المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير سورة القصص - روح البيان - جـ ٦

[إسماعيل حقي]

الفصل: ‌تفسير سورة القصص

سر يوما بمملكته ونعمته ثم نام فرأى رجلا أعطاه كتابا فاذا فيه مكتوب لا تؤثر الفاني على الباقي ولا تغتر بملكك فان الذي أنت فيه جسيم لولا انه عديم فسارع الى امر الله فانه يقول (سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ) فانتبه فزعا وقال هذا تنبيه من الله وموعظة فتاب الى الله ورسوله بالقبول والعمل والمجانبة عن التأخر فى طريق الحق والاخذ بالبطالة والكسل

براحتى نرسيد آنكه زحمتى نكشيد

نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من المجدّين فى الدين الى ان يأتى اليقين والساعين فى طريقه للوصول الى خاص توفيقه تمت سورة النمل يوم الثلاثاء الرابع من شهر الله المحرم المنتظم فى سلك شهور سنة تسع ومائة والف من الهجرة

‌تفسير سورة القصص

وهى مكية وآيها ثمان وثمانون على ما فى التفاسير المعولة من المختصرة والمطولة بسم الله الرحمن الرحيم

طسم يشير الى القسم بطاء طوله تعالى وطاء طهارة قلب حبيبه عليه السلام عن محبة غيره وطاء طهارة اسرار موحديه عن شهود سواه وبسين سره مع محبيه وبميم مننه على كافة مخلوقاته بالقيام بكفاياتهم على قدر حاجاتهم كذا فى التأويلات النجمية [امام قشيرى آورده كه طا اشارت است بطهارت نفوس عابدان از عبادت اغيار وطهارت قلوب عارفان از تعظيم غير جبار وطهارت أرواح محبان از محبت ما سوى وطهارت اسرار موحدان از شهود غير خداى سلمى رحمه الله كويد سين رمزيست از اسرار الهى با عاصيان بنجات وبا مطيعان بدرجات ومحبان بدوام مناجات ومرامات امام يافعى رحمه الله فرموده كه حق سبحانه وتعالى اين حروف را سبب محافظت قرآن كردانيده از تطرق سمات زياده ونقصان وسر مشار اليه در آيت وانا لحافظون اين حروفست] كما فى تفسير الكاشفى وقد سبق غير هذا من الإشارات الخفية والمعاني اللطيفة فى أول سورة الشعراء فارجع اليه تغنم بما لا مزيد عليه تِلْكَ اى هذا السورة آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ آيات مخصوصة من القرآن الظاهر اعجازه نَتْلُوا عَلَيْكَ التلاوة الإتيان بالثاني بعد الاول فى القراءة اى نقرأ قراءة متتابعة بواسطة جبريل يعنى يقرأ عليك جبريل بامرنا مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ مفعول نتلو اى بعض خبرهما الذي له شأن بِالْحَقِّ حال من فاعل نتلو اى محققين وملتبسين بالحق والصدق الذي لا يجوز فيه الكذب لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ متعلق بنتلو وتخصيصهم بذلك مع عموم الدعوة والبيان للكل لانهم المنتفعون به كأن قائلا قال وكيف نبأهما فقال إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ فهو استئناف مبين لذلك البعض وتصديره بحرف التأكيد للاعتناء بتحقيق مضمون ما بعده والعلو الارتفاع: وبالفارسية [بلند شدن وكردن كشى كردن] اى تجبر وطغى فى ارض مصر وجاوز الحدود المعهودة فى الظلم والعدوان قال فى كشف الاسرار [از

ص: 380

اندازه خويش شد] وقال الجنيد قدس سره ادعى ما ليس له وَجَعَلَ أَهْلَها [وكردانيد اهل مصر را از قبطيان وسبطيان] شِيَعاً جمع شيعة بالكسر وهو من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه لان الشياع الانتشار والتقوية يقال شاع الحديث اى كثر وقوى شاع القوم انتشروا وكثروا. والمعنى فرقا يشيعونه ويتبعونه فى كل ما يريد من الشر والفساد او أصنافا فى استخدامه يستعمل كل صنف فى عمل من بناء وحرث وحفر وغير ذلك من الأعمال الشاقة ومن لم يستعمله ضرب عليه الجزية قال فى كشف الاسرار كان القبط احدى الشيع وهم شيعة الكرامة يَسْتَضْعِفُ الاستضعاف [ضعيف وزبون يافتن وشمردن يعنى زبون كرفت ومقهور ساخت] طائِفَةً مِنْهُمْ [كروهى از ايشان] والجملة حال من فاعل جعل او استئناف كأنه قيل كيف جعلهم شيعا فقال يستضعف طائفة منهم اى من اهل مصر وتلك الطائفة بنوا إسرائيل ومعنى الاستضعاف انهم عجزوا وضعفوا عن دفع ما ابتلوا به عن أنفسهم يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ بدل من الجملة المذكورة واصل الذبح شق حلق الحيوان والتشديد للتكثير والاستحياء الاستبقاء. والمعنى يقتل بعضهم اثر بعض حتى قتل تسعين الفا من أبناء بنى إسرائيل صغارا ويترك البنات احياء لاجل الخدمة وذلك لان كاهنا قال له يولد فى بنى إسرائيل مولود يذهب ملكك على يده وذلك كان من غاية حمقه إذ لو صدق فما فائدة القتل وان كذب فما وجهه كما روى عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد وقد قارب البلوغ فقال له رسول الله (أتشهداني رسول الله) فقال لا بل أتشهد انى رسول الله فقلت ذرنى يا رسول الله اقتله عن ظن انه الدجال فقال عليه السلام (ان يكنه فلن تسلط عليه) يعنى ان يكن ابن الصياد هو الدجال فلن تسلط على قتله لانه لا يقتله الا عيسى ابن مريم (وان لا يكنه فلا خير لك فى قتله) إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ اى الراسخين فى الإفساد ولذلك اجترأ على قتل خلق كثير من المعصومين وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ان نتفضل عليهم بانجائهم من بأسه ونريد حكاية حال ماضية معطوفة على ان فرعون علا لتناسبهما فى الوقوع تفسيرا للنبأ يقال منّ عليه منا إذا أعطاه شيأ والمنان فى وصفه تعالى المعطى ابتداء من غير ان يطلب عوضا وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً جمع امام وهو المؤتم به اى قدوة يقتدى بهم فى امور الدين بعد ان كانوا اتباعا مسخرين لآخرين وفى كشف الاسرار أنبياء وكان بين موسى وعيسى عليهما السلام الف نبى من نبى إسرائيل وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ كل ما كان فى ملك فرعون وقومه اخر الوارثة عن الامامة مع تقدمها عليها زمانا لانحطاط رتبتها عنها وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ اصل التمكين ان تجعل لشىء مكانا يتمكن فيه ثم استعير للتسليط اى نسلطهم على ارض مصر والشام يتصرفون فيها كيفما يشاؤن وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وهو وزير فرعون وَجُنُودَهُما وعساكرهما مِنْهُمْ اى من أولئك المستضعفين ما كانُوا يَحْذَرُونَ ويجتهدون فى دفعه من ذهاب ملكهم وهلكهم على يد مولود منهم والحذر احتراز عن مخيف كما فى المفردات قال الكاشفى [وديدن اين صورت را در وقتى كه در دريا علامت غرقه شدن مشاهده كردند

ص: 381

وبنى إسرائيل تفرج كنان بر ساحل دريا بنظر در آوردند ودانستند كه بسبب ظلم وتعدى مغلوب ومقهور شده مظلومان وبيچارگان بمراد رسيده غالب وسر إفراز شدند وسر «يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم» آشكارا شد]

اى ستمكار بر انديش از ان روز سياه

كه ترا شومىء ظلم افكند از چاه بچاه

آنكه اكنون بحقارت نكرى جانب وى

بشماتت كند آن روز بسوى تونكا

قال الشيخ سعدى قدس سره

خبر يافت كردن كشى در عراق

كه ميكفت مسكينى از زير طاق

تو هم بر درى هستى اميدوار

پس اميد بر درنشينان برآر

نخواهى كه باشد دلت دردمند

دل دردمندان برآور ز بند

پريشانىء خاطر داد خواه

بر اندازد از مملكت پادشاه

تحمل كن اى ناتوان از قوى

كه روزى توانا ترازوى شوى

لب خشك مظلوم را كو بخند

كه دندان ظالم بخواهند كند

يقال الظلم يجلب النقم ويسلب النعم قال بعض السلف دعوتان أرجو إحداهما كما أخشى الاخرى دعوة مظلوم أعنته ودعوة ضعيف ظلمته

نخفته است مظلوم از آهش بترس

ز دود دل صبحكاهش بترس

نترسى كه پاك اندرونى شبى

برآرد ز سوز جكر يا ربى

وفى الحديث (اسرع الخير ثوابا صلة الرحم واعجل الشر عقوبة البغي) ومن البغي استيلاء صفات النفس على صفات الروح فمن أعان النفس صار مقهورا ولو بعد حين ومن أعان الروح صار من اهل التمكين ومن الائمة فى الدين وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى اسمها يارخا وقيل أيارخت كما فى التعريف للسهيلى ونوحايذ بالنون ويوحانذ بالياء المثناة تحت فى الاول كما فى عين المعاني وكانت من أولاد لاوى بن يعقوب عليه السلام. واصل الوحى الاشارة السريعة ويقع على كل تنبيه خفى والإيحاء اعلام فى خفاء قال الامام الراغب يقال للكلمة الالهية التي تلقى الى أنبيائه وحي وذلك. اما برسول مشاهد يرى ذاته ويسمع كلامه كتبليغ جبريل للنبى عليه السلام فى صورة معينة. واما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى عليه السلام كلام الله تعالى. واما بإلقاء فى الروع كما ذكر عليه السلام (ان روح القدس نفث فى روعى) واما بالهام نحو قوله (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) . واما بتسخير نحو قوله (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ) او بمنام كقوله عليه السلام (انقطع الوحى وبقيت المبشرات رؤيا المؤمن) انتهى باجمال فالمراد وحي الإلهام كما ذكره الراغب. فالمعنى قذفنا فى قلبها وعلمناها وقال بعضهم كان وحي الرؤيا وعلم الهدى [فرموده كه شايد رسول فرستاده باشد از ملائكه] يعنى أتاها ملك كما اتى مريم من غير وحي نبوة حيث قال تعالى (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ) وذلك ان أم موسى حبلت بموسى فلم يظهر بها اثر الحبل من نتوء البطن وتغير اللون وظهور اللبن وذلك شىء ستره الله لما أراد ان يمن به على بنى إسرائيل حتى ولدت موسى ليلة لا رقيب

ص: 382

عليها ولا قابلة ولم يطلع عليها أحد من القوابل الموكلة من طرف فرعون بحبالى بنى إسرائيل ولا من غيرهن الا أخته مريم فاوحى الله إليها إِنَّ مفسرة بمعنى اى أَرْضِعِيهِ [شيرده موسى را و پرورد او را] ما أمكنك اخفاؤه وفى كشف الاسرار ما لم تخافي عليه الطلب فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ بان يحس به الجيران عند بكائه: وبالفارسية [پس چون ترسى برو وفهم كنى كه مردم دانسته وقصد او خواهند كرد] فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ فى البحر وهو النيل قال بعض الكبار فاذا خفت حفظه وعجزت عن تدبيره فسلميه إلينا ليكون فى حفظنا وتدبيرنا وَلا تَخافِي عليه ضيقة ولا شدة وَلا تَحْزَنِي بفراقه إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ عن قريب بوجه لطيف بحيث تأمنين عليه وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ [يعنى: او را شرف نبوت ارزانى خواهيم داشت] فارضعته ثلاثة أشهر او اكثر ثم ألح فرعون فى طلب المواليد واجتهد العيون فى تفحصها فجعلته فى تابوت مطلى بالقار فقذفته فى النيل ليلا قال الكاشفى [نجارى را كه آشناى عمران بود فرمود كه صندوقى پنج شبر بتراشد وآن نجار خربيل ابن صبور بود اين عم فرعون چون صندوق تمام كرد وبمادر موسى داد ودر خاطرش كذشت كه كودكى دارد مى خواهد در صندوق كرده از مؤكلان بگريزاند نزد كماشته فرعون آمد وخواست كه صورت حال باز نمايد زبانش بسته شد بخانه خود آمد خواست كه نزد فرعون رود ونمامى كند چشمش نابينا شد دانست كه آن مولود كه كاهنان نشان داده اينست فى الحال ناديده بدو ايمان آورد ومؤمن آل فرعون اوست ومادر موسى صندوق را بقير اندوده موسى را در وى خوابانيد وسر صندوق هم بقير محكم بست ودر رود نيل افكند] وكان الله تعالى قادرا على حفظه بدون القائه فى البحر لكن أراد ان يربيه بيد عدوه ليعلم ان قضاء الله غالب وفرعون فى دعواه كاذب

جهد فرعون چوبى توفيق بود

هر چهـ او ميدوخت آن تفتيق بود

وكان لفرعون يومئذ بنت لم يكن له ولد غيرها وكان من أكرم الناس عليه وكان بها علة البرص وعجزت الأطباء عن علاجها [اهل كهانت كفته بودند كه فلان روز در رود نيل انسانى خرد سال يافته شود واين علت بآب دهن او زائل كردد در ان روز معين فرعون وزن ودختر ومحرمان وى همه در كنار رود نيل انتظار انسان موعود مى بودند كه ناكاه صندوق بر روى آب نمودار شد فرعون بملازمان امر كرد كه آنرا بگيريد وبياريد] فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ الفاء فصيحة مفصحة عن عطفه على جملة محذوفة والالتقاط إصابة الشيء من غير طلب ومنه اللقطة وهو مال بلا حافظ ثم يعرف مالكه واللقيط هو طفل لم يعرف نسبه يطرح فى الطريق او غيره خوفا من الفقر او الزنى ويجب رفعه ان خيف هلاكه بان وجده فى الماء او بين يدى سبع وتفصيله فى الفقه وآل الرجل خاصته الذين يؤول اليه أمرهم للقرابة او الصحبة او الموافقة فى الدين. والمعنى فالقته فى اليم بعد ما جعلته فى التابوت حسبما أمرت به فالتقطه آل فرعون اى أخذوه أخذ اعتناء به وصيانة له عن الضياع لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً اللام لام العاقبة والصيرورة لا لام العلة والارادة لانهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا

ص: 383

ولكن صار عاقبة أمرهم الى ذلك ابرز مدخولها فى معرض العلة لا لتقاطهم تشبيها له فى الترتب عليه بالغرض الحامل عليه وهو المحبة والتبني وتمامه فى فن البيان وجعل موسى نفس الحزن إيذانا لقوة سببيته لحزنهم قال الكاشفى (عَدُوًّا)[دشمنى مر مردانرا كه بسبب فرعون غرق شوند (وَحَزَناً) واندوهى بزرك مر زنانرا كه برده كيرند] إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ) فى كل ما يأتون وما يذرون فليس ببدع منهم ان قتلوا الوفا لاجله ثم أخذوه يربونه ليكبر ويفعل بهم ما كانوا يحذرون. والخطا مقصورا العدول عن الجهة والخاطئ من يأتى بالخطأ وهو يعلم انه خطأ وهو الخطأ التام المأخوذ به الإنسان يقال خطئ الرجل إذا ضل فى دينه وفعله والمخطئ من يأتى به وهو لا يعلم اى يريد ما يحسن فعله ولكن يقع منه بخلاف ما يريد يقال اخطأ الرجل فى كلامه وامره إذا زل وهفا- حكى- انهم لما فتحوا التابوت ورأوا موسى القى الله محبته فى قلوب القوم وعمدت ابنة فرعون الى ريقه فلطخت به برصها فبرئت من ساعتها

آمد طبيب درد بكلى علاج يافت

وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ هى آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد الذي كان فرعون مصر فى زمن يوسف الصديق عليه السلام وقيل كانت من بنى إسرائيل من سبط موسى وقيل كانت عمته حكاه الشبلي وكانت من خيار النساء اى قالت لفرعون حين اخرج من التابوت قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ اى هو قرة عين لنا لانهما لما رأياه احباه وقال الكاشفى [اين كودك روشنى چشم است مر او ترا كه بسبب او دختر ما شفا يافت] وقد سبق معنى القرة مرارا وفى الحديث (انه قال لك لالى ولو قال لى كما هو لك لهداه الله كما هداها) لا تَقْتُلُوهُ خاطبته بلفظ الجمع تعظيما ليساعدها فيما تريده عَسى أَنْ يَنْفَعَنا [شايد كه سود برساند ما را كه امارت يمن وعلامت بركت در جبين او لايح است] وذلك لما رأت من برء البرصاء بريقه وارتضاعه إبهامه لبنا ونور بين عينيه ولم يره غيرها قال بعض الكبار وجوه الأنبياء والأولياء مرائى أنوار الذات والصفات ينتفع بتلك الأنوار المؤمن والكافر لان معها لذة حالية نقدية وان لم يعرفوا حقائقها فينبغى للعاشق ان يرى بعين اليقين والايمان أنوار الحق فى وجوه أصفيائه كما رأت آسية وقد قيل فى حقهم «من رآهم ذكر الله» أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً اى نتبناه فانه اهل له ولم يكن له ولد ذكر وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ حال من آل فرعون والتقدير فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا وقالت امرأته كيت وكيت وهم لا يشعرون بانهم على خطأ عظيم فيما صنعوا من الالتقاط ورجاء النفع منه والتبني له وقوله ان فرعون الآية اعتراض وقع بين المعطوفين لتأكيد خطأهم قال ابن عباس رضى الله عنهما لو ان عدو الله قال فى موسى كما قالت آسية عسى ان ينفعنا لنفعه الله ولكنه ابى للشقاء الذي كتبه الله عليه- روى- انه قالت الغواة من قوم فرعون ان نظن الا ان هذا هو الذي يحذر منه رمى فى البحر خوفا منك فاقتله فهم فرعون بقتله فقالت آسية انه ليس من أولاد بنى إسرائيل فقيل لها وما يدريك فقالت ان نساء بنى إسرائيل يشفقن على أولادهن ويكتمنهم مخافة ان تقتلهم فكيف

ص: 384

يظن بالوالدة انها تلقى الولد بيدها فى البحر او قالت ان هذا كبير ومولود قبل هذه المدة التي أخبرت لك فاستوهبته لما رأت عليه من دلائل النجاة فتركه وسمته آسية موسى لان تابوته وجد بين الماء والشجر والماء فى لغتهم «مو» والشجر «شا» قال فى بحر الحقائق لما كان القرآن هاديا يهدى الى الرشد والرشد فى تصفية القلب وتوجهه الى الله تعالى وتزكية النفس ونهيها عن هواها وكانت قصة موسى عليه السلام وفرعون تلائم احوال القلب والنفس فان موسى القلب بعصا الذكر غلب على فرعون النفس وجنوده مع كثرتهم وانفراده كرر الحق تعالى فى القرآن قصتهما تفخيما للشأن وزيادة فى البيان لبلاغة القرآن ثم إفادة لزوائد من المذكور قبله فى موضع يكرره منه انتهى قال فى كشف الاسرار [تكرار قصه موسى وذكر فراوان در قرآن دليل است بر تعظيم كار او وبزرك داشتن قدر او وموسى با اين مرتبت ومنقبت جز بقدم تبعيت محمد عربى صلى الله عليه وسلم نرسيد] كما قال عليه السلام (لو كان موسى حيا لما وسعه الا اتباعى)[مصطفاى عربى از صدر دولت ومنزل كرامت اين كرامت كه عبارت از ان (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) است قصد صف نعال كرد تا ميكفت (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) وموسى كليم از مقام خود تجاوز نمود وقصد صدر دولت كرد كه ميكفت (أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) لا جرم موسا را جواب اين آمد (لَنْ تَرانِي) مصطفا را اين كفتند كه (الم تر الى ربك: لو لاك لما خلقت الافلاك) عادت ميان مرام چنان رفت كه چون بزركى در جايى رود ومتواضع وار در صف النعال بنشيند او را كويند اين نه جاى تست خيز ببالاتر نشين] فعلى العاقل ان يكون على تواضع تام ليستعد بذلك لرؤية جمال رب الأنام

فروتن بود هوشمند كزين

نهد شاخ پر ميوه سر بر زمين

وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى أصبح بمعنى صار والفؤاد القلب لكن يقال له فؤاد إذا اعتبر فيه معنى التفؤد اى التحرق والتوقد كما فى المفردات والقاموس فالفؤاد من القلب كالقلب من الصدر يعنى الفؤاد وسط القلب وباطنه الذي يحترق بسبب المحبة ونحوها قال بعضهم الصدر معدن نور الإسلام والقلب معدن نور الإيقان والفؤاد معدن نور البرهان والنفس معدن القهر والامتحان والروح معدن الكشف والعيان والسر معدن لطائف البيان فارِغاً الفراغ خلاف الشغل اى صفرا من العقل وخاليا من الفهم لما غشيها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوع موسى فى يد فرعون دل عليه الربط الآتي فانه تعالى قال فى وقعة بدر (وَلِيَرْبِطَ عَلى قُلُوبِكُمْ) اشارة الى نحو قوله (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ) فانه لم تكن افئدتهم هواء اى خالية فارغة عن العقل والفهم لفرط الحيرة إِنْ اى انها كادَتْ قاربت من ضعف البشرية وفرط الاضطراب لَتُبْدِي بِهِ لتظهر بموسى وانه ابنها وتفشى سرها وانها ألقته فى النيل يقال بدا الشيء بدوا وبدوّا ظهر ظهورا بينا وأبداه أظهره إظهارا بينا قال فى كشف الاسرار الباء زائدة اى تبديه او المفعول مقدر اى تبدى القول به اى بسبب موسى قال فى عرائس البيان وقع على أم موسى ما وقع على آسية من انها رأت أنوار الحق من وجه موسى فشفقت عليه ولم يبق فى فؤادها صبر

ص: 385

من الشوق الى وجه موسى وذلك الشوق من شوق لقاء الله تعالى فغلب عليها شوقه وكادت تبدى سرها لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها شددنا عليه بالصبر والثبات بتذكير ما سبق من الوعد وهو رده إليها وجعله من المرسلين والربط الشد وهو العقد القوى لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [واين لطف كرديم تا باشد آن زن از باور دارند كان مر وعده ما را] اى من المصدقين بما وعدها الله بقوله (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ) ولم يقل من المؤمنات تغليبا للذكور. وفيه اشارة الى ان الايمان من مواهب الحق إذ المبنى على الموهبة وهو الوحى اولا ثم الربط بالتذكير ثانيا موهبة وَقالَتْ أم موسى لِأُخْتِهِ اى لاخت موسى لم يقل لبنتها للتصريح بمدار المحبة وهو الاخوة إذ به يحصل امتثال الأمر واسم أخته مريم بنت عمران وافق اسم مريم أم عيسى واسم زوجها غالب بن يوشا قال بعضهم والأصح ان اسمها كلثوم لا مريم لما روى الزبير بن بكار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة رضى الله عنها وهى مريضة فقال لها يا خديجة (أشعرت ان الله زوجنى معك فى الجنة مريم بنت عمران وكلثوم اخت موسى وهى التي علمت ابن عمها قارون الكيمياء وآسية امرأة فرعون) فقالت آلله أخبرك بهذا يا رسول الله فقال (نعم) فقالت بالرفاء والبنين واطعم رسول الله خديجة من عنب الجنة وقولها بالرفاء والبنين اى اعرست اى اتخذت العروس حال كونك ملتبسا بالالتئام والاتفاق وهو دعاء يدعى به فى الجاهلية عند التزويج والمراد منه الموافقة والملاءمة مأخوذ من قولهم رفأت الثوب ضممت بعضه الى بعض ولعل هذا انما كان قبل ورود النهى عن ذلك كذا فى انسان العيون. وفيه ايضا قد حمى الله هؤلاء النسوة عن ان يطأهن أحد فقد ذكر ان آسية لما ذكرت لفرعون أحب ان يتزوجها فتزوجها على كره منها ومن أبيها مع بذله لها الأموال الجليلة فلما زفت له وهم بها اخذه الله عنها وكان ذلك حاله معها وكان قد رضى منها بالنظر إليها واما مريم فقيل انها تزوجت بابن عمها يوسف النجار ولم يقربها وانما تزوجها لمرافقتها الى مصر لما أرادت الذهاب الى مصر بولدها عيسى عليهما السلام وأقاموا بها اثنتي عشرة سنة ثم عادت مريم وولدها الى الشام ونزلا الناصرة واخت موسى لم يذكر انها تزوجت انتهى قُصِّيهِ امر من قص اثره قصا وقصصا تتبعه اى اتبعى اثره وتتبعى خبره: وبالفارسية [بر پى برادر خود برو وازو خبر كبر] اى فاتبعته يعنى كلثوم [بدرگاه فرعون آمد] فَبَصُرَتْ بِهِ اى أبصرته: يعنى [پس برادر خود را بديد] عَنْ جُنُبٍ عن بعد تبصره ولا توهم انها تراه يقال جنبته واجنبته ذهبت عن ناحيته وجنبه ومنه الجنب لبعده من الصلاة ومس المصحف ونحوهما والجار الجنب اى البعيد ويقال الجار الجنب ايضا للقريب اللازق بك الى جنبك وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ انها تقصه وتتعرف حاله او انها أخته وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ التحريم بمعنى المنع كما فى قوله تعالى (فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) لانه لا معنى للتحريم على صبى غير مكلف اى منعنا موسى ان يرضع من المرضعات ويشرب لبن غير امه بان أحدثنا فيه كراهة ثدى النساء والنفار عنها من قبل قص أخته اثره او من قبل ان نرده على امه كما قال فى الجلالين او من قبل مجيىء امه كما قاله

ص: 386

ابو الليث او فى القضاء السابق لانا أجرينا القضاء بان نرده الى امه كما فى كشف الاسرار والمراضع جمع مرضع وهى المرأة التي ترضع اى من شأنها الإرضاع وان لم تكن تباشر الإرضاع فى حال وصفها به فهى بدون التاء لانها من الصفات الثابتة والمرضعة هى التي فى حالة إرضاع الولد بنفسها ففى الحديث (ليس للصبى خير من لبن امه او ترضعه امرأة صالحة كريمة الأصل فان لبن المرأة الحمقاء يسرى واثر حمقها يظهر يوما) وفى الحديث (الرضاع يغير الطباع) ومن ثمة لما دخل الشيخ ابو محمد الجويني بيته ووجد ابنه الامام أبا المعالي يرتضع ثدى غير امه اختطفه منها ثم نكس رأسه ومسح بطنه وادخل إصبعه فى فيه ولم يزل يفعل ذلك حتى خرج ذلك اللبن فقال يسهل على موته ولا يفسد طبعه بشرب لبن غير

امه ثم لما كبر الامام كان إذا حصلت له كبوة فى المناظرة يقول هذه من بقايا تلك الرضعة قالوا العادة جارية ان من ارتضع امرأة فالغالب عليه أخلاقها من خير وشر كما فى المقاصد الحسنة للامام السخاوي فَقالَتْ اى أخته عند رؤيتها لعدم قبوله الثدي واعتناء فرعون بامره وطلبهم من يقبل ثديها هَلْ أَدُلُّكُمْ [آيا دلالت كنم شما را] عَلى أَهْلِ بَيْتٍ [بر اهل خانه] يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ الكفالة الضمان والعيالة يقال كفل به كفالة وهو كفيل إذا تقبل به وضمنه وكفله فهو كافل إذا عاله اى يربونه ويقومون بارضاعه لاجلكم وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ يبذلون النصح فى امره ولا يقصرون فى ارضاعه وتربيته. والنصح ضد الغش وهو تصفية العمل من شوائب الفساد وفى المفردات النصح تحرى فعل او قول فيه صلاح صاحبه انتهى- روى- انهم قالوا لها من يكفل قالت أمي قالوا ألأمك لبن قالت نعم لبن هارون وكان هارون ولد فى سنة لا يقتل فيها صبى فقالوا صدقت وفى فتح الرحمن قالت هى امرأة قد قتل ولدها فاحب شىء إليها ان تجد صغيرا ترضعه انتهى يقول الفقير ان الاول اقرب الى الصواب الا ان يتأول القتل بما فى حكمه من القائه فى النيل وغيبوبته عنها- وروى- ان هامان لما سمعها قال انها لتعرفه واهله خذوها حتى تخبر من له فقالت انما أردت وهم للملك ناصحون يعنى ارجعت الضمير الى الملك لا الى موسى تخلصا من يده فقال هامان دعوها لقد صدقت فامرها فرعون بان تأتى بمن يكفله فاتت بامه وموسى على يد فرعون يبكى وهو يعلله او فى يد آسية فدفعه إليها فلما وجد ريحها استأنس والتقم ثديها

بوى خوش تو هر كه ز باد صبا شنيد

از يار آشنا سخن آشنا شنيد

فقال من أنت منه فقد ابى كل ثدى الا ثديك فقالت انى امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا اوتى بصبى الا قبلنى فدفعه إليها واجرى عليها أجرتها [وكفت در هفته يكروز پيش ما آور] فرجعت به الى بيتها من يومها مسرورة فكانوا يعطون الاجرة كل يوم دينارا وأخذتها لانها مال حربى لا انها اجرة حقيقة على ارضاعها ولدها كما فى فتح الرحمن يقول الفقير الإرضاع غير مستحق عليها من حيث ان موسى ابن فرعون ويجوز لها أخذ الاجرة نعم ان أم موسى تعينت للارضاع بان لم يأخذ موسى من لبن غيرها فكيف يجوز أخذ الاجرة اللهم الا ان تحمل على الصلة لا على الاجرة إذ لم تمتنع الا ان تعطى الاجرة ويحتمل ان يكون

