المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم التقيد والالتزام بمذهب معين - شرح الأربعين النووية - العباد - جـ ١٦

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[16]

- ‌ترجمة أبي هريرة وبيان سبب إكثاره من رواية الحديث

- ‌بيان بعض الكتب التي اعتنت بذكر عدد روايات الصحابة في الكتب الستة

- ‌تكليف الشرع بالمستطاع

- ‌أنواع الأوامر والنواهي

- ‌كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء سبب من أسباب هلاك الأمم السابقة

- ‌فوائد من حديث: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه)

- ‌معنى قول المحدثين والمخرجين: (متفق عليه)

- ‌تقييد امتثال الأمر بالاستطاعة

- ‌ضابط فعل المأمورات وترك المنهيات

- ‌بيان نوع المسائل المنهي عنها

- ‌أنواع الناس في الاشتغال بالمسائل

- ‌خلاصة الفوائد المأخوذة من حديث: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه)

- ‌الأسئلة

- ‌كراهة الاشتغال بالمسائل الافتراضية

- ‌اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في التشريع

- ‌وقت إسلام أبي هريرة رضي الله عنه وصحبته

- ‌حكم الصلاة في أوقات النهي

- ‌ضرر كثرة المسائل

- ‌التدرج في تحريم الخمر

- ‌إمساك المسافر عن الطعام إذا قدم من سفره

- ‌ذكر الخلاف في كون الأمر يحمل على الفور أو على التراخي

- ‌عدم اقتضاء الأمر للتكرار

- ‌الزكاة على أموال الجمعيات الفردية

- ‌حكم الشرب قائماً

- ‌حكم السؤال عن حال الإنسان

- ‌حكم التقيد والالتزام بمذهب معين

- ‌الترك أو الفعل بالتدرج

الفصل: ‌حكم التقيد والالتزام بمذهب معين

‌حكم التقيد والالتزام بمذهب معين

‌السؤال

الحافظ ابن رجب له رسالة اسمها: (الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة)، وفيها تحريم الخروج عن المذاهب الأربعة، فما قولكم؟

‌الجواب

هذا خطأ وليس بصحيح، فمعلوم أن أبا حنيفة رحمة الله عليه -وهو أول الأئمة الأربعة- ولد سنة (80هـ) فقبل سنة (80هـ) كيف كان الناس؟ فالواجب أن يكون الناس بعد سنة (80هـ) مثلما كانوا قبل سنة (80هـ)، والذي عنده معرفة بالدليل لا يجوز له أن يقلد أحداً، والذي لا يستطيع عليه أن يسأل أهل العلم ومن يثق بعلمه ودينه ويأخذ بفتواه، وإذا لم يجد أحداً يفتيه فله أن يتعلم مذهباً من المذاهب الأربعة ويتعبد الله به، والله تعالى يقول:{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، أما كون أي إنسان يلزم بأن يكون تابعاً فهذا غير صحيح، وكثير من العلماء من بعد الأئمة الأربعة وفيهم من هو من أتباع الأئمة الأربعة وممن تفقهوا في مذاهب الأئمة الأربعة كانوا إذا جاءت إليهم مسائل يقولون: الحق فيها كذا وإن كان المذهب على كذا، يعني: هم أنفسهم تفقهوا في مذهب معين، ومع ذلك إذا وجدوا الدليل خارج المذهب فإنهم يتركون المذهب ويتبعون الدليل، وهذا فيه نقول متعددة موجودة في الفتح، وأنا ذكرت جملة منها في الرد على الرفاعي والبوطي فيما يتعلق ببعض الأمور التي أنكروها على أهل السنة وعابوا بها أهل السنة، ومنها ما يتعلق بالمذاهب، وقد نقلت نقولاً عن المالكية، والحنفية، والشافعية، وأصحاب المذاهب التي تبين أن المعول عليه هو الدليل.

ثم أيضاً هذا العمل فيه أخذاً بوصايا الأئمة؛ لأن كل واحد من الأئمة كان يوصي بأنه إذا وجد الدليل فإنه يترك قوله ويصار إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم.

ص: 27