المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (أربع من كن فيه كان منافقا) - شرح الأربعين النووية - العباد - جـ ٣٦

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[36]

- ‌شرح حديث: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه)

- ‌شرح حديث: (أربع من كن فيه كان منافقاً)

- ‌شرح حديث: (لو أنكم توكلون على الله حق توكله)

- ‌شرح حديث (لا يزال لسانك رطباً بذكر الله)

- ‌ذكر بعض جوامع الذكر

- ‌ميزة الأذكار النبوية على المحدثات من الأذكار

- ‌من الأذكار الجامعة: (سبحان الله عدد خلقه)

- ‌أهمية تواطؤ القلب مع اللسان في الذكر

- ‌أثر ابن مسعود في الذكر

- ‌أثر سليمان بن طرخان التيمي في الذكر

- ‌الأسئلة

- ‌معنى تسمية بعض الأحاديث بجوامع الكلم

- ‌معنى قوله في حديث النفاق: (وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم)

- ‌مشروعية رفع الأصبع عند ذكر الله

- ‌الفرق بين قولهم (رواه فلان) و (خرَّجه فلان)

- ‌الفرق بين خلف الوعد والغدر في حديث المنافق

- ‌أهمية حضور القلب لنيل ثواب الذكر

- ‌الجمع بين حديث: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه) وحديث شرب أبي هريرة اللبن

- ‌حكم أمر الجالسين بالتسبيح والتحميد والتهليل

- ‌توصيف النفاق العملي ودخوله في الكبائر

- ‌تنبيه على كتاب: الهداية بترتيب فوائد البداية والنهاية

- ‌هدية المدرس إلى المدير حرام

- ‌الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية

الفصل: ‌شرح حديث: (أربع من كن فيه كان منافقا)

‌شرح حديث: (أربع من كن فيه كان منافقاً)

قال المصنف رحمه الله: عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربع من كن فيه كان منافقاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر) خرجه البخاري ومسلم.

هذه أربع خصال إذا اجتمعت في الإنسان صار منافقاً، وإذا وجدت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق.

والمراد بالنفاق هنا: النفاق العملي وليس النفاق الاعتقادي، والنفاق العملي هو الذي لا يخرج من الملة، والنفاق الاعتقادي هو النفاق المخرج من الملة، وهو الذي أصحابه مخلدون في النار، كما قال الله عز وجل:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء:145].

فأقرب الأقوال في معنى النفاق هنا أنه النفاق العملي الذي هو إخلاف الوعود والفجور في المخاصمة، وكذلك الغدر عند المعاهدة والكذب، والمطلوب من المسلم أن يكون متحلياً بضد هذه الخصال، فيكون عند الحديث صادقاً، فلا يقدم على الكذب ولا يحدث صاحبه بما هو كذب، ويحذر من أن يكون من أهل الفجور والكذب، وإذا لم يحدث بما هو صدق فليمسك عن الكلام، كما قال عليه الصلاة والسلام:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت).

وقوله: (وإذا وعد أخلف) هذا يكون فيمن يعد وفي نيته أن يخلف، فهذا هو الوصف المذموم، وأما إذا وعد الإنسان وهو يريد ألا يخلف ثم حصل له مانع يمنعه من الوفاء بالوعد وحصل له أشياء تحول بينه وبين تنفيذ ما وعد فإن هذا لا يكون آثماً، وإنما الآثم هو الذي من شأنه أن يعد وهو غير صادق في وعده.

وقوله: (وإذا خاصم فجر) أي: أنه إذا خاصم لا يتحاشى في الكلام، بل يزيد في الكلام ويتكلم بالكلام الباطل في حال الخصومة، والأصل أن يمسك المرء لسانه عند الخصومة فلا يتعدى ولا يتجاوز ولا يتكلم إلا بما هو خير، ولا يتكلم بشيء تصل إليه مضرته، بل يكون كلامه باعتدال وتوسط، ولا يتجاوز الحد إلى أن يكون ظالماً لمن يحدثه ومن يخاصمه فيكون فاجراً بالخصومة، فالفجور هو: الميل عن الحق مع الاحتيال عليه.

وقوله: (وإذا عاهد غدر) أي: أنه إذا أعطى العهد والميثاق فإنه يغدر ولا يفي بعهده.

ص: 3