ص: 387

ذلك مما يختلف باختلاف الشرائع كما لا يخفى قال فى كشف الاسرار لم يكن بين القائها إياه فى البحر وبين رده إليها الا مقدار ما يصبر الولد فيه عن الوالدة انتهى وابعد من قال مكث ثمانى ليال لا يقبل ثديا فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ اى صرفنا موسى الى والدته كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها بوصول ولدها إليها: وبالفارسية [تا روشن شود چشم او] وَلا تَحْزَنَ بفراقه وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ اى جميع ما وعده من رده وجعله من المرسلين حَقٌّ لا خلف فيه بمشاهدة بعضه وقياس بعضه عليه وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ آل فرعون لا يَعْلَمُونَ ان وعد الله حق فمكث موسى عند امه الى ان فطمته وردته الى فرعون وآسية فنشأ موسى فى حجر فرعون وامرأته يربيانه بايديهما واتخذاه ولدا فبينا هو يلعب يوما بين يدى فرعون وبيده قضيب له يلعب به إذ رفع القضيب فضرب به رأس فرعون فغضب فرعون وتطير من ضربه حتى همّ بقتله فقالت آسية ايها الملك لا تغضب ولا يشقنّ عليك فانه صبى صغير لا يعقل ضربه ان شئت اجعل فى هذا الطست جمرا وذهبا فانظر على أيهما يقبض فامر فرعون بذلك فلما مد موسى يده ليقبض على الذهب قبض الملك المؤكل به على يده فردها الى الجمرة فقبض عليها موسى فالقاها فى فيه ثم قذفها حين وجد حرارتها فقالت آسية لفرعون ألم اقل لك انه لا يعقل شيأ فكف عنه وصدقها وكان امر بقتله ويقال ان العقدة التي كانت فى لسان موسى اى قبل النبوة اثر تلك الجمرة التي التقمها ثم زالت بعدها لانه عليه السلام دعا بقوله (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) وقد سبق فى طه: قال الشيخ العطار قدس سره همچوموسى اين زمان در طشت آتش مانده ايم طفل فرعونيم ما كام ودهان پر اخگرست وهو شكاية من زمانه وأهاليه فان لكل زمان فرعون يمتحن به من هو بمشرب موسى واستعداده ولكن كل محنة فهى مقدمة لراحة كما قال الصائب

هر محنتى مقدمه راحتى بود

شد همزبان حق چوزبان كليم سوخت

فلا بد من الصبر فانه يصير الحامض حلوا اعلم ان موسى كان ضالة امه فرده الله إليها بحسن اعتمادها على الله تعالى وكذا القلب ضالة السالك فلا بد من طلبه وقص اثره فانه الموعود الشريف الباقي وهو الطفل الذي هو خيلفة الله فى الأرض ومن عرفه واحسن بفراقه وألمه هان عليه بذل النقد الخسيس الفاني نسأل الله الاستعداد لقبول الفيض وَلَمَّا بَلَغَ موسى أَشُدَّهُ اى قوته وهو ما بين ثمانى عشرة سنة الى ثلاثين واحد على بناء الجمع كما سبق فى سورة يوسف وَاسْتَوى الاستواء اعتدال الشيء فى ذاته اى اعتدل عقله وكمل بان بلغ أربعين سنة كقوله (وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً) بعد قوله (حَتَّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ) وفى يوسف (بَلَغَ أَشُدَّهُ) فحسب لانه اوحى اليه فى صباه حين كونه فى البئر وموسى عليه السلام اوحى اليه بعد أربعين سنة كما قال آتَيْناهُ حُكْماً اى نبوة وَعِلْماً بالدين قال الكاشفى [ذكر انباى نبوت در اثناى اين قضيه] اى مع انه تعالى استنبأه بعد الهجرة فى المراجعة من مدين الى مصر [بيان صدق هرد ووعده است كه چنانچهـ او را بمادر رسانيديم ونبوت هم داديم]

ص: 388

والجمهور على ان نبينا عليه السلام بعث على رأس الأربعين وكذا كل نبى عند البعض وقال بعضهم اشتراط الأربعين فى حق الأنبياء ليس بشىء لان عيسى عليه السلام نبىء ورفع الى السماء وهو ابن ثلاث وثلاثين ونبىء يوسف عليه السلام وهو ابن ثمانى عشرة ويحيى عليه السلام نبىء وهو غير بالغ قيل كان ابن سنتين او ثلاث وكان ذبحه قبل عيسى بسنة ونصف وهكذا احوال بعض الأولياء فان سهل بن عبد الله التستري سلك وكوشف له وهو غير بالغ وفى الآية تنبيه على ان العطية الالهية تصل الى العبد وان طال العهد إذا جاء او انها فلطالب الحق ان ينتظر احسان الله تعالى ولا ييأس منه فان المحسن لا بد وان يجازى بالإحسان كما قال تعالى وَكَذلِكَ اى كما جزينا موسى وامه نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ على إحسانهم وفيه تنبيه على انهما كانا محسنين فى عملهما متقيين فى عنفوان عمرهما فمن ادخل نفسه فى زمرة اهل الإحسان جازاه الله بأحسن الجزاء- حكى- ان امرأة كانت تتعشى فسألها سائل

فقامت ووضعت فى فمه لقمة ثم وضعت ولدها فى موضع فاختلسه الذئب فقالت يا رب ولدي فاخذ آخذ عنق الذئب واستخرج الولد من فيه بغير أذى وقال لها هذه اللقمة بتلك اللقمة التي وضعتها فى فم السائل. والإحسان على مراتب فهو فى مرتبة الطبيعة بالشريعة وفى مرتبة النفس بالطريقة وإصلاح النفس وذلك بترك حظ النفس فانه حجاب عظيم وفى مرتبة الروح بالمعرفة وفى مرتبة السر بالحقيقة. فغاية الإحسان من العبد الفناء فى الله ومن المولى إعطاء الوجود الحقانى إياه ولا يتيسر ذلك الفناء الا لمن أيده الله بهدايته ونور قلبه بانوار التوحيد إذ التوحيد مفتاح السعادات فينبغى لطالب الحق ان يكون بين الخوف والرجاء فى مقام النفس ليزكيها بالوعد والوعيد ويصفى وينور الباطن فى مقام القلب بنور التوحيد ليتهيأ لتجليات الصفات ويطلب الهداية فى مقام الروح ليشاهد تجلى الذات ولا يكون فى اليأس والقنوط ألا ترى ان أم موسى كانت راجية واثقة بوعد الله حتى نالت ولدها موسى وتشرفت ايضا بنبوته فان من كانت صدف درة النبوة تشرفت بشرفها واعلم انه لا بد من الشكر على الإحسان فشكر الإله بطول الثناء وشكر الولاة بصدق الولاء وشكر النظير بحسن الجزاء وشكر من دونك ببذل العطاء

يكى كوش كودك بماليد سخت

كه اى بو العجب رأى بركشته بخت

ترا تيشه دادم كه هيزم شكن

نكفتم كه ديوار مسجد بكن

زبان آمد از بهر شكر وسپاس

بغيبت نكر داندش حق شناس

كذركاه قرآن و پندست كوش

به بهتان وباطل شنيدن مكوش

دو چشم از پى صنع بارى نكوست

ز عيب برادر فروكير ودوست

برو شكر كن چون بنعمت درى

كه محرومى آيد ز مستكبرى

كرا ز حق نه توفيق خيرى رسد

كى از بنده خيرى بغيري رسد

ببخش اى پسر كادمى زاده صيد

بإحسان توان كرد ووحشي بقيد

مكن بد كه بد بينى از يار نيك

نيايد ز تخم بدى بار نيك

ص: 389

اى لا تجيىء ثمرة الخير الا من شجرة الخير كما لا يحصل الحنظل الا من العلقمة فمن أراد الرطب فليبذر النخل- حكى- ان امرأة كانت لها شاة تتعيش بها وأولادها فجاءها يوما ضيف فلم تجد شيأ للاكل فذبحت الشاة ثم ان الله تعالى أعطاها بدلها شاة اخرى وكانت تحلب من ضرعها لبنا وعسلا حتى اشتهر ذلك بين الناس فجاء يوما زائرون لها فسألوا عن السبب فى ذلك فقالت انها كانت ترعى فى قلوب المريدين يعنى ان الله تعالى جازاها على إحسانها الى الضيف بالشاة الاخرى ثم لما كان بذلها عن طيب الخاطر وصفاء البال اظهر الله ثمرته فى ضرع الشاة بإجراء اللبن والعسل فليس جزاء الإحسان الا الإحسان الخاص من قبل الرحمن وليس للامساك والبخل ثمرة سوى الحرمان نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من الذين يحسنون لانفسهم فى الطلب والارادة وتحصيل السعادة واستجلاب الزيادة والسيارة وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ ودخل موسى مصرا آتيا من قصر فرعون: وبالفارسية [موسى از قصر فرعون برون آمد ودر ميان شهر شد] وذلك لان قصر فرعون كان على طرف من مصر كما سيأتى عند قوله تعالى (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ) قيل المراد مدينة منف من ارض مصر وهى مدينة فرعون موسى التي كان ينزلها وفيها كانت الأنهار تجرى تحت سريره وكانت فى غربى النيل على مسافة اثنى عشر ميلا من مدينة فسطاط مصر المعروفة يومئذ بمصر القديمة ومنف أول مدينة عمرت بأرض مصر بعد الطوفان وكانت دار الملك بمصر فى قديم الزمان عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها اى حال كونه فى وقت لا يعتاد دخولها قال ابن عباس رضى الله عنهما دخلها فى الظهيرة عند المقيل وقد خلت الطرق فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ الجملة صفة لرجلين: والاقتتال [كارزار كردن با يكديكر] هذا [آن يكى] مِنْ شِيعَتِهِ اى ممن شايعه وتابعه على دينه وهم بنو إسرائيل روى انه السامري كما فى فتح الرحمن والاشارة على الحكاية والا فهو والذي من عدوه ما كانا حاضرين حال الحكاية لرسول الله ولكنهما لما كانا حاضرين يشار إليهما وقت وجدان موسى إياهما حكى حالهما وقتئذ وَهذا [وآن يكى ديكر] مِنْ عَدُوِّهِ العدو يطلق على الواحد والجمع اى من مخالفيه دينا وهم القبط واسمه فاتون كما فى كشف الاسرار وكان خباز فرعون أراد ان يسخر الاسرائيلى ليحمل حطبا الى مطبخ فرعون فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ اى سأله ان يغيثه بالاعانة عليه ولذلك عدى بعلى يقال استغثت طلبت الغوث اى النصرة: وبالفارسية [پس فرياد خواست بموسى آنكسى كه از كروه او بود بر آنكسى كه از دشمنان او بود يعنى يارى طلبيد سبطى از موسى بر دفع قبطى] وكان موسى قد اعطى شدة وقوة [قبطى را كفت دست ازو بدار قبطى سخن موسى رد كرد] فَوَكَزَهُ مُوسى الوكز كالوعد الدفع والطعن والضرب بجمع الكف وهو بالضم والكسر حين يقبضها اى فضرب القبطي بجمع كفه: وبالفارسية [پس مشت زد او را موسى] فَقَضى عَلَيْهِ اى فقتله فندم فدفنه فى الرمل وكل شىء فرغت منه وأتممته فقد قضيت عليه قال فى المفردات يعبر عن الموت بالقضاء فيقال قضى نحبه لانه فصل امره المختص به من دنياه

ص: 390

والقضاء فصل الأمر قالَ هذا القتل مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ [از عمل كسى است كه شيطان او را اغوا كند نه عمل أمثال من] فاضيف العمل الى الشيطان لانه كان باغوائه ووسوسته وانما كان من عمله لانه لم يؤمر بقتل الكفار او لانه كان مأمونا فيهم فلم يكن له اغتيالهم ولا يقدح ذلك فى عصمته لكونه خطأ وانما عده من عمل الشيطان وسماه ظلما واستغفر منه جريا على سنن المقربين فى استعظام ما فرط منهم ولو كان من محقرات الصغائر وكان هذا قبل النبوة إِنَّهُ اى الشيطان عَدُوٌّ لابن آدم مُضِلٌّ مُبِينٌ ظاهر العداوة والإضلال قالَ توسيط قال بين كلاميه لابانة ما بينهما من المخالفة من حيث انه مناجاة ودعاء بخلاف الاول رَبِّ [اى پروردگار من] إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي بقتل القبطي بغير امر فَاغْفِرْ لِي ذنبى فَغَفَرَ لَهُ ربه ذلك لاستغفاره أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ اى المبالغ فى مغفرة ذنوب العباد ورحمتهم قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ اما قسم محذوف الجواب اى اقسم عليك بانعامك علىّ بالمغفرة لأتوبن فَلَنْ أَكُونَ بعد هذا ابدا ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ معينا لهم يقال ظاهرته اى قويت ظهره بكونى معه واما استعطاف اى بحق إحسانك علىّ اعصمني فلن أكون معينا لمن تؤدى معاونته الى الجرم وهو فعل يوجب قطيعة فاعله وأصله القطع قال ابن عطاء العارف بنعم الله من لا يوافق من خالف ولى نعمته والعارف بالمنعم من لا يخالفه فى حال من الأحوال انتهى وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه لم يستثن فابتلى به اى بالعون للمجرمين مرة اخرى كما سيأتى يقول الفقير المراد بالمجرم هاهنا الجاني الكاسب فعلا مذموما فلا يلزم ان يكون الاسرائيلى كافرا كما دل عليه هذا من شيعته وقوله بالذي هو عدو لهما على ان بنى إسرائيل كانوا على دين يعقوب قبل موسى ولذا استذلهم فرعون بالعبودية ونحوها واما قول ابن عباس رضى الله عنهما عند قوله ظهيرا للمجرمين اى عونا للكافرين فيدل على ان اطلاق المجرم المطلق على المؤمن الفاسق من قبل التغليظ والتشديد ثم ان هذا الدعاء وهو قوله رب بما أنعمت علىّ إلخ حسن إذا وقع بين الناس اختلاف وفرقة فى دين او ملك او غيرهما وانما قال موسى هذا عند اقتتال الرجلين ودعا به ابن عمر رضى الله عنهما عند قتال على ومعاوية كذا فى كشف الاسرار ثم ان فى الآية اشارة الى ان المجرمين هم الذين أجرموا بان جاهدوا كفار صفات النفس بالطبع والهوى لا بالشرع والمتابعة كالفلاسفة والبراهمة والرهابين وغيرهم فجهادهم يكون من عمل الشيطان فَأَصْبَحَ دخل موسى فى الصباح فِي الْمَدِينَةِ وفيه اشارة الى ان دخول المدينة والقتل كانا بين العشاءين حين اشتغل الناس بانفسهم كما ذهب اليه البعض خائِفاً اى حال كونه خائفا على نفسه من آل فرعون يَتَرَقَّبُ يترصد طلب القود او الاخبار وما يقال فى حقه وهل عرف قاتله. والترقب انتظار المكروه وفى المفردات ترقب احترز راقبا اى حافظ وذلك اما لمراعاة رقبة المحفوظ واما لرفعه رقبته فَإِذَا للمفاجأة [پس ناكاه] الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ اى الاسرائيلى الذي طلب من موسى النصرة قبل هذا اليوم على دفع القبطي المقتول يَسْتَصْرِخُهُ الاستصراخ [فرياد رسيدن ميخواستن]

ص: 391

اى يستغيث موسى برفع الصوت من الصراخ وهو الصوت او شديده كما فى القاموس: وبالفارسية [باز فرياد ميكند ويارى ميطلبد بر قبطىء ديكر] قالَ لَهُ مُوسى اى للاسرائيلى المستنصر بالأمس المستغيث على الفرعون الآخر إِنَّكَ لَغَوِيٌّ [مرد كمراهى] وهو فعيل بمعنى الغاوي مُبِينٌ بين الغواية والضلالة لانك تسببت لقتل رجل وتقاتل آخر يعنى انى وقعت بالأمس فيما وقعت فيه بسببك فالآن تريد ان توقعنى فى ورطة اخرى فَلَمَّا أَنْ أَرادَ موسى أَنْ يَبْطِشَ البطش تناول الشيء بشدة بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما اى يأخذ بيد القبطي الذي هو عدو لموسى والاسرائيلى إذ لم يكن على دينهما ولان القبط كانوا اعداء بنى إسرائيل على الإطلاق قالَ ذلك الاسرائيلى ظانا ان موسى يريد ان يبطش به بناء على انه خاطبه بقوله انك لغوى مبين ورأى غضبه عليه او قال القبطي وكأنه توهم من قولهم انه الذي قتل القبطي بالأمس لهذا الاسرائيلى يا مُوسى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَما قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ يعنى القبطي المقتول إِنْ تُرِيدُ اى ما تريد إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وهو الذي يفعل ما يريده من الضرب والقتل ولا ينظر فى العواقب وَما تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ بين الناس بالقول والفعل فتدفع التخاصم ولما قال هذا انتشر الحديث وارتقى الى فرعون وملئه وظهر ان القتل الواقع أمس صدر من موسى حيث لم يطلع على ذلك الا ذلك الاسرائيلى فهموا بقتل موسى فخرج مؤمن من آل فرعون وهو ابن عمه ليخبر موسى كما قال وَجاءَ رَجُلٌ وهو خربيل مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ من آخرها او جاء من آخرها: وبالفارسية [از دورتر جايى از شهر يعنى از باركاه فرعون كه بر يك كناره شهر بود] يقال قصوت عنه واقصيت أبعدت والقصي البعيد يَسْعى صفة رجل اى يسرع فى مشيه حتى وصل الى موسى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ اشراف قوم فرعون يَأْتَمِرُونَ بِكَ يتشاورون بسببك وانما سمى التشاور ائتمارا لان كلا من المتشاورين يأمر الآخر ويأتمر لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ من المدينة إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فى امرى إياك بالخروج: وبالفارسية [از نيك خواهان ومهربانم] واللام للبيان كأنه قيل لك أقول هذه النصيحة وليس صلة للناصحين لان معمول الصلة لا يتقدم الموصول وهو اللام فى الناصح فَخَرَجَ مِنْها [پس بيرون رفت در همان دم از ان شهر بى زاد وراحله ورفيق] خائِفاً حال كونه خائفا على نفسه يَتَرَقَّبُ لحوق الطالبين والتعرض له فى الطريق: وبالفارسية [انتظار ميبرد كه كسى از پى او درآيد] قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ خلصنى منهم واحفظني من لحوقهم: وبالفارسية [كفت اى پروردگار من نجات ده مرا وباز رهان از كروه ستمكاران يعنى فرعون وكسان او] فاستجاب الله دعاءه ونجاه كما سيأتى قال بعض العارفين ان الله تعالى إذا أراد بعبده ان يكون له فردا أوقعه فى واقعة شنيعة ليفر من دون الله الى الله فلما فر اليه خائفا من الامتحان وجد جمال الرحمن وعلم ان جميع ما جرى عليه واسطة الوصول الى المراد: وفى المثنوى

يك جوانى بر زنى مجنون بدست

روز شب بى خواب وبى خور آمدست «1»

بيدل وشوريده ومجنون ومست

مى ندادش روزكار وصل دست

(1) در اواخر دفتر سوم در بيان حكايت آن عاشق دراز هجران بسيار امتحان

ص: 392

پس شكنجه كرد عشقش بر زمين

خود چرا دارد ز أول عشق كين

عشق از أول چرا خونى بود

تا كريزد هر كه بيرونى بود

چون فرستادى رسولى پيش زن

آن رسول از رشك كردى راه زن

ور صبا را پيك كردى در وفا

از غبارى تيره كشتى آن صبا

راههاى چاره را غيرت ببست

لشكر انديشه را رايت شكست

خوشهاى فكرتش بى گاه شد

شب روانرا رهنما چون ماه شد

جست از بيم عسس وشب بباغ

يار خود را يافت چون شمع و چراغ «1»

بود اندر باغ آن صاحب جمال

كز غمش اين در عنا بد هشت سال «2»

سايه او را نبود إمكان ديد

همچوعنقا وصف او را مى شنيد

جز يكى لقيه كه أول از قضا

بر وى افتاد وشد او را دلربا

چون درآمد خوش در ان باغ آن جوان

خود فرو شد يا بكنجش ناكهان

مر عسس را ساخته يزدان سبب

تا ز بيم او دود در باغ شب

كفت سازنده سبب را آن نفس

اى خدا تو رحمتى كن بر عسس «3»

بهر اين كردى سبب اين كار را

تا ندارم خار من يك خار را

پس يد مطلق نباشد در جهان

بد بنسبت باشد اين را هم بدان «4»

زهر ماران مار را باشد حيات

نسبتش با آدمي باشد ممات

خلق آبى را بود دريا چوباغ

خلق خاكى را بود آن مرك وداغ

هر چهـ مكرر هست چون شد او دليل

سوى محبوبت حبيب است وخليل

در حقيقت هر عدو داروى تست

كيمياى نافع ودلجوى تست «5»

كه ازو اندر كريزى در خلا

استعانت جويى از لطف خدا

در حقيقت دوست دانت دشمن اند

كه ز حضرت دور ومشغولت كنند

فاذا اقبل العاشق من طريق الامتحان الى الحق خاف وترقب ان يلحقه أحد من اهل الضلال فيمنعه من الوصول اليه فانه لا ينفك عن الخوف مادام فى الطريق نسأل الله الوصول وهو خير مسئول وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ التوجه [روى باخيرى كردن] والتلقاء تفعال من لقيت وهو مصدر اتسع فيه فاستعمل ظرفا يقال جلس تلقاءه اى حذاءه ومقابلته. ومدين قرية شعيب عليه السلام على بحر القلزم سميت باسم مدين بن ابراهيم عليه السلام من امرأته قنطورا كان اتخذها لنفسه مسكنا فنسبت اليه ولم يكن فى سلطان فرعون وكان بينهما وبين مصر مسيرة ثمانية ايام كما بين الكوفة والبصرة. والمعنى لما جعل موسى وجهه نحو مدين وصار متوجها الى جانبها قالَ [با خود كفت] توكلا على الله وحسن ظن به وكان لا يعرف الطرق عَسى رَبِّي [شايد كه پروردگار من] أَنْ يَهْدِيَنِي [راه نمايد مرا] سَواءَ السَّبِيلِ وسطه ومستقيمه والسبيل من الطرق ما هو معتاد السلوك فظهر له ثلاث طرق فاخذ الوسطى وجاء الطلاب عقبيه فقالوا ان الفار لا يأخذ الطريق الوسط

(1) در اواخر دفتر سوم در بيان يافتن عاشق معشوق را إلخ

(2، 4) در أوائل دفتر چهارم در بيان تمامى حكايت آن عاشق كه از عسس بگريخت إلخ

(3)

در اواخر دفتر سوم در بيان يافتن عاشق معشوق را إلخ [.....]

(5)

در أوائل دفتر چهارم در بيان حكايت آن واعظ كه در آغاز تذكير دعاى ظالمان كردى

ص: 393

خوفا على نفسه بل الطرفين فشرعوا فى الآخرين فلم يجده [پس موسى هشت شبانروز ميرفت وبى زاد وبى طعام پاى برهنه وشكم كرسنه ودر ان هشت روز نمى خورد مكر برك درختان تا رسيد بمدين سلمى. فرموده كه روى مبارك بناحيه مدين داشت اما دلش متوجه بحضرت ذو المدين بود ومسالك پيداى مدين را بهمراهى غم شوق لقا مى پيمود]

غمت تا يار من شد روى در راه عدم كردم

خوشست آوارگى آنرا كه همراهى چنين باشد

قال بعضهم مدين اشارة الى عالم الأزل والابد فوجد موسى نسيم الحقيقة من جانبها لانه كان بها شعيب عليه السلام فتوجه إليها للمشاهدة واللقاء كما قال عليه السلام (انى لاجد نفس الرحمن من قبل اليمن) مخبرا عن وجدان نسيم الحق من روضة قلب اويس القرني رضى الله عنه ففى ارض الأولياء نفحات وفى لقائهم بركات وقال بعضهم [چون خواستند كه موسى كليم را لباس نبوت پوشند وبحضرت رسالت ومكالمت برند نخست او را در خم چوكان بيت نهادند تا در ان بارها وفتنها پخته كشت چنانكه رب العزة كفت](وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً) اى طبخناك بالبلاء طبخا حتى صرت صافيا نقيا [از مصر بدر آمد ترسان در الله زاريد رب العالمين دعاى وى اجابت كرد واو را از بيم دشمن ايمن كرد سكينه بدل وى فرو آمد وساكن كشت با سر وى كفتند مترس خداوند كه ترا در طفوليت حجر فرعون كه لطمه بر روى وى ميزدى در حفظ وحمايت خود بداشت ودشمن نداد امروز همچنان در حفظ خود بدارد وبدشمن ندهد آنكه روى نهاد بر بيابان پر فتوح نه بقصد مدين اما رب العزة او را بمدين افكند سرى را در ان بقية بود شعيب پيغمبر خداى بود ومسكن بمدين داشت سائق تقدير موسى را بخدمت شعيب راند تا يافت بخدمت وصحبت او آنچهـ يافت خليل عليه السلام چون همه راهها بسته ديد دانست كه حضرت يكيست آواز بر آورد كه (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) الآية مرد مردانه نه آنست كه بر شاهراه سوارى كند كه راه كشاده بود مرد آنست كه در شب تاريك بر راه بى دليلى بسر كوى دوست شود] كما وقع لاكثر الأنبياء والأولياء المهاجرين الذاهبين الى الله تعالى: قال الحافظ

شب تاريك وبيم موج وكردابى چنين هائل

كجا دانند حال ما سبكباران ساحلها

يقول الفقير المراد بقوله «شب تاريك» جلال الذات لان الليل اشارة الى عالم الذات وظلمة جلاله الغالب وبقوله «بيم موج» خوف صفات القهر والجلال وبقوله «كردابى چنين هائل» الامتحانات التي كدور البحر فى الإهلاك فهذا المصراع صفة اهل البداية والتوسط من ارباب الأحوال فانهم بسبب ما وقعوا فى بحر العشق لا يزالون يمتحنوا بالبلايا الهائلة الى ان يخرجوا الى ساحل البقاء والمراد بقوله «سبكباران ساحلها» الذين لم يحملوا الاماتة الكبرى وهى العشق فبقوا فى بر البشرية وهم العباد والزهاد فهم لكونهم اهل البر والبشرية والحجاب لا يعرفون احوال اهل البحر والملكية والمشاهدة فان بين الظاهر والباطن طريقا بعيدا وبين الباب والصدر فرقا كثيرا وبين المبتدأ والمنزل سيرا طويلا نسأل الله العشق وحالاته والوصول الى معانيه وحقائقه من ألفاظه ومقالاته وَلَمَّا وَرَدَ الورود إتيان الماء وضده الصدر وهو

ص: 394

الرجوع عنه وفى المفردات الورود أصله قصد الماء ثم يستعمل فى غيره. والمعنى ولما وصل موسى وجاء ماءَ مَدْيَنَ وهو بئر على طرف المدينة على ثلاثة أميال منها او اقل كانوا يسقون منها قال ابن عباس رضى الله عنهما ورده وانه ليترا آي خضرة البقل فى بطنه من الهزال وَجَدَ عَلَيْهِ اى جانب البئر وفوق شفيرها أُمَّةً مِنَ النَّاسِ جماعة كثيرة منهم يَسْقُونَ مواشيهم وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ فى مكان أسفل منهم امْرَأَتَيْنِ صفورياء وليا ابنتا يثرون ويثرون هو شعيب قاله السهيلي فى كتاب التعريف تَذُودانِ الذود الكف والطرد والدفع اى تمنعان اغنامهما عن التقدم الى البئر قال الكاشفى [از آنجا كه شفقت ذاتى انبيا مى باشد فرا پيش رفت وبطريق تلطف] قالَ عليه السلام ما خَطْبُكُما الخطب الأمر العظيم الذي يكثر فيه التخاطب اى ما شأنكما فيما أنتما عليه من التأخر والذود ولم لا تباشران السقي كدأب هؤلاء قال بعضهم كيف استجاز موسى ان يكلم امرأتين اجنبيتين والجواب كان آمنا على نفسه معصوما من الفتنة فلاجل علمه بالعصمة كلمهما كما يقال كان للرسول التزوج بامرأة من غير الشهود لان الشهود لصيانة العقد عن التجاحد وقد عصم الرسول من ان يجحد نكاحا او يجحد نكاحه دون غيره من افراد أمته قالَتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ لاصدار [باز كردانيدن] والرعاء بالكسر جمع راع كقيام جمع قائم والرعي فى الأصل حفظ الحيوان اما بغذائه الحافظ لحياته او بذب العدو عنه والرعي بالكسر ما يرعاء والمرعى موضع الرعي ويسمى كل سائس لنفسه او لغيره راعيا وفى الحديث (كلكم مسئول عن رعيته) قيل الرعاء هم الذين يرعون المواشي والرعاة هم الذين يرعون الناس وهم الولاة. والمعنى عادتنا ان لا نسقى مواشينا حتى يصرف الرعاء: وبالفارسية [باز كردانند شبانان] مواشيهم بعد ريها ويرجعوا عجزا عن مساجلتهم وحذرا من مخالطة الرجال فاذا انصرفوا سقينا من فضل مواشيهم وحذف مفعول السقي والذود والإصدار لما ان الغرض هو بيان تلك الافعال أنفسها إذ هى التي دعت موسى الى ما صنع فى حقهما من المعروف فانه عليه السلام انما رحمهما لكونهما على الذياد والعجز والعفة وكونهم على السقي غير مبالين بما وما رحمهما لكون مذودهما غنما ومستقيهم ابلا مثلا وَأَبُونا وهو شعيب شَيْخٌ [پيرى است] كَبِيرٌ كبير السن او القدر والشرف لا يستطيع ان يخرج فيرسلنا للرعى والسقي اضطرارا ومن قال من المعاصرين فيه عبرة ان مواشى النبي لم يلتفت إليها فقد اتى بالعبرة لان الراعي لا يعرف ما النبي كما ان القروي فى زماننا لا يعرف ما شريعة النبي وقد جرت العادة على ان اهل الايمان من كل امة اقل فَسَقى لَهُما ماشيتهما رحمة عليهما وطلبا لوجه الله تعالى- روى- ان الرجال كانوا يضعون على رأس البئر حجرا لا يرفعه إلا سبعة رجال او عشرة او أربعون فرفعه وحده مع ما كان به من الوصب والجوع وجراحة القدم [ازينجا كفته اند كه هر پيغمبرى را بجهل مرد نيروى بود پيغمبر ما را بچهل پيغمبر نيرو بود] ولعله زاحمهم فى السقي لهما فوضعوا الحجر على البئر لتعجيزه عن ذلك وهو الذي يقتضيه سوق النظم الكريم ثُمَّ بعد فراغه تَوَلَّى جعل ظهره يلى ما كان يليه وجهه اى اعرض

