الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
2
فِي نبذ من أَخْبَار من رأى الْمَوْتَى فِي مَنَامه وسألهم عَن حَالهم فأخبروه
1 -
أخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب المنامات وإبن سعد فِي الطَّبَقَات عَن مُحَمَّد بن زِيَاد الْأَلْهَانِي أَن عفيف بن الْحَارِث قَالَ لعبد الله بن عَائِذ الثمالِي الصَّحَابِيّ رضي الله عنه حِين حَضرته الْوَفَاة إِن اسْتَطَعْت أَن تلقانا فتخبرنا مَا لقِيت بعد الْمَوْت فَلَقِيَهُ فِي مَنَامه بعد حِين فَقَالَ لَهُ أَلا تخبرنا قَالَ نجونا وَلم نكد أَن ننجو نجونا بعد المشيبات فَوَجَدنَا رَبنَا خير رب غفر الذَّنب وَتجَاوز عَن السَّيئَة إِلَّا مَا كَانَ من الأحراض قلت لَهُ وَمَا الأحراض قَالَ الَّذين يشار إِلَيْهِم بالأصابع فِي الشَّرّ
2 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي الزَّاهِرِيَّة قَالَ عَاد عبد الْأَعْلَى بن عدي بن أبي بِلَال الْخُزَاعِيّ فَقَالَ لَهُ عبد الْأَعْلَى أقرئ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مني السَّلَام وَإِن إستطعت أَن تلقانا فتعلمني ذَلِك وَكَانَت أم عبد الْأَعْلَى أُخْت أبي الزَّاهِرِيَّة تَحت إِبْنِ أبي بِلَال فرأته فِي منامها بعد وَفَاته بِثَلَاثَة أَيَّام فَقَالَ إِن إبنتي بعد ثَلَاث لاحقتي فَهَل تعرفين عبد الْأَعْلَى قَالَت لَا قَالَ فاسألي عَنهُ ثمَّ أخبريه أَنِّي قد أَقرَأت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنْهُ السَّلَام فَرد عَلَيْهِ فَأخْبرت أخاها أَبَا الزَّاهِرِيَّة بذلك فأبلغه
3 -
وَأخرج عَن يحيى بن أَيُّوب قَالَ تعاهد رجلَانِ أَيهمَا مَاتَ قبل صَاحبه أَن يخبر صَاحبه بِمَا يلقى فَمَاتَ أَحدهمَا فَرَآهُ صَاحبه فِي النّوم فَقَالَ يَا أخي مَا فعل الْحسن قَالَ ذَلِك ملك فِي الْجنَّة لَا يعْصى قَالَ فَابْن سِيرِين قَالَ فِيمَا شَاءَ واشتهت نَفسه وشتان مَا بَينهمَا قَالَ يَا أخي فَبِأَي شَيْء أدْرك ذَلِك الْحسن قَالَ بِشدَّة الْخَوْف
4 -
وَأخرج إِبْنِ عدي وإبن عَسَاكِر فِي تَارِيخه عَن مُحَمَّد بن يحيى الجحدري قَالَ قَالَ إِبْنِ الْأَجْلَح قَالَ أبي لسَلمَة بن كهيل إِن مت قبلي فقدرت أَن تَأتِينِي فِي نومي فتخبرني بِمَا رَأَيْت فافعل فَقَالَ سَلمَة لَهُ وَأَنت إِن مت قبلي فقدرت أَن تَأتِينِي فِي نومي فتخبرني بِمَا رَأَيْت فافعل
فَمَاتَ سَلمَة قبل الْأَجْلَح فَقَالَ لي أَي بني علمت أَن سَلمَة أَتَانِي فِي نومي فَقلت أَلَيْسَ قد مت قَالَ إِن الله أحياني قلت كَيفَ وجدت رَبك قَالَ رحِيما قلت إيش وجدت أفضل الْأَعْمَال الَّتِي يتَقرَّب بهَا الْعباد قَالَ مَا رَأَيْت عِنْدهم أشرف من صَلَاة اللَّيْل قلت كَيفَ وجدت الْأَمر قَالَ سهلا وَلَكِن لَا تتكلوا
5 -
وَأخرج أَحْمد فِي الزّهْد وإبن سعد فِي الطَّبَقَات عَن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب رضي الله عنه قَالَ كَانَ عمر بن الْخطاب رضي الله عنه لي خَلِيلًا وَإنَّهُ لما توفّي لَبِثت حولا أَدْعُو الله أَن يرينيه فِي الْمَنَام قَالَ فرأيته على رَأس الْحول يمسح الْعرق عَن جَبهته قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا فعل بك رَبك قَالَ هَذَا أَوَان فرغت وَإِن كَاد عَرْشِي ليهد لَوْلَا أَنِّي لقِيت رَبِّي رؤوفا رحِيما
6 -
وَأخرج إِبْنِ سعد عَن سَالم بن عبد الله قَالَ سَمِعت رجلا من الْأَنْصَار يَقُول دَعَوْت الله أَن يريني عمر رضي الله عنه فِي النّوم فرأيته بعد عشْرين سنة وَهُوَ يمسح الْعرق عَن جَبينه فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا فعلت قَالَ الْآن فرغت وَلَوْلَا رَحْمَة رَبِّي لهلكت
7 -
وَأخرج عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ مَا كَانَ شَيْء أعلمهُ أحب إِلَيّ أَن أعلمهُ من أَمر عمر فَرَأَيْت فِي الْمَنَام قصرا فَقلت لمن هَذَا قَالُوا لعمر فَخرج من الْقصر عَلَيْهِ ملحفة كَأَنَّهُ قد اغْتسل فَقلت كَيفَ صنعت قَالَ خيرا كَاد عَرْشِي يهوي بِي لَوْلَا أَنِّي لقِيت رَبِّي غَفُورًا قلت كَيفَ صنعت قَالَ مَتى فارقتكم قلت مُنْذُ ثِنْتَيْ عشرَة سنة قَالَ إِنَّمَا انفلت الْآن من الْحساب
8 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر عَن مطرف أَنه رأى عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فِي النّوم فَقَالَ رَأَيْت عَلَيْهِ ثيابًا خضرًا قلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ كَيفَ فعل الله بك قَالَ فعل الله بِي خيرا قلت أَي الدّين خير قَالَ الدّين الْقيم لَيْسَ بسفك الدَّم
9 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن مُحَمَّد بن النَّضر الْحَارِثِيّ قَالَ رأى مسلمة بن عبد الْملك عمر بن عبد الْعَزِيز بعد مَوته فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيْت شعري إِلَى أَي الْحَالَات صرت بعد الْمَوْت قَالَ يَا مسلمة هَذَا أَوَان فراغي وَالله مَا استرحت إِلَى الْآن قلت فَأَيْنَ أَنْت قَالَ أَنا مَعَ أَئِمَّة الْهدى فِي جنَّات عدن
10 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة وإبن أبي الدُّنْيَا عَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ
رَأَيْت أَفْلح أَو قَالَ كثير بن أَفْلح فِي الْمَنَام وَكَانَ قتل يَوْم الْحرَّة فَقلت أَلَسْت قد قتلت قَالَ بلَى قلت فَمَا صنعت قَالَ خيرا قلت أشهداء أَنْتُم قَالَ لَا إِن الْمُسلمين إِذا إقتتلوا فَقتل بَينهم قَتْلَى فليسوا بشهداء وَلَكنَّا ندماء
11 -
وَأخرج إِبْنِ سعد عَن أبي ميسرَة عَمْرو بن شُرَحْبِيل قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أدخلت الْجنَّة فَإِذا قباب مَضْرُوبَة قلت لمن هَذِه قَالُوا لذِي الكلاع وحوشب وَكَانَا مِمَّن قتل مَعَ مُعَاوِيَة قلت فَأَيْنَ عمار وَأَصْحَابه قَالُوا أمامك قلت وَقد قتل بَعضهم بَعْضًا قيل إِنَّهُم لقوا الله فوجدوه وَاسع الْمَغْفِرَة قلت فَمَا فعل أهل النَّهر يَعْنِي الْخَوَارِج قَالَ لقوا ترحا
12 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب المنامات عَن أبي بكر الْخياط قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي دخلت الْمَقَابِر فَإِذا أهل الْقُبُور جُلُوس على قُبُورهم بَين أَيْديهم الريحان وَإِذا أَنا بِمَحْفُوظ قَائِما فِيمَا بَينهم يذهب وَيَجِيء فَقلت يَا مَحْفُوظ مَا صنع بك رَبك أَو لَيْسَ قد مت قَالَ بلَى ثمَّ قَالَ
(موت التقي حَيَاة لَا نفاد لَهَا
…
قد مَاتَ قوم وهم فِي النَّاس أَحيَاء)
13 -
وَأخرج عَن سلم الْبَصْرِيّ قَالَ رَأَيْت بزيع بن مسور العابد فِي الْمَنَام وَكَانَ كثير الذّكر لله كثير الذّكر للْمَوْت طَوِيل الإجتهاد فَقلت كَيفَ رَأَيْت موضعك قَالَ
(وَلَيْسَ يعلم مَا فِي الْقَبْر دَاخله
…
إِلَّا الْإِلَه وَسَاكن الأجداث)
14 -
وَأخرج عَن بشر بن الْمفضل قَالَ رَأَيْت بشر بن مَنْصُور فِي النّوم فَقلت لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّد مَا صنع بك رَبك قَالَ وجدت الْأَمر أَهْون مِمَّا كنت أحمل على نَفسِي
15 -
وَأخرج عَن حَفْص المرهبي قَالَ رَأَيْت دَاوُد الطَّائِي فِي مَنَامِي فَقلت يَا أَبَا سُلَيْمَان كَيفَ رَأَيْت خير الْآخِرَة قَالَ رَأَيْت خير الْآخِرَة كثيرا قلت فَمَاذَا صرت إِلَيْهِ قَالَ صرت إِلَى خير وَالْحَمْد لله قلت هَل لَك من علم بسفيان بن سعيد فقد كَانَ يحب الْخَيْر وَأَهله قَالَ فَتَبَسَّمَ ثمَّ قَالَ رقاه الْخَيْر إِلَى دَرَجَة أهل الْخَيْر
16 -
وَأخرج عَن عتبَة بن ضَمرَة عَن أَبِيه قَالَ لقِيت عَمَّتي فِي الْمَنَام فَقلت كَيفَ أَنْت قَالَت بِخَير قد وفيت عَمَلي حَتَّى أَعْطَيْت ثَوَابه خلاط أطعمته
والخلاط اللَّبن بالبقل
17 -
وَأخرج عَن عبد الْملك اللَّيْثِيّ قَالَ رَأَيْت عَامر بن عبد قيس فِي النّوم فَقلت مَا وجدت قَالَ خيرا قلت أَي الْعَمَل وجدت أفضل قَالَ كل شَيْء أُرِيد بِهِ وَجه الله عز وجل
18 -
وَأخرج عَن أبي عبد الله الهجري قَالَ مَاتَ عَم لي فرأيته فِي النّوم وَهُوَ يَقُول الدُّنْيَا غرور وَالْآخِرَة للعاملين سرُور لم نر مثل الْيَقِين والنصح لله وللمسلمين لَا تحقرن من الْمَعْرُوف شَيْئا واعمل عمل من يعلم أَنه مقصر
19 -
وَأخرج عَن الْأَصْمَعِي قَالَ رَأَيْت شَيخا من الْبَصرِيين من أَصْحَاب يُونُس بن عبيد وَقد مَاتَ فَقلت من أَيْن أَقبلت قَالَ من عِنْد يُونُس الطَّبِيب قلت من يُونُس الطَّبِيب قَالَ الْفَقِيه اللبيب قلت إِبْنِ عبيد قَالَ نعم قلت وَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي مجَالِس الأرجوان مَعَ الْجَوَارِي الْأَبْكَار قرت عَيناهُ بِصِحَّة تقواه
20 -
وَأخرج عَن مَيْمُون الْكرْدِي قَالَ رَأَيْت عُرْوَة الْبَزَّار فِي النّوم بعد مَوته فَقَالَ إِن لفُلَان السقاء عَليّ درهما وَهُوَ فِي كوَّة فِي بَيْتِي فَخذه فادفعه إِلَيْهِ فَلَمَّا أَصبَحت لقِيت السقاء فَقلت لَهُ أَلَك على عُرْوَة شَيْء قَالَ نعم دِرْهَم فَدخلت بَيته فَوجدت الدِّرْهَم فِي الكوة فَدَفَعته إِلَى السقاء
21 -
وَأخرج عَن رجل من أهل الْكُوفَة قَالَ رَأَيْت سُوَيْد بن عَمْرو الْكَلْبِيّ فِي النّوم بعد مَا مَاتَ فِي حَالَة حَسَنَة قلت يَا سُوَيْد مَا هَذِه الْحَالة الْحَسَنَة قَالَ إِنِّي كنت أَكثر من قَول لَا إِلَه إِلَّا الله فَأكْثر مِنْهَا ثمَّ قَالَ إِن دَاوُد الطَّائِي وَمُحَمّد بن النَّضر الْحَارِثِيّ طلبا أمرا فأدركاه
22 -
وَأخرج عَن إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحَرَّانِي قَالَ رَأَيْت الضَّحَّاك بن عُثْمَان
فِي النّوم فَقلت فَمَا فعل الله بك قَالَ فِي السَّمَاء تماريد من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله تعلق بهَا وَمن لم يقلها هوى
23 -
وَأخرج عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي قَالَ رأى رجل إِبْنِ عَائِشَة التَّمِيمِي فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي بحبي إِيَّاه
24 -
وَأخرج عَن السّري بن يحيى عَن والان بن عِيسَى بن أبي مَرْيَم رجل من قزوين وَكَانَ من الصَّالِحين قَالَ إغترني الْقَمَر لَيْلَة فَخرجت إِلَى الْمَسْجِد فَصليت وسبحت ودعوت فغلبتني عَيْنَايَ فَنمت فَرَأَيْت جمَاعَة أعلم أَنهم لَيْسُوا من الْآدَمِيّين بِأَيْدِيهِم أطباق عَلَيْهَا أَرْبَعَة أرغفة ببياض الثَّلج فَوق كل رغيف در مثل الرُّمَّان فَقَالُوا كل فَقلت إِنِّي أُرِيد الصَّوْم قَالُوا يَأْمُرك صَاحب هَذَا الْبَيْت أَن تَأْكُل فَأكلت وَجعلت آخذ ذَلِك الدّرّ لأحتمله فَقيل لي دَعه نغرسه لَك شَجرا ينْبت لَك خيرا من هَذَا قلت أَيْن قَالُوا فِي دَار لَا تخرب وثمر لَا يتَغَيَّر وَملك لَا يَنْقَطِع وَثيَاب لَا تبلى فِيهَا رضوى وعينا وقرة الْعين أَزوَاج رضيات مرضيات راضيات لَا يغرن فَعَلَيْك بالإنكماش فِيمَا أَنْت فِيهِ فَإِنَّمَا هِيَ غفوة حَتَّى ترتحل فتنزل الدَّار
