المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عن البكاء على الأموات وأمور برزخية - الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌الحَدِيث الأول

- ‌الحَدِيث الثَّانِي من رِوَايَة أَبِي بكر رضي الله عنه

- ‌الحَدِيث الثَّالِث من رِوَايَة عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌الحَدِيث الرَّابِع من حَدِيث عُثْمَان رضي الله عنه

- ‌الحَدِيث الْخَامِس عَن عَليّ رضي الله عنه

- ‌الحَدِيث السَّادِس عَن طَلْحَة بْن عبيد الله

- ‌الحَدِيث السَّابِع عَن الزبير

- ‌الحَدِيث الثَّامِن عَن سعد

- ‌الحَدِيث التَّاسِع عَن سعيد

- ‌الحَدِيث الْعَاشِر عَن عَبْد الرَّحْمَنِ بن عَوْف

- ‌الحَدِيث الْحَادِي عشر عَن أَبِي عُبَيْدَة بن الْجراح

- ‌الحَدِيث الثَّانِي عشر من حرف الْألف عَن أنس

- ‌الحَدِيث الثَّالِث عشر من حرف الْبَاء عَن بُرَيْدَة

- ‌الحَدِيث الرَّابِع عشر من حرف التَّاء الْمُثَنَّاة عَن تَمِيم

- ‌الحَدِيث الْخَامِس عشر من حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة عَن ثَوْبَان

- ‌الحَدِيث السَّادِس عشر من حرف الْجِيم عَن جَابر

- ‌الحَدِيث السَّابِع عشر من حرف الْحَاء الْمُهْملَة عَن حَازِم بن حَرْمَلَة

- ‌الحَدِيث الثَّامِن عشر من حرف الْخَاء عَن خَوات بن خَبِير

- ‌الحَدِيث التَّاسِع عشر من حرف الدَّال عَن دحْيَة

- ‌الحَدِيث الْعشْرُونَ من حرف الذَّال الْمُعْجَمَة عَن ذِي الْيَدَيْنِ

- ‌الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من حرف الرَّاء عَن رَافع بْن عَمْرو

- ‌الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ من حرف الزَّاي عَن زُهَيْر بْن صرد

- ‌الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من حرف السِّين عَن أبي سعيد

- ‌الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ من حرف الشين عَن شكل بْن حميد

- ‌الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ من حرف الصَّاد الْمُهْملَة

- ‌الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ من حرف الضَّاد عَن ضميرَة

- ‌الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ من حرف الطَّاء عَن طلق بْن عَليّ

- ‌الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ من حرف الظَّاء الْمُعْجَمَة عَن ظهير بْن نَافِع

- ‌الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ من حرف الْعين عَن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُود

- ‌الحَدِيث الثَّلَاثُونَ من حرف الْغَيْن الْمُعْجَمَة عَن غرفَة بْن الْحَارِث

- ‌الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ من حرف الْفَاء عَن فضَالة اللَّيْثِيّ

- ‌الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من حرف الْقَاف عَن قَتَادَة بْن ملْحَان

- ‌الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ من حرف الْكَاف عَن كَعْب بْن عجْرَة

- ‌الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من حرف اللَّام عَن لَقِيط

- ‌الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ من حرف الْمِيم عَن مُحَمَّد بْن جحش

- ‌الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ من حرف النُّون عَن النُّعْمَان بْن بشير

- ‌الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من حرف الْهَاء عَن هِنْد بْن أَبِي هَالة

- ‌الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ من حرف الْوَاو عَن وهب بْن عَبْد الله

- ‌الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ من حرف الْيَاء عَن يعلى بْن مرّة

- ‌الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ عَن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَر بن الْخطاب

- ‌الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ عَن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاس رَابِع العبادلة

- ‌الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ

- ‌الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ

- ‌الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ

- ‌الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ

- ‌تمت الْأَرْبَعُونَ

- ‌أسئلة من خطّ الشَّيْخ ابْن حجر الْعَسْقَلَانِي وَالْجَوَاب عَلَيْهَا جمع شيخ الْإِسْلَام الْقُسْطَلَانِيّ