ص: 395

وانصرف إِلَى الظِّلِّ هو ما لم يقع عليه شعاع الشمس وكان ظل سمرة هنالك فجلس فى ظلها من شدة الحر وهو جائع فَقالَ يا رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ اى أي شىء أنزلته الى مِنْ خَيْرٍ قليل او كثير وحمله الأكثرون على الطعام بمعونة المقام فَقِيرٌ محتاج سائل ولذلك عدى باللام وفيه اشارة الى ان السالك إذا بلغ عالم الروحانية لا ينبغى ان يقنع بما وجد من معارف ذلك العالم بل يكون طالبا للفيض الإلهي بلا واسطة قال بعضهم هذا موسى كليم الله لما كان طفلا فى حجر تربية الحق ما تجاوز جده بل قال رب إلخ فلما بلغ مبلغ الرجال ما رضى بطعام الأطفال بل قال أرني انظر إليك فكان غاية طلبه فى بدايته الطعام والشراب وفى نهايته رفع الحجاب ومشاهدة الأحباب قال ابن عطاء نظر من العبودية الى الربوبية فخشع وخضع وتكلم بلسان الافتقار لما ورد على سره من أنوار الربوبية فافتقاره افتقار العبد الى مولاه فى جميع أحواله لا افتقار سؤال وطلب انتهى وسئل سهل عن الفقير الصادق فقال لا يسأل ولا يرد ولا يحبس قال فارس قلت لبعض الفقراء مرة ورأيت عليه اثر الجوع والضر لم لا تسأل فيطعموك فقال أخاف ان اسألهم فيمنعونى فلا يفلحون ولما كان موسى عليه السلام جائعا سأل من الله ما يأكل ولم يسأل من الناس ففطنت الجاريتان فلما رجعتا الى أبيهما قبل الناس واغنامهما قفلت قال لهما ما أعجلكما قالتا وجدنا رجلا صالحا رحمنا فسقى لنا ثم تولى الى الظل فقال رب إلخ فقال أبوهما هذا رجل جائع فقال لاحداهما اذهبي فادعيه لنا فَجاءَتْهُ إِحْداهُما عقيب ما رجعتا الى أبيهما وهى الكبرى واسمها صفورياء فان قلت كيف جاز لشعيب إرسال ابنته لطلب اجنبى قلت لانه لم يكن له من الرجال من يقوم بامره ولانه ثبت عنده صلاح موسى وعفته بقرينة الحال وبنور الوحى تَمْشِي حال من فاعل جاءته عَلَى اسْتِحْياءٍ ما هو عادة الابكار. والاستحياء [شرم داشتن] قال ابو بكر ابن طاهر لتمام إيمانها وشرف عنصرها وكريم نسبها أتته على استحياء وفى الحديث (الحياء من الايمان) اى شعبة منه قال أعرابي لا يزال الوجه كريما ما غلب حياؤه ولا يزال الغصن نضيرا ما بقي لحاؤه قالَتْ استئناف بيانى إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ ليكافئك أَجْرَ ما سَقَيْتَ لَنا جزاء سقيك لنا [موسى بجهت زيارت شعيب وتقريب آشنايى با وى اجابت كردند نه براى طمع] ولانه كان بين الجبال خائفا مستوحشا فاجابها فانطلقا وهى امامه فالزقت الريح ثوبها بجسدها فوصفته او كشفته عن ساقيها فقال لها امشى خلفى وانعتى الىّ الطريق فتأخرت وكانت تقول عن يمينك وشمالك وقد أمك حتى أتيا دار شعيب فبادرت المرأة الى أبيها وأخبرته فاذن له فى الدخول وشعيب يومئذ شيخ كبير وقد كف بصره فسلم موسى فرد عليه السلام وعانقه ثم أجلسه بين يديه وقدم اليه طعاما فامتنع منه وقال أخاف ان يكون هذا عوضا لما سقيته وانا اهل بيت لا نبيع ديننا بالدنيا لانه كان من بيت النبوة من أولاد يعقوب فقال شعيب لا والله يا شاب ولكن هذه عادتنا مع كل من ينزل بنا فتناول هذا وان من فعل معروفا فاهدى اليه شىء لم يحرم اخذه فَلَمَّا جاءَهُ [پس آن هنكام آمد موسى نزديك شعيب] وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ أخبره بما جرى عليه من الخبر المقصوص فانه مصدر سمى به

ص: 396

المفعول كالعلل قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ اى فرعون وقومه فانه لا سلطان له بأرضنا ولسنا فى مملكته وفيه اشارة الى ان القلب مهما يكون فى مقامه يخاف عليه ان يصيبه آفات النفس وظلم صفاتها فاذا وصل بالسر الى مقام الروح فقد نجا من ظلمات النفس وظلم صفاتها ألا ترى ان السلطان مادام فى دار الحرب فهو على خوف من الأعداء فاذا دخل حد الإسلام زال ذلك: وفيه اشارة الى ان من وقع فى الخوف يقال له لا تخف كما ان من وقع فى الامن يقال له خف: وفى المثنوى

لا تخافوا هست نزل خائفان

هست در خور از براى خائف آن «1»

هر كه ترسد مرو را ايمن كنند

مر دل ترسنده را ساكن كنند

آنكه خوفش نيست چون كويى مترس

درس چهـ دهى نيست او محتاج درس

قال اويس القرني رضى الله عنه كن فى امر الله كأنك قتلت الناس كلهم يعنى خائفا مغموما قال شعيب بن حرب كنت إذا نظرت الى الثوري فكأنه رجل فى ارض مسبعة خائف الدهر كله وإذا نظرت الى عبد العزيز بن ابى داود فكأنه يطلع الى القيامة من الكوة. ثم ان موسى قد تربى عند فرعون بالنعمة الظاهرة ولما هاجر الى الله وقاسى مشاق السفر والغربة عوضه الله عند شعيب النعمة الظاهرة والباطنة: قيل

سافر تجد عوضا عمن تفارقه

وانصب فان اكتساب المجد فى النصب

فالاسد لولا فراق الخيس ما افترست

والسهم لولا فراق القوس لم يصب

وقيل

بلاد الله واسعة فضاء

ورزق الله فى الدنيا فسيح

فقل للقاعدين على هوان

إذا ضاقت بكم ارض فسيحوا

قال الشيخ سعدى قدس سره

سعديا حب وطن كر چهـ حديث است صحيح

نتوان مرد بسختى كه من اينجا زادم

ألا ترى ان موسى عليه السلام ولد بمصر ولما ضاقت به هاجر الى ارض مدين فوجد السعة مطلقا فالكامل لا يكون زمانيا ولا مكانيا بل يسيح الى حيث امر الله تعالى من غير لىّ العنق الى ورائه ولو كان وطنه فان الله تعالى إذا كان مع المرء فالغربة له وطن والمضيق له وسيع: وفى المثنوى

هر كجا باشد شه ما را بساط

هست صحرا كر بود سم الخياط «2»

هر كجا يوسف رضى باشد چوماه

جنت است آن كر چهـ باشد قعر چاه

قالَتْ إِحْداهُما وهى الكبرى التي استدعته الى أبيها وهى التي زوجها موسى يا أَبَتِ [اى پدر من] اسْتَأْجِرْهُ اى اتخذ موسى أجير الرعي الغنم والقيام بامرها إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ اللام للجنس لا للعهد فيكون موسى مندرجا تحته. والقوى بالفارسية [توانا] . والامين [استوار تعريض است بآنكه موسى را قوت وامانت هست]- روى- ان شعيبا قال لها وما أعلمك بقوته وأمانته فذكرت له ما شاهدت منه من إقلال الحجر عن رأس البئر ونزع الدلو الكبير وانه خفض رأسه عند

(1) در اواسط دفتر يكم در بيان يافتن رسول قيصر عمرا إلخ

(2)

در اواخر دفتر رسوم در بيان پرسيدن معشوقى از عاشق إلخ

ص: 397

الدعوة ولم ينظر الى وجهها تورعا حتى بلغته رسالته وانه أمرها بالمشي خلفه فخصت هاتين الخصلتين بالذكر لانها كانت تحتاج إليهما من ذلك الوقت اما القوة فلسقى الماء واما الامانة فلحفظ البصر وصيانة النفس عنها كما قال يوسف عليه السلام (إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) لان الحفظ والعلم كان محتاجا إليهما اما الحفظ فلاجل ما فى خزانة الملك واما العلم فلمعرفة ضبط الدخل والخرج وكان شريح لا يفسر شيأ من القرآن الا ثلاث آيات. الاولى (الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) قال الزوج. والثانية (وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ) قال الحكمة الفقه والعلم وفصل الخطاب البينة والايمان. والثالثة (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) كما فسرت برفع الحجر وغض البصر قالَ شعيب لموسى عليه السلام بعد الاطلاع على قوته وأمانته إِنِّي أُرِيدُ [من ميخواهم] أَنْ أُنْكِحَكَ [آنكه زنى بتو دهم] إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ [يكى را ازين دو دختران] وهى صفورياء التي قال فيها (اذ قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي حال من المفعول فى أنكحك يقال أجرته إذا كنت له أجيرا كقولك أبوته إذا كنت له أبا كما فى الكشاف. والمعنى حال كونك مشروطا عليك او واجبا ان تكون لى أجيرا ثَمانِيَ حِجَجٍ فى هذه المدة فهو ظرف جمع حجة بالكسر بمعنى السنة وهذا شرط للاب وليس بصداق لقوله تأجرنى دون تأجرها ويجوز ان يكون النكاح جائزا فى تلك الشريعة بشرط ان يكون منعقد العمل فى المدة المعلومة لولى المرأة كما يجوز فى شريعتنا بشرط رعى غنمها فى مدة معلومة [ودر عين المعاني آورده كه در شرائع متقدمه مهر اختران مر پدر را بوده وايشان مى كرفته اند ودر شريعت ما منسوخ شده بدين حكم (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً) وآنكه جر منافع مهر تواند بود ممنوع است نزد امام أعظم بخلاف امام شافعى] واعلم ان المهر لا بد وان يكون مالا متقوما اى فى شريعتنا لقوله تعالى (أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ) وان يكون مسلما الى المرأة لقوله تعالى (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ) فلو تزوجها على تعليم القرآن او خدمته لها سنة يصح النكاح ولكن يصار الى مهر المثل لعدم تقوم التعليم والخدمة هذا ان كان الزوج حرا وان كان عبدا فلها الخدمة فان خدمة العبد ابتغاء بالمال لتضمنها تسليم رقبته ولا كذلك الحر فالآية سواء حملت على الصداق او على الشرط فناظرة الى شريعة شعيب فان الصداق فى شريعتنا للمرأة لا للاب والشرط وان جاز عند الشافعي لكنه لكونه جرا لمنفعة المهر ممنوع عند امامنا الأعظم رحمه الله وقال بعضهم ما حكى عنهما بيان لما عز ما عليه واتفقا على إيقاعه من غير تعرض لبيان موجب العقدين فى تلك الشريعة تفصيلا فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً اى عشر سنين فى الخدمة والعمل فَمِنْ عِنْدِكَ اى فاتمامها من عندك تفضلا لا من عندى إلزاما عليك وَما أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ [ونمى خواهم آنكه رنج نهم بر تن تو بالزام تمام ده سال يا بمناقشه در مراعات اوقات واستيفاى اعمال يعنى ترا كارى فرمايم بر وجهى كه آسان باشد ودر رنج نيفتى] واشتقاق المشقة من الشق فان ما يصعب عليك يشق اعتقادك فى اطاقته ويوزع رأيك فى مزاولته قال بعض العرفاء رأى شعيب بنور النبوة انه يبلغ الى درجة الكمال فى ثمانى حجج ولا يحتاج الى التربية بعد ذلك ورأى ان

ص: 398

كمال الكمال فى عشر حجج لانه رأى ان بعد العشر لا يبقى مقام الارادة ويكون بعد ذلك مقام الاستقلال والاستقامة ولا يحتمل مؤنة الارادة بعد ذلك لذلك قال انى أريد إلخ وما أريد إلخ يقول الفقير اقتضى هذا التأويل ان عمر موسى وقتئذ كان ثلاثين لانه لما أتم العشر عاد الى مصر فاستنبئ فى الطريق وقد سبق ان استنباءه كان فى بلوغ الأربعين وهذه سنة لاهل الفناء فى كل عصر وعند ما يمضى ثمان وثلاثون او أربعون من سن السلوك يكمل الفناء والبقاء وينفد الرزق فافهم سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ فى حسن المعاملة ولين الجانب والوفاء بالعهد ومراده بالاستثناء التبرك به وتفويض الأمر الى توفيقه لا تعليق صلاحه بمشيئته تعالى وفى الحديث (بكى شعيب النبي عليه السلام من حب الله حتى عمى فرد الله عليه بصره واوحى الله اليه يا شعيب ما هذا البكاء أشوقا الى الجنة أم خوفا من النار فقال الهى وسيدى أنت تعلم انى ما ابكى شوقا الى جنتك ولا خوفا من النار ولكن اعتقدت حبك بقلبي فاذا نظرت إليك فما أبالي ما الذي تصنع بي فاوحى الله اليه يا شعيب ان يكن ذلك حقا فهنيئا لك لقائى يا شعيب لذلك اخدمتك موسى بن عمران كليمى) اعلم ان فى فرار موسى من فرعون الى شعيب اشارة الى انه ينبغى لطالب الحق ان يسافر من مقام النفس الامارة الى عالم القلب ويفر من سوء قرين كفرعون الى خير قرين كشعيب ويخدم المرشد بالصدق والثبات- روى- ان ابراهيم بن أدهم كان يحمل الحطب سبع عشرة سنة وفى قوله (عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ) اشارة الى طريق الصوفية وان استخدامهم للمريدين من سنن الأنبياء عليهم السلام: قال الحافظ

شبان وادي ايمن كهى رسد بمراد

كه چند سال بجان خدمت شعيب كند

قالَ موسى ذلِكَ الذي قلته وعاهدتنى فيه وشارطتنى عليه قائم وثابت بَيْنِي وَبَيْنَكَ جميعا لا انا اخرج عما شرطت علىّ ولا أنت تخرج عما شرطت على نفسك أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ اى شرطية منصوبة بقضيت وما زائدة مؤكدة لابهام اى فى شياعها والاجل مدة الشيء. والمعنى أكثرهما او اقصرهما وفيتك بأداء الخدمة فيه: وبالفارسية [هر كدام ازين دو مدت كه هشت ساله وده سالست بگذارم وبيابان رسانم] وجواب الشرطية قوله فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ لا تعدى ولا تجاوز بطلب الزيادة فكما لا أطالب بالزيادة على العشر لا أطالب بالزيادة على الثماني او أيما الأجلين قضيت فلا اثم علىّ يعنى كما لا اثم علىّ فى قضاء الأكثر كذا لا اثم علىّ فى قضاء الأقصر وَاللَّهُ عَلى ما نَقُولُ من الشروط الجارية بيننا وَكِيلٌ شاهد وحفيظ فلا سبيل لاحد منا الى الخروج عنه أصلا. فجمع شعيب المؤمنين من اهل مدين وزوجه ابنته صفوريا ودخل موسى البيت واقام يرعى غنم شعيب عشر سنين كما فى فتح الرحمن- روى- انه لما أتم العقد قال شعيب لموسى ادخل ذلك البيت فخذ عصا من تلك العصىّ وكانت عنده عصى الأنبياء فاخذ عصا هبط بها آدم من الجنة ولم يزل الأنبياء يتوارثونها حتى وصلت الى شعيب فمسها وكان مكفوفا فلم يرضها له خوفا من ان لا يكون أهلا لها وقال غيرها فما وقع فى يده الاهى سبع مرات فعلم ان لموسى شأنا وحين خرج للرعى قال له شعيب إذا بلغت مفرق الطريق فلا تأخذ

ص: 399

عن يمينك فان الكلأ وان كان بها اكثر الا ان فيها تنينا أخشى منه عليك وعلى الغنم فاخذت الغنم ذات اليمين ولم يقدر على كفها ومشى على اثرها فاذا عشب وريف لم ير مثله فنام فاذا بالتنين قد اقبل فحاربته العصا حتى قتلته وعادت الى جنب موسى دامية فلما ابصر هادامية والتنين مقتولا سر ولما رجع الى شعيب أخبره بالشأن ففرح شعيب وعلم ان لموسى والعصا شأنا وقال انى وهبت لك من نتاج غنمى هذا العام كل ادرع ودرعاء والدرع بياض فى صدور الشاء ونحورها وسواد فى الفخذ وهى درعاء كما فى القاموس. فاوحى الله اليه فى المنام ان اضرب بعصاك الماء الذي هو فى مستقى الأغنام ففعل ثم سقى فما اخطأت واحدة الا وضعت ادرع ودرعاء فعلم شعيب ان ذلك رزق ساقه الله تعالى الى موسى وامرأته فوفى له بالشرط وسلم اليه الأغنام قال ابو الليث مثل هذا الشرط فى شريعتنا غير واجب الا ان الوعد من الأنبياء واجب فوفاه بوعده انتهى: وفى المثنوى

جرعه بر خاك وفا آنكس كه ريخت

كى تواند صيد دولت زو كريخت «1»

پس پيمبر كفت بهر اين طريق

باوفاتر از عمل نبود رفيق «2»

كر بود نيكو ابد يارت شود

ور بود بد در لحد بارت شود

فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ الفاء فصيحة اى فعقد العقدين وباشر ما التزمه فلما أتم الاجل المشروط بينهما وفرغ منه روى انه قضى ابعد الأجلين وهى عشر سنين: يعنى [ده سال شبانى كرد پس او را آرزوى وطن خاست] فبكى شعيب وقال يا موسى كيف تخرج عنى وقد ضعفت وكبرت فقال له قد طالت غيبتى عن أمي وخالتى وهارون أخي وأختي فى مملكة فرعون فقام شعيب وبسط يديه وقال يا رب بحرمة ابراهيم الخليل وإسماعيل الصفي وإسحاق الذبيح ويعقوب الكظيم ويوسف الصديق رد قوتى وبصرى فامن موسى على دعائه فرد الله عليه بصره وقوته ثم أوصاه بابنته وَسارَ موسى بإذن شعيب نحو مصر والسير المضي فى الأرض بِأَهْلِهِ بامرأته صفوريا وولده فانها ولدت منه قبل السير كما فى كشف الاسرار وقال الكاشفى [وببرد كسان خود را] فالباء على هذا للتعدية قال ابن عطاء لما تم له أجل المحبة ودنت ايام القربة والزلفة واظهار أنوار النبوة عليه سار باهله ليشترك معه فى لطائف الصنع قال فى كشف الاسرار [نماز پيشين فراره بود همى رفت تا شب درآمد] وكان فى البرية والليلة مظلمة باردة فضرب خيمته على الوادي وادخل اهله فيها وهطلت السماء بالمطر والثلج [وأغنام از برف وباد ودمه متفرق شده يعنى أغنام كه او را شعيب داده بود] وقد كان ساقها معه وكانت امرأته حاملا فاخذها الطلق فاراد ان يقدح فلم يظهر له نار فاغتم لذلك فحينئذ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً اى ابصر من الجهة التي تلى الطور نارا يقال جانب الحائط للجهة التي تلى الجنب والطور اسم جبل مخصوص والنار يقال للهب الذي يبدو للحاسة وللحرارة المجردة ولنار جهنم قال بعضهم ابصر نارا دالة على الأنوار لانه رأى النور على هيئة النار لكون مطلبه النار والإنسان يميل الى الأشياء المعهودة المأنوسة ولا تخلو النار من الاستئناس خاصة فى الشتاء وكان شتاء تجلى الحق بالنور فى لباس النار على حسب

(1) در أوائل دفتر پنجم در بيان تفسير آيه الا الذين آمنوا إلخ

(2)

در أوائل دفتر پنجم در بيان معنى حديث شريف لا بد من قرين إلخ

ص: 400

ارادة موسى وهذه سنته تعالى ألا ترى الى جبريل انه علم ان النبي عليه السلام أحب دحية فكان اكثر مجيئه اليه على صورة دحية قالَ موسى لِأَهْلِهِ امْكُثُوا المكث ثبات مع انتظار اى قفوا مكانكم واثبتوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي [شايد كه من] آتِيكُمْ [بيارم از براى شما] مِنْها [از ان آتش] بِخَبَرٍ [پيامى يعنى از نزد كسانى كه بر سر آن آتش اند بيارم خبر طريق كه راه مصر از كدام طرفست] وقد كانوا ضلوه أَوْ جَذْوَةٍ عود غليظ سواء كانت فى رأسه نار اولا ولذلك بين بقوله مِنَ النَّارِ وفى المفردات الجذوة التي يبقى من الحطب بعد الالتهاب وفى التأويلات النجمية تشير الآية الى التجريد فى الظاهر والى التفريد فى الباطن فان السالك لا بد له فى السلوك من تجريد الظاهر عن الأهل والمال وخروجه عن الدنيا بالكلية فقد قيل المكاتب عبد ما بقي عليه درهم ثم من تفريد الباطن عن تعلقات الكونين فبقدر تفرده عن التعلقات يشاهد شواهد التوحيد فاول ما يبدو له فى صورة شعلة النار كما كان لموسى والكوكب كما كان لابراهيم عليهما السلام ومن جملتها اللوامع والطوالع والسواطع والشموس والأقمار الى ان يتجلى نور الربوبية عن مطلع الالوهية لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ الاصطلاء [كرم شدن بآتش] قال فى كشف الاسرار الاصطلاء التدفؤ بالصلاء وهو النار بفتح الصاد وكسرها فالفتح بالقصر والكسر بالمد وفى التأويلات النجمية يشير الى ان أوصاف الانسانية جامدة من برودة الطبيعة لا تتسخن الا بجذوة نار المحبة بل نار الجذبة الالهية: قال الكمال الخجندي

بچشم اهل نظر كم بود ز پروانه

دلى كه سوخته آتش محبت نيست

فترك موسى اهله فى البرية وذهب فَلَمَّا أَتاها اى النار التي آنسها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ اى أتاه النداء من الشاطئ الايمن بالنسبة الى موسى فالايمن مجرور صفة لشاطئ والشاطئ الجانب والشط وهو شفير الوادي والوادي فى الأصل الموضع الذي يسيل فيه الماء ومنه سمى المفرج بين الجبلين واديا فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ متصل بالشاطئ او صلة لنودى والبقعة قطعة من الأرض لا شجر فيها وصفت بكونها مباركة لانه حصل فيها ابتداء الرسالة وتكليم الله إياه وهكذا محال تجليات الأولياء قدس الله أسرارهم مِنَ الشَّجَرَةِ بدل اشتمال من شاطئ لانها كانت ثابتة على الشاطئ وبقيت الى عهد هذه الامة كما فى كشف الاسرار وكانت عنابا او سمرة او سدرة او زيتونا او عوسجا والعوسج إذا عظم يقال له الغرقد بالغين المعجمة وفى الحديث (انها شجرة اليهود ولا تنطق) يعنى إذا نزل عيسى وقتل اليهود فلا يختفى منهم أحد تحت شجرة الا نطقت وقالت يا مسلم هذا يهودى فاقتله الا الغرقد فانه من شجرهم فلا ينطق كما فى التعريف والاعلام للامام السهيلي أَنْ مفسرة اى اى يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ اى انا الله الذي ناديتك ودعوتك باسمك وانا رب الخلائق أجمعين وهذا أول كلامه لموسى وهو وان خالف لفظا لما فى طه والنمل لكنه موافق له فى المعنى المقصود قال الكاشفى [موسى در درخت نكاه كرد آتشى سفيد بى دود

ص: 401

ديد وبدل فرو نكريست شعله شوق لقاى حضرة معبود مشاهده نمود از شهود اين در آتش نزديك بود كه شمع وجودش بتمام سوخته كردد

هست در من آتش روشن نميدانم كه چيست

اين قدر دانم كه همچون شمع مى كاهم دكر

موسى عليه السلام از نداى (أَنْ يا مُوسى) سوخته عشق وكداخته شوق شده در پيش درخت بايستاد وآن ندا در مضمون داشت كه (إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) قال فى كشف الاسرار موسى زير آن درخت متلاشى صفات وفانى ذات كشت وهمكى وى سمع شده وندا آمد پس خلعت قربت پوشيد شراب الفت نوشيد صدر وصلت ديد ريحان رحمت بوييد]

اى عاشق دلسوخته اندوه مدار

روزى بمراد عاشقان كردد كار

قال بعضهم لما وصل موسى الى الشجرة ذهبت النار وبقي النور ونام موسى عن موسى فنودى من شجرة الذات بأصوات الصفات وصار الجبل من تأثير التجلي والكلام عقيقا وغشى عليه فارسل الله اليه الملائكة حتى روحوه بمراوح الانس وقالوا له يا موسى تعبت فاسترح يا موسى قد باخت فلا تبرح جئت على قدر يا موسى: يعنى [مقدر بود كه حق سبحانه با تو سخن كند] وكان هذا فى ابتداء الأمر والمبتدأ مرفوق به. وفى المرة الاخرى خر موسى

صعقا فكان يصعق والملائكة تقول له يا ابن النساء الحيض مثلك من يسأل الرؤية يا ليت لو تعلم الملائكة اين موسى هناك لم يعيروه فان موسى كان فى أول الحال مريدا طالبا وفى الآخر مرادا مطلوبا طلبه الحق واصطفاه لنفسه قيل شتان بين شجرة موسى وبين شجرة آدم عندها طهرت محنة وفتنة وعند شجرة موسى افتتحت نبوة ورسالة يا صاحبى لو يعلم قائل هذا القول حقيقة شجرة آدم لم يقل مثل هذا فى حق آدم فان شجرة آدم اشارة الى شجرة الربوبية ولذا قال (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) فان آدم إذ كان متصفا بصفات الحق أراد العيشة بحقيقتها فنهاه الحق عنها وقال هذا شىء لم يكن لك فان حقيقة الازلية ممتنعه من الاتحاد بالمحدثية هكذا قال ولكن اظهر أزليته من الشجرة وسكر آدم ولم يصبر عن تناولها فاكل منها حبة الربوبية فكبر حاله فى الحضرة ولم يطق فى الجنة حملها فاهبط منها الى معدن العشاق ومقر المشتاق فشجرة آدم شجرة الاسرار وشجرة موسى شجرة الأنوار فالانوار للابرار والاسرار للاخيار قال بعض الكبار إذا جاز ظهور التجلي من الشجرة وكذا الكلام من غير كيف ولا جهة فاولى ان يجوز ذلك من الشجرة الانسانية ولذا قسموا التوحيد الى ثلاث مراتب. مرتبة لا اله الا هو.

