الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إِبْنِ عَبَّاس مَرْفُوعا إِن لملك الْمَوْت حَرْبَة مسومة فطرف لَهَا بالمشرق وطرف لَهَا بالمغرب يقطع بهَا عرق الْحَيَاة قَالَ إِبْنِ عَسَاكِر رَفعه مُنكر وعَلى هَذِه الرِّوَايَة إعتمد الْغَزالِيّ فِي كشف عُلُوم الْآخِرَة وَلم يقف عَلَيْهَا الْقُرْطُبِيّ فَقَالَ لم أجد لهَذِهِ الحربة ذكرا إِلَّا فِي أثر معَاذ
121 -
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وإبن الْمُنْذر فِي تَفْسِيره عَن وهب من مُنَبّه قَالَ إِن النَّفس تخرج من الْإِنْسَان قدر كل شَيْء من أَرْكَانه فَأَما الْجَسَد فَإِنَّهُ مثل الْقَمِيص يخلعه الْإِنْسَان مِنْهُ فَإِن كَانَ الْقَمِيص يجد مس شَيْء فَإِن الْجَسَد على قدر ذَلِك وَلَكِن النَّفس هِيَ الَّتِي تَجِد الرَّاحَة وَالْبَلَاء
فصل
قَالَ الله تَعَالَى {إِنَّمَا التَّوْبَة على الله للَّذين يعْملُونَ السوء بِجَهَالَة ثمَّ يتوبون من قريب} الْآيَة
122 -
وَأخرج إِبْنِ أبي حَاتِم وإبن جرير عَن إِبْنِ عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {ثمَّ يتوبون من قريب} قَالَ الْقَرِيب مَا بَينه وَبَين أَن ينظر إِلَى ملك الْمَوْت
123 -
وَأخرج أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وإبن مَاجَه عَن إِبْنِ عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الله يقبل تَوْبَة العَبْد مَا لم يُغَرْغر
124 -
وَأخرج عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره عَن إِبْنِ عمر قَالَ التَّوْبَة مبسوطة للْعَبد مَا لم يسق ثمَّ قَرَأَ {وَلَيْسَت التَّوْبَة} الْآيَة ثمَّ قَالَ وَهل الْحُضُور إِلَّا السُّوق
125 -
وَأخرج إِبْنِ الْمُنْذر عَن النَّخعِيّ قَالَ التَّوْبَة مبسوطة للصبر مَا لم يُؤْخَذ بكظه
126 -
وَأخرج إِبْنِ أبي حَاتِم عَن سُفْيَان الثَّوْريّ فِي قَوْله تَعَالَى {حَتَّى إِذا حضر أحدهم الْمَوْت} قَالَ إِذا عاين
127 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي مجلز قَالَ لَا يزَال العَبْد فِي تَوْبَة مَا لم يعاين الْمَلَائِكَة
128 -
وَأخرج عَن بكر بن سكن بن عبد الله الْمُزنِيّ قَالَ لَا تزَال التَّوْبَة مبسوطة مَا لم تأته الرُّسُل فَإِذا عاينهم إنقطعت الْمعرفَة
129 -
وَأخرج إِبْنِ مرْدَوَيْه عَن عبد الله بن مَسْعُود سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول من أعطي التَّوْبَة لم يحرم الْقبُول لِأَن الله تَعَالَى يَقُول {وَهُوَ الَّذِي يقبل التَّوْبَة عَن عباده} وَالله أعلم
16 -
بَاب ملاقاة الْأَرْوَاح للْمَيت إِذا خرجت روحه وإجتماعهم بِهِ وسؤالهم لَهُ
1 -
أخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن نفس الْمُؤمن إِذا قبضت تلقاها أهل الرَّحْمَة من عباد الله كَمَا يلقون البشير من أهل الدُّنْيَا فَيَقُولُونَ أنظروا صَاحبكُم يستريح فَإِنَّهُ كَانَ فِي كرب شَدِيد ثمَّ يسألونه مَا فعل فلَان وفلانة هَل تزوجت فَإِذا سَأَلُوهُ عَن الرجل الَّذِي قد مَاتَ قبله فَيَقُول قد مَاتَ ذَلِك قبلي فَيَقُولُونَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون ذهب بِهِ إِلَى أمه الهاوية فبئست الْأُم وبئست المربية وَقَالَ إِن أَعمالكُم ترد على أقاربكم وعشائركم من أهل الْآخِرَة فَإِن كَانَ خيرا فرحوا وَاسْتَبْشَرُوا وَقَالُوا اللَّهُمَّ هَذَا فضلك ورحمتك فَأَتمَّ نِعْمَتك عَلَيْهِ وَأمته عَلَيْهَا ويعرض عَلَيْهِم عمل الْمُسِيء فَيَقُولُونَ اللَّهُمَّ ألهمه عملا صَالحا ترْضى بِهِ وتقربه إِلَيْك
2 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي لَبِيبَة قَالَ لما مَاتَ بشر بن الْبَراء بن معْرور وجدت عَلَيْهِ أمه وجدا شَدِيدا فَقَالَت يَا رَسُول الله لَا يزَال الْهَالِك يهْلك من بني سَلمَة فَهَل تتعارف الْمَوْتَى فَأرْسل إِلَى بشر بِالسَّلَامِ قَالَ نعم وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهُم ليتعارفون كَمَا يتعارف الطير فِي رُؤُوس الشّجر وَكَانَ لَا يهْلك
هَالك من بني سَلمَة إِلَّا جَاءَتْهُ أم بشر فَقَالَت يَا فلَان عَلَيْك السَّلَام فَيَقُول وَعَلَيْك فَتَقول إقرأ على بشر السَّلَام
3 -
وَأخرج إِبْنِ مَاجَه عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ دخلت على جَابر بن عبد الله وَهُوَ يَمُوت فَقلت إقرأ على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مني السَّلَام
4 -
وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن خالدة بنت عبد الله بن أنيس قَالَت جَاءَت أم الْبَنِينَ بنت أبي قَتَادَة بعد موت أَبِيهَا بِنصْف شهر إِلَى عبد الله بن أنيس وَهُوَ مَرِيض فَقَالَت يَا عَم أقرىء أبي السَّلَام
5 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ الْجنَّة مطوية معلقَة بقرون الشَّمْس تنشر فِي كل عَام مرّة وأرواح الْمُؤمنِينَ فِي جَوف طير كالزرازير يَتَعَارَفُونَ وَيُرْزَقُونَ من ثَمَر الْجنَّة
6 -
وَأخرج أَحْمد والحكيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن روحي الْمُؤمنِينَ ليلتقيان على مسيرَة يَوْم وَمَا رأى أَحدهمَا صَاحبه قطّ
7 -
وَأخرج الْبَزَّار بِسَنَد صَحِيح عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه إِن الْمُؤمن ينزل بِهِ الْمَوْت ويعاين مَا يعاين يود لَو خرجت نَفسه وَالله يحب لقاءه وَإِن الْمُؤمن تصعد روحه إِلَى السَّمَاء فَتَأْتِيه أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فيستخبرونه عَن معارفه من أهل الدُّنْيَا فَإِذا قَالَ تركت فلَانا فِي الدُّنْيَا أعجبهم ذَلِك وَإِذا قَالَ إِن فلَانا قد مَاتَ قَالُوا مَا جِيءَ بِهِ إِلَيْنَا
8 -
وَأخرج آدم بن أبي إِيَاس فِي تَفْسِيره حَدثنَا الْمُبَارك بن فضَالة عَن الْحسن قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا مَاتَ العَبْد تلقى روحه أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فَيَقُولُونَ لَهُ مَا فعل فلَان فَإِذا قَالَ مَاتَ قبلي قَالُوا ذهب بِهِ إِلَى أمه الهاوية فبئست الْأُم وبئست المربية
9 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن سعيد بن جُبَير قَالَ إِذا مَاتَ الْمَيِّت إستقبله وَلَده كَمَا يسْتَقْبل الْغَائِب
10 -
وَأخرج عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ بلغنَا أَن الْمَيِّت إِذا مَاتَ إحتوشه أَهله وأقاربه الَّذين قد تقدموه من الْمَوْتَى فَلَهو أفرح بهم وَلَهُم أفرح بِهِ من الْمُسَافِر إِذا قدم إِلَى أَهله
11 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة فِي المُصَنّف وإبن أبي الدُّنْيَا عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ إِن أهل الْقُبُور ليستوكفون الْمَيِّت كَمَا يتلَقَّى الرَّاكِب يسألونه فَإِذا سَأَلُوهُ مَا فعل فلَان مِمَّن قد مَاتَ فَيَقُول ألم يأتكم فَيَقُولُونَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون سلك بِهِ غير طريقنا ذهب بِهِ إِلَى أمه الهاوية
قَالَ فِي الصِّحَاح التوكف التوقع يُقَال مَا زلت أتوكفه حَتَّى لَقيته
12 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن صَالح المري قَالَ بَلغنِي أَن الْأَرْوَاح تتلاقى عِنْد الْمَوْت فَتَقول أَرْوَاح الْمَوْتَى للروح الَّتِي تخرج إِلَيْهِم كَيفَ كَانَ مَا وَرَاءَك وَفِي أَي الجسدين كنت فِي طيب أم فِي خَبِيث
13 -
وَأخرج عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ إِذا مَاتَ الْمَيِّت تَلَقَّتْهُ الْأَرْوَاح يستخبرونه كَمَا يستخبر الرَّاكِب مَا فعل فلَان وَفُلَان
14 -
وَذكر الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مثل ذَلِك وَفِي آخِره حَتَّى إِنَّهُم ليسألونه عَن هرة الْبَيْت قَالَ الْقُرْطُبِيّ قد قيل فِي قَوْله صلى الله عليه وسلم الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف إِنَّه هَذَا التلاقي وَقيل تلاقي أَرْوَاح النيام والموتى
15 -
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وإبن أبي الدُّنْيَا عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ لَو أَنِّي آيس من لقيا من مَاتَ من أَهلِي لألفاني قد مت كمدا
16 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر من طَرِيق أبي جَعْفَر أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ قَالَ سَمِعت السّديّ قَالَ سَمِعت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يَقُول لما اشْتَدَّ بسفيان الْمَرَض جزع جزعا شَدِيدا فَدخل عَلَيْهِ مَرْحُوم بن عبد الْعَزِيز فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله مَا هَذَا الْجزع تقدم على رب عبدته سِتِّينَ سنة صمت لَهُ صليت لَهُ
حججْت لَهُ أرأيتك لَو كَانَ لَك عِنْد رجل يَد أَلَيْسَ كنت تحب أَن تَلقاهُ حَتَّى يكافئك قَالَ فَسرِّي عَنهُ قَالَ أَبُو جَعْفَر حدث بِهَذَا السَّنَد وَنحن مَعَ أبي نعيم فَقَالَ أَبُو نعيم لما اشْتَدَّ بالْحسنِ بن عَليّ بن أبي طَالب وَجَعه جزع فَدخل عَلَيْهِ رجل فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّد مَا هَذَا الْجزع مَا هُوَ إِلَّا أَن تفارق روحك جسدك فَتقدم على أَبَوَيْك عَليّ وَفَاطِمَة وعَلى جديك النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَخَدِيجَة وعَلى عميك حَمْزَة وجعفر وعَلى أخوالك الْقَاسِم وَالطّيب والطاهر وَإِبْرَاهِيم وعَلى خَالَاتك رقية وَأم كُلْثُوم وَزَيْنَب قَالَ فَسرِّي عَنهُ
17 -
وَأخرج أَبُو نعيم عَن اللَّيْث بن سعد قَالَ أستشهد رجل من أهل الشَّام وَكَانَ يَأْتِي إِلَى أَبِيه كل لَيْلَة جُمُعَة فِي الْمَنَام فيحدثه ويستأنس بِهِ فَغَاب عَنهُ جُمُعَة ثمَّ جَاءَ فِي الْجُمُعَة الْأُخْرَى فَقَالَ يَا بني لقد أحزنتني وشق عَليّ تخلفك فَقَالَ إِنَّمَا شغلني عَنْك أَن الشُّهَدَاء أمروا أَن يتلقوا عمر بن عبد الْعَزِيز فتلقيناه وَذَلِكَ عِنْد موت عمر بن عبد الْعَزِيز
18 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه قَالَ خليلان مُؤْمِنَانِ وخليلان كَافِرَانِ مَاتَ أحد الْمُؤمنِينَ فبشر بِالْجنَّةِ فَذكر خَلِيله فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن خليلي فلَانا كَانَ يَأْمُرنِي بطاعتك وَطَاعَة رَسُولك ويأمرني بِالْخَيرِ وينهاني عَن الشَّرّ وينبئني أَنِّي ملاقيك اللَّهُمَّ فَلَا تضله بعدِي حَتَّى تريه كَمَا أريتني وترضى عَنهُ كَمَا رضيت عني ثمَّ يَمُوت الآخر فَيجمع بَين أرواحهما فَيُقَال ليثنين كل وَاحِد مِنْكُمَا على صَاحبه فَيَقُول كل وَاحِد مِنْهُمَا لصَاحبه نعم الْأَخ وَنعم الصاحب وَنعم الْخَلِيل وَإِذا مَاتَ أحد الْكَافرين بشر بالنَّار فيذكر خَلِيله فَيَقُول اللَّهُمَّ إِن خليلي يَأْمُرنِي بمعصيتك ومعصية رَسُولك ويأمرني بِالشَّرِّ وينهاني عَن الْخَيْر وينبئني أَنِّي غير ملاقيك اللَّهُمَّ فَلَا تهده بعدِي حَتَّى تريه كَمَا أريتني وتسخط عَلَيْهِ كَمَا سخطت عَليّ ثمَّ يَمُوت الآخر فَيجمع بَين أرواحهما فَيُقَال ليثن كل وَاحِد مِنْكُمَا على صَاحبه فَيَقُول كل وَاحِد مِنْهُمَا لصَاحبه بئس الْأَخ وَبئسَ الصاحب
17 -
بَاب معرفَة الْمَيِّت بِمن يغسلهُ ويجهزه وسماعه مَا يُقَال فِيهِ وَمَا يُقَال لَهُ والجنازة مارة
1 -
أخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وإبن أبي الدُّنْيَا والمروزي وإبن مَنْدَه عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الْمَيِّت يعرف من يغسلهُ ويحمله ويكفنه وَمن يدليه فِي حفرته
2 -
وَأخرج أَبُو الْحسن بن الْبَراء فِي كتاب الرَّوْضَة بِسَنَد ضَعِيف عَن إِبْنِ عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من ميت يَمُوت إِلَّا وَهُوَ يعرف غاسله ويناشد حامله إِن كَانَ بشر بِروح وَرَيْحَان وجنة نعيم أَن يعجله وَإِن كَانَ بشر بِنزل من حميم وتصلية جحيم أَن يحْبسهُ
3 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن مُجَاهِد قَالَ إِذا مَاتَ الْمَيِّت فَملك قَابض نَفسه فَمَا من شَيْء إِلَّا وَهُوَ يرَاهُ عِنْد غسله وَعند حمله حَتَّى يوصله إِلَى قَبره
4 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ الرّوح بيد ملك يمشي بِهِ فَإِذا دخل قَبره جعله فِيهِ
5 -
وَأخرج أَبُو نعيم عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ مَا من ميت يَمُوت إِلَّا وروحه فِي يَد ملك ينظر إِلَى جسده كَيفَ يغسل وَكَيف يُكفن وَكَيف يمشى بِهِ وَيُقَال لَهُ وَهُوَ على سَرِيره اسْمَع ثَنَاء النَّاس عَلَيْك
6 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ مَا من ميت يَمُوت إِلَّا وَهُوَ يعلم مَا يكون فِي أَهله بعده وَإِنَّهُم ليغسلونه ويكفنونه وَإنَّهُ لينْظر إِلَيْهِم
7 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ قَالَ بَلغنِي أَنه مَا من ميت يَمُوت إِلَّا وروحه فِي يَد ملك الْمَوْت فهم يغسلونه ويكفنونه وَهُوَ يرى مَا يصنع بِهِ أَهله فَلَو يقدر على الْكَلَام لنهاهم عَن الرنة والعويل
8 -
وَأخرج عَن سُفْيَان قَالَ إِن الْمَيِّت ليعرف كل شَيْء حَتَّى إِنَّه ليناشد
غاسله بِاللَّه عَلَيْك إِلَّا خففت غسْلي قَالَ وَيُقَال لَهُ وَهُوَ على سَرِيره اسْمَع ثَنَاء النَّاس عَلَيْك
9 -
وَأخرج عَن حُذَيْفَة قَالَ الرّوح بيد ملك وَإِن الْجَسَد ليغسل وَإِن الْملك ليمشي مَعَه إِلَى الْقَبْر فَإِذا سوي عَلَيْهِ سلك فِيهِ فَذَلِك حِين يُخَاطب
10 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن حُذَيْفَة قَالَ إِن الرّوح بيد الْملك والجسد يقلب فَإِذا حملوه تَبِعَهُمْ فَإِذا وضع فِي الْقَبْر بثه فِيهِ
11 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ الرّوح بيد ملك يمشي بِهِ فِي الْجِنَازَة يَقُول لَهُ إسمع مَا يُقَال لَك فَإِذا بلغ حفرته دَفنه مَعَه
12 -
وَأخرج عَن ابْن أبي نجيح قَالَ مَا من ميت يَمُوت إِلَّا وروحه فِي يَد ملك ينظر إِلَى جسده كَيفَ يغسل وَكَيف يُكفن وَكَيف يمشي بِهِ إِلَى قَبره ثمَّ تُعَاد إِلَيْهِ روحه فيجلس فِي قَبره
13 -
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وقف على قَتْلَى بدر فَقَالَ يَا فلَان بن فلَان يَا فلَان بن فلَان هَل وجدْتُم مَا وعد ربكُم حَقًا فَإِنِّي وجدت مَا وَعَدَني رَبِّي حَقًا فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله مَا تكلم من أجساد لَا أَرْوَاح لَهَا فَقَالَ مَا أَنْتُم بأسمع لما أَقُول مِنْهُم غير أَنهم لَا يَسْتَطِيعُونَ أَن يردوا عَليّ شَيْئا
14 -
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ من مُرْسل عبيد بن مَرْزُوق قَالَ كَانَت إمرأة بِالْمَدِينَةِ تقم الْمَسْجِد فَمَاتَتْ فَلم يعلم بهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَمر على قبرها فَقَالَ مَا هَذَا الْقَبْر فَقَالُوا أم محجن قَالَ الَّتِي كَانَت تقم الْمَسْجِد قَالُوا نعم فَصف النَّاس فصلى عَلَيْهَا ثمَّ قَالَ أَي الْعَمَل وجدت أفضل قَالُوا يَا رَسُول الله أتسمع قَالَ مَا أَنْتُم بأسمع مِنْهَا فَذكر أَنَّهَا أَجَابَتْهُ قُم الْمَسْجِد
