المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثاني: رحلة علماء القراءات في طلب الأسانيد - الإسناد عند علماء القراءات

[محمد بن سيدي محمد الأمين]

الفصل: ‌المبحث الثاني: رحلة علماء القراءات في طلب الأسانيد

‌المبحث الثاني: رحلة علماء القراءات في طلب الأسانيد

لقد رحل كثير من أئمة القراءات وطافوا البلاد في تحصيل القراءات بأسانيديها بعد تلقيهم ما عند علماء بلدانهم فلا تكمل أهلية أحدهم إلا بعد رحلته ولا وصل من وصل منهم إلى مقصوده إلا بعد هجرته، وهم في ذلك مقتدون بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول:

((والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه وفي رواية لرحلت إليه)) (1) .

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: ((لو أعيتني آية من كتاب الله عز وجل فلم أجد أحداً يفتحها علي إلا رجلاً ببرك الغماد لرحلت إليه)) (2) .

ورحل جابر بن عبد الله رضي الله عنه في طلب حديث واحد من المدينة حتى أتى الشام مسيرة شهر.

قال جابر: ((بلغني عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أسمعه منه.

قال: فابتعت بعيراً فشددت عليه رحلي فسرت إليه شهراً حتى أتيت

(1)

فتح الباري: 9/47

مسلم بشرح النووي: 16/17

(2)

فضائل القرآن لأبي عبيد:101. قال: وبرك الغماد: هو أقصى هجر اليمن.

وانظر اللسان: 3/327 مادة (غمد)

ص: 173

الشام فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري.

قال فأرسلت إليه أن جابراً على الباب، قال فرجع إلي الرسول: فقال: جابر بن عبد الله، فقلت: نعم.

قال: فرجع الرسول إليه فخرج إلي فاعتنقني واعتنقته.

قال: قلت: حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم لم أسمعه، فخشيت أن أموت أو تموت قبل أن أسمعه.

فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يحشر الله العباد، أو قال يحشر الله الناس - قال وأومأ بيده إلى الشام - عراة غرلا (1) بهما، قلت: ما بهما؟ قال: ليس معهم شيء (2)

الخ» .

لقد عرف سلف هذه الأمة فوائد الرحلة وما يكتسب فيها من فقه في الدين وعلوم ومعارف فاستسهلوا في سبيلها كل صعب مبتغين في ذلك وجه الله والدار الآخرة لا يبغون بعلمهم علواً في الأرض ولا فساداً واضعين نصب أعينهم قول الله عز وجل: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122] .

وقول رسوله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة"(3) .

(1) غرلا: جمع أغرل، وهو الذي لم يختن. اللسان: 21/490 (مادة غرل) .

(2)

المستدرك للحاكم: 2/437 وصححه، ووافقه الذهبي

الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي: 110.

(3)

صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب الذكر: 17/21، سنن أبي داود باب الحث على طلب العلم: 4/39، حديث رقم (3641) ، سنن ابن ماجه، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم: 1/145 حديث رقم: (223) .

ص: 174

فهجروا لذيذ العيش في الغرفات، ولم يبالوا بطول المسافات لا يقطعهم عن التعلم جوع ولا ظمأ، ولا يملّهم منه صيف ولا شتاء كانوا مصابيح أنار الله للأمة بهم سبيل الرشاد، وجعلهم حراساً لدينه والذب عن سنة خير العباد.

من هؤلاء العلماء سأورد ذكر طائفة ممن وصفوا بالرحلة في طلب القراءات وأسانيدها حسب ما تسعف به المصادر مرتبا لهم على طبقاتهم ووفياتهم والله المستعان.

زبان بن العلاء بن عمارة بن العريان بن عبد الله أبو عمرو التميمي المازني البصري، أحد القراء السبعة ولد سنة:(68 وقيل 70?) أخذ القراءة عن أهل الحجاز والبصرة والكوفة عرض بمكة على مجاهد بن جبر المتوفى سنة (103?) وسعيد بن جبير المتوفى سنة: (95) وعطاء بن رباح المتوفى سنة: (115?)

