المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قول المحدثين والمخرجين: (متفق عليه) - شرح الأربعين النووية - العباد - جـ ١٦

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[16]

- ‌ترجمة أبي هريرة وبيان سبب إكثاره من رواية الحديث

- ‌بيان بعض الكتب التي اعتنت بذكر عدد روايات الصحابة في الكتب الستة

- ‌تكليف الشرع بالمستطاع

- ‌أنواع الأوامر والنواهي

- ‌كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء سبب من أسباب هلاك الأمم السابقة

- ‌فوائد من حديث: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه)

- ‌معنى قول المحدثين والمخرجين: (متفق عليه)

- ‌تقييد امتثال الأمر بالاستطاعة

- ‌ضابط فعل المأمورات وترك المنهيات

- ‌بيان نوع المسائل المنهي عنها

- ‌أنواع الناس في الاشتغال بالمسائل

- ‌خلاصة الفوائد المأخوذة من حديث: (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه)

- ‌الأسئلة

- ‌كراهة الاشتغال بالمسائل الافتراضية

- ‌اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في التشريع

- ‌وقت إسلام أبي هريرة رضي الله عنه وصحبته

- ‌حكم الصلاة في أوقات النهي

- ‌ضرر كثرة المسائل

- ‌التدرج في تحريم الخمر

- ‌إمساك المسافر عن الطعام إذا قدم من سفره

- ‌ذكر الخلاف في كون الأمر يحمل على الفور أو على التراخي

- ‌عدم اقتضاء الأمر للتكرار

- ‌الزكاة على أموال الجمعيات الفردية

- ‌حكم الشرب قائماً

- ‌حكم السؤال عن حال الإنسان

- ‌حكم التقيد والالتزام بمذهب معين

- ‌الترك أو الفعل بالتدرج

الفصل: ‌معنى قول المحدثين والمخرجين: (متفق عليه)

‌معنى قول المحدثين والمخرجين: (متفق عليه)

الفائدة الأولى: قول المحدثين والمخرجين للأحاديث: رواه البخاري ومسلم، المقصود من ذلك: الاتفاق على المعنى، ولا يلزم أن يكون الاتفاق في الألفاظ؛ ولهذا بعض العلماء يقول: رواه فلان وفلان واللفظ لفلان.

وهذا هو الذي فيه بيان أن اللفظ لفلان، ولكن الثاني موافق له في المعنى.

وهذا الحديث بهذا اللفظ هو من أفراد مسلم؛ لأن الحديث عند غير مسلم برواية أخرى بلفظ: (ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه).

هذا اللفظ هو التي تعددت به الروايات، فجاءت هذه الرواية عند البخاري وكذلك عند مسلم، ولكنه جاء في بعض الطرق عند مسلم في كتاب (الفضائل) بهذا اللفظ:(ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم؛ فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم).

إذاً: إذا قيل: رواه البخاري ومسلم، فمعنى ذلك: أنهما اتفقا على المعنى، ولا يلزم أن الألفاظ متفق عليها، ولا يلزم أنهما اتفقا على التقديم والتأخير، أو على الهيئة التي هي موجودة، بل قد يكون هناك تقديم وتأخير، مثل هذا الحديث، فإنه عند البخاري بلفظ فيه تقديم وتأخير، وعند مسلم أيضاً بخلاف هذه الصورة، ولكنه أيضاً جاء بهذه الصيغة.

فالإمام النووي رحمه الله أتى بها من صحيح مسلم، وعنده صيغة أخرى وعند البخاري أيضاً صيغة أخرى ليست مثل هذه الصيغة، التي هي تقديم هذه الجملة الكلية الجامعة التي فيها: امتثال كل ما هو مأمور على قدر الاستطاعة، والانتهاء عن كل منهي مطلقاً بدون تقييد، وكان الأولى في هذه الحال أن يقول: واللفظ لفلان.

إذاً: اتفق الشيخان على إخراج هذا الحديث، وهو بهذا اللفظ عند مسلم في كتاب (الفضائل)، وقد جاء بيان سبب الحديث عنده في كتاب (الحج)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:(خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس! قد فرض الله عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟! فسكت حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت: نعم لوجبت ولما استطعتم، ثم قال: ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه).

ص: 8