قَالَ فَمَا مكث إِلَّا جمعتين حَتَّى توفّي قَالَ السّري فرأيته فِي اللَّيْلَة الَّتِي توفّي فِيهَا وَهُوَ يَقُول لي أَلا تعجب من شجر غرس لي يَوْم حدثتك وَقد حمل قلت حمل مَاذَا قَالَ لَا تسْأَل عَمَّا لَا يقدر على صفته أحد لم نر مثل الْكَرِيم إِذا حل بِهِ مُطِيع
25 -
وَأخرج عَن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مَيْمُون قَالَ رَأَيْت عَليّ بن مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي ليلى فِي النّوم فَقلت أَي الْأَعْمَال وجدت أفضل قَالَ الْمعرفَة قلت مَا تَقول فِي الرجل يَقُول حَدثنَا وَأخْبرنَا فَقَالَ إِنِّي أبْغض المباهاة
26 -
وَأخرج عَن بعض أَصْحَاب مَالك بن دِينَار أَنه رأى مَالك بن دِينَار فِي النّوم فَقَالَ مَا صنع الله بك قَالَ خيرا لم نر مثل الْعَمَل الصَّالح لم نر مثل
الصَّحَابَة الصَّالِحين لم نر مثل السّلف الصَّالح لم نر مثل مجَالِس الصَّالِحين
27 -
وَأخرج عَن عبد الْوَهَّاب بن يزِيد الْكِنْدِيّ قَالَ رَأَيْت أَبَا عَمْرو الضَّرِير فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي ورحمني قلت فَأَي الْأَعْمَال وجدت أفضل قَالَ مَا أَنْتُم عَلَيْهِ من السّنة وَالْعلم قلت فَأَي الْأَعْمَال وجدت شرا قَالَ إحذر الْأَسْمَاء قلت وَمَا الْأَسْمَاء قَالَ قدري ومعتزلي ومرجىء فَجعل يعدد أَسمَاء الْأَهْوَاء
28 -
وَأخرج عَن أبي بكر الصَّيْرَفِي قَالَ مَاتَ رجل كَانَ يشْتم أَبَا بكر وَعمر رضي الله عنهما وَيرى رَأْي جهم فأريه رجل فِي النّوم كَأَنَّهُ عُرْيَان وعَلى رَأسه خرقَة سَوْدَاء وعَلى عَوْرَته أُخْرَى فَقَالَ مَا فعل الله بك قَالَ جعلني مَعَ بكر القس وَعون بن الأعسر وَهَذَانِ نصرانيان
29 -
وَأخرج عَن شيخ قَالَ مَاتَ جَار لي وَكَانَ مِمَّن يَخُوض فِي هَذِه الْأُمُور فأريته فِي النّوم كَأَنَّهُ أَعور فَقلت يَا فلَان مَا هَذَا الَّذِي أرى بك قَالَ تنقصت أَصْحَاب مُحَمَّد فنقصني هَذَا وَوضع يَده على عينه الذاهبة
30 -
وَأخرج عَن أبي جَعْفَر الْمَدِينِيّ قَالَ رَأَيْت مَحْمُود بن حميد فِي مَنَامِي وَكَانَ من العاملين وَعَلِيهِ ثَوْبَان أخضران فَقلت إِلَى مَاذَا صرت بعد الْمَوْت فَنظر إِلَيّ ثمَّ أنشأ يَقُول
(نعم المتقون فِي الْخلد حَقًا
…
بجوار نواهد أبكار) قَالَ أَبُو جَعْفَر وَالله مَا سمعته من أحد قبله
31 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن مطرف بن عبد الله قَالَ كنت بالمقبرة فَصليت قَرِيبا من قبر رَكْعَتَيْنِ خفيفتين لم أَرض إتقانهما ونعست فَرَأَيْت صَاحب الْقَبْر يكلمني فَقَالَ ركعت رَكْعَتَيْنِ لم ترض إتقانهما قلت قد كَانَ ذَلِك قَالَ تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ ونعلم وَلَا نستطيع أَن نعمل لِأَن أكون ركعت مثل ركعتيك أحب إِلَيّ من الدُّنْيَا بحذافيرها فَقلت من هَا هُنَا قَالَ كلهم مُسلم وَكلهمْ قد أصَاب خيرا فَقلت من هَا هُنَا أفضل فَأَشَارَ إِلَى قبر فَقلت فِي نَفسِي اللَّهُمَّ أخرجه إِلَيّ فأكلمه فَخرج من قَبره فَتى شَاب فَقلت أَنْت
أفضل مَا هَا هُنَا فَقَالَ قد قَالُوا ذَلِك قلت فَبِأَي شَيْء نلْت ذَلِك فوَاللَّه مَا أرى لَك ذَلِك السن فَأَقُول نلْت ذَلِك بطول الْحَج وَالْعمْرَة وَالْجهَاد فِي سَبِيل الله وَالْعَمَل قَالَ قد أبتليت بالمصائب فرزقت الصَّبْر عَلَيْهَا فبذلك فضلتهم
32 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن إِيَاس بن دَغْفَل قَالَ رَأَيْت أَبَا الْعَلَاء يزِيد بن عبد الله فِيمَا يرى النَّائِم فَقلت كَيفَ وجدت طعم الْمَوْت قَالَ وجدته مرا كريها قلت فَمَاذَا صرت إِلَيْهِ بعد الْمَوْت قَالَ صرت إِلَى روح وَرَيْحَان وَرب غير غَضْبَان قلت فأخوك مطرف قَالَ فإتني بيقينه
33 -
وَأخرج عَن بَعضهم قَالَ مَاتَ أَخ لي فرأيته فِي النّوم فَقلت مَا كَانَ حالك حِين وضعت فِي قبرك قَالَ أَتَانِي آتٍ بشهاب من نَار فلولا أَن دَاعيا دَعَا لي لرأيت أَنه سيضربني بِهِ
34 -
وَأخرج عَن الْمُنْكَدر بن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر قَالَ رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَنِّي دخلت مَسْجِد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَإِذا النَّاس مجتمعون على رجل فِي الرَّوْضَة فَقلت من هَذَا قيل رجل قدم من الْآخِرَة يخبر النَّاس عَن موتاهم فَجئْت أنظر فَإِذا الرجل صَفْوَان بن سليم قَالَ وَالنَّاس يسألونه وَهُوَ يُخْبِرهُمْ فَقَالَ أما هَا هُنَا أحد يسألني عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر فَطَفِقَ النَّاس يَقُولُونَ هَذَا إبنه هَذَا إبنه ففرجت النَّاس فَقلت أخبرنَا رَحِمك الله فَقَالَ أعطَاهُ الله من الْجنَّة كَذَا وَأَعْطَاهُ كَذَا وأرضاه وَأَسْكَنَهُ منَازِل فِي الْجنَّة وبوأه فَلَا ظعن عَلَيْهِ وَلَا موت
35 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي كَرِيمَة قَالَ جَاءَنِي رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أدخلت الْجنَّة فانتهيت إِلَى رَوْضَة فِيهَا أَيُّوب وَيُونُس وإبن عون والتيمي قلت أَيْن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ مَا نرى ذَلِك إِلَّا كَمَا نرى الْكَوْكَب
وَأخرج عَن مَالك بن دِينَار قَالَ رَأَيْت مُحَمَّد بن وَاسع فِي الْجنَّة وَرَأَيْت مُحَمَّد بن سِيرِين فِي الْجنَّة فَقلت أَيْن الْحسن قَالَ عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى
36 -
وَأخرج عَن يزِيد بن هَارُون قَالَ رَأَيْت مُحَمَّد بن يزِيد الوَاسِطِيّ فِي الْمَنَام فَقلت مَا صنع الله بك قَالَ غفر لي قلت بِمَاذَا قَالَ بِمَجْلِس جلسه إِلَيْنَا أَبُو عَمْرو الْبَصْرِيّ يَوْم جُمُعَة بعد الْعَصْر فَدَعَا وَأمنا فغفر لنا مُنْذُ فارقناكم
37 -
وَأخرج عَن عقبَة بن أبي ثبيت قَالَ رَأَيْت خُلَيْد بن سعيد فِي مَنَامِي بعد مَوته فَقلت مَا صنعت قَالَ أفلتنا وَلم نكد نتفلت قلت مَتى عهدكم بِالْقُرْآنِ قَالَ لَا عهد لنا بِهِ مُنْذُ فارقناكم
38 -
وَأخرج الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد عَن مُحَمَّد بن سَالم الْخَواص قَالَ رَأَيْت يحيى بن أَكْثَم القَاضِي فِي النّوم فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ أوقفني بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لي يَا شيخ السوء لَوْلَا شيبتك لأحرقتك بالنَّار فأخذني مَا يَأْخُذ العَبْد بَين يَدي مَوْلَاهُ فَلَمَّا أَفَقْت قَالَ لي يَا شيخ السوء لَوْلَا شيبتك لأحرقتك بالنَّار فأخذني مَا يَأْخُذ العَبْد بَين يَدي مَوْلَاهُ فَلَمَّا أَفَقْت قَالَ لي يَا شيخ السوء فَذكر الثَّالِثَة مثل الْأَوليين فَلَمَّا أَفَقْت قلت يَا رب مَا هَكَذَا حدثت عَنْك فَقَالَ الله تَعَالَى وَمَا حدثت عني وَهُوَ أعلم بذلك
قلت حَدثنِي عبد الرَّزَّاق بن همام قَالَ حَدثنَا معمر بن رَاشد عَن إِبْنِ شهَاب الزُّهْرِيّ عَن أنس بن مَالك عَن نبيك صلى الله عليه وسلم عَن جِبْرِيل عَنْك يَا عَظِيم أَنَّك قلت مَا شَاب لي عبد فِي الْإِسْلَام شيبَة إِلَّا إستحييت مِنْهُ أَن أعذبه بالنَّار فَقَالَ الله صدق عبد الرَّزَّاق وَصدق معمر وَصدق الزُّهْرِيّ وَصدق أنس وَصدق نبيي وَصدق جِبْرِيل وَأَنا قلت ذَلِك إنطلقوا بِهِ إِلَى الْجنَّة
39 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق عَن أبي بكر الْفَزارِيّ قَالَ بَلغنِي أَن بعض إخْوَان أَحْمد بن حَنْبَل رَآهُ فِي النّوم بعد مَوته فَقَالَ يَا أَحْمد مَا فعل الله بك فَقَالَ أوقفني بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لي يَا أَحْمد صبرت على الضَّرْب أَن قلت وَلم تَتَغَيَّر إِن كَلَامي منزل غير مَخْلُوق وَعِزَّتِي لأسمعنك كَلَامي إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَأَنا أسمع كَلَام رَبِّي عز وجل
40 -
وَأخرج عَن مُحَمَّد بن عَوْف قَالَ رَأَيْت مُحَمَّد بن الْمُصَفّى الْحِمصِي فِي النّوم فَقلت إلام صرت قَالَ إِلَى خير وَمَعَ ذَلِك فَنحْن نرى رَبنَا كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَقلت يَا عبد الله صَاحب سنة فِي الدُّنْيَا وَصَاحب سنة فِي الْآخِرَة فَتَبَسَّمَ إِلَيّ
41 -
وَأخرج عَن مُحَمَّد بن الْفضل قَالَ رَأَيْت مَنْصُور بن عمار فِي النّوم بعد مَوته فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ أوقفني بَين يَدَيْهِ وَقَالَ لي كنت تخلط وَلَكِنِّي قد غفرت لَك لِأَنَّك كنت تحببني إِلَى خلقي قُم فمجدني بَين ملائكتي كَمَا
كنت تمجدني فِي الدُّنْيَا فَوضع لي كرْسِي فمجدت الله بَين مَلَائكَته
42 -
وَأخرج عَن أبي الْحسن الشعراني قَالَ رَأَيْت مَنْصُور بن عمار فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقلت مَا فعل الله بك فَقَالَ قَالَ لي أَنْت مَنْصُور بن عمار قلت نعم يارب قَالَ أَنْت الَّذِي كنت تزهد النَّاس فِي الدُّنْيَا وترغبهم فِي الْآخِرَة قلت قد كَانَ ذَلِك وَلَكِنِّي مَا اتَّخذت مَجْلِسا إِلَّا بدأت بالثناء عَلَيْك وثنيت بِالصَّلَاةِ على نبيك وثلثت بِالنَّصِيحَةِ لِعِبَادِك قَالَ صدقت ضَعُوا لَهُ كرسيا يمجدني فِي سمائي كَمَا مجدني فِي أرضي بَين عبَادي
43 -
وَأخرج عَن سليم بن مَنْصُور بن عمار قَالَ رَأَيْت أبي فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ قربني وأدناني وَقَالَ لي يَا شيخ السوء تَدْرِي لم غفرت لَك قلت لَا يَا إلهي قَالَ لِأَنَّك جَلَست للنَّاس يَوْمًا مَجْلِسا فبكيتهم فَبكى فيهم عبد من عبَادي لم يبك من خَشْيَتِي قطّ فغفرت لَهُ ووهبت لَهُ أهل الْمجْلس كلهم ووهبتك فِيمَن وهبته لَهُ
44 -
وَأخرج عَن سَلمَة بن عَفَّان قَالَ رَأَيْت وكيعا فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقلت مَا صنع الله بك قَالَ أدخلني الْجنَّة قلت بِأَيّ شَيْء قَالَ بِالْعلمِ
45 -
وَأخرج عَن أبي يحيى الْمُسْتَمْلِي بن همام قَالَ رَأَيْت أَبَا همام فِي الْمَنَام بعد مَوته وعَلى رَأسه قناديل معلقَة فَقلت يَا أَبَا همام بِمَ نلْت هَذِه الْقَنَادِيل قَالَ هَذَا بِحَدِيث الْحَوْض وَهَذَا بِحَدِيث الشَّفَاعَة وَهَذَا بِحَدِيث كَذَا