15 -
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا وضعت الْجِنَازَة واحتملها الرِّجَال على أَعْنَاقهم فَإِن كَانَت صَالِحَة قَالَت قدموني وَإِن كَانَت غير صَالِحَة قَالَت يَا وَيْلَهَا أَيْن تذهبون بهَا يسمع صَوتهَا كل شَيْء إِلَّا الْإِنْسَان وَلَو سَمعه الْإِنْسَان صعق
16 -
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَسْرعُوا بالجنازة فَإِن تَكُ صَالِحَة فَخير تقدمونها إِلَيْهِ وَإِن تكن سوى ذَلِك فشر تضعونه عَن رِقَابكُمْ
17 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَنه أَمر فِي ميت مَاتَ أَن يعجلوه إِلَى حفرته وَقَالَ هُوَ الْمنزل الَّذِي لَا بُد لَهُ مِنْهُ فعجلوه إِلَيْهِ يرى مَا لَهُ من خير وَشر
18 -
وَأخرج عَن بكر الْمُزنِيّ قَالَ حدثت أَن الْمَيِّت يستبشر بتعجيله إِلَى الْمَقَابِر
19 -
وَأخرج عَن أَيُّوب قَالَ كَانَ يُقَال من كَرَامَة الْمَيِّت على أَهله تَعْجِيله إِلَى حفرته
20 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور عَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من ميت يوضع على سَرِيره فيخطى بِهِ ثَلَاث خطوَات إِلَّا تكلم بِكَلَام يسمعهُ من شَاءَ الله إِلَّا الثقلَيْن الْإِنْس وَالْجِنّ يَقُول يَا إخوتاه وَيَا حَملَة نعشاه لَا تغرنكم الدُّنْيَا كَمَا غرتني وَلَا يلْعَب بكم الزَّمَان كَمَا لعب بِي تركت مَا خلفت لورثتي وَالديَّان يَوْم الْقِيَامَة يخاصمني ويحاسبني وَأَنْتُم تشيعوني وتدعوني
21 -
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد عَن أم الدَّرْدَاء قَالَت إِن الْمَيِّت إِذا وضع على سَرِيره فَإِنَّهُ يُنَادي يَا أهلاه وَيَا جيراناه يَا حَملَة سريراه لَا تغرنكم الدُّنْيَا كَمَا غرتني وَلَا تلعبن بكم كَمَا تلاعبت بِي فَإِن أَهلِي لم يتحملوا عني من وزري شَيْئا
22 -
وَفِي تَارِيخ إِبْنِ النجار عَن أبي مُحَمَّد بن النجار وَكَانَ من أَصْحَاب الْمروزِي وَكَانَ الْخلال يقدمهُ لفضله قَالَ غسلت مَيتا فَأَنا أغسله إِذْ فتح عَيْنَيْهِ ثمَّ قبض على يَدي وَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّد أحسن الإستعداد لهَذَا المصرع
18 -
بَاب مشي الْمَلَائِكَة فِي الْجِنَازَة وَمَا يَقُولُونَ
1 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن ابْن غَفلَة قَالَ إِن الْمَلَائِكَة لتمشي أَمَام الْجِنَازَة وَيَقُولُونَ مَا قدم فلَان وَيَقُول النَّاس مَا ترك فلَان
2 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور عَن أبي الْخلد قَالَ قَرَأت فِي مَسْأَلَة دَاوُد ربه إلهي مَا جَزَاء من شيع الْجَنَائِز إبتغاء مرضاتك قَالَ جَزَاؤُهُ أَن تشيعه الْمَلَائِكَة يَوْم يَمُوت وأصلي على روحه فِي الْأَرْوَاح
3 -
وَأخرجه إِبْنِ عَسَاكِر من وَجه آخر عَن إِبْنِ مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن دَاوُد قَالَ إلهي مَا جَزَاء من شيع مَيتا إِلَى قَبره إبتغاء مرضاتك قَالَ جَزَاؤُهُ أَن تشيعه الْمَلَائِكَة فَتُصَلِّي على روحه فِي الْأَرْوَاح
4 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان والديلمي عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا مَاتَ الْمَيِّت تَقول الْمَلَائِكَة مَا قدم وَيَقُول النَّاس مَا خلف
19 -
بَاب بكاء السَّمَاء وَالْأَرْض على الْمُؤمن إِذا مَاتَ
قَالَ الله تَعَالَى {فَمَا بَكت عَلَيْهِم السَّمَاء وَالْأَرْض}
1 -
وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَأَبُو نعيم وَأَبُو يعلى وإبن أبي الدُّنْيَا وإبن أبي حَاتِم عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا من إِنْسَان إِلَّا لَهُ بَابَانِ فِي السَّمَاء بَاب يصعد عمله فِيهِ وَبَاب ينزل مِنْهُ رزقه فَإِذا مَاتَ العَبْد الْمُؤمن بكيا عَلَيْهِ
2 -
وَأخرج إِبْنِ جرير عَن إِبْنِ عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن قَوْله تَعَالَى {فَمَا بَكت عَلَيْهِم السَّمَاء وَالْأَرْض} هَل تبْكي السَّمَاء وَالْأَرْض على أحد قَالَ نعم إِنَّه لَيْسَ أحد من الْخَلَائق إِلَّا لَهُ بَاب فِي السَّمَاء ينزل رزقه مِنْهُ وَفِيه يصعد عمله فَإِذا مَاتَ الْمُؤمن فأغلق بَابه من السَّمَاء الَّذِي كَانَ يصعد عمله فِيهِ وَينزل مِنْهُ رزقه فقد بَكَى عَلَيْهِ وَإِذا فَقده مُصَلَّاهُ من الأَرْض الَّذِي كَانَ يُصَلِّي فِيهِ وَيذكر الله فِيهِ بَكت عَلَيْهِ وَإِن قوم فِرْعَوْن لم يكن لَهُم فِي الأَرْض آثَار صَالِحَة وَلم يكن يصعد إِلَى الله مِنْهُم خير فَلم تبك عَلَيْهِم السَّمَاء وَالْأَرْض
3 -
وَأخرج إِبْنِ جرير وإبن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن شُرَيْح بن عبيد الْحَضْرَمِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا مَاتَ مُؤمن فِي غربَة غَابَتْ عَنهُ فِيهَا
بوَاكِيهِ إِلَّا بَكت عَلَيْهِ السَّمَاء وَالْأَرْض ثمَّ قَرَأَ {فَمَا بَكت عَلَيْهِم السَّمَاء وَالْأَرْض} ثمَّ قَالَ إنَّهُمَا لَا يَبْكِيَانِ على كَافِر
4 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَأَبُو نعيم عَن مُجَاهِد قَالَ مَا من مُؤمن يَمُوت إِلَّا تبْكي عَلَيْهِ الأَرْض أَرْبَعِينَ صباحا
5 -
وَأخرج أَبُو نعيم عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي قَالَ مَا من عبد يسْجد لله سَجْدَة فِي بقْعَة من بقاع الأَرْض إِلَّا شهِدت لَهُ يَوْم الْقِيَامَة وبكت عَلَيْهِ يَوْم يَمُوت
6 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وإبن أبي حَاتِم عَن عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه قَالَ إِن الْمُؤمن إِذا مَاتَ بَكَى عَلَيْهِ مصلاة من الأَرْض ومصعد عمله من السَّمَاء ثمَّ تَلا {فَمَا بَكت عَلَيْهِم السَّمَاء وَالْأَرْض}
7 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَالْحَاكِم عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ إِن الأَرْض لتبكي على الْمُؤمن أَرْبَعِينَ صباحا
8 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي عبيد صَاحب سُلَيْمَان بن عبد الْملك قَالَ إِن العَبْد الْمُؤمن إِذا مَاتَ تنادت بقاع الأَرْض مَاتَ عبد الله الْمُؤمن فتبكي عَلَيْهِ الأَرْض وَالسَّمَاء فَيَقُول الرَّحْمَن مَا يبكيكما على عَبدِي فَيَقُولَانِ رَبنَا لم يمش فِي نَاحيَة منا قطّ إِلَّا وَهُوَ يذكرك
9 -
وَأخرج عَن مُحَمَّد بن كَعْب قَالَ إِن الأَرْض لتبكي من رجل وتبكي على رجل تبْكي على من كَانَ يعْمل على ظهرهَا بِطَاعَة الله وتبكي من رجل كَانَ يعْمل على ظهرهَا بِمَعْصِيَة الله
10 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وإبن أبي الدُّنْيَا عَن مُحَمَّد بن قيس قَالَ بَلغنِي أَن السَّمَاوَات وَالْأَرْض تبكيان على الْمُؤمن تَقول السَّمَاوَات مَا زَالَ يصعد إِلَيّ مِنْهُ خير وَتقول الأَرْض مَا زَالَ يفعل عَليّ خيرا
11 -
وَأخرج إِبْنِ جرير عَن الضَّحَّاك قَالَ تبْكي على الْمُؤمن الصَّالح معالمه من الأَرْض ومقر عمله من السَّمَاء
12 -
وَأخرج عَن عَطاء قَالَ بكاء السَّمَاء حمرَة أطرافها
13 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن الْحسن قَالَ بكاء السَّمَاء حمرتها
14 -
وَأخرج عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ كَانَ يُقَال هَذِه الْحمرَة الَّتِي تكون فِي السَّمَاء بكاء السَّمَاء على الْمُؤمن
15 -
وَأخرج عَن الْحسن قَالَ إِن الله إِذا توفّي الْمُؤمن بِبِلَاد غربَة لم يعذبه رَحْمَة لغربته وَأمر الْمَلَائِكَة فبكته لغيبة بوَاكِيهِ عَنهُ
20 -
بَاب دفن العبر فِي الأَرْض الَّتِي خلق مِنْهَا
1 -
وَأخرج الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن أبي سعيد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مر فِي الْمَدِينَة فَرَأى جمَاعَة يحفرون قبرا فَسَأَلَ عَنهُ فَقَالُوا حبشِي قدم فَمَاتَ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَا إِلَه إِلَّا الله سيق من أرضه وسمائه إِلَى التربة الَّتِي خلق مِنْهَا
2 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن إِبْنِ عمر أَن حَبَشِيًّا دفن فِي الْمَدِينَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دفن بالطينة الَّتِي خلق مِنْهَا
3 -
وَأخرج فِي الْأَوْسَط عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ مر بِنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَنحن نحفر قبرا فَقَالَ مَا تَصْنَعُونَ فَقُلْنَا نحفر قبرا لهَذَا الْمَيِّت الْأسود فَقَالَ جَاءَت بِهِ منيته إِلَى تربته
4 -
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بِبَعْض نواحي الْمَدِينَة فَإِذا بِقَبْر يحْفر فَأقبل حَتَّى وقف عَلَيْهِ فَقَالَ لمن هَذَا قيل لرجل من الْحَبَشَة فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله سيق من أرضه وسمائه حَتَّى دفن فِي التربة الَّتِي مِنْهَا خلق
5 -
وَأخرج أَبُو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا من مَوْلُود إِلَّا وَقد ذَر عَلَيْهِ من تُرَاب حفرته
6 -
وَأخرج الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِن الْملك الْمُوكل بالرحم يَأْخُذ النُّطْفَة من الرَّحِم فَيَضَعهَا عَن كَفه فَيَقُول يَا رب مخلقة أَو غير مخلقة فَإِن قَالَ مخلقة قَالَ يَا رب مَا الرزق مَا الْأَثر مَا الْأَجَل مَا الْعَمَل
فَيَقُول أنظر فِي أم الْكتاب فَينْظر فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ فيجد فِيهِ رزقه وأثره وأجله وَعَمله وَيَأْخُذ التُّرَاب الَّذِي يدْفن فِي بقعته وتعجن بِهِ نطفته فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم}
7 -
وَأخرج الدينَوَرِي فِي المجالسة عَن هِلَال بن يسَاف قَالَ مَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا وَفِي سرته من تربة الأَرْض الَّتِي يَمُوت فِيهَا
8 -
وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن مطر بن عكامس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا قضى الله لعبد أَن يَمُوت بِأَرْض جعل لَهُ إِلَيْهَا حَاجَة
9 -
وَأخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن إِبْنِ مَسْعُود عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا كَانَت منية أحدكُم بِأَرْض أتيحت لَهُ الْحَاجة فيقصد إِلَيْهَا فَيكون أقْصَى أثر مِنْهُ فتقبض روحه فِيهَا فَتَقول الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة رب هَذَا مَا استودعتني
10 -
وَأخرج الْحَكِيم عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِن النُّطْفَة إِذا اسْتَقَرَّتْ فِي الرَّحِم أَخذهَا الْملك بكفيه قَالَ أَي رب أمخلقة أَو غير مخلقة فَإِن قَالَ غير مخلقة لم تكن نسمَة وقذفتها الْأَرْحَام دَمًا وَإِن قَالَ مخلقة قَالَ أَي رب أذكر أم أُنْثَى أشقي أم سعيد فَمَا الْأَجَل وَمَا الْأَثر وَمَا الرزق وَبِأَيِّ أَرض تَمُوت فَيَقُول إذهب إِلَى أم الْكتاب فَإنَّك ستجد هَذِه النُّطْفَة فِيهَا فَيُقَال للنطفة من رَبك فَتَقول النُّطْفَة الله فَيُقَال من رازقك فَتَقول الله فتخلق فتعيش فِي أَهلهَا وتأكل رزقها وَتَطَأ أَثَرهَا فَإِذا جَاءَ أجلهَا مَاتَت فدفنت فِي ذَلِك الْمَكَان
11 -
وَأخرج أَبُو نعيم وإبن مَنْدَه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إدفنوا مَوْتَاكُم وسط قوم صالحين فَإِن الْمَيِّت يتَأَذَّى بجار السوء كَمَا يتَأَذَّى الْحَيّ بجار السوء
12 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق بِسَنَد ضَعِيف عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إدفنوا مَوْتَاكُم فِي وسط قوم صالحين فَإِن الْمَيِّت يتَأَذَّى بجاره السوء كَمَا يتَأَذَّى الْحَيّ بجاره السوء
13 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر والماليني فِي المؤتلف والمختلف عَن عَليّ
كرم الله وَجهه قَالَ أمرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن ندفن مَوتَانا وسط قوم صالحين فَإِن الْمَوْتَى يتأذون بالجار السوء كَمَا يتَأَذَّى بِهِ الْأَحْيَاء
14 -
وَأخرج الْمَالِينِي عَن إِبْنِ عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا مَاتَ لأحدكم الْمَيِّت فَأحْسنُوا كَفنه وعجلوا بإنجاز وَصيته وأعمقوا لَهُ فِي قَبره وجنبوه الْجَار السوء قيل يَا رَسُول الله وَهل ينفع الْجَار الصَّالح فِي الْآخِرَة قَالَ هَل ينفع فِي الدُّنْيَا قَالُوا نعم قَالَ كَذَلِك ينفع فِي الْآخِرَة
15 -
وَأخرج الديلمي وإبن مَنْدَه من حَدِيث أم سَلمَة مَرْفُوعا أَحْسنُوا الْكَفَن وَلَا تُؤْذُوا مَوْتَاكُم بعويل وَلَا بتزكية وَلَا بِتَأْخِير وَصِيَّة وَلَا بقطيعة وعجلوا قَضَاء دينه واعدلوا بِهِ عَن جيران السوء
16 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور عَن عبد الله بن نَافِع الْمُزنِيّ قَالَ مَاتَ رجل بِالْمَدِينَةِ فَدفن بهَا فَرَآهُ رجل كَأَنَّهُ من أهل النَّار فَاغْتَمَّ لذَلِك ثمَّ أريه بعد سابعة أَو ثامنة كَأَنَّهُ من أهل الْجنَّة فَسَأَلَهُ قَالَ دفن مَعنا رجل من الصَّالِحين فشفع فِي أَرْبَعِينَ من جِيرَانه فَكنت فيهم
17 -
وَأخرج إِبْنِ سعد عَن مُعَاوِيَة بن صَالح قَالَ لما حضر عمر بن عبد الْعَزِيز الْمَوْت أوصاهم فَقَالَ أحفروا لي وَلَا تعمقوا فَإِن خير الأَرْض أَعْلَاهَا وشرها أَسْفَلهَا
18 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر من طرق عَن عَمْرو بن مهَاجر قَالَ مَاتَ سهل بن عبد الْعَزِيز أَخُو عمر بن عبد الْعَزِيز فَأمرنِي عمر أَن أحفر لَهُ وَقَالَ أحفر لَهُ على قدر طولك أَو إِلَى الْمنْكب وَلَا تبعد لَهُ فِي الأَرْض فَإِن أَعلَى الأَرْض أطهر وَفِي لفظ أطيب من أَسْفَلهَا
19 -
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وإبن عَسَاكِر وإبن مَنْدَه بِسَنَد فِيهِ ضعف وَانْقِطَاع عَن إِبْنِ عمر أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الْمُؤمن إِذا مَاتَ تجملت الْمَقَابِر لمَوْته فَلَيْسَ مِنْهَا بقْعَة إِلَّا وَهِي تتمنى أَن يدْفن فِيهَا وَإِن الْكَافِر إِذا مَاتَ أظلمت الْمَقَابِر لمَوْته فَلَيْسَ مِنْهَا بقْعَة إِلَّا وَهِي تستجير بِاللَّه أَن لَا يدْفن فِيهَا
20 -
وَأخرج إِبْنِ النجار فِي تَارِيخ بَغْدَاد عَن مُحَمَّد بن عبد الله الْأَسدي قَالَ شهِدت جَنَازَة بعض أهل عبد الصَّمد بن عَليّ فَجعل يحثهم ويعجلهم وَيَقُول أريحوها قبل الْمسَاء فَقُلْنَا لَهُ أتروي فِي هَذَا شَيْئا قَالَ نعم حَدثنِي أبي عَن جدي
عبد الله بن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن مَلَائِكَة النَّهَار أرأف من مَلَائِكَة اللَّيْل
