المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحكمة من مشروعية صلاة الجمعة - شرح أخصر المختصرات لابن جبرين - جـ ١٠

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌شرح أخصر المختصرات [10]

- ‌حكم الطمأنينة في الصلاة والوتر عند الحنفية

- ‌صلاة الخوف

- ‌مشروعية صلاة الجمعة وأحكامها وشروطها وأركانها

- ‌الحكمة من مشروعية صلاة الجمعة

- ‌من تجب عليهم صلاة الجمعة

- ‌حكم صلاة الظهر ممن تلزمه الجمعة قبل الإمام

- ‌حكم إنشاء السفر يوم الجمعة

- ‌وقت صلاة الجمعة واشتراط العدد لها

- ‌ما تدرك به صلاة الجمعة

- ‌اشتراط خطبتي الجمعة وذكر شروطهما

- ‌سنن خطبة الجمعة

- ‌صفة صلاة الجمعة وآدابها

- ‌ما يقرأ في صلاة الجمعة وفي فجرها

- ‌حكم إقامة أكثر من جمعة في البلد الواحد

- ‌السنن القبلية والبعدية للجمعة

- ‌ما يسن في يوم الجمعة وليلتها

- ‌حكم تخطي الرقاب للإمام والمأموم

- ‌حكم إيثار الشخص لغيره بالمكان الأفضل

- ‌حكم إقامة المصلي من مكانه والكلام حال الخطبة

- ‌حكم صلاة العيدين وصفتهما وما يشترط فيهما

- ‌وقت صلاة العيدين

- ‌شروط صلاة العيدين

- ‌ما يسن في العيدين

- ‌صفة صلاة العيدين وخطبتيهما

- ‌مشروعية التكبير في العيدين وصفته

- ‌حكم صلاة الكسوف وصفتها

- ‌مشروعية صلاة الاستسقاء وصفتها وحكمها

- ‌ما يفعله الإمام في الاستسقاء

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الأذكار والأدعية الجماعية بعد الصلوات

