المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وفيما يلي النص المنشور في مقدمة تحقيقي لكتاب «البراهين المعتبرة» - سبب تسمية «الشقة» بهذا الاسم

[إبراهيم بن عبد الله المديهش]

الفصل: ‌وفيما يلي النص المنشور في مقدمة تحقيقي لكتاب «البراهين المعتبرة»

السريع في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ورعاه ـ). انتهى مقال الأستاذ: سليمان بن حمود الحصيني رحمه الله.

‌وفيما يلي النص المنشور في مقدمة تحقيقي لكتاب «البراهين المعتبرة»

(ص 26 ـ 29): (1)

(«ضارج» المعروفة الآن ب [الشِّقَّة العُليا، ضَارِي، الشِّقَّة السُّفْلَى]، وجميعها كانت تسمى قديماً «ضارج» ، وهي في شمال غرب «بريدة» في منطقة القصيم.

قال معالي الشيخ: محمد العبودي ـ وفقه الله ـ: (هي على شكل بَطْنٍ من الأرض، ممتَدٍ من الشمال إلى الجنوب، يتَّسِعُ في جهة الشمال، يحيط به من الشرق: جَالٌ: أي مرتفعٌ صخري مشرف، ومن الغرب: الرمل).

و«ضارج» هي التي ذكرها امروء القيس (ت 80 قبل الهجرة) في «مُعلَّقته» ـ على الصحيح، كما رجَّحه المحققون في معرفة البلدان ـ.

(1) وأصله كما سبق كُتِب في موقع أسرتنا (آل مديهش) في عام 1431 هـ.

ص: 28

يقول امرؤ القيس في «مُعَلَّقته» : التي مطلعها:

قِفَا نَبْكِ من ذِكرى حَبيبٍ ومَنزِلِ

بسِقْطِ اللِّوى بين الدَّخُولِ فَحَومَل

يقول:

أَصَاحِ تَرَى بَرْقَاً أُرِيْكَ وَمِيْضَهُ

كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّل

يُضِئُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِبٍ

أَهَانَ السَّلِيْطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّل

قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ

وَبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ مَا مُتَأَمَّل

ومعناه: لقد شاقنا البرق، وأعجبنا وميضه، فقعدت أنا وأصحابي بين ضارج ـ وهي الشقة في شمال القصيم ـ والعذيب وهو موضع قريب من ضارج، نتأمله، ونشيم مطره، والبرق ليس بالقريب منا فما تأملناه بعيدٌ عن موضعنا كُلَّ البُعْدِ.

وقال في قصيدة أخرى كما في «ديوانه» ـ ط. مركز زايد ـ (2/ 460):

قعدتُ لهَا وصُحبَتِي بين ضَارجِ

وبين تِلاعِ يثْلُث فالعريض

قال ياقوت في «معجم البلدان» (4/ 114) العريض: جبلٌ، وقيل: اسم وادٍ، وقيل: مَوضعٌ بِنَجْدٍ.

قال الشيخ العبودي: الشَّئُ الذي لا أَشُكُّ فِيهِ أنَّ امرأَ القيس يُرِيدُ «ضارج» القصيم، ليس غيره.

ص: 29

وكذا رجَّحَه الباحث الجغرافي: عبدالله بن محمد الشايع في كتابه «نظرات في معاجم البلدان ـ تحقيق مواضع في نجد ـ» (ص 258).

وعارضهما الأستاذُ: سعدُ الجنيدل في كتابه «معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر» (ص 313) ورجح بأنه ليس مراد امرئ القيس «ضارج» القصيم.

والراجح ما ذهب إليه العبودي والشايع ــ والله أعلم ــ.

ومِن أوعَبِ مَن تَكلَّم عن «ضارج» معالي الشيخ: محمد العبودي

ـ حفظه الله ـ في «معجم بلاد القصيم» ، فليُرجع إليه. (1)

وأما «الشِّقَّة» فقد سُمِّيَت بذلك لأنها شِقَّتَا وادِي «ضَارِجٍ» ، هذا هو الصحيح (2)، وأما القصة المتداولة: أن التسمية لأجل شرائها بشق بيت من

(1) ينظر: «معجم بلاد القصيم» للعبودي (4/ 1182 ـ 1386)، و «شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات» لأبي بكر الأنباري، تحقيق: العلَاّمة عبدالسلام هارون (ص 102)، «شرح المعلقات العشر» أ. د. عبدالعزيز الفيصل (1/ 66، 115)، «شرح المعلقات السبع» للزوزني (ص 38)، «نهاية الأرب من شرح معلقات العرب» للنعساني ـ ط. السعادة في مصر (1324 هـ)(ص 34).

(2)

هذا أصح ما قيل، وربما توجد احتمالات أخرى أصح، كأن تكون في منخفض

، وانظر ما سيأتي: الشقة في المعاجم اللغوية.

