الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أختم بتساؤل للمهتمين ب «الشُّقَّةِ» كلِّها، مع أن الجواب عنه يحتاج إلى جمع أقوال غالب الأسر:
س: لماذا أسر الشقة، خاصة «العليا» ، والأسر التي سكنت «ضاري» ، وكثير من أسر «السفلى» ، خرجوا منها، ولم يعودوا إلى أملاكهم ليحييوها بالزراعة، وغيرها؟
فإننا نجد غالب البلدان النجدية، لم تنقطع الصلة ببلدتهم الأم، بل منهم من حوَّلها إلى «متحف» ، كالبلدة القديمة في «شقراء» ، وغيرها!
محاولة الجواب:
لابد من التفريق بين من ترك «الشقة» ورحل عنها إلى «بريدة» ، ونحوها، ومن رحل عنها بعيداً إلى «الرياض» .
ربما لم يتركوها إلا لأجل الجوع ـ وهذا أعلمه بالتفصيل عن أسرتنا آل مديهش ـ، وما دام أن الله رزقهم في «الرياض» ، فما الحاجة ـ عندهم فيما يرون ـ للعودة إلى بلدتهم الأولى ـ رجوعاً مؤقتاً للزيارة والزراعة والأعياد ـ، ولضعف المشاعر تأثير في هذا.
زيادة على أنها تذكرهم الجوع الشديد الذي شاهدوه فيها، وأن مياهها لم تعد صالحة للشرب ـ والحديث هنا عن السبعينات الهجرية وما بعدها بقليل ـ.
ولما تقدَّمت العمران، وسهُلَت الزراعة، استصعبوا العودة؛ لأجل كثرة الفروع التي تنتسب إلى صاحب المُلْك، فيُخشى من النزاعات بين أبناء العم ـ والنزاعات في مثل هذا أقرب إلى الاتفاقات ـ، لذا تخلَّى الجميع عن أملاكهم، وهُجرت، واختفت ملامحها.
وهم يرون ـ أيضاً ـ أن إحياءَهُ مشكلة، والأرض لها تعلق بأموات
…
ـ جُهِل بعضُهم ـ أوصوا بربع أو ثلث ما يملكون، ومن مُلكِهم هذه الأرض!
والمخرج في نظري: أن يتكفل أثرياء الأسرة ـ أيَّ أسرة ـ بإخراج ربع قيمتها، ويُعمر به مسجداً، لأموات الأسرة الذين أوصوا، وأن يكون باقي الملك كالوقف، يستفاد منه في مناسبات الأسرة العامة، ويجعل استراحة كبيرة مزاراً وصِلَة.