المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية - شرح الأربعين النووية - العباد - جـ ٣٦

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[36]

- ‌شرح حديث: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه)

- ‌شرح حديث: (أربع من كن فيه كان منافقاً)

- ‌شرح حديث: (لو أنكم توكلون على الله حق توكله)

- ‌شرح حديث (لا يزال لسانك رطباً بذكر الله)

- ‌ذكر بعض جوامع الذكر

- ‌ميزة الأذكار النبوية على المحدثات من الأذكار

- ‌من الأذكار الجامعة: (سبحان الله عدد خلقه)

- ‌أهمية تواطؤ القلب مع اللسان في الذكر

- ‌أثر ابن مسعود في الذكر

- ‌أثر سليمان بن طرخان التيمي في الذكر

- ‌الأسئلة

- ‌معنى تسمية بعض الأحاديث بجوامع الكلم

- ‌معنى قوله في حديث النفاق: (وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم)

- ‌مشروعية رفع الأصبع عند ذكر الله

- ‌الفرق بين قولهم (رواه فلان) و (خرَّجه فلان)

- ‌الفرق بين خلف الوعد والغدر في حديث المنافق

- ‌أهمية حضور القلب لنيل ثواب الذكر

- ‌الجمع بين حديث: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه) وحديث شرب أبي هريرة اللبن

- ‌حكم أمر الجالسين بالتسبيح والتحميد والتهليل

- ‌توصيف النفاق العملي ودخوله في الكبائر

- ‌تنبيه على كتاب: الهداية بترتيب فوائد البداية والنهاية

- ‌هدية المدرس إلى المدير حرام

- ‌الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية

الفصل: ‌الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية

‌الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية

‌السؤال

أريد الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية، وهل الشرعية مندرجة تحت الكونية؟

‌الجواب

الإرادة الكونية هي المشيئة، وهي القدر السابق الذي لا يتخلف، وكل شيء أراده الله كونه فلا بد من وجوده، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فكل شيء شاءه الله لا بد من وجوده، وكل شيء لم يشأه الله لا يمكن وجوده: فما شئتَ كان وإن لم أشأ وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن وأما الإرادة الدينية فإنها تكون فيما يحبه الله ولا تكون فيما يسخطه الله، أي: أن الإرادة الكونية تكون في المحبوب المرغوب وفي المكروه، وتكون في الخير والشر وأما الإرادة الدينية فإنما تكون في الخير فقط، ولكن المراد بها قد يتخلف، بخلاف المراد كوناً فلابد أن يتحقق.

والإرادة الدينية تتحقق فيمن وفقه الله عز وجل لفعل الخيرات، وتتخلف فيمن لم يحصل له التوفيق، ولهذا يحب الله عز وجل من الناس أن يعبدوه وأراد ذلك شرعاً؛ لكن فيهم من يعبده وفيهم من يعصيه، فيهم من يستجيب وفيهم من لا يستجيب.

وتجتمع الإرادتان الكونية والدينية في حق المؤمن حيث أراد الله إيمانه كوناً وشرعاً.

فإذاً: الدينية لا يلزم حصولها لكل أحد؛ لأنها تكون لمن وفقه الله عز وجل، ولهذا جاء في قوله تعالى في سورة يونس:{وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس:25]، فهو يدعو إلى الإسلام كل أحد، ولكن يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

ص: 24