المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌زيارة المقابر خاصة بالرجال ويزار الكافر للاتعاظ - سلسلة القصص - المنجد - جـ ١٤

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌قصة عائشة رضي الله عنها وقبر البقيع

- ‌حديث زيارة البقيع وشرحه

- ‌من فوائد حديث زيارة البقيع

- ‌أن نساء النبي أمهات للمؤمنين

- ‌حسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه

- ‌استحباب إطالة الدعاء عند زيارة القبور

- ‌العدل بين الزوجات وتأديب الزوجة بالمشروع

- ‌علم الله تعالى بكل شيء

- ‌السلام المشروع على أهل المقابر

- ‌حرمة المقابر وأحكام ذلك

- ‌الإيمان بالغيب

- ‌أحكام زيارة المقابر

- ‌زيارة المقابر خاصة بالرجال ويزار الكافر للاتعاظ

- ‌قراءة القرآن في المقابر

- ‌استقبال القبلة في الدعاء لا القبر

- ‌قبر الكافر يزار ولا يدعى له

- ‌الانتعال في المقبرة

- ‌وضع غصن رطب على القبر

- ‌الأسئلة

- ‌لا تسن الاستراحة بعد سجود التلاوة في الصلاة

- ‌تحديد ليلة لزيارة القبور

- ‌الإحرام من بلد الحاج

- ‌قيام العشر من رمضان كاملة

- ‌حكم الكفارة إذا تعددت الأيمان

- ‌التبرع بالأعضاء بعد الموت

- ‌فضيلة القبر في البقيع

- ‌تغميض الينين في الصلاة

- ‌الشحناء بين الزوجين ورفع الأعمال

- ‌حكم من كان يفطر ولا يدري

- ‌من نوى السفر لعمرة فالإحرام من الميقات

- ‌هيئة القبر الإسلامي

- ‌هجر الزوجة

- ‌العقيقة عمن ولد ميتاً

- ‌التوبة من بدع القبور

- ‌حكم نقل القبر

- ‌لم يُصلِّ النبي عند القبر

- ‌حكم خروج المرأة متعطرة ولا تمر على الرجال

- ‌زيارة القبر النبوي الشريف

- ‌الزيادة في رفع القبر ذريعة للشرك

- ‌وضع النقود عند القبر

- ‌جمع حلي المرأة وبناتها لأجل الزكاة

- ‌معنى الحيوان في آية العنكبوت

- ‌التوجه في سجود التلاوة

- ‌حكم اتباع مذهب فقهي

- ‌التراجع عن التعليق في الطلاق

الفصل: ‌زيارة المقابر خاصة بالرجال ويزار الكافر للاتعاظ

‌زيارة المقابر خاصة بالرجال ويزار الكافر للاتعاظ

وكذلك فإن زيارة القبور كما قلنا: خاصة بالرجال على الراجح؛ لحديث: (لعن الله زوَّارات القبور) والأحاديث التي فيها قد يُفهم من ظاهرها جواز زيارة النساء للقبور منسوخة بأحاديث النهي، ولم يُستثنَ إلا الرجال:(كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها) أي: يا أيها الرجال، أما النساء:(لعن الله زائرات القبور، أو لعن الله زوَّارات القبور) وهذا يدل على التحريم ولا شك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يلعن على شيء مباح أو مكروه، ولا يكون اللعن إلا على شيء محرم.

ولكن كما قلنا: لو مرت بجانب قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهي خارجة من باب الحرم، أو داخلة باب الحرم، أو مرت بمقبرة من غير قصد زيارتها فلتسلم عليها بما سبق.

هذا ويجوز زيارة قبر من مات على غير الإسلام للعبرة فقط، وقد جاء في هذا أحاديث: منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: استأذنتُ ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت).

وفي رواية: عن بريدة رضي الله عنه قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب، فصلى ركعتين، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان، فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأب والأم، يقول: يا رسول الله! ما لَكَ؟ قال: إني سألت ربي عزوجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي، فدمعت عيناي رحمة لها من النار، واستأذنتُ ربي في زيارتها فأَذن لي، وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، ولْتَزِدْكم زيارتها خيراً) ففي هذا الحديث جواز زيارة المشركين في الحياة، وقبورهم بعد الوفاة؛ لأنها إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة ففي الحياة أولى.

وفي الحديث النهي عن الاستغفار للكفار؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤذن له بالاستغفار لأمه؛ لأنها ماتت على الشرك.

والعرب كان عندهم دين إبراهيم، وعرفوه، وأقيمت عليهم الحجة به، وإسماعيل كان من الأنبياء في العرب.

وأبو النبي صلى الله عليه وسلم وأمه ماتا على الشرك، وكذلك عمَّاه وجده، ماتوا على الشرك، والله عزوجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة:113].

إذاً: لا يجوز الاستغفار للكافر، والآية نزلت في وفاة أبي طالب على الشرك.

وكذلك فإن القصد من زيارة القبور شيئان: الأمر الأول: انتفاع الزائر.

والثاني: انتفاع المزور.

انتفاع الزائر: بذكر الموت والموتى والمآل بعد الموت.

انتفاع المزور: بالدعاء له، والاستغفار له، والإحسان إليه في هذه الزيارة.

وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى البقيع فيدعو لهم، فسألته عائشة عن ذلك فقال:(إني أمرت أن أدعو لهم).

وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لَلاحقون، أنتم لنا فَرَط -يعني: سبقتمونا- ونحن لكم تَبَع -نأتي على إثركم- أسأل الله لنا ولكم العافية) فهذا دعاء آخر.

وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددتُ أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أوَلَسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين يأتون بعدُ) الحديث.

ص: 13