وعكرمة بن خالد المتوفى بعد سنة: (115?)

وعبد الله بن كثير المتوفى سنة: (120?)

ومحمد بن عبد الرحمن بن محيصن المتوفى سنة: (122?)

وحميد بن قيس الأعرج المتوفى سنة: (130?)

وعرض بالمدينة على أبي جعفر المتوفى سنة: (130?)

ويزيد بن رومان المتوفى سنة: (130?)

وشيبة بن نصاح المتوفى سنة: (130?)

وعرض بالبصرة على: الحسن البصري المتوفى سنة: (110?)

ويحيى بن يعمر المتوفى قبل سنة: (90?)

ونصر بن عاصم المتوفى سنة: (90?)

ص: 175

وعبد الله بن إسحاق الحضرمي المتوفى سنة: (117?)

وعرض بالكوفة على: عاصم بن أبي النجود المتوفى سنة: (120?)

وليس في القراء السبعة أكثر شيوخاً منه توفى رحمه الله تعالى سنة: (154?)(1) .

عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان أبو سعيد وقيل أبو القاسم الملقب بورش ولد سنة

(110?) رحل إلى نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم المتوفى سنة (169?) في المدينة فعرض عليه القرآن عدة ختمات. قال ورش محدثاً عن هذه الرحلة: خرجت من مصر لأقرأ على نافع فلما وصلت إلى المدينة صرت إلى مسجد نافع فإذا هو لا تطاق القراءة عليه من كثرتهم، فجلست خلف الحلقة.

وقلت لإنسان: من أكبر الناس عند نافع؟ فقال لي: كبير الجعفريين، قلت فكيف لي به؟ قال: أنا أجئ معك إلى منْزله، فجئنا إلى منْزله فخرج شيخ، فقلت: أنا من مصر جئت لأقرأ على نافع فلم أصل إليه وقد أخبرت أنك من أصدق الناس له وأنا أريد أن تكون الوسيلة إليه. فقال: نعم، وكرامة، ومضى معنا إلى نافع فقال له الجعفريّ: هذه وسيلتي إليك جاء من مصر ليس معه تجارة ولا جاء لحج إنما جاء للقراء خاصة.

فقال: ترى ما ألقى من أبناء المهاجرين والأنصار.

فقال صديقه: تحتل له فقال لي نافع: أيمكنك أن تبيت في المسجد؟ قلت: نعم، فبت في المسجد فلما أن كان الفجر جاء نافع، فقال ما فعل الغريب؟

(1) معرفة القراء الكبار للذهبي: 1/91.

غاية النهاية: 1/288.

ص: 176

فقلت: ها أنا رحمك الله.

قال: أنت أولى بالقراءة.

قال: وكنت مع ذلك حسن الصوت مداداً به، فاستفتحت، فملأ صوتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأت ثلاثين آية، فأشار بيده أن أسكت، فسكت، فقام إليه شاب من الحلقة فقال: يا معلم أعزك اله تعالى - نحن معك وهذا رجل غريب وإنما رحل للقراءة عليك وقد جعلت له عشري واقتصر على عشرين آية، فقال نعم وكرامة فقرأت عشراً فقام فتى آخر فقال كقول صاحبه فقرأت عشراً وقعدت حتى لم يبق أحد ممن له قراءة فقال لي اقرأ فقرأت خمسين آية، فمازلت أقرأ عليه خمسين في خمسين حتى ختمت عليه ختمات قبل أن أخرج من المدينة.

توفى ورش رحمه الله تعالى سنة (197?)(1)

كان ورش قد تلقى ما قرأ به على نافع في بلده مصر قبل أن يقدم على نافع وإنما أراد من قدومه ورحلته إلى المدينة أن يعلي إسناده بالقراءة على نافع ويحكم الرواية عن طريقة المشافهة والتلقي المباشر.

قال مكي: ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش وإنما ذلك لأن ورشاً قرأ عليه بما تعلم في بلده فوافق ذلك رواية قرأها نافع عن بعض أئمته فتركه على ذلك (2) .

