الشيخ سعدى قدس سره
بر مرد هشيار دنيا خسست
…
كه هر مدتى جاى ديكر كسست
برفتند هر كس درود آنچهـ كشت
…
نماند بجز نام نيكو وزشت
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ اى من خوف عذابه حذرون والخشية خوف يشوبه تعظيم والإشفاق عناية مختلطة بخوف لان المشفق يحب المشفق عليه ويخاف ما يلحقه وقد سبق تحقيقه فى سورة الأنبياء وعن الحسن ان المؤمن جمع إحسانا وخشية والكافر جمع اساءة وأمنا هر كه ترسد مرورا ايمن كنند وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ المنصوبة فى الآفاق والمنزلة على الإطلاق يُؤْمِنُونَ يصدقون مدلولها ولا يكذبونها بقول وفعل وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ غيره شركا جليا ولا خفيا ولذلك عبر عن الايمان بالآيات قال الجنيد قدس سره من فتش سره فرأى فيه شيأ أعظم من ربه او أجل منه فقد أشرك به او جعل له مثلا وفى التأويلات النجمية ومن أعظم الشرك ملاحظة الخلق فى الرد والقبول وهى الاستبشار بمدحهم والانكسار بذمهم وايضا ملاحضة الأسباب فلا ينبغى ان يتوهم ان حصول الشفاء من شرب الدواء والشبع من أكل الطعام فاذا جاء اليقين بحيث ارتقع التوهم اى توهم ان الشيء من الحدثان لامن التقدير فحينئذ يتقى أمن الشرك: قال الجامى قدس سره
جيب خاص است كه كنج كهر اخلاص است
…
نيست اين در ثمين در بغل هر دغلى
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا اى يعطون ما أعطوه من الزكوات والصدقات وتوسلوا به الى الله تعالى من الخيرات والمبرات وصيغة المضارع للدلالة على الاستمرار والماضي على التحقق
وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ حال من فاعل يؤتون اى والحال ان قلوبهم خائفة أشد الخوف قال الراغب الوجل استشعار الخوف أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ اى من ان رجوعهم اليه تعالى على ان مناط الوجل ان لا يقبل منهم ذلك وان لا يقع على الوجه اللائق فيؤاخذوا به حينئذ لا مجرد رجوعهم اليه تعالى والموصولات الاربعة عبارة عن طائفة واحدة متصفة بما ذكر فى حيز صلاتها من الأوصاف الاربعة لا عن طوائف كل واحدة منها متصفة بواحد من الأوصاف المذكورة كأنه قيل ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون وبآيات ربهم يؤمنون إلخ وانما كرر الموصول إيذانا باستقلال كل واحدة من تلك الصفات بفضيلة باهرة على حيالها وتنزيلا لاستقلالها منزلة استقلال الموصوف بها قال بعض الكبار وجل العارف من طاعته اكثر من وجله من مخالفته لان المخالفة تمحى بالتوبة والطاعة تطلب بتصحيحها والإخلاص والصدق فيها فاذا كان فاعل الطاعات خائفا مضطربا فكيف لا يخاف غيره قال الشيخ سعدى قدس سره
در ان روز كز فعل پرسند وقول
…
أولو العزم را تن بلرزد ز هول
بجايى كه دهشت خورد أنبياء
…
تو عذر كنه را چهـ دارى بيا
أُولئِكَ المنعوتون بما فصل من النعوت الجليلة خاصة دون غيرهم يُسارِعُونَ [مى شتابند] فِي الْخَيْراتِ اى فى نيل الخيرات التي من جملتها الخيرات العاجلة الموعودة على الأعمال الصالحة كما قال تعالى (فَآتاهُمُ اللَّهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) لانهم إذا سورع بها لهم فقد سارعوا فى نيلها وتعجلوها فيكون اثبت لهم ما نفى عن الكفار قال فى الإرشاد إيثار كلمة فى على كلمة الى للايذان بانهم متقلبون فى فنون الخيرات لا انهم خارجون عنها متوجهون إليها بطريق المسارعة كما فى قوله تعالى (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ) إلخ وَهُمْ لَها سابِقُونَ اى إياها سابقون متقدمون واللام لتقوية عمل اسم الفاعل اى ينالونها قبل الآخرة حيث عجلت لهم فى الدنيا قال بعض الكبار بالمسارعات الى الخيرات تبتغى درجة السابقين ويطلب مكارم الواصلين لا بالدواعي والإهمال وتضييع الأوقات من أراد الوصول الى المقامات من غير آداب ورياضات ومجاهدات فقد خاب وخسر وحرم الوصول إليها وفى التأويلات النجمية (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) إلخ اى هم المتوجهون الى الله المعرضون عما سواه المسارعون بقدم الصدق والسعى الجميل على حسب ما سبقت لهم من الله الحسنى (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) على قدر سبق العناية انتهى يعنى بقدر سبق العناية يسبق العبد على طريق الهداية فلكل سالك حظوة ولذا قال بعض الكبار جنة النعيم لاصحاب العلوم وجنة الفردوس لاصحاب الفهوم وجنة المأوى لاصحاب التقوى وجنة عدن للقائمين بالوزن وجنة الخلد للمقيمين على الودّ وجنة المقامة لاهل الكرامة وليس فى مقدور البشر مراقبة الله تعالى فى السر والعلن مع الأنفاس فان ذلك من خصائص الملأ الأعلى واما رسول الله عليه السلام فكانت له هذه الرتبة لكونه مسرعا فى جميع أحواله فلا يوجد الا فى واجب او مندوب او مباح فهذا هو السبق الأعلى والمسارعة العليا حيث
لا قدم فوقه نسأل الله تعالى ان يجعلنا من المسارعين الى الخيرات ومراقبى الأنفاس مع الله فى جميع الحالات كما قال (الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ) وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً) من النفوس إِلَّا وُسْعَها قدر طاقتها فقول لا اله الا الله والعمل بما يترتب عليه من الاحكام من قبيل ما هو فى الوسع قال مقاتل من لم يستطع القيام فليصل قاعدا ومن لم يستطع القعود فليومئ ايماء قال الحريري لم يكلف الله العباد معرفته على قذره وانما كلفهم على أقدارهم ولو كلفهم على قدره لما عرفوه لانه لا يعرفه على الحقيقة أحد سواه: قال الجامى
عمرى خرد چو چشمه ها چشمها كشاد
…
تا بر كمال كنه اله افكند نكاه
ليكن كشيد عاقبتش در دو ديده نيل
…
شكل الف كه حرف نخست است از اله
وَلَدَيْنا عندنا كِتابٌ صحائف اعمال قد اثبت فيها اعمال كل أحد على ما هى عليه يَنْطِقُ بِالْحَقِّ بالصدق لا يوجد فيه ما يخالف الواقع اى يظهر الحق ويبينه للناظر كما يبينه النطق ويظهر للسامع فينظر هنالك أعمالهم ويترتب عليها اجزيتها ان خيرا فخير وان شرا فشر: وبالفارسية [ونزد ما هست نامه اعمال هر كس كه سخن كويد براستى وكواهى دهد بر كردار هر كس] وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ فى الجزاء بنقص ثواب او بزيادة عذاب بل يجزون بقدر أعمالهم التي كلفوها ونطقت بها صحائفها بالحق بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا اى بل قلوب الكفرة فى غفلة غامرة اى ساترة لها من هذا الذي بين فى القرآن من ان لديه كتابا ينطق بالحق ويظهر لهم أعمالهم السيئة على رؤس الاشهاد فيجزون بها وَلَهُمْ أَعْمالٌ خبيثة كثيرة مِنْ دُونِ ذلِكَ الذي ذكر من كون قلوبهم فى غفلة عظيمة مما ذكر وهى فنون كفرهم ومعاصيهم التي من جملتها ما سيأتى من طعنهم فى القرآن هُمْ لَها عامِلُونَ معتادون فعلها حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ غاية لاعمالهم المذكورة ومبتدأ لما بعدها من مضمون الشرطية اى لا يزالون يعملون أعمالهم الى حيث إذا أخذنا متنعميهم ورؤساءهم بِالْعَذابِ الأخروي إذ هو الذي يفاجئون عنده الجؤار فيجابون بالرد والاقناط واما عذاب يوم بدر فلم يوجد لهم عنده جؤار فالضمير فى قوله إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ راجع الى المترفين اى فاجأوا الصراخ بالاستغاثة اى يرفعون أصواتهم بها ويتضرعون فى طلب النجاة فان اصل الجؤار دفع الصوت بالتضرع وجأر الرجل الى الله تضرع بالدعاء قال الراغب جأر إذا أفرط فى الدعاء والتضرع تشبيها بجؤار الوحشيات كالظباء ونحوها وتخصيص المترفين بأخذ العذاب ومفاجأة الجؤار مع عمومه لغيرهم ايضا لغاية ظهور انعكاس حالهم وايضا إذا كان لقاؤهم هذه الحالة الفظيعة ثابتا واقعا فما ظنك بحال الأصاغر والخدم وقال بعضهم المراد بالمترفين المعذبين ابو جهل وأصحابه الذين قتلوا ببدر والذين هم يجأرون اهل مكة فيكون الضمير راجعا الى ما رجع اليه ضمير مترفيهم وهم الكفرة مطلقا لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ على إضمار القول اى فيقال لهم وتخصيص اليوم بالذكر وهو يوم القيامة لتهويله والإيذان بتفويتهم وقت الجؤار إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ اى لا يلحقكم من جهتنا نصرة تنجيكم مما دهمكم قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فى الدنيا