21 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر من طَرِيق إِبْنِ وهب عَن حَرْمَلَة بن عمرَان عَن مُحَمَّد بن أبي مدرك عَن سُفْيَان بن وهب الْخَولَانِيّ قَالَ بَيْنَمَا نَحن نسير مَعَ عَمْرو بن الْعَاصِ فِي سفح هَذَا الْجَبَل يَعْنِي المقطم ومعنا الْمُقَوْقس فَقَالَ لَهُ يَا مقوقس مَا بَال جبلكم هَذَا أَقرع لَيْسَ عَلَيْهِ نَبَات وَلَا شجر على نَحْو من جبال الشَّام قَالَ مَا أَدْرِي وَلَكِن الله تَعَالَى أغْنى أَهله بِهَذَا النّيل عَن ذَلِك وَلَكنَّا نجد تَحْتَهُ مَا هُوَ خير من ذَلِك قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ ليدفن تَحْتَهُ قوم يَبْعَثهُم الله يَوْم الْقِيَامَة لَا حِسَاب عَلَيْهِم فَقَالَ عَمْرو اللَّهُمَّ إجعلني مِنْهُم قَالَ حَرْمَلَة إِن تَحْتَهُ قُبُور قبر عَمْرو بن الْعَاصِ فِيهِ وَفِيه قبر أبي نَضرة الْغِفَارِيّ وَعقبَة بن عَامر
22 -
وَأخرج الديلمي وَأَبُو الْفضل الطوسي فِي كتاب عُيُون الْأَخْبَار من طَرِيق ابْن هدبة عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم تبع جَنَازَة فَدَعَا بِثَوْب فَبسط على الْقَبْر وَقَالَ لَا تطلعوا فِي الْقَبْر فَإِنَّهَا أَمَانَة فلعسى أَن تحل العقد فترى حَيَّة سَوْدَاء متطوقه فِي عُنُقه وَلَعَلَّه يُؤمر بِهِ فَيسمع صَوت السلسلة
23 -
وَأخرج الطوسي والديلمي فِي مُسْند الفردوس من طَرِيق ابْن هدبة عَن أنس مَرْفُوعا إِن مشيعي الْجِنَازَة قد وكل الله بهم ملكا فهم مهتمون محزونون حَتَّى إِذا أسلموه فِي ذَلِك الْقَبْر وَرَجَعُوا رَاجِعين أَخذ كفا من تُرَاب فَرمى بِهِ وَهُوَ يَقُول إرجعوا إِلَى دنياكم أنساكم الله مَوْتَاكُم فينسون ميتهم وَيَأْخُذُونَ فِي شرائهم وبيعهم كَأَنَّهُمْ لم يَكُونُوا مِنْهُ وَلم يكن مِنْهُم
24 -
وروينا فِي أمالي ابْن بطة من طَرِيق عَطاء عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لله ملك مُوكل بالمقابر فَإِذا دفن الْمَيِّت وسوي عَلَيْهِ وتحولوا لينصرفوا قبض قَبْضَة من تُرَاب الْقَبْر فَرمى بهَا على أقفيتهم وَقَالَ انصرفوا إِلَى دنياكم وانسوا مَوْتَاكُم
21 -
بَاب مَا يُقَال عِنْد الدّفن والتلقين
1 -
أخرج الْبَزَّار عَن عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه قَالَ إِذا بلغت
الْجِنَازَة الْقَبْر فَجَلَسَ النَّاس فَلَا تجْلِس وَلَكِن قُم على شَفير قَبره فَإِذا دُلي فِي قَبره فَقل بِسم الله وَفِي سَبِيل الله وعَلى مِلَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ عَبدك نزل بك وَأَنت خير منزول بِهِ فخلف الدُّنْيَا خلف ظَهره فَاجْعَلْ مَا قدم عَلَيْهِ خيرا مِمَّا خلف فَإنَّك قلت {وَمَا عِنْد الله خير للأبرار}
2 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن إِبْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول إِذا مَاتَ أحدكُم فَلَا تَحْبِسُوهُ وأسرعوا بِهِ إِلَى قَبره وليقرأ عِنْد رَأسه فَاتِحَة الْكتاب وَلَفظ الْبَيْهَقِيّ فَاتِحَة الْبَقَرَة وَعند رجلَيْهِ بخاتمة سُورَة الْبَقَرَة فِي قَبره
3 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن الْعَلَاء بن الحلاج قَالَ قَالَ لي أبي يَا بني إِذا وَضَعتنِي فِي لحدي فَقل بِسم الله وعَلى مِلَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ سنّ عَليّ التُّرَاب سنا ثمَّ إقرأ عِنْد رَأْسِي بِفَاتِحَة الْبَقَرَة وخاتمتها فَإِنِّي سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول ذَلِك
4 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن قَتَادَة أَن إنْسَانا دفن إبنا لَهُ فَقَالَ اللَّهُمَّ جَاف الأَرْض عَن جَنْبَيْهِ وَافْتَحْ أَبْوَاب السَّمَاء لروحه وأبدله دَارا خيرا من دَاره
5 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن أنس أَنه كَانَ إِذا وضع الْمَيِّت فِي قَبره قَالَ اللَّهُمَّ جَاف الْقَبْر عَن جَنْبَيْهِ وَصعد روحه وتقبله وتلقه مِنْك بِروح
6 -
وَأخرج إِبْنِ مَاجَه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ حضرت إِبْنِ عمر رضي الله عنهما فِي جَنَازَة إبنة لَهُ فَلَمَّا وَضعهَا فِي اللَّحْد قَالَ بِسم الله وَفِي سَبِيل الله فَلَمَّا أَخذ فِي تَسْوِيَة اللَّحْد قَالَ اللَّهُمَّ أجرهَا من الشَّيْطَان وَمن عَذَاب الْقَبْر فَلَمَّا سوى الْكَثِيب عَلَيْهَا قَامَ جَانب الْقَبْر ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ جَاف الأَرْض عَن جنبيها وَصعد روحها ولقها مِنْك رضوانا ثمَّ قَالَ سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
7 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن مُجَاهِد أَنه كَانَ يَقُول بِسم الله وَفِي سَبِيل الله اللَّهُمَّ إفسح فِي قَبره وَنور لَهُ فِيهِ وألحقه بِنَبِيِّهِ
8 -
وَأخرج الْحَكِيم عَن عَمْرو بن مرّة قَالَ كَانُوا يستحبون إِذا وضع الْمَيِّت فِي اللَّحْد أَن يَقُولُوا اللَّهُمَّ أعذه من الشَّيْطَان الرَّجِيم
9 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن خَيْثَمَة قَالَ كَانُوا يستحبون إِذا دفنُوا الْمَيِّت أَن يَقُولُوا بِسم الله وَفِي سَبِيل الله وعَلى مِلَّة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ أجره من عَذَاب الْقَبْر وَمن عَذَاب النَّار وَمن شَرّ الشَّيْطَان الرَّجِيم
10 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يقف على الْقَبْر بَعْدَمَا يسوى عَلَيْهِ فَيَقُول اللَّهُمَّ نزل بك صاحبنا وَخلف الدُّنْيَا خلف ظَهره اللَّهُمَّ ثَبت عِنْد الْمَسْأَلَة مَنْطِقه وَلَا تبتله فِي قَبره بِمَا لَا طَاقَة لَهُ بِهِ
11 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وإبن مَنْدَه عَن أبي أُمَامَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا مَاتَ أحد من إخْوَانكُمْ فسويتم عَلَيْهِ التُّرَاب فَليقمْ أحدكُم على رَأس قَبره ثمَّ ليقل يَا فلَان بن فُلَانَة فَإِنَّهُ يسمع وَلَا يُجيب ثمَّ يَقُول يَا فلَان بن فُلَانَة فَإِنَّهُ يَسْتَوِي قَاعِدا ثمَّ يَقُول يَا فلَان بن فُلَانَة فَإِنَّهُ يَقُول أرشدنا رَحِمك الله وَلَكِن لَا تشعرون فَلْيقل أذكر مَا خرجت عَلَيْهِ من الدُّنْيَا شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأَنَّك رضيت بِاللَّه رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دينا وَبِمُحَمَّدٍ نَبيا وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا فَإِن مُنْكرا ونكيرا يَأْخُذ كل وَاحِد مِنْهُمَا بيد صَاحبه وَيَقُول إنطلق بِنَا مَا نقعد عِنْد من لقن حجَّته فَيكون الله حجيجه دونهمَا قَالَ رجل يَا رَسُول الله فَإِن لم يعرف أمه قَالَ ينْسبهُ إِلَى حَوَّاء يَا فلَان بن حَوَّاء
12 -
وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه من وَجه آخر عَن أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ قَالَ إِذا مت فدفنتموني فَليقمْ إِنْسَان عِنْد رَأْسِي فَلْيقل يَا صدي بن عجلَان أذكر مَا كنت عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله
13 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن رَاشد بن سعد وضمرة بن حبيب وَحَكِيم بن عُمَيْر قَالُوا إِذا سوي على الْمَيِّت قَبره وَانْصَرف النَّاس عَنهُ كَانَ يسْتَحبّ أَن يُقَال للْمَيت عِنْد قَبره يَا فلَان قل لَا إِلَه إِلَّا الله ثَلَاث مَرَّات يَا فلَان قل رَبِّي الله ديني الْإِسْلَام ونبيي مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم ثمَّ ينْصَرف
تَنْبِيه قَالَ الْآجُرِيّ يسْتَحبّ الْوُقُوف بعد الدّفن قَلِيلا وَالدُّعَاء للْمَيت مُسْتَقْبلا وَجهه بالثبات فَيَقُول اللَّهُمَّ هَذَا عَبدك وَأَنت أعلم بِهِ منا وَلَا نعلم مِنْهُ إِلَّا خيرا وَقد أجلسته لتسأله اللَّهُمَّ فثبته بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْآخِرَة كَمَا ثبته فِي الدُّنْيَا اللَّهُمَّ ارحمه وألحقه بِنَبِيِّهِ وَلَا تضلنا بعده وَلَا تَحْرِمنَا أجره
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ الْحَكِيم الْوُقُوف على الْقَبْر وسؤال التثبيت فِي وَقت الدّفن مدد للْمَيت بعد الصَّلَاة لِأَن الصَّلَاة بِجَمَاعَة الْمُؤمنِينَ كالعسكر لَهُ قد اجْتَمعُوا بِبَاب الْملك يشفعون لَهُ وَالْوُقُوف على الْقَبْر وسؤال التثبيت مدد ل 4 لعسكر وَذَلِكَ سَاعَة شغل الْمَيِّت لِأَنَّهُ يستقبله هول المطلع وسؤال الفتانين وَأخرج إِبْنِ سعد عَن الضَّحَّاك قَالَ قَالَ لي النزال بن سُبْرَة إِذا أدخلتني قَبْرِي فَقل اللَّهُمَّ بَارك فِي هَذَا الْقَبْر وَفِي دَاخله
22 -
بَاب ضمة الْقَبْر لكل أحد
1 -
أخرج أَحْمد والحكيم التِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الْأُصُول وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب عَذَاب الْقَبْر عَن حُذَيْفَة قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَة فَلَمَّا انتهينا إِلَى الْقَبْر قعد على شقَّه فَجعل يردد بَصَره فِيهِ ثمَّ قَالَ يضغط فِيهِ الْمُؤمن ضغطة تَزُول مِنْهَا حمائله ويملأ على الْكَافِر نَارا
قَالَ فِي النِّهَايَة قَالَ الْأَزْهَرِي الحمائل هُنَا عروق الْأُنْثَيَيْنِ قَالَ وَيحْتَمل أَن يُرَاد مَوضِع حمائل السَّيْف أَي عواتقه وصدره وأضلاعه
2 -
وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَائِشَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن للقبر ضغطة لَو كَانَ أحد مِنْهَا نَاجٍ لنجا مِنْهَا سعد بن معَاذ
3 -
وَأخرج أَحْمد والحكيم التِّرْمِذِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ لما دفن سعد بن معَاذ سبح النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَسبح النَّاس مَعَه طَويلا ثمَّ كبر وَكبر النَّاس ثمَّ قَالُوا يَا رَسُول الله لم سبحت قَالَ لقد تضايق على هَذَا الرجل الصَّالح قَبره حَتَّى فرج الله عَنهُ
4 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور والحكيم التِّرْمِذِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْنِ عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم دفن سعد بن معَاذ وَهُوَ قَاعد على قَبره قَالَ لَو نجا من ضمة الْقَبْر أحد لنجا سعد بن معَاذ وَلَقَد ضم ضمة ثمَّ أرخي عَنهُ
5 -
وَأخرج النَّسَائِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ هَذَا الَّذِي تحرّك لَهُ الْعَرْش وَفتحت لَهُ أَبْوَاب السَّمَاء وشهده سَبْعُونَ ألفا من الْمَلَائِكَة لقد ضم ضمة ثمَّ فرج عَنهُ يَعْنِي سعد بن معَاذ قَالَ الْحسن تحرّك لَهُ الْعَرْش فَرحا بِرُوحِهِ أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل
6 -
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبر سعد بن معَاذ فاحتبس فَلَمَّا خرج قيل يَا رَسُول الله مَا حَبسك قَالَ ضم سعد فِي الْقَبْر ضمة فدعوت الله أَن يكْشف عَنهُ
7 -
وَأخرج الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي أُميَّة بن عبد الله أَنه سُئِلَ بعض أهل سعد مَا بَلغَكُمْ من قَول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا فَقَالُوا ذكر لنا أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ كَانَ يقصر فِي بعض الطّهُور من الْبَوْل
8 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن أنس قَالَ توفيت زَيْنَب بنت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فخرجنا مَعَه فرأيناه مهتما شَدِيد الْحزن فَقعدَ على الْقَبْر هنيهة وَجعل ينظر إِلَى السَّمَاء ثمَّ نزل فِيهِ فرأيته يزْدَاد حزنا ثمَّ خرج فرأيته سري عَنهُ وَتَبَسم فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ كنت أذكر ضيق الْقَبْر وغمه وَضعف زَيْنَب فَكَانَ ذَلِك يشق عَليّ فدعوت الله
أَن يُخَفف عَنْهَا فَفعل وَلَكِن ضغطها ضغطة سَمعهَا من بَين الْخَافِقين إِلَّا الْإِنْس وَالْجِنّ
9 -
وَأخرج أَيْضا بِسَنَد صَحِيح عَن أبي أَيُّوب أَن صَبيا دفن فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَو أفلت أحد من ضمة الْقَبْر لأفلت هَذَا الصَّبِي
10 -
وَأخرج فِي الْأَوْسَط عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلى على صبي أَو صبية فَقَالَ لَو أَن أحدا نجا من ضمة الْقَبْر لنجا هَذَا الصَّبِي
11 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وإبن أبي الدُّنْيَا عَن زَاذَان أَن إِبْنِ عمر قَالَ لما دفن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إبنته رقية رضي الله عنها جلس عِنْد الْقَبْر فتربد وَجهه ثمَّ سري عَنهُ فَسَأَلَهُ أَصْحَابه عَن ذَلِك فَقَالَ ذكرت إبنتي وضعفها وَعَذَاب الْقَبْر فدعوت الله فَفرج عَنْهَا وَايْم الله لقد ضمت ضمة سَمعهَا مَا بَين الْخَافِقين
12 -
وَأخرج هناد بن السّري فِي الزّهْد عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ مَا أجِير من ضغطة الْقَبْر أحد وَلَا سعد بن معَاذ الَّذِي منديل من مناديله خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
13 -
وَأخرج أَيْضا عَن الْحسن أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ حِين دفن سعد بن معَاذ إِنَّه ضم فِي الْقَبْر ضمة حَتَّى صَار مثل الشعرة فدعوت الله أَن يرفه عَنهُ وَذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَ لَا يستبرىء من الْبَوْل
14 -
وَأخرج إِبْنِ سعد قَالَ أخبرنَا شَبابَة بن سوار أَخْبرنِي أَبُو معشر عَن سعيد المَقْبُري قَالَ لما دفن رَسُول الله سعد بن معَاذ قَالَ لَو نجا أحد من ضغطة الْقَبْر لنجا سعد وَلَقَد ضم ضمة اخْتلفت مِنْهَا أضلاعه من أثر الْبَوْل
15 -
وَقَالَ عبد الرَّزَّاق فِي المُصَنّف عَن ابْن عُيَيْنَة عَن ابْن نجيح عَن مُجَاهِد قَالَ أَشد حَدِيث سمعناه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَوْله فِي سعد بن معَاذ وَقَوله فِي أَمر الْقَبْر
16 -
وَأخرج عَليّ بن معبد فِي كتاب الطَّاعَة والعصيان من طَرِيق إِبْرَاهِيم
الغنوي عَن رجل قَالَ كنت عِنْد عَائِشَة رضي الله عنها فمرت جَنَازَة صبي صَغِير فَبَكَتْ فَقلت لَهَا مَا يبكيك قَالَت هَذَا الصَّبِي بَكَيْت لَهُ شَفَقَة عَلَيْهِ من ضمة الْقَبْر
17 -
وَأخرج عمر بن شبة فِي كتاب الْمَدِينَة عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا عُفيَ أحد من ضمة الْقَبْر إِلَّا فَاطِمَة بنت أَسد فَقيل يَا رَسُول الله وَلَا الْقَاسِم إبنك قَالَ وَلَا إِبْرَاهِيم وَكَانَ أصغرهما
18 -
وَأخرج إِبْنِ سعد أخبرنَا كثير بن هِشَام حَدثنَا جَعْفَر بن برْقَان قَالَ بَلغنِي أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ قَائِم عِنْد قبر سعد لقد ضغط ضغطة أَو همز همزَة لَو كَانَ أحد ناجيا مِنْهَا بِعَمَل لنجا مِنْهَا سعد
19 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر وإبن أبي الدُّنْيَا عَن عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز عَن أَبِيه أَن نَافِعًا مولى إِبْنِ عمر لما حَضرته الْوَفَاة جعل يبكي فَقيل لَهُ مَا يبكيك فَقَالَ ذكرت سَعْدا وضغطة الْقَبْر