3-

حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي أبو عمر الدوري الأزدي البغدادي. أول من جمع القراءات.

(1) معرفة القراء الكبار: 1/172، غاية النهاية: 1/502

(2)

الإبانة: 62.

ص: 177

قال الأهوازي: (ت: 446?)

رحل الدوري في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة وبالشواذ وسمع من ذلك شيئاً كثيراً.

قرأ على إسماعيل بن جعفر: (ت180?) عن نافع، وقرأ على الكسائي:(ت189?) ، توفى سنة (246?)(1) .

4-

أحمد بن جبير بن محمد بن جعفر أبو جعفر وقيل أبو بكر الكوفي الأنطاكي، المقري سافر إلى الحجاز، والعراق، والشام، ومصر، ثم أقام بأنطاكية فنسب إليها أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن الكسائي:(ت: 189?) وعن سليم: (ت:188?) وعبيد الله بن موسى: (ت: 213?) وغيرهم توفى سنة: (258?)(2)

5-

أحمد بن سعيد بن عثمان أبو العباس الضرير شيخ جليل ضابط رحّال، قرأ على شعيب بن أيوب الصريفيني:(ت:261?)، ومحمد بن سنان الشيرازي:(ت: 273?)، وأبي عون محمد بن عمرو بن عون: المتوفى قبل:

(270?)

(3)

6-

محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ أبو الحسن البغدادي، شيخ الإقراء بالعراق جال في البلاد ورحل في طلب القراءات فحصل مالم يشاركه فيه أحد من أبناء زمانه.

(1) معرفة القراء الكبار: 1/220، غاية النهاية: 1/255

(2)

معرفة القراء الكبار: 1/243، غاية النهاية: 1/42

(3)

معرفة القراء الكبار: 1/349

غاية النهاية: 1/57

ص: 178

أخذ القراءة عرضاً عن: أحمد بن إبراهيم ورّاق خلف: (ت:270?) وأحمد بن محمد بن يزيد الأشعث: (ت قبل:300?)، وأحمد بن فرح:(ت:303?) وغيرهم. توفى سنة: (328?)(1)

7-

الحسن بن سعيد بن جعفر بن الفضل أبو العباس المطوعي البصري. ولد في حدود (270?) ، اعتنى بفن القراءات وأكثر في طلبه الترحال إلى الأقطار ولقي فيه الشيوخ الكبار، فقرأ على: إدريس بن عبد الكريم: (ت: 292?)، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني:(ت: 296?)، وأحمد بن سهل الأشناني:(ت307?) وغيرهم. توفى سنة: (371?)(2)

8-

عبد الباقي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن السقا أبو الحسن الخراساني. رحل إلى الأمصار في طلب القراءات، أخذ القرآن عرضا على: إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم (ت361?) وعلي بن محمد بن جعفر ابن خليع: (ت356?) وزيد بن أبي بلال: (ت358?) وغيرهم.

توفى بعد سنة: (380?)(3)

9-

أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن سعيد أبو علي الأصبهاني شيخ القراء بدمشق في وقته. رحل وجال في البلاد فقرأ على أبي بكر النقاش: (ت:351?) وزيد بن علي الكوفي: (ت358?) ومحمد بن أحمد بن عبد الوهاب: (ت355?) وغيرهم. توفى سنة: (393?)(4)

(1) معرفة القراء الكبار: 1/343، غاية النهاية: 2/52، تاريخ بغداد: 1/280

(2)

معرفة القراء الكبار: 1/397، غاية النهاية: 1/213.

(3)

معرفة القراء الكبار: 1/452، غاية النهاية: 1/356

(4)

معرفة القراء الكبار: 1/473، غاية النهاية: 1/101

ص: 179

10-

علي بن محمد بن الحسن بن محمد أبو الحسن الخبازي الجرجاني نزيل نيسابور وشيخ القراء بها عني بعلم القراءات وارتحل في طلبه فقرأ على: زيد بن أبي بلال: (ت:358?) وأبي بكر الشذائي: (ت:373?) ومحمد بن يحيى العطار المتوفى بعد سنة: (390?) . توفى سنة: (398?)(1)

11-

محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل أبو الفضل الخزاعي

كان أحد من جال في الآفاق ولقي الكبار وحصل الروايات الكثيرة أخذ القراءة عرضاً عن: الحسن بن سعيد المطوعي: (ت:371?) وأبي علي بن حبش: (ت:373?) وأحمد بن محمد بن الشارب (ت:370?) وغيرهم.

