المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌الشقة في معاجم اللغة:

‌الشُّقَّة في معاجم اللغة:

الشُّقَّة والشِّقَّة: السفر البعيد، ومشقَّة السفر، وعبارة بعضهم: طريق بعيدة ذات مشقة.

وفي «تهذيب اللغة» للأزهري: (

الحراني عن ابن السكيت، قال: الشق: المشقة، والشق: نصف الشيء، والشق: الصدع في عود أو حائط أو زجاجة.

وقال الليث: الشقة: شظية تشق من لوح أو خشبة، ويقال للإنسان عند الغضب: احتد فطارت منه شقة في الأرض، وشقة في السماء.

والشقة معروفة في الثياب.

والشقة بعد مسير إلى الأرض البعيدة، يقال: شقة شاقة، قال الله تعالى:{وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} سورة التوبة، آية (42).

أبو عبيد عن الأصمعي قال: الشقيقة قِطع غلاظ بين كل حبلي رمل.

قلت (الأزهري): وهكذا فسره لي أعرابي وسمعته يقول وهو يصف الدهناء فقال: هي سبعة أحبل بين كل حبلين شقيقة، وعرض كل حبل ميل

ص: 36

وكذلك عرض كل شقيقة قال: وأما قدرها في الطول فما بين يبرين إلى ينسوعة القف فهو قدر خمسين ميلا .. ).

ونقل ابن منظور كلام الأزهري وفيه زيادة: مكرمة للنبات، في قوله:(الشقيقة: قطعة غليظة بين كل حبلي رمل وهي مكرمة للنبات .. ).

قال ابن فارس (ت 395 هـ): (والشقة: مسير بعيد إلى أرض نطية. تقول: هذه شقة شاقة.

قال الله تعالى: {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} سورة التوبة، آية (42).

والشقة من الثياب، معروفة.

إلى أن قال ابن فارس: والشقيقة: فرجة بين الرمال تنبت. قال أبوحنيفة: الشقيقة: لين من غلظ الأرض، يطول ما طال الحبل. وقال الأصمعي: هي أرض غليظة بين حبلين من الرمل. وقال أبو هشام الأعرابي: هي ما بين الأميلين. والأميل والحبل سواء.

وقال لبيد:

خنساء ضيعت الفرير فلم يرم

عرض الشقائق طوفها وبغامها

ص: 37

وقال الأصمعي: قطع غلاظ بين كل حبلي رمل. وفي رواية النضر: الشقيقة الأرض بين الجبلين على طوارهما، تنقاد ما انقاد الأرض، صلبة يستنقع الماء فيها، سعتها الغلوة والغلوتان.

قلنا (ابن فارس): ولولا تطويل أهل اللغة في ذكر هذه الشقائق، وسلوكنا طريقهم في ذلك، لكان الشغل بغيره مما هو أنفع منه أولى، وأي منفعة في علم ما هي حتى تكون المنفعة في علم اختلاف الناس فيها. وكثير مما ذكرناه في كتابنا هذا جار هذا المجرى، ولا سيما فيما زاد على الثلاثي، ولكنه نهج القوم وطريقتهم).

أوردت قوله الأخير للفائدة العلمية العامة، وهي فائدة نادرة.

قال الحُميدي في «تفسير غريب الصحيحين» : (الشقة: الناحية قاله ابن عرفة وقال اليزيدي يقال إن فلانا لبعيد الشقة أي بعيد السفر).

قال ابن الأثير: (وفي حديث عثمان «أنه أرسل إلى امرأة بشقيقة سنبلانية» الشقة: جنس من الثياب وتصغيرها شقيقة. وقيل هي نصف ثوب.

ص: 38

وفي حديث ابن عمرو: «وفي الأرض الخامسة حيات كالخطائط بين الشقائق» هي قطع غلاظ بين حبال الرمل، واحدتها شقيقة. وقيل هي الرمال نفسها).

إِذا كانت المُلاءة واحدة فهي ريطة، فإِذا كانت نصفاً فهي شُقة، والجميع: شُقق وشِقاق.