لتنتفعوا بها فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ الا عقاب جمع عقب وهو مؤخر الرجل ورجع على عقبه إذا انثنى راجعا والنكوص الرجوع القهقرى اى معرضون عن سماعها أشد الاعراض فضلا عن تصديقها والعمل بها مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ اى حال كونكم مكذبين بكتابي الذي عبر عنه بآياتى على تضمين الاستكبار معنى التكذيب سامِراً حال بعد حال وهو اسم جمع كالحاضر قال الراغب قيل معناه سمارا فوضع الواحد موضع الجمع وقيل بل السامر الليل المظلم والسمر سواد الليل ومنه قيل للحديث بالليل سمر وسمر فلان إذا تحدث ليلا وكانوا يجتمعون حول البيت بالليل ويسمرون بذكر القرآن وبالطعن فيه وكانت عامة سمرهم ذكر القرآن وتسميته سحرا وشعرا تَهْجُرُونَ حال اخرى من الهجر بالفتح بمعنى الهذيان او الترك اى تهذون فى شأن القرآن وتتركونه وفيه ذم لمن يسمر فى غير طاعة الله تعالى وكان عليه السلام يؤخر العشاء الى ثلث الليل ويكره النوم قبلها والحديث بعدها قال القرطبي اتفق على كراهية الحديث بعدها لان الصلوات حد كفرت خطايا الإنسان فينام على سلامة وقد ختم الحفظة صحيفته بالعبادة فان سمر بعد ذلك فقد لغا وجعل خاتمتها اللغو والباطل وكان عمر رضى الله عنه لا يدع سامرا بعد العشاء ويقول ارجعوا فلعل الله يرزقكم صلاة او تهجدا قال الفقيه ابو الليث رحمه الله السمر على ثلاثة أوجه. أحدها ان يكون فى مذاكرة العلم فهو أفضل من النوم ويلحق به كل ما فيه خير وصلاح للناس فانه كان سمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العشاء فى بيت ابى بكر رضى الله عنه ليلا فى الأمر الذي يكون من امر المسلمين. والثاني ان يكون فى أساطير الأولين والأحاديث الكذب والسخرية والضحك فهو مكروه. والثالث ان يتكلموا للمؤانسة ويجتنبوا الكذب وقول الباطل فلا بأس به والكف عنه أفضل للنهى الوارد فيه وإذا فعلوا ذلك ينبغى ان يكون رجوعهم الى ذكر الله والتسبيح والاستغفار حتى يكون رجوعهم بالخير وكان عليه السلام إذا أراد القيام عن مجلسه قال سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا أنت استغفرك
وأتوب إليك ثم يقول علمنيهن جبريل
…
قال فى روضة الاخبار من قال ذلك قبل ان يقوم من
مجلسه كفر الله ما كان فى مجلسه ذلك كذا فى الحديث انتهى وروى عن عائشة رضى الله عنها انها قالت لا سمر الا لمسافر او لمصل ومعنى ذلك ان المسافر يحتاج الى ما يدفع عنه النوم للمشى فابيح له ذلك وان لم يكن فيه قربة وطاعة والمصلى إذا سمر ثم صلى يكون نومه على الصلاة وختم سمره بالطاعة فعلى العاقل ان يجتنب عن الفضول وعن كل ما يفضى الى البعد عن حريم القبول وبقي عمره من تضيع الأوقات فى اكتساب ما هو من الآفات: قال الحافظ
ما قصه سكندر ودارا بخوانده ايم
…
از ما بجز حكايت مهر ووفا مپرس
وقال بعضهم
جز ياد دوست هر چهـ كنم جمله ضايعست
…
جز سر شوق هر چهـ بگويم بطالتست
أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ الهمزة لانكار الواقع واستقباحه والفاء للعطف على مقدر اى
أفعل الكفار ما فعلوا من النكوص والاستكبار والهجر فلم يتدبروا القرآن ليعرفوا بما فيه من اعجاز النظم وصحة المدلول والاخبار عن الغيب انه الحق من ربهم فيؤمنوا به فضلا عما فعلوا فى شأنه من القبائح والتدبر إحضار القلب للفهم قال الراغب التدبر التفكر فى دبر الأمور أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ أم منقطعة مقدرة ببل والهمزة قيل للاضراب والانتقال عن التوبيخ بما ذكر الى التوبيخ بآخر والهمزة لانكار الواقع اى بل أجاءهم من الكتاب ما لم يأت آباءهم الأولين حتى استبعدوه فوقعوا فى الكفر والضلال يعنى ان مجيئ الكتب من جهته تعالى الى الرسل سنة قديمة له تعالى لا يكاد يتسنى إنكارها وان مجيئ القرآن على طريقته فمن اين ينكرونه أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ إضراب وانتقال من التوبيخ بما ذكر الى التوبيخ بوجه آخر والهمزة لانكار الوقوع ايضا اى بل ألم يعرفوه عليه السلام بالامانة والصدق وحسن الأخلاق وكمال العلم مع عدم التعلم من أحد الى غير ذلك من صفة الأنبياء فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ اى جاهدون بنبوته فحيث انتفى عدم معرفتهم بشأنه عليه السلام ظهر بطلان انكارهم لانه مترتب عليه أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ انتقال الى توبيخ آخر والهمزة لانكار الواقع اى بل أيقولون به جنون: وبالفارسية [يا ميكويند در وديونكيست] مع انه أرجح الناس عقلا واثقبهم ذهنا واتقنهم رأيا وأوفرهم رزانة بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ اى ليس الأمر كما زعموا فى حق القرآن والرسول بل جاءهم الرسول بالصدق الثابت الذي لا ميل عنه ولا مدخل فيه للباطل بوجه من الوجوه قال الكاشفى [يعنى اسلام يا سخن راست كه قرآنست] وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ من حيث هو حق اى حق كان لا لهذا الحق فقط كما ينبئ عنه الإظهار فى موقع الإضمار كارِهُونَ لما فى جبلتهم من الزيغ والانحراف المناسب للباطل ولذلك كرهوا هذا الحق الأبلج وزاغوا عن الطريق الانهج وتخصيص أكثرهم بهذا الوصف لا يقتضى الا عدم كراهة الباقين لكل حق من الحقوق وذلك لا ينافى كراهتهم لهذا الحق المبين يقول الفقير لعل وجه التخصيص ان اكثر القوم وهم الباقون على الكفر كارهون للحق ولذا أصروا وأقلهم وهم المختارون للايمان غير كارهين ولذا أقروا فان الحكمة الالهية جارية على ان قوم كل نبى أكثرهم معاند كما قال تعالى (وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ) : قال الحافظ
كوهر پاك ببايد كه شود قابل فيض
…
ور نه هر سنك وكلى لؤلؤ ومرجان نشود
فالاقل وهم المستعدون كالجواهر النفيسة والازهار الطيبة والأكثر وهم غير المستعدين كالاحجار الخسيسة والنباتات اليابسة واعلم ان الكفار كرهوا الحق المحبوب المرغوب طبعا وعقلا ولو تركوا الطبع والعقل واتبعوا الشرع واحبوه لكان خيرا لهم فى الدنيا والآخرة ان قلت هل يعتد فى الآخرة بما يفعل الإنسان فى الدنيا من الطاعة كرها قلت لا فان الله تعالى ينظر الى السرائر ولا يرضى الا الإخلاص ولهذا قال عليه السلام (انما الأعمال بالنيات) وقال (أخلص يكفك القليل من العمل)
عبادت بإخلاص نيت نكوست
…
وكرنه چهـ آيد ز بي مغز پوست
اگر جز بحق ميرود جاده ات
…
در آتش فشانند سجاده ات
ومن لطائف المولى الجامى
تهيست سبحه زاهد ز كوهر اخلاص
…
هزار بار من آنرا شمرده ام يك يك
ودلت الآية على ان ما هو مكروه عند الإنسان لا يلزم ان يكون مكروها عند الرحمن والله تعالى لا يحمل العباد الا على نعيم الابد وقد علم الحق تعالى قلة نهوض العباد الى معاملته التي لا مصلحة لهم فى الدارين الا بها فاوجب عليهم وجود طاعته ورتب عليها وجود ثوابه وعقوبته فساقهم إليها بسلاسل الإيجاب إذ ليس عندهم من المروءة ما يردهم اليه بلا علة هذا حال اكثر الخلق بخلاف اهل المروءة والصفا وذوى المحبة والوفا الذين لم يزدهم التكليف الا شرفا فى أفعالهم وزيادة فى نوالهم ولو لم يكن وجوب لقاموا للحق بحق العبودية ورعوا ما يجب ان يراعى من حرمة الربوبية حتى ان منهم من يطلب لدخول الجنة فيأبى ذلك طلبا للقيام بالخدمة فتوضع فى أعناقهم السلاسل من الذهب فيدخلون بها الجنة قيل ولهذا يشير عليه السلام بقوله (عجب ربكم من قوم يقادون الى الجنة بالسلاسل) وفى الحديث اشارة ايضا الى ان بعض الكراهة قد يؤول الى المحبة ألا ترى الى احوال بعض الأسارى فانهم يدخلون دار الإسلام كرها ثم يهديهم الله تعالى فيؤمنون طوعا فيساقون الى الجنة بالسلاسل فالعبرة فى كل شىء للخاتمة فال بعضهم من طالع الثواب والعقاب فاسلم رغبة ورهبة فهو انما اسلم كرها ومن طالع المثيب والمعاقب لا الثواب والعقاب فاسلم معرفة ومحبة فهو انما اسلم طوعا وهو الذي يعتد به عند اهل الله تعالى فعلى العاقل ان يتدبر القرآن فيخلص الايمان ويصل الى العرفان والإيقان بل الى المشاهدة والعيان والله تعالى أرسل رسوله بالحق فماذا بعد الحق الا الضلال وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ الذي كرهوه ومن جملته ما جاء به عليه السلام من القرآن أَهْواءَهُمْ مشتهيات الكفرة بان جاء القرآن موافقا لمرادتهم فجعل موافقته اتباعا على التوسع والمجاز لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ من الملائكة والانس والجن وخرجت عن الصلاح والانتظام بالكلية لان مناط النظام وما به قوام العالم ليس الا الحق الذي من جملته الإسلام والتوحيد والعدل ونحو ذلك قال بعضهم لولا ان الله امر بمخالفة النفوس ومباينتها لاتبع الخلق أهواءهم وشهواتهم ولو فعلوا ذلك لضلوا عن طريق العبودية وتركوا او امر الله تعالى واعرضوا عن طاعته ولزموا مخالفته والهوى يهوى بمتابعيه الى الهاوية بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ انتقال من تشنيعهم بكراهة الحق الذي يقوم به العالم الى تشنيعهم بالاعراض عما جبل عليه كل نفس من الرغبة فيما فيه خيرها والمراد بالذكر القرآن الذي فيه فخرهم وشرفهم فى الدنيا والآخرة كما قال تعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) اى شرف لك ولقومك والمعنى بل اتيناهم بفخرهم وشرفهم الذي يجب عليهم ان يقبلوا عليه أكمل اقبال وفى التأويلات النجمية (بَلْ أَتَيْناهُمْ) بما فيه لهم صلاح فى الحال وذكر فى المال فَهُمْ بسوء اختيارهم عَنْ ذِكْرِهِمْ عن صلاح حالهم وشرف مآلهم وفى الإرشاد اى فخرهم وشرفهم خاصة مُعْرِضُونَ لا عن غير ذلك مما لا يوجب الإقبال عليه والاعتناء به أَمْ تَسْأَلُهُمْ انتقال من توبيخهم بما ذكر من قولهم أم يقولون به جنة
الى التوبيخ بوجه اخر كأنه قيل أم يزعمون انك تسألهم على أداء الرسالة خَرْجاً اى جعلا واجر فلاجل ذلك لا يؤمنون بك فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ تعليل لنفى السؤال المستفاد من الإنكار اى لا تسألهم ذلك فان رزق ربك فى الدنيا وثوابه فى العقبى خير لك من ذلك لسعته ودوامه ففيه استغناء لك عن عطائهم والخرج بإزاء الدخل يقال لكل ما تخرجه الى غيرك والخراج غالب فى الضريبة على الأرض ففيه اشعار بالكثرة واللزوم فيكون ابلغ ولذلك عبر به عن عطاء الله إياه قال فى تفسير المناسبات وكأنه سماه خراجا اشارة الى انه أوجب رزق كل أحد على نفسه بوعد لا خلف فيه وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ اى خير من اعطى عوضا على عمل لان ما يعطيه لا ينقطع ولا يتكدر وهو تقدير لخيرية خراجه تعالى وفى التأويلات النجمية فيه اشارة الى ان العلماء بالله الراسخين فى العلم لا يدنسون وجوه قلوبهم الناضرة بدنس الاطماع الفاسدة والصالحة الدنيوية والاخروية فيما يعاملون الله فى دعوة الخلق الى الله بالله لله