توفى سنة: (408?)(2)

12-

أحمد بن محمد بن عبد الله بن لب بن يحيى الأستاذ أبو عمر الطلمنكي المعافري الأندلسي. ولد سنة

(340?)

رحل إلى المشرق فقرأ على: عليّ بن محمد الأنطاكي: (ت:377?) وعمر ابن محمد بن عراك: (ت:388?) وعبد المنعم بن غلبون (ت:389?) وغيرهم ثم رجع إلى الأندلس يعلم كثير، وكان أول من أدخل القراءات إلى الأندلس، توفى سنة:(429?)(3)

13-

محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبو العلاء الواسطىّ القاضي نزيل بغداد، إمام محقق، وأستاذ مدقق. ولد سنة:(349?)

رحل إلى الدينور فقرأ على: أبي علي بن حبش: (ت373?) وعلى: أحمد

(1) معرفة القراء الكبار: 1/480، غاية النهاية: 1/577

(2)

معرفة القراء الكبار: 2/574، غاية النهاية: 2/109

(3)

معرفة القراء الكبار: 2/574، غاية النهاية: 2/109

ص: 180

ابن محمد بن هارون الرازي: (ت: 370?) وعلى: أبي بكر أحمد بن محمد بن الشارب: (ت:370?) وغيرهم. توفى سنة: (431?)(1)

14-

عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر أبو عمرو الداني الأموي مولاهم القرطبي المعروف في زمانه بابن الصيرفي الإمام الحافظ أستاذ الأستاذين وشيخ مشايخ المقرئين ولد سنة: (371?)

قال عن نفسه: ابتدأت بطلب العلم سنة: (386?) ورحلت إلى المشرق سنة: (397?) فمكثت بالقيروان أربعة أشهر، وحججت بعد إقامتي بمصر سنة، ودخلت الأندلس في ذي القعدة سنة:(399?) وخرجت إلى الثغر سنة (403?) فسكنت سرقسطة سبعة أعوام ثم رجعت إلى قرطبة، وقدمت دانية سنة (417?) .

أخذ القراءة عرضا عن: خلف بن إبراهيم بن خاقان: (ت: 402?) وأبي الحسن طاهر بن عبد المنعم بن غلبون: (ت:389?) وأبي الفتح فارس بن أحمد: (ت: 401?) وغيرهم. استوطن دانية وتوفى بها سنة: (444?)(2)

15-

الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز الأستاذ أبو علي الأهوازئي. ولد سنة: (362?) بالأهواز قرأ لقالون بالأهواز سنة (378?) على: أحمد بن محمد بن عبيد الله التستري العجلي: ((بقى إلى قريب

(380?)) وقرأ ببغداد على: أبي حفص الكتاني: (ت: 390?) وأبي الفرج الشنبوذي: (ت388?) وبالكوفة على: أبي الحسن محمد بن جعفر النحوي النجار: (ت:402?) قرأ عليه في سنة: (387?) وقرأ بدمشق على: محمد بن أحمد الجبني: (ت:407?) كان

(1) معرفة القراء الكبار: 2/593، غاية النهاية:2/199.

(2)

معرفة القراء الكبار: 2/617، غاية النهاية: 1/503.

ص: 181

كثير الروايات والشيوخ، توفي سنة:(446?)(1) .

16-

عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد أبو القاسم الخزرجي القرطبي أستاذ كامل صالح - رحل إلى المشرق سنة (380?) حج أربع مرات، وأخذ عن الكبار. قرأ على: أبي أحمد السامري: (ت:386?) وأبي بكر الأذفوي: (ت: 388?) وأبي الطيب بن غلبون (ت389?) وغيرهم، توفي سنة (446?)(2) .