46 -
وَأخرج عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ رَأَيْت الثَّوْريّ فِي الْمَنَام فَقلت أوصني قَالَ أقل من مُخَالطَة النَّاس قلت زِدْنِي قَالَ سترد فتعلم
47 -
وَأخرج عَن أبي الرّبيع الزهْرَانِي قَالَ حَدثنِي جَار لي قَالَ رَأَيْت إِبْنِ عَوْف فِي النّوم بعد مَوته فَقلت مَا صنع الله بك قَالَ مَا غربت الشَّمْس من يَوْم الْإِثْنَيْنِ حَتَّى عرضت عَليّ صحيفتي فرحمني وَغفر لي وَكَانَ مَاتَ يَوْم الْإِثْنَيْنِ
48 -
وَأخرج عَن أبي عَمْرو الْخفاف قَالَ رَأَيْت مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي النّوم بعد مَوته فَقلت فَمَا فعل بك رَبك قَالَ غفر لي قلت فَمَا فعل عَمَلك قَالَ كتب بِمَاء الذَّهَب وَرفع فِي عليين
49 -
وَأخرج عَن الْأُسْتَاذ أبي الْوَلِيد قَالَ رَأَيْت أَبَا الْعَبَّاس الْأَصَم فِي الْمَنَام فَقلت لَهُ مَاذَا إنتهى حالك أَيهَا الشَّيْخ فَقَالَ أَنا مَعَ أبي يَعْقُوب الْبُوَيْطِيّ
وَالربيع بن سُلَيْمَان فِي جوَار أبي عبد الله الشَّافِعِي نحضر كل يَوْم فِي ضيافته
50 -
وَأخرج عَن سهل أخي حزم قَالَ رَأَيْت مَالك بن دِينَار بعد مَوته فَقلت مَاذَا قدمت بِهِ على الله قَالَ قدمت بذنوب كَثِيرَة محاها عني حسن الظَّن بِاللَّه
51 -
وَأخرج عَن إمرأة من أهل الْيمن قَالَت رَأَيْت رَجَاء بن حَيْوَة فِي النّوم فَقلت ألم تمت قَالَ بلَى وَلَكِن نُودي فِي أهل الْجنَّة أَن تلقوا الْجراح بن عبد الله وَذَلِكَ قبل أَن يَأْتِي خبر الْجراح ثمَّ جَاءَ نعي الْجراح فَحسب فَوجدَ قد أستشهد بِأَذربِيجَان ذَلِك الْيَوْم
52 -
وَأخرج عَن عتبَة بن أبي حَكِيم عَن إمرأة من بَيت الْمُقَدّس قَالَ كَانَ رَجَاء بن حَيْوَة جَلِيسا لنا وَكَانَ نعم الجليس فَمَاتَ فرأيته بعد شهر فَقلت إلام صرتم قَالَ إِلَى خير وَلَكنَّا فزغنا بعدكم فزعة ظننا أَن الْقِيَامَة قد قَامَت قلت وفيم ذَلِك قَالَ دخل الْجراح وَأَصْحَابه الْجنَّة بأثقالهم حَتَّى إزدحموا على بَابهَا
53 -
وَأخرج عَن الْأَصْمَعِي عَن أَبِيه قَالَ رأى رجل فِي الْمَنَام جَرِيرًا الخطفي بعد مَوته فَقَالَ لَهُ مَا فعل بك رَبك قَالَ غفر لي قَالَ بِمَاذَا قَالَ بتكبيرة كبرتها فِي ظهر مَاء بالبادية قَالَ فَمَا فعل أَخُوك الفرزدق قَالَ إِنَّمَا أهلكه قذف الْمُحْصنَات
54 -
وَأخرج عَن ثَوْر بن يزِيد الشَّامي قَالَ رَأَيْت الْكُمَيْت بن زيد فِي النّوم بعد مَوته فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَنصب لي كرسيا وأجلسني عَلَيْهِ وَأمرت بإنشاد طريب فَمَا بلغت إِلَى قولي
(حنانيك رب النَّاس من أَن يغرني
…
كَمَا غرهم شرب الْحَيَاة المصرد)
قَالَ صدقت يَا كميت إِنَّه مَا غَرَّك مَا غرهم فقد غفرت لَك بصدقك فِي صفوتي من بريتي وخيرتي من خليقتي وَجعلت لَك بِكُل منشد أنْشد بَيْتا من مدحك آل مُحَمَّد رُتْبَة أرفعها لَك فِي الْآخِرَة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
55 -
وَأخرج عَن إِبْنِ الشعشاع الْمصْرِيّ قَالَ رَأَيْت أَبَا بكر بن النابلسي أحد من قَتله بَنو عبيد على السّنة بعد مَا قتل فِي الْمَنَام وَهُوَ فِي أحسن هَيْئَة
فَقلت مَا فعل بك رَبك فَقَالَ
(حباني مالكي بدوام عز
…
وواعدني بِقرب الإنتصار)
(وقربني وأدناني إِلَيْهِ
…
وَقَالَ إنعم بعيش فِي جواري)
56 -
وَأخرج عَن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي قَالَ رَأَيْت سُفْيَان الثَّوْريّ فِي النّوم بعد مَوته فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ لم يكن إِلَّا أَن وضعت فِي اللَّحْد ووقفت بَين يَدي الله فحاسبني حسابا يَسِيرا ثمَّ أَمر بِي إِلَى الْجنَّة فَبينا أَنا بَين رياحينها وأشجارها لَا أسمع حسا وَلَا حَرَكَة فَإِذا بِصَوْت يَقُول يَا سُفْيَان بن سعيد هَل تعلم أَنَّك آثرت الله على نَفسك فَقلت إِي وَالله فَأَخَذَتْنِي صواني النثار من كل جَانب
57 -
وَأخرج عَن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ رَأَيْت الشَّافِعِي فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وتوجني وزوجني وَقَالَ لي بِمَا لم تزه بِمَا أرضيتك وَلم تتكبر فِيمَا أَعطيتك
58 -
وَأخرج عَن الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ رَأَيْت الشَّافِعِي فِي النّوم فَقلت مَا صنع الله بك قَالَ أجلسني على كرْسِي من ذهب ونثر عَليّ اللُّؤْلُؤ الرطب
59 -
وَأخرج عَن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم الْفَقِيه قَالَ رَأَيْت الْحَافِظ أَبَا أَحْمد الْحَاكِم فِي النّوم بعد مَوته فَقلت أَي الْفرق أَكثر نجاة عنْدكُمْ قَالَ أهل السّنة
60 -
وَأخرج عَن خَيْثَمَة بن سُلَيْمَان قَالَ رَأَيْت عَاصِمًا الطرابلسي أحد الْغُزَاة فِي النّوم بعد مَا توفّي فَقلت أَي شَيْء حالك يَا أَبَا عَليّ فَقَالَ إِنَّا لَا نكتني بعد الْمَوْت وَلم يجبني بعد هَذَا فَقلت أَي شَيْء حالك يَا عَاصِم وإلام صرت قَالَ صرت إِلَى رَحْمَة وَاسِعَة وجنة عالية قلت بِمَاذَا قَالَ بِكَثْرَة جهادي فِي الْبَحْر
61 -
وَأخرج عَن مَالك بن دِينَار قَالَ رَأَيْت مُسلم بن يسَار فِي النّوم فَقلت لَهُ مَاذَا لقِيت بعد الْمَوْت قَالَ لقِيت أهوالا وزلازل عظاما شدادا قلت فَمَا كَانَ بعد ذَلِك قَالَ وَمَا ترَاهُ يكون من الْكَرِيم قبل منا الْحَسَنَات وَعَفا لنا عَن السَّيِّئَات وَضمن لنا التَّبعَات
62 -
وَأخرج عَن الْحسن بن عبد الْعَزِيز الْهَاشِمِي العباسي قَالَ رَأَيْت أَبَا جَعْفَر مُحَمَّد بن جرير فِي النّوم فَقلت كَيفَ رَأَيْت الْمَوْت قَالَ مَا رَأَيْت إِلَّا خيرا قلت كَيفَ رَأَيْت هول المطلع قَالَ مَا رَأَيْت إِلَّا خيرا قلت كَيفَ رَأَيْت مُنْكرا ونكيرا قَالَ مَا رَأَيْت إِلَّا خيرا فَقلت إِن رَبك بك حفي اذكرنا عِنْد رَبك قَالَ يَا أَبَا عَليّ تَقول اذكرنا عِنْد رَبك وَنحن نتوسل بكم إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
63 -
وَأخرج عَن حُبَيْش بن مُبشر قَالَ رَأَيْت يحيى بن معِين فِي الْمَنَام فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ قربني وأدناني وَأَعْطَانِي وحباني وزوجني ثلثمِائة حوراء وأدخلني عَلَيْهِ مرَّتَيْنِ فَقلت بِمَاذَا فَأخْرج شَيْئا من كمه وَقَالَ بِهَذَا يَعْنِي الحَدِيث
64 -
وَأخرج عَن سُلَيْمَان الْعمريّ قَالَ رَأَيْت أَبَا جَعْفَر القارىء يزِيد بن الْقَعْقَاع فِي النّوم بعد مَوته فَقَالَ أقرىء إخْوَانِي مني السَّلَام وَأخْبرهمْ أَن الله جعلني من الشُّهَدَاء الْأَحْيَاء المرزوقين وأقرىء أَبَا حَازِم مني السَّلَام وَقل لَهُ يَقُول لَك أَبُو جَعْفَر الْكيس الْكيس فَإِن الله تَعَالَى وَمَلَائِكَته ينزلون مجلسك بالعشيات
65 -
وَأخرج عَن زَكَرِيَّا بن عدي قَالَ رَأَيْت إِبْنِ الْمُبَارك فِي النّوم بعد مَوته فَقلت لَهُ مَا صنع الله بك قَالَ غفر لي برحلتي
66 -
وَأخرج عَن مُحَمَّد بن فُضَيْل بن عِيَاض قَالَ رَأَيْت إِبْنِ الْمُبَارك فِي النّوم فَقلت أَي الْعَمَل وجدت أفضل قَالَ الْأَمر الَّذِي كنت فِيهِ قلت الرِّبَاط وَالْجهَاد قَالَ نعم
67 -
وَأخرج عَن يزِيد بن مذعور قَالَ رَأَيْت الْأَوْزَاعِيّ فِي مَنَامِي بعد مَوته فَقلت يَا أَبَا عَمْرو دلَّنِي على شَيْء أَتَقَرَّب بِهِ إِلَى الله قَالَ مَا رَأَيْت هُنَاكَ دَرَجَة أرفع من دَرَجَة الْعلمَاء وَمن بعدهمْ دَرَجَة المحزونين
68 -
وَأخرج عَن عبد الْعَزِيز بن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ رَأَيْت أبي فِي النّوم بعد مَوته فَقلت أَي الْأَعْمَال وجدت أفضل قَالَ الإستغفار يَا بني
69 -
وَأخرج عَن عبد الله بن عبد الرَّحْمَن قَالَ رَأَيْت الْخَلِيفَة المتَوَكل فِي النّوم بعد مَوته فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي قلت بِمَ غفر لَك وَقد
عملت مَا عملت قَالَ بِالْقَلِيلِ من السّنة الَّتِي أظهرتها
70 -
وَأخرج عَن حجاج بن قَبيلَة قَالَ شهِدت الْحسن والفرزدق عِنْد قبر فَقَالَ الْحسن للفرزدق مَا أَعدَدْت لهَذَا الْيَوْم قَالَ شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله مُنْذُ سبعين سنة فَسكت الْحسن قَالَ لبطة بن الفرزدق فَرَأَيْت أبي فِي النّوم بعد مَوته فَقَالَ لي يَا بني نفعتني الْكَلِمَة الَّتِي خاطبت بهَا الْحسن
71 -
وَأخرج عَن عبد الله بن صَالح الصُّوفِي قَالَ رُؤِيَ بعض أَصْحَاب الحَدِيث فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي قيل لَهُ بِأَيّ شَيْء قَالَ بصلاتي فِي كتبي على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
72 -
وَأخرج عَن يزِيد بن نعَامَة قَالَ رأى رجل حَيّ مَيتا فَقَالَ لَهُ الْمَيِّت يَا فلَان أخبر النَّاس أَن وَجه عَامر بن قيس يَوْم الْقِيَامَة مثل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر
73 -
وَأخرج عَن عبد الرَّحْمَن بن زيد بن أسلم قَالَ رَأَيْت أبي فِي الْمَنَام بعد مَوته وَعَلِيهِ قلنسوة طَوِيلَة فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ زينني بزينة الْعلم قلت فَأَيْنَ مَالك بن أنس قَالَ مَالك فَوق فَوق فَلم يزل يَقُول فَوق وَيرْفَع رَأسه حَتَّى سَقَطت القلنسوة عَن رَأسه
74 -
وَأخرج عَن خشنام إِبْنِ أُخْت بشر الحافي قَالَ رَأَيْت خَالِي فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَجعل يذكر مَا فعل الله بِهِ من الْكَرَامَة فَقلت لَهُ قَالَ لَك شَيْئا قَالَ نعم قَالَ لي يَا بشر وَمَا استحييت مني تخَاف ذَلِك الْخَوْف كُله على نفس هِيَ لي
75 -
وَأخرج عَن الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي قَالَ رَأَيْت القاشاني فِي النّوم فَقلت مَا فعل الله بك فَأَوْمأ إِلَيّ بِأَنَّهُ نجا بعد شدَّة قلت فَمَا تَقول فِي أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ غفر الله لَهُ قلت فبشر الحافي قَالَ ذَاك تجيئه الْكَرَامَة من الله فِي كل يَوْم مرَّتَيْنِ
76 -
وَأخرج عَن عَاصِم الْحَرْبِيّ قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي دخلت فِي درب هِشَام فلقيني بشر الحافي فَقلت من أَيْن قَالَ من عليين قلت مَا فعل الله بِأَحْمَد بن حَنْبَل قَالَ تركت السَّاعَة أَحْمد بن حَنْبَل وَعبد الْوَهَّاب الْوراق
بَين يَدي الله يأكلان ويشربان ويتنعمان قلت فَأَيْنَ أَنْت قَالَ علم الله قلَّة رغبتي فِي الطَّعَام فأباحني بِالنّظرِ إِلَيْهِ عز وجل
77 -
