الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ الْبُوصِيرِيُّ أَنَا أَبُو صَادِقٍ مُرْشِدُ بْنُ يَحْيَى الْمَدِينِيُّ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عمر بن حمصة أَنا الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْكَتَّانِيُّ ثَنَا سعيد بن عُثْمَان الْحَرَّانِي أَنا مخلد بن مَالك أَنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ صُدَيْقِ بْنِ مُوسَى وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِذَا كَانَ يَوُمُ الْقِيَامَةِ أَعْطَى اللَّهُ الرَّجُلَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الْيَهُودِيَّ أَوِ النَّصْرَانِيَّ فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل أَفْدِ بِهَذَا نَفسك) // ضَعِيف // قَالَ حَمْزَةُ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ صُدَيْقٍ إِلا حَفْصٌ وَلا عَنْ حَفْصٍ إِلَّا مخلد قلت وصديق بِضَم الصَّاد تَصْغِير صدق هُوَ ابْن مُوسَى بْن عَبْد اللَّهِ بن الزبير روى عَنهُ ابْن جريح وَغَيره وَذكره ابْن حبَان فِي طبقَة التَّابِعين من الثِّقَات وَاخْتلف فِي اسْم أَبِي بردة فَقيل عَامر وَقيل الْحَارِث وَالْمَشْهُور أَنه اسْم كنيته وَأَبُو مُوسَى هُوَ الْأَشْعَرِيّ واسْمه عَبْد اللَّهِ بْن قيس مَشْهُورا باسمه وكنيته جَمِيعًا وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ مُسلم بِمَعْنَاهُ من طَرِيق قَتَادَة عَن عون بْن عَبْد اللَّهِ وَسَعِيد بْن أَبِي بردة أَنَّهُمَا سمعا بردة يخبر عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز بِهِ وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تأريخه من طَرِيق مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن طَلْحَة التَّيْمِيّ وَعمارَة الْقرشِي وَعبد الْملك بْن عُمَيْر وَعَمْرو بْن قيس السكونِي كلهم عَن أَبِي بردة بِهِ ثُمَّ ذكر علله وَالِاخْتِلَاف فِيهِ على أَبِي بردة قَالَ والْحَدِيث فِي الشَّفَاعَة وَأَن قوما يُعَذبُونَ ثُمَّ يخرجُون أَكثر قلت يجوز أَن يخصص هَذَا بِحَدِيث الشَّفَاعَة فَيحْتَمل أَن الطَّائِفَة المعذبة منَ العصاة لَا يحصل لَهُم هَذَا الْفِدَاء ابْتِدَاء وَالله أعلم
الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ
قَرَأْتُ عَلَى مَرْيَمَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الأَسَدِيَّةِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ الْوَانِيَ أَخْبَرَهُمْ أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَن بن مَكِّيٍّ أَنَا جَدِّي لِأُمِّي الْحَافِظُ
أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّلَفِيُّ قَالَ فِي خُطْبَةِ كِتَابِ الأَرْبَعِينَ لَهُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ نَفَرًا مِنَ الْعُلَمَاءِ لَمَّا رَأَوْا وَرَوُوا قَول أطهر منسل وَأظْهر منسل مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا
من طرق وثقوا بهَا وعولوا عَلَيْهَا وَعرفُوا صِحَّتهَا وركنوا إِلَيْهَا خرج مِنْهُم كل لنَفسِهِ حَتَّى قَالَ إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الغافر الْفَارِسِي اجْتمع عِنْدِي منَ الأربعينات مَا ينيف إِلَى السّبْعين قَالَ السِّلَفِيُّ وَقَدِ اسْتَفْتَيْتُ شَيْخَنَا الإِمَامَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الكيا الطَّبَرِيّ فِي رجل وصّى بِثُلُثِ مَالِهِ لِلْعُلَمَاءِ وَالْفُقَهَاءِ هَلْ تَدْخُلُ كَتَبَةُ الْحَدِيثِ فِي وَصِيَّتِهِ فَكَتَبَ بِخَطِّهِ تَحْتَ السُّؤَالِ نَعَمْ وَكَيْفَ لَا وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم (مِنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بَعثه الله فَقِيها)
قَالَ السلَفِي وَقد أَنا بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ أَبُو نَصْرٍ الْفَضْلُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ أَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بن مهْدي نَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بن إِبْرَاهِيم الشَّافِعِي نَا أَبُو بكر عَبْدُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا نَا الْفضل بن غَانِم نَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَة فَقِيها وَكنت لَهُ شَهِيدا) // مَوْضُوع //
