الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على لسانه، فذلك قوله:{مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} ولم يرد الإيمان الذي هو الإقرار بالله، لأن آباءه الذين ماتوا على الشرك كانوا يؤمنون بالله ويحجون مع شركهم، والله أعلم.
المقصد السابع
في وجوب محبته واتباع سنته والاهتداء بهديه وطريقته وفرض محبة آله وصحبه وقرابته وعترته، وحكم الصلاة والتسليم عليه زاده الله فضلًا وشرفًا لديه.
"بفتح الياء""و" الحال أنه حينئذٍ "لا يعرف شرائع الله التي شرعها لعباده على لسانه، فذلك قوله: {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} [الشورى: 54] ، هو بمعنى ما قدمه، أعاده لزيادة قوله: "ولم يرد الإيمان الذي هو الإقرار بالله، لأن آباءه الذين ماتوا على الشرك كانوا يؤمنون بالله ويحجون مع شركهم" وقد كانوا في الفترة فهم لا يعذبون، إذ لا يجب فيها إيمان، ولا يمنع كفر على الصحيح.
قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15] ، ومفهومه أن منهم من مات على الإيمان، ورجح الرازي وغيره أنه لم يكن في آبائه شرك، ومر بسط ذلك في أول الكتاب "انتهى".
هذا المقصد "والله أعلم" وله الحمد على ما أنعم، ونسأله إتمام الإحسان بالإتمام، وأن يجعله خالصًا له بجاه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
المقصد السابع: في وجوب محبته واتباع سنته والاهتداء بهديه
مدخل
…
المقصد السابع: في وجوب محبته واتباع سنته والاهتداء بهديه
في وجوب محبته واتباع سنته والاهتداء بهديه وطريقته وفرض محبة آله وصحبه وقرابته وعترته، وحكم الصلاة والتسليم عليه زاده الله فضلًا وشرفًا لديه.
وفيه ثلاثة فصول:
"المقصد السابع"
"في" بيان "وجوب محبته و" بيان وجوب "أتباع سنته": طريقته التي كان عليها، وهي شاملة للواجب، والمستحب والمباح، ومعنى وجوب اتباعها اعتقاد حقية ما دلت عليه، وأن مباحًا، وأنه عن الله، وأما مباشرة الفعل، فتختلف بالوجوب والندب والإباحة والحرمة والكراهة، ولا يشكل بأن المستحب يجب بالنذر فيخالف سنته، لأنه صلى الله عليه وسلم أمر بالوفاء به كالقرآن، فهو من سنته "و" بيان وجوب "الاهتداء بهديه وطريقته" بأن يقتدي به فيما ورد عنه، وافق غيره من بقية الأنبياء، كالتوحيد، أوخالفهم كالأحكام الناسخة لشرائع من قبله، "وفرض محبة آله وصحبه" عبر بفرض، وفيما قبله بوجوب تفننا، وذكره اهتمامًا بهم لئلا يتساهل في محبته لعدم بلوغهم رتبته، ولايصح حمله على مذهب الفارقين بين الواجب والفرض، لأن المقام يأباه، إذ يصير المعنى محبة المصطفى بدليل ظني ومحبة آله وصحبه بدليل قطعي "وقرابته وعترته""بكسر العين وإسكان الفوقية" عطف خاص على عام أو مساوٍ للقرابة.
قال ابن الإعرابي: العتر ولد الرجل وذريته وعقبه من صلبه، ولا تعرف العرب من العترة