المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌طلب الآخرة مع طلب الرزق - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٦٩

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة الملك [2]

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين يخشون ربهم بالغيب

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأسروا قولكم أو اجهروا به)

- ‌تفسير قوله تعالى: (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً)

- ‌طلب الآخرة مع طلب الرزق

- ‌الحث على كسب الرزق

- ‌تفسير قوله تعالى: (أأمنتم من في السماء

- ‌تفسير قوله تعالى: (أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات

- ‌تفسير قوله تعالى: (أمن هذا الذي هو جند لكم

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفمن يمشي مكباً على وجهه

- ‌تفسير قوله تعالى: (قل هو الذي أنشأكم)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين)

- ‌تفسير قوله تعالى: (قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي

- ‌الأسئلة

- ‌حديث: (إذا فتحت عليكم الشام فاتخذوا منها جنداً)

- ‌القول في كتاب: عمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌البدوي وأحمد الرفاعي

- ‌حكم سؤر الحمير والبغال والسباع

- ‌حكم التصوير بالفيديو

- ‌هل النوم مبطل للوضوء

- ‌حكم التسمية في الوضوء

- ‌حديث: (الأذنان من الرأس)

- ‌حديث: (لا صلاة لمن لا وضوء له)

- ‌حديث: (لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)

- ‌حكم الأضحية

- ‌هل يجوز للمرأة أن تتصرف في مالها بغير إذن زوجها

الفصل: ‌طلب الآخرة مع طلب الرزق

‌طلب الآخرة مع طلب الرزق

{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} امشوا وكلوا، ثم تذكر -يا عبد الله- الآخرة، يعني: امش في مناكبها، وكل من رزقه، ولا تنس أن هناك نشوراً، وهذا كالآية الأخرى:{أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} [سبأ:11]-يا داود! - {وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} [سبأ:11] أي: اجعل المسمار على قدر الثقب، لا توسع المسمار فيكون غليظاً، ولا توسع الثقب فيحصل خلخلة، وبعد أن قال:(أن اعمل سابغات وقدر في السرد) قال: {وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [سبأ:11] فذكر بالعمل الصالح، وكما في قوله تعالى أيضاً:{وَتَزَوَّدُوا} [البقرة:197] أي: أيها المسافرون! تزودوا في أسفاركم، واحملوا معكم الزاد والطعام، وهذه الآية نزلت في أهل اليمن: كانوا يحجون ولا يتزودون، ويقولون: نحن المتوكلون، فإذا أتوا إلى مكة مدوا أيديهم للناس! فقال الله في شأنهم:{وَتَزَوَّدُوا} ثم أشار إلى الزاد الأهم فقال: {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة:197] أي: تزودوا للدنيا ولا تتركوا التزود للآخرة، وكما في الآية الأخرى:{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} [الأعراف:26] وهو اللباس الذي عليكم، {وَرِيشًا} [الأعراف:26] تتجملون به، ثم أشار إلى اللباس الأفضل حتى لا ينسى:{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف:26]، وكما في الآية الأخرى:{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} [الشرح:7] أي: إذا فرغت من أعمال الدنيا فاجتهد في عبادة الله، فكل هذه أدلة تحثك على العمل للدنيا، والتزود أيضاً للآخرة، فهنا قال تعالى:{فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} ثم أشار إلى الآخرة وإلى العمل لها وإلى التذكير بها في قوله تعالى: (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) .

ص: 5