وَأخرج عَن أبي جَعْفَر السقاء قَالَ رَأَيْت بشرا الحافي ومعروفا الْكَرْخِي فِي النّوم كَأَنَّهُمَا جائيان فَقلت من أَيْن فَقَالَا من جنَّة الفردوس وَقد زرنا مُوسَى كليم الرَّحْمَن عز وجل
78 -
وَأخرج عَن الْقَاسِم بن مُنَبّه قَالَ رَأَيْت بشرا الحافي فِي النّوم فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَقَالَ يَا بشر قد غفرت لَك وَلكُل من تبع جنازتك فَقلت يَا رب وَلكُل من أَحبَّنِي قَالَ وَلكُل من أحبك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
79 -
وَأخرج عَن أَحْمد الدوري قَالَ مَاتَ جَار لي فرأيته فِي النّوم وَعَلِيهِ حلتان قلت إيش قصتك قَالَ دفن فِي مقبرتنا بشر الحافي فكسي أهل الْمقْبرَة حلتين حلتين
80 -
وَأخرج عَن حجاج بن الشَّاعِر قَالَ رُؤِيَ بشر الحافي فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَقَالَ يَا بشر مَا عبدتني على قدر مَا نوهت بإسمك
81 -
وَأخرج عَن رجل أَنه رأى بشرا الحافي فِي النّوم فَقَالَ لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَقَالَ لي يَا بشر لَو سجدت لي على الْجَمْر مَا كافأت مَا جعلت لَك فِي قُلُوب عبَادي
82 -
وَأخرج عَن مُحَمَّد بن خُزَيْمَة قَالَ لما مَاتَ أَحْمد بن حَنْبَل إغتممت غما شَدِيدا فَبت لَيْلَتي فرأيته فِي الْمَنَام وَهُوَ يتبختر فِي مشيته فَقلت يَا أَبَا عبد الله أَي مشْيَة هَذِه فَقَالَ مشْيَة الخدام فِي دَار السَّلَام فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وتوجني وألبسني نَعْلَيْنِ من ذهب وَقَالَ يَا أَحْمد هَذَا بِقَوْلِك إِن الْقُرْآن كَلَامي ثمَّ قَالَ لي يَا أَحْمد إدعني بِتِلْكَ الدَّعْوَات الَّتِي كنت تَدْعُو بهَا فِي دَار الدُّنْيَا فَقلت يَا رب كل شَيْء فَقَالَ لي هيه فَقلت بقدرتك على كل شَيْء فَقَالَ لي صدقت فَقلت لَا تَسْأَلنِي عَن شَيْء وإغفر لي كل شَيْء قَالَ قد فعلت ثمَّ قَالَ يَا أَحْمد هَذِه الْجنَّة فَقُمْ فَادْخُلْ إِلَيْهَا فَدخلت فَإِذا بسفيان الثَّوْريّ وَله جَنَاحَانِ أخضران يطير بهما من نَخْلَة إِلَى نَخْلَة وَيَقُول {الْحَمد لله}
الَّذِي صدقنا وعده وأورثنا الأَرْض نتبوأ من الْجنَّة حَيْثُ نشَاء فَنعم أجر العاملين) قلت لَهُ مَا فعل عبد الْوَهَّاب الْوراق قَالَ تركته فِي بَحر من نور فِي زلال من نور بَين يَدي ربه الْملك الغفور قلت لَهُ مَا فعل بشر الحافي قَالَ بخ بخ وَمن مثل بشر تركته بَين يَدي الْملك الْجَلِيل وَبَين يَدَيْهِ مائدة من الطَّعَام والجليل يقبل عَلَيْهِ وَهُوَ يَقُول كل يَا من لم يَأْكُل واشرب يَا من لم يشرب وانعم يَا من لم ينعم فِي دَار الدُّنْيَا
83 -
وَأخرج عَن دلف بن أبي دلف الْعجلِيّ قَالَ رَأَيْت أبي فِي الْمَنَام فِي دَار وَحْشَة وعرة سَوْدَاء الْحِيطَان وَإِذا فِي أرْضهَا أثر الرماد وَإِذا أبي عُرْيَان وَاضع رَأسه بَين رُكْبَتَيْهِ فَقَالَ لي كالمستفهم دلف قلت نعم أصلح الله الْأَمِير فَأَنْشَأَ يَقُول
(أبلغن أهلنا وَلَا تخف عَنْهُم
…
مَا لَقينَا فِي البرزخ الخناق)
(قد سئلنا عَن كل مَا قد فعلنَا
…
فارحموا وحشتي وَمَا قد أُلَاقِي) أفهمت قلت نعم ثمَّ أنشأ يَقُول
(فَلَو أَنا إِذا متْنا تركنَا
…
لَكَانَ الْمَوْت رَاحَة كل حَيّ)
(وَلَكنَّا إِذا متْنا بعثنَا
…
فنسأل بعده عَن كل شَيْء)
إنصرف قَالَ فانتبهت
84 -
وَأخرج عَن الْأَصْمَعِي عَن أَبِيه قَالَ رَأَيْت الْحجَّاج فِي الْمَنَام فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ قتلني بِكُل قتلة قتلت بهَا إنْسَانا سبعين قتلة ثمَّ رَأَيْته بعد الْحول فَقلت مَا صنع الله بك قَالَ أما سَأَلت عَن هَذَا عَام أول
85 -
وَأخرج عَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن جيفة ملقاة فَقلت مَا هَذِه قَالُوا إِنَّك إِن كَلمته كلمك فوكزته برجلي فَرفع رَأسه
إِلَيّ وَفتح عَيْنَيْهِ فَقلت لَهُ من أَنْت قَالَ أَنا الْحجَّاج قدمت على الله فَوَجَدته شَدِيد الْعقَاب فقتلني بِكُل قتلة قتلة وَهَا أَنا مَوْقُوف بَين يَدي الله أنْتَظر مَا ينتظره الموحدون من رَبهم إِمَّا إِلَى الْجنَّة وَإِمَّا إِلَى النَّار
86 -
وَأخرج عَن أَشْعَث قَالَ رَأَيْت الْحجَّاج فِي مَنَامِي بِحَال سَيِّئَة قلت مَا صنع بك رَبك قَالَ مَا قتلت أحدا قتلة إِلَّا قتلني بهَا قلت ثمَّ مَه قَالَ ثمَّ أَرْجُو مَا يَرْجُو أهل لَا إِلَه إِلَّا الله
87 -
وَأخرج عَن أبي الْحسن قَالَ رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم كَأَنِّي أدخلت موضعا وَاسِعًا وَإِذا رجل على سَرِير قَاعد وَإِذا رجل يقلي بَين يَدَيْهِ قلت من هَذَا الْقَاعِد قيل إِن ذَا يزِيد النَّحْوِيّ وَهَذَا أَبُو مُسلم يَعْنِي الْخُرَاسَانِي صَاحب الدعْوَة يقلي بَين يَدَيْهِ قلت فَمَا حَال إِبْرَاهِيم الصَّائِغ قَالَ ذَاك فِي أَعلَى عليين من يصل إِلَيْهِ قَالَ أَبُو الْحُسَيْن وَقيل لي فِي الْمَنَام إِن هَذَا الَّذِي رَأَيْته رَآهُ رجل صَالح فِي كور خُرَاسَان فَكَانَ يجيئنا بعد ذَلِك وَيذكر أَن ببلخ رجلا رأى هَذِه الرُّؤْيَا وبسمرقند وجورجان وكور خُرَاسَان
88 -
وَأخرج عَن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن الْمعبر قَالَ رَأَيْت صَالح بن عبد القدوس ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا فَقلت مَا فعل بك رَبك وَكَيف نجوت مِمَّا كنت ترمى بِهِ من الزندقة قَالَ إِنِّي وَردت على رَبِّي لَا تخفى عَلَيْهِ خافية فاستقبلني برحمته قَالَ قد علمت براءتك مِمَّا كنت ترمى بِهِ
89 -
وَأخرج عَن أبي يزِيد طيفور البسطامي قَالَ رَأَيْت عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه فِي النّوم فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عَلمنِي كلمة تنفعني فَقَالَ مَا أحسن تواضع الْأَغْنِيَاء للْفُقَرَاء رَجَاء ثَوَاب الله قلت زِدْنِي قَالَ وأحس مِنْهُ تيه الْفُقَرَاء على الْأَغْنِيَاء ثِقَة بِمَا عِنْد الله قلت زِدْنِي قَالَ وَأحسن مِنْهُ فَفتح كَفه فَإِذا فِيهِ مَكْتُوب بِمَاء الذَّهَب
(قد كنت مَيتا فصرت حَيا
…
وَعَن قَلِيل تكون مَيتا)
(فَابْن بدار الْبَقَاء بَيْتا
…
واهدم بدار الفناء بَيْتا)
90 -
وَأخرج عَن بعض المكيين قَالَ رَأَيْت سعيد بن سَالم القداح فِي النّوم فَقلت من أفضل من فِي هَذِه الْقُبُور قَالَ صَاحب هَذَا الْقَبْر قلت بِمَ
فَضلكُمْ قَالَ إِنَّه أَبْتَلِي فَصَبر قلت مَا فعل فُضَيْل بن عِيَاض قَالَ هَيْهَات كسي حلَّة لَا تقوم لَهَا الدُّنْيَا بحواشيها
91 -
وَأخرج عَن أبي الْفرج غيث بن عَليّ قَالَ رَأَيْت أَبَا الْحسن العاقولي المقرىء فِي النّوم فِي هَيْئَة صَالِحَة فَسَأَلته عَن حَاله فَذكر خيرا قلت أَلَيْسَ قد مت قَالَ بلَى قلت كَيفَ رَأَيْت الْمَوْت قَالَ حسن أَو جيد وَهُوَ مُسْتَبْشِرٍ قلت غفر لَك دخلت الْجنَّة قَالَ نعم قلت فَأَي الْأَعْمَال أَنْفَع قَالَ مَا ثمَّ شَيْء أَنْفَع من الإستغفار أَكثر مِنْهُ
92 -
وَأخرج عَن الْحسن بن يُونُس الْحَرَّانِي قَالَ رَأَيْت الهاجور الْأَمِير فِي النّوم فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي قلت بِمَاذَا قَالَ بضبطي لطريق الْمُسلمين وَطَرِيق الْحَاج
93 -
وَأخرج عَن أبي نصر بن مَاكُولَا قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أسأَل عَن حَال أبي الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْآخِرَة فَقيل لي ذَاك يدعى فِي الْجنَّة الإِمَام
94 -
وَأخرج عَن أبي نصر خلف الْوزان قَالَ رُؤِيَ يُوسُف بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ الصُّوفِي فِي النّوم فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي ورحمني قلت بِمَاذَا قَالَ بِكَلِمَات قلتهَا عِنْد الْمَوْت قلت اللَّهُمَّ نصحت النَّاس قولا وخنت نَفسِي فعلا فَهَب لي خِيَانَة فعلي لنصيحة قولي
95 -
وَأخرج عَن عبد الله بن صَالح قَالَ رُؤِيَ أَبُو نواس فِي الْمَنَام وَهُوَ فِي نعْمَة كَبِيرَة فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَأَعْطَانِي هَذِه النِّعْمَة قيل بِمَاذَا وَقد كنت مخلطا قَالَ جَاءَ بعض الصَّالِحين إِلَى الْمَقَابِر فِي لَيْلَة من اللَّيَالِي فَبسط رِدَاءَهُ وَصلى رَكْعَتَيْنِ قَرَأَ فيهمَا ألفي مرّة {قل هُوَ الله أحد} وَجعل ثَوَابهَا لأهل الْمَقَابِر فغفر الله لأهل الْمَقَابِر عَن آخِرهم فَدخلت أَنا فِي جُمْلَتهمْ
96 -
وَأخرج عَن مُحَمَّد بن نَافِع قَالَ رَأَيْت أَبَا نواس وَأَنا بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَقلت أَبُو نواس قَالَ لات حِين كنيته قلت الْحسن بن هانىء قَالَ نعم قلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي بِأَبْيَات قلتهَا هِيَ تَحت الوسادة فَأتيت أَهله فَرفعت لي الوسادة فَإِذا برقعة فِيهَا مَكْتُوب
(يَا رب إِن عظمت ذُنُوبِي كَثْرَة
…
فَلَقَد علمت بِأَن عفوك أعظم)
(إِن كَانَ لَا يرجوك إِلَّا محسن
…
فبمن يلوذ ويستجير المجرم)
(أَدْعُوك رب كَمَا أمرت تضرعا
…
فَإِذا رددت يَدي فَمن ذَا يرحم)
(مَا لي إِلَيْك وَسِيلَة إِلَّا الرجا
…
وَجَمِيل عفوك ثمَّ أَنِّي مُسلم)
97 -
وَأخرج عَن أبي بكر الْأَصْبَهَانِيّ قَالَ رُؤِيَ أَبُو نواس فِي الْمَنَام فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي بِأَبْيَات قلتهَا فِي النرجس وَهِي
(تَأمل فِي نَبَات الأَرْض وَانْظُر
…
إِلَى آثَار مَا صنع المليك)
(عُيُون من لجين شاخصات
…
بأحداق كَمَا الذَّهَب السبيك)
(على قضب الزبرجد شاهدات
…
بِأَن الله لَيْسَ لَهُ شريك)
(وَأَن مُحَمَّدًا عبد رَسُول
…
إِلَى الثقلَيْن أرْسلهُ المليك)
98 -
وَأخرج عَن عبد الله بن مُحَمَّد الْمروزِي قَالَ رَأَيْت يَعْقُوب بن سُفْيَان الْحَافِظ فِي النّوم فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَأَمرَنِي أَن أحدث فِي السَّمَاء كَمَا كنت أحدث فِي الأَرْض فَحدثت فِي السَّمَاء الرَّابِعَة فَاجْتمع عَليّ الْمَلَائِكَة واستملى على جِبْرِيل وَكَتَبُوا بأقلام من ذهب
99 -
وَأخرج عَن أبي عبيد بن حربويه أَن رجلا حضر جَنَازَة السّري السَّقطِي فَلَمَّا كَانَ فِي بعض اللَّيْل رَآهُ فِي النّوم فَقَالَ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وَلمن حضر جنازتي وَصلى عَليّ قَالَ فَإِنِّي مِمَّن حضر جنازتك وَصلى عَلَيْك فَأخْرج درجا فَنظر فِيهِ فَلم ير فِيهِ إسمه فَقَالَ بلَى قد حضرت قَالَ فَنظر فَإِذا إسمه فِي الْحَاشِيَة
100 -
