المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اليهود قوم بهت مماطلون - سلسلة القصص - المنجد - جـ ١٨

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌قصة بني إسرائيل مع البقرة

- ‌فوائد من قصص الأنبياء

- ‌القصص توجد عند أهل الكتاب من حيث العموم

- ‌موقفنا مما عند أهل الكتاب من العلم

- ‌الفائدة من سرد هذه القصص في القرآن

- ‌طبيعة اليهود من خلال نظرتهم إلى أوامر الله عز وجل

- ‌خلاصة القصة

- ‌أسلوب القرآن في عرض القصة

- ‌تنطعهم في تنفيذ الأوامر

- ‌سوء أدبهم مع نبي الله عليه السلام

- ‌خطورة الاستهزاء والمزاح في الأمور الدينية

- ‌تجرؤهم بقولهم: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ)

- ‌فائدة أصولية في باب الأمر

- ‌مواصلة العناد وزيادة التشديد عليهم

- ‌ما يستفاد من العِبر في التلكؤ وسؤالهم عن عمل البقرة

- ‌التباطؤ في التنفيذ طبيعة اليهود والمنافقين

- ‌المبادرة للتنفيذ هي المقصود من أمرهم بالذبح

- ‌ذبح البقرة وما كان بعدها

- ‌مجموعة من الفوائد في الآيات

- ‌جواز بيع السلم

- ‌حرمة الاستهزاء بالأنبياء

- ‌بيان كيف يحيي الله الموتى

- ‌وجوب تقديم الأصول على الفروع

- ‌اليهود قوم بهت مماطلون

- ‌الأسئلة

- ‌تأجير العين المستأجرة وشروط ذلك

- ‌الشعور بالغثيان أثناء الصلاة

- ‌الرد على من يفسرون القرآن بأهوائهم

- ‌حكم صيام من أكل بعد أذان الفجر

- ‌هجر القرآن

- ‌وقت إفطار الصائم

الفصل: ‌اليهود قوم بهت مماطلون

‌اليهود قوم بهت مماطلون

وأخيراً: فإننا نختم فوائد هذه القصة بفائدة تتعلق بعصرنا الذي نعيش فيه، فإن المداورة والمماطلة التي كشفتها لنا قصة البقرة في طبيعة اليهود، تدل على أن طبيعة هؤلاء القوم لا يملون ولا يضجرون ولا يسأمون من المفاوضات؛ لأنهم يتقنون فن التهرب والتملص والتحايل، بل ويتمتعون أثناء ذلك بنفس طويل وأعصاب باردة، وهم على استعداد لتضييع الجهود والأوقات في هذه الشكليات والفرعيات، وأن يوجدوا لأنفسهم مداخل، ويمكن أن يعمدوا إلى قضية شكلية هامشية يمضون فيها أوقاتاً طويلة تستغرق شهوراً وسنوات على حساب الطرف المظلوم، وعندهم فنٌ في عدم حل المشاكل وإبقائها معلقة، وتأخير الحل، وعندهم حرصٌ على عدم إظهار الحق وعدم الخروج بنتيجة وإبقاء القضية في غموض وضباب، وأن يبقوا خصومهم في ضياع وفراغ، وهم قضوا أكثر من عشرين سنة في جدال، هل ينسحبون من الأراضي المحتلة، عاشوا أكثر من عشرين سنة وهم ما حلوا القضية.

وكذلك فإنهم على استعداد بأن يجعلوا المفاوضات وهيئات التحكيم الدولية والخبراء والمحامين ينشغلون في قضية طويلة، وما شغلهم بقضية طابا التي لا تتجاوز مساحتها ملعب كرة قدم، جعلوا ذلك خصاماً إلى أكثر من عشر سنوات، وبقية المسائل في تعقيدات ومماطالات، وقصة البقرة تكشف لنا طبيعة هؤلاء جيداً.

ولذلك فلا يجوز لمسلم أن يغتر بهم، ولا يظن لحظة واحدة أنهم يحرصون على خيرٍ لنا، أو أنهم يريدون أن يحلوا مشكلة، فإن الله سبحانه وتعالى قد فضحهم في كتابه، وبين لنا طبيعتهم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا شرورهم ومكرهم وأن ينصرنا عليهم، ويخلص المسلمين من شرهم.

والحمد لله رب العالمين.

ص: 24