زيان ميكند مرد تفسير دان
…
كه علم وهنر ميفروشد بنان
قال حضرة الشيخ الأكبر قدس سره الأطهر فى الفتوحات المكية مذهبنا ان للواعظ أخذ الاجرة على وعظه الناس وهو من أحل ما يأكله وان كان ترك ذلك أفضل وإيضاح ذلك ان مقام الدعوة الى الله يقتضى الاجارة فانه ما من نبى دعا الى الله الا قال ان اجرى الا على الله فاثبت الاجر على الدعاء ولكن اختار ان يأخذه من الله لا من المخلوق انتهى وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ تشهد العقول السلمية باستقامته لا عوج فيه يوجب اتهامهم لك وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وصفوا بذلك تشنيعا لهم بما هم عليه من الانهماك فى الدنيا وزعمهم ان لا حياة الا الحياة الدنيا عَنِ الصِّراطِ المستقيم الذي تدعوهم اليه لَناكِبُونَ مائلون عادلون عنه فان الايمان بالآخرة وخوف ما فيها من الدواهي من أقوى الدواعي الى طلب الحق وسلوك سبيله وليس لهم ايمان وخوف حتى يطلبوا الحق ويسلكوا سبيله ففى الوصف بعدم الايمان بالآخرة اشعار بعلة الحكم ايضا كالتشنيع المذكور قال ابو بكر الوراق من لم يهتم لامر معاده ومنقلبه وما يظهر عليه فى الملأ الأعلى والمسند الأعظم فهو ضال عن طريقته غير متبع لرشده واحسن منه حالا من لم يهتم لما جرى له فى السابقة ثم فى الآيات اخبار ان الكفار متعنتون محجوجون من كل وجه فى ترك الاتباع والاستماع الى رسول الله عليه السلام: قال الشيخ سعدى قدس سره
كسى را كه پندار در سر بود
…
مپندار هركز كه حق بشنود
ز علمش ملال آيد از وعظ ننك
…
شقايق بباران نرويد ز سنك
قيل لما انصرف هارون الرشيد من الحج اقام بالكوفة أياما فلما خرج وقف بهلول المجنون على طريقه وناداه بأعلى صوته يا هارون ثلاثا فقال هارون تعجبا من الذي ينادينى فقيل له بهلول المجنون فوقف هارون وامر برفع الستر وكان يكلم الناس وراء الستر فقال له أتعرفني قال نعم أعرفك فقال من انا قال أنت الذي لو ظلم أحد فى المشرق وأنت فى المغرب سألك الله
تعالى عن ذلك يوم القيامة فبكى هارون من تأثير كلامه وقال كيف ترى حالى قال اعرضه على كتاب الله وهى (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) قال اين اعمالنا قال (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) قال واين قرابتنا من رسول الله قال (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) قال واين شفاعة رسول الله إيانا قال (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) قال هارون هل لك حاجة قال نعم ان تغفر لى ذنوبى وتدخلنى الجنة قال ليس هذا بيدي ولكن بلغنا ان عليك دينا فنقضيه عنك قال الدين لا يقضى بدين ادّ اموال الناس إليهم قال هارون أنأمر لك برزق يردّ عليك الى ان تموت قال نحن عبد ان لله تعالى أترى يذكرك وينسانى فقبل نصحه ومضى الى طريقه وأشار بهلول فى قوله الأخير الى مضمون قوله تعالى (فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ) لان ما ورد من حيث لا يحتسب خير مما ورد من جهة معينة:
قال الحافظ قدس سره
كنج زر كر نبود كنج قناعت باقيست
…
آنكه آن داد بشاهان بگدايان ابن داد
قال الشيخ سعدى قدس سره
نيرزد عسل جان من زخم نيش
…
قناعت نكوتر بدوشاب خويش
اگر پادشاهست اگر پينه دوز
…
چوخفتند كردد شب هر دو روز
وَلَوْ رَحِمْناهُمْ روى انه لما اسلم ثمامة بن أثال الحنفي ولحق باليمامة ومنع الميرة عن اهل مكة وأخذهم الله بالسنين حتى أكلوا العلهز وهو شىء يتخذونه من الوبر والدم قال الكاشفى [واهل مكه بخوردن مرده ومردار مبتلا شدند] جاء ابو سفيان الى رسول الله فى المدينة فقال أنشدك الله والرحم اى اسألك بالله وبحرمة الرحم والقرابة ألست تزعم انك بعثت رحمة للعالمين فقال بلى فقال قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع فادع ان يكشف عنا هذا القحط فدعا فكشف عنهم فانزل الله هذه الآية وَكَشَفْنا أزلنا عنهم ما بِهِمْ [آنچهـ بر ايشان واقع است] مِنْ ضُرٍّ من سوء الحال يعنى القحط والجدب الذي غلب عليهم وأصابهم لَلَجُّوا اللجاج التمادي فى الخصومة والعناد فى تعاطى الفعل المزجور عنه وتمادى تناهى من المدى وهو الغاية والمعنى لتمادوا فِي طُغْيانِهِمْ الطغيان مجاوزة الحد فى الشيء وكل مجاوز حده فى العصيان طاغ اى فى افراطهم فى الكفر والاستكبار وعداوة الرسول والمؤمنين يعنى لارتدوا الى ما كانوا عليه ولذهب عنهم هذا التملق وقد كان ذلك
ستيزندكى كار ديو وددست
…
ستيزندكى دشمنى با خود است
يَعْمَهُونَ العمه التردد فى الأمر من التحير اى عامهين عن الهدى مترددين فى الضلالة لا يدرون اين يتوجهون كمن يضل عن الطريق فى الفلاة لا رأى له ولا دراية بالطريق قال ابن عطاء الرحمة من الله على الأرواح المشاهدة ورحمته على الاسرار المراقبة ورحمته على القلوب المعرفة ورحمته على الأبدان آثار الجذبة عليها على سبيل السنة وقال ابو بكر بن طاهر كشف الضر هو الخلاص من أماني النفس وطول الأمل وطلب الرياسة والعلو وحب الدنيا
وهذا كله مما يضر بالمؤمن وقال الواسطي للعلم طغيان وهو التفاخر به وللمال طغيان وهو البخل وللعمل والعبادة طغيان وهو الرياء والسمعة وللنفس طغيان وهو اتباع شهواتها وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ اللام جواب قسم محذوف اى وبالله لقد أخذناهم اى اهل مكة بالعذاب الدنيوي وهو ما أصابهم يوم بدر من القتل والاسر وفى التأويلات النجمية اذقناهم مقدمات العذاب دون شدائده تنبيها لهم فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ فما وجدت منهم بعد ذلك استكانة ولا تضرع لربهم ومضوا على العتو والاستكبار والاستكانة الخضوع والذلة والتضرع اظهار الضراعة اى الضعف والذلة ووزن استكان استفعل من الكون لان الخاضع ينتقل من كون الى كون كما قيل استحال إذا انتقل من حال الى حال او افتعل من السكون أشبعت فتحة عينه وصيغة المضارع فى وما يتضرعون لرعاية الفواصل وفى الإرشاد هو اعتراض مقرر لمضمون ما قبله اى وليس من عادتهم التضرع اليه تعالى حَتَّى إِذا [تا چون] فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ هو عذاب الآخرة إِذا هُمْ [ناكاه ايشان] فِيهِ [دران عذاب] مُبْلِسُونَ متحيرون آيسون من كل خير أي محناهم بكل محنة من القتل والاسر والجوع وغير ذلك فما رؤى منهم انقياد للحق وتوجه الى الإسلام واما ما أظهره ابو سفيان فليس من الاستكانة له تعالى والتضرع اليه فى شىء وانما هو نوع قنوع الى ان يتم غرضه فحاله كما قيل إذا جاع ضغا وإذا شبع طغا وأكثرهم مستمرون على ذلك الى ان يروا عذاب الآخرة فحينئذ يبلسون كقوله تعالى (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ) وقوله تعالى (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) قال عكرمة هو باب من أبواب جهنم عليه من الخزنة اربعمائة الف سود وجوههم كالحة أنيابهم قد قلعت الرحمة من قلوبهم إذا بلغوه فتحه الله عليهم نسأل الله العافية من ذلك قال وهب بن منبه كان يسرج فى بيت المقدس الف قنديل فكان يخرج من طور سيناء زيت مثل عنق البعير صاف يجرى حتى ينصب فى القناديل من غير ان تمسه الأيدي وكانت تنحدر نار من السماء بيضاء تسرج بها القناديل وكان القربان والسرج من ابني هارون شبر وشبير فامرا ان لا يسرجا بنار الدنيا فاستعجلا يوما فاسرجا بنار الدنيا فوقعت النار فاكلت ابني هارون فصرخ الصارخ الى موسى عليه السلام فجاء يدعو ويقول يا رب ان ابني هارون قد عملت مكانهما منى فاوحى الله اليه يا ابن عمران هكذا افعل باوليائى إذا عصونى فكيف باعدائى وخرج على سهل الصعلوكي من مستوقد حمام يهودى فى طمر اسود من دخانه فقال ألستم ترون الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فقال سهل على البداهة إذا صرت الى عذاب الله كانت هذه جنتك وإذا صرت الى نعيم الله كانت هذه سجنى فتعجبوا من كلامه فعلم منه ان عذاب الآخرة ليس كعذاب الدنيا ومن عرف حقيقة الحال يقع فى خوف المآل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل (ما لى لم ار ميكائيل ضاحكا قط) قال ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار واعلم ان المجاهدات والرياضات عذاب للنفس والطبيعة لاذابة جوهرهما من حيث الهوى والشهوات وإرجاعهما الى الفطرة الاصلية لكن لا بد مع ذلك من التضرع والبكاء وتعفير الوجوه بالتراب لانه بالاعتماد على الكسب يصعب طريق الوصول وبالافتقار والذلة
ينفتح باب القبول
جز خضوع وبندگى واضطرار
…
اندرين حضرت ندارد اعتبار