- ‌ تَحْقِيق عبد الله مُحَمَّد حسن مُحَمَّد حسن اسماعيل الشَّافِعِي

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌لعن يزِيد

- ‌الطّواف وَالْعمْرَة

- ‌أَحَادِيث سُئِلَ عَنْهَا شَيخنَا

- ‌وَمن خطه نقلت

- ‌عَن الْبكاء على الْأَمْوَات وَأُمُور برزخية

الفصل: ‌عن البكاء على الأموات وأمور برزخية

وَمِنْهُم من خصّه بالقمار بالكعاب وَمِنْهُم من خصّه بالقمار بالشطرنج وَمِنْهُم من خصّه بالنرد وَمِنْهُم من خصّه بِالضَّرْبِ بِالْقداحِ وَجعل بَعضهم الربى من الميسر وَقَالَ الْقَاسِم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصّديق كل شَيْء ألهى عَن ذكر الله وَعَن الصَّلَاة فَهُوَ ميسر

وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور وَالله سبحانه وتعالى أعلم بِالصَّوَابِ قَالَه وَكتبه أَحْمد بن عَليّ بن حجر الشَّافِعِي عَفا الله تَعَالَى عَنهُ وَمن خطه نقلت

‌عَن الْبكاء على الْأَمْوَات وَأُمُور برزخية

وَسُئِلَ عَن حكم بكاء الْوَالِدين على ولدهما أحرام أم مَكْرُوه وَهل يتألم الْمَيِّت لذَلِك صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا وَهل يُبَاح للْوَلَد الْبكاء على أَبَوَيْهِ بعد دفنهما أم لَا وَهل يحرم الثَّوَاب إِذا بَكَى عَلَيْهِمَا من غير ندب وَلَا نياحة وَهل بَيت الْحَمد يبْنى فِي الْجنَّة بَكَى ام لم يبك اَوْ للصابر خَاصَّة وَكَذَا إِذا مَاتَ لَهُ ولدا أَو أَكثر هَل يكن ذَلِك سترا لَهُ من النَّار مَعَ الصَّبْر أم مُطلقًا صَبر أَو لم يصبر وَهل أَرْوَاح أَطْفَال الْمُسلمين مُقِيمَة على فنَاء فِيهِ الْقَبْر أم عِنْد الْبَيْت الْمَعْمُور وحول إِبْرَاهِيم الْخَلِيل أم كَيفَ الْحَال وَهل ثَبت أَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن أم لَا وَهل ثَبت أَن أَطْفَال الْمُسلمين لَا يدْخلُونَ الْجنَّة إِلَّا آبَائِهِم وأمهاتهم أم لَا وَهل أَوْلَاد الْمُسلمين تسْعَى فِي الْمَحْشَر بِإِبْطَال من ذهب أَو فضَّة يسقون آبَاءَهُم وأمهاتهم وَهل روح الْمَيِّت تسمع وَترى فِي الدُّنْيَا وَهل لَهَا عين وَسمع كَمَا قَالَ أَصْحَاب الْهَيْئَة وَهل إِذا أهديت للْمَيت هَدِيَّة من صَلَاة أَو صَدَقَة أَو قِرَاءَة وَغير ذَلِك من أَنْوَاع الْخَيْر يعلم بذلك وَيكْتب ثَوَابه فِي صحيفَة وَهل للْمَيت صحيفَة مَفْتُوحَة يكْتب فِيهَا الْأَعْمَال وَهل على الْمَيِّت وَحْشَة فِي قَبره أم الوحشة على الرّوح خَاصَّة أم عَلَيْهِمَا وَهل يُوسع فِي قَبره ويضيق عَلَيْهِ بِحَسب عمله وَهل ضمة الْقَبْر لكل ميت صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا وَهل تسْأَل الْأَطْفَال أم لَا وَإِذا سئلوا فَمَاذَا يَقُول لَهُم مُنكر وَنَكِير من الْكَلَام ولغيرهم من الْبَالِغين وَهل يَأْتِ الْمَيِّت ملك يُقَال لَهُ رُومَان يقعده يلقنه حجَّته إِلَى أَن يَأْتِي مُنكر وَنَكِير وَهل تلبس الْمَيِّت الرّوح فِي

ص: 127

جَمِيع بدنه أم لَا

فَأجَاب لَا يكره بكاء الْوَالِد على وَلَده وَلَا الْوَلَد على وَالِديهِ لَا بعد الدّفن وَلَا قبل إِذا لم يكن مَعَ الْبكاء قدر زَائِد من نياحة أَو لطم خد أَو شقّ جيب أَو النُّطْق بِمَا لَا يَنْبَغِي النُّطْق بِهِ وَالرَّاجِح من الْأَقْوَال أَن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ مُقِيمَة حَيْثُ شَاءَ الله وَلها اتِّصَال بقبورها بِحَيْثُ ينَال الْجَسَد التَّنْعِيم الَّذِي تتبعه الرّوح وَذَلِكَ الِاتِّصَال لَا يدْرك بِالْوَصْفِ إِذْ لَا شَبيه لَهُ بالاتصالات الدُّنْيَوِيَّة وَأما أَطْفَال الْمُسلمين فَثَبت فِي الصَّحِيح فِي الْمَنَام الطَّوِيل أَنهم حول إِبْرَاهِيم الْخَلِيل يكفلهم عليه السلام