20 -
وَقَالَ الزبير بن بكار فِي الموفقيات قَالَ حَدثنِي أَبُو عزية الْأنْصَارِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق قَالَ قَالَ عبد الله بن عَمْرو توفّي سعد بن معَاذ فَخرج إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَبَيْنَمَا هم يَمْشُونَ إِذْ تخلف فوقفوا حَتَّى أدركهم فَقَالُوا يَا نَبِي الله مَا خَلفك عَنَّا قَالَ سَمِعت سعد بن معَاذ حِين ضم فِي قَبره قَالُوا ضم فِي قَبره وَقد أهتز لَهُ عرش الرَّحْمَن فَقَالَ سعد أكْرم على الله أم يحيى بن زَكَرِيَّا فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لقد ضم يحيى لِأَنَّهُ شبع شبعة من خبز الشّعير
قلت هَذَا الحَدِيث مُنكر بِمرَّة وَإِسْنَاده معضل وَالْمَعْرُوف أَن الْأَنْبِيَاء لَا يضغطون
21 -
قَالَ أَبُو الْقَاسِم السَّعْدِيّ فِي كتاب الرّوح لَا ينجو من ضغطة الْقَبْر صَالح وَلَا طالح غير أَن الْفرق بَين الْمُسلم وَالْكَافِر دوَام الضغط للْكَافِرِ وَحُصُول هَذِه الْحَالة لِلْمُؤمنِ فِي أول نُزُوله إِلَى قَبره ثمَّ يعود إِلَى الإنفساح لَهُ فِيهِ قَالَ وَالْمرَاد بضغطة الْقَبْر إلتقاء جانبيه على جَسَد الْمَيِّت
22 -
وَقَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ سَبَب هَذِه الضغطة أَنه مَا من أحد إِلَّا وَقد ألم بخطيئة مَا وَإِن كَانَ صَالحا فَجعلت هَذِه الضغطة جَزَاء لَهُ ثمَّ تُدْرِكهُ الرَّحْمَة وَلذَلِك ضغط سعد بن معَاذ فِي التَّقْصِير من الْبَوْل قَالَ وَأما الْأَوْلِيَاء والأنبياء فَلَا نعلم أَن لَهُم فِي الْقُبُور ضمة وَلَا سؤالا لعصمتهم
23 -
وَقَالَ السُّبْكِيّ فِي بَحر الْكَلَام الْمُؤمن الْمُطِيع لَا يكون لَهُ عَذَاب الْقَبْر وَيكون لَهُ ضغطة الْقَبْر فيجد هول ذَلِك وخوفه لما أَنه تنعم بِنِعْمَة الله وَلم يشْكر النِّعْمَة
24 -
أخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن مُحَمَّد التَّيْمِيّ قَالَ كَانَ يُقَال ضمة الْقَبْر إِنَّمَا أَصْلهَا أَنَّهَا أمّهم وَمِنْهَا خلقُوا فغابوا عَنْهَا الْغَيْبَة الطَّوِيلَة فَلَمَّا رد إِلَيْهَا أَوْلَادهَا ضمتهم ضم الوالدة غَابَ عَنْهَا وَلَدهَا ثمَّ قدم عَلَيْهَا فَمن كَانَ الله مُطيعًا ضمته برأفة ورفق وَمن كَانَ عَاصِيا ضمته بعنف سخطا مِنْهَا عَلَيْهِ لِرَبِّهَا
25 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وإبن مَنْدَه والديلمي وإبن النجار عَن سعيد بن الْمسيب أَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت يَا رَسُول الله إِنَّك مُنْذُ يَوْم حَدَّثتنِي بِصَوْت مُنكر وَنَكِير وضغطة الْقَبْر لَيْسَ يَنْفَعنِي شَيْء قَالَ يَا عَائِشَة إِن أصوات مُنكر وَنَكِير فِي أسماع الْمُؤمنِينَ كالإثمد فِي الْعين وَإِن ضغطة الْقَبْر على الْمُؤمن كالأم الشفيقة يشكو إِلَيْهَا إبنها الصداع فتغمز رَأسه غمزا رَفِيقًا وَلَكِن يَا عَائِشَة ويل للشاكين فِي الله كَيفَ يضغطون فِي قُبُورهم كضغطة الصَّخْرَة على الْبَيْضَة
فَائِدَة
26 -
قَالَ بَعضهم من فعل سَيِّئَة فَإِن عقوبتها تدفع عَنهُ بِعشْرَة أَسبَاب أَن يَتُوب فيتاب عَلَيْهِ أَو يسْتَغْفر فَيغْفر لَهُ أَو يعْمل حَسَنَات فتمحوها فَإِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات أَو يبتلى فِي الدُّنْيَا بمصائب فيكفر عَنهُ أَو فِي البرزخ بالضغطة والفتنة فيكفر عَنهُ أَو يَدْعُو لَهُ إخوانه من الْمُؤمنِينَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ
أَو يهْدُونَ لَهُ من ثَوَاب أَعْمَالهم مَا يَنْفَعهُ
أَو يبتلى فِي عرصات الْقِيَامَة بأهوال تكفر عَنهُ
أَو تُدْرِكهُ شَفَاعَة نبيه
أَو رَحْمَة ربه إنتهى
27 -
وَأخرج أَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن عبد الله بن الشخير قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من قَرَأَ {قل هُوَ الله أحد} فِي مَرضه الَّذِي يَمُوت فِيهِ لم يفتن فِي قَبره وَأمن من ضغطة الْقَبْر وَحَمَلته الْمَلَائِكَة يَوْم الْقِيَامَة بأكفها حَتَّى تجيزه من الصِّرَاط إِلَى بَاب الْجنَّة
28 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور عَن الْوَلِيد بن عَمْرو بن وشاج قَالَ بَلغنِي أَن أول شَيْء يجد الْمَيِّت حَرَكَة عِنْد رجلَيْهِ فَيَقُول مَا أَنْت فَيَقُول أَنا عَمَلك
29 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن يزِيد الرقاشِي قَالَ بَلغنِي أَن الْمَيِّت إِذا وضع فِي قَبره إحتوشته أَعماله ثمَّ أنطقها الله تَعَالَى ثمَّ قَالَت أَيهَا العَبْد الْمُنْفَرد فِي حفرته إنقطع عَنْك الأخلاء والأهلون فَلَا أنيس لَك الْيَوْم غَيرنَا
30 -
وَأخرج عَن عَطاء بن يسَار قَالَ إِذا وضع الْمَيِّت فِي لحده فَأول شَيْء يَأْتِيهِ عمله فَيضْرب فَخذه الشمَال فَيَقُول أَنا عَمَلك فَيَقُول أَيْن أَهلِي وَوَلَدي وعشيرتي وَمَا خولني الله تَعَالَى فَيَقُول تركت أهلك وولدك وعشيرتك وَمَا خولك الله وَرَاء ظهرك فَلم يدْخل قبرك مَعَك غَيْرِي فَيَقُول يَا لَيْتَني آثرتك على أَهلِي وَوَلَدي وعشيرتي وَمَا خولني الله تَعَالَى إِذْ لم يدْخل معي غَيْرك
31 -
وَقَالَ أَحْمد بن أبي الْحوَاري حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن الْفضل عَن أبي الْمليح الرقي قَالَ إِذا أَدخل إِبْنِ آدم قَبره لم يبْق شَيْء كَانَ يخافه فِي الدُّنْيَا دون الله عز وجل إِلَّا تمثل لَهُ يفزعه فِي لحده لِأَنَّهُ كَانَ فِي الدُّنْيَا يخافه دون الله عز وَجل
23 -
بَاب مُخَاطبَة الْقَبْر للْمَيت
1 -
أخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه عَن أبي سعيد أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أَكْثرُوا من ذكر هاذم اللَّذَّات الْمَوْت فَإِنَّهُ لم يَأْتِ على الْقَبْر يَوْم إِلَّا تكلم فِيهِ فَيَقُول أَنا بَيت الغربة وَأَنا بَيت الْوحدَة وَأَنا بَيت التُّرَاب وَأَنا بَيت الدُّود فَإِذا دفن العَبْد الْمُؤمن قَالَ لَهُ الْقَبْر مرْحَبًا وَأهلا أما إِن كنت لأحب من يمشي على ظَهْري إِلَيّ فَإذْ وليتك الْيَوْم وصرت إِلَيّ فسترى صنعي بك قَالَ فيتسع لَهُ مد بَصَره وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة وَإِذا دفن العَبْد الْفَاجِر أَو الْكَافِر قَالَ لَهُ الْقَبْر لَا مرْحَبًا وَلَا أَهلا أما إِن كنت لأبغض من يمشي على ظَهْري إِلَيّ فَإذْ وليتك الْيَوْم وصرت إِلَيّ فسترى صنعي بك قَالَ فيلتئم عَلَيْهِ حَتَّى تلتقي عَلَيْهِ وتختلف أضلاعه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه فَأدْخل بَعْضهَا فِي جَوف بعض قَالَ ويقيض الله لَهُ سبعين تنينا لَو أَن وَاحِدًا مِنْهَا نفخ فِي الأَرْض مَا أنبتت شَيْئا مَا بقيت الدُّنْيَا فينهشنه ويخدشنه حَتَّى يُفْضِي بِهِ الْحساب قَالَ وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الْقَبْر رَوْضَة من رياض الْجنَّة أَو حُفْرَة من حفر النَّار
2 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَة فَجَلَسَ إِلَى قبر فَقَالَ مَا يَأْتِي على هَذَا الْقَبْر من يَوْم إِلَّا وَهُوَ يُنَادي بِصَوْت طلق ذلق يَا إِبْنِ آدم كَيفَ نسيتني ألم تعلم أَنِّي بَيت الْوحدَة وَبَيت الغربة وَبَيت الوحشة وَبَيت الدُّود وَبَيت الضّيق إِلَّا من وسعني الله عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْقَبْر إِمَّا رَوْضَة من رياض الْجنَّة أَو حُفْرَة من حفر النَّار
3 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا والحكيم التِّرْمِذِيّ وَأَبُو يعلى وَأَبُو أَحْمد وَالْحَاكِم فِي الكنى وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَأَبُو نعيم عَن أبي الْحجَّاج الثمالِي قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول الْقَبْر للْمَيت حِين يوضع فِيهِ ألم تعلم وَيحك يَا إِبْنِ آدم
مَا غَرَّك بِي ألم تعلم أَنِّي بَيت الْفِتْنَة وَبَيت الظلمَة وَبَيت الْوحدَة وَبَيت الدُّود يَا إِبْنِ آدم مَا غَرَّك بِي إِذْ كنت تمر عَليّ فدادا فَإِن كَانَ مُسلما أجَاب عَنهُ مُجيب الْقَبْر فَيَقُول أَرَأَيْت إِن كَانَ يَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى عَن الْمُنكر فَيَقُول الْقَبْر إِنِّي إِذا أتحول عَلَيْهِ خضرًا وَيعود جسده نورا وتصعد روحه إِلَى الله تَعَالَى قيل لأبي الْحجَّاج مَا الفداد قَالَ الَّذِي يقدم رجلا وَيُؤَخر أُخْرَى يَعْنِي الَّذِي يمشي مشْيَة المتبختر
4 -
وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه من طَرِيق مُجَاهِد عَن الْبَراء بن عَازِب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ إِن الْمُؤمن إِذا أحتضر أَتَاهُ ملك فِي أحسن صُورَة وَأطيب ريح فَجَلَسَ عِنْده لقبض روحه وَأَتَاهُ ملكان بحنوط من الْجنَّة وكفن من الْجنَّة وَكَانَا مِنْهُ على بعد فيستخرج ملك الْمَوْت روحه من جسده رشحا فَإِذا صَارَت إِلَى ملك الْمَوْت إبتدرها الْملكَانِ فأخذاها مِنْهُ فحنطاها بحنوط من الْجنَّة وكفناها بكفن من الْجنَّة ثمَّ عرجا بهَا إِلَى الْجنَّة فتفتح أَبْوَاب السَّمَاء لَهَا وتستبشر الْمَلَائِكَة بهَا وَيَقُولُونَ لمن هَذِه الرّوح الطّيبَة الَّتِي فتحت لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء وَتسَمى بِأَحْسَن الْأَسْمَاء الَّتِي كَانَت تسمى بهَا فِي الدُّنْيَا فَيُقَال هَذِه روح فلَان فَإِذا صعد بهَا إِلَى السَّمَاء شيعها مقربو كل سَمَاء حَتَّى تُوضَع بَين يَدي الله عِنْد الْعَرْش فَيخرج عَملهَا فِي عليين فَيَقُول الله للمقربين إشهدوا أَنِّي قد غفرت لصَاحب هَذَا الْعَمَل وَيخْتم كِتَابه فَيرد فِي عليين ثمَّ يَقُول عز وجل ردوا روح عَبدِي إِلَى الأَرْض فَإِنِّي وعدتهم أَنِّي أردهم فِيهَا فَإِذا وضع الْمُؤمن فِي لحده تَقول لَهُ الأَرْض إِن كنت لحبيبا إِلَيّ وَأَنت على ظَهْري فَكيف إِذا صرت فِي بَطْني سأريك مَا أصنع بك فيفسح لَهُ فِي قَبره مد بَصَره وَيفتح لَهُ بَاب عِنْد رجلَيْهِ إِلَى الْجنَّة فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَا أعد الله لَك من الثَّوَاب وَيفتح لَهُ بَاب عِنْد رَأسه إِلَى النَّار فَيُقَال لَهُ أنظر مَا صرف الله عَنْك من الْعَذَاب ثمَّ يُقَال لَهُ نم قرير الْعين فَلَيْسَ شَيْء أحب إِلَيْهِ من قيام السَّاعَة
5 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن عبد الله بن عبيد قَالَ بَلغنِي أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الْمَيِّت يقْعد وَهُوَ يسمع خطو مشيعيه فَلَا يكلمهُ شَيْء أول من حفرته فَيَقُول وَيحك يَا إِبْنِ آدم أَلَيْسَ قد حذرتني وحذرت ضيقي وضنكي ونتني وهولي ودودي فَمَاذَا أَعدَدْت لي
6 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة فِي المُصَنّف عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ إِن العَبْد إِذا وضع فِي الْقَبْر كَلمه فَقَالَ يَا إِبْنِ آدم ألم تعلم أَنِّي بَيت الْوحدَة وَبَيت الظلمَة وَبَيت الْحق يَا إِبْنِ آدم مَا غَرَّك بِي قد كنت تمشي حَولي فدادا قَالَ فَقلت
لغطيف يَا أَبَا أَسمَاء مَا فدادا قَالَ أَحْيَانًا فَقَالَ لَهُ صَاحِبي وَكَانَ أسن مني فَإِذا كَانَ مُؤمنا وسع لَهُ وَجعل منزله أَخْضَر وعرج بِنَفسِهِ إِلَى الْجنَّة
7 -
وَأخرج أَيْضا عَن يزِيد بن شَجَرَة قَالَ يَقُول الْقَبْر للرجل الْكَافِر والفاجر أما ذكرت ظلمتي أما ذكرت وحشتي أما ذكرت ضيقي أما ذكرت غمي
8 -
وَأخرج أَيْضا عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ إِن الْقَبْر ليقول يَا إِبْنِ آدم مَاذَا أَعدَدْت لي أما تعلم أَنِّي بَيت الغربة وَبَيت الْوحدَة وَبَيت الْأكلَة وَبَيت الدُّود
9 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن عبيد بن عُمَيْر قَالَ لَيْسَ من ميت يَمُوت إِلَّا نادته حفرته الَّتِي يدْفن فِيهَا أَنا بَيت الظلمَة والوحدة والإنفراد فَإِن كنت فِي حياتك لله مُطيعًا كنت عَلَيْك الْيَوْم رَحْمَة وَإِن كنت لِرَبِّك فِي حياتك عَاصِيا فَأَنا عَلَيْك نقمة أَنا الْبَيْت الَّذِي من دخله مُطيعًا خرج مِنْهُ مَسْرُورا وَمن دخله عَاصِيا خرج مِنْهُ مثبورا
10 -
وَأخرج عَن جَابر رَفعه قَالَ إِن للقبر لِسَانا ينْطق بِهِ فَيَقُول يَا إِبْنِ آدم كَيفَ نسيتني ألم تعلم أَنِّي بَيت الوحشة وَبَيت الغربة وَبَيت الدُّود وَبَيت الضّيق إِلَّا مَا وسع الله عز وجل
11 -
وَقَالَ أَبُو بكر بن عبد الْعَزِيز بن جَعْفَر الْفَقِيه الْحَنْبَلِيّ فِي كتاب المثاني فِي الْفِقْه حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الشِّيرَازِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن حَمَّاد قرىء على عبد الرَّزَّاق وَأَنا حَاضر عَن الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن الْمنْهَال بن عَمْرو عَن زَاذَان عَن الْبَراء قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَة فَوَجَدنَا الْقَبْر لم يلْحد فَجَلَسَ وَجَلَسْنَا حوله قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا وضع الْمَيِّت فِي قَبره ثمَّ سوي عَلَيْهِ كَلمته الأَرْض فَقَالَت أما علمت أَنِّي بَيت الوحشة والغربة والدود فَمَاذَا أَعدَدْت لي
12 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن بِلَال بن سعد قَالَ يُنَادي الْقَبْر فِي كل يَوْم أَنا بَيت الغربة وَبَيت الدُّود والوحشة وَأَنا حُفْرَة من حفر النَّار أَو رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَإِن الْمُؤمن إِذا وضع فِي لحده كَلمته الأَرْض من تَحْتَهُ فَقَالَت وَالله لقد كنت أحبك وَأَنت على ظَهْري تمشي فَكيف وَقد صرت فِي بَطْني فَإِذا وليتك
فستعلم مَا أصنع فيتسع لَهُ مد بَصَره وَإِذا وضع الْكَافِر قَالَت وَالله لقد كنت أبغضك وَأَنت تمشي على ظَهْري فَإِذا وليتك فستعلم مَا أصنع فتضمه ضمة تخْتَلف مِنْهَا أضلاعه
13 -
وَأخرج الديلمي عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تجهزوا لقبوركم فَإِن الْقَبْر لَهُ فِي كل يَوْم سبع مَرَّات يَقُول يَا إِبْنِ آدم الضَّعِيف ترحم فِي حياتك على نَفسك قبل أَن تَلقانِي أترحم عَلَيْك وتكفى مني الردى
14 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور وإبن مَنْدَه عَن عمر بن ذَر قَالَ إِذا دخل الْمُؤمن حفرته نادته الأَرْض أمطيع أم عَاص فَإِن كَانَ صَالحا ناداه مُنَاد من نَاحيَة الْقَبْر عودي عَلَيْهِ خضرَة وكوني عَلَيْهِ رَحْمَة فَنعم العَبْد كَانَ لله وَنعم الْمَرْدُود إِلَيْك فَتَقول الأَرْض الْآن حِين إستحق الْكَرَامَة