وعن ابى يزيد البسطامي قدس سره كابدت العبادة ثلاثين سنة فرأيت قائلا يقول لى يا أبا يزيد خزائنه مملوءة من العبادة ان أردت الوصول اليه فعليك بالذلة والافتقار فعلم منه ان العذاب لا ينقطع الا بافراد العبودية لله تعالى والتواضع على وجه ليس فيه شائبة انانية أصلا نسأل الله سبحانه ان يكشف عنا ظلمة النفس وينورنا بنور الانس والقدس انه المسئول فى كل امل والمأمول من كل عمل وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ خلق لَكُمُ لمنافعكم السَّمْعَ وهى قوة فى الاذن بها تدرك الأصوات والفعل يقال له السمع ايضا ويعبر تارة بالسمع عن الاذن: وبالفارسية [كوش] وَالْأَبْصارَ جمع بصر يقال للجارحة الناظرة وللقوة فيها: وبالفارسية [ديده] وَالْأَفْئِدَةَ جمع فؤاد: وبالفارسية [دل] قال الراغب هو كالقلب لكن يقال فؤاد إذا اعتبر فيه معنى التفؤد اى التوقد يقال فادت اللحم شويته ولحم فئيد مشوى وخص هذه الثلاثة بالذكر لان اكثر المنافع الدينية والدنيوية متعلق بها قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ ما صلة لتأكيد القلة اى شكرا قليلا تشكرون هذه النعم الجليلة لان العمدة فى الشكر استعمالها فيما خلقت لاجله وأنتم تخلون بها اخلالا عظيما وفى العيون لم تشكروه لا قليلا ولا كثيرا يقول الفقير وهذا لان القلة ربما تستعمل فى العدم وهو موافق لحال الكفار ثم فى الآية اشارة الى معانى ثلاثة. أحدها اظهار انعامه العظيم وافضاله الجسيم بهذه النعم الجليلة من السمع والابصار والافئدة. وثانيها مطالبة العباد بالشكر على هذه النعم. وثالثها الشكاية من العباد إذ الشاكر منهم قليل كما قال تعالى (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) وشكر هذه النعم استعمالها فى طاعة المنعم وعبوديته فشكر السمع حفظه عن استماع المنهيات وان لا يسمع الا لله وبالله وعن الله
كذركاه قرآن و پندست كوش
…
به بهتان وباطل شنيدن مكوش
وشكر البصر حفظه عن النظر الى المحرمات وان ينظر بنظر العبرة لله وبالله والى الله
دو چشم از پى صنع بارى نكوست
…
ز عيب برادر فرو كير ودوست
وشكر القلب تصفيته عن رين الأخلاق الذميمة وقطع تعلقه عن الكونين فلا يشهد غير الله ولا يحب الا الله
ترا بگوهر دل كرده اند امانتدار
…
ز دزد امانت حق را نكاه دار ومخسب
وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ خلقكم وبثكم فيها بالتناسل يقال ذرأ الله الخلق اى أوجد أشخاصهم وَإِلَيْهِ تعالى لا الى غيره تُحْشَرُونَ تجمعون يوم القيامة بعد تفرقكم فمالكم لا تؤمنون به ولا تشكرون وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ من غير ان يشاركه فى ذلك شىء من الأشياء اى يعطى الحياة النطف والتراب والبيض والموتى يوم القيامة ويأخذ الحياة من الاحياء ولم يقل احيى وأمات كما قال انشأكم وذرأكم ولكن جاء على لفظ المضارع ليدل على ان الاحياء والاماتة عادته وَلَهُ خاصة اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ اى
هو المؤثر فى تعاقبهما لا الشمس او فى اختلافهما ازديادا وانتقاصا أَفَلا تَعْقِلُونَ اى اى أتفعلون عن تلك الآيات فلا تعقلون بالنظر والتأمل ان الكل منا وان قدرتنا تعم الممكنات وان البعث من جملتها بَلْ قالُوا عطف على مضمر يقتضيه المقام اى لم يعقلوا بل قالوا اى كفار مكة مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ اى كما قال من قبلهم من الكفار ثم فسر هذا القبول المبهم بقوله قالُوا أَإِذا مِتْنا [آيا چون بميريم] وَكُنَّا تُراباً [وباشيم خاك] وَعِظاماً [واستخوانى خاكى كهنه] أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ [آيا ما برانگيخته شدكان شويم استفهام بر سبيل انكار است يعنى چون خاك كرديم حشر وبعث چكونه بما راه يابد] استبعدوا ولم يتأملوا انهم كانوا قبل ذلك ايضا ترابا فخلقوا والعامل فى إذا ما دل عليه لمبعوثون وهو نبعث لان ما بعد ان لا يعمل فيما قبلها لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا اى البعث وهو مفعول ثان لوعدنا مِنْ قَبْلُ متعلق بالفعل من حيث اسناده الى آبائهم لا إليهم اى وعد آباؤنا من قبل محمد فلم يروا له حقيقة: يعنى [ما را و پدران ما را بوعده حشر ونشر تخويف كرده اند واين وعده راست نشد] إِنْ هذا ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ أكاذيبهم التي سطروها من غير ان يكون لها حقيقة. جمع اسطورة لانه يستعمل فيما يتلهى به كالاعاجيب والاضاحيك وفيه اشارة الى ان الناس كلهم اهل تقليد من المتقدمين والمتأخرين إلا من هداه الله بنور الايمان الى التصديق بالتحقيق فان المتأخرين هاهنا قلدوا آباءهم المتقدمين فى تكذيب الأنبياء والجحود وانكار البعث: قال الجامى قدس سره
خواهى بصوت كعبه تحقيق ره برى
…
پى بر پى مقلد كم كرده ره مرو
قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها من المخلوقات تغليبا للعقلاء على غيرهم إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ شيأ ما فاخبرونى به فان ذلك كاف فى الجواب وفيه من المبالغة فى وضوح الأمر فى تجهيلهم ما لا يخفى سَيَقُولُونَ لِلَّهِ لان بديهة العقل تضطرهم الى الاعتراف بانه تعالى خالقها قُلْ عند اعترافهم بذلك تبكيتا لهم أَفَلا تَذَكَّرُونَ اى تقولون ذلك فلا تتذكرون ان من فطر الأرض وما فيها ابتداء قادر على إعادتها ثانيا فان البدء ليس باهون من الاعادة بل الأمر بالعكس فى قياس العقول قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ترقى فى الأمر بالسؤال من الأدنى والأصغر الى الأعلى والأكبر فان السموات والعرش أعظم من الأرض ولا يلزم منه ان يكون من فى السموات أجل ممن فى الأرض حتى تكون الملائكة أفضل من جنس البشر كما لا يخفى سَيَقُولُونَ لِلَّهِ باللام نظرا الى معنى السؤال فان قولك من ربه ولمن هو فى معنى واحد يعنى إذا قلت من رب هذا فمعناه لمن هذا فالجواب لفلان قُلْ توبيخا لهم أَفَلا تَتَّقُونَ اى أتعملون ذلك فلا تتقون عذابه بعد العمل بموجب العلم حيث تكفرون به وتنكرون البعث وتثبتون له شريكا فى الربوبية قدم التذكر على التقوى لانهم بالتذكر يصلون الى المعرفة وبعد ان عرفوه علموا انه يجب عليهم اتقاء مخالفته قُلْ مَنْ بِيَدِهِ اليد فى الأصل اسم موضوع للجارحة من المنكب الى أطراف الأصابع وهو العضو المركب من لحم وعظم وعصب وكل من هذه الثلاثة جسم مخصوص بصفة مخصوصة
والله تعالى متعال عن الأجسام كلها وعن مشابهتها فلما تعذرت وجب الحمل على التجوز عن معنى معقول هو القدرة وبه نفسر قوله عليه السلام (ان الله خمر طينة آدم بيده) اى بقدرته الباهرة فان العضو المركب منها محال على الله ليس كمثله شىء لانه يلزم تركبه وتحيزه وذلك امارة الحدوث المنافى للازلية والقدم وكذلك الإصبعان فى قوله عليه السلام (ان قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن) فان اهل الحق على ان الإصبعين وكذا اليدان فى قوله (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) مجازان عن القدرة فانه شائع اى خلقت بقدرة كاملة ولم يرد بقدرتين مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ مما ذكر ومما يذكر اى ملكه التام فان الملكوت الملك والتاء للمبالغة قال الراغب الملكوت مختص بملك الله تعالى وفى التأويلات النجمية يشير الى ان لكل شىء ملكوتا وهو روحه من عالم الملكوت الذي هو قائم به يسبح الله تعالى به كقوله (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) وروح ذلك بيد الله انتهى يقول الفقير وهو الموافق لما قبل الآية فانه تعالى لما بين انه يهب كل جسم وجرم بين ان بيده روح ذلك الجسم والجرم وَهُوَ يُجِيرُ اى يغيث غيره إذا شاء وَلا يُجارُ عَلَيْهِ اى ولا يغاث أحد عليه اى لا يمنع أحد منه بالنصر عليه وتعديته بعلى لتضمين معنى النصرة وفى التأويلات النجمية وهو يجير الأشياء من الهلاك بالقيومية ولا يجار عليه اى لا مانع له ممن أراد هلاكه إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ذلك فاجيبونى سَيَقُولُونَ لِلَّهِ اى لله ملكوت كل شىء وهو الذي يجير ولا يجار عليه قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ اى فمن اين تخدعون وتصرفون عن الرشد مع علمكم به مع ما أنتم عليه من الغى فان من لا يكون مسحورا مختلا عقله لا يكون كذلك والخادع هو الشيطان والهوى
اى كه پى نفس وهوى ميروى
…
ره اينست خطا ميروى «1»
راه روان ز ان ره ديكر روند
…
پس تو بدين راه چرا ميروى
منزل مقصود از ان جا نبست
…
پس تو ازين سو بكجا ميروى
بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ من التوحيد والوعد بالبعث وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ فيما قالوا من الشرك وانكار البعث بين انهم أصروا على جحودهم وأقاموا على عتوهم ونبوهم بعد ان ازيحت العلل فلات حين عذر وليس المساهلة موجب بقاء وقد انتقم الله منهم فانه يمهل ولا يمهل قال سقراط اهل الدنيا كسطور فى صحيفة كلما نشر بعضها طوى بعضها وعن ابن عباس رضى الله عنهما الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة فقد مضى ستة آلاف سنة وليأتين عليها مئون من سنين ليس عليها موحدين يعنى عند آخر الزمان فكل من السعيد والشقي لا يبقى على وجه الدهر فيموت ثم يبعث فيجازى: وفى المثنوى
خاك را ونطفه را ومضغه را
…
پيش چشم ما همى دارد خدا
كز كجا آوردمت اى بد نيت
…
كه از ان آيد همى خفريقيت
نو بدان عاشق بدى در دور آن
…
منكر اين فضل بودى آن زمان
اين كرم چون دفع آن انكار تست
…
كه ميان خاك ميكردى نخست
حجت انكار شد انشار تو
…
از دوا بهتر شد اين بيمار تو
(1) در أوائل دفتر چهارم در بيان آزاد شدن بلقيس از ملك إلخ.