ومرتبة لا اله الا أنت. ومرتبة لا اله الا انا والمتكلم فى الحقيقة هو الحق تعالى بكلام قديم ازلى فان شئت الذوق فارجع الى الوجدان ان كنت من اهله والا فعليك بالايمان فان الكلام اما مع الوجدان او مع اهل الايمان فسلام على المصطفين الأخيار والمؤمنين الأبرار اللهم أرنا الأشياء كما هى وانما الكون خيال وهو الحق فى الحقيقة فلا موجود الا هو كما لا مشهود الا هو فاعرف يا مسكين تغنم: قال الشيخ سعدى عن لسان العاشق

مرا با وجود تو هستى نماند

بياد توام خود پرستى نماند

كرم جرم بينى مكن عيب من

تويى سر برآورده از جيب من

ص: 402

وقال

سمندرنه كرد آتش مكرد

كه مردانكى بايد آنكه نبرد

وهو اشارة الى من ليس حاله كحال موسى نسأل الله الوقوع فى نار العشق والوصول الى سر الفناء الكلى (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ) عطف على ان يا موسى وكلاهما مفسر لنودى اى ونودى ان الق واطرح من يدك عصاك فالقاها فصارت حية فاهتزت فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ اى تتحرك تحركا شديدا كَأَنَّها جَانٌّ فى سرعة الحركة او فى الهيئة والجثة فانها انما كانت ثعبانا عند فرعون والجان حية كحلاء العين لا تؤذى كثيرة فى الدور وَلَّى مُدْبِراً اعرض حال كونه منهزما من الخوف وَلَمْ يُعَقِّبْ اى لم يرجع قال الخليل عقب اى رجع على عقبه وهو مؤخر القدم فنودى يا مُوسى أَقْبِلْ [پيش آي] وَلا تَخَفْ [ومترس ازين مار] إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ من المخاوف فانه لا يخاف لدى المرسلون كما سبق فى النمل فان قلت ما الفائدة فى القائها قلت ان يألفها ولا يخافها عند فرعون إذا ناظره بقلب العصا وغيره من المعجزات كما فى الاسئلة المقحمة وفيه اشارة الى إلقاء كل متوكأ غير الله فمن اتكأ على الله أمن ومن اتكأ على غيره وقع فى الخوف قال فى كشف الاسرار [جاى ديكر كفت خذها ولا تخف يا موسى عصا مى دار ومهر عصا در دل مدار وآنرا پناه خود مكير از روى اشارت بدنيا دار ميكويد دنيا ميدار ومهر دنيا در دل مدار وآنرا پناه خود مساز](حب الدنيا رأس كل خطيئة) ويقال شتان بين نبينا صلى الله عليه وسلم وبين موسى عليه السلام موسى رجع من سماع الخطاب واتى بثعبان سلطه على عدوه ونبينا عليه السلام اسرى به الى محل الدنو فاوحى اليه ما اوحى ورجع واتى لامته بالصلاة التي هى المناجاة فقيل له السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته فقال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ أدخلها فى مدرعتك وهى ثوب من صوف يلبس بدل القميص ولا يكون له كم بل ينتهى كمه عند المرفقين: وبالفارسية [در آر دست خود را در كريبان جامه خود] تَخْرُجْ بَيْضاءَ اى حال كونها مشرقة مضيئة لها شعاع كشعاع الشمس مِنْ غَيْرِ سُوءٍ عيب كالبرص: يعنى [سفيدىء او مكروه منفر نباشد چون بياض برص] وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ جناح الإنسان عضده ويقال اليد كلها جناح اى يديك المبسوطتين تتقى بهما الحية كالخائف الفزع بإدخال اليمنى تحت عضد اليسرى وبالعكس او بادخالهما فى الجيب فيكون تكريرا لاسلك يدك لغرض آخر وهو ان يكون ذلك فى وجه العدو اظهار جرأة ومبدأ لظهور معجزة ويجوز ان يكون المراد بالضم التجلد والثبات عند انقلاب العصا حية استعارة من حال الطائر فانه إذا خاف نشر جناحيه وإذا أمن واطمأن ضمهما اليه فعلى هذا يكون تتميما لمعنى انك من الآمنين لا تكريرا لا سلك يدك مِنَ الرَّهْبِ الرهب مخافة مع تحزن واضطراب اى من أجل الرهب اى إذا عراك الخوف فافعل ذلك تجلدا او ضبطا لنفسك فَذانِكَ اشارة الى العصا واليد بُرْهانانِ حجتان نيرتان ومعجزتان باهرتان وبرهان فعلان من قولهم ابره الرجل إذا جاء بالبرهان او من قولهم بره الرجل إذا

ص: 403

ابيض ويقال برهاء وبرهة للمرأة البيضاء ونظيره تسمية الحجة سلطانا من السليط وهو الزيت لانارتها وقيل هو فعلال لقولهم برهن مِنْ رَبِّكَ صفة لبرهانان اى كائنان منه تعالى واصلان إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ ومنتهيان إليهم إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ خارجين عن حدود الظلم والعدوان فكانوا أحقاء بان نرسلك إليهم بهاتين المعجزتين قالَ موسى رَبِّ [اى پروردگار من] إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ اى من القوم وهم القبط نَفْساً وهو فاتون خباز فرعون فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ بمقابلتها وَأَخِي هارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً اطلق لسانا بالبيان وكان فى لسان موسى عقدة من قبل الجمرة التي تناولها وأدخلها فاه تمنعه عن إعطاء البيان حقه ولذلك قال فرعون ولا يكاد يبين قال بعض العارفين مقام الفصاحة هو مقام الصحو والتمكين الذي يقدر صاحبه ان يخبر عن الحق وأسراره بعبارة لا تكون ثقيلة فى موازين العلم وهذا حال نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم حيث قال (انا افصح العرب: وبعثت بجوامع الكلم) وهذه قدرة قادرية اتصف بها العارف المتمكن الذي بلغ مشاهدة الخاص ومخاطبة الخواص وكان موسى عليه السلام فى محل السكر فى ذلك الوقت ولم يطق ان يعبر عن حاله كما كان لان كلامه لو خرج على وزان حال يكون على نعوت الشطح عظيما فى آذان الخلق وكلام السكران ربما يفتتن به الخلق ولذلك سأل مقام الصحو والتمكين بقوله (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) لان كلامه من بحر المكافحة فى المواجهة الخاصة التي كان مخصوصا بها دونه بخلاف هارون إذ لم يكن كليما فحاله مع الناس أسهل من حال موسى فَأَرْسِلْهُ الى فرعون وقومه مَعِي حال كونه رِدْءاً اى معينا وهو فى اصل اسم ما يعان به كالدفئ واستعمل هنا صفة بدليل كونه حالا يُصَدِّقُنِي بالرفع صفة ردئا اى مصدقا لى بتلخيص الحق وتقرير الحجة وتوضيحها وتزييف الشبهة وابطالها لا بان يقول له صدقت او للجماعة صدقوه يؤيد ذلك قوله (هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً) لان ذلك يقدر عليه الفصيح وغيره كما فى فتح الرحمن إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ اى يردوا كلامى ولا يقبلوا منى دعوتى ولسانى لا يطاوعنى عند المحاجة وفيه اشارة الى ان من خاصية نمرود وفرعون النفس تكذيب الناطق بالحق ومن خصوصية هارون العقل تصديق الناطق بالحق قالَ الله تعالى سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ العضد ما بين المرفق والكتف: وبالفارسية [بازو] اى سنقويك به لان الإنسان يقوى بأخيه كقوة اليد بعضدها: وبالفارسية [زود باشد كه سخت كنم بازوى ترا يعنى بيفزايم نيروى ترا برادر تو] وكان هارون يومئذ بمصر وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً اى تسلطا وغلبة قال جعفر هيبة فى قلوب الأعداء ومحبة فى قلوب الأولياء وقال ابن عطاء سياسية الخلافة مع اخلاق النبوة فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما باستيلاء او محاجة بِآياتِنا متعلق بمحذوف صرح به فى مواضع اخرى اى اذهبا بآياتنا او بنجعل اى نسلطكما بآياتنا وهى المعجزات او بمعنى لا يصلون اى تمتنعان منهم بآياتنا فلا يصلون اليكما بقتل ولا سوء كما فى فتح الرحمن أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ اى لكما ولأتباعكما الغلبة على فرعون وقومه [زيرا كه رايات آيات ما عالى است وامداد اعانت مر أوليا را] متواتر ومتوالى والله الغالب والمتعالي

ص: 404

قال فى كشف الاسرار [چون اين مناجات تمام شد رب العالمين او را باز كردانيد. خلافست ميان علما كه موسى آنكه پيش عيال باز شد يا هم از آنجا بمصر رفت سوى فرعون. قومى كفتند هم از آنجا سوى مصر شد واهل وعيال را در ان بيابان بگذاشت سى روز در ان بيابان ميان مدين ومصر بماندند تنها دختر شعيب بود وفرزند موسى وآن كوسفندان آخر بعد از سى روز شبانى بايشان بگذشت دختر شعيب را ديد واو را بشناخت دل تنك واندوهگين نشسته ومى كريد آن شبان ايشانرا در پيش كاد وبا مدين برد پيش شعيب. وقومى كفتند موسى چون از مناجات فارغ شد همان شب بنزديك اهل وعيال باز رفت عيال وى او را كفت آتش آوردى موسى او را كفت من بطلب آتش شدم نور آوردم و پيغمبرى وكرامت خداوند جل جلاله آنكه برخاستند وروى بمصر نهادند چون بدر شهر مصر رسيدند وقت شبانكاه بود برادر وخواهر اما پدرش رفته بود از دنيا موسى بدر سراى رسيد نماز شام بود وايشان طعام در پيش نهاده بودند وميخوردند موسى آواز داد كه من يكى غريبم مرا امشب سپنج دهيد بقربت اندر مادر كفت مر هارونرا كه اين غريب را سپنج بايد داد تا مگ ر كسى بغربت اندر پسر را سپنج دهد موسى را بخانه اندر آوردند وطعام پيش وى نهادند واو را نمى شناختند چون موسى فرا سخن آمد مادر او را بشناخت واو را در كنار كرفت وبسيار بگريست پس موسى كفت مر هارونرا كه خداى عز وجل ما را پيغمبرى داد وهر دو را فرمود كه پيش فرعون رويم واو را بالله جل جلاله دعوت كنيم هارون كفت سمعا وطاعة لله عز وجل مادر كفت من ترسم كه او شما را هر دو بكشد كه او جبارى طاغيست ايشان كفتند الله تعالى ما را فرموده واو ما را خود نكه دارد وايمن كردد پس موسى وهارون ديكر روز رفتند بدر سراى فرعون كروهى كويند همان ساعت باز رفتند و پيغام كذاردند وكروهى كفتند تا يكسال باز نيافتند] يعنى لم يأذن لهما فرعون بالدخول سنة وفيه ان صح لطف لهما حيث يتقويان فى تلك المدة بما ورد عليهما من جنود امداد الله تعالى فتسهل الدعوة حينئذ وأياما كان فالدعوة حاصلة كما قال تعالى فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى حال كونه ملتبسا بِآياتِنا حال كونها بَيِّناتٍ واضحات الدلالة على صحة رسالته منه تعالى والمراد المعجزات حاضرة كانت كالعصا واليد او مترقبة كغيرها من الآيات التسع فان زمان المجيء وقت ممتد يسع الجميع قالُوا ما هذا اى الذي جئت به يا موسى إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً اى سحر مختلق لم يفعل قبل هذا مثله وذلك لان النفس خلقت من أسفل عالم الملكوت متنكسة والقلب خلق من وسط عالم الملكوت متوجها الى الحضرة فما كذب الفؤاد ما رأى وما صدقت النفس ما رأت فيرى القلب إذا كان سليما من الأمراض والعلل الحق حقا والباطل باطلا والنفس ترى الحق باطلا والباطل حقا ولهذا كان من دعائه عليه السلام (اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه) وكان عليه السلام مقصوده فى ذلك سلامة القلب من الأمراض والعلل وهلاك النفس وقمع هواها وكسر سلطانها كذا فى التأويلات النجمية وَما سَمِعْنا بِهذا السحر فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ واقعا فى ايامهم

ص: 405

وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ يريد به نفسه: يعنى [او مرا فرستاده وميداند كه من محقم وشما مبطليد] وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ اى عاقبة دار الدنيا وهى الجنة لانها خلقت ممرا الى الآخرة ومزرعة لها والمقصود منها بالذات هو الثواب واما العقاب فمن نتائج اعمال العصاة وسيآتهم فالعاقبة المطلقة الاصلية للدنيا هى العاقبة المحمودة دون المذمومة إِنَّهُ اى الشان لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ لانفسهم باهلاكها فى الكفر والتكذيب اى لا يفوزون بمطلوب ولا ينجون من محذور ومن المحذور العذاب الدنيوي ففيه اشارة الى نجاة المؤمن وهلاك الكافر والى ان الواجب على كل نفس السعى فى نجاتها ولو هلك غيرها لا يضرها وَقالَ فِرْعَوْنُ حين جمع السحرة وتصدى للمعارضة يا أَيُّهَا الْمَلَأُ [اى كروه بزركان] ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي قيل كان بين هذه الكلمة وبين قوله انا ربكم الأعلى أربعون سنة اى ليس لكم اله غيرى فى الأرض [وموسى ميكويد خداى ديكر هست كه آفريدگار آسمانهاست] كما قال (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فَأَوْقِدْ لِي الإيقاد [آتش افروختن] يا هامانُ هو وزير فرعون عَلَى الطِّينِ هو التراب والماء المختلط اى اصنع لى آجرا: وبالفارسية [پس برافروز آتشى از براى من اى هامان بر كل تا پخته شود ودر بنا او استحكامى بود] وأول من اتخذ الآجرّ فرعون ولذلك امر باتخاذه على وجه يتضمن تعليم الصنعة حيث لم يقل اطبخ لى الآجر فَاجْعَلْ لِي منه صَرْحاً قصرا رفيعا مشرفا كالميل والمنارة: وبالفارسية [كوشكى بلند كه مرو را پايها باشد چون نردبان تا بر سطح آن روم] لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى انظر اليه واقف عليه: يعنى [شايد كه برو مطلع كردم وببينم كه چنان هست كه موسى كويد] وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ اى موسى مِنَ الْكاذِبِينَ فى ادعائه ان له الها غيرى وانه رسوله قاله تلبيسا وتمويها على قومه لا تحقيقا لقوله تعالى (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) قال فى الاسئلة المقحمة ولا يظن بان فرعون كان شاكا فى عدم استحقاقه لدعوى الالهية فى نفسه إذ كان يعلم حال نفسه من كونها اهل الحاجات ومحل الآفات ولكن كان معاندا فى دعواه مجاحدا من غير اعتقاد له فى نفسه بالالهية وقال الكاشفى [فرعون تصور كرده بود كه حق سبحانه وتعالى جسم وجسمانيست بر آسمان مكانى دارد وترقى بسوى وى ممكن است وبدين معنى دانا نشده بود]

كه مكان آفرين مكان چهـ كند

آسمان كر بر آسمان چهـ كند

نه مكان ره برد برو نه زمان

نه بيان زو خبر دهد نه عيان

صاحب كشاف [آورده كه هامان ملعون پنجاه هزار استاد جمع كرد وراى مزدوران آن بطبخ آجر و پختن كج وآهك وتراشيدن چوب ورفع بنا امر نمود] واشتد ذلك على موسى وهارون لان بنى إسرائيل كانوا معذبين فى بنائه قال ابو الليث كان ملاط القصر خبث القوارير وكان الرجل لا يستطيع القيام عليه من طوله مخافة ان ينسفه الريح وكان طوله خمسة آلاف ذراع وعرضه ثلاثة آلاف ذراع [وآن بنايى شد رفيع ومحكم كه هيچكس پيش از ان بدان طريق صرحى نساخته بود ودر همه دنيا مانند آن هركز كس نديد ونشنيد]

ص: 406

چنان بلند بنايى كه عقل نتوانست

كمند فكر فكندن بگوشه بامش

وكتب بهلول على حائط من حيطان قصر عظيم بناه الخليفة هارون الرشيد يا هارون رفعت الطين ووضعت الدين رفعت الجص ووضعت النص ان كان من مالك فقد أسرفت ان الله لا يحب المسرفين وان كان من مال غيرك فقد ظلمت ان الله لا يحب الظالمين ودر زاده المسير [فرموده چون بنا بإتمام رسيد فرعون لعين ببالا برآمد وخيال او آن بود كه بفلك نزديك رسيده باشد چون در نكريست آسمان را از بالاى صرح چنان ديد كه در روى زمين ميديد منفعل كشته تير اندازى را بكفت تا بر هوا تير انداخت وآن تير باز آمد خون آلود فرعون كفت قد قتلت اله موسى بكشتم نعوذ بالله خداى موسى را حق سبحانه وتعالى جبرائيل را فرستاد تا پر خويش بدان صرح زد سه پاره ساخت. يك قطعه بلشگرگاه فرعون فرود آمد وهزاران هزار قبطى كشته شدند وقطعه ديكر در دريا افتاد وديكر بجانب مغرب وهيچكس ز استادان ومزدوران زنده نماندند] وفى فتح الرحمن ولم يبق أحد ممن عمل فيه الا هلك ممن كان على دين فرعون انتهى. وفرعون [با وجود اين حال متنبه نكشت وغرور او زيادت كشت] وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ تعظموا عن الايمان ولم ينقادوا للحق والاستكبار اظهار الكبر باطلا بخلاف التكبر فانه أعم والكبر ظن الإنسان انه اكبر من غيره فِي الْأَرْضِ اى ارض مصر وما يليها بِغَيْرِ الْحَقِّ بغير استحقاق وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنا لا يُرْجَعُونَ لا يردون بالبعث للجزاء من رجع رجعا اى رد وصرف فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ عقيب ما بلغوا من الكفر والعتو أقصى الغايات فَنَبَذْناهُمْ طرحناهم قال الراغب النبذ إلقاء الشيء وطرحه لقلة الاعتداد به فِي الْيَمِّ بحر القلزم اى عاقبناهم بالاغراق وفيه تعظيم شأن الآخذ وتحقير شأن المأخوذ حيث انهم مع كثرتهم كحصيات تؤخذ بالكف وتطرح فى البحر فَانْظُرْ يا محمد بعين قلبك كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وحذر قومك من مثلها وَجَعَلْناهُمْ اى صيرنا فرعون وقومه فى عهدهم أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ اى ما يؤدى إليها من الكفر والمعاصي اى قدوة يقتدى بهم اهل الضلال فيكون عليهم وزرهم ووزر من تبعهم وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ بدفع العذاب عنهم بوجه من الوجوه وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً طردا وابعادا من الرحمة او لعنا من اللاعنين لا تزال تلعنهم الملائكة والمؤمنون خلفا عن سلف: وبالفارسية [وبر پى ايشان پيوستيم درين جهان لعنت ونفرين] وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ يوم متعلق بالمقبوحين على ان اللام للتعريف لا بمعنى الذي اى من المطرودين المبعدين يقال قبح الله فلانا قبحا وقبحوحا اى أبعده من كل خير فهو مقبوح كما فى القاموس وغيره قال فى تاج المصادر القبح والقباحة والقبوحة [زشت شدن] انتهى وعليه بنى الراغب حيث قال فى المفردات من المقبوحين اى من الموسومين بحالة منكرة كسواد الوجوه وزرقة العيون وسحبهم بالاغلال والسلاسل وغيرها انتهى باختصار قال فى الوسيط فيكون بمعنى المقبحين انتهى وفى التأويلات النجمية لان قبحهم معاملاتهم القبيحة كما ان حسن وجوه المحسنين معاملاتهم الحسنة هل

ص: 407

جزاء الإحسان الا الإحسان وجزاء سيئة سيئة مثلها انتهى ودلت الآية على ان الاستكبار من قبائحهم المؤدية الى هذه القباحة والطرد قال عليه السلام حكاية عن الله تعالى (الكبرياء ردائى والعظمة إزاري فمن نازعنى واحدا منهما ألقيته فى النار) وصف الحق سبحانه نفسه بالرداء والإزار دون القميص والسراويل لكونهما غير محيطين فبعدا عن التركيب الذي هو من أوصاف الجسمانيات واعلم ان الكبر يتولد من الاعجاب والاعجاب من الجهل بحقيقة المحاسن والجهل رأس الانسلاخ من الانسانية ومن الكبر الامتناع من قبول الحق ولذا عظم الله امره فقال (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) وأقبح كبر بين الناس ما كان معه بخل ولذلك قال عليه السلام (خصلتان لا تجتمعان فى مؤمن البخل والكبر) ومن تكبر لرياسة نالها دل على دناءة عنصره ومن تفكر فى تركيب ذاته فعرف مبدأه ومنتهاه وأوسطه عرف نقصه ورفض كبره ومن كان تكبره لغنية فليعلم ان ذلك ظل زائل وعارية مستردة وانما قال بغير الحق اشارة الى ان التكبر ربما يكون محمودا وهو التكبر والتبختر بين الصفين ولذا نظر رسول الله عليه السلام الى ابى دجانة يتبختر بين الصفين فقال (ان هذه مشية يبغضها الله الا فى هذا المكان) وكذا التكبر على الأغنياء فانه فى الحقيقة عز النفس وهو غير مذموم قال عليه السلام (لا ينبغى للمؤمن ان يذل نفسه) فعلى العاقل ان يعز نفسه بقبول الحق والتواضع لاهله ويرفع قدره بالانقياد لما وضعه الله تعالى من الاحكام ويكون من المنصورين فى الدنيا والآخرة ومن الذين يثنى عليهم بالثناء الحسن لحسن معاملاتهم الباطنة والظاهرة نسأل الله ذلك من نعمه المتوافرة: قال الشيخ سعدى قدس سره

بزركان نكردند در خود نكاه

خدا بينى از خويشتن بين مخواه

بزركى بناموس وكفتار نيست

بلندى بدعوى و پندار نيست

بلنديت بايد تواضع كزين

كه آن بام را نيست سلم جز اين

برين آستان عجز ومسكينيت

به از طاعات وخويشتن بينيت

وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ اى التوراة مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولى جمع قرن وهو القوم المقترنون فى زمان واحد اى من بعد ما أهلكنا فى الدنيا بالعذاب أقوام نوح وهود وصالح ولوط اى على حين حاجة إليها قال الراغب الهلاك بمعنى الموت لم يذكره الله حيث يفقد الذم الا فى قوله (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) وقوله (وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ) وقوله (حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا) بَصائِرَ لِلنَّاسِ حال من الكتاب على انه نفس البصائر وكذا ما بعده. والبصائر جمع بصيرة وهى نور القلب الذي به يستبصر كما ان البصر نور العين الذي به تبصر. والمعنى حال كون ذلك الكتاب أنوار القلوب بنى إسرائيل تبصر بها الحقائق وتميز بين الحق والباطل حيث كانت عمياء عن الفهم والإدراك بالكلية وَهُدىً اى هداية الى الشرائع والاحكام التي هى سبيل الله قال فى انسان العيون التوراة أول كتاب اشتمل على الاحكام والشرائع بخلاف ما قبله من الكتب فانها لم تشتمل على ذلك وانما كانت مشتملة على الايمان بالله وحده وتوحيده ومن ثمة قيل لها صحف واطلاق الكتب عليها

ص: 408

مجاز وَرَحْمَةً حيث ينال من عمل به رحمة الله تعالى لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ليكونوا على حال يرجى منهم التذكر بما فيه من المواعظ: وبالفارسية [شايد كه ايشان پند پذيرند] وفى الحديث (ما أهلك الله قرنا ولا امة ولا اهل قرية بعذاب من السماء منذ انزل التوراة على وجه الأرض غير اهل القرية الذين مسخوا قردة ألم تر ان الله تعالى قال ولقد آتينا) الآية وَما كُنْتَ يا محمد بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ اى بجانب الجبل او المكان الغربي الذي وقع فيه الميقات وناجى موسى ربه على حذف الموصوف واقامة الصفة مقامه او الجانب الغربي على اضافة الموصوف كمسجد الجامع وعلى كلا التقديرين فجبل الطور غربى إِذْ قَضَيْنا إِلى مُوسَى الْأَمْرَ اى عهدنا اليه وأحكمنا امر نبوته بالوحى وإيتاء التوراة وَما كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ اى من جملة الشاهدين للوحى وهم السبعون المختارون للميقات حتى تشاهد ماجرى من امر موسى فى ميقاته وكتب التوراة له فى الألواح فتخبره للناس والمراد الدلالة على ان اخباره عن ذلك من قبل الاخبار عن المغيبات التي لا تعرف الا بالوحى ولذلك استدرك عنه بقوله وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً خلقنا بين زمانك وزمان موسى قرونا كثيرة: وبالفارسية [وليكن بيافريديم پس از موسى كروهى بعد از كروهى] فَتَطاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ تطاول بمعنى طال: وبالفارسية [دراز شد] والعمر بالفتح والضم وبضمتين الحياة قال الراغب اسم لمدة عمارة البدن بالحياة اى طال عليهم الحياة وتمادى الأمد والمهلة فتغيرت الشرائع والاحكام وعميت عليهم الأنبياء لا سيما على آخرهم فاقتضى الحال التشريع الجديد فاوحينا إليك فحذف المستدرك اكتفاء بذكر ما يوجبه وَما كُنْتَ ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ نفى لاحتمال كون معرفته للقصة بالسماع ممن شاهد. والثواء هو الاقامة والاستقرار اى وما كنت مقيما فى اهل مدين اقامة موسى وشعيب حال كونك تَتْلُوا عَلَيْهِمْ اى تقرأ على اهل مدين بطريق التعلم منهم [چنانچهـ شاكردان بر استاذان خوانند] وهو حال من المستكن فى ثاويا او خبر ثان لكنت آياتِنا الناطقة بالقصة وَلكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ إياك وموحين إليك تلك الآيات ونظائرها وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا اى وقت ندائنا موسى انى انا الله رب العالمين واستنبائنا إياه وارسالنا له الى فرعون والمراد جانب الطور الايمن كما قال (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) ولم يذكر هنا احترازا عن إيهام الذم فانه عليه السلام لم يزل بالجانب الايمن من الأزل الى الابد ففيه إكرام له وادب فى العبارة معه وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ اى ولكن أرسلناك بالقرآن الناطق بما ذكر رحمة عظيمة كائنة منا لك وللناس لِتُنْذِرَ قَوْماً متعلق بالفعل المعلل بالرحمة ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ صفة قوما اى لم يأتهم نذير لوقوعهم فى فترة بينك وبين عيسى وهى خمسمائة وخمسون سنة او بينك وبين إسماعيل على ان دعوة موسى وعيسى مختصة ببني إسرائيل لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ يتعظون بانذارك وتغيير الترتيب الوقوعى بين قضاء الأمر والثواء فى اهل مدين والنداء للتنبيه على ان كلا من ذلك برهان مستقل على ان حكايته عليه السلام للقصة بطريق الوحى الإلهي ولو ذكر اولا نفى ثوائه عليه السلام فى اهل مدين ثم نفى حضوره عليه السلام عند قضاء

ص: 409

الأمر كما هو الموافق للترتيب الوقوعى لربما توهم ان الكل دليل واحد كما فى الإرشاد ثم من التذكر تجديد العهد الأزلي وذلك بكلمة الشهادة وهى سبب النجاة فى الدارين وفى الحديث (كتب الله كتابا قبل ان يخلق الخلق بألفي عام فى ورقة آس ثم وضعها على العرش ثم نادى يا امة محمد ان رحمتى سبقت غضبى أعطيتكم قبل ان تسألونى وغفرت لكم قبل ان تستغفرونى من لقينى منكم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبدى ورسولى أدخلته الجنة وقد أخذ الله الميثاق من موسى ان يؤمن بانى رسول الله فى غيبتى) وفى الحديث (ان موسى كان يمشى ذات يوم بالطريق فناداه الجبار يا موسى فالتفت يمينا وشمالا ولم ير أحدا ثم نودى الثانية يا موسى فالتفت يمينا وشمالا ولم ير أحدا فارتعدت فرائصه ثم نودى الثالثة يا موسى بن عمران انى انا الله لا اله الا انا فقال لبيك فخر لله ساجدا فقال ارفع رأسك يا موسى بن عمران فرفع رأسه فقال يا موسى ان أحببت ان تسكن فى ظل عرشى يوم لا ظل الا ظلى فكن لليتيم كالاب الرحيم وكن للارملة كالزوج العطوف يا موسى ارحم ترحم يا موسى كما تدين تدان يا موسى انه من لقينى وهو جاحد بمحمد أدخلته النار ولو كان ابراهيم خليلى وموسى كليمى فقال الهى ومن محمد قال يا موسى وعزتى وجلالى ما خلقت خلقا أكرم علىّ منه كتبت اسمه مع اسمى فى العرش قبل ان اخلق السموات والأرض والشمس والقمر بألفي سنة وعزتى وجلالى ان الجنة محرمة على الناس حتى يدخلها محمد وأمته قال موسى ومن امة محمد قال أمته الحمادون يحمدون صعودا وهبوطا وعلى كل حال يشدون أوساطهم ويطهرون أبدانهم صائمون بالنهار ورهبان بالليل اقبل منهم اليسير وأدخلهم الجنة بشهادة لا اله الا الله قال الهى اجعلنى نبى تلك الامة قال نبيها منها قال اجعلنى من امة ذلك النبي قال استقدمت واستأخروا يا موسى ولكن ساجمع بينك وبينه فى دار الجلال) وعن وهب بن منبه قال لما قرب الله موسى نجيا قال رب انى أجد فى التوراة امة هى خير امة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم من أمتي قال يا موسى تلك امة احمد قال يا رب انى أجد فى التوراة انهم يأكلون صدقاتهم وتقبل ذلك منهم ويستجاب دعاؤهم فاجعلهم من أمتي قال تلك امة احمد فاشتاق الى لقائهم فقال تعالى انه ليس اليوم وقت ظهورهم فان شئت أسمعتك كلامهم قال بلى يا رب فقال الله تعالى يا امة محمد فاجابوه من أصلاب آبائهم ملبين اى قائلين لبيك اللهم لبيك [موسى سخن ايشان بشنيد آنكه خداى تعالى روا نداشت كه ايشانرا بي تحف باز كرداند كفت] أجبتكم قبل ان تدعونى وأعطيتكم قبل ان تسألونى وغفرت لكم قبل ان تستغفرونى ورحمتكم قبل ان تسترحمونى [زهى رتبت اين امت عالى همت كه با وجود اختصاص ايشان بحضرت رسالت وقرآن برين وجه يافته اند]

حق لطف كرده داد بما هر چهـ بهترست

وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ الضمير لاهل مكة والمصيبة العقوبة قال الراغب أصلها فى الرمية ثم اختص بالمعاقبة. والمعنى بالفارسية [واگر نه آن بودى كه بديشان رسيدى عقوبتى

