المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناعمة) - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٩٢

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة الغاشية

- ‌تفسير قوله تعالى: (هل أتاك حديث الغاشية)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجوه يومئذٍ خاشعة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (عاملة ناصبة، تصلى ناراً حامية)

- ‌تفسير قوله تعالى: (تسقى من عين آنية)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ليس لهم طعام إلا من ضريع)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناعمة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (لسعيها راضية)

- ‌تفسير قوله تعالى: (في جنة عالية، لا تسمع فيها لاغية)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فيها سرر مرفوعة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت

- ‌الأسئلة

- ‌الجمع بين الأمر بترك صيام آخر شعبان وفعل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم الصلاة على الفرش المزخرفة برسم الصليب

- ‌حكم الصلاة مع الجماعة الثانية والثالثة بنية النافلة

- ‌حكم محاسبة الرجل على معصية زوجته

- ‌حكم اعتكاف المرأة في البيت أو في المسجد

- ‌شفاعة القرآن لأصحابه

- ‌كيفية البحث في فتح الباري

- ‌حكم النفقة على العيال

- ‌حكم التجميل والعلاج بالزبادي والعسل

- ‌الحكم على حديث: (اطلبوا العلم ولو في الصين)

- ‌صلاة المرأة خلف زوجها في البيت

- ‌حكم منع الزوج زوجته من إعارة دفتر محاضراتها

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناعمة)

‌تفسير قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناعمة)

قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} كما أسلفنا أن من أهل العلم من قال: إن من أسباب تسمية الآيات مثاني، وإطلاق المثاني على آيات القرآن: أنه يأتي بأوصاف قومٍ وأوصاف قومٍ مقابلين لهم، فلما ذكر الله سبحانه أوصاف الكافرين {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} ثنى بوصف حال المؤمنين فقال:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} ، فمن أهل العلم من قال: إن المراد بالوجوه الناعمة: المتنعمة التي تعيش في نعيم، ومنهم من قال: الوجوه التي ظهر عليها أثر النعمة وأثر النعيم، وفي هذه الآية:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ} ما يستدل به، لقول القائلين بأن أهل الإيمان لا يعتريهم خوف يوم القيامة، كما قال تعالى:{وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ} [يونس:26] وهذه مسألة اختلف فيها بعض الاختلاف ألا وهي: هل أهل الجنة يعتريهم شيء من الخوف والحزن يوم القيامة أو أن هذا الخوف والحزن لا يعتري إلا الكفار؟ من أهل العلم من قال: إن الخوف والحزن لا يعتري إلا الكفار، لقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ} [فصلت:30] أي: عند الموت {أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} [فصلت:30-31]، وكما قال تعالى:{يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ} [الزخرف:68-69]، ومن أهل العلم وهم الأكثر من قال: إن أهل الإيمان يعتريهم هذا الخوف والحزن لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة الطويل: (قول كل نبي من الأنبياء: نفسي نفسي، إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله) الحديث، ولقول المرسلين على جنباتي الصراط:(رب سلم سلم)، ولقوله تعالى:{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج:2] ، وبعد ذلك يكون المآل إلى الطمأنينة والأمن بالنسبة لأهل الإيمان، والله أعلم.

ص: 7