المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عدم إحاطة العباد بالله علما - شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - حسن أبو الأشبال - جـ ٢٩

[حسن أبو الأشبال الزهيري]

فهرس الكتاب

- ‌ صفة الإتيان والمجيء لله عز وجل

- ‌صفات الله الذاتية والفعلية

- ‌إثبات صفة المجيء لله عز وجل

- ‌السؤال عن الله بـ (أين) لا يستلزم التحيز ولا الجهة

- ‌عدم إحاطة العباد بالله علماً

- ‌إثبات أن لله هرولة تليق به سبحانه

- ‌أقوال أهل العلم في إثبات صفتي الإتيان والمجيء

- ‌قول ابن جرير في إثبات صفتي المجيء والاتيان

- ‌إثبات أبي الحسن الأشعري لصفتي المجيء والإتيان

- ‌قول الشيخ الهراس في إثبات صفتي المجيء والإتيان

- ‌تأويل الإمام النووي وابن الجوزي لصفتي الإتيان والمجيء والرد عليهما

- ‌كلام ابن تيمية في إثبات صفتي المجيء والإتيان

- ‌الأسئلة

- ‌حكم ما يقع بين الناس من التعصب لفريق معين من لاعبي كرة القدم

- ‌حكم تشغيل إذاعة القرآن قبل صلاة الجمعة

- ‌حكم ذهاب الأولاد إلى القرية الفرعونية

- ‌حكم إعطاء الهدية بنية إرجاع هدية أخرى

- ‌حكم سماع الحكايات التي تذاع في الراديو

- ‌حكم سماع بعض التمثيليات التي تحكي قصصاً اجتماعية وتذاع في الراديو

الفصل: ‌عدم إحاطة العباد بالله علما

‌عدم إحاطة العباد بالله علماً

هل لأحد أن يدعي أنه يحيط علماً بالله؟

‌الجواب

لا.

لأن ذلك مستحيل شرعاً وعقلاً، والواقع أن الله تعالى هو الذي يحيط خلقه بعلمه، أما هو سبحانه يُعلم ولا يحاط به علماً، فهو معلوم الوجود، وأنه واجب الوجود، كما قال تعالى:{وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} [البقرة:255].

فهم لا يحيطون بذاته ولا بصفاته ولا بأفعاله علماً، والنزول والمجيء من أفعال ربنا تبارك وتعالى، فينتهي علمنا فيهما وفي غيرهما من أفعال ربنا تبارك وتعالى بمعرفة المعنى العام أنه يأتي وأنه يجيء، أما كيف يأتي وكيف يجيء فهذه ليست لنا ولا نعرفها، بل ولا يعرفها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فكيف يدعي هؤلاء صرف هذه النصوص عن ظاهرها؟ وتعطيل النصوص بالضرورة يستلزم تعطيل صفات المولى تبارك وتعالى.

ومما يؤمن به أهل السنة والجماعة: أن الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء، ومما يحدثه في نهاية المطاف لهذه الدار: أن يأمر الشمس أن تطلع من مغربها بدلاً من طلوعها من مشرقها؛ إعلاناً وإعلاماً لنهاية هذه الحياة، وهنا يغلق باب التوبة، ولا يقبل إيمان ممن يريد أن يؤمن، أو عمل صالح ممن يريد أن يعمل عملاً صالحاً.

ثم إذا جمع الله الأولين والآخرين يأتي يوم القيامة ليحاسب عباده، كما قال تعالى:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه} [الزلزلة:7 - 8].

وهناك يتميز المؤمن الصادق الذي كان يعمل بصدق ويقين {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ} [القلم:42]، فيأتي الرب تبارك وتعالى فيعرفه المؤمنون بعلامته الخاصة، وهي ساقه تبارك وتعالى، فيسجدون له سبحانه سجود تعظيم وشكر في آن واحد، ويحاول المنافقون والمراءون أن يسجدوا كسجود المؤمنين، فيجعل الله تبارك وتعالى ظهورهم طبقاً واحداً، فإذا أرادوا أن يسجدوا لله خروا على ظهورهم؛ لأنهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا، ومن سجد منهم إنما سجد مرائياً منافقاً، ولم يكن يسجد لله بصدق وإيمان ويقين.

إذاً: هذه الصفة ثابتة لله عز وجل على الوجه اللائق، ونقول فيها كما نقول في غيرها من بقية الصفات.

ص: 5