المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[الشافعية] الفقهاء الشافعية أكيس الناس وأعلم من غيرهم بالدين، فأس مذهبهم - زغل العلم

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌ ‌[الشافعية] الفقهاء الشافعية أكيس الناس وأعلم من غيرهم بالدين، فأس مذهبهم

[الشافعية]

الفقهاء الشافعية أكيس الناس وأعلم من غيرهم بالدين، فأس مذهبهم مبني على اتباع الأحاديث المتصلة، وإمامهم من رؤوس أصحاب الحديث ومناقبه جمة *، فإن حصلت يا فلان مذهبة لتدين الله به وتدفع عن نفسك الجهل فأنت بخير (47) ، وإن كانت همتك كهمة اخوانك

* ألف جماعة من أهل العلم في مناقب الشافعي كتبا كثيرة، وهاك ذكر بعضها:

ا- آداب الشافعي ومناقبه: لابن أبي حاتم الرازي.

2-

مناقب الشافعي: لأبي بكر البيهقي، وهو من اوسعها.

3-

مناقب الشافعي: للفخر الرازي.

4-

مناقب الشافعي: للحافظ ابن كثير الدمشقي (مخطوط) منه نسخة في شتريتى - عندي صورة عنها.

5-

توالى التأسيس بمعالى ابن ادريس: للحافظ ابن حجر العسقلاني.

وغيرهم من العلماء، انظر (طبقات الشافعية للسبكي، 1: 343 - 345) ، و (كشف الظنون، 2: 1839) .

(47)

قال المصنف رحمه الله في (سير أعلام النبلاء، 8: 90) : (وقال شيخ: إن الامام لمن التزم بتقليده، كالنبي مع امته، لا تحل مخالفته، قلت - أي الذهبى - قوله: (لا تحل مخالفته) مجرد دعوى، واجتهاد بلا معرفة، بل له مخالفة إمامه إلى إمام آخر، حجته في تلك المسألة أقوى، لا بل عليه اتباع الدليل فما تبرهن له لا كمن تمذهب لإمام، فإذا لاح له ما يوافق هواه عمل به من أي مذهب كان، ومن تتبع رخص المذاهب وزلات المجتهدين فقد رق دينه

) إلى آخر ما قال فإنه نفيس، وهذا دليل على تجرد هذا الإمام فرحمه الله رحمة واسعة.

ص: 36

من الفقهاء البطالين، الذين قصدهم المناصب والمدارس والدنيا والرفاهية والثياب الفاخرة،فماذا بركة العلم، ولا هذه نية خالصة، بل ذا بيع للعلم بحسن عبارة وتعجل [للأجر](48) وتحمل للوزر وغفلة عن الله، فلو كنت ذا صنعة لكنت بخير، تأكل من كسب يمينك وعرق جبينك، وتزدري نفسك ولا تتكبر بالعلم، أو كنت ذا تجارة لكنت تشبه علماء السلف الذين ما أبصروا المدارس ولا سمعوا بالجهات، وهربوا لما للقضاء طلبوا، وتعبدوا بعلمهم وبذلوه للناس، ورضوا بثوب خام وبكسرة، كما كان من قريب الإمام أبو إسحاق (49) صاحب (التنبيه) ، وكما كان بالأمس الشيخ محيى الدين (50) صاحب (المنهاج) .

وكما ترى اليوم سيدي عبد الله بن خليل، وعلى كل تقدير احذر المراء في البحث وإن كنت محقا، ولا تنازع

(48) المثبت من "س" والمطبوعة والذي في "م"(الأجر) .

(49)

هو الامام أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفقيه الشيرازي الشافعي، المتوفى سنة 476، قال عنه ابن خلكان:(كان في غاية من الورع والتشدد في الدين، ومحاسنه أكثر من أن تحصر) . له ترجمة فى (وفيات الأعيان، 1: 29) ، و (تهذيب الأسماء واللغات، 2: 172) ، و (طبقات الشافعية للسبكي، 3: 88) ، و (كشف الظنون، 1: 489) وفيه (أن كتابه هذا (التنبيه في فروع الشافعية) هو أحد الكتب الخمس المشهورة المتداولة بين الشافعية، وأكثرها تداولا) اهـ.

(50)

هو الامام النووي، وشهرته تغني عن ترجمته، وكتابه هذا هو (منهاج الطالبين) ، انظر (كشف الظنون، 2: 1873) .

ص: 37

في مسالة لا تعتقدها، واحذر التكبر (51) والعجب بعملك، فيا سعادتك إن نجوت منه كفافا لا عليك ولا لك، فوالله ما رمقت عيني أوسع علما ولا أقوى ذكاء من رجل يقال له: ابن تيمية، مع الزهد في المأكل والملبس والنساء، ومع القيام في الحق والجهاد بكل ممكن، وقد تعبت في وزنه وفتشته حتى مللت في سنين متطاولة، فما وجدت قد أخره بين أهل مصر والشام ومقتته نفوسهم وازدروا به وكذبوه وكفروه إلا الكبر والعجب، وفرط الغرام في رياسة المشيخة والازدراء بالكبار، فانظر كيف وبال الدعاوي ومحبة الظهور، نسأل الله تعالى المسامحة، فقد قام عليه أناس ليسوا بأورع منه ولا أعلم منه ولا أزهد منه، بل يتجاوزون عن ذنوب أصحابهم وآثام أصدقائهم، وما سلطهم الله عليه بتقواهم وجلالتهم بل بذنوبه، وما دفعه الله عنه وعن أتباعه أكثر، وما جرى عليهم إلا بعض ما يستحقون، فلا تكن فى ريب من ذلك (52) .

(51) وفي "س" والمطبوعه (الكبر) .

(52)

قلت: هذه سنة الله تعالى في خلقه حيث أنه لا يقوم أحد من عباده الصالحين بالدعوة والجهاد في سبيله إلا أوذي وامتحن، وكان مصيرة الطرد والتشريد والعقاب، كما فعل بشيخ الاسلام رحمه الله، وكلام المصنف رحمه الله في مدح شيخه ابن تيمية والثناء عليه أشهر من أن يذكر وأكثر من أن يحصر، فمن ذلك قوله في (تذكرة الحفاظ، 4: 1496) : (وكان - أي ابن تيمية - من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد والشجعان الكبار والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف) اهـ، وللمؤلف رسالة في =

ص: 38