هَذَا حَدِيثٌ مَشْهُورٌ لَهُ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ وَهُوَ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ هَارُونَ هَذَا وَاتَّهَمَهُ بِهِ فَقَالَ لَا يَحِلُّ كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلا لِلاعْتِبَارِ وَضَعَّفَهُ غَيْرُهُ وَبَاقِي رِجَالِهِ ثِقَاتٌ وَلَمْ يُخْرِجْ هَذَا الْمَتْنَ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّةِ فِي الأُمَّهَاتِ الْمَشْهُورَةِ لَا الْمُخَرَّجَةِ عَلَى الأَبْوَابِ وَلا الْمُرَتَّبَةِ عَلَى الْمَسَانِيدِ إِلا أَنَّ أَبَا يَعْلَى رَوَاهُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ الْعُقَيْلِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلاثَةَ عَنْ خَصِيفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ // مَوْضُوع // وَخَصِيفٌ وَابْنُ عُلاثَةَ صَدُوقَانِ فِيهِمَا مَقَالٌ وَالآفَةُ فِيهِ
مِنْ عَمْرِو بْنِ الْحُصَيْنِ فَقَدْ كَذَّبَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُمَا وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ فِي أَرْبَعِينِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ عَن إِسْحَاق بن بخيت عَن ابْن جريح عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ // مَوْضُوع // بِهِ رضي الله عنه وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلا إِسْحَاقَ فَقَدِ اتَّهَمَهُ بِالْوَضْعِ ابْنُ مَعِينٍ وَابْنُ أبي شيبَة وَالْفَلَّاس وَغَيرهم لَكِن تَابعه عَلَيْهِ عَن ابْن جريح جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ حُمَيْدُ بْنُ مُدْرَكٍ وَخَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْعُمَرِيُّ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ الْقَاضِي وَرُوِيَ عَنْ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ وَمَعْمَرٍ أَيْضًا وَأَمَّا رِوَايَةُ حُمَيْدِ بْنِ مُدْرَكٍ أَخْرَجَهَا الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْجَوْزَقِيُّ فِي أَرْبَعِينِهِ وَحُمَيْدٌ مَجْهُولٌ وَأَمَّا رِوَايَةُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ فَرَوَاهَا ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ فِي تَرْجَمَتِهِ وَضَعَّفَهُ وَاتَّهَمَهُ جَمَاعَةٌ أَمَّا رِوَايَةُ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ فرواها ابْن عدي أَيْضا فِي تَرْجَمَتِهِ بِإِبْدَالِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبُو الْبَخْتَرِيِّ أَجْمَعُوا عَلَى تَكْذِيبِهِ
وَأَمَّا رِوَايَةُ بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ فَرَوَاهَا الْمُظَفَّرُ بْنُ إِلْيَاسَ السَّعِيدِيُّ فِي أَرْبَعِينِهِ مِنْ طَرِيقِهِ وَبَقِيَّةُ صَدُوقٌ مَشْهُورٌ بِالتَّدْلِيسِ عَنِ الضُّعَفَاءِ فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا عَنهُ فَكَأَنَّهُ مِنْ إِنْسَانٍ ضَعِيفٍ عَنِ ابْنِ جريح فأسقط الضَّعِيف ودلسه
وَأما رِوَايَةُ مَعْمَرٍ فَرَوَيْنَاهَا فِي الأَرْبَعِينَ لِلإِمَامِ أَبِي الْمَعَالِي إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْحسن الْحُسَيْنِي قَالَ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمد الْمقري الْمَعْرُوفُ بِابْنِ بُشْتٍ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ الْحَافِظِ النَّسَفِيِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ ابْن جريح بِهِ وَابْنُ بُشْتٍ تَكَلَّمُوا فِي صِحَة