15 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي الْقُبُور عَن مُحَمَّد بن صبيح قَالَ بلغنَا أَن الرجل إِذا وضع فِي قَبره فعذب أَو أَصَابَهُ بعض مَا يكره ناداه جِيرَانه من الْمَوْتَى أَيهَا المتخلف فِي الدُّنْيَا بعد إخوانه أما كَانَ لَك فِينَا مُعْتَبر أما كَانَ لَك فِي تقدمنا إياك مُعْتَبر أما رَأَيْت إنقطاع أَعمالنَا هُنَا وَأَنت فِي المهلة فَهَلا استدركت مَا فَاتَ وتناديه بقاع الْقَبْر أَيهَا المغتر بِظهْر الأَرْض هلا اعْتبرت بِمن غيب من أهلك فِي بطن الأَرْض من غرته الدُّنْيَا قبلك ثمَّ سبق بِهِ أَجله إِلَى الْقُبُور وَأَنت ترَاهُ مَحْمُولا تهاذيه أحبته إِلَى الْمنزل الَّذِي لَا بُد مِنْهُ
16 -
قَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ من أَكثر ذكر الْقَبْر وجده رَوْضَة من رياض الْجنَّة وَمن غفل عَن ذكره وجده حُفْرَة من حفر النَّار
17 -
وَأخرج الْخَطِيب فِي تَارِيخه عَن يزِيد الرقاشِي قَالَ بَلغنِي أَن الْمَيِّت إِذا وضع فِي قَبره أحتوشته أَعماله ثمَّ أنطقها الله فَقَالَت أَيهَا الْمُنْفَرد فِي حفرته إنقطع عَنْك الأخلاء والأهلون فَلَا أنيس لَك الْيَوْم غَيرنَا ثمَّ يبكي يزِيد وَيَقُول فطوبى لمن كَانَ أنيسه صَالحا وَالْوَيْل لمن كَانَ أنيسه عَلَيْهِ وبالا
18 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أنس بن مَالك قَالَ أَلا أخْبركُم بيومين وليلتين لم يسمع الْخَلَائق بمثلهما أول يَوْم يجيئك البشير من الله إِمَّا برضى الله وَإِمَّا بسخطه وَيَوْم تقف فِيهِ بَين يَدي الله تَأْخُذ فِيهِ كتابك إِمَّا بيمينك
وَإِمَّا بشمالك وَلَيْلَة يبيت الْمَيِّت فِي قَبره لم يبت لَيْلَة قبلهَا مثلهَا وَلَيْلَة صبيحتها يَوْم الْقِيَامَة لَيْسَ بعْدهَا لَيْلَة
24 -
بَاب فتْنَة الْقَبْر وسؤال الْملكَيْنِ
قد تَوَاتَرَتْ الْأَحَادِيث بذلك مُؤَكدَة من رِوَايَة أنس والبراء وَتَمِيم الدَّارِيّ وَبشير بن الْكَمَال وثوبان وَجَابِر بن عبد الله وَعبد الله بن رَوَاحَة وَعبادَة بن الصَّامِت وَحُذَيْفَة وضمرة بن حبيب وإبن عَبَّاس وإبن عمر وإبن مَسْعُود وَعُثْمَان بن عَفَّان وَعمر بن الْخطاب وَعَمْرو بن الْعَاصِ ومعاذ بن جبل وَأبي أُمَامَة وَأبي الدَّرْدَاء وَأبي رَافع وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي قَتَادَة وَأبي هُرَيْرَة وَأبي مُوسَى وَأَسْمَاء وَعَائِشَة رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ
حَدِيث أنس
1 -
أخرج الشَّيْخَانِ وَغَيرهمَا من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِن العَبْد إِذا وضع فِي قَبره وَتَوَلَّى عَنهُ أَصْحَابه إِنَّه يسمع قرع نعَالهمْ قَالَ يَأْتِيهِ ملكان فَيُقْعِدَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل وَعند ابْن مردوية مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل الَّذِي كَانَ بَين أظْهركُم لذِي يُقَال لَهُ مُحَمَّد قَالَ فَأَما الْمُؤمن فَيَقُول أشهد أَنه عبد الله وَرَسُوله فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَقْعَدك من النَّار قد أبدلك الله بِهِ مقْعدا من الْجنَّة قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا قَالَ قَتَادَة وَذكر لنا أَنه يفسح لَهُ فِي قَبره سَبْعُونَ ذِرَاعا ويملأ عَلَيْهِ خضر وَأما الْمُنَافِق وَالْكَافِر فَيُقَال لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل فَيَقُول لَا أَدْرِي كنت أَقُول مَا يَقُول النَّاس فَيُقَال لَا دَريت وَلَا تليت وَيضْرب بمطراق من حَدِيد ضَرْبَة فَيَصِيح صَيْحَة يسْمعهَا من يَلِيهِ إِلَّا الثقلَيْن
2 -
وَأخرج أَحْمد وَأَبُو دَاوُد فِي سنَنه وَالْبَيْهَقِيّ فِي عَذَاب الْقَبْر وإبن مرْدَوَيْه عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن هَذِه الْأمة تبتلى فِي قبورها وَإِن الْمُؤمن إِذا وضع فِي قَبره أَتَاهُ ملك فَسَأَلَهُ مَا كنت تعبد فَإِن يكن الله قد هداه
قَالَ كنت أعبد الله فَيُقَال لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل فَيَقُول هُوَ عبد الله وَرَسُوله فَمَا يسْأَل عَن شَيْء بعْدهَا فَينْطَلق بِهِ إِلَى بَيت كَانَ لَهُ فِي النَّار فَيُقَال لَهُ هَذَا بَيْتك كَانَ لَك فِي النَّار وَلَكِن الله عصمك ورحمك فأبدلك بِهِ بَيْتا فِي الْجنَّة فَيَقُول دَعونِي حَتَّى أذهب فأبشر أَهلِي فَيُقَال لَهُ أسكن وَإِن الْكَافِر إِذا وضع فِي قَبره أَتَاهُ ملك فينتهره فَيَقُول لَهُ مَا كنت تعبد فَيَقُول لَا أَدْرِي فَيُقَال لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل فَيَقُول كنت أَقُول مَا يَقُول النَّاس فَيَضْرِبُونَهُ بمطراق من حَدِيد بَين أُذُنَيْهِ فَيَصِيح صَيْحَة يسْمعهَا الْخلق إِلَّا الثقلَيْن
3 -
وَأخرج الديلمي عَن أنس رَفعه يدْخل مُنكر وَنَكِير على الْمَيِّت فِي قَبره فَيُقْعِدَانِهِ فَإِن كَانَ مُؤمنا قَالَا من رَبك قَالَ الله قَالَا وَمن نبيك قَالَ مُحَمَّد قَالَا وَمن إمامك قَالَ الْقُرْآن فيوسعان عَلَيْهِ فِي قَبره فَإِن كَانَ كَافِرًا يَقُولَانِ لَهُ من رَبك قَالَ لَا أَدْرِي قَالَا وَمن نبيك قَالَ لَا أَدْرِي قَالَا وَمن إمامك قَالَ لَا أَدْرِي فيضربانه بالعمود ضَرْبَة حَتَّى يلتهب الْقَبْر نَارا ويضيق عَلَيْهِ حَتَّى تخْتَلف أضلاعه
حَدِيث الْبَراء وَتَمِيم تقدما فِي بَاب من يحضر الْمَيِّت من الْمَلَائِكَة
حَدِيث بشير
4 -
أخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وإبن السكن عَن أَيُّوب بن بشير عَن أَبِيه قَالَ كَانَت ثائرة فِي بني مُعَاوِيَة فَذهب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بَينهم فَالْتَفت إِلَى قبر فَقَالَ لَا دَريت فَقيل لَهُ فَقَالَ إِن هَذَا يسْأَل عني فَقَالَ لَا أَدْرِي
حَدِيث ثَوْبَان
5 -
أخرج أَبُو نعيم عَن ثَوْبَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا مَاتَ الْمُؤمن كَانَت الصَّلَاة عِنْد رَأسه وَالصَّدَََقَة عَن يَمِينه وَالصِّيَام عِنْد صَدره وَذكر حَدِيث الْقَبْر نَحْو حَدِيث الْبَراء هَكَذَا أوردهُ فِي الْحِلْية وَلم يسقه
حَدِيث جَابر
6 -
وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ وإبن أبي الدُّنْيَا من طَرِيق أبي الزبير أَنه سَأَلَ جَابر بن عبد الله عَن فتاني الْقَبْر فَقَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول إِن هَذِه الْأمة تبتلى فِي قبورها فَإِذا أَدخل الْمُؤمن قَبره وَتَوَلَّى عَنهُ أَصْحَابه جَاءَهُ ملك شَدِيد الإنتهار فَيَقُول لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل فَيَقُول الْمُؤمن أَقُول إِنَّه رَسُول الله وَعَبده فَيَقُول لَهُ الْملك إنظر إِلَى مَقْعَدك الَّذِي كَانَ فِي النَّار قد أنجاك الله مِنْهُ وأبدلك بمقعدك الَّذِي ترى من النَّار مَقْعَدك الَّذِي ترى من الْجنَّة فَيَرَاهُمَا كليهمَا فَيَقُول الْمُؤمن دَعونِي أبشر أَهلِي فَيُقَال لَهُ أسكن وَأما الْمُنَافِق فيقعد إِذا تولى عَنهُ أَهله فَيُقَال لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل فَيَقُول لَا أَدْرِي أَقُول مَا يَقُول النَّاس فَيُقَال لَهُ لَا دَريت هَذَا مَقْعَدك الَّذِي كَانَ لَك من الْجنَّة قد أبدلك مَكَانَهُ مَقْعَدك من النَّار قَالَ جَابر فَسمِعت النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول يبْعَث كل عبد فِي الْقَبْر على مَا مَاتَ الْمُؤمن على إيمَانه وَالْمُنَافِق على نفَاقه
7 -
وَأخرج إِبْنِ مَاجَه وإبن أبي الدُّنْيَا وَابْن أبي عَاصِم فِي السّنة عَن جَابر بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا دخل الْمَيِّت قَبره مثلت لَهُ الشَّمْس عِنْد غُرُوبهَا فيجلس يمسح عَيْنَيْهِ وَيَقُول دَعونِي أُصَلِّي
8 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَأَبُو نعيم عَن جَابر بن عبد الله قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول إِن إِبْنِ آدم لفي غَفلَة عَمَّا خلق لَهُ إِن الله إِذا أَرَادَ خلقه قَالَ للْملك أكتب رزقه أكتب أَثَره أكتب أَجله أكتب شقيا أم سعيدا ثمَّ يرْتَفع ذَلِك الْملك وَيبْعَث الله ملكا فيحفظه حَتَّى يدْرك ثمَّ يرْتَفع ذَلِك الْملك ثمَّ يُوكل الله بِهِ ملكَيْنِ يكتبان حَسَنَاته وسيئاته فَإِذا حَضَره الْمَوْت إرتفع ذَلِك الْملكَانِ وَجَاء ملك الْمَوْت ليقْبض روحه فَإِذا دخل قَبره ردَّتْ الرّوح إِلَى جسده وجاءه ملكا الْقَبْر فامتحناه ثمَّ يرتفعان فَإِذا قَامَت السَّاعَة إنحط عَلَيْهِ ملك الْحَسَنَات وَملك السَّيِّئَات فانتشطا كتابا معقودا فِي عُنُقه ثمَّ حضرا مَعَه وَاحِد سائق وَآخر شَهِيد ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن قدامكم أَمر عَظِيم مَا تقدرونه فاستعينوا بِاللَّه الْعَظِيم
9 -
وَأخرج ابْن أبي عَاصِم وإبن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي سُفْيَان عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا وضع الْمُؤمن فِي قَبره أَتَاهُ ملكان فانتهراه فَقَامَ يهب كَمَا يهب النَّائِم فَيُقَال لَهُ من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَيَقُول الله
رَبِّي وَالْإِسْلَام ديني وَمُحَمّد نَبِي فينادي مُنَاد أَن قد صدق فافرشوه من الْجنَّة وألبسوه من الْجنَّة فَيَقُول دَعونِي أخبر أَهلِي فَيُقَال لَهُ أسكن
حَدِيث حُذَيْفَة تقدم فِي بَاب معرفَة الْمَيِّت لمن يغسلهُ
حَدِيث ضَمرَة
10 -
وَأخرج أَبُو نعيم عَن ضَمرَة بن حبيب قَالَ فتانو الْقَبْر ثَلَاثَة أنكر وناكور وسيدهم رُومَان
11 -
وَأخرج إِبْنِ لال وإبن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات عَن ضَمرَة بن حبيب مَرْفُوعا فتانو الْقَبْر أَرْبَعَة مُنكر وَنَكِير وناكور وسيدهم رُومَان قَالَ إِبْنِ الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث لَا أصل لَهُ وضمرة تَابِعِيّ وَرِوَايَة الْوَقْف عَلَيْهِ أثبت إنتهى
12 -
وَسُئِلَ شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر هَل يَأْتِي للْمَيت ملك إسمه رُومَان فَأجَاب بِأَنَّهُ ورد بِسَنَد فِيهِ لين
حَدِيث عبَادَة الصَّامِت
13 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي التَّهَجُّد وَابْن الضريس فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَحميد بن زَنْجوَيْه فِي فَضَائِل الْأَعْمَال عَن عبَادَة بن الصَّامِت قَالَ إِذا قَامَ أحدكُم من اللَّيْل فليجهر بقرَاءَته فَإِنَّهُ يطرد بجهره الشَّيَاطِين وفساق الْجِنّ وَإِن الْمَلَائِكَة الَّذين هم فِي الْهَوَاء وسكان الدَّار يَسْتَمِعُون لقرَاءَته وَيصلونَ بِصَلَاتِهِ فَإِذا مَضَت هَذِه اللَّيْلَة أوصت تِلْكَ اللَّيْلَة المستأنفة بِهِ فَتَقول نبهيه لساعته وكوني عَلَيْهِ خَفِيفَة فَإِذا حَضرته الْوَفَاة جَاءَ الْقُرْآن فَوقف عِنْد رَأسه وهم يغسلونه فَإِذا فرغ مِنْهُ دخل الْقُرْآن حَتَّى صَار بَين صَدره وكفنه فَإِذا وضع فِي حفرته وجاءه مُنكر وَنَكِير خرج الْقُرْآن فَصَارَ بَينه وَبَينهمَا فَيَقُولَانِ لَهُ إِلَيْك عَنَّا فَإنَّا نُرِيد أَن نَسْأَلهُ فَيَقُول وَالله مَا أَنا بمفارقه حَتَّى أدخلهُ الْجنَّة فَإِن كنتما أمرتما فِيهِ بِشَيْء فشأنكما
ثمَّ ينظر إِلَيْهِ فَيَقُول هَل تعرفنِي فَيَقُول لَا فَيَقُول أَنا الْقُرْآن أَنا الَّذِي كنت أسهرك ليلك وأظمئك نهارك وأمنعك شهوتك وسمعك وبصرك فستجدني من بَين الأخلاء خَلِيل صدق وَمن الإخوان أَخا صدق فأبشر فَمَا عَلَيْك بعد مَسْأَلَة مُنكر وَنَكِير من هم وَلَا حزن ثمَّ يخرجَانِ عَنهُ فيصعد الْقُرْآن إِلَى ربه تَعَالَى فَيسْأَل لَهُ فراشا ودثارا فَيُؤْمَر لَهُ بفراش ودثار وقنديل من نور الْجنَّة وياسمين من ياسمين الْجنَّة فيحمله ألف ملك من مقربي السَّمَاء الدُّنْيَا فيسبقهم الْقُرْآن إِلَيْهِ فَيَقُول هَل إستوحشت بعدِي مَا زِدْت مُنْذُ فارقتك على أَن كلمت الله تَعَالَى فِي فرَاش ودثار ومصباح فَهَذَا قد جئْتُك بِهِ فَتدخل عَلَيْهِ الْمَلَائِكَة فيحملونه ويفرشونه ذَلِك ويضعون الدثار تَحت رجلَيْهِ والياسمين عِنْد صَدره ثمَّ يحملونه حَتَّى يضعونه على شقَّه الْأَيْمن ثمَّ يصعدون عَنهُ فيستلقي عَلَيْهِ فَلَا يزَال ينظر إِلَى الْمَلَائِكَة حَتَّى يلجوا فِي السَّمَاء ثمَّ يدْفع الْقُرْآن فِي قبْلَة الْقَبْر فيوسع عَلَيْهِ مَا شَاءَ الله من ذَلِك
وَكَانَ فِي كتاب أبي مُعَاوِيَة فيوسع لَهُ مسيرَة أَرْبَعمِائَة عَام ثمَّ يحمل الياسمين من عِنْد صَدره فَيَجْعَلهُ عِنْد أَنفه فيشمه غضا إِلَى يَوْم ينْفخ فِي الصُّور ثمَّ يَأْتِي أَهله كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ فيأتيهم يُخْبِرهُمْ وَيَدْعُو لَهُم بِالْخَيرِ والإقبال فَإِن تعلم أحد من وَلَده الْقُرْآن بشر بذلك وَإِن كَانَ عقبه عقب سوء أَتَى الدَّار بكرَة وعشيا فَبكى عَلَيْهِ إِلَى أَن ينْفخ فِي الصُّور قَالَ الْحَافِظ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيث حسن وَرَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَبُو خَيْثَمَة وطبقتهما من الْمُتَقَدِّمين عَن أبي عبد الرَّحْمَن الْمقري بِسَنَدِهِ إِلَى عبَادَة بن الصَّامِت وَقد أخرجه الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وإبن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من وَجه آخر عَن عبَادَة مَرْفُوعا وَقَالا لَا يَصح
حَدِيث إِبْنِ عَبَّاس رضي الله عنه
14 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب عَذَاب الْقَبْر عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَيفَ بك يَا عمر إِذا أَنْتَهِي بك إِلَى الأَرْض فحفر لَك ثَلَاثَة أَذْرع وشبر فِي ذِرَاع وشبر ثمَّ أَتَاك مُنكر وَنَكِير أسودان يجران أشعارهما كَأَن أصواتهما الرَّعْد القاصف وَكَأن أعينهما الْبَرْق الخاطف يحفران الأَرْض بأنيابهما فأجلساك فَزعًا فتلتلاك وتوهلاك قَالَ يَا رَسُول الله وَأَنا يَوْمئِذٍ على مَا أَنا عَلَيْهِ قَالَ نعم
قَالَ أكفيكهما بِإِذن الله يَا رَسُول الله
15 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ بِسَنَد حسن عَن إِبْنِ عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الْمَيِّت ليسمع خَفق نعَالهمْ حِين يولون قَالَ ثمَّ يجلس فَيُقَال لَهُ من رَبك فَيَقُول الله ثمَّ يُقَال لَهُ مَا دينك فَيَقُول الْإِسْلَام ثمَّ يُقَال لَهُ مَا نبيك فَيَقُول مُحَمَّد فَيُقَال وَمَا علمك فَيَقُول عَرفته آمَنت بِهِ وصدقته بِمَا جَاءَ بِهِ من الْكتاب ثمَّ يفسح لَهُ فِي قَبره مد بَصَره وَتجْعَل روحه مَعَ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ
16 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد حسن عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ إسم الْملكَيْنِ اللَّذين يأتيان فِي الْقَبْر مُنكر وَنَكِير
17 -
