الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمالة، والمدود ووقوف حمزة [فإ] لى كم هذا؟ وآخر منهم إن حضر في ختمة أو تلا في محراب جعل ديدنه إحضار غرائب الوجوه والسكت، والتهوع بالتسهيل، وأتى بكل خلاف ونادى على نفسه أنا (أبو فلان)(12) فاعرفوني فإني عارف [بالسبع](13) إيش يُعمل بك؟ لا صبحك الله بخير إنك حجر منجنيق ورصاص على الأفئدة.
[علم الحديث]
والمحدثون: فغالبهم لا يفقهون ولا همة لهم في معرفة الحديث ولا [في](13) التدين به، بل الصحيح والموضوع عندهم [بنسبة](14) إنما همتهم في السماع على جهلة الشيوخ، وتكثير العدد من الأجزاء والرواة، لا يتأدبون بآداب الحديث، ولا يستفيقون من سكرة السماع، الآن يسمع [الجزء] (51) ونفسه تحدثه: متى يرويه أبعد الخمسين سنة! ويحك ما أطول أملك وأسوأ عملك، معذور سفيان الثوري إذ يقول فيما رواه أحمد بن يوسف التغلبي ثنا خالد بن خداش ثنا حماد بن زيد قال قال سفيان الثوري - رحمه
(12) لا وجود لها في "س" والمطبوعة.
(13)
ما بين المعكوفتين من "س" والمطبوعة.
(14)
في "م"(شبه) .
(15)
في "م"(الخبر) .
الله -: (لو كان الحديث خيرا لذهب كما ذهب الخير)(16) .
صدق والله وأي خير في حديث مخلوط صحيحه بواهيه، وأنت لا تفليه ولا تبحث عن ناقليه، ولا تدين الله به.
أما اليوم في زماننا فما يفيد المحدث الطلب والسماع مقصود الحديث من التدين به، بل فائدة السماع [ليروي](17) فهذا والله لغير الله، خطابي معك يا محدث لا مع من يسمع ولا يعقل ولا يحافظ على الصلوات، ولا يجتنب الفواحش ولا قرش الحشائش ولا يحسن أن يصدق فيها، فيا هذا لا تكن محروما مثلى فأنا نحس أبغض المناحيس (18) .
وطالب الحديث اليوم ينبغي له أن ينسخ أولا (الجمع
(16) هذا الاسناد حسن، وقد أخرجه الخطيب في (شرف أصحاب الحديث، ص 123) مع اختلاف يسير في الألفاظ وإسناده صحيح، وأحمد بن يوسف هذا: ثقة مامون، له ترجمة في (تاريخ بغداد، 5: 218، 219) ، و (الأنساب، 3: 59) .
(17)
وفي "م"(يروى) .
(18)
ولا شك أن هذا من تواضعه الجم، واستحقاره لنفسه - رحمه الله تعالى -.
بين الصحيحين (19) و (أحكام عبد الحق)(20) و (الضياء)(21) ، ويدمن النظر [فيهم](22) ويكثر (23) من تحصيل تواليف البيهقي فإنها نافعة، ولا أقل من مختصر كـ (الإلمام)(24)[ودراسة](25) ، فإيش (26) السماع على جهلة المشيخة الذين ينامون والصبيان يلعبون والشبيبة يتحدثون
(19)(الجمع بين الصحيحين) لمحمد بن ابي نصرالحميدي، وقد ألف جماعة من العلماء في الجمع بين الصحيحين، انظر (الرسالة المستطرفة، صـ 129) ، و (تاريخ التراث العربي، 1: 245) لفؤاد سزكين، ومقدمة الشيخ الفاضل الدكتور ربيع بن هادي المدخلي (كتاب المدخل إلى الصحيح) للحاكم ص 21.
(20)
هو عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الاشبيلي، كان فقيها حافظا، عالما بالحديث وعلله عارفا بالرجال، موصوفا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة، مشاركا في الأدب وقول الشعر، صنف في الأحكام نسختين كبرى وصغرى، توفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وله ترجمة في (تهذيب الأسماء واللغات، 1: 292) ، و (تذكرة الحفاظ، 4: 1350) ، و (طبقات الحفاظ، صـ 479) ، و (شذرات الذهب، 4: 271) .
(21)
هو الإمام الحافظ الحجة محدث الشام ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد السعدي الحنبلي، صاحب التصانيف النافعة، وأشهرها كتاب (الأحاديث المختارة) ، وهو الذي قصده المصنف رحمه الله. انظر ترجمته في (تذكرة الحفاظ، 4: 1405) ، و (العبر، 5: 179) ، و (الذيل على طبقات الحنابلة، 2: 236) ، و (الشذرات، 5: 224) .
(22)
وفي "م"(فيها) .
(23)
تكررت هذه الكلمة في "م" مرتين.
(24)
كتاب (الإلمام باحاديث الأحكام) لابن دقيق العيد، وقد طبع في دار الفكر بدمشق سنة 1383 هـ - 1963 م، وهي الطبعة الأولى.
(25)
لا وجود لها في "م".
(26)
وفي المطبوعة (فأي شيء ينفع) .
ويمزحون، وكثير منهم ينعسون، ويكابرون، والقارىء يصحف، وإتقانه (27) في تكثير (أو كما قال) ، والرضع يتصاعقون، بالله خلونا، فقد بقينا ضحكة لأولي المعقولات، يطنزون بنا هؤلاء هم أهل الحديث (28) ، نعم ماذا يضر! ولو لم يبق إلا تكرار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لكان خيرا من تلك الأقاويل (29) التي تضاد الدين وتطرد الإيمان واليقين،
(27) ليست في "س".