وَلم أر فِي شَيْء من طَريقَة أَنه يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن وَلَا يلْزم من بكاء الْعين وحزن الْقلب إِلَّا جرما لم يضف إِلَى مَحْض الْبكاء شَيْئا آخر وَإِذا صَبر صَاحب الْمُصِيبَة بِالْوَلَدِ قَالَ الله لملائكته ابْنُوا لَهُ بَيت الْحَمد وَذَلِكَ إِذا حمد ربه وَعلم أَنه لَا يُصِيبهُ إِلَّا مَا كتب لَهُ وَلَو فاضت عَيناهُ وتوجع قلبه وَالْأَخْبَار الْوَارِدَة فِي فضل من مَاتَ لَهُ ولدان أَو ثَلَاثَة يَشْمَل من صَبر واحتسب لَا من جزع وتضجر وَورد فِي الْأَطْفَال مَا ذكر فِي السُّؤَال ومجموع الْأَخْبَار يَقْتَضِي اخْتِصَاص ذَلِك مِمَّن قدر الله سبحانه وتعالى بحياته وروح الْمَيِّت تسمع وَترى وَلَا يلْزم من ذَلِك مساواتها للحي الْكَائِن فِي الدُّنْيَا بل يُحَقّق الله سبحانه وتعالى لَهَا الْإِدْرَاك بِحَيْثُ تسمع وَترى وتحس الْأَلَم والتنعم وثواب الصَّدَقَة وَالدُّعَاء يصل إِلَى الْمَيِّت وَأما ثَوَاب الصَّلَاة عَنهُ وَالصِّيَام فَلَا نعم ثَبت مَشْرُوعِيَّة الصّيام عَن الَّذِي كَانَ يجب على الْمَيِّت قَضَاؤُهُ وَهُوَ حَيّ إِذا صَامَ عَنهُ وليه بِنَفسِهِ أَو بأَمْره أَو من تبرع بِالْأَجْرِ كَمَا فِي مَسْأَلَة الْحَج وَأما الْقِرَاءَة فَفِيهَا خلاف شهير وَقد اسْتَقر الْعَمَل فِي الْأَمْصَار كلهَا على الْقِرَاءَة على الْمَيِّت فَلَا توقف أَن فِي ذَلِك بركَة تحصل للْمَيت وَقد ثَبت فِي صَحِيح مُسلم (إِن الْمَيِّت يَنْقَطِع عمله إِلَّا من ثَلَاثَة ولد صَالح يَدْعُو لَهُ أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو صَدَقَة جَارِيَة الحَدِيث

وَفِي السّنَن وصحيح ابْن خُزَيْمَة إِلَّا من سبع وَكلهَا رَاجِعَة إِلَى مَا كَانَ لَهُ فِيهِ تسبب ويوسع الْقَبْر على

ص: 128

الْمَيِّت بِحَسب عمله وَكَذَا يضيق هَذَا أَمْرِي بِمَا قيل وَقد يقْضِي الله بِخِلَافِهِ عفوا وتجاوزا وانتقاما لَا يسْأَل عَمَّا يفعل وَصَحَّ أَن الْقَبْر يضم على كل ميت وَأما السُّؤَال فَالَّذِي يظْهر اخْتِصَاصه بِمن يكون لَهُ مُكَلّفا وَالْخَبَر الَّذِي فِيهِ رُومَان ورد من طَرِيق لين وَالروح تدخل الْبدن بِحَيْثُ تجْلِس فَقَط وَالله سبحانه وتعالى أعلم بِالصَّوَابِ

بعون الله تَعَالَى قد تمّ نسخ هَذَا الْجُزْء فِي صباح يَوْم الْخَمِيس الْمُبَارك الْمُوَافق أول شهر رَمَضَان الْمُعظم من سنة 1351 هـ 29 من شهر ديسمبر من سنة 1932 ميلادية على نَفَقَة دَار الْكتب المصرية نقلا عَن النُّسْخَة الخطية المحفوظة بهَا تَحت نمرة 1559 حَدِيث وَكتبه راجي عَفْو المتين مَحْمُود عبد اللَّطِيف فَخر الدّين النساخ بدار الْكتب المصرية العامرة عَفا الله عَنهُ

ص: 129