ص: 410

رسنده] بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ اى بما اقترفوا من الكفر والمعاصي وأسند التقديم الى الأيدي لانها أقوى ما يزال به الأعمال واكثر ما يستعان به فى الافعال فَيَقُولُوا عطف على تصيبهم داخل فى حيز لولا الامتناعية على ان مدار امتناع ما يجاب به هو امتناعه لا امتناع المعطوف عليه وانما ذكر فى حيزها للايذان بانه السبب الملجئ لهم الى قولهم رَبَّنا [اى پروردگار ما] لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا [چرا نفرستادى بسوى ما] فلولا تحضيضية بمعنى هلا رَسُولًا مؤيدا من عندك بالآيات فَنَتَّبِعَ آياتِكَ الظاهرة على يده وهو جواب لولا الثانية وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بها وجواب لولا الاولى محذوف ثقة بدلالة الحال عليه. والمعنى لولا قولهم هذا عند إصابة عقوبة جناياتهم التي قدموها ما أرسلناك لكن لما كان قولهم ذلك محققا لا محيد عنه أرسلناك قطعا لمعاذيرهم بالكلية وإلزاما للحجة عليهم فَلَمَّا جاءَهُمُ اى اهل مكة وكفار العرب الْحَقُّ اى القرآن لقوله فى سورة الرحمن (حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ) مِنْ عِنْدِنا اى بامرنا ووحينا كما فى كشف الاسرار وقال ابن عباس رضى الله عنهما فلما جاءهم محمد وفيه اشارة الى انه عليه السلام انما بعث بعد وصوله الى مقام العندية واستحقاقه ان يسميه الله الحق وهو اسمه تعالى وتقدس وفيه اشارة الى كمال فنائه عن انانيته وبقائه بهوية الحق تعالى وله مسلم ان يقول انا الحق وان صدرت هذه الكلمة عن بعض متابعيه فلا غرو ان يكون من كمال صفاء مرآة قلبه فى قبول انعكاس أنوار ولاية النبوة إذا كانت محاذية لمرآة قلبه عليه السلام وكان منبع ماء هذه الحقيقة قلب محمد عليه السلام ومظهره لسان هذا القائل بتبعيته لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة كذا فى التأويلات النجمية قالُوا تعنتا واقتراحا قال بعضهم قاله قريش بتعليم اليهود لَوْلا هلا أُوتِيَ محمد مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى من الكتاب جملة لا مفرقا قال بعض الكبار احتجبوا بكفرهم عن رؤية كماليته عليه السلام والا لقالوا لولا اوتى موسى مثل ما اوتى محمد من الكمالات أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ اى أو لم يكفروا من قبل هذا بما اوتى موسى من الكتاب كما كفروا بهذا الحق ثم بين كيفية كفرهم فقال قالُوا هما اى ما اوتى محمد وما اوتى موسى عليهما السلام سِحْرانِ تَظاهَرا اى تعاونا بتصديق كل واحد منهما الآخر وذلك ان قريشا بعثوا رهطا منهم الى رؤساء اليهود فى عيد لهم فسألوهم عن شأنه عليه السلام فقالوا انا نجده فى التوراة بنعته وصفته فلما رجع الرهط واخبروهم بما قالت اليهود قالوا ذلك وَقالُوا إِنَّا بِكُلٍّ اى بكل واحد من الكتابين كافِرُونَ وقال بعضهم المعنى أو لم يكفر أبناء جنسهم فى الرأى والمذهب وهم القبط بما اوتى موسى من قبل القرآن قالوا ان موسى وهرون سحران اى ساحران تظاهرا وقالوا انا بكل كافرون يقول الفقير انه وان صح اسناد الكفر الى أبناء الجنس من حيث ان ملل الكفر واحدة فى الحقيقة فكفر ملة واحدة بشىء فى حكم كفر الملل الآخر به كما أسند افعال الآباء الى الأبناء من حيث رضاهم بما فعلوا لكن يلزم على هذا ان يخص ما اوتى موسى بما عدا

ص: 411

الكتاب من الخوارق فان إيتاء الكتاب انما كان بعد إهلاك القبط على ان مقابلة القرآن بما عدا التوراة مع ان ما اوتى انما يدل باطلاقه على الكتاب مما لا وجه له فالمعنى الاول هو الذي يستدعيه جزالة النظم الكريم ويدل عليه صريحا قوله تعالى قُلْ يا محمد لهؤلاء الكفار الذين يقولون هذا القول فَأْتُوا [پس بياريد] بِكِتابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدى بطريق الحق: وبالفارسية [رياست تر راه نماينده تر] مِنْهُما اى مما اوتياه من التوراة والقرآن وسميتموهما بسحرين أَتَّبِعْهُ جواب للامر اى ان تأتوا به اتبعه ومثل هذا الشرط مما يأتى به من يدل وضوح حجته وسنوح محجته لان الإتيان بما هو اهدى من الكتابين امر بين الاستحالة فيوسع دائرة الكلام للتبكيت والافحام إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ اى فى انهما سحران مختلقان وفى إيراد كلمة ان مع امتناع صدقهم نوع تهكم بهم فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ دعاءك الى الإتيان بالكتاب الاهدى ولن يستجيبوا كقوله فان لم تفعلوا ولن تفعلوا وحذف المفعول وهو دعائك للعلم به ولان فعل الاستجابة يتعدى بنفسه الى الدعاء وباللام الى الداعي فاذا عدى اليه حذف الدعاء غالبا فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ الزائغة من غير ان يكون لهم متمسك أصلا إذ لو كان لهم ذلك لأتوابه وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ استفهام إنكاري بمعنى النفي اى لا أضل منه اى هو أضل من كل ضال. ومعنى أضل بالفارسية [كمراه تر] بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ اى بيان وحجة وتقييد اتباع الهوى بعدم الهدى من الله لزيادة التقرير والإشباع فى التشنيع والتضليل والا فمقارنته لهدايته تعالى بينة الاستحالة وقال بعضهم هوى النفس قد يوافق الحق فلذا قيد الهوى به فيكون فى موضع الحال منه إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لا يرشد الى دينه الذين ظلموا أنفسهم بالانهماك فى اتباع الهوى والاعراض عن الآيات الهادية الى الحق المبين وهاهنا إشارات منها ان الطريق طريقان طريق القراءة والدراسة والسماع والمطالعة وطريق الرياضة والمجاهدة والتزكية والتحلية وهى اهدى الى الحضرة الاحدية من الطريق الاولى كما قال تعالى (من تقرب الىّ شبرا) اى بحسب الانجذاب الروحاني (تقربت اليه ذراعا) اى بالفيض والفتح والإلهام والكشف فما لا يحصل بطريق الدراسة من الكتب يحصل بطريق السلوك والسماع فى طريق الدراسة من المخلوق فى طريق الوراثة من الخالق وشتان بين السماعين

فيضى كه جامى از دو سه پيمانه كه يافت

مشكل كه شيخ شهر بيابد بصد چله

ومنها انه لو كان للطالب الصادق والمريد الحاذق شيخ يقتدى به وله شأن مع الله ثم استعد لخدمة شيخ كامل هو اهدى الى الله منه وجب عليه اتباعه والتمسك بذيل إرادته حتى يتم امره ولو تجدد له فى أثناء السلوك هذا الاستعداد لشيخ آخر أكمل من الاول والثاني وهلم جرا يجب عليه اتباعه الى ان يظفر بالمقصود الحقيقي وهو الوصول الى الحضرة بلا اتصال ولا انفصال ومنها ان اهل الحسبان والعزة يحسبون انهم لو جاهدوا أنفسهم على ما دلهم بالعقل بغير هدى من الله اى بغير متابعة الأنبياء انهم يهتدون الى الله ولا يعلمون ان من يجاهد نفسه فى عبودية الله بدلالة العقل دون متابعة الأنبياء هو متابع هواه ولا يتخلص

ص: 412

أحد من اسر الهوى بمجرد العقل فلا تكون عبادته مقبولة إذ هى مشوبة بالهوى ولا يهتدى أحد الى الله بغير هدى من الله كما ان نبينا عليه السلام مع كمال قدره فى النبوة والرسالة احتاج فى الاهتداء الى متابعة الأنبياء كما قال (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) ولهذا السر بعثت الأنبياء واحتاج المريد للشيخ المهتدى الى الله بهدى من الله وهو المتابعة ومنها ان الظالمين هم الذين وضعوا متابعة الهوى فى موضع متابعة الأنبياء وطلبوا الهداية من غير موضعها فاهل الهوى ظالمون قال بعضهم للانسان مع هواه ثلاث احوال. الاولى ان يغلبه الهوى فيتملكه كما قال تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) . والثانية ان يغالبه فيقهر هواه مرة ويقهره هواه اخرى وإياه قصد بمدح المجاهدين وعناه النبي عليه السلام بقوله عليه السلام (جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعداءكم) والثالثة ان يغلب هواه كالانبياء عليهم السلام وصفوة الأولياء قدس الله أسرارهم وهذا المعنى قصده تعالى بقوله (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) وقصده النبي عليه السلام بقوله (ما من أحد الا وله شيطان وان الله قد أعانني على شيطانى حتى ملكته) فان الشيطان يتسلط على الإنسان بحسب وجود الهوى فيه وينبغى للعاقل ان يكون من اهل الهدى لا من اهل الهوى وإذا عرض له أمران فلم يدر أيهما أصوب فعليه بما يكرهه لا بما يهواه ففى حمل النفس على ما تكرهه مجاهدة واكثر الخير فى الكراهية والعمل بما أشار اليه العقل السليم واللب الخالص: قال الشيخ سعدى قدس سره

هوا وهوس را نماند ستيز

چوبيند سر پنجه عقل تيز

وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ التوصيل مبالغة الوصل وحقيقة الوصل رفع الحائل بين الشيئين اى أكثرنا لقريش القول موصولا بعضه ببعض بان أنزلنا عليهم القرآن آية بعد آية وسورة بعد سورة حسبما تقتضيه الحكمة اى ليتصل التذكير ويكون ادعى لهم لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فيؤمنون ويطيعون او تابعنا لهم المواعظ والزواجر وبينا لهم ما أهلكنا من القرون قرنا بعد قرن فاخبرناهم انا أهلكنا قوم نوح بكذا وقوم هود بكذا وقوم صالح بكذا لعلهم يتعظون فيخافون ان ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم وفى التأويلات النجمية يشير الى توصيل القول فى الظاهر بتفهيم المعنى فى الباطن اى فهمناهم معنى القرآن لعلهم يتذكرون عهد الميثاق إذ آمنوا بجواب قولهم بلى وأقروا بالتوحيد ويجددون الايمان عند سماع القرآن الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مبتدأ وهم مؤمنوا اهل الكتاب مِنْ قَبْلِهِ اى من قبل إيتاء القرآن هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ اى بالقرآن والجملة خبر المبتدأ ثم بين ما أوجب ايمانهم به بقوله وَإِذا يُتْلى اى القرآن عَلَيْهِمْ قالُوا آمَنَّا بِهِ اى بانه كلام الله تعالى إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنا اى الحق الذي كنا نعرف حقيقته: وبالفارسية [راست ودرست است فرود آمدن بنزديك آفريدگار ما] إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ اى من قبل نزوله مُسْلِمِينَ بيان لكون ايمانهم به ليس مما أحدثوه حينئذ وانما هو امر متقادم العهد لما شاهدوا ذكره فى الكتب المتقدمة وانهم على دين الإسلام قبل نزول القرآن أُولئِكَ الموصوفون بما ذكر من النعوت يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ ثوابهم فى الآخرة

ص: 413

مَرَّتَيْنِ مرة على ايمانهم بكتابهم ومرة على ايمانهم بالقرآن وقد سبق معنى المرة فى سورة طه عند قوله تعالى (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى) بِما صَبَرُوا اى بصبرهم وثباتهم على الايمانين والعمل بالشريعتين وفى التأويلات النجمية على مخالفة هواهم وموافقة أوامر الشرع ونواهيه وفى الحديث (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل كانت له جارية فعلمها فاحسن تعليمها وادبها فاحسن تأديبها ثم تزوجها فله اجره مرتين وعبد ادى حق الله وحق مواليه ورجل آمن بالكتاب الاول ثم آمن بالقرآن فله اجره مرتين) كما فى كشف الاسرار وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ اى يدفعون بالطاعة المعصية وبالقول الحسن القول القبيح وفى التأويلات النجمية اى بأداء الحسنة من الأعمال الصالحة يدفعون ظلمة السيئة وهى مخالفات الشريعة كما قال عليه السلام (اتبع السيئة الحسنة تمحها) وقال تعالى (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) وهذا لعوام المؤمنين ولخواصهم ان يدفعوا بحسنة ذكر لا اله الا الله عن مرآة القلوب سيئة صدأ حب الدنيا وشهواتها ولا خص خواصهم ان يدفعوا بحسنة نفى لا اله سيئة شرك وجود الموجودات بقطع تعلق القلب عنها وغض بصر البصيرة عن رؤية ما سوى الله بإثبات وجود الا الله كما كان الله ولم يكن معه شىء وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ فى سبيل الخير وفيه اشارة الى انفاق الوجود المجازى فى طلب الوجود الحقيقي وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ من اللاغين وهو الساقط من الكلام: وبالفارسية [سخن بيهوده] أَعْرَضُوا عَنْهُ اى عن اللغو وذلك ان المشركين كانوا يسبون مؤمنى اهل الكتاب ويقولون تبا لكم تركتم دينكم القديم فيعرضون عنهم ولا يشتغلون بالمقابلة وَقالُوا للاغين لَنا أَعْمالُنا من الحلم والصفح ونحوهما وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ من اللغو والسفاهة وغيرهما فكل مطالب بعمله سَلامٌ عَلَيْكُمْ هذا السلام ليس بتسليم مواصل وتحية موافق بل هو براءة وسلام مودع مفارق: يعنى [ترك شما كرديم] لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) الابتغاء الطلب والجهل معرفة الشيء على خلاف ما هو عليه اى لا نطلب صحبتهم ولا نريد مخالطتهم ومخاطبتهم والتخلق بأخلاقهم [چهـ مصاحبت با اشرار موجب بدنامى دنيا است وسبب بد فرجامى عقبى است]

از بدان بگريز وبا نيكان نشين

يار بد زهرى بود بى انگبين

وحكم الآية وان كان منسوخا بآية السيف الا ان فيه حثا على مكارم الأخلاق وفى الحديث (ثلاث من لم يكن فيه فلا يعتد بعلمه حلم يرد به جهل جاهل وورع يحجز عن معاصى الله

وحسن خلق يعيش به فى الناس

قال الشيخ سعدى [جالينوس ابلهى را ديد كه دست

بگريبان دانشمندى زده وبى حرمتى كرده كفت اگر اين دانشمند دانا بودى كار او بنادان بدين جايكه نرسيدى]

دو عاقل را نباشد كين و پيكار

نه دانايى ستيزد با سبكار

اگر نادان بوحشت سخت كويد

خردمندش برحمت دل بجويد

دو صاحب دل نكه دارند مويى

هميدون سركشى وآزرم جويى

ص: 414

اگر بر هر دو جانب جاهلانند

اگر زنجير باشد بگسلانند

يكى را زشت خويى داد دشنام

تحمل كرد وگفت اى نيك فرجام

بتر زانم كه خواهى گفتن آنى

كه دانم عيب من چون من ندانى

[يكى بر سر راهى مست خفته بود وزمام اختيار از دست رفته عابدى بر سر او گذر كرد ودر حالت مستقبح او نظر جوان مست سر بر آورد وگفت] قوله تعالى (وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً)

إذا رأيت أثيما

كن ساترا وحليما

يا من يقبح لغوى

لم لا تمر كريما

متاب اى پارسا روى از كنهكار

ببخشايندگى در وى نظر كن

اگر من ناجوانمردم بكردار

تو بر من چون جوانمردان گذر كن

واعلم ان اللغو عند ارباب الحقيقة ما يشغلك عن العبادة وذكر الحق وكل كلام بغير خطاب الحال والواقعة وطلب ما سوى الله (وَإِذا سَمِعُوا) مثل هذا (اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا لَنا أَعْمالُنا) فى بذل الوجود المجازى لنيل الوجود الحقيقي (وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) فى اكتساب مرادات الوجود المجازى واستجلاب مضرات الشهوات وترك الوجود الحقيقي والحرمان من سعادة الانتفاع بمنافعه (سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) الغافلين عن الله وطلب المحجوبين عن الله بما سواه فعلم من هذا ان طالب ما سوى الله تعالى جاهل عن الحقيقة ولو كان عارفا بمحاسنها لكان طالبا لها لا لغيرها فينبغى لطالبها من السلاك ان لا يبتغى صحبة الجهلاء فانه ليس بينهم وبينه مجانسه والمعاشرة بالاضداد أضيق السجون مع انه لا يأمن الضعيف ان تؤثر فيه صحبتهم ويتحول حاله ويتغير طبعه ويتوجه عليه المكر وينقلب من الإقبال الى الأدبار فيكون من المرتدين نعوذ بالله من الحور بعد الكور ونسأله الثبات والتوفيق والموت فى طريق التحقيق إِنَّكَ يا محمد لا تَهْدِي هداية موصلة الى المقصود لا محالة مَنْ أَحْبَبْتَ من الناس ولا تقدر ان تدخله فى الإسلام وان بذلت فيه غاية الطاقة وسعيت كل السعى وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ فيدخله فى الإسلام وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ بالمستعدين للهداية فلا يهدى الا المستعد لها

هدايت هر كرا داد از بدايت

بدو همراه باشد تا نهايت

والجمهور على ان الآية نزلت فى ابى طالب بن عبد المطلب عم رسول الله عليه السلام فيكون هو المراد بمن أحببت- روى- انه لما احتضر جاءه رسول الله وكان حريصا على إيمانه وقال (اى عم قل لا اله الا الله كلمة أحاج لك بها عند الله) قال يا ابن أخي قد علمت انك لصادق ولكن اكره ان يقال خرع عند الموت وهو بالخاء المعجمة والراء المهملة كعلم بمعنى ضعف وجبن ولولا ان يكون عليك وعلى بنى أبيك غضاضة بعدي اى ذلة ومنقصة لقلتها ولا قررت بها عينك عند الفراق لما ارى من شدة وجدك ونصيحتك ولكنى سوف أموت على ملة أشياخي عبد المطلب وهاشم وعبد مناف- روى- ان أبا طالب لما ابى عن كلمة التوحيد قال له النبي

ص: 415

صلى الله عليه وسلم (لاستغفرن لك ما لم انه عنك) فانزل الله تعالى (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) وقد جاء فى بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد من حجة الوداع احيى الله له أبويه وعمه فآمنوا به كما سبق فى سورة التوبة وفى التأويلات النجمية الهداية فى الحقيقة فتح باب العبودية الى عالم الربوبية وذلك من خصائص قدرة الحق سبحانه لان لقلب العبد با بين باب الى النفس والجسد وهو مفتوح ابدا وباب الى الروح والحضرة وهو مغلوق لا يفتحه الا الفتاح الذي بيده المفتاح كما قال لحبيبه عليه السلام (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً) الى الحضرة كما هداه ليلة المعراج الى قرب قاب قوسين او ادنى وقال فى حق المغلوقين اى أبواب قلوبهم (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) وقال عليه السلام (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء) فان شاء اقامه وان شاء ازاغه فالنبى عليه السلام مع جلالة قدره لم يكن آمنا على قلبه وكان يقول (يا مقلب القلوب ثبت قلب عبدك على دينك وطاعتك) والهداية عبارة عن تقليب القلب من الباطل وهو ما سوى الله الى الحق وهو الحضرة فليس هذا من شأن غير الله انتهى وفى عرائس البيان الهداية مقرونة بارادة الأزل ولو كانت ارادة نبينا عليه السلام فى حق ابى طالب مقرونة بارادة الأزل لكان مهتديا ولكن كان محبته وإرادته فى حقه من جهة القرابة ألا ترى انه إذ قال (اللهم أعز الإسلام بعمر) كيف اجابه انتهى وفى كشف الاسرار (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ)[ما آنرا كه خواهيم در مفازه تحير همى رانيم وآنرا كه خواهيم بسلسله قهر همى كشيم. ما در ازل أزال تاج سعادت بر سر اهل دولت نهاديم واين موكب فرو كفتيم كه «هؤلاء فى الجنة ولا أبالي» ورقم شقاوت بر ناصيه كروهى كشيديم واين مقرعه بر زديم كه «هؤلاء فى النار ولا أبالي» اى جوانمرد هيچ صفت در صفات خداى تعالى از صفت لا أبالي دردناك تر نيست آنچهـ صديق اكبر كفت «ليتنى كنت شجرة تعضد» از درد اين حديث بود نيكى سخن كه آن پير طريقت كفت كار نه آن داد كه كسى كسل آيد واز كسى عمل كار آن دارد كه تا شايسته كه آمد در ازل آن مهتر مهجوران كه او را إبليس كويند چندين سياه درگاه عمل بود مقراضى وديبا همى ديدند واز كاركاه ازل او را خود كليم سياه آمد كه](وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) : قال الحافظ

باب زمزم وكوثر سفيد نتوان كرد

كليم بخت كسى را كه بافتند سياه

قال الشيخ سعدى قدس سره

كرت صورت حال بد يا نكوست

نكاريده دست تقدير اوست

قضا كشتى آنجا كه خواهد برد

وكر ناخدا جامه بر تن درد

وقال الصائب

با اختيار حق نبود اختيار ما

با نور آفتاب چهـ باشد شرار ما

وَقالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنا معنى اتباع الهدى معه الاقتداء به عليه

ص: 416

السلام فى الدين والسلوك الى طريق الرشاد: وبالفارسية [وكفتند اگر ما قبول كنيم اين پيغام كه آوردى وباين راه نمونى تو پى بريم ودر دين تو آييم با تو] او التخطف الاختلاس بسرعة نزلت فى الحارث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف حيث اتى النبي عليه السلام فقال نحن نعلم انك على الحق

قول تو حق وسخن راستست

وآنچهـ ميفرمايى سبب دولت ماست

[در حيات ووسيله سعادت ما بعد از وفات] وما كذبت كذبة قط فنتهمك اليوم ولكنا نخاف ان اتبعناك وخالفنا العرب ان يتخطفونا اى يأخذونا ويسلبونا ويقتلونا ويخرجونا من مكة والحرم لاجماعهم على خلافنا وهم كثيرون ونحن أكلة رأس اى قليلون لا نستطيع مقاومتهم فرد الله عليهم بقوله أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً اى ألم نعصمهم ونجعل مكانهم حرما ذا أمن لحرمة البيت الذي فيه يتقاتل العرب حوله ويضير بعضهم بعضا وهم آمنون: يعنى [أمن آن حرم در همه طباع سرشته مرغ با مردم آشنا وازيشان ايمن وآهو از شبك ايمن وهر ترسنده كه در حرم باشد ايمن كشت چون عرب حرمت حرم دانند كجا درو قتل وغارت روا دارند] يُجْبى إِلَيْهِ يحمل الى ذلك الحرم ويجمع فيه من قولك جبيت الماء فى الحوض اى جمعته والحوض الجامع له جابية ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ اى ألوان الثمرات من جانب كمصر والشام واليمن والعراق لا ترى شرقى الفواكه ولا غربيها مجتمعة الا فى مكة لدعاء ابراهيم عليه السلام حيث قال (وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ) وقال الكاشفى: يعنى [منافع از هر نوعى وغرايب از هر ناحيتى بانجا آورند] ومعنى الكلية الكثرة والجملة صفة اخرى لحرما دافعة لما عسى يتوهم من تضررهم بانقطاع الميرة وهو الطعام المجلوب من بلد الى بلد رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا من عندنا لا من عند المخلوقات فاذا كان حالهم هذا وهم عبدة الأصنام فكيف يخافون التخطف إذا ضموا الى حرمة البيت حرمة التوحيد: يقول الفقير

حرم خاص الهست توحيد

جمله را جاى پناهست توحيد

باعث أمن وامانست ايمان

كان دلراشه راهست توحيد

وانتصاب رزقا على انه مصدر مؤكد لمعنى يجبى لان فيه معنى يرزق اى يرزقون رزقا من لدنا وقال الكاشفى [وروزى داديم ايشانرا درين وادي غير ذى زرع وروزى دادنى از نزديك ما بي منت غيرى] وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ اى اكثر اهل مكة جهلة لا يتفطنون له ولا يتفكرون ليعلموا ذلك قال فى عرائس البيان حرمهم فى الحقيقة قلب محمد عليه السلام وهو كعبة القدس وحرم الانس يجبى اليه ثمرات جميع أشجار الذات والصفات من دخل ذلك الحرم بشرط المحبة والموافقة كان آمنا من آفات الكونين وكان منظور الحق فى العالمين وهكذا كل من دخل فى قلب ولى من اولياء الله: قال الحافظ

كليد كنج سعادت قبول اهل دلست

مباد كس كه درين نكته شك وريب كند

وفى الآية اشارة الى خوف النفس من التخطف بجذبات الالوهية من ارض الانانية ولو كانت تابعة لحمد القلب لوجد فى حرم الهوية حقائق كل ثمرة روحانية وجسمانية ولذائذ كل شهوة

ص: 417

ولكنها لا تعلم كمالية ذوق الرزق اللدني كما لا يعلم اكثر العلماء لانهم لم يذوقوه ومن لم يذق لا يدرى: قال الكمال الخجندي

زاهد نه عجب كر كند از عشق تو پرهيز

كين لذت اين باده چهـ داند كه نخوردست

ثم بين ان الأمر بالعكس يعنى انهم خافوا الناس وأمنوا من الله واللائق ان يخافوا من بأس الله على ما هم عليه ويأمنوا الناس فقال وَكَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَها البطر الطغيان فى النعمة قال بعضهم البطر والأشر واحد وهو دهش يعترى الإنسان من سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها الى غير وجهها ويقاربه الطرب وهو خفة اكثر ما يعترى من الفرح وانتصاب معيشتها بنزع الحافظ اى فى معيشتها كما فى الوسيط. والمعنى وكم من اهل قرية كانت حالهم كحال اهل مكة فى الامن وسعة العيش حتى أطغتهم النعمة وعاشوا فى الكفران فدمرنا عليهم وخربنا ديارهم فَتِلْكَ [پس آنست] مَساكِنُهُمْ خاوية بما ظلموا ترونها فى مجيئكم وذهابكم لَمْ تُسْكَنْ يعنى [ننشستند دران] مِنْ بَعْدِهِمْ من بعد تدميرهم إِلَّا قَلِيلًا الا زمانا قليلا إذ لا يسكنها الا المارة يوما او بعض يوم [وباز خالى بگذارند در خانه دنيا چهـ نشستى برخيز كين خانه بدان خوش است كه آيند وروند] ويحتمل ان شؤم معاصى المهلكين بقي اثره فى ديارهم فلم يبق من يسكنها من أعقابهم الا قليلا إذ لا بركة فى سكنى الأرض الشؤم وقال بعضهم سكنها الهام والبوم ولذا كان من تسبيحها سبحان الحي الذي لا يموت

پرده دارى ميكند در طاق كسرى عنكبوت

يوم نوبت ميزند در قلعه افراسياب

وَكُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ منهم لتلك المساكن إذ لم يخلفهم أحد يتصرف تصرفهم فى ديارهم وسائر متصرفاتهم يعنى ما بيم باقى از فناء همه وهذا وعيد للمخاطبين وَما كانَ رَبُّكَ وما كانت عادته فى زمان مُهْلِكَ الْقُرى قبل الانذار حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها اى فى أصلها وأعظمها التي تلك القرى سوادها واتباعها وخص الأصل والأعظم لكون أهلها أفطن واشرف والرسل انما بعثت غالبا الى الاشراف وهم غالبا يسكنون المدن والقصبات رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِنا الناطقة بالحق ويدعوهم اليه بالترغيب والترهيب وذلك لالزام الحجة وقطع المعذرة بان يقولوا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك وفى التكملة الأم هى مكة والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وذلك لان الأرض دحيت من تحتها فيكون المعنى وما كان ربك يا محمد مهلك البلدان التي هى حوالى مكة فى عصرك وزمانك حتى يبعث فى أمها اى أم القرى التي هى مكة رسولا هو أنت وَما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرى بالعقوبة بعد بعثنا فى أمها رسولا يدعوهم الى الحق ويرشدهم اليه فى حال من الأحوال إِلَّا وَأَهْلُها ظالِمُونَ اى حال كون أهلها ظالمين بتكذيب رسولنا والكفر بآياتنا فالبعث غاية لعدم صحة الإهلاك بموجب السنة الإلهية لا لعدم وقوعه حتى يلزم تحقق الإهلاك عقيب البعث دلت الآية على ان الظلم سبب الهلاك ولذا قيل الظلم قاطع

ص: 418

الحياة ومانع النبات وكذا الكفران يقال النعم محتاجة الى الأكفاء كما تحتاج إليها الكرائم من النساء واهل البطر ليسوا من اكفاء النعم كما ان الأرذال ليسوا اكفاء عقائل الحرم جمع عقيلة وعقيلة كل شىء أكرمه وحرم الرجل اهله فكما ان الكريمة من النساء ليست بكفؤ للرذيل من الرجال فيفرق بينهما للحوق العار فكذا النعمة تسلب من اهل البطر والكبر والغرور والكفران واما اهل الشكر فلا يضيع سعيهم بل يزداد حسن حالهم ولله تعالى رزق واسع فى البلاد ولا فرق فيه بين الشاكر والكفور من العباد كما قال الشيخ سعدى

أديم زمين سفره عام اوست

برين خوان يغما چهـ دشمن چهـ دوست

قال الشيخ عبد الواحد وجدنا فى جزيرة شخصا يعبد الأصنام فقلنا له انها لا تضر ولا تنفع فاعبد الله فقال وما الله قلنا الذي فى السماء عرشه وفى الأرض بطشه قال ومن اين هذا الأمر العظيم قلنا أرسل إلينا رسولا كريما فلما ادى الرسالة قبضه الله اليه وترك عندنا كتاب الملك ثم تلونا سورة فلم يزل يبكى حتى اسلم فعلمناه شيأ من القرآن فلما صار الليل أخذنا مضاجعنا فكان لا ينام فلما قدمنا عبادان جمعنا له شيأ لينفقه فقال هو لم يضيعنى حين كنت اعبد الصنم فكيف يضيعنى وانا الآن قد عرفته اى والعارف محبوب لله فهو إذا لا يترك المحبوب فى يد العدو ومن العدو الفقر الغالب والألم الحاصل منه

محالست چون دوست دارد ترا

كه در دست دشمن كذارد ترا

فعلى العاقل ان يعرف الله تعالى ويعرف قدر النعمة فيقيدها بالشكر ولا يضع الكفر موضع الشكر فانه ظلم صريح يحصل منه الهلاك مطلقا اما للقلب فبالاعراض عن الله ونسيان ان العطاء منه واما للقالب فبالبطش الشديد وكم رأينا فى الدهر من أمثاله من خرب قلبه ثم خرب داره ووجد آخر الأمر بواره ولكن الإنسان من النسيان لا يتذكر ولا يعتبر بل يمضى على حاله من الغفلة أيقظنا الله وإياكم من نوم الغفلة فى كل لحظة وشرفنا فى جميع الساعات باليقظة الكاملة المحضة وَما مبتدأ متضمنة لمعنى الشرط لدخول الفاء فى خبرها بخلاف الثانية: وبالفارسية [وهر چهـ] أُوتِيتُمْ أعطيتم والخطاب لكفار مكة كما فى الوسيط مِنْ شَيْءٍ من اسباب الدنيا فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَزِينَتُها اى فهو شىء شأنه ان يتمتع ويتزين به أياما قلائل ثم أنتم وهو الى فناء وزوال سمى منافع الدنيا متاعا لانها تفنى ولا تبقى كمتاع البيت وَما موصولة اى الذي حصل عِنْدَ اللَّهِ وهو الثواب خَيْرٌ لكم فى نفسه من ذلك لانه لذة خالصة من شوائب الا لم وبهجة كاملة عارية من مسة الهمم وَأَبْقى لانه ابدىّ أَفَلا تَعْقِلُونَ اى ألا تتفكرون فلا تعقلون هذا الأمر الواضح فتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير وتؤثرون الشقاوة الحاصلة من الكفر والمعاصي على السعادة المتولدة من الايمان والطاعات: وبالفارسية [آيا در نمى يابيد وفهم نمى كنيد كه بدل ميكنيد باقى را بفانى ومرغوب را بمعيوب]

حيف باشد لعل وزر دادن ز چنك

پس كرفتن در برابر خاك وسنك

أَفَمَنْ موصولة مبتدأ وَعَدْناهُ على إيمانه وطاعته وَعْداً حَسَناً هو الجنة

ص: 419

وثوابها فان حسن الوعد بحسن الموعود وقال الكاشفى [آيا كسى كه وعده كرده ايم او را جنت در آخرت ونصرت در دنيا] فَهُوَ اى ذلك الموعود له لاقِيهِ اى مصيبه ذلك الوعد الحسن ومدركه لا محالة لاستحالة الخلف فى وعده تعالى كَمَنْ موصولة خبر للاولى مَتَّعْناهُ [برخوردارى داديم او را] مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا [او متاع زندكانى دنيا كه محبتش آميخته محنت است ودولتش مؤدى نكبت ومالش در صدد زوال وجاهش بر شرف انتقال وطعوم عسلش معقب بسموم حنظل] ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ للحساب او النار والعذاب. وثم للتراخى فى الزمان اى لتراخى حال الإحضار عن حال التمتيع او فى الرتبة ومعنى الفاء فى أفمن ترتيب انكار التشابه بين اهل الدنيا واهل الآخرة على ما قبلها من ظهور التفاوت بين متاع الحياة الدنيا وبين ما عند الله اى ابعد هذا التفاوت الظاهر يسوى بين الفريقين اى لا يسوى فليس من أكرم بالوعد الأعلى ووجدان المولى وهو المؤمن كمن اهين بالوعيد والوقوع فى الجحيم فى العقبى وهو الكافر وذلك بإزاء شهوة ساعة وجدها فى الدنيا.