- ‌حكم الصلاة خلف الفاسق والمبتدع

- ‌حكم الاستمناء باليد

- ‌حكم تصوير العروسين ليلة الزواج للذكرى

- ‌حكم خلو الخطيب بالمخطوبة قبل الزواج

- ‌حكم إمامة غير المميز للبالغين في الصلاة

- ‌حكم شرب الزعفران مع القهوة وغيرها للمحدة

- ‌حكم الجمع بين صلاة الجمعة وصلاة العصر

- ‌حكم صلاة المرأة للجمعة في بيتها ركعتين بدل الظهر

- ‌اعتذار الشيخ عن الذهاب إلى شرورة

- ‌حكم إمامة من يقصر لحيته كثيراً

- ‌حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دون ذكر الآل

- ‌حكم الصلاة في المسجد الأبعد خلف إمام سنة

- ‌حكم صيام اليوم الذي لم يعلموا بأنه عيد إلا في الظهر

- ‌حكم إمامة الفاسق الأقرأ والأحفظ لكتاب الله

- ‌حكم من يتعمد عدم حضور خطبتي الجمعة ويحضر للصلاة

- ‌حكم تأدية صلاة الظهر جماعة بعد الجمعة بنية القضاء

- ‌وقت ابتداء ليلة الجمعة وانتهاء يومها

- ‌وقت ابتداء الساعة الأولى من يوم الجمعة

- ‌حكم صلاة من تكلم أثناء خطبة الجمعة

- ‌حكم قراءة سورة السجدة في ركعتي صلاة الفجر يوم الجمعة

- ‌حكم قراءة سورة الكهف فجر يوم الجمعة وفضلها

- ‌حكم صلاة التسابيح

- ‌حكم اضطرار الخطباء للمأمومين على إجابة السؤال

- ‌حكم صلاة الخطيب ركعتين قبل صعوده على المنبر

- ‌حكم أداء الخطبة بغير اللغة العربية

- ‌حكم استخدام مصطلحات وكلمات بلغة غير العربية

- ‌حكم من تعمد أكل الثوم والبصل للهروب من صلاة الجماعة

- ‌حكم سجود السهو لمن تكرر سهوه

الفصل: ‌الحكمة من مشروعية صلاة الجمعة

‌الحكمة من مشروعية صلاة الجمعة

الحكمة في شرعية صلاة الجمعة جمع أهل البلد كل أسبوع وتذكيرهم وتأليفهم، ومعلوم أن مساجد الجماعة يجتمع فيها أهل كل حي، فأهل هذا الحي يجتمعون مثلاً في هذا المسجد، وأهل الحي الثاني يجتمعون في مسجدهم كل يوم خمس مرات، فإذا جاء يوم الجمعة اجتمع أهل البلد في مسجد واحد، يحصل تقابلهم، وتعارفهم، وتآلفهم فيما بينهم، وتباحثهم في الأمور ذات الأهمية، فلأجل ذلك لا يجوز تكرار الجمعة في البلد إلا لحاجة، ولا تقام في البلد إلا في مسجد واحد.

في العهد النبوي ما كان هناك إلا مسجد واحد هو المسجد النبوي، يأتي إليه أهل قباء وأهل العوالي وأهل الأماكن التي هي بعيدة عن المدينة، يأتون كلهم ويصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى إن بعضهم يأتي من الصباح، ويرجع إلى أهله فلا يصل إليهم إلا مساءً؛ ذلك لأن القصد جمع أهل البلد في مسجد واحد، ولذلك روي عن ابن عباس أو غيره من الصحابة قالوا:(الجمعة على من آواه المبيت إلى أهله)، ومعناه: أن الجمعة واجبة على الإنسان الذي إذا صلى الجمعة ثم رجع إلى أهله أدركهم قبل الليل، ولو سار ثلاث أو أربع ساعات، وهذا دليل على أنهم كانوا يسيرون قبل الصلاة نحو ثلاث ساعات أو أربع متوجهين إلى المسجد، وبعد الصلاة يتوجهون إلى أهليهم فيسيرون نحو ثلاث أو أربع ساعات؛ وذلك لأنه ليس هناك إلا مسجد واحد.

ثم ورد أنه صلى الله عليه وسلم لما اجتمع عيد وجمعة في يوم رخص لمن صلى العيد أن لا يرجعوا إلى صلاة الجمعة؛ وذلك للمشقة عليهم؛ لأنهم أتوا إلى صلاة العيد مبكرين، يمكن أنهم ساروا من آخر الليل، فقطعوا مسيرة ساعتين أو نحوها حتى وصلوا إلى مصلى العيد، ثم لابد أنهم يرجعوا إلى أهليهم بعد صلاة العيد، فيسيرون أيضاً مسيرة ساعتين حتى يصلوا إلى أهليهم، فلو كلفوا أن يأتوا إلى صلاة الجمعة لأتوا أيضاً مسيرة ساعتين قبل الزوال، ثم يرجعون بعد صلاة الجمعة أيضاً مسيرة ساعتين، فيتكلفون ثمان ساعات مشياً، ولا شك أن في ذلك مشقة، فأسقطت عنهم صلاة الجمعة إذا أدركوا صلاة العيد، حيث إنهم قد حصلوا على خير، فيصلون في أماكنهم ظهراً، والقريبون يصلون جمعة، ولذلك قال في الحديث:(وإنا لمجمعون) فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى الجمعة بمن كان قريباً، فأما البعيدون فأسقطها عنهم لأجل المشقة، فهذا هو السبب.

إذا اجتمع عيد وجمعة سقطت الجمعة عمن بينه وبين المسجد مسيرة ساعتين، فأما من كان دون ذلك فلا تسقط على الصحيح.

يتساهل كثير من الناس فيصلون ظهراً ويتركون صلاة الجمعة يوم العيد، وربما يصلون في بيوتهم، وليس بينهم وبين المسجد إلا عشر دقائق أو ربع ساعة على السيارات التي يسرها الله وسخرها، فنقول: إن هذا تفريط وإهمال، ما شرعت الجمعة إلا لمصلحة، شرعت لأجل الاجتماع، ولأجل التذاكر، ولأجل التعارف والتباحث في الأمور المهمة، وشرعت لأجل الفوائد التي يستمعونها من الخطباء، ولأنهم قد يكونون جهلة بالقراءة وجهلة بالأحكام، فيتعلمون القراءة ويتعلمون الأحكام التي يلقيها الخطباء عليهم فيرجعون بفائدة.

ص: 5