الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمِنْهُم من خصّه بالقمار بالكعاب وَمِنْهُم من خصّه بالقمار بالشطرنج وَمِنْهُم من خصّه بالنرد وَمِنْهُم من خصّه بِالضَّرْبِ بِالْقداحِ وَجعل بَعضهم الربى من الميسر وَقَالَ الْقَاسِم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصّديق كل شَيْء ألهى عَن ذكر الله وَعَن الصَّلَاة فَهُوَ ميسر
وَالْأول هُوَ الْمَشْهُور وَالله سبحانه وتعالى أعلم بِالصَّوَابِ قَالَه وَكتبه أَحْمد بن عَليّ بن حجر الشَّافِعِي عَفا الله تَعَالَى عَنهُ وَمن خطه نقلت
عَن الْبكاء على الْأَمْوَات وَأُمُور برزخية
وَسُئِلَ عَن حكم بكاء الْوَالِدين على ولدهما أحرام أم مَكْرُوه وَهل يتألم الْمَيِّت لذَلِك صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا وَهل يُبَاح للْوَلَد الْبكاء على أَبَوَيْهِ بعد دفنهما أم لَا وَهل يحرم الثَّوَاب إِذا بَكَى عَلَيْهِمَا من غير ندب وَلَا نياحة وَهل بَيت الْحَمد يبْنى فِي الْجنَّة بَكَى ام لم يبك اَوْ للصابر خَاصَّة وَكَذَا إِذا مَاتَ لَهُ ولدا أَو أَكثر هَل يكن ذَلِك سترا لَهُ من النَّار مَعَ الصَّبْر أم مُطلقًا صَبر أَو لم يصبر وَهل أَرْوَاح أَطْفَال الْمُسلمين مُقِيمَة على فنَاء فِيهِ الْقَبْر أم عِنْد الْبَيْت الْمَعْمُور وحول إِبْرَاهِيم الْخَلِيل أم كَيفَ الْحَال وَهل ثَبت أَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن أم لَا وَهل ثَبت أَن أَطْفَال الْمُسلمين لَا يدْخلُونَ الْجنَّة إِلَّا آبَائِهِم وأمهاتهم أم لَا وَهل أَوْلَاد الْمُسلمين تسْعَى فِي الْمَحْشَر بِإِبْطَال من ذهب أَو فضَّة يسقون آبَاءَهُم وأمهاتهم وَهل روح الْمَيِّت تسمع وَترى فِي الدُّنْيَا وَهل لَهَا عين وَسمع كَمَا قَالَ أَصْحَاب الْهَيْئَة وَهل إِذا أهديت للْمَيت هَدِيَّة من صَلَاة أَو صَدَقَة أَو قِرَاءَة وَغير ذَلِك من أَنْوَاع الْخَيْر يعلم بذلك وَيكْتب ثَوَابه فِي صحيفَة وَهل للْمَيت صحيفَة مَفْتُوحَة يكْتب فِيهَا الْأَعْمَال وَهل على الْمَيِّت وَحْشَة فِي قَبره أم الوحشة على الرّوح خَاصَّة أم عَلَيْهِمَا وَهل يُوسع فِي قَبره ويضيق عَلَيْهِ بِحَسب عمله وَهل ضمة الْقَبْر لكل ميت صَغِيرا كَانَ أَو كَبِيرا وَهل تسْأَل الْأَطْفَال أم لَا وَإِذا سئلوا فَمَاذَا يَقُول لَهُم مُنكر وَنَكِير من الْكَلَام ولغيرهم من الْبَالِغين وَهل يَأْتِ الْمَيِّت ملك يُقَال لَهُ رُومَان يقعده يلقنه حجَّته إِلَى أَن يَأْتِي مُنكر وَنَكِير وَهل تلبس الْمَيِّت الرّوح فِي
جَمِيع بدنه أم لَا
فَأجَاب لَا يكره بكاء الْوَالِد على وَلَده وَلَا الْوَلَد على وَالِديهِ لَا بعد الدّفن وَلَا قبل إِذا لم يكن مَعَ الْبكاء قدر زَائِد من نياحة أَو لطم خد أَو شقّ جيب أَو النُّطْق بِمَا لَا يَنْبَغِي النُّطْق بِهِ وَالرَّاجِح من الْأَقْوَال أَن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ مُقِيمَة حَيْثُ شَاءَ الله وَلها اتِّصَال بقبورها بِحَيْثُ ينَال الْجَسَد التَّنْعِيم الَّذِي تتبعه الرّوح وَذَلِكَ الِاتِّصَال لَا يدْرك بِالْوَصْفِ إِذْ لَا شَبيه لَهُ بالاتصالات الدُّنْيَوِيَّة وَأما أَطْفَال الْمُسلمين فَثَبت فِي الصَّحِيح فِي الْمَنَام الطَّوِيل أَنهم حول إِبْرَاهِيم الْخَلِيل يكفلهم عليه السلام