ويقال رب شهوة ساعة أورثت صاحبها حزنا طويلا [وقتى زنبورى مورى را ديد كه بهزار حيله دانه بخانه ميكشيد ودر ان رنج بسيار مى ديد او را كفت اى مور اين چهـ رنجست كه بر خود نهاده واين چهـ بارست كه اختيار كرده بيا مطعم ومشرب من ببين كه هر طعام كه لطيف ولذيذترست تا از من زياده نيايد پادشاهان را نرسد هر آنجا كه خواهم نشينم وآنچهـ خواهم كزينم خورد ودرين سخن بود كه برپريد وبدكان قصابى بر مسلوخى نشست قصاب كارد كه در دست داشت بران زنبوره مغرور زد ودوپاره كرد وبر زمين انداخت ومور بيامد و پاى كشان او را ميبرد ومى كفت] رب شهوة إلخ وفى الحديث (من كانت الدنيا همته جعل الله فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا الا ما قدر له ومن كانت الآخرة همته جعل الله الغنى فى قلبه وأتته الدنيا وهى راغمة) - يحكى- ان بعض اهل الله كان يرى عنده فى طريق الحج كل يوم خبز طرى فقيل له فى ذلك فقال تأتينى به عجوز أراد بها الدنيا ومن كان له فى هذه الدنيا شدة وغم مع دين الله فهو خير ممن كان له سعة وسرور مع الشرك وفى الحديث (يؤتى بانعم اهل الدنيا من اهل النار يوم القيامة فيصبغ فى النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب) يعنى: شدة العذاب آنسته ما مضى عليه من نعم الدنيا (ويؤتى باشد الناس بؤسا فى الدنيا من اهل الجنة فيصبغ صبغة فى الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط) وفى الحديث (قد أفلح من اسلم ورزق كفافا) وهو ما يكون بقدر الحاجة ومنهم من قال هو شبع يوم وجوع يوم (وقنعه الله بما آتاه) بمد الهمزة اى أعطاه من الكفاف يعنى: من اتصف بالصفات المذكورة فاز بمطلوب الدنيا والآخرة ثم الوعد لعوام المؤمنين بالجنة ولخواصهم بالرؤية ولاخص خواصهم بالوصول والوجدان كما قال تعالى (ألا من طلبنى وجدنى) واوحى الله تعالى الى عيسى عليه السلام تجوّع ترنى تجرد تصل الىّ

جوع تنوير خانه دل تست

أكل تعمير خانه كل تست

ص: 420

فلا بد للسالك من إصلاح الطبيعة والنفس بالرياضة والمجاهدة وكان يستمع من حجرة الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس سره الجوع الجوع وحقيقته الزموا الجوع لا ان نفسه الزكية كانت تشكو من الجوع نسأل الله الوصول الى النعمة والتشرف بالرؤية وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ يوم منصوب باذكر المقدر والمراد يوم القيامة والضمير للكفار اى واذكر يا محمد لقومك يوم يناديهم ربهم وهو عليهم غضبان فَيَقُولُ تفسير للنداء أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ اى الذين كنتم تزعمونهم شركائى وكنتم تعبدونهم كما تعبدوننى فحذف المفعولان معا ثقة بدلالة الكلام عليهما قال فى كشف الاسرار وسؤالهم عن ذلك ضرب من ضروب العذاب لانه لا جواب لهم الا ما فيه فضيحتهم واعترافهم بجهل أنفسهم قالَ استئناف مبنى على حكاية السؤال كأنه قيل فماذا صدر عنهم حينئذ فقيل قال الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فى الأزل بان يكونوا من اهل النار المردودين يدل عليه قوله تعالى (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) الآية كما فى التأويلات النجمية وقال بعض اهل التفسير معنى حق عليهم القول ثبت مقتضاه وتحقق مؤداه وهو قوله (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وغيره من آيات الوعيد والمراد بهم شركاؤهم من الشياطين او رؤساؤهم الذين اتخذوهم أربابا من دون الله بان أطاعوهم فى كل ما امروهم به ونهوهم عنه وتخصيصهم بهذا الحكم مع شموله للاتباع ايضا لاصالتهم فى الكفر واستحقاق العذاب ومسارعتهم الى الجواب مع كون السؤال للعبدة لتفطنهم ان السؤال عنهم لاستحقارهم وتوبيخهم بالإضلال وجزمهم بان العبدة سيقولون هؤلاء أضلونا رَبَّنا [اى پروردگار ما] هؤُلاءِ اى كفار بنى آدم او الاتباع هم الَّذِينَ أَغْوَيْنا فحذف الراجع الى الموصول ومرادهم بالاشارة بيان انهم يقولون ما يقولون بمحضر منهم وانهم غير قادرين على إنكاره ورده أَغْوَيْناهُمْ كَما غَوَيْنا هو الجواب فى الحقيقة وما قبله تمهيد له اى ما أكرهنا على الغى وانما أغوينا بما قضيت لنا ولهم الغواية والضلالة مساكين بنو آدم انهم من خصوصية ولقد كرمنا بنى آدم يحفظون الأدب مع الله فى أقصى البعد كما يتأدب الأولياء على بساط أقصى القرب ولا يقولون أغويناهم كما اغويتنا كما قال إبليس صريحا ولم يحفظ الأدب رب بما أغويتني لاقعدن لهم تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ منهم ومما اختاروه من الكفر والمعاصي هوى منهم وهو تقرير لما قبله ولذا لم يعطف عليه وكذا قوله تعالى ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ إيانا مفعول يعبدون اى ما كانوا يعبدوننا وانما كانوا يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم وَقِيلَ لمن عبد غير الله توبيخا وتهديدا والقائلون الخزنة ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ اى الأصنام ونحوها ليخلصوكم من العذاب أضافها إليهم لادعائهم انها شركاء الله فَدَعَوْهُمْ من فرط الحيرة فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ ضرورة عدم قدرتهم على الاستجابة والنصرة وَرَأَوُا الْعَذابَ الموعود قد غشيهم لَوْ أَنَّهُمْ كانُوا يَهْتَدُونَ لوجه من وجوه الحيل يدفعون به العذاب او الى الحق فى الدنيا لما لقوا ما لقوا من العذاب وقال بعضهم لو للتمنى هنا اى تمنوا لو انهم كانوا مهتدين لا ضالين وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ اى واذكر يوم ينادى الله الكفار نداء تقريع وتوبيخ فَيَقُولُ ماذا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ [چهـ جواب داديد] المرسلين الذين أرسلتهم

ص: 421

إليكم حين دعوكم الى توحيدى وعبادتى ونهوكم عن الشرك فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ يَوْمَئِذٍ [پس پوشيده باشد بر ايشان خبرها يعنى آنچهـ با پيغمبران كفته باشند وندانند كه چهـ كويند] قال اهل التفسير اى صارت كالعمى عنهم لا تهتدى إليهم وأصله فعموا عن الانباء اى الاخبار وقد عكس بان اثبت العمى الذي هو حالهم للانباء مبالغة وتعدية الفعل بعلى لتضمنه معنى الخفاء والاشتباه وإذا كانت الرسل يفوضون العلم فى ذلك المقام الهائل الى علام الغيوب مع نزاهتهم عن غائلة السؤال فما ظنك باهل الضلال من الأمم

بجايى كه دهشت برد انبيا

تو عذر كنه را چهـ دارى بيا

فَهُمْ لا يَتَساءَلُونَ اى لا يسأل بعضهم بعضا عن الجواب لفرط الدهشة واستيلاء الحيرة او للعلم بان الكل سواء فى الجهل فَأَمَّا مَنْ تابَ من الشرك وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً اى جمع بين الايمان والعمل الصالح فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ اى الفائزين بالمطلوب عند الله تعالى الناجين من المهروب: وبالفارسية [پس شايد آنكه باشد از رستكاران ورستكارى باجابت حضرت رسالت عليه السلام باز بسته است]

مزن بي رضاىء محمد نفس

ره رستكارى همين است وبس

خلاف پيغمبر كسى ره كزيد

كه هركز بمنزل نخواهد رسيد

وعسى للتحقيق على عادة الكرام او للترجى من قبل التائب بمعنى فليتوقع الافلاح قال فى كشف الاسرار انما قال فعسى يعنى ان دام على التوبة والعمل الصالح فان المنقطع لا يجد الفلاح ونعوذ بالله من الحور بعد الكور فينبغى لاهل الآخرة ان يباشروا الأعمال الصالحة ويديموا على اورادهم وللاعمال تأثير عظيم فى تحصيل الدرجات وجلب المنافع والبركات ولها نفع لاهل السعادة فى الدنيا والآخرة ولاهل الشقاوة لكن فى الدنيا فقط فانهم يجلبون بها المقاصد الدنيوية من المناصب والأموال والنعم وقد عوض عن عبادة الشيطان قبل كفره طول عمره ورأى اثرها فى الدنيا فلا بد من السعى بالايمان والعمل الصالح- حكى- ان ابراهيم بن أدهم قدس سره لما منع من دخول الحمام بلا اجرة تأوه وقال إذا منع الإنسان من دخول بيت الشيطان بلا شىء فأنى يدخل بيت الرحمن بلا شىء وأفضل الأعمال التوحيد وذكر رب العرش المجيد ولو ان رجلا اقبل من المغرب الى المشرق ينفق الأموال والآخر من المشرق الى المغرب يضرب بالسيف فى سبيل الله كان الذاكر لله أعظم وفى الحديث (ذكر الله علم الايمان) اى لان المشرك إذا قال لا اله الا الله يحكم بإسلامه وبراءة من النفاق اى لان المنافقين لا يذكرون الله الا قليلا (وحرز من الشيطان وحصن من النار) كما جاء فى الكلمات القدسية (لا اله الا الله حصنى فمن دخل حصنى أمن من عذابى) وفى التأويلات النجمية (فَأَمَّا مَنْ تابَ) اى رجع الى الحضرة على قدمى المحبة وصدق الطلب (وَآمَنَ) بما جاء به النبي عليه السلام من الدعوة الى الله (وَعَمِلَ صالِحاً) بالتمسك بذيل متابعة دليل كامل واصل صاحب قوة وقدرة توصله الى الله تعالى (فَعَسى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ) الفائزين من اسر النفس المخلصين من حبس الانانية الى قضاء وسعة الهوية

ص: 422

انتهى وَرَبُّكَ [آورده اند كه صناديد عرب طعنه مى زدند كه خداى تعالى چرا محمد را براى نبوت اختيار كرد بايستى كه چنين منصب عالى بوليد بن مغيرة رسيدى كه بزرك مكه است يا بعروة بن مسعود ثقفى كه عظيم طائف] كما قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم فرد الله عليهم بقوله (وَرَبُّكَ)[و پروردگار تو يا محمد] يَخْلُقُ ما يَشاءُ ان يخلقه وَيَخْتارُ مما يخلق ما يشاء اختياره واصطفاءه فكما ان الخلق اليه فكذا الاختيار فى جميع الأشياء ما نافية كانَ لَهُمُ اى المشركين الْخِيَرَةُ اى الاختيار عليه تعالى وهو نفى لاختيارهم الوليد وعروة وانشدوا

العبد ذو ضجر والرب ذو قدر

والدهر ذو دول والرزق مقسوم

والخير اجمع فيما اختيار خالقنا

وفى اختياره سواه اللوم والشوم

قال الجنيد قدس سره كيف يكون للعبد اختيار والله المختار له: وقال بعض العارفين إذا نظر اهل المعرفة الى الاحكام الجارية بجميل نظر الله لهم فيها وحسن اختياره فيما أجراه عليهم لم يكن عندهم شىء أفضل من الرضى والسكون: قال الحافظ

در دائره قسمت ما نقطه تسليم

لطف آنچهـ تو انديشى حكم آنكه تو فرمايى

والخيرة بمعنى التخير بالفارسية [كزيدن] كالطيرة بمعنى التطير وفى المفردات الخيرة الحالة التي تحصل للمستخير والمختار نحو القعدة والجلسة لحال القاعد والجالس انتهى وفى الوسيط اسم من الاختيار يقام مقام المصدر وهو اسم للمختار ايضا يقال محمد خيرة الله من خلقه سُبْحانَ اللَّهِ اى تنزه بذاته تنزها خاصا به من ان ينازعه أحد ويزاحم اختياره اختياره وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ عن اشراكهم وفى التأويلات النجمية يشير الى مشيئته الازلية فى الخلق والاختيار وانه فاعل مختار يخلق ما يشاء كيف يشاء ممن يشاء ولما يشاء متى يشاء وله اختيار فى خلق الأشياء فيختار وجود بعض الأشياء فى العدم فيبقيه فانيا فى العدم ولا يوجده وله الخيرة فى انه يخلق بعض الأشياء جمادا وبعض الأشياء نباتا وبعض الأشياء حيوانا وبعض الأشياء إنسانا وان يخلق بعض الإنسان كافرا وبعض الإنسان مؤمنا وبعضهم وليا وبعضهم نبيا وبعضهم رسولا وان يخلق بعض الأشياء شيطانا وبعضها جنا وبعضها ملكا وبعض الملك كروبيا وبعضهم روحانيا وله ان يختار بعض الخلق مقبولا وبعضهم مردودا انتهى وفى الحديث (ان الله خلق السموات سبعا فاختار العليا منها فسكنها واسكن سائر سماواته من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بنى آدم واختار من بنى آدم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريشا واختار من قريش بنى هاشم واختارني من بنى هاشم فانا خيار من خيار الى خيار فمن أحب العرب فبحبى أحبهم ومن ابغضهم فببغضى ابغضهم) وفى الحديث (ان الله اختار أصحابي على جميع العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار لى من أصحابي اربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا فجعلهم خير أصحابي وفى كل أصحابي خير واختار أمتي على سائر الأمم واختار لى من أمتي اربعة قرون بعد أصحابي القرن الاول والثاني والثالث تترى والرابع فردا) [بدانكه آدمي را اختيار نيست اختيار كسى تواند كه او را ملك بود

ص: 423

وآدمي بنده است وبنده را ملك نيست آن ملك كه شرع او را اثبات كرد آن ملك مجازينست عاريتى عن قريب ازو زائل كردد وملك حقيقى آنست كه آنرا زوال نيست وآن ملك الله است كه مالك پر كمال است ودر ملك ايمن از زوال ودر ذات ونعت متعال]

همه تخت وملكى پذيرد زوال

بجز ملك فرمانده لا يزال

[عالم بيافريد وآنچهـ خواست از ان بركزيد. فرشتكانرا بيافريد ازيشان جبرائيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل را بركزيد. آدم وآدميان را بيافريد ازيشان پيغمبران بركزيد. از پيغمبران خليل وكليم وعيسى ومحمد بركزيد عليهم السلام. صحابه رسول را بيافريد ابو بكر تيمى وعمر غدوى وعثمان اموى وعلى هاشمى بركزيد. بسيط زمين را بيافريد از ان مكه بركزيد موضع ودلات ومدينه بركزيد هجرتكاه رسول وبيت المقدس بركزيد موضع مسراى رسول. روزها بيافريد از ان روز آذينه بركزيد «وهو يوم اجابة الدعوة» . روز عرفه بركزيد «وهو يوم المباهات» . روز عيد بركزيد «وهو يوم الجائزة» روز عاشوراء «بركزيد وهو يوم الخلعة» . شبها بيافريد واز ان شب برات بركزيد كه حق تعالى بخودىء خود نزول كند وبنده را همه شب نداى كرامت خواند. ونوازد شب قدر بركزيد كه فرشتكان آسمان بعدد سنك ريزه بزمين فرستد ونثار رحمت كنند بر بندگان. شب عيد بركزيد كه در رحمت ومغفرت كشايد وكناهكارانرا آمرزد. كوهها بيافريد واز ان طور كزيد كه موسى بر ان بمناجات حق رسيد. جودى بركزيد كه نوح در ان نجات يافت. حرا بركزيد كه مصطفى عربى در ان بعثت يافت. نفس آدمي بيافريد واز ان دل بركزيد وزبان دل محل نور معرفت وزبان موضع كلمه شهادت. كتابها از آسمان فرو فرستاد واز ان چهار بركزيد توراة

وإنجيل وزبور وقرآن واز كلمتها چهار «سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر» وفى الحديث (أحب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر لا يضرك بايهن بدأت) الكل فى كشف الاسرار قال فى زهرة الرياض (ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) اى ليس للكفار الاختيار بل الاختيار للواحد القهار كأنه قال الاختيار لى ليس لجبرائيل ولا لميكائيل ولا لاسرافيل ولا لعزرائيل ولا لآدم ولا لنوح ولا لابراهيم ولا ليعقوب ولا لموسى ولا لعيسى ولا لمحمد عليهم الصلاة والسلام. ولو كان لجبرائيل وميكائيل لاختارت الملائكة مثل هاروت وماروت. ولو كان لاسرافيل لاختار إبليس. ولو كان لعزرائيل لاختار شداد. ولو كان لآدم لاختار قابيل. ولو كان لنوح لاختار كنعان. ولو كان لابراهيم لاختار آزر. ولو كان ليعقوب لاختار العماليق. ولو كان لموسى لاختار فرعون. ولو كان لعيسى لاختار الحواريين. ولو كان لمحمد لاختار عمه أبا طالب ولكن الاختيار لى اخترتك فاشكر لى لان الله اعلم حيث يجعل رسالته ونبوته وولايته قال يحيى الرازي رحمه الله الهى علمك بعيوبي لم يمنعك عن اختياري فكيف يمنعك عن غفرانى ويقال ان يوسف عليه السلام اختار السجن فاورثه الوبال والله تعالى اختار للفتية الكهف فاورثهم الجمال ألا ترى ان رجلا لو تزوج امرأة فانه يستر عيوبها مخافة ان يقال له أنت اخترتها فالله تعالى اختارك فى الأزل فالرجاء ان يستر عيوبك ويقال اختار من ثمانية عشر الف عالم اربعة

ص: 424

الماء والتراب والنار والريح فجعل الماء طهورك والتراب مسجدك والنار طباخك والريح نسيمك. واختار من الملائكة اربعة جبرائيل صاحب وحيك وميكائيل خازن نعمتك واسرافيل صاحب لوحك وعزرائيل قابض روحك. واختار من الشرائع اربعة الصلاة عملك والوضوء أمانتك والصوم جنتك والزكاة طهارتك. ومن القبلة اربعة العرش موضع دعوتك والكرسي موضع رحمتك والبيت المعمور مصعد عملك والكعبة قبلتك. ومن الأوقات اربعة فوقت المغرب لطعامك ووقت العشاء لمنامك ووقت السحر لمناجاتك ووقت الصبح لقراءتك. ومن المياه الماء الذي تفجر من أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانه أفضل من زمزم والكوثر وغيرهما من انهار الدنيا والآخرة. ومن البقاع البقعة التي ضمت جسمه اللطيف عليه السلام فانها أفضل البقاع الارضية والسماوية. ومن الازمنة الزمان الذي ولد فيه عليه السلام ولذا كان شهر ربيع الاول من أفاضل الشهور كشعبان فانه مضاف الى نبينا عليه السلام ايضا. ومن الملوك الخواقين العثمانية لان دولتهم آخر الدول وتتصل بزمان المهدى المنتظر على ما ثبت وصح عن أكابر علماء هذه الامة. واختار من العلماء من تشرف بعلم الظاهر والباطن وكان ذا جناحين نسأل الله الثبات فى طريق التحقيق انه ولى التوفيق وَرَبُّكَ يَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ اى تضمر قلوبهم وتخفى كعداوة الرسول وحقد المؤمنين يقال أكننت الشيء إذا أخفيته فى نفسك وكننته إذا سترته فى بيت او ثوب او غير ذلك من الأجسام وَما يُعْلِنُونَ بألسنتهم وجوارحهم كالطعن فى النبوة وتكذيب القرآن: والإعلان [آشكارا كردن] وَهُوَ اللَّهُ اى المستحق للعبادة: وبالفارسية [اوست خداى مستحق پرستش] لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لا أحد يستحقها الا هو وفى التأويلات النجمية (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلهَ) يصلح للالوهية (إِلَّا هُوَ) وهو المتوحد بعز إلهيته المتفرد بجلال ربوبيته لا شبيه يساويه ولا نظر يضاهيه لَهُ الْحَمْدُ) استحقاقا على عظمته والشكر استيجابا على نعمته فِي الْأُولى اى الدنيا وَالْآخِرَةِ لانه المولى للنعم كلها عاجلها وآجلها على الخلق كافة يحمده المؤمنون فى الآخرة كما حمدوه فى الدنيا بقولهم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) ابتهاجا بفضله والتذاذا بحمده اى بلا كلفة وَلَهُ الْحُكْمُ فيما يخلق ويختار ويعز ويذل ويحيى ويميت اى القضاء النافذ فى كل شىء من غير مشاركة فيه لغيره: وبالفارسية [او راست كار بركزاردن] قال فى كشف الاسرار وله الحكم النافذ فى الدنيا والآخرة ومصير الخلق كلهم فى عواقب أمورهم الى حكمه فى الآخرة قال ابن عباس رضى الله عنهما حكم لاهل طاعته بالمغفرة ولاهل معصيته بالشقاء والويل وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ بالبعث لا الى غيره وفى التأويلات النجمية (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بالاختيار او بالاضطرار فاما بالاختيار فهو الرجوع الى الحضرة بطريق السير والسلوك والمتابعة والوصول وهذا مخصوص بالإنسان دون غيره واما بالاضطرار فبقبض الروح وهو الحشر والنشر والحساب والجزاء بالثواب والعقاب يقال ثمانية أشياء تعم الخلق كلهم الموت والحشر وقراءة الكتاب والميزان والحساب والصراط والسؤال والجزاء

ص: 425

واوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام (يا موسى لا تسأل منى الغنى فانك لا تجده وكل خلق مفتقر الىّ وانا الغنى. ولا تسأل علم الغيب فانه لا يعلم الغيب غيرى. ولا تسألنى ان اكف لسان الخلق عنك فانى خلقتهم ورزقتهم وأميتهم واحييهم وهم يذكروننى بالسوء ولم اكف لسانهم عنى ولا اكف لسانهم عنك. ولا تسأل البقاء فانك لا تجده وانا الدائم الباقي) واوحى الله الى محمد عليه السلام فقال (يا محمد احبب من شئت فانك مفارقه واعمل ما شئت فانك ملاقيه غدا وعش ما شئت فانك ميت) فظهر ان الحكم النافذ بيد الله تعالى ولو كان شىء منه فى يد الخلق لمنعوا عن أنفسهم الموت ودفعوا ملاقاة الأعمال فى الحشر وطريق النجاة التسليم والرضى والرجوع الى الله تعالى بالاختيار فانه إذا رجع العبد الى الله بالاختيار لم يلق عنده شدة بخلاف ما إذا رجع بالاضطرار

تو پيش از عقوبت در عفو كوب

كه سودى ندارد فغان زير چوب

ومن علامات الرجوع الى الله إصلاح السر والعلانية والحمد له على كل حال فان الجزع والاضطراب من الجهل بمبدأ الأمر ومبديه وليخفف ألم البلاء عنك علمك بان الله هو المبلى وقل فى الضراء والسراء لا اله الا هو والتوحيد أفضل الطاعات وخير الاذكار والحسنات وصورته منجية فكيف بمعناه وعن حذيفة رضى الله عنه سمعت رسول الله يقول (مات رجل من بنى إسرائيل من قوم موسى فاذا كان يوم القيامة يقول الله لملائكته انظروا هل تجدون لعبدى من حسنة يفوز بها اليوم فيقولون انا لا نجد سوى ان نقش خاتمه لا اله الا الله فيقول الله تعالى ادخلوا عبدى الجنة قد غفرت له) : قال المغربي

اگر چهـ آينه دارى از براى حسن

ولى چهـ سود كه دارى هميشه آينه تار

بيا بصيقل توحيد ز آينه بزد اى

غبار شرك كه پاك كردد از ژنكار

نسأل الله سبحانه ان يوصلنا الى حقيقة التوحيد ويخلصنا من ورطة التقليد ويجعلنا من المكاشفين لانوار صفاته واسرار ذاته قُلْ يا محمد لاهل مكة أَرَأَيْتُمْ اى أخبروني فان الرؤية سبب للاخبار إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً دائما لا نهار معه من السرد وهو المتابعة والاطراد والميم مزيدة وقدم ذكر الليل على ذكر النهار لان ذهاب الليل بطلوع الشمس اكثر فائدة من ذهاب النهار بدخول الليل كذا فى برهان القرآن إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ بإسكان الشمس تحت الأرض او تحريكها حول الأفق الغائر مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ صفة لاله: يعنى [كيست خداى بجز خداى بحق كه از روى كمال قدرت] يَأْتِيكُمْ بِضِياءٍ صفة له اخرى عليها يدور أمر التبكيت والإلزام قصد انتفاء الموصوف بانتفاء الصفة ولم يقل هل اله لا يراد الإلزام على زعمهم ان غيره آلهة والباء للتعدية: والمعنى بالفارسية [بيارد براى شما روشنى يعنى روز روشن كه در آن بطلب معاش اشتغال كنيد] أَفَلا تَسْمَعُونَ هذا الكلام الحق سماع تدبر واستبصار حتى تنقادوا له وتعملوا بموجبه فتوحدوا الله تعالى وختم الآية به بناء على الليل لا على الضياء وقال بعضهم قرن بالضياء السمع لان السمع يدرك ما لا يدركه البصر يعنى استفادة العقل من السمع اكثر من استفادته من البصر

ص: 426

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهارَ سَرْمَداً متصلا لا ليل له إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ بإسكانها فى وسط السماء او تحريكها فوق الأرض مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ استراحة من متابعة الاسفار ولعل تجريد الضياء عن ذكر منافعه مثل تتصرفون فيه ونحوه لكونه مقصودا بذاته ظاهر الاستتباع لما نيط به من المنافع ولا كذلك الليل أَفَلا تُبْصِرُونَ هذه المنفعة الظاهرة التي لا تخفى على من له بصر وختم الآية به بناء على النهار فانه مبصر لا على الليل وقال بعضهم وقرن بسكون الليل البصر لان غيرك يبصر من منفعة الظلام ما لا تبصر أنت من السكون اعلم ان فلك الشمس يدور فى بعض المواضع رحويا لا غروب للشمس فيه فنهاره سرمدى فلا يعيش الحيوان فيه ولا ينبت النبات فيه من قوة حرارة الشمس فيه وكذلك يدور فلك الشمس فى بعض المواضع بعكس هذا تحت الأرض ليس للشمس فيه طلوع فليله سرمدى فلا يعيش الحيوان ايضا فيه ولا ينبت النبات ثمة فلهذا المعنى قال تعالى وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ [واز بخشايش خود بيافريد براى شما شب وروز را] لِتَسْكُنُوا فِيهِ اى فى الليل وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ اى فى النهار بانواع المكاسب وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ولكى تشكروا نعمته تعالى على ما فعل