سَمَاعه عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ وَذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو صَالِحٍ الْمُؤَذِّنُ أَن سَقَطَ اسْمُ شَيْخِهِ الَّذِي حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ عَلَى كَاتِبِ الطَّبَقَةِ قُلْتُ الَّذِي عِنْدِي فِي هَذَا أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ إِسْنَادُهُ فِي إِسْنَادٍ وَإِلا فعمرو غَيْرُ مَعْرُوفٍ بِالرِّوَايَةِ عَنِ ابْنِ جريح بِهِ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ مَعْرُوفٌ بِالرِّوَايَةِ عَنْهُمَا جَمِيعًا وَلِلْحَدِيثِ طُرُقٌ غَيْرُ هَذِهِ مِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ الْجَوْزَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ زَيْدِ بْنِ الْحُرَيْشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خِرَاشٍ عَنْ عَمِّهِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنْ إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن أنس بن مَالك // مَوْضُوع // بِهِ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ خِرَاشٍ ذَكَرَهُمَا ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ وَقَالَ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا رُبَّمَا أَخطَأ قلت أَخطَأ ابْنُ حِبَّانَ فِي تَوْثِيقِ عَبْدِ الله بن حِرَاش فَقَدِ اتَّفَقَ الأَئِمَّةُ عَلَى تَضْعِيفِهِ وَاتَّهَمَهُ بَعْضُهُمْ وَمِنْهَا مَا رَوَاهُ أَبُو زر الْهَرَوِيُّ فِي كِتَابِ الْجَامِعِ لَهُ عَن شَافِعِيّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَوَانَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَسْقَلانِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زِنْجَوَيْهِ عَنْ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَن ابْن عمر // مَوْضُوع //
قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ مَنْ رَوَى هَذَا عَنْ مَالِكٍ فَقَدْ أَخْطَأَ عَلَيْهِ وَأَضَافَ مَا لَيْسَ من رِوَايَته قلت لَيْسَ فِي رِوَايَته مَنْ يُنْظَرُ فِي حَالِهِ إِلا يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ فَقَدْ ذَكَرَ مَسْلَمَةُ بْنُ قَاسِمٍ أَنَّهُ لَقِيَهُ وَالنَّاسُ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَبَعْضُهُمْ يُوَثِّقُهُ وَبَعْضُهُمْ يُضَعِّفُهُ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ حَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ وَمِنْهَا مَا أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الآجُرِّيُّ فِي كِتَابِ الأَرْبَعِينَ لَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَنْدَقِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السَّايحِ عَنْ عبد الحميد ين عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْن عَبَّاس رضي الله عنه عَن معَاذ بن جبل // مَوْضُوع //
وَلَيْسَ فِي رِوَايَته مَنْ يُنْظَرُ فِي
حَالِهِ إِلا السَّايِحَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَعْرُوف وَعِنْدِي أَن هَذَا الطَّرِيقَ أَجْوَدُ طُرُقِ هَذَا الْمَتْنِ مَعَ ضَعْفِهَا
وَرُوِيَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقٍ ضَعِيفَةٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طَالب // مَوْضُوع // وَسَلْمَانَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بن الْعَاصِ // مَوْضُوع // وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ // مَوْضُوع // وَأبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ // مَوْضُوع // وَجَابِر بن سَمُرَة // مَوْضُوع // وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَنُوَيْرَةَ // مَوْضُوع // وَلا يَصِحُّ مِنْهَا
شَيْءٌ
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ سَعِيدُ بْنُ السَّكَنِ الْحَافِظُ لَيْسَ يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَرِيقٍ يَثْبُتُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ لَا يَثْبُتُ مِنْ طُرُقِهِ شَيْءٌ
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ أَسَانِيدُهُ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ وَقَالَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَسَانِيدُهُ كُلُّهَا فِيهَا مَقَالٌ لَيْسَ فِيهَا لِلتَّصْحِيحِ مَجَالٌ