خاك را تصوير اين كار از كجا
…
نطفه را خصمى وانكار از كجا
چون دران دم بي دل وبي سر بدى
…
فكرت وانكار را منكر بدى
از جمادى چونكه انكارت برست
…
هم ازين انكار حشرت شد درست
پس مثال تو چوآن حلقه زنيست
…
كز درونش خواجه كويد خواجه نيست
حلقه زن زين نيست دريابد كه هست
…
پس ز حلقه برندارد هيچ دست
پس هم انكارت مبين ميكند
…
كز جماداو حشر صد فن ميكند
چند صنعت رفت از انكار تا
…
آب وگل انكار زاد از هل اتى
آب وكل ميكفت خود انكار نيست
…
بانك ميزد بيخبر كاخبار نيست
مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ كما يقول النصارى والقائلون ان الملائكة بنات الله لانه لم يجانس أحدا ولم يماثله حتى يكون من جنسه وشبهه صاحبة فيتوالدا وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ يشاركه فى الالوهية كما يقول عبدة الأصنام وغيرهم والآية حجة على من يقول خالق النور غير خالق الظلمة إِذاً [آن هنكام] وهو يدخل على جواب وجزاء وهو لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ ولم يتقدمه شرط لكن قوله وما كان معه من اله يدل على شرط محذوف تقديره ولو كان معه آلهة لانفرد كل اله بما خلقه واستبدّ به دون الإله الآخر وامتاز ملكه عن ملك الآخر: وبالفارسية [ببرد خداى آنرا كه آفريده بود ودر آن مستقل ومستبد باشد پس مخلوقات اين خداى از مخلوق ديكر ومشاهده ميرود كه ميان هيچ مخلوقات علامت تميز نيست پس ثابت شد كه با او هيچ خداى نيست وحده لا شريك له وفى التأويلات النجمية يشير الى ان اتخاذ الولد لا يصح كاتخاذ الشريك والأمران جميعا داخلان فى حد الاستحالة لان الولد والشريك يوجب المساواة فى القدر والصمدية تتقدس عن جواز ان يكون له مثل او جنس ولو تصورنا جوازه إذا لذهب كل اله بما خلق فكل امر نيط باثنين فقد انتفى عن النظام وصحة الترتيب
بر وحدتش صحيفه لا ريب حجتست
…
اينك نوشته از شهد الله بر ان كواه
وَلَعَلا لغلب بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ كما هو الجاري فيما بين ملوك الدنيا فلم يكن بيده وحده ملكوت كل شىء وهو باطل لا يقول به عاقل قط قال الكاشفى [اگر باو خدايى بودى و چنانچهـ كفته شد مخلوق خود را خدا كردى وملك آواز ملك اين ممتاز شدى هر آيينه طرح نزاع وحرب ميان ايشان پديد آمدى چنانچهـ از حال ملوك دنيا معلومست وبإجماع واستقرا معلوم شد كه اين تجارب وتنازع واقع نيست پس او را شريك نبود] قال فى الاسئلة المقحمة (وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ) اى لغلب منهما القوى على الضعيف وهو دليل على انه لو كان إلهان لوقع التمانع بينهما بالعلم والقدرة فانه إذا أراد أحدهما احياء زيد والآخر إفناءه استوت قدرتهما بمنع كل واحد منهما فعل صاحبه ومهما ارتفع مراد أحدهما غلب صاحبه بالقدرة ونظيره حبل يتجاذبه اثنان فاذا استويا فى القدرة بقيا متجاذبين فان غلب أحدهما بالجذب لم يبق لفعل الآخر اثر فهو معنى الآية سُبْحانَ اللَّهِ نزهوه تنزيها وقال
الكاشفى [پاكست خداى تعالى] وفى بحر العلوم تنزيه او تعجيب عَمَّا يَصِفُونَ اى يصفونه ويضيفونه اليه من الأولاد والشركاء عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ بالجر على انه بدل من الجلالة اى عالم السر والعلانية: وبالفارسية [پوشيده وآشكار] وفى التأويلات النجمية عالم الملك والملكوت والأرواح والأجساد انتهى ثم ان الغيب بالنسبة إلينا لا بالنسبة اليه تعالى فهو عالم به وبالشهادة على سواء وهو دليل آخر على انتفاء الشريك بناء على توافقهم فى تفرده تعالى بذلك ولذلك رتب عليه بالفاء قوله تعالى فَتَعالى الله وتنزه عَمَّا يُشْرِكُونَ به مما لا يعلم شيأ من الغيب ولا يتكامل عليه بالشهادة فان تفرده بذلك موجب لتعاليه عن ان يكون له شريك قال الراغب شرك الإنسان فى الدين ضربان أحدهما الشرك العظيم وهو اثبات شريك لله تعالى يقال أشرك فلان بالله وذلك أعظم كفر والثاني الشرك الصغير وهو مراعاة غير الله معه فى بعض الأمور وذلك كالرياء والنفاق وفى الحديث (والشرك فى هذه الامة أخفى من دبيب النمل على الصفا)
مرايى هر كسى معبود سازد
…
مرايى را از ان كفتند مشرك
قال الشيخ سعدى قدس سره
منه آب زر جان من بر پشيز
…
كه صراف دانا نكيرد بچيز
قال يحيى بن معاذ ان للتوحيد نورا وللشرك نارا وان نور التوحيد احرق سيآت الموحدين كما ان نار الشرك أحرقت حسنات المشركين- روى- ان قائلا قال يا رسول الله فبم النجاة غدا قال (ان لا تخادع الله) قال وكيف نخادع الله قال (ان لا تعمل بما أمرك الله وتريد به غير وجه الله) .
ز عمرو اى پسر چشم اجرت مدار
…
چودر خانه زيد باشى بكار
والعمدة فى هذا الباب التوحيد فانه كما يتخلص من الشرك الأكبر الجلى بالتوحيد كذلك يتخلص من الشرك الأصغر به فينبغى ان يشتغل به ويجتهد قدر الاستطاعة لينال على درجات اهل الايمان والتوحيد من الصديقين ولكن برعاية الشريعة النبوية والاجتناب عن الصفات الذميمة للنفس حتى يتخلق بأخلاق الله نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من المنقطعين عما سواه والعاملين بالله لله فى الله قُلْ رَبِّ [اى پروردگار من] إِمَّا أصله ان ما وما مزيدة لتأكيد معنى الشرط كالنون فى قوله تُرِيَنِّي اى ان كان لا بد من ان ترينى: وبالفارسية [اگر نمايى مرا] ما يُوعَدُونَ اى المشركون من العذاب الدنيوي المستأصل والوعد يكون فى الخير والشر يقال وعدته بنفع وضر رَبِّ يا رب فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ اى قرينا لهم فى العذاب وأخرجني من بين أيديهم سالما والمراد بالظلم الشرك وفيه إيذان بكمال فظاعة ما وعدوه من العذاب وكونه بحيث يجب ان يستعيذ منه من لا يكاد يمكن ان يحيق به ورد لانكارهم إياه واستعجالهم به على طريقة الاستهزاء وهذا يدل على ان البلاء ربما يعم اهل الولاء وان للحق ان يفعل ما يريد ولو عذب البر لم يكن ذلك منه ظلما ولا قبيحا وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ من العذاب لَقادِرُونَ
ولكنا نؤخره لعلمنا بان بعضهم او بعض أعقابهم سيؤمنون أو لأنا لا نعذبهم وأنت فيهم ادْفَعْ بِالَّتِي بالطريقة التي هِيَ أَحْسَنُ اى احسن طرق الدفع من الحلم والصفح السَّيِّئَةَ التي تأتيك منهم من الأذى والمكروه وهو مفعول ادفع والسيئة الفعلة القبيحة وهو ضد الحسنة قال بعضهم استعمل معهم ما جعلناك عليه من الأخلاق الكريمة والشفقة والرحمة فانك أعظم خطرا من ان يؤثر فيك ما يظهرونه من انواع المخالفات وفى التأويلات النجمية يعنى مكافأة السيئة جائزة لكن العفو عنها احسن ويقال ادفع بالوفاء الجفاء ويقال الأحسن ما أشار اليه القلب بالمعافاة والسيئة ما تدعو اليه النفس للمكافأة ويقال [دفع كن ظلمت خلائق را بنور حقائق يا خظوظ خود را بحقوق خدا طى كن تيه حوادث را بقدم سلوك در طريق معرفت
چوطى كشت تيه حوادث از آنجا
…
بملك قدم ران بيك حمله محمل
در ان قلزم نور شو غوطه زن
…
فرو شوى از خويشتن ظلمت ظل
يكى خوان يكى دان يكى كويكى جو
…
سوى الله والله زور است وباطل
نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ بما يصفونك به على خلاف ما أنت عليه كالسحر والشعر والجنون والوصف ذكر الشيء بحليته ونعته قد يكون حقا وقد يكون باطلا وفيه وعيد لهم بالجزاء والعقوبة وتسلية لرسول الله وارشاد له الى تفويض امره اليه تعالى وَقُلْ رَبِّ يا رب أَعُوذُ بِكَ العوذ الالتجاء الى الغير والتعلق به مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ اى وساوسهم المغوية على خلاف ما أمرت به من المحاسن التي من حملتها دفع السيئة بالحسنة واصل الهمز النخس ومنه مهماز الرائض اى معلم الدواب ونحو الهمز الاز فى قوله تؤزهم أزا قال الراغب الهمز كالعصر يقال همزت الشيء فى كفى ومنه الهمز فى الحروف انتهى شبه حثهم للناس على المعاصي بهمز الرائض الدواب على الاسراع أو الوثب والجمع للمرات او لتنوع الوساوس او لتعدد المضاف اليه وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ أصله يحضروننى فحذفت احدى النونين ثم حذفت ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة اى من ان يحضرونى ويحوموا حولى فى حال من الأحوال صلاة او تلاوة او عند الموت او غير ذلك قال الحسن كان عليه السلام يقول عند استفتاح الصلاة (لا اله الا الله ثلاثا الله اكبر ثلاثا اللهم انى أعوذ بك من همزات الشياطين من همزها ونفثها ونفخها وأعوذ بك رب ان يحضرون) يعنى بالهمز الجنون وبالنفث الشعر وبالنفخ الكبر- روى- انه اشتكى بعضهم ارقا فقال عليه السلام إذا أردت النوم فقل (أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وان يحضرون) وكلمات الله كتبه المنزلة على أنبيائه او صفات الله كالعزة والقدرة وصفها بالتمام لعرائها عن النقص والانقصام قال بعضهم هذا مقام من بقي له التفات الى غير الله فاما من توغل فى بحر التوحيد بحيث لا يرى فى الوجود الا الله لم يستعذ الا بالله ولم يلتجئ الا الى الله والنبي عليه السلام لما ترقى عن هذا المقام قال (أعوذ بك منك) وكان عليه السلام إذا دخل الخلاء قال (اللهم انى أعوذ بك من الخبث والخبائث) اى من ذكور الجن وإناثهم مما اتصف بالخباثة وأجمعت الامة على عصمة النبي عليه السلام فان قرينه من الجن قد اسلم