17-

عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن بندار بن إبراهيم أبو الفضل الرازي العجلي الإمام المقرئ، كان أول سفر له في التحصيل والطلب وهو ابن (13سنة) وكان كثير الترحال، ولد سنة:(371?)، قرأ القرآن على: عليّ بن داود الداراني: (ت:402?) وأبي الحسن الحمامي: (ت417?) وأبي عبد الله الحسين بن عثمان المجاهدي: (ت404?) قال ابن الجزري عنه: كان طوافه في البلاد إحدى وسبعين سنة توفي رحمه الله تعالى سنة:

(454?)(3) .

18-

يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة أبو القاسم الهذلي الأستاذ الكبير الرحال والعالم الشهير الجوال ولد في حدود سنة (390?) طاف البلاد في طلب القراءات، ارتحل عن بلده إلى أفريقية، وإلى مصر، وإلى الحجاز، وإلى الشام، وإلى العراق، وإلى أصبهان، وإلى خراسان، وإلى ما وراء النهر، وإلى إقليم الترك. وكانت رحلته سنة (425?) .

قرأ بحران على: أبي القاسم الزيدي: (ت:433?) وهو أكبر شيوخه، وبدمشق على: أبي علي الأهوازي: (ت:443?) وبمصر على: إسماعيل بن

(1) معرفة القراء الكبار: 2/612، غاية النهاية: 1/220.

(2)

معرفة القراء الكبار: 2/624، غاية النهاية: 1/367.

(3)

معرفة القراء الكبار: 2/634، غاية النهاية: 1/361.

ص: 182

عمرو بن راشد الحداد: (ت:429?) وأبي علي المالكي صاحب الروضة: (ت:438?) .

وبمكة على: أبي العلاء محمد بن علي الواسطي: (ت:431?) قال عنه ابن الجزري نقلاً من كتابه الكامل:

قال: فجملة من لقيت في هذا العلم - يعني علم القراءات - ثلاثمائة وخمسة وستون شيخاً.

قال ابن الجزري: لا أعلم أحداً في هذه الأمة رحل في القراءات رحلته، ولا لقي من لقي من الشيوخ. توفي رحمه الله تعالى سنة:(465?)(1) .

19-

أحمد بن الحسين بن أحمد أبو بكر المقدسي القطان مقرئ حاذق، رحل إلى أبي القاسم الزيدي:(ت:433?) . فقرأ عليه بحران.

وقرأ بدمشق على: أبي علي الأهوازي: (ت:443?) وقرأ بمكة على: أبي عبد الله الكارزيني: (كان حياً 440?) توفي المقدسي سنة: (468?)(2) .

20-

الحسن بن القاسم بن علي، الأستاذ أبو عليّ الواسطي المعروف بغلام الهراس، شيخ العراق، والجوال في الآفاق. ولد سنة:(374?) ، رحل في القراءات شرقاً وغرباً وأدرك الكبار.

قرأ بالكوفة على: القاضي محمد بن عبد الله الجعفي الهرواني: (ت: 402?)، وأبي الحسن محمد بن جعفر النحوي ابن النجار:(ت:402?) وقرأ بواسط على: أبي محمد عبد الله بن أبي عبد الله العلوي.

وقرأ ببغداد على: أبي أحمد بن أبي مسلم الفرضى: (ت:406?) وأحمد

(1) معرفة القراء الكبار: 2/651، غاية النهاية: 1/397.

(2)

معرفة القراء الكبار: 2/668، غاية النهاية: 1/48.

ص: 183

ابن الخضر السوسنجرري: (ت: 402?) وبكر بن شاذان: (ت: 405?) والحمامي: (ت:417?) .

وقرأ بدمشق على: الحسين بن عبيد الله الرهاوي: (ت:414?) وعلى: أبي علي الأهوازي: (ت:446?) ثم حج وجاور فقرأ بمكة على: محمد بن الحسين الكارزيني: (كان حيا: 440?)، وقرأ بحران على أبي القاسم الزيدي:(ت: 433?) وبالبصرة على: الحسن بن على بن يسار وقرأ بمصر على: أبي العباس بن نفيس: (ت:453?) توفي سنة: (468?)(1) .