چرخ را دور شبانروزى دهد

شب برو روز آورد روزى دهد

خلوت شب بهر آن تا جان ريش

راز دل كويد بر جانان خويش

روزها از بهر غوغاى عوام

تا بدايشان كارتن كيرد نظام

قال امام الحرمين وغيره من الفضلاء لا خلاف ان الشمس تغرب عند قوم وتطلع عند قوم آخرين والليل يطول عند قوم ويقصر عند آخرين وعند خط الاستواء يكون الليل والنهار مستويا ابدا وسئل الشيخ ابو حامد عن بلاد بلغار كيف يصلون لان الشمس لا تغرب عندهم الا مقدار ما بين المغرب والعشاء ثم تطلع فقال يعتبر صومهم وصلاتهم بأقرب البلاد إليهم والأصح عند اكثر الفقهاء انهم يقدرون الليل والنهار ويعتبرون بحسب الساعات كما قال عليه الصلاة والسلام (يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة) فيقدر الصيام والصلاة فى زمنه كذا ورد عن سيد البشر قال فى القاموس بلغر كقرطق والعامة تقول بلغار مدينة الصقالبة ضاربة فى الشمال شديدة البرد انتهى والفجر يطلع فى تلك الديار قبل غيبوبة الشفق فى اقصر ليالى السنة فلا يجب على أهاليها العشاء والوتر لعدم سبب الوجوب وهو الوقت لانه كما انه شرط لاداء الصلاة فهو سبب لوجوبها فلا تجب بدونه على ما تقرر فى الأصول وكذلك لا تجبان على اهالى بلدة يطلع فيها الفجر لما تغرب الشمس فيسقط عنهم ما لا يجدون وقته كما ان رجلا إذا قطع يداه مع المرفقين او رجلاه مع الكعبين ففرائض وضوئه ثلاث لفوات محل الرابع كذا فى الفقه والاشارة فى الآية الى نهار التجلي وليل ستر البشرية فلو دام نهار التجلي لم يقدر المتجلى له على تحمل سطواته فستره الله تعالى بظل البشرية ليستريح من تعب السطوات واليه الاشارة بقوله عليه السلام لعائشة رضى الله عنها (كليمنى يا حميراء) وليس هذا الستر من قبيل الحجاب فان الستر يكون عقيب التجلي وهو حجاب الرحمة والمنحة لا حجاب

ص: 427

الزحمة والمحنة وذلك من جمله ما كان النبي عليه السلام محميا به إذ كان يقول (انه ليغان على قلبى وانى لاستغفر الله فى كل يوم سبعين مرة) وذلك غابة اللطف والرحمة والحجاب ما يكون محجوبا به عن الحق تعالى وذلك من غاية القهر والعز كما قال فى المقهورين (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) والجبل لم يستقر مكانه عند سطوة تجلى صفة الربوبية وجعله دكا وخر موسى مع قوة نبوته صعقا وذلك التجلي فى اقل مقدار طرفة عين فلو دام كيف يعيش الإنسان الضعيف وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ منصوب باذكر اى واذكر يا محمد يوم ينادى الله المشركين فَيَقُولُ توبيخا لهم أَيْنَ [كجااند] شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ انهم لى شركاء وهو تقريع بعد تقريع للاشعار بانه لا شىء اجلب لغضب الله من الإشراك كما لا شىء ادخل فى مرضاة الله من توحيده وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ نزع الشيء جذبه من مقره كنزع القوس من كبده وعطف على يناديهم وصيغة الماضي للدلالة على التحقيق ولا التفات لابراز كمال الاعتناء بشأن النزع اى أخرجنا من كل امة من الأمم شَهِيداً بالفارسية [كواه] وهو نبيهم يشهد عليهم بما كانوا عليه من الخير والشر وقال بعضهم يشهد عليهم وعلى من بعدهم كما جاء فى الحديث ان اعمال الامة تعرض على النبي عليه السلام ليلة الاثنين والخميس وقال بعضهم عنى بالشهيد العدول من كل امة وذلك انه سبحانه لم يخل عصرا من الاعصار عن عدول يرجع إليهم فى امر الدين ويكونون حجة على الناس يدعونهم الى الدين فيشهدون على الناس بما عملوا من العصيان فَقُلْنا لكل من الأمم هاتُوا [بياريد] وأصله آتوا وقد سبق بُرْهانَكُمْ على صحة ما كنتم تدعون من الشريك فَعَلِمُوا يومئذ أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ فى الالهية لا يشاركه فيها أحد وَضَلَّ عَنْهُمْ اى غاب غيبة الضائع وَما كانُوا يَفْتَرُونَ فى الدنيا من الباطل وهو الوهية الأصنام واعلم ان الشريك لا ينحصر فى عبادة الأصنام الظاهرة بل الانداد ظاهرة وباطنة. فمنهم من صنمه نفسه. ومنهم من صنمه زوجته حيث يحبها محبة الله ويطيعها إطاعة الله ومنهم من صنمه تجارته فيتكل عليها ويترك طاعة الله لاجلها فهذه كلها لا تنفع يوم القيامة- حكى- ان مالك بن دينار رحمه الله كان إذا قرأ فى الصلاة إياك نعبد وإياك نستعين غشى عليه فسئل فقال نقول إياك نعبد ونعبد أنفسنا اى نطيعها فى أمرها ونقول إياك نستعين ونرجع الى أبواب غيره- روى- ان زكريا عليه السلام لما هرب من اليهود بعد ان قتل يحيى عليه السلام وتوابعه تمثل له الشيطان فى صورة الراعي وأشار اليه بدخول الشجرة فقال زكريا للشجرة اكتمينى فانشقت فدخل فيها واخرج الشيطان هدب ردائه ثم اخبر به اليهود فشقوا الشجرة بالمنشار فهذا الشق انما وقع له لا لتجائه الى الشجرة والشرك أقبح جميع السيئات كما ان التوحيد احسن الحسنات وقد ورد ان الملائكة المقربين تنزل لشرف الذكر كما روى ان يوسف عليه السلام لما القى فى الجب ذكر الله تعالى بأسمائه الحسنى فسمعه جبريل فقال يا رب اسمع صوتا حسنا فى الجب فامهلنى ساعة فقال الله تعالى ألستم قلتم أتجعل فيها من يفسد فيها وكذلك إذا اجتمع المؤمنون على ذكر الله مراعين لآدابه الظاهرة والباطنة تقول الملائكة الهنا أمهلنا نستأنس بهم فيقول الله تعالى ألستم قلتم أتجعل فيها من يفسد فيها فالآن تتمنون الاستئناس

ص: 428

بهم وفى الحديث (لتدخلن الجنة كلكم الا من ابى) قيل يا رسول الله من الذي ابى قال (من لم يقل لا اله الا الله) فينبغى الاشتغال بكلمة التوحيد قبل الموت وهى عروة الوثقى وهى ثمن الجنة وهى التي يشهد بها جميع الأشياء

هست هر ذره بوحدت خويش

پيش عارف كواه وحدت او

پاك كن جامه از غبار دويى

لوح خاطر كه حق يكيست نه دو

والوصول الى هذا الشهود والتوحيد الحقيقي انما هو بخير الاذكار اى بالاشتغال به آناء الليل وأطراف النهار: قال الشيخ المغربي

نخست ديده طلب كن پس آنگهى ديدار

از انكه يار كند جلوه بر أولوا الابصار

إِنَّ قارُونَ اسم أعجمي كهارون فلذلك لم ينصرف كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى كان ابن عمه يصهر بن قاهش بن لاوى بن يعقوب وموسى بن عمران ابن قاهش وكان ممن آمن به واقرأ بنى إسرائيل للتوراة وكان يسمى المنور لحسن صورته ثم تغير حاله بسبب الغنى فنافق كما نافق السامري فَبَغى عَلَيْهِمْ قال الراغب البغي طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه او لم يتجاوزه وبغى تكبر وذلك لتجاوزه منزلته الى ما ليس له. والمعنى فطلب الفضل عليهم وان يكونوا تحت امره وليس ببعيد فان كثرة المال المشار إليها بقوله (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ) الآية سبب للبغى وامارة بغيه الإباء والاستكبار والعجب والتمرد عن قبول النصيحة وكان يجر ثوبه كبرا وخيلاء وفى الحديث (لا ينظر الله يوم القيامة الى من جر ثوبه خيلاء) وكان يستخف بالفقراء ويمنع عنهم الحقوق وفى الحديث (اتخذوا الأيادي عند الفقراء قبل ان تجيىء دولتهم) اى فان لهم دولة عظمية يوم القيامة يصل اثرها الى من أطعمهم لقمة او سقاهم شربة او كساهم خرقة او نحو ذلك فيأخذون بايديهم ويدخلون الجنة بامر الله تعالى قال اهل العلم بالأخبار كان أول طغيانه وعصيانه ان الله تعالى اوحى الى موسى عليه السلام انه يأمر بنى إسرائيل ان يعلقوا فى أرديتهم خيوطا اربعة خضرا فى كل طرف خيط على لون السماء قال موسى يا رب ما الحكمة فيه قال يذكرون إذا رأوها ان كلامى نزل من السماء ولا يغفلون عنى وعن كلامى والعمل به قال موسى أفلا تأمرهم ان يجعلوا أرديتهم كلها خضرا فانهم يحقرون هذه الخيوط فقال يا موسى ان الصغير من امرى ليس بصغير فانهم ان لم يطيعونى فى الصغير لم يطيعونى فى الكبير فامرهم ففعلوا وامتنع قارون وقال انما يفعل هذا الأرباب بعبيدهم لكى يتميزوا من غيرهم فكان هذا ابتداء بغيه ولما عبروا البحر جعلت حبورة القربان وهى رياسة المذبح فى هارون قال فى كشف الاسرار [در رياست مذبح آن بود كه بنى إسرائيل قربان كه مى كردند بر طريق تعبد پيش هارون مى بردند وهارون بر مذبح مى نهاد تا آتش از اسمان فرود آمدى وبر كرفتى] فحسده قارون وقال يا موسى لك الرسالة ولهارون الحبورة ولست فى شىء وانا اقرأ بنى إسرائيل للتوراة ليس لى على هذا صبر فقال موسى ما انا جعلتها فى هارون بل الله جعلها من فضله قال قارون والله لا أصدقك فى ذلك حتى ترينى آية تدل عليه فامر موسى رؤساء بنى إسرائيل بوضع عصيهم فى القبة التي

ص: 429

الله فيها وينزل الوحى عليه ففعلوا وباتوا يحرسونها وأصبحوا فاذا بعصا هارون مورقة خضراء اى صارت بحيث لها ورق اخضر وكانت من شجرة اللوز فلما رأها قارون على تلك الحالة العجيبة قال والله ما هذا بأعجب مما تصنع من السحر واعتزل موسى وتبعه طائفة من بنى إسرائيل وجعل موسى يداريه لما بينهما من القرابة وهو لا يلتفت اليه بل يؤذيه ولا يزيد إلا تجبرا وبغيا وَآتَيْناهُ اى قارون مِنَ الْكُنُوزِ اى الأموال المدخرة قال الراغب الكنز جمع المال بعضه فوق بعض وحفظه من كنزت التمر فى الوعاء انتهى. والفرق بين الركاز والمعدن والكنز ان الركاز هو المال المركوز فى الأرض مخلوقا كان او موضوعا والمعدن ما كان مخلوقا والكنز ما كان موضوعا ما موصولة اى الذي إِنَّ مَفاتِحَهُ جمع مفتح بالكسر ما يفتح به اى مفاتح صناديقه لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ خبر ان والجملة صلة ما وهو ثانى مفعولى آتينا. وناء به الحمل إذا أثقله حتى أماله فالباء للتعدية والعصبة والعصابة الجماعة الكثيرة وفى المفردات جماعة معصبة اى متعاضدة وعن ابن عباس رضى الله عنهما العصبة فى هذا الموضع أربعون رجلا وخزائنه كانت اربعمائة الف يحمل كل رجل منهم عشرة آلاف مفتاح. والمعنى لتثقلهم وتميل بهم إذا حملوها لثقلها: وبالفارسية [برداشتن آن مفاتح كران ميكند مردمان با نيروى را يعنى مردمان از كران بارى بجانبي ميل ميكنند] وقال بعضهم وجدت فى الإنجيل ان مفاتح خزائن قارون وقرستين بغلا ما يزيد منها مفتح على إصبع لكل مفتح كنز ويقال كان قارون أينما ذهب يحمل معه مفاتح كنوزه وكانت من حديد فلما ثقلت عليه جعلها من خشب فثقلت فجعلها من جلود البقر على طول الأصابع إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ منصوب بتنوء يعنى موسى وبنى إسرائيل وقيل قاله موسى وحده بطريق النصيحة لا تَفْرَحْ [شادى مكن بمال دنيا] والفرح انشراح الصدر بلذة عاجلة واكثر ما يكون ذلك فى اللذات البدنية الدنيوية والفرح فى الدنيا مذموم مطلقا لانه نتيجة حبها والرضى بها والذهول عن ذهابها فان العلم بان ما فيها من اللذة مفارقة لا محالة يوجب الترح حتما ولذا قال تعالى (لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) ولم يرخص فى الفرح الا فى قوله (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) وقوله (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ) وعلل النهى هاهنا بكونه مانعا من محبة الله تعالى كما قال إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ اى بزخارف الدنيا فان الدنيا مبغوضة عند الله تعالى

دنياى دنى چيست سراى ستمى

افكنده هزار كشته در هر قدمى

كر دست دهد كداى شادى نكند

ور فوت شود نيز نيرزد بغمى

وانما يحب من يفرح باقامة العبودية وطلب السعادة الاخروية وَابْتَغِ اى اطلب فِيما آتاكَ اللَّهُ من الغنى لم يقل بما آتاك الله لانه لم يرد بمالك وانما أراد وابتغ فى حال تملك وفى حال قدرتك بالمال والبدن كما فى كشف الاسرار الدَّارَ الْآخِرَةَ اى ثواب الله فيها بصرفه الى ما يكون وسيلة اليه من مواساة الفقراء وصلة الرحم وفك الأسير ونحوها من أبواب الخير

ص: 430

بدنيا توانى كه عقبى خرى

بخر جان من ور نه حسرت خورى

وَلا تَنْسَ اى لا تترك ترك المنسى

قال فى المفردات النسيان ترك الإنسان ضبط

ما استودع اما لضعف قلبه واما عن غفلة او عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وهو ان تحصل بها آخرتك او تأخذ منها ما يكفيك وتخرج الباقي: وعن على رضى الله عنه لا تنس صحتك وقوتك وشبابك وغناك وفى ذلك ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه (اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك) وقال الكاشفى [وفراموش مكن بهره خود را از مال دنيا يعني نصيب تو در وقت رحلت ازين جهان كفنى خواهد بود و پس از ان حال بر انديش وبمال ومنال غره مشو]

كر ملك تو شام تا يمن خواهد بود

وز سر حد روم تاختن خواهد بود

آن روز كزين جهان كنى عزم سفر

همراه تو چند كز كفن خواهد بود

قال الشيخ سعدى قدس سره

اگر پهلوانى اگر تيغ زن

نخواهى بدر بردن الا كفن

وقال بعض العارفين نصيب العارف من الدنيا ما أشار اليه عليه السلام بقوله (حبب الىّ من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عينى فى الصلاة) ففى الطيب الرائحة الطيبة وفى النساء الوجه الحسن وفى الصلاة فرح القلب وقد سبق غير هذا وَأَحْسِنْ الى عباد الله كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ فيما أنعم به عليك: قال الشيخ سعدى قدس سره

توانكرى چودل دوست كامرانت هست

بخور ببخش كه دنيا وآخرت بردى

وقال

اگر كنج قارون بچنك آورى

نماند مكر آنكه بخشى برى

وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ نهى له عما كان عليه من الظلم والبغي وفى التأويلات النجمية (وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) فى ارض الروحانية بما آتاك الله من الاستعداد الإنساني باستعماله فى مخالفات الشريعة وموافقات الطبيعة فانه يفسد الاستعداد الروحاني والإنساني إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ لسوء أفعالهم بل يحب المصلحين لحسن أعمالهم وقد اختار من عباده الابدال فانهم يجعلون بدل الجهل العلم وبدل الشح الجود وبدل الشره العفة وبدل الظلم العدالة وبدل الطيش التؤدة وبدل الفساد الصلاح فالانسان إذا صار من الابدال فقد ارتقى الى درجة الأحباب قالَ قارون مجيبا للناصحين إِنَّما أُوتِيتُهُ اى هذا المال عَلى عِلْمٍ عِنْدِي حال من مرفوع أوتيته او متعلق باوتيته وعندى صفة له. والمعنى أوتيته حال كونى مستحقا لما فىّ من علم التوراة وكان أعلمهم بها ادعى استحقاق التفضيل على الناس واستيجاب التفوق بالمال والجاه بسبب العلم ولم ينظر الى منة الله تعالى وفضله ولذا هلك وهكذا كل من كان على طريقه فى الادعاء والافتخار والكفران فانه يهلك يوما بشؤم معصيته وصنيعه: قال الحافظ

مباش غره بعلم وعمل فقيه مدام

كه هيچكس ز قضاى خداى جان نبرد

وقال الصائب

ص: 431

بفكر نيستى هركز نمى فتند مغروران

اگر چهـ صورت مقراض لا دارد كريبانها

وقال بعضهم المراد بعلم علم الكيمياء وكان موسى يعلمه تعلما من الله تعالى فعلم يوشع بن نون ثلث ذلك العلم وعلم كالب بن يوقنا ثلثه وعلم قارون ثلثه فخدعهما قارون حتى أضاف علمهما الى علمه او تعلم قارون صنعة الكيمياء من كلثوم اخت موسى وكان تعرف ذلك فرزق مالا عظيما يضرب به المثل على طول الدهر وكان يأخذ الرصاص فيجعله فضة والنحاس فيجعله ذهبا قال الزجاج علم الكيمياء لا حقيقة له وفى الكواشي ومتعاطى هذا العلم الكثير كذبه فلا يلتفت اليه يقول الفقير وهو اولى من قول الزجاج فان فيه إقرارا بأصله فى الجملة وكذا بوجوده والكيمياء له حقيقة صحيحة وقد عمل به بعض الأنبياء وكمل الأولياء فانه لا شك فى الاستحالة والانقلاب بعد تصفية الأجساد وتطهيرها من الكدورات وقد بين فى موضعه ورأيت من وصل اليه بلا نكير والله العليم الخبير

ز كرامات بلند أوليا

اولا شعرست وآخر كيميا

وقال بعضهم المراد بالعلم علم التجارة والدهقنة وسائر المكاسب [كفته اند قارون چهل سال بر كوه متعبد بود ودر عبادت وزهد بر همه بنى إسرائيل غلبه كرد وإبليس شياطين را مى فرستاد تا او را وسوسه كنند وبدنيا در كشند شياطين بر او دست نمى يافتند إبليس خود برخاست وبصورت پيرى زاهد متعبد بر ابروى نشست وخدايرا عبادت همى كرد تا عبادت إبليس بر عبادت وى بيفزود وقارون بتواضع وخدمت وى درآمد وهر چهـ ميكفت باشارت وى ميرفت ورضاى وى مى جست إبليس. روزى كفت ما از جمعه وجماعت باز مانده ايم واز زيارت نيك مردان وتشييع جنازهاى مؤمنان محروم اگر در ميان مردم باشيم وآن خصلتهاى نيكو بر دست كيريم مكر صوابتر باشد قارون را بدين سخن از كوه بزير آورد ودر بيعه شدند وتعبدكاه ايشان معين ساختند مردم چون از حال ايشان با خبر شدند رفقا از هر جانب روى بايشان نهاد وبا ايشان نيكو ميكردند وطعامها مى بردند. روزى إبليس كفت اگر ما بهفته يكروز بكسب مشغول باشيم واين بار وثقل از مردم فرو نهيم مكر بهتر باشد قارون همان صواب ديد وروز آذينه بكسب شدند وباقى هفته عبادت همى كردند روزى چند برآمد إبليس كفت

يكروز كسب كنيم ديكر روز عبادت تا از معاش وبغت چيزى بسر آيد وبصدقه ميدهيم ومردمانرا از ما منفعت بود همان كردند وبكسب مشغول شدند تا دوستىء كسب ودوستىء مال در سر قارون شد إبليس آنگاه از وى جدايى كرفت وكفت من كار خود كردم واو را در دام دنيا آوردم پس قارون بكسب مشغول كشت ودنيا بوى روى نهاد وطغيان بالا كرفت وادعاى استحقاق كرد بسبب علم مكاسب وطريق او] فقال تعالى أَوَلَمْ يَعْلَمْ [آيا ندانست قارون يعنى دانست] أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ الكافرة: يعنى [از اهل روز كارها] والقرن القوم المقترنون فى زمن واحد مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً بالعدد والعدد وَأَكْثَرُ جَمْعاً للمال كنمرود وغيره وقال بعضهم واكثر جمعا للعلم والطاعة مثل إبليس قال المفسرون هذا تعجيب

ص: 432

منه وتوبيخ له من جهته تعالى على اغتراره بقوته وكثرة ماله مع علمه بذلك الإهلاك قراءة فى التوراة وتلقينا من موسى وسماعا من حفاظ التواريخ فالمعنى ألم يقرأ التوراة ويعلم ما فعل الله باضرابه من اهل القرون السابقة حتى لا يغتر بما اغتر به

مكن تكيه بر ملك و چاه وحشم

كه پيش از تو بودست وبعد از تو هم

بگير عبرت از ما سواى قرون

خورد ضرب هر اسب كه باشد حرون

وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ عند إهلاكهم لئلا يشتغلوا بالاعتذار كما قال تعالى (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) كما فى التأويلات النجمية وقال الحسن لا يسألون يوم القيامة سؤال استعلام فانه تعالى مطلع عليها بل يسألون سؤال تقريع وتوبيخ وقال بعضهم لا يسألون بل يعاقبون بلا توقف ولا حساب او لا يسألون لانهم تعرفهم الملائكة بسيماهم فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ عطف على قال وما بينهما اعتراض وقوله فِي زِينَتِهِ اما متعلق بخرج او بمحذوف هو حال من فاعله اى كائنا فى زينته والمراد الزينة الدنيوية من المال والأثاث والجاه يقال زانه كذا وزينه إذا اظهر حسنه اما بالفعل او بالقول. قيل خرج قارون يوم السبت وكان آخر يوم من عمره على بغلة شهباء عليه الأرجوان يعنى قطيفة ارغوانى وعليها سرج من ذهب ومعه اربعة آلاف على زيه. وقال بعضهم ومعه تسعون الفا عليهم المعصفرات وهو أول يوم رؤى فيه اللباس المعصفر وهو المصبوغ بالعصفر وهو صبغ احمر معروف وقد نهى الرجال عن لبس المعصفر لانه من لباس الزينة واسباب الكبر ولان له رائحة لا تليق بالرجال واصل الزينة عند العارفين وجوه مسفرة عليها آثار دموع الشوق والمحبة ساجدة على باب الربوبية قال ابن عطاء ازين ما تزين به العبيد المعرفة ومن نزلت درجاته عن درجات العارفين فازين ما تزين به طاعة ربه ومن تزين بالدنيا فهو مغرور فى زينته: قال الحافظ

قلندران حقيقت به نيم چونخرند

قباى اطلس آنكس كه از هنر عاريست

وفى المثنوى

افتخار از رنك وبو واز مكان

هست شادى وفريب كودكان «1»

وقال الشيخ العطار رحمه الله

همچوطفلان منكر اندر سرخ وزرد

چون زنان مغرور رنك وبو مكرد

وقال الشيخ السعدي

كرا جامه پاكست وسيرت پليد

در دوزخش را نبايد كليد

وقال المولى الجامى

وصلش مجو در اطلس شاهى كه دوخت عشق

اين جامه بر تنى كه نهان زير زنده بود

قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا من بنى إسرائيل جريا على سنن الجبلة البشرية من الرغبة فى السعة واليسار يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ [يا قوم كاشكى بودى ما را از مال همچنانكه قارونرا دادند] وقيل يا ليت يا متمناى تعالى فهذا او انك تمنوا مثله لا عينه حذرا من الحسد فدل على انهم كانوا مؤمنين إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ لذو نصيب وافر من الدنيا

(1) در اواخر دفتر چهارم در بيان شرح كردن موسى عليه السلام وعده سيم

ص: 433

قال الراغب الحظ النصيب المقدر وهو تمنيهم وتأكيد له قال فى كشف الاسرار [فائده اين آيت آنست كه رب العالمين خبر ميدهد ما را كه مؤمن نبايد كه تمنى كند آنچهـ طغيان در آنست از كثرت مال وذلك قوله (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) بلكه از خداى عز وجل كفاف خواهد در دنيا وبلغه عيش چنانكه در خبرست](اللهم اجعل رزق آل محمد كفافا) وفى الحديث (اللهم من أحبني فارزقه العفاف والكفاف ومن ابغضنى فارزقه مالا وولدا) وفى الحديث (طوبى لمن هدى الى الإسلام وكان عيشه كفافا وقنع به) : قال الحافظ

كنج زر كر نبود كنج قناعت باقيست

آنكه آن داد بشاهان بگدايان اين داد

وقال

همايى چون تو عاليقدر حرص استخوان حيفست

دريغا سايه همت كه برنا اهل افكندى

درين بازار اگر سوديست با درويش خرسندست

الهى منعم كردان بدرويشى وخرسندى

وقال المولى الجامى

هر سفله پى بكنج قناعت كجا برد

اين نقد در خزينه ارباب همتست

وقال الشيخ السعدي

نيرزد عسل جان من زخم نيش

قناعت نكوتر بدوشاب خويش

وفى التأويلات النجمية انما وقع نظرهم على عظمة الدنيا وزينتها لا على دناءتها وخساستها وهو انها وقلة متاعها لانهم اغتذوا بغداء شبل حب الدنيا وزينتها المتولد من اسود ظلمات صفات النفس بعضها فوق بعض فهم ينظرون بنظر ظلمات صفات النفس بعد ان كانوا ينظرون بنظر نور صفات القلب يبصرون عزة الآخرة وعظمتها وخسة الدنيا وهوانها فان الرضاع يغير الطباع وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ بأحوال الآخرة وزهدوا فى الدنيا اى قالوا للمتمنين وَيْلَكُمْ [واى بر شما اى طالبان دنيا] وهو دعاء بالإهلاك. بمعنى ألزمكم الله ويلا اى عذابا وهلاكا ساغ استعماله فى الزجر عما لا يرتضى وقد سبق فى طه ثَوابُ اللَّهِ فى الآخرة خَيْرٌ مما تتمنون لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فلا يليق بكم ان تتمنوه غير مكتفين بثوابه ونعيمه وَلا يُلَقَّاها اى ولا يوفق لهذه الكرامة كما فى الجلالين والمراد بالكرامة الثواب والجنة ولا يعطى هذه الكلمة التي تكلم بها العلماء وهى ثواب الله خير قال الله تعالى (وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) اى أعطاهم ولقيته كذا إذا استقبلته به: وبالفارسية وتلقيه وتلقين [نخواهد كرد اين كلمه كه علما كفته اند يعنى در دل وزبان نخواهند دار] إِلَّا الصَّابِرُونَ على الطاعات وعن زينة الدنيا وشهواتها

اهل صبر از جمله عالم برترند

صابران ازواج كردون بگذرند

هر كه كارد تخم صبر اندر جهان

بدرود محصول عيش صابران

فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ يقال خسف المكان يخسف خسوفا ذهب فى الأرض كما فى القاموس وخسف القمر زال ضوءه وعين خاسفة إذا غابت حدتها والباء للتعدية

ص: 434

والمعنى بالفارسية [پس فرو برديم قارون وسراى او را بزمين] قال ابن عباس رضى الله عنهما لما نزلت الزكاة على موسى صالحه على ان يعطيه عن كل الف دينار دينارا وعن كل الف درهم درهما وعن كل الف شاة شاة وذلك بالأمر الإلهي وكان الواجب عشر المال لاربعه فحسب قارون ماله فوجد الزكاة مبلغا عظيما فمنعه البخل والحرص عن دفعها فجمع جمعا من بنى إسرائيل فقال لهم انكم قد أطعتم موسى فى كل ما أمركم به وهو الآن يريد ان يأخذ أموالكم قالوا أنت كبيرنا مرنا بما شئت قال أريد ان افضحه بين بنى إسرائيل حتى لا يسمع بعد كلامه أحد فامرى ان تجلبوا فلانة البغي فنجعل لها جعلا حتى تقذف موسى بنفسها فاذا فعلت ذلك خرج عليه بنوا إسرائيل ورفضوه فدعوها فجعل لها قارون الف دينار وطشتا من ذهب على ان تفعل ما امر به من القذف إذا حضر بنوا إسرائيل من الغد وكان يوم عيد فلما كان الغد قام موسى خطيبا فقال من سرق قطعناه ومن زنى غير محصن جلدناه ومن زنى محصنا رجمناه فقال قارون وان كنت أنت قال وان كنت انا فقال ان بنى إسرائيل يزعمون انك فجرت بفلانة فاحضرت فناشدها موسى بالذي فلق البحر وانزل التوراة ان تصدق فتداركها الله بالتوفيق ووجدت فى نفسها هيبة آلهية من تأثير الكلام فقالت يا كليم الله جعل لى قارون جعلا على ان أقذفك بنفسي وافترى عليك [ومن با وجود كنهكاريها وبد كرداريهاى خود چهـ كنه پسندم كه بر تو تهمت كويم] فخر موسى ساجدا لله تعالى يبكى ويشكو من قارون ويقول اللهم ان كنت رسولك فاغضب لى فاوحى الله اليه انى أمرت الأرض ان تطيعك فمرها بما شئت فقال موسى يا بنى إسرائيل ان الله بعثني الى قارون كما بعثني الى فرعون فمن كان معه فليثبت مكانه ومن كان معى فليعتزل فاعتزلوا ولم يبق مع قارون الا رجلان ثم قال لقارون يا عدو الله تبعث الىّ امرأة تريد فضيحتى على رؤس بنى إسرائيل يا ارض خذيهم فاخذتهم الأرض الى الكعبين فاخذوا فى التضرع وطلب الامان ولم يلتفت موسى إليهم ثم قال خذيهم فاخذتهم الى الركب ثم الى الاوساط ثم الى الأعناق فلم يبق على وجه الأرض منهم شىء إلا رءوسهم وناشده قارون الله والرحم فلم يلتفت موسى لشدة غضبه ثم قال يا ارض خذيهم فانطبقت عليهم الأرض