او انه قد نزع منه مغمز الشيطان فالمراد من الاستعاذة تحذير غيره من شر الشيطان ثم ان الشيطان يوسوس فى صدور الناس فيغوى كل أحد من الرجال والنساء ويوقع الأشرار فى البدع والأهواء وفى الحديث (صنفان من اهل النار لم أرهما) يعنى فى عصره عليه السلام لطهارة ذلك الصر بل حدثا بعده (قوم معهم سياط) يعنى أحدهما قوم فى أيديهم سياط جمع سوط تسمى تلك السياط فى ديار العرب بالمقارع جمع مقرعة وهى جلدة طرفها مشدود عرضها كعرض الإصبع الوسطى يضربون بها السارقين عراة قيل هم الطوافون على أبواب الظلمة كالكلاب يطردون الناس عنها بالضرب والسباب (كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء) يعنى ثانيهما نساء (كاسيات) يعنى فى الحقيقة (عاريات) يعنى فى المعنى لانهن يلبسن ثيابا رقاقا تصف ما تحتها او معناه عاريات من لباس التقوى وهن اللاتي يلقين ملاحفهن من ورائهن فتنكشف صدورهن كنساء زماننا او معناه كاسيات بنعم الله عاريات عن الشكر يعنى ان نعيم الدنيا لا ينفع فى الآخرة إذا خلا عن العمل الصالح وهذا المعنى غير مختص بالنساء (مميلات) اى قلوب الرجال الى الفساد بهن او مميلات أكتافهن واكفالهن كما تفعل الراقصات او مميلات مقانعهن عن رؤسهن لتظهر وجوههن (مائلات) الى الرجال او معناه متبخترات فى مشيهن (رؤسهن كاسنمة البخت) يعنى يعظمن رؤسهن بالخمر والقلنسوة حتى تشبه اسنمة البخت او معناه ينظرن الى الرجال برفع رؤسهن (المائلة) لان أعلى السنام يميل لكثرة شحمه (لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا) اى من مسيرة أربعين عاما حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ حتى التي يبتدأ بها الكلام دخلت على الجملة الاسمية وهى مع ذلك غاية لما قبلها متعلقة بيصفون اى يستمرون على سوء الذكر حتى إذا جاء أحدهم كافرا اى أحد كان الموت الذي لامر دله وظهرت له احوال الآخرة قالَ تحسرا على ما فرط فيه من الايمان والعمل رَبِّ يا رب ارْجِعُونِ ردنى الى الدنيا والواو لتعظيم المخاطب لان العرب تخاطب الواحد الجليل الشان بلفظ الجماعة وفيه رد على من يقول الجمع للتعظيم فى غير المتكلم انما ورد فى كلام المولدين ثم انه يقول له الى أي شىء تذهب الى جمع المال او غرس الغراس او بناء البنيان او شق الأنهار فيقول لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ اى فى الايمان الذي تركته اى لعلى اعمل فى الايمان الذي آتى به البتة عملا صالحا فلم ينتظم الايمان فى مسلك الرجاء كسائر الأعمال الصالحة بان يقول لعلى او من فاعمل إلخ للاشعار بانه امر مقرر الوقوع غنى عن الاخبار بوقوعه فضلا عن كونه مرجو الوقوع وقال فى الجلالين (لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً) اى اشهد بالتوحيد (فِيما تَرَكْتُ) حين كنت فى الدنيا انتهى قال بعضهم الخطاب فى ارجعون لملك الموت وأعوانه وذكر الرب للقسم كما فى الكبير واستعان بالله اولا ثم بهم كما فى الاسئلة المقحمة وكما قال الكاشفى [امام ثعلبى با جمعى مفسران برانند كه خطاب با ملك الموت وأعوان اوست أول بكلمه رب استعانة مى نمايند بخداى وبكلمه ارجعون رجوع مى نمايند بملائكة] ويدل عليه قوله عليه السلام (إذا عاين المؤمن الملائكة قالوا أنرجعك الى الدنيا فيقول الى دار الهموم والأحزان
بل قدوما الى الله تعالى واما الكافر فيقول ارجعون) وقيل أريد بقوله فيما تركت فيما قصرت فتدخل فيه العبادات البدنية والمالية والحقوق قال فى الكبير وهو اقرب كأنهم تمنوا الرجعة ليصلحوا ما أفسدوه يقول الفقير فالمراد بالعمل الصالح هو العمل المبنى على الايمان لانه وان كان عمل عملا فى صورة الصالح لكنه كان فاسدا فى الحقيقة حيث احبطه الكفر فلما شاهد بطلانه رجا أن يرجع الى الدنيا فيؤمن ويعمل عملا صالحا صورة وحقيقة وقال القرطبي سؤال الرجعة غير مختص بالكافر اى بل يعم المؤمن المقصر قال فى حقائق البقلى بين الله سبحانه ان من كان ساقطا عن مراتب الطاعات لم يصل الى الدرجات ومن كان محروما من المراقبات فى البدايات كان محجوبا عن المشاهدات والمعاينات فى النهايات وان اهل الدعاوى المزخرفات والترهات تمنوا فى وقت النزع ان لم تمض عليهم أوقاتهم بالغفلة عن الطاعات ولم يشتغلوا بالدعاوى المخالفات والمحالات فاقبل على طاعة مولاك واجتنب الدعاوى واطلاق القول فى الأحوال فان ذلك فتنة عظيمة هلك فى ذلك طائفة من المريدين وما فزع أحد الى تصحيح المعاملات الا اداه بركة ذلك الى قرب الرب ومقام الامن ولا ترك أحد هذه الطريقة الا تعطل وفسد ووقع فى الخوف العظيم وتمنى حين لا ينفع التمني: قال الحافظ
كارى كنيم ور نه خجالت برآورد
…
روزى كه رخت جان بجهان دكر كشيم
وقال الخجندي
علم وتقوى سر بسر دعويست ومعنى ديكرست
…
مرد معنى ديكر وميدان دعوى ديكرست
كَلَّا ردع عن طلب الرجعة واستبعاد لها اى لا يرد الى الدنيا ابدا إِنَّها اى قولة رب ارجعون كَلِمَةٌ الكلمة الطائفة من الكلام المنتظم بعضه مع بعض هُوَ اى ذلك الأحد قائِلُها عند الموت لا محالة لتسلط الحزن عليه ولا يجاب لها وَمِنْ وَرائِهِمْ فعال ولامه همزة عند سيبويه وابى على الفارسي وياء عند العامة وهو من ظروف المكان بمعنى خلف وامام اى من الاضداد. والمعنى امام ذلك الأحد والجمع باعتبار المعنى لانه فى حكم كلهم كما ان الافراد فى قال وما يليه باعتبار اللفظ بَرْزَخٌ حائل بينهم وبين الرجعة وهو القبر وفى التأويلات النجمية وهو ما بين الموت الى البعث اى بين الدنيا والآخرة وهو غير البرزخ الذي بين عالم الأرواح المثالي وبين هذه النشأة العنصرية إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ يوم القيامة وهو اقناط كلى من الرجعة الى الدنيا لما علم ان لا رجعة يوم البعث الى الدنيا واما الرجعة حينئذ فالى الحياة الاخروية فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ لقيام الساعة وهى النفخة الثانية التي عندها البعث والنشور والنفخ نفخ الريح فى الشيء والصور مثل قرن ينفخ فيه فيجعل الله ذلك سببا لعود الأرواح الى أجسادها فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ تنفعهم لزوال التراحم والتعاطف من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه اولا انساب يفتخرون بها والنسب القرابة بين اثنين فصاعدا اى اشتراك من جهة أحد الأبوين وذلك ضربان نسب بالطول كالاشتراك بين الآباء والأبناء ونسب بالعرض كالنسب بين الاخوة وبنى الأعمام يَوْمَئِذٍ كما بينهم اليوم وَلا يَتَساءَلُونَ اى لا يسأل بعضهم
بعضا فلا يقول له من أنت ومن أي قبيلة ونسب أنت ونحو ذلك لاشتغال كل منهم بنفسه لشدة الهول فلا يتعارفون ولا يتساءلون كما انه إذا عظم الأمر فى الدنيا لم يتعرف الوالد لولده ولا يناقضه قوله تعالى (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) لان عدم التساؤل عند ابتداء النفخة الثانية قبل المحاسبة والتساؤل بعد ذلك وايضا يوم القيامة يوم طويل فيه خمسون موطنا كل موطن الف سنة ففى موطن يشتد عليهم الهول والفزع بحيث يشغلهم عن التساؤل والتعارف فلا يفطنون لذلك وفى موطن يفيقون افاقة فيتساءلون وتتعارفون وعن الشعبي قالت عائشة رضى الله عنها يا رسول الله اما نتعارف يوم القيامة اسمع الله يقول (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) فقال عليه السلام (ثلاثة مواطن تذهل فيها كل نفس حين يرمى الى كل انسان كتابه وعند الموازين وعلى جسر جهنم) قال ابن مسعود رضى الله عنه يؤخذ بيد العبد والامة يوم القيامة فينصب على رؤس الأولين والآخرين ثم ينادى مناد ألا ان هذا فلان ابن فلان فمن كان له عليه حق فليأت الى
حقه فيفرح العبد يومئذ ان يثبت له حق على والده وولده او زوجته وأخيه فلا انساب بينهم يومئذ وعن قتادة لا شىء ابغض الى الإنسان يوم القيامة من ان يرى من يعرفه ان يثبت له عليه شىء ثم تلا (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) الآية قال محمد بن على الترمذي قدس سره الأنساب كلها منقطعة الا من كانت نسبته صحيحة فى عبودية ربه فان تلك نسبة لا تنقطع ابدا وتلك النسبة المفتخر بها لا نسبة الأجناس من الآباء والأمهات والأولاد قال الأصمعي كنت أطوف بالكعبة فى ليلة مقمرة فسمعت صوتا حزينا فتبعت الصوت فاذا انا بشاب حسن ظريف تعلق بأستار الكعبة وهو يقول نامت العيون وغارت النجوم وأنت الملك الحي القيوم وقد غلقت الملوك ابوابها واقامت عليها حرسها وحجابها وبابك مفتوح للسائلين فها انا سائلك ببابك مذنبا فقيرا مسكينا أسيرا جئت انتظر رحمتك يا ارحم الراحمين ثم انشأ يقول