والشَّقُّ: جانب الجبل وغيره.

والشُّقة بالضم وحده، من الثياب: معروفة من الثياب السبيبة المستطيلة، والجمع شقاق وشُقُق.

وفي «الشوارد» للصاغاني (ت 650 هـ): (الشِّقَّةُ: الشُّقَّةُ، وقرأَ ابنُ عُمَرَ (1): «وَلكِن بَعُدَتْ عَلَيهم الشِّقَّةُ» ).

بالنسبة للقراءة، جاء في «معجم القراءات القرآنية»: (قراءة الجماعة بالضم: الشُّقَّة، وهي لغة قريش.

وقرأ عيسى بن عمر: الشِّقَّة بكسر الشين، وهي لغة قيس.

(1) كذا في المطبوعة، ولعله تصحيف، عيسى بن عمر، كما سيأتي بعد قليل.

ص: 39

وعلى هذا تكون قراءة عيسى: بَعِدَت عليهم الشِّقَّة.

قال أبو حاتم: (إنها لغة تميم في اللفظين: بعدت .. الشِّقَّة) ا. هـ أي بكسر العين والشين.

وحكى الكسائي: شُقَّة، وشِقَّة.

وأمال الكسائي الهاء وما قبلها في الوقف). انتهى من «معجم القراءات القرآنية» . وفي حاشيته عدد من المراجع عن القراءة.

قال الصفدي: (ويقولون لجمع الشُّقَّة: شِقَقٌ. والصواب شِقاق وشُقَق، وكل ما كان على فُعْلة مضموم الأول فجمعه يأتي على فُعَلٍ قياساً مطَّرداً، وربما جاء على فِعال نحو بُرْمة وبِرام وجُمّة وجُم وجِمام، وكذلك قُبّة وقُبَبٌ وقِباب.

ويقولون: في رجلي شُقاق. والصواب: شُقوق، فأما الشُّقاق فَداءٌ من أدواء الدوابّ، وهو صُدوع تكون في حوافرها وأرساغها).

ومن «تاج العروس» : الشق من كل شيء: نصفه إذا شُق، والشِّقَّة بالكسر: شظية أو قطعة مشقوقة من لوح أو خشب وغيره.

ص: 40

والشقيق: ماء لبني أسيد مصغرا مثقلا، وهو ابن عمرو بن تميم قال عوف بن عطية:

أمن آل مي عرفت الديارا

بجنب الشقيق خلاء قفارا.

ويروى بجنب الكثيب.

والشقوق بالضم: منهل من مناهل الحاج، ومنزل من منازلهم بين واقصة والثعلبية. والشقوق أيضاً: من مياه بني ضبة بأرض اليمامة.

والشق: موضع من أعمال البحيرة.

وقال في موضع: (الشكة بالضم: الشقة يقال: إنه لبعيد الشكة، أي الشقة). (1)

(1) يُنظر: «جمهرة اللغة» لابن دريد (2/ 876)، و «معجم ديوان الأدب» للفارابي

(3/ 26، 73)، «تهذيب اللغة» للأزهري (8/ 205 ـ 206)، «غريب الحديث» للخطابي (1/ 272)، «مقاييس اللغة» لابن فارس (3/ 171 ـ 172)، «المخصص» لابن سيده (3/ 314، (4/ 414)، «تفسير غريب ما في الصحيحين» للحميدي (ص 161)، «أساس البلاغة» للزمخشري (1/ 515)، «شمس العلوم» للحِميَري (6/ 3320)، «النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير (2/ 492)، «الشوارد» للصاغاني (ص 20)، «إكمال الإعلام بتثليث الكلام» لابن مالك (2/ 344)، «لسان العرب» (10/ 182، 184)، «تصحيح التصحيف وتحرير التحريف» للصفدي (ص 339)، «تاج العروس» (25/ 514 ـ 525)، و (27/ 231)، «معجم القراءات القرآنية» د. عبداللطيف الخطيب (3/ 393).

ص: 41