وَأخرج إِبْنِ أبي حَاتِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ إِن الْمُؤمن إِذا حَضَره الْمَوْت شهدته الْمَلَائِكَة فَسَلمُوا عَلَيْهِ وبشروه بِالْجنَّةِ فَإِذا مَاتَ مَشوا مَعَ جنَازَته ثمَّ صلوا عَلَيْهِ مَعَ النَّاس فَإِذا دفن أَجْلِس فِي قَبره فَيُقَال لَهُ من رَبك فَيَقُول رَبِّي الله فَيُقَال لَهُ من رَسُولك فَيَقُول مُحَمَّد فَيُقَال لَهُ مَا شهادتك فَيَقُول أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} الْآيَة فيوسع لَهُ فِي قَبره مد بَصَره وَأما الْكَافِر فتنزل الْمَلَائِكَة فيبسطون أَيْديهم والبسط هُوَ الضَّرْب يضْربُونَ وُجُوههم وأدبارهم عِنْد الْمَوْت فَإِذا دخل قَبره أقعد فَقيل لَهُ من رَبك فَلم يرجع إِلَيْهِم شَيْئا وأنساه الله ذكر ذَلِك وَإِذا قيل لَهُ من الرَّسُول الَّذِي بعث إِلَيْكُم لم يهتد وَلم يرجع إِلَيْهِم شَيْئا فَذَلِك قَوْله {ويضل الله الظَّالِمين} الْآيَة
18 -
وَأخرج جُوَيْبِر فِي تَفْسِيره عَن الضَّحَّاك عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ شهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جَنَازَة رجل من الْأَنْصَار فَانْتهى إِلَى الْقَبْر وَلم يلْحد لَهُ فَجَلَسَ وَجلسَ النَّاس كَأَن على رؤوسهم الطير فَضرب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَصَره فِي الأَرْض ينْكث بمخصرة مَعَه ثمَّ رفع طرفه إِلَى السَّمَاء فَقَالَ أعوذ بِاللَّه من عَذَاب الْقَبْر ثَلَاث مَرَّات ثمَّ قَالَ إِن العَبْد الْمُؤمن إِذا كَانَ فِي إقبال من الْآخِرَة وإدبار من الدُّنْيَا أَتَاهُ ملك الْمَوْت فيجلس عِنْد رَأسه تهبط إِلَيْهِ مَلَائِكَة مَعَهم
تحفة من تحف الْجنَّة وحنوط من حنوط الْجنَّة وَمن كسوتها فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مد الْبَصَر سماطين فَيبْدَأ ملك الْمَوْت فيبشره ثمَّ تبشره الْمَلَائِكَة فتسيل نَفسه كَمَا تسيل القطرة من فِي السقاء فَرحا بِمَا بشره ملك الْمَوْت حَتَّى إِذا أَخذ نَفسه لم تدعها الْمَلَائِكَة طرفَة عين حَتَّى يأخذوها ويحتضنوها إِلَيْهِم بِتِلْكَ التحف الَّتِي هَبَطُوا بهَا فَإِذا رِيحهَا قد مَلأ بَين السَّمَاء وَالْأَرْض فَتَقول الْمَلَائِكَة مَا أطيب هَذِه الرَّائِحَة فَتَقول الْمَلَائِكَة هَذِه الرَّائِحَة نفس فلَان الْمُؤمن قبض الْيَوْم وَتصلي عَلَيْهِ فَإِذا انْتَهوا بِهِ إِلَى السَّمَاء فتحت أَبْوَاب السَّمَاء لَهَا فَلَيْسَ من بَاب إِلَّا وَهُوَ مشتاق إِلَى أَن تدخل مِنْهُ حَتَّى إِذا دخلُوا بهَا من بَاب عمله بَكَى عَلَيْهِ الْبَاب فَلَا يَمرونَ بهَا على أهل سَمَاء إِلَّا قَالُوا مرْحَبًا بِهَذِهِ النَّفس الطّيبَة الَّتِي قبلت وَصِيَّة رَبهَا حَتَّى إنتهوا إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَيَقُول ملك الْمَوْت وَالْمَلَائِكَة الَّذين هَبَطُوا إِلَيْهَا يَا رب قبضنا روح فلَان بن فلَان الْمُؤمن وَهُوَ أعلم مِنْهُم بذلك فَيَقُول الله ردُّوهُ إِلَى الأَرْض فَإِنِّي مِنْهَا خلقتهمْ وفيهَا أعيدهم وَمِنْهَا أخرجهم تَارَة أُخْرَى فَإِنَّهُ ليسمع خَفق نعالكم ونفض أَيْدِيكُم إِذا وليتم عَنهُ مُدبرين فَتَأْتِيه أَمْلَاك ثَلَاثَة ملكان من مَلَائِكَة الرَّحْمَة وَملك من مَلَائِكَة الْعَذَاب وَقد إكتنفه عمله الصَّالح الصَّلَاة عِنْد رجلَيْهِ وَالصِّيَام عِنْد رَأسه وَالزَّكَاة عَن يَمِينه وَالصَّدَََقَة عَن يسَاره وَالْبر وَحسن الْخلق على صَدره فَكلما أَتَاهُ ملك الْعَذَاب من نَاحيَة ذب عَنهُ عمله الصَّالح فَيقوم بمرزبة لَو اجْتمع عَلَيْهَا أهل مني لم يقلوها فَيَقُول أَيهَا العَبْد الصَّالح لَوْلَا مَا إكتنفك من الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالزَّكَاة وَالصَّدَََقَة لضربتك بِهَذِهِ المرزبة ضَرْبَة يشتعل قبرك نَارا هُوَ لَكمَا وأنتما لَهُ ثمَّ يصعد ملك الْعَذَاب فَيَقُول أَحدهمَا لصَاحبه إرفق بولِي الله فَإِنَّهُ جَاءَ من هول شَدِيد فَيَقُول من رَبك فَيَقُول الله فَيَقُول مَا دينك فَيَقُول ديني الْإِسْلَام فَيَقُول من نبيك قَالَ مُحَمَّد فَيَقُولَانِ وَمَا يدْريك قَالَ قَرَأت كتاب الله وَآمَنت بِهِ وصدقت وينتهرانه عِنْدهَا وَهِي أَشد فتْنَة تعرض على الْمُؤمن فينادي من السَّمَاء قد صدق عَبدِي فافرشوه من فرش الْجنَّة واكسوه من كسوتها
وطيبوه من طيبها وافسحوا لَهُ فِي قَبره مد الْبَصَر وافتحوا لَهُ بَابا من أَبْوَاب الْجنَّة عِنْد رَأسه وبابا عِنْد رجلَيْهِ ثمَّ يَقُولَانِ لَهُ نم نومَة الْعَرُوس فِي حجلتها لم تذق عَذَاب الْقَبْر فَهُوَ يَقُول رب أقِم السَّاعَة لكَي أرجع إِلَى أَهلِي وَمَالِي وَمَا أَعدَدْت لي فيبعث من قَبره يَوْم الْقِيَامَة مبياض الْوَجْه الحجلة بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالْجِيم البشخانة والمخصرة مَا اخْتَصَرَهُ الْإِنْسَان بِيَدِهِ فأمسكه من عَصا وَنَحْوه وينكت بمثناة آخِره حَدِيث إِبْنِ عمر رضي الله عنهما
19 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد وإبن عَسَاكِر بِسَنَد مُنْقَطع عَن إِبْنِ عمر رضي الله عنهما أَنه قَالَ لرجل يَا أخي أما علمت أَن الْمَوْت أمامك لَا تَدْرِي مَتى يَأْتِيك صباحا أَو مسَاء لَيْلًا أَو نَهَارا ثمَّ الْقَبْر وهول المطلع ومنكر وَنَكِير وَبعد ذَلِك يَوْم الْقِيَامَة يَوْم يحْشر فِيهِ المبطلون
20 -
وَأخرج الديلمي فِي مُسْند الفردوس عَن إِبْنِ عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَلظُّوا أَلْسِنَتكُم قَول لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَالله رَبنَا وَالْإِسْلَام ديننَا ومحمدا نَبينَا فَإِنَّكُم تسْأَلُون عَنْهَا فِي قبوركم فِي سَنَده عُثْمَان بن مطر
حَدِيث إِبْنِ عمر
21 -
وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن عدي وإبن أبي الدُّنْيَا والآجري فِي الشَّرِيعَة عَن إِبْنِ عمر أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني الْقَبْر فَقَالَ عمر أترد علينا عقولنا يَا رَسُول الله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نعم كهيئتكم الْيَوْم فَقَالَ عمر بِفِيهِ الْحجر
حَدِيث إِبْنِ مَسْعُود
22 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير بِسَنَد حسن وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب عَذَاب
الْقَبْر عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِن الْمُؤمن إِذا مَاتَ أَجْلِس فِي قَبره فَيُقَال لَهُ من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَيَقُول رَبِّي الله وديني الْإِسْلَام ونبيي مُحَمَّد فيوسع لَهُ فِي قَبره ويفرج لَهُ فِيهِ ثمَّ قَرَأَ {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} الْآيَة وَإِن الْكَافِر إِذا أَدخل فِي قَبره أَجْلِس فِيهِ فَقيل لَهُ من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَيَقُول لَا أَدْرِي فيضيق عَلَيْهِ قَبره ويعذب فِيهِ ثمَّ قَرَأَ إِبْنِ مَسْعُود {وَمن أعرض عَن ذكري فَإِن لَهُ معيشة ضنكا}
23 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة وَالْبَيْهَقِيّ عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِن أحدكُم ليجلس فِي قَبره إجلاسا فَيُقَال لَهُ مَا أَنْت فَإِن كَانَ مُؤمنا قَالَ أَنا عبد الله حَيا وَمَيتًا أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله فيفسح لَهُ فِي قَبره مَا شَاءَ فَيرى مَكَانَهُ من الْجنَّة وتنزل عَلَيْهِ كسْوَة يلبسهَا من الْجنَّة وَأما الْكَافِر فَيُقَال لَهُ مَا أَنْت فَيَقُول لَا أَدْرِي فَيُقَال لَهُ لَا دَريت ثَلَاثًا فيضيق عَلَيْهِ قَبره حَتَّى تخْتَلف أضلاعه وَترسل عَلَيْهِ حيات من جَوَانِب قَبره وتنهشه وتأكله فَإِذا جزع فصاح قمع بمقمع من نَار أَو حَدِيد وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى النَّار
24 -
وَأخرج الْآجُرِيّ فِي الشَّرِيعَة عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِذا توفّي العَبْد بعث الله إِلَيْهِ مَلَائِكَة فيقبضون روحه فِي أثوابه فَإِذا وضع فِي قَبره بعث الله ملكَيْنِ ينتهرانه فَيَقُولَانِ من رَبك قَالَ رَبِّي الله قَالَا وَمَا دينك قَالَ ديني الْإِسْلَام قَالَا من نبيك قَالَ نبيي مُحَمَّد قَالَا صدقت كَذَلِك كنت أفرشوه من الْجنَّة وألبسوه مِنْهَا وأروه مَقْعَده مِنْهَا وَأما الْكَافِر فَيضْرب ضَرْبَة يلتهب قَبره مِنْهَا نَارا أَو يضيق عَلَيْهِ قَبره حَتَّى تخْتَلف عَلَيْهِ أضلاعه وتبعث عَلَيْهِ حيات من حيات الْقَبْر كأعناق الْإِبِل
25 -
وَأخرج الْخلال فِي كِتَابه شرح السّنة عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ إِن الْمُؤمن إِذا نزل بِهِ الْمَوْت أَتَاهُ ملك الْمَوْت يُنَادِيه يَا روح الطّيبَة أَخْرِجِي من الْجَسَد الطّيب فَإِذا خرجت روحه لفت فِي خرقَة حَمْرَاء فَإِذا غسل وكفن وَحمل على سَرِيره إرتفعت روحه فَوق السرير حيت يتَحَوَّل السرير تحولت حَتَّى يوضع فِي قَبره فَإِذا وضع فِي قَبره أَجْلِس وَجِيء بِالروحِ وَجعلت فِيهِ فَيُقَال لَهُ من رَبك وَمَا دينك فَيَقُول رَبِّي الله وديني الْإِسْلَام ونبيي مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فَيُقَال لَهُ صدقت
فيوسع لَهُ فِي قَبره مد بَصَره ثمَّ ترْتَفع روحه فتجعل فِي أَعلَى عليين ثمَّ تَلا عبد الله هَذِه الْآيَة {إِن كتاب الْأَبْرَار لفي عليين وَمَا أَدْرَاك مَا عليون كتاب مرقوم} قَالَ فِي السَّمَاء السَّابِعَة وَأما الْكَافِر فَذكر الْكَلَام وتلا {إِن كتاب الْفجار لفي سِجِّين وَمَا أَدْرَاك مَا سِجِّين} قَالَ الأَرْض السَّابِعَة
حَدِيث عُثْمَان رضي الله عنه
26 -
وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن عُثْمَان قَالَ مر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِجنَازَة عِنْد قبر وَصَاحبه يدْفن فَقَالَ إستغفروا لأخيكم وسلوا لَهُ التثبيت فَإِنَّهُ الْآن يسْأَل
حَدِيث عمر رضي الله عنه
27 -
وَأخرج عَن ابْن أبي دَاوُد فِي الْبَعْث وَالْحَاكِم فِي التَّارِيخ وَالْبَيْهَقِيّ فِي عَذَاب الْقَبْر عَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه قَالَ قَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَيفَ أَنْت إِذا كنت فِي أَرْبَعَة أَذْرع فِي ذراعين وَرَأَيْت مُنْكرا ونكيرا قلت يَا رَسُول الله وَمَا مُنكر وَنَكِير قَالَ فتانا الْقَبْر ينحتان الأَرْض بأنيابهما ويطآن فِي أشعارهما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف مَعَهُمَا مرزبة لَو اجْتمع عَلَيْهَا أهل منى لم يطيقوا رَفعهَا هِيَ أيسر عَلَيْهِمَا من عصاي هَذِه فامتحناك فَإِن تعاييت أَو ناويت ضرباك بهَا ضَرْبَة تصير بهَا رَمَادا قلت يَا رَسُول الله وَأَنا على حَالي هَذِه قَالَ نعم قَالَ إِذن أكفيكهما
28 -
وَأخرج أَبُو نعيم وإبن أبي الدُّنْيَا والآجري فِي الشَّرِيعَة وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَطاء بن يسَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الْخطاب رضي الله عنه يَا عمر كَيفَ بك إِذا مت فقاسوا لَك ثَلَاثَة أَذْرع وشبرا فِي ذِرَاع وشبر ثمَّ رجعُوا إِلَيْك وغسلوك وكفنوك وحنطوك ثمَّ احتملوك حَتَّى يضعوك فِيهِ ثمَّ يهيلوا عَلَيْك
التُّرَاب فَإِذا انصرفوا عَنْك أَتَاك فتانا الْقَبْر مُنكر ونكر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فتلتلاك وثرثراك وهولاك فَكيف بك عِنْد ذَلِك يَا عمر قَالَ يَا رَسُول الله وَمَعِي عَقْلِي قَالَ نعم قَالَ إِذن أكفيكهما مُرْسل رِجَاله ثِقَات قَالَ فِي الصِّحَاح تلتله أَي زعزعه وأقلقه وزلزله وَهُوَ بمثناتين والثرثرة بمثلثتين كَثْرَة الْكَلَام وترديده والتهويل التقريع
حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ
29 -
وَأخرج مُسلم عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ فِي مرض مَوته إِذا دفنتموني فَشُنُّوا عَليّ التُّرَاب شنا وَأقِيمُوا عِنْد قَبْرِي قدر مَا تنحر جزور وَيقسم لَحمهَا آنس بكم وَأنْظر مَاذَا أراجع بِهِ رسل رَبِّي
حَدِيث معَاذ
30 -
وَأخرج الْبَزَّار عَن معَاذ بن جبل قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الْبَيْت الَّذِي يقْرَأ فِيهِ الْقُرْآن عَلَيْهِ خيمة من نور يَهْتَدِي بهَا أهل السَّمَاء كَمَا يهتدى بالكوكب الدُّرِّي فِي لجج الْبحار وَفِي الأَرْض القفر فَإِذا مَاتَ صَاحب الْقُرْآن رفعت تِلْكَ الْخَيْمَة فتنظر الْمَلَائِكَة من السَّمَاء فَلَا يرَوْنَ ذَلِك النُّور فَتَلقاهُ الْمَلَائِكَة من سَمَاء إِلَى سَمَاء فَتُصَلِّي الْمَلَائِكَة على روحه فِي الْأَرْوَاح ثمَّ تستغفر لَهُ إِلَى يَوْم يبْعَث وَمَا من رجل تعلم كتاب الله ثمَّ صلى سَاعَة من ليل إِلَّا وصت بِهِ تِلْكَ اللَّيْلَة الْمَاضِيَة اللَّيْلَة المستأنفة أَن تنبهه لساعته وَأَن تكون عَلَيْهِ خَفِيفَة وَإِذا مَاتَ وَكَانَ أَهله فِي جهازه جَاءَ الْقُرْآن فِي صُورَة حَسَنَة جميلَة فَوقف عِنْد رَأسه حَتَّى يدرج فِي أَكْفَانه فَيكون الْقُرْآن على صَدره دون الْكَفَن فَإِذا وضع فِي قَبره وسوي عَلَيْهِ التُّرَاب وتفرق عَنهُ أَصْحَابه أَتَاهُ مُنكر وَنَكِير فيجلسانه فِي قَبره فَيَجِيء الْقُرْآن حَتَّى يكون بَينه وَبَينهمَا فَيَقُولَانِ لَهُ إِلَيْك حَتَّى نَسْأَلهُ فَيَقُول لَا وَرب الْكَعْبَة إِنَّه لصاحبي وخليلي وَلست أخذله على حَال فَإِن كنتما أمرتما بِشَيْء فامضيا لما
أمرتما وَدَعَانِي مَكَاني فَإِنِّي لست أفارقه حَتَّى أدخلهُ الْجنَّة ثمَّ ينظر الْقُرْآن إِلَى صَاحبه فَيَقُول أَنا الْقُرْآن الَّذِي كنت تجْهر بِي تخفيني وتحييني فَأَنا حَبِيبك وَمن أحببته أحبه الله لَيْسَ عَلَيْك بعد مَسْأَلَة مُنكر وَنَكِير هم وَلَا حزن فيسأله مُنكر وَنَكِير ويصعدان وَيبقى هُوَ وَالْقُرْآن فَيَقُول لأفرشنك فراشا لينًا ولأدثرنك دثارا حسنا جميلا كَمَا أَسهرت ليلك وأنصبت نهارك فيصعد الْقُرْآن إِلَى السَّمَاء أسْرع من الطّرف فَيسْأَل الله ذَلِك فيعطيه ذَلِك فَينزل بِهِ ألف ملك من مقربي السَّمَاء السَّادِسَة فَيَجِيء الْقُرْآن فَيُجِيبهُ فَيَقُول هَل إستوحشت مَا زلت مُنْذُ فارقتك أَن كلمت الله حَتَّى أخذت لَك فراشا ودثارا وَقد جئْتُك بِهِ فَقُمْ حَتَّى تفرشك الْمَلَائِكَة فتنهضه الْمَلَائِكَة إنهاضا لطيفا ثمَّ يفسح لَهُ فِي قَبره مسيرَة أَرْبَعمِائَة عَام ثمَّ يوضع لَهُ فرَاش بطانته من حَرِير أَخْضَر حشوه الْمسك الأذفر وَيُوضَع لَهُ مرافق عِنْد رجلَيْهِ وَرَأسه من السندس والإستبرق ويسرج لَهُ سراجان من نور الْجنَّة عِنْد رَأسه وَرجلَيْهِ يزهران إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ تضجعه الْمَلَائِكَة على شقَّه الْأَيْمن مُسْتَقْبل الْقبْلَة ثمَّ يُؤْتى بياسمين من الْجنَّة ويصعد عَلَيْهِ وَيبقى هُوَ وَالْقُرْآن حَتَّى يبْعَث وَيرجع الْقُرْآن إِلَى أَهله فيخبرهم خَبره كل يَوْم وَلَيْلَة ويتعاهده كَمَا يتَعَاهَد الْوَالِد الشفيق وَلَده بِالْخَيرِ فَإِن تعلم أحد من وَلَده الْقُرْآن بشره بذلك وَإِن كَانَ عقبه عقب سوء دَعَا لَهُم بالصلاح والإقبال هَذَا حَدِيث غَرِيب فِي إِسْنَاده جَهَالَة وإنقطاع