ص: 30

شَعَر؛ فهي قِصَّةٌ خُرَافِيَّةٌ، لايقبلها العقل، ولايؤيدها الواقع، ويؤيد تكذيبها: تسمية ضارج من الشق، وكثرة آبارها، مع قدمها من الجاهلية، وكذا وجود بقاع عِدَّة بمسمى «الشقة» ، كما «موسوعة أسماء الأماكن في المملكة العربية السعودية» ط. الدارة (3/ 648) وما بعدها. (1)

و«ضارج» من الشق، قال في «القاموس» (ص 252):[ضَرَجَهُ: شَقَّه فانضرج، .. وعينٌ مضروجةٌ: واسعة الشق، وانضرج: اتَّسع .... وضارجٌ: مَوْضِعٌ]. انتهى المراد نقله.

وقد كانت في القرن العاشر تقريباً منازل للرباب، وقيل: لبني الصيداء من بني أسد، فخذان من تميم.

(1) ومن اللطيف: أني وجدت في «الشبكة العالمية» معلومات عن قرية عامرة تسمى

«قرية الشقة» في بلدة العالية، دائرة الحجيرة، ولاية ورقلة، في دولة «الجزائر» ، ورأيت قصيدة في مدحها.

ص: 31

وهم يقلبون الجيم ياءً، لذلك قالوا:«ضاري» بدل «ضارج» ، ثم سكنها من سنة (1045 هـ)(أُسَرُ الحمادا، والمريزيق)(1) من آل هويمل، من آل أبو رباع، من السلقا، من بني تغلب بن وائل بن قاسط. (2)

(1) وسكنها أيضاً أسر عديدة: كالحصيني، والمحيميد الأصقه، والخْضِيري ـ من تميم ـ، والشعيبي، والمزيد أهل الدعيسة، والمبارك العُمَري، والضالع، والبليهد، والعامر، والضحيان، والنامس، والدريويش، والمجحدي، والنمر، وغيرهم كثير.

ومن القدماء الذين انتقلوا من «المجمعة» إلى «الشقة» : آل سويد وهم من ذرية: سويد بن حمد ابن ساكن «المجمعة» : عبدالله الشمري.

وانظر في قِدَم مجئ «السويد» ل «الشقة» : «تاريخ ابن لعبون» (ص 100)، «معجم أسر بريدة» (10/ 431).

(2)

انظر في «الشقة» : «معجم البلدان» لياقوت (3/ 355، 450)، «معجم ما استعجم» (3/ 806، 852) وفي الموضع الأول إحالة إلى متقدم ولم أجد كلامَه، «صفة جزيرة العرب» للهمْداني (ص 327، 329)، «القاموس المحيط» (ص 1159)، «الروض المعطار» للحِمْيَري (ص 374)، «صفة جزيرة العرب» للهمْداني (توفي في النصف الثاني من القرن الرابع)(ص 336، 380)، «معجم بلدان القصيم» للعبودي (3/ 1254، 1256)، «صحيح الأخبار» لابن بليهد (1/ 21)، «الأمكنة والمياه والجبال

» لنصر الإسكندري (ت 561 هـ تقريباً) تحقيق: العلَاّمة: حمد الجاسر (ص 183)، كتاب =

ص: 32

قال ياقوت الحموي: شِقّ، بكسر أوله، ويروى بالفتح عن الغوري في جامعه، اسم موضع، كذا فسره بعضهم في حديث أم زرع، وقيل: هو الناحية، والشَّقُّ بالفتح عن الزمخشري، ويُروى بالكسر أيضاً: من حصون خيبر، ....... وفي كتاب نصر: شق: من قرى فدك تعمل فيها اللجم

قال ابن مقبل ينازع شقيا: كأن عنانه يفوق به الأقداع جذع منقح وقال أبو الندى من عجوة الشق يطوف بالودك ليس من الوادي ولكن من فدك.

= «الجواء» ضمن سلسلة هذه بلادنا د. صالح الوشمي (130 ـ 132)، «معجم الأماكن الواردة في المعلقات العشر» سعد بن جنيدل (ص 310 ـ 314)، «نظرات في معاجم البلدان ـ تحقيق مواضع في نجد» لعبدالله بن محمد الشايع (ص 234 ــ 258).

تنبيه: هذا ما ذكرته عند الإحالة إلى «معجم ما استعجم» بأن فيه إلى إحالة إلى ما تقدم، ولم أجده، وقد تبيَّن لي فيما بعد أن المحقق تصرف في ترتيب الكتاب الأصل ـ كما ذكر العلامة الطناحي في «مقالاته» (1/ 185) ـ، فأصبحت الإحالة هنا صحيحة، وهي إلى الموضع الثاني ـ وهو متأخر عنه بعد تصرف المحقق ـ.

ص: 33