وَأخرج عَن أبي الْقَاسِم ثَابت بن أَحْمد بن الْحُسَيْن الْبَغْدَادِيّ قَالَ رَأَيْت أَبَا الْقَاسِم سعد بن مُحَمَّد الزنجاني فِي النّوم يَقُول لي مرّة بعد أُخْرَى يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الله يَبْنِي لأهل الحَدِيث بِكُل مجْلِس يجلسونه بَيْتا فِي الْجنَّة
101 -
وَأخرج عَن مُحَمَّد بن مُسلم بن دَاره قَالَ رَأَيْت أَبَا زرْعَة فِي الْمَنَام فَقلت لَهُ مَا حالك قَالَ أَحْمد الله على الْأَحْوَال كلهَا إِن أحضرت
فوقفت بَين يَدي الله فَقَالَ لي يَا عبيد الله لم تدرعت فِي القَوْل فِي عبَادي قلت يَا رب إِنَّهُم حاولوا دينك قَالَ صدقت ثمَّ أُتِي بطاهر الخلقاني فاستعديت عَلَيْهِ إِلَى رَبِّي فَضَربهُ الْحَد مائَة ثمَّ أَمر إِلَى الْحَبْس ثمَّ قَالُوا ألْحقُوا عبيد الله بِأَصْحَابِهِ بِأبي عبد الله وَأبي عبد الله وَأبي عبد الله سُفْيَان الثَّوْريّ وَمَالك بن أنس وَأحمد بن حَنْبَل
102 -
وَأخرج عَن حَفْص بن عبد الله قَالَ رَأَيْت أَبَا زرْعَة فِي النّوم بعد مَوته يُصَلِّي فِي السَّمَاء الدُّنْيَا بِالْمَلَائِكَةِ قلت بِمَ نلْت هَذَا قَالَ كتبت بيَدي ألف ألف حَدِيث أَقُول فِيهَا عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقد قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم من صلى عَليّ صَلَاة صلى عَلَيْهِ بهَا عشرا
103 -
وَأخرج عَن يزِيد بن مخلد الطرسوسي قَالَ رَأَيْت أَبَا زرْعَة بعد مَوته يُصَلِّي فِي السَّمَاء الدُّنْيَا بِقوم عَلَيْهِم ثِيَاب بيض وَعَلِيهِ ثِيَاب بيض وهم يرفعون أَيْديهم فِي الصَّلَاة فَقلت يَا أَبَا زرْعَة من هَؤُلَاءِ قَالَ الْمَلَائِكَة قلت بِأَيّ شَيْء أدْركْت هَذَا قَالَ بِرَفْع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة قلت فَإِن الجهيمة قد آذوا أَصْحَابنَا بِالريِّ قَالَ أسكت فَإِن أَحْمد بن حَنْبَل قد سد عَلَيْهِم المَاء من فَوق
104 -
وَأخرج عَن أبي الْعَبَّاس الْمرَادِي قَالَ رَأَيْت أَبَا زرْعَة فَقلت مَا فعل الله بك قَالَ لقِيت رَبِّي فَقَالَ لي يَا أَبَا زرْعَة إِنِّي أُوتى بالطفل فآمر بِهِ إِلَى الْجنَّة فَكيف بِمن حفظ السّنَن على عبَادي تبوأ من الْجنَّة حَيْثُ شِئْت
105 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر عَن صَدَقَة بن يزِيد قَالَ نظرت إِلَى ثَلَاثَة أقبر على شرف من الأَرْض بِنَاحِيَة طرابلس أَو أنطابلس أَحدهَا مَكْتُوب عَلَيْهِ هَذِه
(وَكَيف يلد الْعَيْش من هُوَ موقن
…
بِأَن المنايا بَغْتَة ستعالجه)
(وتسلبه ملكا عَظِيما وَنَحْوه
…
وتسكنه الْبَيْت الَّذِي هُوَ أَهله)
وعَلى الْقَبْر الثَّانِي
(وَكَيف يلد الْعَيْش من هُوَ عَالم
…
بِأَن إِلَه الْخلق لَا بُد سائله)
(فَيَأْخُذ مِنْهُ ظلمه لِعِبَادِهِ
…
ويجزيه بِالْخَيرِ الَّذِي هُوَ فَاعله)
وعَلى الْقَبْر الثَّالِث
(وَكَيف يلد الْعَيْش من هُوَ صائر
…
إِلَى جدث تبلي الشَّبَاب مَنَازِله)
(وَيذْهب حسن الْوَجْه من بعد ضوئه
…
سَرِيعا ويبلى جِسْمه ومفاصله)
فَنزلت قَرْيَة بِالْقربِ مِنْهَا فَقلت لشيخ بهَا لقد رَأَيْت عجبا قَالَ وَمَا ذَاك قلت رَأَيْت هَذِه الْقُبُور قَالَ حَدِيثهَا أعجب مِمَّا رَأَيْت عَلَيْهَا قلت فَحَدثني قَالَ كَانُوا ثَلَاثَة إخْوَة وَاحِد يصحب السُّلْطَان وَيُؤمر على الجيوش والمدن وَآخر تَاجر مُوسر مُطَاع فِي تِجَارَته وَآخر زاهد قد تخلى وَانْفَرَدَ لعبادة ربه فَحَضَرت الزَّاهِد الْوَفَاة فَأَتَاهُ أَخُوهُ صَاحب السُّلْطَان وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان قد ولاه ببلاده وَأَتَاهُ التَّاجِر فَقَالَا لَهُ توصي بِشَيْء فَقَالَ وَالله مَا لي مَال أوصِي بِهِ وَلَا عَليّ دين أوصِي بِهِ وَلَا أخلف من الدُّنْيَا عرضا وَلَكِن أَعهد إلَيْكُمَا عهدا فَلَا تخالفاه إِذا مت فادفناني على نشز من الأَرْض واكتبا على قَبْرِي وكي يلذ الْعَيْش من هُوَ عَالم الْبَيْتَيْنِ ثمَّ زوروا قَبْرِي ثَلَاثَة أَيَّام لعلكما تتعظان
ففعلا ذَلِك فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث أَتَى أَخُوهُ صَاحب السُّلْطَان الْقَبْر فَلَمَّا أَرَادَ الإنصراف سمع من دَاخل الْقَبْر هدة أرعبته وأفزعته فَانْصَرف مذعورا وجلا
فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل رأى أَخَاهُ فِي الْمَنَام فَقَالَ أَي أخي مَا الَّذِي سَمِعت فِي قبرك قَالَ هدة تِلْكَ المقمعة قيل لي رَأَيْت مَظْلُوما فَلم تنصره فَأصْبح فَدَعَا أَخَاهُ وخاصته فَقَالَ إِنِّي أشهدكم أَنِّي لَا أقيم بَين ظهرانيكم أبدا فَترك الأمارة وَلزِمَ الْعِبَادَة وَكَانَ مَأْوَاه البراري وَالْجِبَال وبطون الأودية فحضرته الْوَفَاة فَحَضَرَ أَخُوهُ فَقَالَ يَا أخي أَلا توصي بِشَيْء قَالَ مَا لي مَال وَلَا عَليّ دين وَلَكِن أَعهد إِلَيْك إِذا أَنا مت فَاجْعَلْ قَبْرِي إِلَى جنب قبر أخي واكتب عَلَيْهِ وَكَيف يلذ الْعَيْش من هُوَ موقن الْبَيْتَيْنِ ثمَّ تعهد قَبْرِي ثَلَاثًا
فَلَمَّا مَاتَ فعل أَخُوهُ ذَلِك فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث من إِتْيَانه الْقَبْر أَرَادَ الإنصراف فَسمع وجبة من الْقَبْر كَادَت تذْهب عقله فَرجع مَرْعُوبًا فَلَمَّا كَانَ
اللَّيْل رأى أَخَاهُ فِي مَنَامه فَقَالَ كَيفَ أَنْت قَالَ بِكُل خير وَمَا أجمع التَّوْبَة لكل خير فَقَالَ فَكيف أخي قَالَ مَعَ الْأَئِمَّة الْأَبْرَار قَالَ فَمَا أمرنَا قبلكُمْ قَالَ من قدم شَيْئا وجده فاغتنم وَجدك قبل فقرك فَأصْبح الْأَخ الثَّالِث مُعْتَزِلا للدنيا وَفرق مَاله وَأَقْبل على طَاعَة الله تَعَالَى وَنَشَأ إِبْنِ لَهُ فِي المكاسب حَتَّى أَتَت أَبَاهُ الْوَفَاة قَالَ يَا أَبَت أَلا توصي لي بِشَيْء قَالَ يَا بني مَا لي مَال فأوصي فِيهِ وَلَكِن أَعهد إِلَيْك إِذا أَنا مت أَن تدفني مَعَ عميك وَأَن تكْتب على قَبْرِي وَكَيف يلذ الْعَيْش من هُوَ صائر الْبَيْتَيْنِ ثمَّ تعاهد قَبْرِي ثَلَاثًا
فَفعل الْفَتى ذَلِك فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث سمع من الْقَبْر صَوتا هاله فَانْصَرف مهموما فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل رأى أَبَاهُ فِي مَنَامه قَالَ لَهُ يَا بني أَنْت عندنَا عَن قَلِيل وَالْأَمر جد فاستعد وتأهب لرحيلك وَطول سفرك وحول جهازك من الْمنزل الَّذِي أَنْت عَنهُ ظاعن إِلَى الْمنزل الَّذِي أَنْت بِهِ قاطن وَلَا تغتر بِمَا إغتر بِهِ البطالون من طول آمالهم فقصروا فِي أَمر معادهم فَنَدِمُوا عِنْد الْمَوْت وأسفوا على تَضْييع الْعُمر فَلَا الندامة عِنْد الْمَوْت تنفعهم وَلَا الأسف على التَّقْصِير أنقذهم
أَي بني فبادر ثمَّ بَادر ثمَّ بَادر فَقَالَ الشَّيْخ فَدخلت على الْفَتى صَبِيحَة الرُّؤْيَا فَقَصَّهَا عَليّ وَقَالَ مَا أرى الْأَمر الَّذِي قَالَ أبي إِلَّا وَقد أظلني وَلَا أَحسب بَقِي من أَجلي إِلَّا ثَلَاثَة أشهر أَو ثَلَاثَة أَيَّام لِأَنَّهُ أنذرني بالمبادرة ثَلَاثًا فَلَمَّا كَانَ آخر الْيَوْم الثَّالِث دَعَا أَهله وَولده فودعهم ثمَّ إستقبل الْقبْلَة وَتشهد ثمَّ مَاتَ من اللَّيْل
45 -
بَاب تأذي الْمَيِّت بِمَا يبلغهُ عَن الْأَحْيَاء من القَوْل فِيهِ وَالنَّهْي عَنهُ سبه وأذاه
1 -
أخرج الديلمي عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الْمَيِّت يُؤْذِيه فِي قَبره مَا يُؤْذِيه فِي بَيته
2 -
قَالَ الْقُرْطُبِيّ يجوز أَن يكون الْمَيِّت يبلغ من أَفعَال الْأَحْيَاء وأقوالهم مَا
يُؤْذِيه بلطيفة يحدثها الله تَعَالَى لَهُم من ملك مبلغ أَو عَلامَة أَو دَلِيل أَو مَا شَاءَ الله فَذَلِك زجر عَن سوء القَوْل فِي الْأَمْوَات
وَقَالَ يجوز أَن يكون المُرَاد بِهِ أَذَى الْملك لَهُ من التَّغْلِيظ والتقريع تمحيصا لما كَانَ يَأْتِيهِ من الْمعاصِي
3 -
وَأخرج البُخَارِيّ عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَا تسبوا الْأَمْوَات فَإِنَّهُم قد أفضوا إِلَى مَا قدمُوا
4 -
وَأخرج النَّسَائِيّ عَن صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَت ذكر عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَالك بِسوء فَقَالَ لَا تَذكرُوا هلكاكم إِلَّا بِخَير
5 -
وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وإبن أبي الدُّنْيَا عَن إِبْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أذكروا محَاسِن مَوْتَاكُم وَكفوا عَن مساوئهم
6 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول لَا تَذكرُوا مَوْتَاكُم إِلَّا بِخَير إِن يَكُونُوا من أهل الْجنَّة تأثموا وَإِن يَكُونُوا من أهل النَّار فحسبهم مَا هم فِيهِ
46 -
بَاب تأذي الْمَيِّت بالنياحة عَلَيْهِ
1 -
أخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَنه قيل لَهَا إِن إِبْنِ عمر يرفع إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِن الْمَيِّت يعذب ببكاء الْحَيّ قَالَت وَهل أَبُو عبد الرَّحْمَن إِنَّمَا قَالَ أهل الْمَيِّت يَبْكُونَ عَلَيْهِ وَإنَّهُ ليعذب بجرمه
2 -
وَأخرج إِبْنِ سعد عَن يُوسُف بن مَاهك قَالَ رَأَيْت إِبْنِ عمر حضر جَنَازَة
رَافع بن خديج فَقَالَ إِن الْمَيِّت ليعذب ببكاء الْحَيّ عَلَيْهِ فَقَالَ إِبْنِ عَبَّاس إِن الْمَيِّت لَا يعذب ببكاء الْحَيّ
وَقد ورد حَدِيث الْمَيِّت يعذب ببكاء الْحَيّ عَلَيْهِ أَيْضا من رِوَايَة أبي بكر الصّديق رضي الله عنه أخرجه أَبُو يعلى بِلَفْظ ينضح عَلَيْهِ الْحَمِيم ببكاء الْحَيّ وَعمر بن الْخطاب وَلَفظه إِن الْمَيِّت يعذب بالنياحة عَلَيْهِ فِي قَبره أخرجه البُخَارِيّ وَأنس وَعمْرَان بن حُصَيْن عِنْد إِبْنِ حبَان فِي صَحِيحه وَسمرَة بن جُنْدُب عِنْد الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَأَبُو هُرَيْرَة عِنْد أبي يعلى والمغيرة بن شُعْبَة عِنْد إِبْنِ مَنْدَه
فَاخْتلف الْعلمَاء فِي ذَلِك على مَذَاهِب أَحدهَا أَنه على ظَاهره مُطلقًا وَهُوَ رَأْي عمر بن الْخطاب وإبنه الثَّانِي لَا مُطلقًا الثَّالِث أَن الْبَاء للْحَال أَي أَنه يعذب حَال بكائهم عَلَيْهِ والتعذيب بِمَا لَهُ من ذَنْب لَا بِسَبَب الْبكاء الرَّابِع أَنه خَاص بالكافر وَالْقَوْلَان عَن عَائِشَة رضي الله عنها الْخَامِس أَنه خَاص بِمن كَانَ النوح من سنته وطريقته وَعَلِيهِ البُخَارِيّ
السَّادِس أَنه فِيمَن أوصى بِهِ كَمَا قَالَ الْقَائِل
(إِذا مت فانعيني بِمَا أَنا أَهله
…
وشقي عَليّ الجيب يَا بنة معبد)
السَّابِع أَنه فِيمَن لم يوص بِتَرْكِهِ فَتكون الْوَصِيَّة بذلك وَاجِبَة إِذا علم أَن من شَأْن أكفله أَن يَفْعَلُوا ذَلِك