يا من يجيب دعا المضطر فى الظلم
…
يا كاشف الضر والبلوى مع القسم
قد نام وفدى حول البيت وانتبهوا
…
وأنت يا حى يا قيوم لم تنم
أدعوك ربى ومولاى ومستندى
…
فارحم بكائي بحق البيت والحرم
أنت الغفور فجدلى منك مغفرة
…
او اعف عنى يا ذا الجود والنعم
ان كان عفوك لا يرجوه ذو جرم
…
فمن يجود على العاصين بالكرم
ثم رفع رأسه نحو السماء وهو ينادى يا الهى وسيدى مولاى ان أطعتك فلك المنة على وان عصيتك فبجهلى فلك الحجة علىّ اللهم فباظهار منتك علىّ واثبات حجتك لدىّ ارحمني واغفر ذنوبى ولا تحرمنى رؤية جدى قرة عينى وحبيبك وصفيك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم ثم انشأ يقول
ألا ايها المأمول فى كل شدة
…
إليك شكوت الضر فارحم شكايتى
ألا يا رجائى أنت كاشف كربتى
…
فهب لى ذنوبى كلها واقض حاجتى
فزادى قليل ما أراه مبلغى
…
على الزاد ابكى أم لبعد مسافتى
أتيت باعمال قباح رديئة
…
وما فى الورى خلق جنى كجنايتى
فكان يكرر هذه الأبيات حتى سقط على الأرض مغشيا عليه فدنوت منه فاذا هو زين العابدين على بن الحسين بن على بن ابى طالب فوضعت رأسه فى حجرى وبكيت لبكائه بكاء شديدا شفقة عليه فقطر من دموعى على وجهه فافاق من غشيته وفتح عينه وقال من الذي شغلنى عن ذكر مولاى فقلت انا الأصمعي يا سيدى ما هذا البكاء وما هذا الجزع وأنت من اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة أليس الله يقول (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قال فاستوى جالسا وقال يا أصمعي هيهات ان الله تعالى خلق الجنة لمن أطاعه وان كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه وان كان ملكا قرشيا اما سمت قوله تعالى (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) وفى التأويلات النجمية يشير الى ان نفحة العناية الربوبية إذا نفخت فى صور القلب قامت القيامة وانقطعت الأسباب فلا يلتفت أحد الى أحد من أنسابه لا الى اهل ولا الى ولد لاشتغاله بطلب الحق تعالى واستغراقه فى بحر المحبة فلا يسأل بعضهم بعضا عما تركوا من اسباب الدنيا ولا عن احوال أهاليهم وأخدانهم وأوطانهم وإذا فارقوها كان لكل امرئ منهم يومئذ شأن فى طلب الحق يغنيه عن مطالبة الغير فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ موزونات حسناته من العقائد والأعمال اى فمن كان له عقائد صحيحة واعمال صالحة يكون لها وزن وقدر عند الله فهو جمع موزون بمعنى العمل الذي له وزن وخطر عند الله وباقى الكلام فى هذا المقام سبق فى تفسير سورة الأعراف فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بكل مطلوب الناجون من كل مهروب ولما كان حرف من يصلح للواحد والجمع وحد على اللفظ وجمع على المعنى وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ اى ومن لم يكن له من العقائد والأعمال ماله وزن وقدر عند الله تعالى وهم الكفار لقوله تعالى (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ ضيعوها بتضييع زمان استكمالها وأبطلوا استعدادها لنيل كمالها والخسر والخسران انتقاص رأس المال كما فى المفردات قال الكاشفى [پس كروه آنند كه زيان كرده اند از نفسهاى يعنى سرمايه عمر بباد غفلت برداند واستعدادات حصول كمال را بطلب آرزوهاى نفس ومتابعت شهوات ضايع ساختند] فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ بدل من صلة او خبر ثان لاولئك قال فى التأويلات النجمية الإنسان كالبيضة المستعدة لقبول تصرف ولاية الدجاجة وخروج الفروخ منها فما لم تتصرف فيها الدجاجة يكون استعدادها باقيا فاذا تصرف الدجاجة فيها فتغيرت عن حالها الى حال الفروخية ثم انقطع تصرف الدجاجة عنها تفسد البيضة فلا ينفعها التصرف بعد ذلك لفساد الاستعداد ولهذا قالوا مرتد الطريقة شر من مرتد الشريعة وهذا معنى قوله (فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ) اى فى جهنم أنفسهم فلا يخرجون بالفروخية وليس من سنة الله إصلاح الاستعداد بعد إفساده: قال الجامى
آنرا كه زمين كشد درون چون قارون
…
نى موسيش آورد برون هارون
فاسد شده راز روزكار وارون
…
لا يمكن ان يصلحه العطارون
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ تحرقها يقال لفحته النار بحرها أحرقته كما فى القاموس واللفح
كالنفح الا انه أشد تأثيرا كما فى الإرشاد وغيره وتخصيص الوجوه بذلك لانها اشرف الأعضاء وأعظم ما يصان منها فبيان حالها از جر عن المعاصي المؤدية الى النار وهو السر فى تقديمها على الفاعل وَهُمْ فِيها كالِحُونَ من شدة الاحتراق. والكلوح تقلص الشفتين عن الأسنان كما ترى الرؤوس المشوية وعن مالك بن دينار كان سبب توبة عتبة الغلام انه مر فى السوق برأس اخرج من التنور فغشى عليه ثلاثة ايام ولياليهن وفى الحديث (تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخى شفته السفلى حتى تبلغ سرته) انتهى فيقال لهم تعنيفا وتوبيخا وتذكيرا لما به استحقوا ما ابتلوا به من العذاب أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فى الدنيا فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ حينئذ قالُوا يا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا اى ملكتنا شِقْوَتُنا التي اقترفناها بسوء اختيارنا فصارت أحوالنا مؤدية الى سوء العاقبة قال القرطبي واحسن ما قيل فى معناه غلبت علينا لذاتنا واهواؤنا فسمى اللذات والأهواء شقوة لانهما تؤديان إليها قال ابو تراب الشقوة حسن الظن بالنفس وسوء الظن بالخلق وَكُنَّا بسبب ذلك قَوْماً ضالِّينَ عن الحق ولذلك فعلنا ما فعلنا من التكذيب وسائر المعاصي رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ متجاوزون الحد فى الظلم لانفسنا قالَ تعالى بطريق القهر اخْسَؤُا فِيها اسكتوا فى النار سكوت هوان فانها ليست مقام سؤال وانزجروا انزجار الكلاب إذا زجرت من خسأت الكلب إذا زجرته مستهينا به فخسأ اى انزجر وَلا تُكَلِّمُونِ اى باستدعاء الإخراج من النار والرجع الى الدنيا فانه لا يكون ابدا إِنَّهُ تعليل لما قبله من الزجر عن الدعاء اى ان الشان كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي وهم المؤمنون يَقُولُونَ فى الدنيا رَبَّنا آمَنَّا صدقنا بك وبجميع ما جاء من عندك فَاغْفِرْ لَنا استر ذنوبنا وَارْحَمْنا وأنعم علينا بنعمك التي من جملتها الفوز بالجنة والنجاة من النار وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ لان رحمتك منبع كل رحمة فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا مهزوا بهم اى اسكتوا عن الدعاء بقولكم ربنا إلخ لانكم كنتم تستهزؤن بالداعين بقولهم ربنا آمنا إلخ وتتشاغلون حَتَّى أَنْسَوْكُمْ اى الاستهزاء بهم فان أنفسهم ليست سبب الانساء ذِكْرِي اى ذكركم إياي والخوف منى والعمل بطاعتي من فرط اشتغالكم باستهزائهم وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ وذلك غاية الاستهزاء وقال مقاتل نزلت فى بلال وعمار وسلمان وصهيب وأمثالهم من فقراء الصحابة كان كفار قريش كابى جهل وعتبة وابى بن خلف واضرابهم يستهزؤن بهم وبإسلامهم ويؤذونهم إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا بسبب صبرهم على اذيتهم والصبر حبس النفس عن الشهوات أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ تأنى مفعولى الجزاء اى جزيتهم فوزهم بمجامع مراداتهم مخصوصين به وفى التأويلات النجمية وفيه من اللطائف ان اهل السعادة كما ينتفعون بمعاملاتهم الصالحة مع الله من الله ينتفعون بانكار منكريهم واستخفاف مستهزئيهم وان اهل الشقاوة كما يخسرون بمعاملاتهم الفاسدة مع أنفسهم يخسرون باستهزائهم وانكارهم على الناصحين المرشدين قالَ الله تعالى تذكيرا لما لبثوا فيما سألوا الرجوع اليه من الدنيا بعد التنبيه على استحالته بقوله (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ)
كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ التي تدعون ان ترجعوا إليها يقال لبث بالمكان اقام به ملازما له عَدَدَ سِنِينَ تمييز لكم قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ استقصارا لمدة لبثهم فيها بالنسبة الى دخولهم فى النار او لانها كانت ايام السرور وايام السرور قصار أو لأنها منقضية والمنقضى كالمعدوم
هر دم از عمر كرامى هست كنج بى بدل
…
ميرود كنجى چنين هر لحظه بر باد آه آه