حَدِيث أبي أُمَامَة تقدم فِي التَّلْقِين
حَدِيث أبي الدَّرْدَاء
31 -
وَأخرج إِبْنِ الْمُبَارك فِي الزّهْد وإبن أبي شيبَة والآجري فِي الشَّرِيعَة وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي الدَّرْدَاء أَن رجلا قَالَ لَهُ عَلمنِي خيرا يَنْفَعنِي الله بِهِ قَالَ أما لَا فاعقل كَيفَ أَنْت إِذا لم يكن لَك من الأَرْض إِلَّا مَوضِع أَرْبَعَة أَذْرع فِي ذراعين جَاءَ بك أهلك الَّذِي كَانُوا يكْرهُونَ فراقك وإخوانك الَّذين كَانُوا يتحزنون بِأَمْرك فتلوك فِي ذَلِك ثمَّ سووا عَلَيْك من اللَّبن وَأَكْثرُوا عَلَيْك من التُّرَاب فجاءك ملكان أزرقان جعدان يُقَال لَهما مُنكر وَنَكِير فَقَالَا من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَإِن قلت رَبِّي الله وديني الْإِسْلَام ونبيي مُحَمَّد فقد وَالله هديت ونجوت
وَلنْ تَسْتَطِيع ذَلِك إِلَّا بتثبيت من الله مَعَ مَا ترى من الشدَّة والتخويف وَإِن قلت لَا أَدْرِي فقد وَالله هويت ورديت تلوك بِالْمُثَنَّاةِ أَي صرعوك
حَدِيث أبي سعيد
32 -
وَأخرج أَحْمد وَالْبَزَّار وإبن أبي الدُّنْيَا وَابْن أبي عَاصِم فِي السّنة وإبن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ شهِدت مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جَنَازَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا أَيهَا النَّاس إِن هَذِه الْأمة تبتلى فِي قبورها فَإِذا الْإِنْسَان دفن فَتفرق عَنهُ أَصْحَابه جَاءَهُ ملك الْمَوْت فِي يَده مطراق فأقعده قَالَ مَا تَقول فِي هَذَا الرجل فَإِن كَانَ مُؤمنا قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله فَيَقُول لَهُ صدقت ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى النَّار فَيَقُول هَذَا كَانَ مَنْزِلك لَو كفرت بِرَبِّك فَأَما إِذا آمَنت فَهَذَا مَنْزِلك فَيفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فيريد أَن ينْهض إِلَيْهِ فَيَقُول لَهُ أسكن ويفسح لَهُ فِي قَبره وَإِن كَانَ كَافِرًا أَو منافقا فَقيل لَهُ مَا تَقول فِي هَذَا الرجل فَيَقُول لَا أَدْرِي سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فَيَقُول لَا دَريت وَلَا تليت وَلَا اهتديت ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فَيَقُول هَذَا مَنْزِلك لَو آمَنت بِرَبِّك فَأَما إِذا كفرت بِهِ فَإِن الله أبدلك بِهِ هَذَا وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى النَّار ثمَّ يقمعه قمعه بالمطراق يسْمعهَا خلق الله كلهم غير الثقلَيْن فَقَالَ بعض الْقَوْم يَا رَسُول الله مَا أحد يقوم عَلَيْهِ ملك فِي يَده مطراق إِلَّا هيل عِنْد ذَلِك فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت} الْآيَة قَوْله هيل مَاض مَبْنِيّ للْمَفْعُول أَي فزع
حَدِيث أبي رَافع
33 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَأَبُو نعيم فِي دَلَائِل النُّبُوَّة عَن أبي رَافع أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مر على قبر فَقَالَ أُفٍّ أُفٍّ أُفٍّ فَقلت يَا رَسُول الله بِأبي أَنْت وَأمي مَا
مَعَك غَيْرِي فمني أففت فَقَالَ لَا وَلَكِنِّي أففت من صَاحب هَذَا الْقَبْر الَّذِي سُئِلَ عني فَشك فِي
34 -
وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي رَافع قَالَ بَينا أَنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي بَقِيع الْغَرْقَد وأذا أَمْشِي خَلفه إِذْ قَالَ لَا هديت وَلَا اهتديت قلت مَا لي يَا رَسُول الله قَالَ لست إياك أُرِيد وَلَكِن أُرِيد صَاحب هَذَا الْقَبْر سُئِلَ عني فَزعم أَنه لَا يعرفنِي فَإِذا قبر مرشوش عَلَيْهِ مَاء حِين دفن صَاحبه
حَدِيث أبي قَتَادَة
35 -
وَأخرج إِبْنِ أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وإبن مَنْدَه عَن أبي قَتَادَة الْأنْصَارِيّ قَالَ إِن الْمُؤمن إِذا مَاتَ أَجْلِس فِي قَبره فَيُقَال لَهُ من رَبك فَيُقَال الله فَيُقَال لَهُ من نبيك فَيَقُول مُحَمَّد بن عبد الله فَيُقَال لَهُ ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى النَّار فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَنْزِلك لَو زِغْت عَنهُ ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَنْزِلك فِي الْجنَّة إِذْ ثَبت وَإِذا مَاتَ الْكَافِر أَجْلِس فِي قَبره فَيُقَال لَهُ من رَبك وَمن نبيك فَيَقُول لَا أَدْرِي كنت أسمع النَّاس يَقُولُونَ فَيُقَال لَهُ لَا دَريت ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَنْزِلك لَو ثَبت ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى النَّار فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَنْزِلك إِذْ زِغْت فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَفِي الْآخِرَة قَالَ الْمَسْأَلَة فِي الْقَبْر حَدِيث أبي مُوسَى أخرجه الْبَيْهَقِيّ عقب حَدِيث مَسْعُود وَلم يسق لَفظه بل أَحَالهُ عَلَيْهِ
حَدِيث أبي هُرَيْرَة
36 -
وَأخرج التِّرْمِذِيّ وَحسنه وإبن أبي الدُّنْيَا والآجري فِي الشَّرِيعَة وَابْن أبي عَاصِم فِي السّنة وَالْبَيْهَقِيّ فِي عَذَاب الْقَبْر عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا قبر الْمَيِّت أَتَاهُ ملكان أسودان أزرقان يُقَال لأَحَدهمَا مُنكر
وَللْآخر نَكِير فَيَقُولَانِ لَهُ مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل فَيَقُول مَا كَانَ يَقُول هُوَ عبد الله وَرَسُوله أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله فَيَقُولَانِ قد كُنَّا نعلم أَنَّك تَقول هَذَا ثمَّ يفسح لَهُ فِي قَبره سَبْعُونَ ذِرَاعا فِي سبعين ثمَّ ينور لَهُ فِيهِ فَيُقَال لَهُ نم فَيَقُول أرجع إِلَى أَهلِي فَأخْبرهُم فَيَقُولُونَ لَهُ نم كنومة الْعَرُوس الَّذِي لَا يوقظه إِلَّا أحب أَهله إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثهُ الله من مضجعه ذَلِك فَإِذا كَانَ منافقا قَالَ سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ فَقلت مثله لَا أَدْرِي فَيَقُولَانِ قد كُنَّا نعلم أَنَّك تَقول ذَلِك فَيُقَال للْأَرْض إلتئمي عَلَيْهِ فتلتئم عَلَيْهِ فتختلف أضلاعه فَلَا يزَال فِيهَا معذبا حَتَّى يَبْعَثهُ الله من مضجعه ذَلِك
37 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وإبن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ شَهِدنَا جَنَازَة مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا فرغ من دَفنهَا وَانْصَرف النَّاس قَالَ إِنَّه الْآن يسمع خَفق نعالكم أَتَاهُ مُنكر وَنَكِير أعينهما مثل قدور النّحاس وأنيابهما مثل صياصي الْبَقر وأصواتهما مثل الرَّعْد فيجلسانه فيسألانه مَا كَانَ يعبد وَمن كَانَ نبيه فَإِن كَانَ مِمَّن يعبد الله تَعَالَى قَالَ كنت أعبد الله ونبيي مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ فَآمَنا بِهِ واتبعناه فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} فَيُقَال لَهُ على الْيَقِين جِئْت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة ويوسع لَهُ فِي حفرته وَإِن كَانَ من أهل الشَّك قَالَ لَا أَدْرِي سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته فَيُقَال لَهُ على الشَّك جِئْت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث ثمَّ يفتح لَهُ بَاب إِلَى النَّار ويسلط عَلَيْهِ عقارب وتنانين وَلَو نفخ أحدهم فِي الدُّنْيَا مَا أنبتت شَيْئا تنهشه وتؤمر الأَرْض فتنضم عَلَيْهِ حَتَّى تخْتَلف أضلاعه
38 -
وَأخرج هناد فِي الزّهْد وإبن أبي شيبَة وإبن جرير وإبن الْمُنْذر وَابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وإبن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن الْمَيِّت إِذا وضع فِي قَبره إِنَّه ليسمع خَفق نعَالهمْ حِين يولون عَنهُ فَإِذا كَانَ مُؤمنا كَانَت الصَّلَاة عِنْد رَأسه وَالزَّكَاة عَن يَمِينه وَالصَّوْم عَن شِمَاله وَفعل الْخيرَات وَالْمَعْرُوف وَالْإِحْسَان إِلَى النَّاس من قبل رجلَيْهِ فَيُؤتى من قبل رَأسه فَتَقول الصَّلَاة لَيْسَ قبلي مدْخل فَيُؤتى عَن يَمِينه فَتَقول الزَّكَاة لَيْسَ قبلي مدْخل وَيُؤْتى من قبل شِمَاله
فَيَقُول الصَّوْم لَيْسَ قبلي مدْخل ثمَّ يُؤْتى من قبل رجلَيْهِ فَيَقُول فعل الْخيرَات وَالْمَعْرُوف وَالْإِحْسَان إِلَى النَّاس لَيْسَ قبلي مدْخل فَيُقَال لَهُ إجلس فيجلس قد قربت مثلت لَهُ الشَّمْس وَقد قربت للغروب فَيُقَال لَهُ أخبرنَا عَمَّا نَسْأَلك فَيَقُول دَعْنِي حَتَّى أُصَلِّي فَيُقَال إِنَّك ستفعل فَأخْبرنَا عَمَّا نَسْأَلك فَيَقُول عَم تَسْأَلُونِي فَيُقَال لَهُ مَا تَقول فِي هَذَا الرجل الَّذِي كَانَ فِيكُم يَعْنِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَيَقُول أشهد أَنه رَسُول الله جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ من عِنْد رَبنَا فصدقنا وَاتَّبَعنَا فَيُقَال لَهُ صدقت على هَذَا جِئْت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث إِن شَاءَ الله تَعَالَى ويفسح لَهُ فِي قَبره مد بَصَره فَذَلِك قَول الله تَعَالَى {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة} وَيُقَال إفتحوا لَهُ بَابا إِلَى النَّار فَيفتح لَهُ بَاب إِلَى النَّار فَيُقَال هَذَا كَانَ مَنْزِلك لَو عصيت الله فَيَزْدَاد غِبْطَة وسرورا يُقَال إفتحوا لَهُ بَابا إِلَى الْجنَّة فَيفتح لَهُ فَيُقَال هَذَا مَنْزِلك وَمَا أعد الله لَك فَيَزْدَاد غِبْطَة وسرورا فيعاد الْجَسَد إِلَى مَا بَدَأَ مِنْهُ من التُّرَاب وَتجْعَل روحه فِي النسيم الطّيب وَهُوَ طير خضر تعلق فِي شجر الْجنَّة وَأما الْكَافِر فَيُؤتى فِي قَبره من قبل رَأسه فَلَا يُوجد شَيْء فَيُؤتى من قبل رجلَيْهِ فَلَا يُوجد شَيْء فيجلس خَائفًا مَرْعُوبًا فَيَقُول لَهُ مَا تَقول فِي هَذَا الرجل الَّذِي كَانَ فِيكُم وَمَا تشهد بِهِ فَلَا يَهْتَدِي لاسمه فَيُقَال مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فَيَقُول سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فَقلت كَمَا قَالُوا فَيُقَال لَهُ صدقت على هَذَا جِئْت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث إِن شَاءَ الله ويضيق عَلَيْهِ قَبره حَتَّى تخْتَلف أضلاعه فَذَلِك قَوْله تَعَالَى {وَمن أعرض عَن ذكري فَإِن لَهُ معيشة ضنكا} فَيُقَال إفتحوا لَهُ بَابا إِلَى الْجنَّة فَيفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فَيُقَال لَهُ هَذَا كَانَ مَنْزِلك وَمَا أعد الله لَك لَو كنت أطعته فَيَزْدَاد حسرة وثبورا ثمَّ يُقَال إفتحوا لَهُ بَابا إِلَى النَّار فَيفتح لَهُ بَاب إِلَيْهَا فَيُقَال لَهُ هَذَا مَنْزِلك وَمَا أعد الله لَك فَيَزْدَاد حسرة وثبورا قَالَ أَبُو عمر الضَّرِير قلت لحماد بن سَلمَة كَانَ هَذَا من أهل الْقبْلَة قَالَ نعم قَالَ أَبُو عمر كَانَ يشْهد بِهَذِهِ الشَّهَادَة على غير يَقِين يرجع إِلَى قلبه كَانَ يسمع النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فيقوله
39 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وإبن مَنْدَه عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه قَالَ يُؤْتى الرجل فِي قَبره فَإِذا أُتِي من قبل رَأسه دَفعته تِلَاوَة الْقُرْآن وَإِذا أُتِي من
قبل يَدَيْهِ دَفعته الصَّدَقَة وَإِذا أُتِي من قبل رجلَيْهِ دَفعه مَشْيه إِلَى الْمَسَاجِد وَالصَّبْر حجرَة فَقَالَ أما إِنِّي لَو رَأَيْت خللا كنت صَاحبه قَوْله حجرَة بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم وَرَاء أَي نَاحيَة
40 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ إِذا وضع الْمَيِّت فِي قَبره جَاءَتْهُ أَعماله الصَّالِحَة فاحتوشته فَإِن أَتَاهُ من قبل رَأسه جَاءَت قِرَاءَة الْقُرْآن وَإِن أَتَاهُ من قبل رجلَيْهِ جَاءَ قِيَامه وَإِن أَتَاهُ من قبل يَدَيْهِ قَالَت اليدان كَانَ وَالله ليبسطنا للصدقة وَالدُّعَاء لَا سَبِيل لكم إِلَيْهِ من قبلي وَإِن أَتَاهُ من قبل فِيهِ جَاءَ ذكره وصيامه قَالَ وَكَذَلِكَ الصَّلَاة قَالَ وَالصَّبْر نَاحيَة فَيَقُول أما إِنِّي لَو رَأَيْت خللا كنت صَاحبه وتجاحش عَنهُ أَعماله الصَّالِحَة كَمَا يجاحش الرجل عَن أَخِيه وَأَهله وَولده وَيُقَال عِنْد ذَلِك نم بَارك الله لَك فِي مضجعك فَنعم الأخلاء أخلاؤك وَنعم الْأَصْحَاب أَصْحَابك
تجاحش بجيم ثمَّ حاء مُهْملَة ثمَّ شين مُعْجمَة أَي تدافع
41 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وإبن مَنْدَه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ إِذا أحتضر الْمُؤمن فَخرج روحه من جسده تَقول الْمَلَائِكَة روح طيبَة من جَسَد طيب فَإِذا أخرج من بَيته إِلَى قَبره فَهُوَ يحب مَا أسْرع بِهِ فَإِذا دخل قَبره أَتَاهُ آتٍ ليَأْخُذ بِرَأْسِهِ فيحول سُجُوده بَينه وَبَينه ويأتيه ليَأْخُذ ببطنه فيحول صِيَامه بَينه وَبَينه ويأتيه ليَأْخُذ بِيَدِهِ فتحول صدقته بَينه وَبَينه ويأتيه ليَأْخُذ برجليه فيحول قِيَامه عَلَيْهِمَا فِي الصَّلَاة وممشاه عَلَيْهِمَا إِلَى الصَّلَاة بَينه وَبَينه فَمَا يفزع الْمُؤمن بعْدهَا أبدا وَإِن من شَاءَ الله من الْخلق ليفزع فَإِذا رأى مَقْعَده وَمَا أعد لَهُ قَالَ رب بَلغنِي منزلي فَيُقَال لَهُ إِن لَك إخْوَانًا وأخوات لم يحلقوا بك فَارْجِع فنم قرير الْعين وَإِن الْكَافِر إِذا أحتضر وَخرجت روحه من جسده تَقول الْمَلَائِكَة روح خبيثة من جَسَد خَبِيث فَإِذا أخرج من بَيته إِلَى قَبره فَهُوَ يحب مَا أبطىء بِهِ ويصيح أَيْن تذهبون بِي فَإِذا دخل قَبره وَرَأى مَا أعد لَهُ قَالَ رب إرجعون لأتب وأعمل صَالحا فَيُقَال لَهُ قد عمرت مَا كنت معمرا فيتضايق عَلَيْهِ قَبره حَتَّى تخْتَلف أضلاعه فَهُوَ كالمنهوس ينَام ويفزع وتهوي إِلَيْهِ هوَام الأَرْض حَيَاتهَا وعقاربها
المنهوس بِالْمُهْمَلَةِ والمعجمة مَعًا يُقَال نهسته الْحَيَّة ونهشته
42 -
وَأخرج الْبَزَّار وإبن جرير فِي تَهْذِيب الْآثَار عَن أبي هُرَيْرَة رَفعه
قَالَ إِن الْمُؤمن ينزل بِهِ الْمَوْت ويعاين مَا يعاين فود لَو خرجت يَعْنِي نَفسه وَالله يحب لقاءه وَإِن الْمُؤمن يصعد بِرُوحِهِ إِلَى السَّمَاء فَتَأْتِيه أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فيستخبرونه عَن معارفهم من أهل الأَرْض فَإِذا قَالَ تركت فلَانا فِي الدُّنْيَا أعجبهم ذَلِك وَإِذا قَالَ إِن فلَانا قد مَاتَ قَالُوا مَا جِيءَ بِروح ذَاك إِلَيْنَا وَقد ذهب بِرُوحِهِ إِلَى أَرْوَاح أهل النَّار وَإِن الْمُؤمن يجلس فِي قَبره فَيسْأَل من رَبك فَيَقُول رَبِّي الله فَيُقَال من نبيك فَيَقُول نبيي مُحَمَّد فَيُقَال مَاذَا دينك فَيَقُول ديني الْإِسْلَام فَيفتح لَهُ بَاب فِي قَبره وَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مجلسك نم قرير الْعين فيبعثه الله يَوْم الْقِيَامَة فَكَأَنَّمَا كَانَ رقدة وَإِذا كَانَ عَدو الله وَنزل بِهِ الْمَوْت وعاين مَا عاين فَإِنَّهُ لَا يحب أَن تخرج روحه أبدا وَالله يبغض لقاءه فَإِذا أَجْلِس فِي قَبره يُقَال لَهُ من رَبك فَيَقُول لَا أَدْرِي فَيُقَال لَا دَريت فَيُقَال من نبيك فَيَقُول لَا أَدْرِي فَيُقَال لَا دَريت فَيُقَال مَا دينك فَيَقُول لَا أَدْرِي فَيُقَال لَا دَريت فَيفتح لَهُ بَاب من جَهَنَّم ثمَّ يضْرب ضَرْبَة تسمع كل دَابَّة إِلَّا الثقلَيْن ثمَّ يُقَال لَهُ نم كَمَا ينَام المنهوس قيل لأبي هُرَيْرَة مَا المنهوس قَالَ الَّذِي تنهسه الدَّوَابّ والحيات ثمَّ يضيق عَلَيْهِ قَبره حَتَّى تخْتَلف أضلاعه