الثَّامِن أَن التعذيب بِالصِّفَاتِ الَّتِي يَبْكُونَ بهَا عَلَيْهِ وَهِي مذمومة شرعا كَمَا كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَقُولُونَ يَا مرمل النسوان يَا ميتم الْأَوْلَاد يَا مخرب الدّور
التَّاسِع أَن المُرَاد بالتعذيب توبيخ الْمَلَائِكَة لَهُ بِمَا يندبه بِهِ أَهله لحَدِيث التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وإبن مَاجَه مَرْفُوعا مَا من ميت يَمُوت فتقوم نادبته تَقول واجبلاه واسنداه أَو شبه ذَلِك من القَوْل إِلَّا وكل بِهِ ملكان يلهزانه أهكذا كنت
3 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن إِبْنِ عمر قَالَ أُغمي على عبد الله بن رَوَاحَة فَقَامَتْ النائحة فَدخل عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقد أَفَاق فَقَالَ يَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أُغمي عَليّ فصاحت النِّسَاء واعزاه واجبلاه فَقَامَ ملك مَعَه مرزبة فَجَعلهَا بَين رجْلي فَقَالَ أَنْت كَمَا تَقول قلت لَا فَلَو قلت نعم ضَرَبَنِي بهَا
4 -
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن النُّعْمَان قَالَ أُغمي على عبد الله بن رَوَاحَة فَجعلت أُخْته عمْرَة تبْكي وَتقول واأخياه واكذا واكذا تعدد عَلَيْهِ فَقَالَ حِين أَفَاق مَا قلت شَيْئا إِلَّا قيل لي أَنْت كَذَلِك
5 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن الْحسن أَن معَاذ بن جبل أُغمي عَلَيْهِ فَجعلت أُخْته تَقول واجبلاه فَلَمَّا أَفَاق قَالَ مَا زلت لي مؤذية مُنْذُ الْيَوْم قلت لقد كَانَ يعز عَليّ أَن أؤذيك قَالَ مَا زَالَ ملك شَدِيد الإنتهار كلما واكذا قَالَ أكذاك أَنْت فَأَقُول لَا
6 -
وَأخرج إِبْنِ سعد عَن الْمِقْدَام بن معدي كرب قَالَ لما أُصِيب عمر رضي الله عنه دخلت عَلَيْهِ حَفْصَة قَالَت يَا صَاحب رَسُول الله وَيَا صهر رَسُول الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ عمر إِنِّي أحرج عَلَيْك بِمَا لي عَلَيْك من الْحق أَن لَا تندبيني بعد مجلسك هَذَا إِنَّه لَيْسَ من ميت ينْدب بِمَا لَيْسَ فِيهِ إِلَّا كَانَت الْمَلَائِكَة تمقته
الْعَاشِر أَن المُرَاد بِهِ تألم الْمَيِّت بِمَا يَقع من أَهله لحَدِيث الطَّبَرَانِيّ وإبن أبي شيبَة عَن بنت مخرمَة أَنَّهَا ذكرت عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ولدا لَهَا مَاتَ ثمَّ بَكت فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أيغلب أحدكُم أَن يصاحب صويحبه فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفا فَإِذا مَاتَ إسترجع فوالذي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ إِن أحدكُم ليبكي فيستعبر إِلَيْهِ صويحبه فيا عباد الله لَا تعذبوا مَوْتَاكُم وَهَذَا القَوْل عَلَيْهِ إِبْنِ جرير وَاخْتَارَهُ جمَاعَة من الْأَئِمَّة آخِرهم إِبْنِ تَيْمِية
7 -
وَأخرج أَحْمد عَن أبي الرّبيع قَالَ كنت مَعَ إِبْنِ عمر فِي جَنَازَة فَسمع صَوت إِنْسَان يَصِيح فَبعث إِلَيْهِ فأسكته فَقلت لَهُ لم أسكته يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن قَالَ إِنَّه يتَأَذَّى بِهِ الْمَيِّت حَتَّى يدْخل قَبره
8 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن إِبْنِ مَسْعُود أَنه رأى نسْوَة فِي جَنَازَة فَقَالَ إرجعن مَأْزُورَات غير مَأْجُورَات إنكن لتفتن الْأَحْيَاء وتؤذين الْأَمْوَات
وَفِي الْجُزْء الأول من حَدِيث يحيى بن معِين بِسَنَدِهِ عَن الْحسن إِن من شَرّ النَّاس للْمَيت أَهله يَبْكُونَ عَلَيْهِ وَلَا يقضون دينه أخرجه يحيى بن معِين فِي جزئه الْمَشْهُور
47 -
بَاب تأذيه بِسَائِر وُجُوه الْأَذَى
1 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة وَالْحَاكِم عَن عقبَة بن عَامر الصَّحَابِيّ رضي الله عنه قَالَ لِأَن أَطَأ على جَمْرَة أَو على حد سيف حَتَّى يخطف رجْلي أحب إِلَيّ من أَن أَمْشِي على قبر رجل مُسلم وَمَا أُبَالِي أَفِي الْقُبُور قضيت حَاجَتي أم فِي السُّوق بَين ظهرانيه وَالنَّاس ينظرُونَ وَأخرجه إِبْنِ مَاجَه عَن حُذَيْفَة مَرْفُوعا
2 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور عَن سليم بن عُمَيْر أَنه مر على مَقْبرَة وَهُوَ حاقن قد غَلبه الْبَوْل فَقيل لَهُ لَو نزلت فبلت قَالَ سُبْحَانَ الله وَالله إِنِّي لأستحيي من الْأَمْوَات كَمَا أستحيي من الْأَحْيَاء
3 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وإبن مَنْدَه عَن عمَارَة بن حزم قَالَ رَآنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جَالِسا على قبر فَقَالَ يَا صَاحب الْقَبْر إنزل من على الْقَبْر لَا تؤذي صَاحب الْقَبْر وَلَا يُؤْذِيك
4 -
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن إِبْنِ مَسْعُود أَنه سُئِلَ عَن الْوَطْء على الْقَبْر قَالَ كَمَا أكره أَذَى الْمُؤمن فِي حَيَاته فَإِنِّي أكره أَذَاهُ بعد مَوته
5 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَنهُ قَالَ أَذَى الْمُؤمن فِي مَوته كأذاه فِي حَيَاته
6 -
وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه عَن الْقَاسِم بن مخيمر قَالَ لِأَن أَطَأ على سِنَان رُمْحِي حَتَّى ينفذ من قدمي أحب إِلَيّ من أَطَأ على قبر وَإِن رجلا وطىء على قبر وَإِن قلبه ليقظان إِذْ سمع صَوتا من الْقَبْر إِلَيْك عني يَا رجل لَا تؤذيني
48 -
بَاب مُلَازمَة الحافظين قبر الْمُؤمن
1 -
أخرج أَبُو نعيم عَن أبي سعيد سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول إِذا قبض الله روح عَبده الْمُؤمن صعد ملكاه إِلَى السَّمَاء قَالَا رَبنَا وكلتنا بعبدك الْمُؤمن نكتب عمله وَقد قَبضته إِلَيْك فَأذن لنا أَن نسكن السَّمَاء فَقَالَ سمائي مَمْلُوءَة من ملائكتي يسبحوني فَيَقُولَانِ فَأذن لنا أَن نسكن الأَرْض فَيَقُول أرضي مَمْلُوءَة من خلقي يسبحوني وَلَكِن قوما على قبر عَبدِي فسبحاني وهللاني وكبراني إِلَى يَوْم الْقِيَامَة واكتباه لعبدي
2 -
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وإبن أبي الدُّنْيَا من حَدِيث أنس وإبن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من حَدِيث أبي بكر الصّديق رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَزَاد فِيهِ وَأما العَبْد الْكَافِر إِذا مَاتَ صعد ملكاه إِلَى السَّمَاء فَيُقَال لَهما إرجعا إِلَى قَبره والعناه
49 -
بَاب مَا ينفع الْمَيِّت فِي قَبره
1 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ إِذا وضع الْمُؤمن فِي قَبره إحتوشته أَعماله الصَّالِحَة وَجَاء ملك الْعَذَاب فَتَقول لَهُ بعض أَعماله الصَّالِحَة إِلَيْك عَنهُ فَلَو لم يكن إِلَّا أَنا لما وصلت إِلَيْهِ
2 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن ثَابت الْبنانِيّ قَالَ إِذا مَاتَ العَبْد الصَّالح فَوضع فِي قَبره أُتِي بفراش من الْجنَّة وَقيل لَهُ نم هَنِيئًا لَك قُرَّة الْعين طبت
فَرضِي الله عَنْك ويفسح فِي قَبره مد بَصَره وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة فَينْظر إِلَى حسنها ويجد رِيحهَا وتحتوشه أَعماله الصَّالِحَة الصّيام وَالصَّلَاة وَالْبر فَتَقول لَهُ نَحن أنصبناك وأظمأناك وأسهرناك فَنحْن لَك الْيَوْم بِحَيْثُ تحب نَحن أنساؤك حَتَّى تصير إِلَى مَنْزِلك إِلَى الْجنَّة
3 -
وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لكل إِنْسَان ثَلَاثَة أخلاء أما خَلِيل فَيَقُول لَهُ مَا أنفقت فلك وَمَا أَمْسَكت فَلَيْسَ لَك فَذَاك مَاله وَأما خَلِيل فَيَقُول أَنا مَعَك فَإِذا أتيت بَاب الْملك تركتك وَرجعت فَذَاك أَهله وحشمه وَأما خَلِيل فَيَقُول أَنا مَعَك حَيْثُ دخلت وَحَيْثُ خرجت فَذَاك عمله فَيَقُول إِن كنت لأهون الثَّلَاثَة عَليّ
4 -
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا مَاتَ العَبْد تبعه ثَلَاثَة فَيرجع إثنان وَيبقى وَاحِد يتبعهُ أَهله وَمَاله وَعَمله فَيرجع أَهله وَمَاله وَيبقى عمله
5 -
وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم عَن النُّعْمَان بن بشير قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مثل الرجل وَمثل الْمَوْت كَرجل لَهُ ثَلَاثَة أخلاء فَقَالَ أحدهم هَذَا مَالِي فَخذ مِنْهُ مَا شِئْت ودع مَا شِئْت وَقَالَ الآخر أَنا مَعَك أخدمك فَإِن مت تركتك وَقَالَ الآخر أَنا مَعَك أَدخل مَعَك وَأخرج مَعَك إِن مت وَإِن حييت فَأَما الَّذِي قَالَ هَذَا مَالِي فَخذ مِنْهُ مَا شِئْت ودع مَا شِئْت فَهُوَ مَاله وَالْآخر عشيرته وَالْآخر عمله يدْخل مَعَه وَيخرج مَعَه حَيْثُ كَانَ
6 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن كَعْب قَالَ إِذا وضع العَبْد الصَّالح فِي قَبره احتوشته أَعماله الصَّالِحَة الصَّلَاة وَالصِّيَام وَالْحج وَالْجهَاد وَالصَّدَََقَة وتجيء مَلَائِكَة الْعَذَاب من قبل رجلَيْهِ فَتَقول الصَّلَاة إِلَيْكُم عَنهُ لَا سَبِيل لكم عَلَيْهِ فقد أَطَالَ بِي الْقيام لله فيأتونه من قبل رَأسه فَيَقُول الصّيام لَا سَبِيل لكم عَلَيْهِ فقد أَطَالَ ظمأه لله تَعَالَى فِي دَار الدُّنْيَا فيأتونه من قبل جسده فَيَقُول الْحَج وَالْجهَاد إِلَيْكُم عَنهُ فقد أنصب نَفسه وأتعب بدنه وَحج وجاهد لله فَلَا سَبِيل لكم عَلَيْهِ فيأتونه من قبل
يَدَيْهِ فَتَقول الصَّدَقَة كفوا عَن صَاحِبي فكم من صَدَقَة خرجت من هَاتين الْيَدَيْنِ حَتَّى وَقعت فِي يَد الله إبتغاء وَجهه فَلَا سَبِيل لكم عَلَيْهِ فَيُقَال هَنِيئًا لَك طبت حَيا وطبت مَيتا وتأتيه مَلَائِكَة الرَّحْمَة فتفرشه فراشا من الْجنَّة ودثارا من الْجنَّة ويفسح لَهُ فِي قَبره مد بَصَره وَيُؤْتى بقنديل من الْجنَّة فيستضيء بنوره إِلَى يَوْم يَبْعَثهُ الله من قَبره
7 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن يزِيد بن أبي مَنْصُور أَن رجلا كَانَ يقْرَأ الْقُرْآن فَلَمَّا حضر جَاءَت مَلَائِكَة الْعَذَاب يقبضون روحه فَخرج الْقُرْآن فَقَالَ يَا رب سكني الَّذِي كنت أسكنتني فَقَالَ دعوا لِلْقُرْآنِ مَسْكَنه
8 -
وَأخرج إِبْنِ مَنْدَه عَن عَمْرو بن مرّة قَالَ إِذا دخل الْإِنْسَان قَبره فَيَجِيء ملك عَن شِمَاله فَيَجِيء الْقُرْآن فيمنعه فَيَقُول مَا لي وَلَك فوَاللَّه مَا كَانَ يعْمل بك فَيَقُول أَو لَيْسَ كنت فِي جَوْفه فَلَا يزَال حَتَّى يُنجي صَاحبه
9 -
وَأخرج الْأَصْبَهَانِيّ فِي التَّرْغِيب عَن أبي الْمنْهَال قَالَ مَا جاور عبدا فِي قَبره من جَار أحب إِلَيْهِ من إستغفار كثير
10 -