(28)
قال المصنف رحمه الله في معرض كلام له في (تذكرة الحفاظ، 2: 530) : (فلقد تفانى أصحاب الحديث وتلاشوا، وتبدل الناس بطلبة يهزأ بهم أعداء الحديث والسنة ويسخرون منهم، وصار علماء العصر في الغالب عاكفين على التقليد في الفروع من غير تحرير لها، ومكبين على عقليات من حكمة الأوائل وآراء المتكلمين من غير أن يتعقلوا أكثرها، فعم البلاء واستحكمت الأهواء ولاحت مبادىء رفع العلم وقبضه من الناس، فرحم الله امرءا أقبل على شأنه وقصر من لسانه وأقبل على تلاوة قرآنه وبكى على زمانه وأدمن النظر في الصحيحين، وعبد الله قبل أن يبغته الأجل، اللهم فوفق وارحم) . قلت: لا شك أن كلام المصنف رحمه الله لا يعنى به أهل العلم المتخصصين فيه والممارسين له الذين رحلوا في سبيله ولقوا النصب في تحصيله، وإجهاد النفس في ذلك، وإنما يعنى به الجهلة الذين لا علم لهم به، وسيذكر المصنف بعض الحفاظ في زمانه الذين لم يأت بعدهم مثلهم، وهذا الكلام صدر من المصنف في حق أبناء زمانه فكيف لو عاش في زماننا؟!
(29)
قال عبد الله بن بكر الطبراني الزاهد رحمه الله: (أبرك العلوم وافضلها وأكثرها نفعا في الدنيا والدين بعد كتاب الله تعالى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما فيها من كثرة الصلاة عليه، وإنها كالرياض والبساتين تجد فيها كل خير وبر، وفضل وذكر) أخرجه ابن عساكر كما في (تهذيب تاريخه، 7: 314) .
وتردي في أسفل السافلين، لكنك معذور فما شممت للاسلام رائحة، ولا رأيت أهل الحديث، فأوائلهم كان لهم شيخ عالى الاسناد، بينه وبين الله واحد، معصوم عن معصوم، سيد البشر عن جبريل عن الله عز وجل فطلبه مثل أبي بكر وعمر، وابن مسعود وأبي هريرة الحافظ وابن عباس، وسادة الناس الذين طالت أعمارهم، وعلا سندهم وانتصبوا للرواية الرفيعة، [فحمل](30) عنهم مثل مسروق وابن المسيب والحسن البصري والشعبي وعروة وأشباههم من أصحاب الحديث، وأرباب الرواية والدراية، والصدق والعبادة، والإتقان والزهادة [الذين](31) من طلبتهم مثل الزهري، وقتادة، والأعمش، وابن جحادة (32) وأيوب، وابن عون، وأولئك السادة الذين أخذ عنهم الأوزاعي والثوري ومعمر والحمادان (33) وزائدة (34) ومالك والليث وخلق سواهم، من أشياخ ابن المبارك ويحيى القطان وابن مهدي ويحيى بن آدم والشافعي والقعنبي وعدة من أعلام الحديث الذين خلفهم، مثل أحمد بن حنبل واسحاق وابن المديني
(30) وفي "م"(تحمل) .
(31)
وفي "م"(والذين) .
(32)
هو محمد بن جحادة الأودي: وثقه أحمد وأبو حاتم والنسائي وابن حبان ويعقوب بن سفيان (تهذيب التهذيب، 9: 92) .
(33)
أي حماد بن زيد وحماد بن سلمة.
(34)
وفي المطبوعة (وزيادة) وهو تحريف.
ويحيى بن معين [وأبي خيثمة](35) وابن نمير وأبى كريب وبندار وما يليهم من مشيخة البخاري ومسلم و [أبي](36) داود والنسائي وأبى زرعة وأبى حاتم ومحمد بن نصر وصالح جزرة وابن خزيمة، وخلائق ممن كان في الزمن الواحد، منهم ألوف من الحفاظ ونقلة العلم الشريف.
ثم تناقص هذا الشأن في المائة الرابعة بالنسبة إلى المائة الثالثة، ولم يزل ينقص إلى اليوم، فأفضل من في وقتنا اليوم من المحدثين على قلتهم نظير صغار من كان في ذلك الزمان على كثرتهم.
وكم من رجل مشهور بالفقه والرأي في الزمن القديم أفضل في الحديث من المتأخرين، وكم من رجل من متكلمي القدماء أعرف بالأثر من سنية (37) زماننا، فما أدركنا من أصحاب الحديث الا طائفة كقاضي ديار مصر وعالمها تقي الدين ابن دقيق العيد، والحافظ الحجة شرف الدين الدمياطي، والحافظ جمال الدين بن الظاهري، والشيخ شهاب الدين بن فرح ونحوهم.
وأدركنا من عكر الطلبة شهاب الدين ابن الدقوقي،
(35) وفي "م"(أبي خيثمة) وكذا في "س" بدون (أبي) وكلاهما خطأ، وما اثبته من المطبوعة والمصادر التي ترجمت له.
(36)
وفي "م"(ابن) والمثبت من "س" والمطبوعة.
(37)
وفي المطبوعة (مشيخة) .