43 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه كَيفَ أَنْت إِذا رَأَيْت مُنْكرا ونكيرا قَالَ وَمَا مُنكر وَنَكِير قَالَ فتانا الْقَبْر أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يطآن فِي أشعارهما ويحفران الأَرْض بأنيابهما مَعَهُمَا عَصا من حَدِيد لَو اجْتمع عَلَيْهَا أهل منى لم يقلوها
44 -
وَأخرج إِبْنِ مَاجَه عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الْمَيِّت يصير إِلَى الْقَبْر فيجلس الرجل الصَّالح فِي قَبره غير فزع وَلَا مشغوف ثمَّ يُقَال لَهُ فيمَ كنت فَيَقُول كنت فِي الْإِسْلَام فَيُقَال مَا هَذَا الرجل فَيَقُول مُحَمَّد رَسُول الله جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ من عِنْد الله فَصَدَّقْنَاهُ فَيُقَال لَهُ هَل رَأَيْت الله فَيَقُول لَا مَا يَنْبَغِي لأحد أَن يرى الله فيفرج لَهُ فُرْجَة قبل النَّار فَينْظر إِلَيْهِ يحطم بَعْضهَا بَعْضًا فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَا وقاك الله ثمَّ يفرج لَهُ فُرْجَة قبل الْجنَّة فَينْظر إِلَى زهرتها وَمَا فِيهَا فَيُقَال لَهُ هَذَا مَقْعَدك وَيُقَال لَهُ على الْيَقِين كنت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث إِن شَاءَ الله وَيجْلس الرجل السوء فِي قَبره فَزعًا مشغوفا فَيُقَال لَهُ فيمَ كنت فَيَقُول لَا أَدْرِي فَيُقَال لَهُ مَا هَذَا الرجل فَيَقُول سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ قولا فقلته فيفرج لَهُ فُرْجَة قبل الْجنَّة فَينْظر إِلَى زهرتها وَمَا فِيهَا فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَا صرفه الله
عَنْك ثمَّ يفرج لَهُ فُرْجَة قبل النَّار فَينْظر إِلَيْهَا يحطم بَعْضهَا بَعْضًا فَيُقَال لَهُ هَذَا مَقْعَدك على الشَّك كنت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث إِن شَاءَ الله تَعَالَى
حَدِيث أَسمَاء
45 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة وَالْبُخَارِيّ عَن أَسمَاء بنت أبي بكر رضي الله عنها أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول إِنَّه قد أُوحِي إِلَيّ أَنكُمْ تفتنون فِي الْقُبُور فَيُقَال مَا علمك بِهَذَا الرجل فَأَما الْمُؤمن أَو الموقن فَيَقُول هُوَ مُحَمَّد رَسُول الله جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهدى فأجبنا وَاتَّبَعنَا فَيُقَال لَهُ قد علمنَا إِن كنت لمؤمنا نم صَالحا وَأما الْمُنَافِق أَو المرتاب فَيَقُول مَا أَدْرِي سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته
46 -
وَأخرج أَحْمد عَن أَسمَاء عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا أَدخل الْإِنْسَان قَبره فَإِن كَانَ مُؤمنا أحف بِهِ عمله الصَّلَاة وَالصِّيَام فيأتيه الْملك من نَحْو الصَّلَاة فَتَردهُ وَمن نَحْو الصّيام فَيردهُ فيناديه إجلس فيجلس فَيَقُول لَهُ مَا تَقول فِي هَذَا الرجل يَعْنِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من قَالَ مُحَمَّد قَالَ أشهد أَنه رَسُول الله فَيَقُول وَمَا يدْريك أَدْرَكته قَالَ أشهد أَنه رَسُول الله قَالَ يَقُول على ذَلِك عِشْت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث وَإِن كَانَ فَاجِرًا أَو كَافِرًا جَاءَهُ الْملك لَيْسَ بَينه وَبَينه شَيْء يردهُ فأجلسه وَيَقُول مَا تَقول فِي هَذَا الرجل قَالَ أَي رجل قَالَ مُحَمَّد قَالَ يَقُول وَالله لَا أَدْرِي سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ شَيْئا فقلته قَالَ لَهُ الْملك على ذَلِك عِشْت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث قَالَ وتسلط عَلَيْهِ دَابَّة فِي قَبره مَعهَا سَوط ثَمَرَته جَمْرَة مثل عرف الْبَعِير تضربه مَا شَاءَ الله لَا تسمع صَوته فترحمه
قَالَ فِي الصِّحَاح ثَمَر السِّيَاط عقد أطرافها وَعرف الْبَعِير وَالْفرس الشّعْر النَّابِت على الْمعرفَة
حَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها
47 -
وَأخرج أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت جَاءَت يَهُودِيَّة فاستطمعت على بَابي فَقَالَت أَطْعمُونِي أعاذكم الله من فتْنَة
الدَّجَّال وَمن فتْنَة عَذَاب الْقَبْر فَلم أزل أحبسها حَتَّى أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت يَا رَسُول الله مَا تَقول هَذِه الْيَهُودِيَّة قَالَ وَمَا تَقول قلت تَقول أعاذكم الله من فتْنَة الدَّجَّال وَمن فتْنَة عَذَاب الْقَبْر قَالَت عَائِشَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَرفع يَدَيْهِ مدا يستعيذ بِاللَّه من فتْنَة الدَّجَّال وَمن فتْنَة عَذَاب الْقَبْر ثمَّ قَالَ أما فتْنَة الدَّجَّال فَإِنَّهُ لم يكن نَبِي إِلَّا وَقد حذر أمته وسأحذركموه بِحَدِيث لم يحذرهُ نَبِي أمته إِنَّه أَعور وَالله لَيْسَ بأعور مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِر يَقْرَؤُهُ كل مُؤمن فَأَما فتْنَة الْقَبْر فَبِي تفتنون وعني تسْأَلُون فَإِذا كَانَ الرجل الصَّالح أَجْلِس فِي قَبره غير فزع وَلَا مشعوف ثمَّ يُقَال لَهُ فيمَ كنت فَيَقُول فِي الْإِسْلَام فَيُقَال مَا هَذَا الرجل الَّذِي كَانَ فِيكُم فَيَقُول مُحَمَّد رَسُول الله جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ من عِنْد الله فَصَدَّقْنَاهُ فيفرج لَهُ فُرْجَة قبل النَّار فَينْظر إِلَيْهَا يحطم بَعضهم بَعْضًا فَيُقَال لَهُ أنظر لى مَا وقاك الله ثمَّ يفرج لَهُ فُرْجَة إِلَى الْجنَّة فَينْظر إِلَى زهرتها وَمَا فِيهَا فَيُقَال لَهُ هَذَا مَقْعَدك مِنْهَا وَيُقَال على الْيَقِين كنت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث إِن شَاءَ الله وَإِذا كَانَ الرجل السوء جلس فِي قَبره فَزعًا مشعوفا فَيُقَال لَهُ فيمَ كنت فَيَقُول لَا أَدْرِي فَيُقَال مَا هَذَا الرجل الَّذِي كَانَ فِيكُم فَيَقُول سَمِعت النَّاس يَقُولُونَ قولا فَقلت كَمَا قَالُوا فيفرج لَهُ فُرْجَة قبل الْجنَّة فَينْظر إِلَى زهرتها وَمَا فِيهَا فَيُقَال لَهُ أنظر إِلَى مَا صرف الله عَنْك ثمَّ يفرج لَهُ فُرْجَة قبل النَّار فَينْظر إِلَيْهَا يحطم بَعْضهَا بَعْضًا وَيُقَال لَهُ هَذَا مَقْعَدك مِنْهَا على الشَّك كنت وَعَلِيهِ مت وَعَلِيهِ تبْعَث إِن شَاءَ الله ثمَّ يعذب
48 -
ثمَّ روى الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ فَذكر مثله المشعوف بشين مُعْجمَة ثمَّ عين مُهْملَة قَالَ أهل اللُّغَة الشعف هُوَ الْفَزع حَتَّى يذهب بِالْقَلْبِ
49 -
وَأخرج الْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت قلت يَا رَسُول الله تبتلى هَذِه الْأمة فِي قبورها فَكيف بِي وَأَنا إمرأة ضَعِيفَة قَالَ {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة}
50 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت قَالَ رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم بِي يفتتن أهل الْقُبُور وَفِي نزلت هَذِه الْآيَة {يثبت الله الَّذين آمنُوا بالْقَوْل الثَّابِت}
51 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا خرج بسرير الْمُؤمن نَادَى أنْشدكُمْ بِاللَّه لما أسرعتم بِي فَإِذا دخل قَبره حفه عمله فتجيء الصَّلَاة فَتكون عَن يَمِينه وَيَجِيء الصَّوْم فَيكون عَن يسَاره وَيَجِيء عمله بِالْمَعْرُوفِ فَيكون عِنْد رجلَيْهِ فَتَقول الصَّلَاة لَيْسَ لكم قبلي مدْخل كَانَ يُصَلِّي بِي فيأتيه من قبل يسَاره فَيَقُول الصَّوْم إِنَّه كَانَ يَصُوم ويعطش فَلَا يَجدونَ موضعا فَيَأْتُونَ من قبل رجلَيْهِ فتخاصم عَنهُ أَعماله فَلَا يَجدونَ مسلكا وَإِذا كَانَ الآخر نَادَى بِصَوْت يسمعهُ كل شَيْء إِلَّا الْإِنْسَان فَإِنَّهُ لَو سَمعه صعق أَو جزع
52 -
وَأخرج الإِمَام أَحْمد فِي الزّهْد وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن طَاوُوس قَالَ إِن الْمَوْتَى يفتنون فِي قُبُورهم سبعا فَكَانُوا يستحبون أَن يطعم عَنْهُم تِلْكَ الْأَيَّام
53 -
وَأخرج أَبُو نعيم عَن أنس بن مَالك أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وقف على قبر رجل من أَصْحَابه حِين فرغ مِنْهُ فَقَالَ إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون اللَّهُمَّ إِنَّه نزل بك وَأَنت خير منزول بِهِ جَاف الأَرْض عَن جَنْبَيْهِ وَافْتَحْ أَبْوَاب السَّمَاء لروحه واقبله مِنْك بِقبُول حسن وَثَبت عِنْد الْمَسْأَلَة مَنْطِقه
54 -
وَأخرج الْحَكِيم فِي نَوَادِر الْأُصُول عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ إِذا سُئِلَ الْمَيِّت من رَبك تزايا لَهُ الشَّيْطَان فِي صُورَة فيشير إِلَى نَفسه إِنِّي أَنا رَبك
55 -
قَالَ الْحَكِيم وَيُؤَيِّدهُ من الْأَخْبَار قَوْله صلى الله عليه وسلم عِنْد دفن الْمَيِّت اللَّهُمَّ أجره من الشَّيْطَان كَمَا تقدم فِي بَاب مَا يُقَال عِنْد الدّفن وَلَو لم يكن للشَّيْطَان هُنَاكَ سَبِيل مَا دَعَا صلى الله عليه وسلم بذلك
56 -
وَقَالَ ابْن شاهين فِي السّنة حَدثنَا عبد الله بن سُلَيْمَان حَدثنَا عَمْرو بن عُثْمَان حَدثنَا بشير بن صَفْوَان حَدثنِي رَاشد قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَقُول تعلمُوا حجتكم فَإِنَّكُم مسؤولون
حَتَّى إِنَّه كَانَ أهل الْبَيْت من الْأَنْصَار يحضر الرجل مِنْهُم الْمَوْت فيوصونه والغلام إِذا عقل فَيَقُولُونَ لَهُ إِذا سألوك من رَبك فَقل الله رَبِّي وَمَا دينك فَقل الْإِسْلَام ديني وَمن نبيك فَقل مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
57 -
وَأخرج السلَفِي فِي الطيوريات عَن سهل بن عمار قَالَ رَأَيْت يزِيد بن هَارُون فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ أَتَانِي فِي قَبْرِي ملكان فظان غليظان فَقَالَا مَا دينك وَمن رَبك وَمن نبيك فَأخذت بلحيتي الْبَيْضَاء قلت لمثلي يُقَال هَذَا وَقد علمت النَّاس جوابكما ثَمَانِينَ سنة فذهبا وَقَالا أكتبت عَن جرير بن عُثْمَان قلت نعم قَالَا إِنَّه كَانَ يبغض عُثْمَان فإبغضه الله
58 -
وَأخرجه اللالكائي فِي السّنة عَن الحوثرة بن مُحَمَّد الْمنْقري قَالَ رَأَيْت يزِيد بن هَارُون فِي النّوم فَقَالَ أَتَانِي مُنكر وَنَكِير فأقعداني وسألاني وَقَالا من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَجعلت أنفض لحيتي الْبَيْضَاء من التُّرَاب وَأَقُول مثلي يسْأَل أَنا يزِيد بن هَارُون وَكنت فِي دَار الدُّنْيَا سِتِّينَ سنة أعلم النَّاس جوابها فَقَالَ أَحدهمَا صدق نم نومَة الْعَرُوس فَلَا روعة عَلَيْك بعد الْيَوْم
59 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن يزِيد بن طريف البَجلِيّ قَالَ مَاتَ أخي فَلَمَّا دفن وضعت رَأْسِي على قَبره فَإِن أُذُنِي الْيُسْرَى على الْقَبْر إِذْ سَمِعت صَوت أخي أعرفهُ صَوتا ضَعِيفا فَسَمعته يَقُول الله قَالَ الآخر مَا دينك قَالَ الْإِسْلَام
60 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور من طَرِيق الْعَلَاء بن عبد الْكَرِيم قَالَ مَاتَ رجل وَكَانَ لَهُ أَخ ضَعِيف الْبَصَر قَالَ أَخُوهُ فدفناه فَلَمَّا انْصَرف النَّاس عَنهُ وضعت رَأْسِي على الْقَبْر وَإِذا أَنا بِصَوْت من دَاخل الْقَبْر يَقُول من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك فَسمِعت أخي يَقُول وعرفته وَعرفت صَوته قَالَ الله رَبِّي وَمُحَمّد نبيي ثمَّ ارْتَفع شبه سهم من دَاخل الْقَبْر إِلَى أُذُنِي فاقشعر جلدي وانصرفت
61 -
وَقَالَ أَبُو الْحسن بن الْبَراء الْعَبْدي فِي كتاب الرَّوْضَة حَدثنِي الْفضل بن سهل الْأَعْرَج قَالَ قَالَ أَحْمد بن نصر حَدثنِي رجل رَفعه إِلَى الضَّحَّاك قَالَ توفّي أَخ لي فَدفن قبل أَن ألحق جنَازَته فَأتيت قَبره فَاسْتَمَعْت عَلَيْهِ فَإِذا هُوَ يَقُول رَبِّي الله وَالْإِسْلَام ديني
62 -
وَفِي تَارِيخ إِبْنِ النجار بِسَنَدِهِ عَن أبي الْقَاسِم بن هبة الله بن سَلامَة الْمُفَسّر قَالَ كَانَ لنا شيخ نَقْرَأ عَلَيْهِ فَمَاتَ بعض أَصْحَابه فَرَآهُ الشَّيْخ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي قَالَ فَمَا حالك مَعَ مُنكر وَنَكِير قَالَ يَا أستاذ لما أجلساني وَقَالا لي من رَبك وَمن نبيك فألهمني الله أَن قلت لَهما بِحَق أبي بكر وَعمر دَعَاني فَقَالَ أَحدهمَا للْآخر قد أقسم علينا بعظيم دَعه فتركاني وانصرفا
63 -
وَأخرج اللالكائي فِي السّنة بِسَنَدِهِ عَن مُحَمَّد بن نصر الصَّائِغ قَالَ كَانَ أبي مُولَعا بِالصَّلَاةِ على الْجَنَائِز من عرف وَمن لم يعرف قَالَ يَا بني حضرت يَوْمًا جَنَازَة فَلَمَّا دفنوها نزل إِلَى الْقَبْر نفسان ثمَّ خرج وَاحِد وَبَقِي الآخر وحثى النَّاس التُّرَاب فَقلت يَا قوم يدْفن حَيّ مَعَ ميت فَقَالُوا مَا ثمَّ أحد فَقلت لَعَلَّه شبه لي ثمَّ رجعت فَقلت مَا رَأَيْت إِلَّا إثنين خرج وَاحِد وَبَقِي الآخر لَا أَبْرَح حَتَّى يكْشف الله لي مَا رَأَيْت فَجئْت إِلَى الْقَبْر وقرأت عشر مَرَّات يس وتبارك وبكيت وَقلت يَا رب إكشف لي عَمَّا رَأَيْت فَإِنِّي خَائِف على عَقْلِي وديني فانشق الْقَبْر وَخرج مِنْهُ شخص فولى مُدبرا فَقلت يَا هَذَا بمعبودك إِلَّا وقفت حَتَّى أَسأَلك فَمَا الْتفت إِلَيّ فَقلت لَهُ الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة فَالْتَفت وَقَالَ أَنْت نصر الصَّائِغ قلت نعم قَالَ فَمَا تعرفنِي قلت لَا قَالَ نَحن ملكان من مَلَائِكَة الرَّحْمَة وكلنَا بِأَهْل السّنة إِذا وضعُوا فِي قُبُورهم نزلنَا حَتَّى نلقنهم الْحجَّة وَغَابَ عني
64 -
وَقَالَ الشَّيْخ عبد الْغفار القوصي فِي التَّوْحِيد كنت عِنْد بَيت الشَّيْخ نَاصِر الدّين وَالشَّيْخ بهاء الدّين الأخميمي قد ورد فَأخذت فروته على كَتِفي فَأَخْبرنِي أَن خَادِم الشَّيْخ أبي يزِيد كَانَ يحمل فروته على كتفه وَكَانَ رجلا صَالحا فَجرى الحَدِيث فِي مساءلة مُنكر وَنَكِير فِي الْقَبْر فَقَالَ ذَلِك الْفَقِير وَكَانَ مغربيا وَالله إِن سألاني لأقولن لَهما فَقَالُوا لَهُ وَمن يعلم ذَلِك فَقَالَ أقعدوا على قَبْرِي حَتَّى تسمعوا فَلَمَّا مَاتَ المغربي جَلَسُوا على قَبره فَسَمِعُوا المساءلة وسمعوه يَقُول أتسألاني وَقد حملت فَرْوَة أبي يزِيد على عنقِي فَمَضَوْا وتركوه