وَأخرج البُخَارِيّ فِي الْأَدَب وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا مَاتَ الْإِنْسَان إنقطع عمله إِلَّا من ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ
11 -
وَأخرج أَحْمد عَن أبي أُمَامَة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَة تجْرِي عَلَيْهِم أُجُورهم بعد الْمَوْت مرابط فِي سَبِيل الله وَمن علم علما وَرجل تصدق بِصَدقَة فأجرها لَهُ مَا جرت وَرجل ترك مُكَرر ولدا صَالحا يَدْعُو لَهُ
12 -
وَأخرج مُسلم عَن جرير بن عبد الله مَرْفُوعا من سنّ فِي الْإِسْلَام سنة حَسَنَة فَلهُ أجرهَا وَأجر من عمل بهَا بعده من غير أَن ينقص من أُجُورهم شَيْء وَمن سنّ فِي الْإِسْلَام سنة سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وزرها ووزر من عمل بهَا من بعده من غير أَن ينقص من أوزارهم شَيْء
13 -
وَأخرج إِبْنِ سعد عَن رَجَاء بن حَيْوَة أَنه قَالَ لِسُلَيْمَان بن عبد الْملك إِنَّه مِمَّا يحفظ بِهِ الْخَلِيفَة فِي قَبره أَن يسْتَخْلف الرجل الصَّالح
14 -
وَأخرج إِبْنِ عَسَاكِر من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا من علم آيَة من كتاب الله عز وجل أَو بَابا من علم أنمى الله أجره إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
15 -
وَأخرج إِبْنِ مَاجَه وإبن خُزَيْمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن مِمَّا يلْحق الْمُؤمن من عمله حَسَنَاته بعد مَوته علما علمه ونشره أَو ولدا صَالحا تَركه أَو مُصحفا وَرثهُ أَو مَسْجِدا بناه أَو بَيْتا لإبن السَّبِيل بناه أَو نَهرا أجراه أَو صَدَقَة أخرجهَا من مَاله فِي صِحَّته وحياته يلْحقهُ من بعد مَوته
16 -
وَأخرج أَبُو نعيم وَالْبَزَّار عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سبع يجْرِي للْعَبد أجرهَا بعد مَوته وَهُوَ فِي قَبره من علم علما أَو أجْرى نَهرا أَو حفر بِئْرا أَو غرس نخلا أَو بنى مَسْجِدا أَو ورث مُصحفا أَو ترك ولدا يسْتَغْفر لَهُ بعد مَوته
17 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن ثَوْبَان أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ كنت نَهَيْتُكُمْ عَن زِيَارَة الْقُبُور فزوروها وَاجْعَلُوا زيارتكم لَهَا صَلَاة عَلَيْهِم واستغفارا لَهُم
18 -
وَأخرج أَبُو نعيم عَن طَاوُوس قَالَ قلت لأبي مَا أفضل مَا يُقَال عِنْد الْمَيِّت قَالَ الإستغفار
19 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله ليرْفَع الدرجَة للْعَبد الصَّالح فِي الْجنَّة فَيَقُول يَا رب أَنى لي هَذِه فَيَقُول باستغفار ولدك لَك وَلَفظ الْبَيْهَقِيّ بِدُعَاء ولدك لَك وَأخرجه البُخَارِيّ فِي الْأَدَب عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا
20 -
وَأخرج أَيْضا عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الرجل يَوْم الْقِيَامَة من الْحَسَنَات أَمْثَال الْجبَال فَيَقُول أَنى هَذَا فَيُقَال باستغفار ولدك لَك
21 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان والديلمي عَن إِبْنِ عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا الْمَيِّت فِي قَبره إِلَّا شبه الغريق المتغوث ينْتَظر دَعْوَة تلْحقهُ
من أَب أَو أم أَو ولد أَو صديق ثِقَة فَإِذا لحقته كَانَت أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا
وَإِن الله تَعَالَى ليدْخل على أهل الْقُبُور من دُعَاء أهل الأَرْض أَمْثَال الْجبَال وَإِن هَدِيَّة الْأَحْيَاء إِلَى الْأَمْوَات الإستغفار لَهُم قَالَ الْبَيْهَقِيّ قَالَ أَبُو عَليّ الْحُسَيْن بن عَليّ الْحَافِظ حَدِيث غَرِيب من حَدِيث عبد الله بن الْمُبَارك لم يَقع عِنْد أهل خُرَاسَان
22 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن سُفْيَان قَالَ كَانَ يُقَال الْأَمْوَات أحْوج إِلَى الدُّعَاء من الْأَحْيَاء إِلَى الطَّعَام وَالشرَاب
وَقد نقل غير وَاحِد الْإِجْمَاع على أَن الدُّعَاء ينفع الْمَيِّت وَدَلِيله من الْقُرْآن قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين جاؤوا من بعدهمْ يَقُولُونَ رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان}
23 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بعض السّلف قَالَ رَأَيْت أَخا لي فِي النّوم بعد مَوته فَقلت أيصل إِلَيْك دُعَاء الْأَحْيَاء قَالَ إِي وَالله يترفرف مثل النُّور ثمَّ نلبسه
24 -
وَأخرج عَن عَمْرو بن جرير قَالَ إِذا دَعَا العَبْد لِأَخِيهِ الْمَيِّت أَتَاهُ بهَا إِلَى قَبره ملك فَقَالَ يَا صَاحب الْقَبْر الْغَرِيب هَذِه هَدِيَّة من أَخ عَلَيْك شفيق
25 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن أبي قلَابَة قَالَ أَقبلت من الشَّام إِلَى الْبَصْرَة فَنزلت الخَنْدَق فتطهرت وَصليت رَكْعَتَيْنِ بِاللَّيْلِ ثمَّ وضعت رَأْسِي على قبر فَنمت ثمَّ إنتبهت فَإِذا بِصَاحِب الْقَبْر يشتكي وَيَقُول لقد آذيتني مُنْذُ اللَّيْلَة ثمَّ قَالَ إِنَّكُم لَا تعلمُونَ وَنحن نعلم وَلَا نقدر على الْعَمَل أَن الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ركعتهما خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثمَّ قَالَ جزى الله أهل الدُّنْيَا خيرا فأقرئهم مني السَّلَام فَإِنَّهُ يدْخل علينا من دُعَائِهِمْ نور مثل الْجبَال
26 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بعض الْمُتَقَدِّمين قَالَ مَرَرْت بالمقابر فَتَرَحَّمت عَلَيْهِم فَهَتَفَ بِي هَاتِف نعم فترحم عَلَيْهِم فَإِن فيهم المهموم والمحزون
27 -
وَقَالَ إِبْنِ رَجَب روى جَعْفَر الْخُلْدِيِّ حَدثنَا الْعَبَّاس بن يَعْقُوب بن صَالح الْأَنْبَارِي سَمِعت أبي يَقُول رأى بعض الصَّالِحين أَبَاهُ فِي النّوم فَقَالَ لَهُ يَا بني لَوْلَا لم قطعْتُمْ هديتكم عَنَّا قَالَ يَا أَبَت وَهل تعرف الْأَمْوَات هَدِيَّة الْأَحْيَاء قَالَ يَا بني لَوْلَا الْأَحْيَاء لهلكت الْأَمْوَات
28 -
وَأخرج إِبْنِ النجار فِي تَارِيخه عَن مَالك بن دِينَار قَالَ دخلت الْمقْبرَة لَيْلَة الْجُمُعَة فَإِذا أَنا بِنور مشرق فِيهَا فَقلت لَا إِلَه إِلَّا الله نرى أَن الله عز وجل قد غفر لأهل الْمَقَابِر فَإِذا أَنا بهاتف يَهْتِف من الْبعد وَهُوَ يَقُول يَا مَالك بن دِينَار هَذِه هَدِيَّة الْمُؤمنِينَ إِلَى إخْوَانهمْ من أهل الْمَقَابِر قلت بِالَّذِي أنطقك إِلَّا أَخْبَرتنِي مَا هُوَ قَالَ رجل من الْمُؤمنِينَ قَامَ فِي هَذِه اللَّيْلَة فأسبغ الْوضُوء وَصلى رَكْعَتَيْنِ وَقَرَأَ فيهمَا فَاتِحَة الْكتاب و {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} و {قل هُوَ الله أحد} وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي قد وهبت ثَوَابهَا لأهل الْمَقَابِر من الْمُؤمنِينَ فَأدْخل الله علينا الضياء والنور والفسحة وَالسُّرُور فِي الْمشرق وَالْمغْرب
قَالَ مَالك فَلم أزل أقرؤهما فِي كل لَيْلَة جُمُعَة فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِي يَقُول لي يَا مَالك بن دِينَار قد غفر الله لَك بِعَدَد النُّور الَّذِي أهديته إِلَى أمتِي وَلَك ثَوَاب ذَلِك ثمَّ قَالَ لي وَبنى الله لَك بَيْتا فِي الْجنَّة فِي قصر يُقَال لَهُ المنيف قلت وَمَا المنيف قَالَ المطل على أهل الْجنَّة
29 -
وَأخرج إِبْنِ أبي الدُّنْيَا عَن بشار بن غَالب قَالَ رَأَيْت رَابِعَة فِي النّوم وَكنت كثير الدُّعَاء لَهَا فَقَالَت لي يَا بشار هداياك تَأْتِينَا على أطباق من نور مخمرة بمناديل الْحَرِير
قلت وَكَيف ذَاك قَالَت هَكَذَا دُعَاء الْمُؤمنِينَ الْأَحْيَاء إِذا دعوا للموتى فاستجيب لَهُم جعل ذَلِك الدُّعَاء على أطباق النُّور ثمَّ خمر بمناديل الْحَرِير ثمَّ أُتِي بِهِ الَّذِي دعِي لَهُ من الْمَوْتَى فَقيل لَهُ هَذِه هَدِيَّة فلَان إِلَيْك
30 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد رَوَاهُ عَن أنس مَرْفُوعا أمتِي أمة مَرْحُومَة تدخل قبورها بذنوبها وَتخرج من قبورها لَا ذنُوب عَلَيْهَا يمحص
عَنْهَا باستغفار الْمُؤمنِينَ لَهَا
31 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن الْحسن قَالَ بَلغنِي أَن فِي كتاب الله إِبْنِ آدم ثِنْتَانِ جعلتهما لَك وَلم يَكُونَا لَك وَصِيَّة فِي مَالك بِالْمَعْرُوفِ وَقد صَار الْملك لغيرك ودعوة الْمُسلمين لَك وَأَنت فِي منزل لَا تستعب فِيهِ من سيىء وَلَا تزيد فِي حسن
32 -
وَأخرج الدَّارمِيّ فِي مُسْنده عَن إِبْنِ مَسْعُود قَالَ أَربع يعطاهن الرجل بعد مَوته ثلث مَاله إِذا كَانَ فِيهِ قبل ذَلِك لله مُطيعًا وَالْولد الصَّالح يَدْعُو لَهُ من بعد مَوته وَالسّنة الْحَسَنَة يسنها الرجل فَيعْمل بهَا بعد مَوته وَالْمِائَة إِذا شفعوا للرجل شفعوا فِيهِ
33 -
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة رضي الله عنها أَن رجلا قَالَ يَا رَسُول الله إِن أُمِّي إفتلتت نَفسهَا وَلم توص وأظنها لَو تَكَلَّمت تَصَدَّقت أفلها أجر إِن تَصَدَّقت عَنْهَا قَالَ نعم إفتلتت أَي مَاتَت بَغْتَة
34 -
وَأخرج البُخَارِيّ عَن إِبْنِ عَبَّاس أَن سعد بن عبَادَة توفيت أمه وَهُوَ غَائِب فَأتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن أُمِّي مَاتَت وَأَنا غَائِب فَهَل ينفعها إِن تَصَدَّقت عَنْهَا قَالَ نعم قَالَ فَإِنِّي أشهدك أَن حائطي صَدَقَة عَنْهَا
35 -
وَأخرج أَحْمد وَالْأَرْبَعَة عَن سعد بن عبَادَة أَنه قَالَ يَا رَسُول الله إِن أُمِّي مَاتَت فَأَي الصَّدَقَة أفضل قَالَ المَاء فحفر بِئْرا وَقَالَ هَذِه لأم سعد
36 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عقبَة بن عَامر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الصَّدَقَة لتطفىء عَن أَهلهَا حر الْقُبُور
37 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط بِسَنَد صَحِيح عَن أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَن سَعْدا أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن أُمِّي توفيت وَلم توص فَهَل ينفعها أَن أَتصدق عَنْهَا قَالَ نعم وَعَلَيْك بِالْمَاءِ
38 -
وَأخرج أَيْضا عَن سعد بن عبَادَة قَالَ قلت يَا رَسُول الله توفيت أُمِّي
وَلم توص وَلم تَتَصَدَّق فَهَل ينفعها إِن تَصَدَّقت عَنْهَا قَالَ نعم وَلَو بكراع شَاة محرق
39 -
وَأخرج أَيْضا عَن إِبْنِ عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا تصدق أحدكُم بِصَدقَة تَطَوّعا فليجعلها عَن أَبَوَيْهِ فَيكون لَهما أجرهَا وَلَا ينتقص من أجره شَيْئا وَأخرج الديلمي نَحوه من حَدِيث مُعَاوِيَة بن حيدة