فَسْئَلِ الْعادِّينَ اى الذين يعلمون عد ايامها ان أردت تحقيقها فانا لما نحن فيه من العذاب مشغولون عن تذكرها وإحصائها وفى التأويلات النجمية فاسأل العادين يعنى الذين يعدّون أنفاسنا وأيامنا وليالينا من الملائكة الموكلين علينا قالَ الله تعالى إِنْ ما لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا تصديقا لهم فى تقليلهم لسنى لبثهم فى الدنيا وقليلا صفة مصدر محذوف اى لبثا قليلا او زمان محذوف اى زمانا قليلا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ لعلمتم يومئذ قلة لبثكم فيها كما علمتم اليوم وفى بحر العلوم اى لو كنتم تعلمون مقدار لبثكم من الطول لما أجبتم بهذه المدة فعلى العاقل ان يتدارك حاله ويصلح اعماله قبل ان تنفد الأنفاس وينهدم الأساس: قيل
ألا انما الدنيا كظل سحابة
…
أظلتك يوما ثم عنك اضمحلت
فلا تك فرحانا بها حين أقبلت
…
ولا تك جزعانا بها حين ولت
قال أردشير بن بابك بن ساسان وهو أول ملك من آل ساسان لا تركنن الى الدنيا فانها لا تبقى على أحد ولا تتركها فان الآخرة لا تنال الا بها قال العلامة الزمخشري استغنم تنفس الاجل وإمكان العمل واقطع ذكر المعاذير والعلل فانك فى أجل محدود وعمر غير ممدود قال الشيخ سعدى قدس سره
كنون وقت تخمست اگر پرورى
…
كر اميدوار اى كه خرمن برى
بشهر قيامت مرو تنكدست
…
كه وجهى ندارد بغفلت نشست
غنيمت شمر اين كرامى نفس
…
كه پى مرغ قيمت ندارد قفس
مكن عمر ضايع بافسوس وحيف
…
كه فرصت عزيزست والوقت سيف
قال بعض الكبار لو علمت ان مافات من عمرك لا عوض له لم يصح منك غفلة ولا إهمال ولكنت تأخذ بالعزم والحزم بحيث تبادر الأوقات وتراقب الحالات خوف الفوات عاملا على قول القائل
السباق السباق قولا وفعلا
…
حذر النفس حسرة المسبوق
وما حصل من عمرك إذا علمت ان لا قيمة له كنت تستغرق أوقاتك فى شكر الحاصل وتحصيل الواصل فقد قال على رضى الله عنه بقية عمر المرء مالها ثمن يدرك به منها ما فات ويحيى ما مات وفى الحديث (ما من ساعة تأتى على العبد لا يذكر الله فيها الا كانت عليه حسرة يوم القيامة) واعلم ان العباد على قسمين فى أعمارهم فرب عمر اتسعت آماده وقلت إمداده كاعمار بعض بنى إسرائيل إذ كان الواحد منهم يعيش الالف ونحوها ولم يحصل على شى مما يحصل لهذه الامة مع قصر أعمارها ورب عمر قليلة آماده كثيرة إمداده كعمر من فتح عليه من هذه
الامة فوصل الى عناية الله بلمحة فمن بورك له فى عمره أدرك فى يسير من الزمان ما لا يدخل تحت العبارة فالخذلان كل الخذلان ان تتفرع من الشواغل ثم لا تتوجه اليه بصدق النية حتى يفتح عليك بما لا تصل الهمم اليه وان تقل عوائقك ثم لا ترحل اليه عن عوالم نفسك والاستئناس بيومك وامسك فقد جاء خصلتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراع ومعناه ان الصحيح ينبغى ان يكون مشغولا بدين او دنيا فهو مغبون فيهما أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً الهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء للعطف على مقدر. والحسبان بالكسر الظن وعبثا حال من نون العظمة بمعنى عابثين وهو ما ليس لفاعله غرض صحيح او ارتكاب امر غير معلوم الفائدة. والمعنى أغفلتم وظننتم من فرط غفلتكم انا خلقناكم بغير حكمة وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ عطف على انما خلقناكم اى وحسبتم عدم رجوعكم إلينا يعنى ان المصلحة من خلقكم الأمر بالعمل ثم البعث للجزاء ومعنى الرجوع الى الله الرجوع الى حيث لا مالك ولا حاكم سواه قال الترمذي ان الله خلق الخلق ليعبدوه فيثيبهم على العبادة ويعاقبهم على تركها فان عبدوه فانهم عبيد أحرار كرام من رق الدنيا ملوك فى دار السلام وان رفضوا العبودية فهم اليوم عبيد إباق سقاط لئام وغدا اعداء فى السجون بين أطباق النيران وفى التأويلات النجمية (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) بلا معنى ينفعكم او يضركم حتى عشتم كما يعيش البهائم فما تقربتم إلينا بالأعمال الصالحات للتقرب وحسبتم (أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) باللطف والقهر فالرجوع باللطف بان يموت بالموت الاختياري قبل الموت الاضطراري وهو بان ترجعوا من أسفل سافلين الطبيعة على قدمى الشريعة والطريقة الى أعلى عليين عالم الحقيقة والرجوع بالقهر بان ترجعوا بعد الموت الاضطراري فتقادون الى النار بسلاسل تعلقاتكم بشهوات الدنيا وزينتها وأغلال صفاتكم الذميمة وعن بهلول قال كنت يوما فى بعض شوارع البصرة فاذا بصبيان يلعبون بالجوز واللوز وإذا أنا بصبى ينظر إليهم ويبكى فقلت هذا صبى يتحسر على ما فى أيدي الصبيان ولا شىء معه فيلعب به فقلت اى بنى ما يبكيك اشترى لك من الجوز واللوز ما تلعب به مع الصبيان فرفع بصره الىّ وقال يا قليل العقل ما للعب خلقنا فقلت اى بنى فلماذا خلقنا فقال للعلم والعبادة فقلت من اين لك ذلك بارك الله فيك قال من قول الله تعالى (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ) قلت له اى بنى أراك حكيما فعظنى وأوجز فانشأ يقول
ارى الدنيا تجهز بانطلاق
…
مشمرة على قدم وساق
فلا الدنيا بباقية لحى
…
ولا حى على الدنيا بباق
كأن الموت والحدثان فيها
…
الى نفس الفتى فرسا سباق
فيا مغرور بالدنيا رويدا
…
ومنها خذ لنفسك بالوثاق
ثم رمق السماء بعينيه وأشار إليها بكفيه ودموعه تنحدر على خديه وهو يقول
يا من اليه المبتهل
…
يا من عليه المتكل
يا من إذا ما آمل
…
يرجوه لم يخط الأمل
قال فلما أتم كلامه خر مغشيا عليه فرفعت رأسه الى حجرى ونفضت التراب عن وجهه بكمى فلما أفاق قلت له اى بنى ما نزل بك وأنت صبى صغير لم يكتب عليك ذنب قال إليك عنى
يا بهلول انى رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تقد الا بالصغار وانى أخشى ان أكون من صغار حطب جهنم قال فسألت عنه فقالوا ذاك من أولاد الحسين بن على بن ابى طالب رضى الله عنهم قلت قد عجبت من ان تكون هذه الثمرة الا من تلك الشجرة نفعنا الله به وبآبائه قال الشيخ ابو بكر الواسطي [روزى اين آيت مى خواند فرمود كه نى نى خلق بعبث نيافريد بلكه خواست كه هستىء وى آشكارا شود واز مصنوعات وى بصفات كماليه او راه برند. وكفته اند شما را ببازى نيافريده ايم بلكه براى ظهور نور محمد عليه السلام آفريده ايم چودر ازل مقرر شده بود كه آن كوهر تابان از صدق جنس انس بيرون آيد پس او اصلست وشما همه فرع اوييد
هفت ونه و چار كه پرداختند
…
خاص پى موكب او ساختند
اوست شه وآدميان جمله خيل
…
اصل وى وجمله عالم طفيل
در بحر الحقائق كفته كه شما را براى آن آفريدم تا بر من سود كنيد نه بجهت آنكه من بر شما سود كنم كما قال تعالى (خلقت الخلق ليربحوا علىّ لا لأربح عليهم) وكويند ملائكه را آفريد تا منظر قدرت باشند وآدميان را خلق كرد تا مخزن جوهر محبت باشند. در بعضى كتب سماوى هست كه اى فرزند آدم همه اشيا براى شما آفريدم وشما را براى خود سر (كنت كنزا مخفيا) اينجا ظهور تمام دارد] كما أشار اليه المولوى قدس الله سره فى المثنوى
اى ظهور تو بكلى نور نور
…
كنج مخفى از تو آمد در ظهور «1»
كنج مخفى بود ز پر چاك كرد
…
خاك را تابان تر از أفلاك كرد «2»
كنج مخفى بد ز پرى چوش كرد
…
خاك را سلطان باطلس پوش كرد
خويش را نشناخت مسكين آدمي
…
از فزونى آمد وشد در كمى «3»
خويشتن را آدمي ارزان فروخت
…
بود اطلس خويش را بر دلق دوخت
اى غلامت عقل تدبيرات هوش
…
چون چنينى خويش را ارزان فروش «4»
فَتَعالَى اللَّهُ ارتفع بذاته وتنزه عن مماثلة المخلوقين فى ذاته وصفاته وأفعاله وعن خلو أفعاله عن الحكم والمصالح والغايات الجليلة الْمَلِكُ الْحَقُّ الذي يحق له الملك على الإطلاق إيجادا واعداما بدأ وإعادة واحياء واماتة وعقابا واثابة وكل ما سواه مملوك له مقهور تحت ملكه العظيم قال الامام الغزالي رحمه الله الملك هو الذي يستغنى فى ذاته وصفاته وأفعاله عن كل موجود ويحتاج اليه كل موجود وفى المفردات الحق موجد الشيء بسبب ما يقتضيه الحكمة وفى التأويلات النجمية ذاته حق وصفاته حق وقوله صدق ولا يتوجه لمخلوق عليه حق وما يفعل من إحسانه بعباده فليس شىء منها بمستحق لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فان كل ما عداه عبيده رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ فكيف بما هو تحته ومحاط به من الموجودات كائنا ما كان وانما وصف العرش بالكريم لانه مقسم فيض كرم الحق ورحمته منه تنقسم آثار رحمته وكرمه الى ذرات المخلوقات وَمَنْ [هر كه] يَدْعُ يعبد مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ افرادا او اشتراكا لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ اى بدعائه معه ذلك: وبالفارسية [هيچ حجتى نيست بر پرستنده را بپرستش آن اله] وهو صفة لازمة لالها كقوله (يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) إذ لا يكون فى الآلهة ما يجوز ان يقوم عليه برهان إذ الباطل ليس له برهان جيئ بها للتأكيد وبناء الحكم عليها تنبيها على
(1) لم أجد
(2)
در اواخر دفتر يكم در بيان قبول كردن خليفه هديه را إلخ
(3)
در أوائل دفتر سوم در بيان حكايات ماركيرى كه اژدهاى افسرده را مرده پنداشتند إلخ
(4)
در اواخر دفتر پنجم در بيان دست و پاى امير بوسيدن ودوم بار لابه كردن إلخ