آنرا كه زمين كشد چون قارون

نى موسيش آورد برون نى هارون

فاسد شده را ز روزكار وارون

لا يمكن ان يصلحه العطارون

قال الله تعالى يا موسى استغاث بك فلم تغثه فو عزتى وجلالى لو استغاث بي لاغثته قال يا رب غضبالك فعلت قال قتادة خسف به فهو يتجلجل فى الأرض كل يوم قامة رجل لا يبلغ قعرها الى يوم القيامة صاحب لباب [فرموده هر روز قارون بمقدار قامت خود بزمين ميرود] وعند نفخ الصور بأرض سفلى [خواهد رسيد] وفى كشف الاسرار [در قصه آورده اند كه هر روز يك قامت خويش بزمين فرو ميشد تا آن روز كه يونس در شكم ماهى در قعر بحر بدو رسيد قارون از حال موسى پرسيد چنانكه خويشانرا پرسند] فاوحى الله تعالى الى الأرض لا تزيدى فى خسفه بحرمة انه سأل عن ابن عمه ووصل به رحمه. ولما خسف به قال

ص: 435

سفهاء بنى إسرائيل ان موسى انما دعا على قارون ليستقل بداره وكنوزه وأمتعته ويتصرف فيها فدعا موسى فخسف بجميع أمواله وداره: قال الحافظ

كنج قارون كه فرو ميرود از قهر هنوز

خوانده باشى كه هم از غيرت درويشانست

وقال

احوال كنج قارون كايام داد بر باد

با غنچهـ باز كوييد تا زر نهان ندارد

وقال

توانكرا دل درويش خود بدست آور

كه مخزون زر وكنج درم نخواهد ماند

قال بعضهم ان قارون نسى الفضل وادعى لنفسه فضلا فخسف الله به الأرض ظاهرا وكم خسف بالاسرار وصاحبها لا يشعر بذلك وخسف الاسرار هو منع العصمة والرد الى الحول والقوة واطلاق اللسان بالدعاوى الفرضية والعمى عن رؤية الفضل والقعود عن القيام بالشكر على ما اولى واعطى وحينئذ يكون وقت الزوال. وخرج قارون على قومه بالزينة فهلك وهكذا حال من يخرج على اولياء الله بالدعاوى الباطلة والكبر والرياسة لا محالة يسقطون من عيونهم وقلوبهم بعد سقوطهم من نظر الحق وتنخسف أنوار ايمانهم فى قلوبهم فلا يرى آثارها بعد ذلك نعوذ بالله سبحانه فَما كانَ لَهُ اى لقارون مِنْ فِئَةٍ جماعة قال الراغب الفئة الجماعة المتظاهرة التي يرجع بعضهم الى بعض فى التعاضد انتهى من فاء اى رجع يَنْصُرُونَهُ بدفع العذاب عنه وهو الخسف مِنْ دُونِ اللَّهِ اى حال كونهم متجاوزين نصرة الله تعالى وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ اى من الممتنعين عنه بوجه من الوجوه يقال نصره من عدوه فانتصر اى منعه فامتنع وَأَصْبَحَ اى صار الَّذِينَ تَمَنَّوْا التمني تقدير شىء فى النفس وتصويره فيها وأكثره تصور ما لا حقيقة له والامنية الصورة الحاصلة فى النفس من تمنى الشيء مَكانَهُ اى منزلته وجاهه بِالْأَمْسِ اى بالوقت القريب منه فانه يذكر الأمس ولا يراد به اليوم الذي قبل يومك ولكن الوقت المستقرب على طريق الاستعارة يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ اى يضيق يقال قدر على عياله بالتخفيف مثل قتر ضيق عليهم بالنفقة اى يفعل كل واحد من البسط والقدر اى التضييق بمحض مشيئته وحكمته لا لكرامة توجب البسط ولا لهوان يوجب القبض. وويكأن عند البصريين مركب من وى للتعجب [چنانست كه كسى از روى ترحم وتعجب با ديكرى كويد «وى لم فعلت ذلك» وى اين چيست كه تو كردى] كما قال الراغب وى كلمة تذكر للتحسر والتندم والتعجب تقول وى لعبد الله انتهى وكأن للتشبيه. والمعنى ما أشبه الأمر ان الله يبسط إلخ وعند الكوفين من ويك بمعنى ويلك وان واعلم مضمر وتقديره ويك اعلم ان الله إلخ: وبالفارسية [واى بر تو بدانكه خداى تعالى إلخ] وانما استعمل عند التنبيه على الخطأ والتندم. والمعنى انهم قد تنبهوا على خطأهم فى تمنيهم وتندموا على ذلك لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ أنعم عَلَيْنا فلم يعطنا ما تمنينا: وبالفارسية [اگر آن نبودى كه خداى تعالى منت نهادى بر ما ونداد بما آنچهـ تمناى ما بود از دنيا] لَخَسَفَ بِنا [ما را بزمين فرو برديد] كما خسف به لتوليد الاستغناء فينا مثل ما ولده فيه من الكبر والبغي ونحوهما من اسباب العذاب والهلاك وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ لنعمة الله اى لا ينجون من عذابه

ص: 436

او المكذبون برسله وبما وعدوا به من ثواب الآخرة قال فى كشف الاسرار حب الدنيا حمل قارون على جمعها وجمعها حمله على البغي عليهم وصارت كثرة ماله سبب هلاكه وفى الخبر (حب الدنيا رأس كل خطيئة)[دوستى دنيا سر همه كناهها هست ومايه هر فتنه وبيخ هر فساد. وهر كه از خداى بازماند بمهر ودوستى دنيا بازماند دنيا پلى كذشتنى وبساطى در نوشتنى ومرتع لافكاه مدعيان ومجمع باركاه بى خطران سرمايه بى دولتان ومصطبه بدبختان معشوقه ناكسان وقبله خسيسان دوست بى وفا ودايه بى مهر جمالى با نقاب دارد ورفتارى ناصواب و چون تو دوست زير خاك صد هزاران هزار دارد بر طارم طرازى نشسته واز شبكه بيرون مى نكرد وبا تو ميكويد من چون تو هزار عاشق از غم كسستم نالود بخون هيچكس انكشتم مصطفى عليه السلام كفت](ما من أحد يصيب فى الدنيا الا وهو بمنزلة الضيف وماله فى يده عارية فالضيف منطلق والعارية مردودة) وفى رواية اخرى (ان مثلكم فى الدنيا كمثل الضيف وان

ما فى ايديكم عارية) [ميكويد مثل شما درين دنياى غدار مثل مهمانى است كه بمهمان خانه فرو آيد هر آينه مهمان رفتنى بود نه بودنى هم چومرد كاروانى كه بمنزل فرو آيد لا بد از آنجا رخت بردارد در تمنا كند كه آنجا بيستد سخت نادان وبى سامان بود كه آن نه بمقصود رسد ونه بخانه باز آيد جهد آن كن اى جوانمرد كه پل بلوى بسلامت باز كذارى وآنرا دار القرار خود نسانى ودل درو بندى تا بر تو شيطان ظفر نيابد صد شير كرسنه در كله كوسفند چندان زيان بكند كه شيطان با تو كند](إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)[وصد شيطان آن نكند كه نفس اماره با تو كند (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) [يكى تأمل كن در كار قارون بدبخت نفس وشيطان هر دو دست در هم دادند تا او را ز دين بر آوردند از انكه آبش از سرچشمه خود تاريك بود يكچند او را با عمل عاريتى دادند لؤلؤ شاهوار همى نمود چون حكم ازلى وسابقه أصلي در رسيد خود شبه قير رنك بود زبان حالش همى كويد]

من پندارم كه هستم اندر كارى

اى بر سر پندار چون من بسيارى

اكنون كه نماند با قوم بازارى

در ديده پنداشت زدم مسمارى

واعلم ان تمنى الدنيا مذموم الا ما كان لغرض صحيح وهو صرفها الى وجوه البر كالصدقة ونحوها وعن كبشة الأنماري رضى الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (ثلاث اقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه. فاما التي اقسم عليهن فانه ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها الا زاده الله به عزا ولا فتح عبد باب مسألة الا فتح الله عليه باب فقر. واما الذي أحدثكم فاحفظوه) فقال (انما الدنيا لاربعة نفر عبد رزقه الله علما ومالا فهو يتقى فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعمل لله فيه بحقه فهذا بأفضل المنازل وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو ان لى مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته واجرهما سواء وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو لا يتقى فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعمل لله فيه بحقه وعبد لم يرزقه الله علما ولا مالا فهو يقول لو ان لى مالا لعملت

ص: 437

فيه بعمل فلان فهو بنيته ووزرهما سواء) كما فى المصابيح تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ اشارة تعظيم كأنه قيل تلك الجنة التي سمعت خبرها وبلغك وصفها والدار صفة والخبر قوله نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ اى ارتفاعا وغلبة وتسلطا كما أراد فرعون حيث قال تعالى فى أول السورة (إِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ) وَلا فَساداً اى ظلما وعدوانا على الناس كما أراد قارون حيث قال تعالى فى حقه على لسان الناصح (وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ) وفى تعليق الوعد بترك ارادتهما لا بترك أنفسهما مزيد تحذير منهما وَالْعاقِبَةُ الحميدة: وبالفارسية [سرانجام نيكو] لِلْمُتَّقِينَ اى للذين يتقون العلو والفساد وما لا يرضاه الله من الأقوال والافعال: وعن على رضى الله عنه ان الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها يعنى ان من تكبر بلباس يعجبه فهو ممن يريد علوا فى الأرض وعن على رضى الله عنه انه كان يمشى فى الأسواق وحده وهو وال يرشد الضال ويعين الضعيف ويمر بالبياع والبقال فيفتح عليه القرآن ويقرأ (تِلْكَ الدَّارُ) إلخ ويقول نزلت هذه الآية فى اهل العدل والتواضع من الولاة واهل المقدرة من سائر الناس وعن عمر بن عبد العزيز كان يردد هذه الآية حتى قبض وكان عليه السلام يحلب الشاة ويركب الحمار ويجيب دعوة المملوك ويجالس الفقراء والمساكين قال بعض الكبار احذر ان تريد فى الأرض علوا او فسادا والزم الذل والانكسار والخمول فان أعلى الله كلمتك فما أعلاها الا الحق وذلك ان يرزقك الرفعة فى قلوب الخلق وإيضاح ذلك ان الله ما انشأك الا من الأرض فلا ينبغى لك ان تعلو على أمك واحذر ان تتزهد او تتعبد او تتكرم وفى نفسك استجلاب ذلك لكونه يرفعك على اقرانك فان ذلك من ارادة العلو فى الأرض وما استكبر مخلوق على آخر إلا لحجابه عن معية مع الحق ذلك المخلوق الآخر ولو شهدها لذل وخضع قال فى كشف الاسرار [فردا در سراى عزت ساكنان مقعد صدق ومقربان حضرت جبروت قومى باشند كه در دنيا برترى ومهترى نجويند وخود را از همه كس كهتر وكمتر دانند وبچشم پسند هركز در خود ننكرد چنانكه آن جوانمرد طريقت كفت كه از موقف عرفات بازگشته بود او را كفتند] كيف رأيت اهل الموقف قال رأيت قوما لولا انى كنت فيهم لرجوت ان يغفر الله لهم: قال الشيخ سعدى

بزركى كه خود را ز خردان شمرد

بدنيى وعقبى بزركى ببرد

تو آنكه شوى پيش مردم عزيز

كه مر خويشتن را نكيرى بچيز

[يكى از بزركان دين إبليس را ديد كفت ما را پندى ده كفت مكو من تا نشوى چون من شيخ حيف كفت منى بيفكندن در شريعت زندقه است ومنى اثبات كردن در حقيقت شرك است چون در مقام شريعت باشى همى كوى كه او خود همه ازو شريعت تعاليست وحقيقت احوال أقوام افعال بتو ونظام احوال با او] قال بعضهم العلو النظر الى النفس والفساد النظر الى الدنيا والدنيا خمر إبليس من شرب منها شربة لا يفيق الا يوم القيامة ويقال العلو الخطرات فى القلب والفساد فى الأعضاء فمن كان فى قلبه حب الرياسة والجاه وحظوظ النفس

ص: 438

وفى اعماله الرياء والسمعة فهو لا يصل الى مقام القرب وكذا من كان فى قلبه سوء العقيدة وفى جوارحه عبادة غير الله والدعوة إليها وأخذ الأموال وكسر الاعراض واستحلال المعاصي فهو لا يصل الى الجنة ايضا وهو قرين الشيطان والشياطين فى النار مع قرنائهم واعلم ان العلو فى ارض البشرية علو الفراعنة والجبابرة والاكاسرة والعلو فى ارض الروحانية علو الأبالسة وبعض الأرواح الملكية مثل هاروت وماروت وكلاهما مذموم وكذا الفساد النظر الى غير الله فالله تعالى لا يجعل مملكة عالم الغيب والملكوت الا فى تصرف من خلص من طلب العلو والنظر الى الغير بنظر المحبة وسلم التصرف كله الى المالك الحقيقي وخرج من البين

هر چهـ خواخى بكن كه ملك تراست «1»

جعلنا الله وإياكم من الآخذين بذيل حقيقة التقوى وعصمنا من الاعتراض والانقباض والدعوى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ [هر كجا بيارد خصلت نيكو در روز قيامت] فَلَهُ بمقابلتها خَيْرٌ مِنْها ذاتا ووصفا وقدرا اما الخيرية ذاتا فظاهرة فى اجزية الأعمال البدنية لانها اعراض واجزيتها جواهر وكذا فى المالية إذ لا مناسبة بين زخارف الدنيا ونفائس الآخرة فى الحقيقة واما وصفا فلانها أبقى وأنقى من الآلام والاكدار واما قدرا فللمقابلة بعشر أمثالها لا اقل يعنى انه يجازى بالحسنة الواحدة عشرا فيكون الواحد ثوابا مستحقا والتسعة تفضلا وجودا والتسعة خير من الواحد من ذلك الجنس وقال بعضهم الحسنة المعرفة وما هو خير منها هو الرؤية. او الاعراض عما سوى الله وما هو خير منه هو مواهب الحق تعالى لان الاعراض مضاف الى الفاني ومتعلق بالمخلوق والمواهب مضافة الى الباقي ومتعلقة بالقديم وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ كالشرك والرياء والجهل ونحوها فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ وضع فيه الظاهر موضع الضمير لتهجين حالهم بتكرير اسناد السيئة إليهم وفائدة هذه الصورة انزجار العقلاء عن ارتكاب السيئات

هر چهـ در شرع وعقل بد باشد

نكند هر كه با خرد باشد

إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ الا مثل ما كانوا يعملون فحذف المثل وأقيم مقامه ما كانوا يعملون مبالغة فى المماثلة اخبر تعالى ان السيئة لا يضاعف جزاؤها فضلا منه ورحمة ولكن يجزى عليها عدلا فليجتنب العبد عما نهت عنه الفتوى والتقوى إذ لكل نوع من السيئة نوع من الجزاء عاجلا وآجلا: وفى المثنوى

هر چهـ بر تو آيد از ظلمات وغم

آن ز بى شرمى وكستاخيست هم

- حكى- عن ابراهيم بن أدهم رحمه الله انه كان بمكة فاشترى من رجل تمرا فاذا هو بتمرتين فى الأرض بين رجليه ظن انهما من الذي اشتراه فرفعهما وأكلهما وخرج الى بيت المقدس وفيه قبة تسمى الصخرة فدخلها وسكن فيها يوما وكان الرسم ان يخرج منها من كان فيها لتخلو للملائكة فاخرج بعد العصر من كان فيها فانحجب ابراهيم ولم يروه فبقى الليلة فيها ودخل الملائكة فقالوا هاهنا حس آدمي وريحه قال واحد منهم هو ابراهيم بن أدهم زاهد

(1) در أوائل دفتر يكم در بيان خواستن توفيق رعايت ادب إلخ

ص: 439

خراسان وقال آخر الذي يصعد منه كل يوم الى السماء عمل متقبل قال نعم غير ان طاعته موقوفة منذ سنة ولم تستجب دعوته منذ سنة لمكان التمرتين عليه قال ثم نزلت الملائكة واشتغلوا بالعبادة حتى طلع الفجر ورجع الخادم وفتح القبة وخرج ابراهيم وتوجه الى مكة وجاء الى باب ذلك الحانوت فاذا هو بفتى يبيع التمر فسلم عليه وقال كان هاهنا شيخ فى العام الاول فاخبره انه كان والدي فارق الدنيا فقص ابراهيم قصة التمرتين فقال الفتى جعلتك فى حل من نصيبى وأنت اعلم فى نصيب أختي ووالدتي قال فاين أختك ووالدتك قال هما فى الدار فجاء ابراهيم الى الباب وقرعه فخرجت عجوز متكئة على عصاها فسلم ابراهيم عليها وأخبرها القصة قالت جعلتك فى حل من نصيبى وكذا ابنتها فخرج ابراهيم وتوجه الى بيت المقدس ودخل القبة فدخلت الملائكة وقالوا هو ابراهيم وكان لا تستجاب دعوته منذ سنة غير انه أسقط ما عليه من التمرتين فقبل الله ما كان موقوفا من طاعته واستجاب دعوته وإعادة الى درجته فبكى ابراهيم فرحا وكان بعد ذلك لا يفطر الا فى كل سبعة ايام بطعام يعلم انه حلال وفى التأويلات النجمية يشير الى ان جزاء السيئات على حسب ما يعملون من السيئات فان كانت السيئة الشرك بالله فجزاؤه النار الى الابد وان كانت المعاصي فجزاؤها العذاب بقدر المعاصي صغيرها وكبيرها وان كانت حب الدنيا وشهواتها فجزاؤه الحرمان من نعيم الآخرة بحسبها وان كانت طلب الجاه والرياسة والسلطنة الدنيوية فجزاؤه الذلة والصغار ونيل الدركات وان كانت طلب نعيم الآخرة ورفعة الدرجات فجزاؤه الحرمان من الكمالات وكشف شواهد الحق تعالى وان كانت التلذذ بفوائد العلوم واستحلاء المعاني المعقولة فجزاؤه الحرمان من كشوف العلوم والمعارف الربانية وان كانت ببقاء الوجود فجزاؤه الحرمان من الفناء فى الله والبقاء بالله بتجلى صفات الجمال والجلال انتهى كلامه قدس سره إِنَّ الَّذِي اى ان الله الذي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ أوجب عليك تلاوته وتبليغه والعمل به لَرادُّكَ اى بعد الموت والرد الصرف والإرجاع إِلى مَعادٍ اى مرجع عظيم يغبطك به الأولون والآخرون وهو المقام المحمود الموعود ثوابا على إحسانك فى العمل وتحمل هذه المشقات التي لا تحملها الجبال وقال الامام الراغب فى المفردات الصحيح ما أشار به امير المؤمنين وذكره ابن عباس رضى الله عنهما ان ذلك الجنة التي خلقه الله تعالى فيها بالقوة فى ظهر آدم وأظهره منه يقال عاد فلان الى كذا وان لم يكن فيه سابقا واكثر اهل التفسير على ان المراد بالمعاد مكة تقول العرب رد فلان الى معاده يعنى الى بلده لانه يتصرف فى الأرض ثم يعود الى بلده والآية نزلت بالجحفة بتقديم الجيم المضمومة على الحاء الساكنة موضع بين مكة والمدينة وهو ميقات اهل الشام وعليه المولى الفنارى فى تفسير الفاتحة. والمعنى لراجعك الى مكان هو لعظمته اهل لان يقصد العود اليه كل من خرج منه وهو مكة المشرفة وطنك الدنيوي- وروى- انه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار مهاجرا الى المدينة ومعه أبو بكر رضى الله عنه عدل عن الطريق مخافة الطلب فلما أمن رجع الى الطريق ونزل الجحفة وكانت قرية جامعة على اثنين وثمانين ميلا من مكة وكانت تسمى مهيعة فنزلها بنوا

ص: 440

عبيد وهم اخوة عاد وكان أخرجهم العماليق من يثرب فجاءهم سيل فاجحفهم اى ذهب بهم فسميت جحفة فلما نزل اشتاق الى مكة لانها مولده وموطنه ومولد آبائه وبها عشيرته وحرم ابراهيم عليه السلام

مشتاب ساريان كه مرا پاى در كلست

بيرون شدن ز منزل اصحاب مشكلست

چون عاقبت ز صحبت ياران بريدنست

پيوند با كسى نكند هر كه عاقلست

وقال

فتنها در انجمن پيدا شود از شور من

چون مرا در خاطر آيد مسكن ومأواى دوست

فنزل جبريل عليه السلام فقال له أتشتاق الى مكة قال نعم

ممكن نشد شرح دهم اشتياق را

فاوحاها اى الآية اليه وبشره بالغلبة والظهور اى لرادك الى مكة ظاهرا من غير خوف فلا تظن انه يسلك به سبيل أبويك ابراهيم فى هجرته من حران بلد الكفر الى الأرض المقدسة فلم يعد إليها وإسماعيل من الأرض المقدسة الى اقدس منها فلم يعد إليها: قال الحافظ

سروش عالم غيبم بشارتى خوش داد

كه كس هميشه بگيتى دژم نخواهد ماند

قال ابن عطاء رحمه الله ان الذي يسر عليك القرآن قادر على ان يردك الى وطنك الذي ظهرت منه حتى تشاهد سرك على دوام أوقاتك كما قال فى تأويلات الكاشفى [معاد فنا فى الله است در احديت ذات وبقا بالله در مقام تحقق بجميع صفات وبرسالك متبصر اينجا سر منه بدا واليه يعود روشن ميگردد

چون او زبد اين وآنرا ابتدا

هم بدو بايد كه باشد انتها

نورهايى را كه كرد از حق طلوع

جمله را هم سوى او باشد رجوع

ثم قرر الوعد السابق فقال قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ يعلم مَنْ جاءَ بِالْهُدى وما يستحقه من الثواب فى المعاد والنصرة فى الدنيا وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ يريد به المشركين ودلت الآية على ان الله تعالى يفتح على المهتدى ويقهر الضال ولكل عسر يسر فسوف يراه من يصبر فلا ينبغى للعاقل ان ييأس من روح الله- روى- ان رجلا ركب البحر فانكسرت السفينة فوقع فى جزيرة فمكث ثلاثة ايام لا يرى أحدا ولم يذق شيأ فتمثل بقوله

إذا شاب الغراب أتيت أهلي

وصار القير كاللبن الحليب

وصار البر مسكن كل حوت

وصار البحر مرتع كل ذيب

فسمع هاتفا يهتف

عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف ويفك عان

ويأتى اهله الرجل الغريب

قال فما لبث ساعة الا فرج الله عنه وفى تفسير الآية اشارة الى ان حب الوطن من الايمان وكان عليه السلام يقول كثيرا الوطن الوطن فحقق الله سؤله فحقق الله سؤله يقال الإبل نحن الى أوطانها وان كان عهدها بعيدا والطير الى وكره وان كان موضعه مجدبا والإنسان الى وطنه وان كان غيره اكثر له

ص: 441

نفعا وقدم اصيل الغفاري على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل ان يضرب الحجاب فقالت له عائشة رضى الله عنها كيف تركت مكة قال اخضر نباتها وابيض بطحاؤها واغدق اذخرها واث سملها فقال عليه السلام (حسبك يا اصيل لا تحزنى) قال عمر رضى الله عنه لولا حب الوطن لخرب بلد السوء فبحب الأوطان عمرت البلدان واعلم ان الميل الى الأوطان وان كان لا ينقطع عن الجنان لكن يلزم للمرء ان يختار من البقاع أحسنها دينا حتى يتعاون بالاخوان قيل لعيسى عليه السلام من نجالس يا روح الله قال من يزيد فى علمكم منطقة ويذكركم الله رؤيته ويرغبكم فى الآخرة عمله: قال الشيخ سعدى قدس سره

سعديا حب وطن كر چهـ حديث است صحيح

نتوان مرد بسختى كه من اينجا زادم

وقال الحافظ

ديار يار مرد مرا مقيد ميكند ور نه

چهـ جاى فارس كين محنت جهان بكسر نمى ازرد

والعاقل يختار الفراق عن الأحباب والاوطاق ولا يجترئ على الفراق عن الملك الديان

لكل شىء إذا فارقته عوض

وليس لله ان فارقت من عوض

فاقطع الالفة عما سوى الله اختيارا

قبل الانقطاع اضطرارا

الفت مكير همچوالف هيچ با كسى

تا بسته الم نشوى وقت انقطاع

ذو النون مصرى قدس سره [ميكويد روزى در اثناى سفر كه شهرى رسيدم خواستم كه در اندرون شهر روم بر در ان شهر كوشكى ديدم وجويى روان بنزديك جوى رفتم وطهارت كردم چون چشم بر بام كوشك افتاد كنيزكى را ديدم ايستاده در غايت حسن وجمال چون نظر او بمن افتاد كفت اى ذو النون من ترا از دور ديدم پنداشتم كه مجنونى و چون طهارت كردى تصور كردم عالمى و چون از طهارت فارغ شدى و پيش آمدى پنداشتم عارفى اكنون محقق شدم نه مجنونى نه عالمى ونه عارفى كفتم چرا كفت اگر ديوانه بودى طهارت نكردى واگر عالم بودى نظر بخانه بيكانه ونامحرم نكردى واگر عارف بودى دل تو بما سوى الله مايل نبودى] كذا فى جليس الخلوة وأنيس الوحدة وَما كُنْتَ يا محمد تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ اى يرسل وينزل كما تقول العجم خبر [بمن افكند] كما فى كشف الاسرار والمعنى سيردّك اى معادك كما القى إليك القرآن وما كنت ترجوه فهو تقرير للوعد السابق ايضا إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ولكن ألقاه إليك رحمة منه فاعمل به فالاستثناء منقطع وفى التأويلات النجمية (وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ) القرآن إلقاء الإكسير على النحاس لتعديل جوهر نحاس انانيتك بابريز هويته ما كان ذلك (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) اختصك بهذه الرحمة عن جميع الأنبياء لان كتبهم أنزلت فى الألواح والصحف على صورتهم وكتابك نزل به الروح الامين على قلبك إلقاء كالقاء الإكسير فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً [پشت ويار] لِلْكافِرِينَ على ما كانوا عليه بل كن ظهيرا ومعينا للمؤمنين وَلا يَصُدُّنَّكَ اى لا يصرفنك ويمنعنك الكافرون عَنْ آياتِ اللَّهِ اى عن قراءتها والعمل بها بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ تلك الآيات القرآنية إِلَيْكَ وقرئت عليك وذلك حين دعوه عليه السلام

ص: 442

الى دين آبائهم وتعظيم أوثانهم والموافقة الى أباطيلهم وَادْعُ الناس إِلى رَبِّكَ الى عبادته وتوحيده وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بمساعدتهم فى الأمور وفى التأويلات النجمية (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فى الدعوة بان تدعو طلاب الحق وعشاقه الى الجنة والنعيم فادعهم الى ربهم خالصا عن شرك الجنة وفى فتح الرحمن وجميع الآية يتضمن المهادنة والموادعة وهذا كله منسوخ بآية السيف انتهى وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ: قال الكاشفى [مخاطب درين آيات حضرت پيغمبر است ومراد امت اند وفائده خطاب بآن حضرت قطع طمع مشركانست از موافقت وى با ايشان] وفيه اظهار ان المنهي عنه فى القبح بحيث ينهى عنه من لا يمكن صدوره عنه أصلا لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وحده كُلُّ شَيْءٍ من الإنسان والحيوان والجن والشيطان والملك والحور عين والجنة والنار والعرش والكرسي ونحوها هالِكٌ الهلاك هنا بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا اى فان وباطل ومعدوم ولو لحظة إِلَّا وَجْهَهُ إلا ذاته تعالى فانه واجب الوجود وكل ما عداه ممكن فى حد ذاته عرضة للهلاك والعدم والوجه يعبر به عن الذات وقال ابو العالية كل شىء فان الا ما أريد به وجهه من الأعمال وفى الأثر (يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال ميزوا ما كان منها لله فيميز ما كان منها لله ثم يؤمر بسائرها فيلقى فى النار) وقال بعض أكابر العارفين الضمير راجع الى الشيء والمعنى كل شىء فان فى حد ذاته الا وجهه الذي يلى جهته تعالى وذلك لان الممكن له وجود ماهية عارضة على وجوده فماهيته امر اعتباري معدوم فى الخارج لا يقبل الوجود فيه من حيث هو هو ووجوده موجود لا يقبل العدم من حيث هو هو كما قال بعضهم الأعيان من حيث تعيناتها العدمية وهى الإمكان والحدوث راجعة الى العدم وان كانت باعتبار الحقيقة والتعينات الوجودية عين الوجود فاذا قرع سمعك من كلام العارفين ان عين المخلوق عدم والوجود كله لله فتلق بالقبول فانه يقول ذلك من هذه الجهة قال المغربي

غير تو نيست اما هستى همى نمايد

چون پيش چشم تشنه در باديه سرابى

وقال المولى الجامى

شهود يار در اغيار مشرب جاميست

كدام غير كه لا شىء فى الوجود سواه

لَهُ الْحُكْمُ اى القضاء النافذ فى الخلق وَإِلَيْهِ لا الى غيره تعالى تُرْجَعُونَ تردون عند البعث للجزاء بالحق والعدل فمن كان رجوعه بالاضطرار وجد الجبار القهار فوفاه حسابه ومن كان رجوعه بالاختيار وجد العفو الغفار فافرغ عليه ثوابه وذلك بالفناء قبل الفناء بازالة حجاب التعين واذابة انانيات الوجود قال الشيخ سعدى

اى برادر چوعاقبت خاكست

خاك شو پيش از انكه خاك شوى

[در شرح عوارف مذكور است كه نكفت نهلك تا معلوم شود كه وجود همه اشيا در وجود او امروز هالك است وحواله مشاهده اين حال بفردا در حق محجوبانست](يوم يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً)

با وجود تو ز من راست نيايد كه منم

قال الشيخ ابو الحسن البكري قدس سره استغفر الله مما سوى الله اى لان الباطل يستغفر من اثبات

ص: 443