40 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أنس سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول مَا من أهل بَيت يَمُوت مِنْهُم ميت فيتصدقون عَنهُ بعد مَوته إِلَّا أهداها لَهُ جِبْرِيل على طبق من نور ثمَّ يقف على شَفير الْقَبْر فَيَقُول يَا صَاحب الْقَبْر العميق هَذِه هَدِيَّة أهداها إِلَيْك أهلك فاقبلها فَتدخل عَلَيْهِ فيفرح بهَا ويستبشر ويحزن جِيرَانه الَّذين لَا يهدى إِلَيْهِم شَيْء
41 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن سعيد بن أبي سعيد قَالَ لَو تصدق عَن الْمَيِّت بكراع لتَبعه
42 -
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان والأصبهاني فِي التَّرْغِيب بِسَنَد فِيهِ مَجْهُولَانِ عَن إِبْنِ عمر رضي الله عنهما قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من حج عَن وَالِديهِ بعد وفاتهما كتب الله لَهُ عتقا من النَّار وَكَانَ للمحجوج عَنْهُمَا حجَّة تَامَّة من غير أَن ينقص من أجورهما شَيْء
وَقَالَ صلى الله عليه وسلم مَا وصل ذُو رحم رَحمَه بِأَفْضَل من حجَّة يدخلهَا عَلَيْهِ بعد مَوته فِي قَبره
وَأخرج أَبُو عبد الله الثَّقَفِيّ فِي الْفَوَائِد المرفوقة بالثقفيات عَن زيد بن أَرقم عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من حج عَن أَبَوَيْهِ وَلم يحجا جزي عَنْهُمَا وبشرت أرواحهما فِي السَّمَاء وَكتب عِنْد الله برا
43 -
وَأخرج الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن عَن أنس رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن أبي قد مَاتَ وَلم يحجّ حجَّة الْإِسْلَام فَقَالَ أَرَأَيْت لَو كَانَ على أَبِيك دين أَكنت تقضيه عَنهُ قَالَ نعم قَالَ فَإِنَّهُ دين عَلَيْهِ فاقضه
44 -
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ عَن عقبَة بن عَامر أَن إمرأة جَاءَت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَت أحج عَن أُمِّي وَقد مَاتَت قَالَ أَرَأَيْت لَو كَانَ على أمك دين فقضيته أَلَيْسَ كَانَ مَقْبُولًا مِنْك قَالَت بلَى فَأمرهَا أَن تحج
45 -
وَأخرج فِي الْأَوْسَط عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من حج عَن ميت فللذي حج عَنهُ مثل أجره
46 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن عَطاء وَزيد بن أسلم قَالَا جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله أعتق عَن أبي وَقد مَاتَ قَالَ نعم
47 -
وَأخرج عَن عَطاء قَالَ يتبع الْمَيِّت بعد مَوته الْعتْق وَالْحج وَالصَّدَََقَة
48 -
وَأخرج عَن إِبْنِ جَعْفَر أَن الْحسن وَالْحُسَيْن رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا كَانَا يعتقان عَن عَليّ رضي الله عنه بعد مَوته
49 -
وَأخرج إِبْنِ سعد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد أَن عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا أعتقت عَن أَخِيهَا عبد الرَّحْمَن رَقِيقا من تلاده ترجو أَن يَنْفَعهُ ذَلِك بعد مَوته
50 -
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ إِبْنِ حبَان فِي كتاب الْوَصَايَا عَن عَمْرو بن الْعَاصِ أَنه قَالَ يَا رَسُول الله إِن الْعَاصِ أوصى أَن يعْتق عَنهُ مائَة نسمَة فَأعتق هِشَام مِنْهَا خمسين قَالَ لَا إِنَّمَا يتَصَدَّق ويحج وَيعتق عَن الْمُسلم لَو كَانَ مُسلما بلغه
51 -
وَأخرج إِبْنِ أبي شيبَة عَن الْحجَّاج بن دِينَار قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن من الْبر بعد الْبر أَن تصلي عَلَيْهِمَا مَعَ صَلَاتك وَأَن تَصُوم عَنْهُمَا مَعَ صيامك وَأَن تَتَصَدَّق عَنْهُمَا مَعَ صدقتك
52 -
وَأخرج مُسلم عَن بُرَيْدَة أَن إمرأة قَالَت يَا رَسُول الله إِنَّه كَانَ على أُمِّي صَوْم شَهْرَيْن أفيجزىء أَن أَصوم عَنْهَا قَالَ نعم قَالَت فَإِن أُمِّي لم تحج قطّ أفيجزىء أَن أحج عَنْهَا قَالَ نعم
53 -
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من مَاتَ وَعَلِيهِ صِيَام صَامَ عَنهُ وليه
50 -
بَاب فِي قِرَاءَة الْقُرْآن للْمَيت أَو على الْقَبْر
1 -
إختلف فِي وُصُول ثَوَاب الْقِرَاءَة للْمَيت فجمهور السّلف وَالْأَئِمَّة الثَّلَاثَة على الْوُصُول وَخَالف فِي ذَلِك إمامنا الشَّافِعِي مستدلا بقوله تَعَالَى {وَأَن لَيْسَ للْإنْسَان إِلَّا مَا سعى}
وَأجَاب الْأَولونَ عَن الْآيَة بأوجه
أَحدهَا أَنَّهَا مَنْسُوخَة بقوله تَعَالَى {وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ} الْآيَة أَدخل الْأَبْنَاء الْجنَّة بصلاح الْآبَاء
الثَّانِي أَنَّهَا خَاصَّة بِقوم إِبْرَاهِيم وَقوم مُوسَى عليه السلام فَأَما هَذِه الْأمة فلهَا مَا سعت وَمَا سعي لَهَا قَالَ عِكْرِمَة
الثَّالِث أَن المُرَاد بالإنسان هُنَا الْكَافِر فَأَما الْمُؤمن فَلهُ مَا سعى وَمَا سعي لَهُ قَالَه الرّبيع بن أنس
الرَّابِع لَيْسَ للْإنْسَان إِلَّا مَا سعى من طَرِيق الْعدْل فَأَما من بَاب الْفضل فَجَائِز أَن يزِيدهُ الله تَعَالَى مَا شَاءَ قَالَه الْحُسَيْن بن الْفضل
الْخَامِس أَن اللَّام فِي {للْإنْسَان} بِمَعْنى على أَي لَيْسَ على الْإِنْسَان إِلَّا مَا سعى
وَاسْتَدَلُّوا على الْوُصُول بِالْقِيَاسِ على مَا تقدم من الدُّعَاء وَالصَّدَََقَة وَالصَّوْم وَالْحج وَالْعِتْق فَإِنَّهُ لَا فرق فِي نقل الثَّوَاب بَين أَن يكون عَن حج أَو صَدَقَة أَو وقف أَو دُعَاء أَو قِرَاءَة وبالأحاديث الْآتِي ذكرهَا وَهِي وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فمجموعها يدل على أَن لذَلِك أصلا وَبِأَن الْمُسلمين مَا زَالُوا فِي كل عصر يَجْتَمعُونَ ويقرؤون لموتاهم من غير نَكِير فَكَانَ ذَلِك إِجْمَاعًا ذكر ذَلِك كُله الْحَافِظ شمس الدّين بن عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ فِي جُزْء أَلفه فِي الْمَسْأَلَة
2 -
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَقد كَانَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام يُفْتِي بِأَنَّهُ لَا يصل إِلَى الْمَيِّت ثَوَاب مَا يقْرَأ لَهُ فَلَمَّا توفّي رَآهُ بعض أَصْحَابه فَقَالَ لَهُ إِنَّك كنت تَقول إِنَّه لَا يصل إِلَى الْمَيِّت ثَوَاب مَا يقْرَأ ويهدى إِلَيْهِ فَكيف الْأَمر قَالَ لَهُ كنت أَقُول ذَلِك فِي دَار الدُّنْيَا والآن فقد رجعت عَنهُ لما رَأَيْت من كرم الله فِي ذَلِك وَأَنه يصل إِلَيْهِ ثَوَاب ذَلِك وَأما الْقِرَاءَة على الْقَبْر فَجزم بمشروعيتها أَصْحَابنَا وَغَيرهم وَقَالَ الزَّعْفَرَانِي سَأَلت الشَّافِعِي رحمه الله عَن الْقِرَاءَة عِنْد الْقَبْر فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ النَّوَوِيّ رحمه الله فِي شرح الْمُهَذّب يسْتَحبّ لزائر الْقُبُور أَن يقْرَأ مَا تيَسّر من الْقُرْآن وَيَدْعُو لَهُم عَقبهَا نَص عَلَيْهِ الشَّافِعِي وَاتفقَ عَلَيْهِ الْأَصْحَاب وَزَاد فِي مَوضِع آخر وَإِن ختموا الْقُرْآن على الْقَبْر كَانَ أفضل وَكَانَ الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل يُنكر ذَلِك أَولا حَيْثُ لم يبلغهُ فِيهِ أثر ثمَّ رَجَعَ حِين بلغه وَمن الْوَارِد فِي ذَلِك مَا تقدم فِي بَاب مَا يُقَال عِنْد الدّفن من حَدِيث إِبْنِ الْعَلَاء بن اللَّجْلَاج مَرْفُوعا كِلَاهُمَا
3 -
وَأخرج الْخلال فِي الْجَامِع عَن الشّعبِيّ قَالَ كَانَت الْأَنْصَار إِذا مَاتَ لَهُم الْمَيِّت إختلفوا إِلَى قَبره يقرؤون لَهُ الْقُرْآن
4 -
وَأخرج أَبُو مُحَمَّد السَّمرقَنْدِي فِي فَضَائِل {قل هُوَ الله أحد} عَن عَليّ مَرْفُوعا من مر على الْمَقَابِر وَقَرَأَ {قل هُوَ الله أحد} إِحْدَى عشرَة مرّة ثمَّ وهب أجره للأموات أعطي من الْأجر بِعَدَد الْأَمْوَات
5 -
وَأخرج أَبُو الْقَاسِم بن عَليّ الزنجاني فِي فَوَائده عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من دخل الْمَقَابِر ثمَّ قَرَأَ فَاتِحَة الْكتاب و {قل هُوَ الله أحد} و {أَلْهَاكُم التكاثر} ثمَّ اللَّهُمَّ إِنِّي جعلت ثَوَاب مَا قَرَأت من كلامك لأهل الْمَقَابِر من الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات كَانُوا شُفَعَاء لَهُ إِلَى الله تَعَالَى
6 -
وَأخرج القَاضِي أَبُو بكر بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ فِي مشيخته عَن سَلمَة بن عبيد قَالَ قَالَ حَمَّاد الْمَكِّيّ خرجت لَيْلَة إِلَى مَقَابِر مَكَّة فَوضعت رَأْسِي على قبر فَنمت فَرَأَيْت أهل الْمَقَابِر حَلقَة حَلقَة فَقلت قَامَت الْقِيَامَة قَالُوا لَا وَلَكِن رجل من إِخْوَاننَا قَرَأَ {قل هُوَ الله أحد} وَجعل ثَوَابهَا لنا فَنحْن نقتسمه مُنْذُ سنة
7 -
وَأخرج عبد الْعَزِيز صَاحب الْخلال بِسَنَدِهِ عَن أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ من دخل الْمَقَابِر فَقَرَأَ سُورَة يس خفف الله عَنْهُم وَكَانَ لَهُ بِعَدَد من فِيهَا حَسَنَات
8 -
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي حَدِيث إقرؤوا على مَوْتَاكُم {يس} هَذَا يحْتَمل أَن تكون هَذِه الْقِرَاءَة عِنْد الْمَيِّت فِي حَال مَوته وَيحْتَمل أَن تكون عِنْد قَبره قلت وبالأول قَالَ الْجُمْهُور كَمَا تقدم فِي أول الْكتاب وَبِالثَّانِي قَالَ إِبْنِ عبد الْوَاحِد الْمَقْدِسِي فِي الْجُزْء الَّذِي تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ وبالتعميم فِي الْحَالين قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ من متأخري أَصْحَابنَا وَفِي الْإِحْيَاء للغزالي وَالْعَاقبَة لعبد الْحق عَن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ إِذا دَخَلْتُم الْمَقَابِر فاقرؤوا بِفَاتِحَة الْكتاب والمعوذتين و {قل هُوَ الله أحد} وَاجْعَلُوا ذَلِك لأهل الْمَقَابِر فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِم
9 -
قَالَ الْقُرْطُبِيّ وَقد قيل إِن ثَوَاب الْقِرَاءَة للقارىء وللميت ثَوَاب الإستماع وَلذَلِك تلْحقهُ الرَّحْمَة قَالَ الله تَعَالَى {وَإِذا قرئَ الْقُرْآن فَاسْتَمعُوا لَهُ وأنصتوا لَعَلَّكُمْ ترحمون} قَالَ وَلَا يبعد فِي كرم الله تَعَالَى أَن يلْحقهُ ثَوَاب الْقِرَاءَة والإستماع مَعًا ويلحقه ثَوَاب مَا يهدى إِلَيْهِ من الْقِرَاءَة وَإِن لم يسمع كالصدقة وَالدُّعَاء وَفِي فتاوي قَاضِي خَان من الْحَنَفِيَّة من قَرَأَ الْقُرْآن عِنْد الْقُبُور فَإِن نوى بذلك أَن يؤنسهم صَوت الْقُرْآن فَإِنَّهُ يقْرَأ وَإِن لم يقْصد ذَلِك فَالله يسمع الْقِرَاءَة حَيْثُ كَانَت