الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالخلاصة:
1.
الشِّقَّة، والشُّقَّة، كلاهما يصح لغةً.
2.
أن «الشِّقَّة» وصف للأرض، كغالب القرى والمدن، وسبقت الإحالة إلى مواضع عديدة جداً في جزيرة العرب تسمى «الشقة» أو
…
«شقة
…
»، فهل يا ترى كلها اشتريت بشق بيت من شعر؟ !
3.
أن قدوم الجد: الحميدي من آل هويمل، وابن عمه: مريزيق من بلدة «التويم» إلى «الشقة» مباشرة، كان في سنة (1045 هـ).
وقدمت من «التويم» أيضاً أُسَرُ أخرى كالحصيني وغيرهم، ولا أعلم بالتحديد سنة قدومهم، لكن قدومهم كان بعد قدوم الجد: الحميدي، وابن عمه: مريزيق. (1)
(1) الذي أعرفه أنه عقبهم، ربما بسنة أو نحوها، ولا أعلم تحديداً. (علي الحصيني).
4.
أن القصة في شراء «الشقة» في القصيم من شق بيت من شعر، قصة مكذوبة، رغم تناقل آبائنا وأجدادنا لها، والنقل المتوارث مقبول ما لم يصادم العقل، والنقل العلمي ـ كما سيأتي ـ.
وليس تناقل هذه القصة بأعلى، أو مساو، أو نحوِ تَنَاقُل بعض المنتسبين للعلم في عامة التخصصات، أحاديث مكذوبة أو ضعيفة جداً أو ضعيفة تُنسب للنبي صلى الله عليه وسلم مع ورود أسانيد لها، وليس هو أيضاً كتناقل بعض المجتمعات جيلاً بعد جيل لبدع كبيرة أو صغيرة، ومعلومات مغلوطة.
فلماذا نقبل من آبائنا وأجدادنا دون فحص، ونعرض المنقولات الشرعية والتاريخية وغيرها للفحص والنقد، هل حبنا لآبائنا وأجدادنا جعلنا نضفي عليهم العصمة فيما يروونه؟ !
إن كنت تعتبر النقد بعيداً عن متناقَل الأجداد، فلستَ إذن ممن ينظر في العلم، ويُحدَّث، ولا كلامك مما ينبغي أن يُسمع.
فالتتابع وتناقل الأجيال لا يُسلَّم به إلا إذا لم يخالف العقل، أو النقل، والنقل هنا في بيان معنى الشقة لغة، ووجود شقق كثيرة في أرض الله،
ومعرفة أنها كانت مسكونة من قبل، وأن فيها آباراً جاهلية، وأنها على طريق المسافرين من القصيم ـ وموقعها في منطقة استراتيجية في نجد ـ إلى الشمال، وخارج البلاد، إلى غير ذلك الأدلة التي تكذب هذه القصة.
5.
«ضارج» هو المسمَّى الأول القديم، تشمل «الشقة العليا» ،
…
و «ضاري» ، و «الشقة السفلى» ، وهي المراد في معلقة امرئ القيس، وضارج من الشق ـ كما سبق ـ ضرجه أي شقه.
وجاء مسمى الشقة ـ للموضع المتحدث عنه ـ متأخراً بعد الألف من الهجرة.
6.
ضارج كان يسكنها في القرن الثامن وقبله بنو خالد، ثم جاء بنو تميم، ثم جاء بنو وائل (1045 هـ)، وآخرون من قبائل وسكان شتى.
7.
ضارج = الشقة كلها، فيها آبار هلالية = جاهلية قديمة، وسكنتها قبائل شتى، وهي واسعة جداً، فمن المستحيل أن يشتريها شخص، فضلاً عن أن يكون مقابل شقة بيت شعر، كحجم سجادة الصلاة الفردية! ؟ تُعطى لامرأة منفردة لا أهل ولا عشيرة ـ كما قال الحصيني رحمه الله.
8.
لما جاء الحميدي من «التويم» ، ومعه ابن عمه مريزيق، وأرى أن معهما غيرهما من جماعته، لم تكن الأرض خالية تماماً، فيها سكان قبلهم وبعدهم، والقبائل والأفخاذ في تلك الأزمان تحل وترحل، مع العلم أن
…
«تميم» حاضرة لا بادية.
9.
مجئ ثلاثة فقط، واستقرارهم في بلدة جديدة، يخالف المتعارف عليه، من ارتحال الناس جماعات لا فرادى، فانظر مثلاً في ذهاب أبناء عمهم (آل حمد) إلى «حريملاء» ، فقد ذكر ذلك بعض المؤرخين، ذكروا أسماء كبارهم، وأضافوا إليهم: وجماعتهم، وفي عبارة: وقبيلتهم.
هكذا كان التنقُّل، خاصة من منطقة إلى منطقة بعيدة.
وإذا سمعتَ أو قرأتَ أن فلاناً ارتحل ونزل المحل الفلاني، فإن المذكور لم يكن وحده، لأن الناس يذكرون رئيس القوم أو المشهور فيهم، وليس المقصود وحده، فانتبه لهذا جيداً ـ رعاك الله ـ.
10.
الحديث في زماننا عن تأسيس القرى، حديث عجيب، كل أسرة في تلك القرية أو المدينة تدَّعي أن جدها هو الذي أسسها! !
غالب القرى معمورة من قديم، تأتي قبائل تلو القبائل، ولا ينفرد فيها أفراد، بل الموضوع جماعات في جماعات، ولو كانت الأرض جديدة لم تعمر من قبل، فإن النازل فيها شخص مشهور ومعه جماعته = قبيلته.
والعجيب أن الأولين لم يحفظوا تحديد بعض الأنساب، وتعداد الأشخاص، وذكر التاريخ الدقيق، إلى غير ذلك من المعلومات الأساسية، ثم نختلف نحن كثيراً في دعوى أن جدي فلاناً أو جدك فلاناً هو الذي أسس هذه البلدة قبل 400 سنة!
ضُبطت ـ في رأيكَ ـ المسألة الكمالية التي لا تُتصور من فرد واحد، وجُهل كثير من الأساسيات المهمة! !
لذا، لا أرى الحديث المفصَّل، والنقاشات والاختلافات حول قضية تأسيس قرية ما، فإنه لا يمكن الجزم بشئ من ذلك إلا لقرى جديدة لا يُختلَف فيها: كالأرطاوية، والبدائع، وغيرهما.
أما أن تأتي لبلدة من العهد الجاهلي، وسكنتها قبائل تلو القبائل، رُحَّل وغيرهم، فتأتي لتجرَّها لجدك فلان قبل 300 سنة، وتنسج حولها بعض
الأكاذيب ـ كما سيأتي بعد قليل لشئ من هذه الاختلاقات ـ، فهذا يترفع عنه الرجل العاقل العامي، فضلاً عمن يدعي العلم والبحث.
11.
الفخر للإنسان بما يبذله من الخير، وما يثبته نشراً توثيقياً عما بذله آباؤه وأجداده، من قصص ومواقف ومداينات، وينشر آثارهم العلمية غيرها، التي تدل على خيرية وعطاء؛ ليقتفيها الأبناء ولتغرس فيهم النخوة الإسلامية، والمروءة العربية التي تمنعه من أن يجر لأسرته أو قبيلته أو بلدته أو وطنه كلِّه فعلاً حراماً، أو معيباً، أو خارماً من خوارم المروءة التي لا تُعرف في أجداده الذين تناسل منهم.