وَلم أر فِي شَيْء من طَريقَة أَنه يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن وَلَا يلْزم من بكاء الْعين وحزن الْقلب إِلَّا جرما لم يضف إِلَى مَحْض الْبكاء شَيْئا آخر وَإِذا صَبر صَاحب الْمُصِيبَة بِالْوَلَدِ قَالَ الله لملائكته ابْنُوا لَهُ بَيت الْحَمد وَذَلِكَ إِذا حمد ربه وَعلم أَنه لَا يُصِيبهُ إِلَّا مَا كتب لَهُ وَلَو فاضت عَيناهُ وتوجع قلبه وَالْأَخْبَار الْوَارِدَة فِي فضل من مَاتَ لَهُ ولدان أَو ثَلَاثَة يَشْمَل من صَبر واحتسب لَا من جزع وتضجر وَورد فِي الْأَطْفَال مَا ذكر فِي السُّؤَال ومجموع الْأَخْبَار يَقْتَضِي اخْتِصَاص ذَلِك مِمَّن قدر الله سبحانه وتعالى بحياته وروح الْمَيِّت تسمع وَترى وَلَا يلْزم من ذَلِك مساواتها للحي الْكَائِن فِي الدُّنْيَا بل يُحَقّق الله سبحانه وتعالى لَهَا الْإِدْرَاك بِحَيْثُ تسمع وَترى وتحس الْأَلَم والتنعم وثواب الصَّدَقَة وَالدُّعَاء يصل إِلَى الْمَيِّت وَأما ثَوَاب الصَّلَاة عَنهُ وَالصِّيَام فَلَا نعم ثَبت مَشْرُوعِيَّة الصّيام عَن الَّذِي كَانَ يجب على الْمَيِّت قَضَاؤُهُ وَهُوَ حَيّ إِذا صَامَ عَنهُ وليه بِنَفسِهِ أَو بأَمْره أَو من تبرع بِالْأَجْرِ كَمَا فِي مَسْأَلَة الْحَج وَأما الْقِرَاءَة فَفِيهَا خلاف شهير وَقد اسْتَقر الْعَمَل فِي الْأَمْصَار كلهَا على الْقِرَاءَة على الْمَيِّت فَلَا توقف أَن فِي ذَلِك بركَة تحصل للْمَيت وَقد ثَبت فِي صَحِيح مُسلم (إِن الْمَيِّت يَنْقَطِع عمله إِلَّا من ثَلَاثَة ولد صَالح يَدْعُو لَهُ أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو صَدَقَة جَارِيَة الحَدِيث
وَفِي السّنَن وصحيح ابْن خُزَيْمَة إِلَّا من سبع وَكلهَا رَاجِعَة إِلَى مَا كَانَ لَهُ فِيهِ تسبب ويوسع الْقَبْر على
الْمَيِّت بِحَسب عمله وَكَذَا يضيق هَذَا أَمْرِي بِمَا قيل وَقد يقْضِي الله بِخِلَافِهِ عفوا وتجاوزا وانتقاما لَا يسْأَل عَمَّا يفعل وَصَحَّ أَن الْقَبْر يضم على كل ميت وَأما السُّؤَال فَالَّذِي يظْهر اخْتِصَاصه بِمن يكون لَهُ مُكَلّفا وَالْخَبَر الَّذِي فِيهِ رُومَان ورد من طَرِيق لين وَالروح تدخل الْبدن بِحَيْثُ تجْلِس فَقَط وَالله سبحانه وتعالى أعلم بِالصَّوَابِ
بعون الله تَعَالَى قد تمّ نسخ هَذَا الْجُزْء فِي صباح يَوْم الْخَمِيس الْمُبَارك الْمُوَافق أول شهر رَمَضَان الْمُعظم من سنة 1351 هـ 29 من شهر ديسمبر من سنة 1932 ميلادية على نَفَقَة دَار الْكتب المصرية نقلا عَن النُّسْخَة الخطية المحفوظة بهَا تَحت نمرة 1559 حَدِيث وَكتبه راجي عَفْو المتين مَحْمُود عبد اللَّطِيف فَخر الدّين النساخ بدار الْكتب المصرية العامرة عَفا الله عَنهُ