21-

خلف بن إبراهيم بن خلف بن سعيد الإمام أبو القاسم النخاسى القرطبي عرف بالحصار، أستاذ رحال ثقة ولد سنة:(427?) قرأ بمكة على أبي معشر عبد الكريم الطبري: (ت:478?) وبمصر على نصر بن عبد العزيز الشيرازي: (ت:461?) وبقرطبة على أبي المظفر عبد الرحمن بن خلف: (ت:454?) توفي رحمه الله تعالى سنة: (511?)(2) .

22-

عبد العزيز بن علي بن محمد بن سلمة أبو حميد وأبو الأصبغ السماتي الإشبيلي المعروف في بلده بابن الطحان، أستاذ كبير، وإمام محقق بارع، ولد سنة:(498?) دخل الشام والعراق والحجاز وطاف البلاد، أخذ القراءات عن أبي العباس بن عيسون:(ت:531?) وشريح بن محمد: (ت:537?)، توفي رحمه الله تعالى بعد سنة:(560?)(3) .

23-

الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد، الأستاذ الحافظ أبو العلاء

(1) معرفة القراء الكبار: 2/649، غاية النهاية: 1/228.

(2)

معرفة القراء الكبار: 2/711، غاية النهاية: 1/271.

(3)

معرفة القراء الكبار: 2/832، غاية النهاية: 1/395.

ص: 184

الهمذاني، ولد سنة (488?) ، أرتحل إلى أصبهان فقرأ بها القراءات، على أبي علي الحداد:(ت:515?) ورحل إلى بغداد وسمع بها من أبي علي بن نبهان: (ت:511?) وقرأ بواسط على: أبي العز القلانسى: (ت:521?)، أعتنى بهذا الفن أتم عناية وألف فيه أحسن كتب أثنى عليه الحافظ عبد القادر الرهاوي فقال:

تعذر وجود مثله في أعصار كثيرة وأربى على أهل زمانه في كثرة السماعات مع تحصيل أصول ما سمع، توفي رحمه الله تعالى سنة:(569?)(1) .

24-

القاسم بن فيرّه بن خلف بن أحمد الإمام أبو محمد وأبو القاسم الرعيني الأندلسى الشاطبى، ولد في آخر سنة:(538?) قرأ بشاطبة القراءات فأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي: المتوفى (بضع و 550?) ثم أرتحل إلى بلنسيه فعرض بها القراءات والتيسير من حفظه على: أبي الحسن بن هذيل: (ت:564?) وأرتحل للحج فسمع من أبي طاهر السلفي: (ت:576?) بالإسكندرية ثم استوطن مصر، وكان رحمه الله تعالى أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار توفي سنة (590?)(2) .

25-

القاسم بن أحمد بن الموفق بن جعفر، الشيخ علم الدين أبو محمد اللورقي المرسي الشافعي، ولد سنة:(575?) قرأ التيسير في بلاده على: أحمد بن علي الحصار: (ت:609?) ومحمد بن سعيد المرادي: (ت:606?) ومحمد بن نوح الغافقي: (ت:608?) وكان ذلك قبل سنة (600?) ثم قدم مصر فقرأ بها على أبي الجود (ت:605?) وقدم إلى دمشق فقرأ بها على: الكندى (ت:

(1) معرفة القراء الكبار: 2/824، غاية النهاية: 1/204.

(2)

معرفة القراء الكبار: 2/883، غاية النهاية: 1/20.

ص: 185

613?) وابن باسويه: (ت:632?) ثم رحل إلى بغداد فسمع من ابن الأخضر: توفي رحمه الله تعالى سنة:

(661?)(1) .

26-

علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن الغالب ابن عطاس الإمام العامة علم الدين أبو الحسن الهمداني السخاوي المقرئ المفسر، ولد سنة558 ?) أو سنة (559?) .

