المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به) - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٦٩

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة الملك [2]

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين يخشون ربهم بالغيب

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به)

- ‌تفسير قوله تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً)

- ‌طلب الآخرة مع طلب الرزق

- ‌الحث على كسب الرزق

- ‌تفسير قوله تعالى: (أأمنتم من في السماء

- ‌تفسير قوله تعالى: (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات

- ‌تفسير قوله تعالى: (أمن هذا الذي هو جند لكم

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفمن يمشي مكباً على وجهه

- ‌تفسير قوله تعالى: (قل هو الذي أنشأكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي

- ‌الأسئلة

- ‌حديث: (إذا فتحت عليكم الشام فاتخذوا منها جنداً)

- ‌القول في كتاب: عمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌البدوي وأحمد الرفاعي

- ‌حكم سؤر الحمير والبغال والسباع

- ‌حكم التصوير بالفيديو

- ‌هل النوم مبطل للوضوء

- ‌حكم التسمية في الوضوء

- ‌حديث: (الأذنان من الرأس)

- ‌حديث: (لا صلاة لمن لا وضوء له)

- ‌حديث: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)

- ‌حكم الأضحية

- ‌هل يجوز للمرأة أن تتصرف في مالها بغير إذن زوجها

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به)

‌تفسير قوله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به)

{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [الملك:13] فالسر والعلن عند الله سواء، أي: سواء أسررتم القول أو جهرتم به فالسر والعلن عند الله سواء، كما قال تعالى:{أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [هود:5]، وقال تعالى:{يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [طه:7]، {يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} [القصص:69] ، فالسر والعلن عند الله سواء، لكن ما يظنه بعض أهل النفاق أن الله يعلم الجهر ولا يعلم السر، فهذا ضرب من ضروب الجهل، وهذا من الظن السيئ بالله سبحانه، في صحيح مسلم أن ثلاثة نفر: قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، قليل فقه قلوبهم، كثير شحم بطونهم، جلسوا فقال أحدهم: أترون الله يسمع ما نقول؟ فقال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أسررنا، فقال الثالث: إن كان يسمع إن جهرنا فهو يسمع إن أسررنا، أو إن كان يسمع إن أسررنا فهو يسمع إن جهرنا، فنزل فيهم قوله تعالى:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت:22-23] .

{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} فهذا وذاك يستويان عند الله، {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الملك:13] ذات الصدور: هي: الأسرار التي يكنها الشخص في صدره، ولا يحدث بها أحداً أبداً حتى إنه لا يكاد يحدث بها نفسه، مثل ذنب أذنبه الشخص ولا يريد أن يتذكره، ولا يحدث به أحداً على الإطلاق، فهذا الذنب يقال له ولأمثاله: ذوات الصدور، يعني من الأسرار الشديدة التي التصقت بالصدور، فأصبحت كامنة في الصدور لا تفارقها أبداً بحال من الأحوال.

{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [الملك:14] هو الذي خلقك، فهو يعلم سرك وعلانيتك، فأنت إذا صنعت شيئاً تعرف كيف تم الشيء، {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14] لطيف: يعلم دقائق الأمور وما لطف منها، وفي الأصل الشيء اللطيف: هو الدقيق الخفيف، فمعنى اللطيف: الذي يعلم الأشياء الدقيقة اللطيفة، ويصلح برفق وبتلطف.

ص: 3