وَقَالَ عَبْدُ الْقَادِرِ الرَّهَاوِيُّ طُرُقُهُ كُلُّهَا ضِعَافٌ إِذْ لَا يَخْلُو طَرِيقٌ مِنْهَا أَنْ يَكُونَ فِيهَا مَجْهُولٌ لَا يُعْرَفُ أَوْ مَعْرُوفٌ مُضَعَّفٌ وَقَالَ الْحَافِظَانِ رَشِيدُ الدِّينَ الْعَطَّارُ وَزَكِيُّ الدِّينِ الْمُنْذِرِيُّ نَحْوَ ذَلِكَ فَاتِّفَاقُ هَؤُلاءِ الأَئِمَّةِ عَلَى تَضْعِيفِهِ أَوْلَى مِنْ إِشَارَةِ السَّلَفِيِّ إِلَى صِحَّتِهِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ لَعَلَّ السَّلَفِيَّ كَانَ يَرَى أَنَّ مُطْلَقَ الأَحَادِيثِ الضَّعِيفَةِ إِذَا انْضَمَّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ أَخَذَتْ قُوَّةً
قُلْتُ لَكِنَّ تِلْكَ الْقُوَّةُ لَا تُخْرِجُ هَذَا الحَدِيث عَن مرتبَة الضعْف فالضعف يَتَفَاوَتُ فَإِذَا كَثُرَتْ طُرُقُ حَدِيثٍ رجح على حَدِيث فَرد فكون الضعْف الَّذِي ضَعْفُهُ نَاشِئٌ عَنْ سُوءِ حِفْظِ رُوَاتِهِ إِذَا كَثُرَتْ طُرُقُهُ ارْتَقَى إِلَى مَرْتَبَةِ الْحَسَنِ وَالَّذِي ضَعْفُهُ نَاشِئٌ عَنْ تُهْمَةٍ أَوْ جَهَالَةٍ إِذَا كَثُرَتْ طُرُقُهُ ارْتَقَى عَن مرتبَة الْمَرْدُود الْمُنكر الَّذِي لَا يَجُوزُ الْعَمَلُ بِهِ بِحَالٍ إِلَى رُتْبَةِ الضَّعِيفِ الَّذِي يَجُوزُ الْعَمَلُ بِهِ فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ
وَعَلى ذَلِكَ يُحْمَلُ مَا أَخْبَرَنَا بِهِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ أَنا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الْهَادِي أَنا شَيْخُ الإِسْلامِ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بن شرف
النَّوَوِيّ رحمه الله فِي خطْبَة الأَرْبَعِينَ لَهُ قَالَ وَقَدِ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى جَوَازِ الْعَمَلِ بِالْحَدَيِثِ الضَّعِيفِ فِي فَضَائِلِ الأَعْمَالِ وَقَالَ بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ اتَّفَقَ الْحُفَّاظُ عَلَى أَنَّهُ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ وَإِنْ كَثُرَتْ طُرُقُهُ
وَهَذِه أناشيد نختم بهَا هَذَا الْأَرْبَعين وأسانيدها متباينة أَيْضا
أنشدنا أَبُو حَيَّان مُحَمَّد بْن حَيَّان بْن الْعَلامَة أثير الدّين أَبِي حَيَّان مُحَمَّد بن يُوسُف عَليّ الغرناطي أنشدنا جدي لنَفسِهِ
(أرحت نَفسِي منَ الإيناس بِالنَّاسِ
…
لما عنيت عَنِ الأكياس باليأس)
(وصرت فِي الْبَيْت وحدي لَا أرى أحدا
…
بَنَات فكري وكتبي هِيَ جلاسي)
وأنشدنا أَبُو الْيُسْر أَحْمَد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن مُحَمَّد بن الصَّائِغ الدِّمَشْقِي أنشدنا الْعَلامَة زين الدّين عُمَر بْن أَبِي بكر بْن الوردي لنَفسِهِ
(إِنِّي تركت فروضهم وعقودهم
…
ومسوحهم وَالْحكم بَين اثْنَيْنِ)
(ولزمت بَيْتِي قانعا ومطالعا كتب
…
الْعُلُوم وَذَاكَ زين الدّين)
(أَهْوى منَ الْفِقْه الفروق دقيقة
…
فِيهَا يبين مُقَرر النصين)
(وَأَقُول فِي علم البديع معانيا
…
مقسومة بَين الْبَيَان وبيني)
(وَتركت نظم الشّعْر إِلَّا نَادرا
…
كالبيت فِي سنة وكالبيتين)
(مَا الشّعْر مثل الْفِقْه فِيهِ نباهة
…
الْفِقْه فِيهِ سَعَادَة الدَّاريْنِ)
قَرَأت على سارة بنت شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين أَبِي الْحَسَن عَليّ بْن عَبْد الْكَافِي السُّبْكِيّ أَن أَبَاهَا أخْبرهُم أَنا عِيسَى بْن عَبْد الرَّحْمَنِ أَنا جَعْفَر بْن عَليّ أَنا أَبُو مُحَمَّد العثماني أَنا أَبُو بكر الطرطوشي أَنا مُحَمَّد بْن عَليّ الدَّامغَانِي قَالَ أَنْشدني مُحَمَّد بْن عَليّ الصُّورِي لنَفسِهِ
(يَا من إِلَيْهِ بجوده أتوسل
…
وَعَلِيهِ فِي كل الْأُمُور أعول)
(أَدْعُوك رب تضرعا وتذللا
…
فَإِذا رددت يَدي فَمن ذَا أسأَل)
(قد قادني أملي إِلَيْك ودلني
…
جود عَلَيْك وفاقة وتذلل)
(وَعلمت أَنَّك لَا تخيب آملا
…
أضحى لجودك يَا كريم يؤمل)
(فبنور وَجهك كن لذنبي غافرا
…
فَعَلَيْك فِي غفرانه أتوكل)