رحل إلى مصر فقرأ القراءات على: أبي القاسم الشاطبي: (ت:590?) وقرأ على: أبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي: (ت:599?)، ثم رحل إلى دمشق فقرأ القراءات الكثيرة على: أبي اليمن الكندي: (ت:613?)، وسمع بالإسكندرية من أبي طاهر السلفي:(ت:576?)، توفي رحمه الله تعالى سنة:(673?)(2) .

27-

أبو بكر بن أبي الدر، المعروف بالرشيد المكينى، إمام حاذق مصدر، قرأ القراءات على: الزين الكردي: (ت:643?) وعلم الدين السخاوي: (ت:673?)، رحل في طلب الإسناد وعلوه فقرأ بالإسكندرية على: عيسى بن عبد العزيز بن عيسى: (ت:629?) وجعفر بن على الهمذاني: (ت:636?)، وقرأ بمصر على: منصور بن عبد الله بن جامع: (ت:642?) وقرأ للكسائي على: أبي القاسم بن الصفراوي: (ت:636?) وقرأ للعشرة على: التقى بن باسويه: (ت:632?)، توفي رحمه الله تعالى سنة:(673?)(3) .

28-

محمد بن يوسف بن علي بن حيان أثير الدين أبو حيان الأندلسى

(1) معرفة القراء الكبار: 3/1139، غاية النهاية: 1/15.

(2)

معرفة القراء الكبار: 3/1089، غاية النهاية: 1/568.

(3)

معرفة القراء الكبار:3/1165، غاية النهاية: 1/181.

ص: 186

الإمام الحافظ ولد سنة (654?) بغرناطة.

قرأ السبع ببلده على: عبد الحق بن علي بن عبد الله الأنصاري: وأحمد بن على بن محمد بن الطباع: (ت:680?)، رحل إلى الإسكندرية فقرأ بالثمان على: عبد النصير بن علي بن يحيى المريوطي: (ت:671?)، وقرأ بمصر على إسماعيل ابن هبة الله المليجي:(ت:681?)، توفي رحم الله تعالى سنة:(745?)(1) .

محمد بن أحمد بن على بن الحسن بن جامع أبو المعالي ابن اللبان الدمشقي أستاذ محرر ضابط، ولد سنة:(715?)، طلب القراءات سنة:(727?) .

رحل إلى الخليل فقرأ على الجعبري: (ت:732?)، ورحل إلى مصر فقرأ على أبي حيان:(ت:745?)، ثم دخل الإسكندرية وقرأ بها على: أحمد العشاب المرادي: (ت:736?)، توفي رحمه الله تعالى سنة:(776?)(2) .

محمد بن محمد بن محمد بن علي يوسف بن الجزري أبو الخير خاتمة المحققين في علم القراءات وحامل لواء القراء والمجودين ولد سنة: (751?) بدمشق.

قرأ بدمشق على: أبي العباس أحمد بن الحسين الكفرى: (ت:776?) وعلى: عبد الوهاب بن يوسف بن السلار: (ت:782?) ومحمد بن أحمد بن علي ابن اللبان: (ت:776?)، وأحمد بن إبراهيم بن داود بن الطحان:(ت: 782?)، ثم رحل إلى مصر فقرأ على: أبي بكر عبد الله بن الجندي: (ت: 769?)، وعلى: أبي عبد الله محمد بن الصائغ: (ت:776?)، وقرأ بالمدينة النبوية على إمام وخطيب المسجد النبوي بها أبي عبد الله محمد بن صالح (ت: 785?) ،

(1) معرفة القراء الكبار: 3/1264، غاية النهاية: 2/285.

(2)

غاية النهاية: 2/72.

ص: 187

ورحل إلى الإسكندرية فقرأ على: عبد الوهاب القروي: (ت: 788?) توفي رحمه الله تعالى سنة: (833?)(1) .

قال عن نفسه: وجملة من لقيت ممن أخذت عنه القرآن والقراءات أو شيئاً منها وحروف الاختلاف نيف وأربعون نفساً.

وغير هؤلاء كثير ممن رحل في طلب القراءات وأسانيدها.

وما ذكر فيه الكفاية.

(1) غاية النهاية: 2/247، جامع أسانيد ابن الجزري لوحة: 14/أ.

ص: 188