المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث المغيرة في مسح رسول الله على الجوربين والنعلين - شرح سنن أبي داود - الراجحي - جـ ١٠

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الطهارة [10]

- ‌المسح على الخفين

- ‌شرح حديث المغيرة في مسح رسول الله على خفيه

- ‌شرح حديث مسح رسول الله على الخفين والناصية والعمامة

- ‌شرح حديث (دع الخفين، فإني أدخلت القدمين الخفين وهما طاهرتان)

- ‌إسناد آخر لحديث: (دع الخفين فإني أدخلت القدمين الخفين وهما طاهرتان)

- ‌حكم سجدتي السهو لمدرك الفرد من الصلاة

- ‌شرح حديث بلال في مسح النبي صلى الله عليه وسلم على عمامته وموقيه

- ‌شرح حديث جرير في المسح على الخفين

- ‌شرح حديث مسحه صلى الله عليه وسلم على خفين أسودين

- ‌شرح حديث المغيرة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين)

- ‌التوقيت في المسح

- ‌شرح حديث: (المسح على الخفين للمسافر ثلاثة أيام)

- ‌شرح حديث إجازته صلى الله عليه وسلم المسح على الخفين فوق ثلاث

- ‌المسح على الجوربين

- ‌شرح حديث المغيرة في مسح رسول الله على الجوربين والنعلين

- ‌ذكر الصحابة المروي عنهم المسح على الجوربين

- ‌المسح على النعلين

- ‌شرح حديث أوس بن أبي أوس أن رسول الله توضأ ومسح على نعليه وقدميه

- ‌كيفية المسح

- ‌شرح حديث المغيرة في مسح رسول الله على ظهر الخفين

- ‌شرح حديث علي (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه)

- ‌إسناد آخر لحديث علي: (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه)

- ‌إسناد آخر لحديث علي: (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه)

- ‌شرح حديث المغيرة (وضأت النبي في غزوة تبوك فمسح أعلى الخفين وأسفلهما)

الفصل: ‌شرح حديث المغيرة في مسح رسول الله على الجوربين والنعلين

‌شرح حديث المغيرة في مسح رسول الله على الجوربين والنعلين

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب: المسح على الجوربين.

حدثنا عثمان بن أبي شيبة عن وكيع عن سفيان الثوري عن أبي قيس الأودي -هو عبد الرحمن بن ثروان - عن هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين).

قال أبو داود: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث؛ لأن المعروف عن المغيرة: (أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين)].

هذا الحديث في المسح على الجوربين، ومن العلماء من تكلم في هذا الحديث وقال: إن الأودي وهزيلاً تفردا بها، وإن كان الأودي من رجال الصحيح لكنه تفرد، والمعروف عن المغيرة أنه روى المسح على الخفين لا على الجوربين، وفي هذه الرواية روى المسح على الجوربين، قالوا: فهذا يدل على أنهما تفردا بهذا الرواية، وإنما هي المسح على الخفين؛ لأن هذا هو المعروف من حديث المغيرة.

واختلف في الجوربين ما هما، فقيل: إنهما من جلد، وقيل: من قطن، وقيل: من صوف.

ولما ذكر من تفرد الأودي وهزيل ذهب العلماء إلى تضعيف هذا الحديث، وممن ذهب إلى تضعيفه الإمام أحمد رحمه الله، ولكنه قال بالمسح على الجوربين، وقال به أكثر أهل العلم، مستدلين برواية ذلك عن المغيرة بن شعبة، وقالوا: إن الأودي وهزيلاً رويا عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه المسح على الخفين فقد يرويان عنه المسح على الجوربين، ثم إن الجوربين من ناحية المعنى كالخفين، فيدخل كل منهما الرجل فيمنع البرد والحر والأذى، ويدل على جواز المسح عليهما فعل الصحابة رضوان الله عليهم، ولهذا ذهب الإمام أحمد رحمه الله إلى القول بالمسح على الجوربين غير مستدل بهذا الحديث، وإنما اعتمد في ذلك على القياس وفتاوى الصحابة.

ومن العلماء من منع المسح على الجوربين، وقال: إن الثابت إنما هو المسح على الخفين دون الجوربين.

قال ابن قيم الجوزية: وقال النسائي: ما نعلم أن أحداً تابع هزيلاً على هذه الرواية، فالصحيح عن المغيرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين).

وقال البيهقي: قال أبو محمد -يعني يحيى بن منصور -: رأيت مسلم بن الحجاج ضعف هذا الحديث.

فالإمام مسلم ضعف هذا الخبر من أجل التفرد، ورأى أنه شاذ، وهزيل والأودي وإن كانا ثقتين إلا أنهما تفردا بهذه الرواية، والقاعدة عند أهل العلم أن الثقة إذا خالف من هو أوثق منه يكون حديثه شاذاً، ومن العلماء من قال: إن هذه الزيادة من الثقة مقبولة وحسن هذا الحديث الإمام الألباني، وعلى كل حال فإنه إذا لم يصح الحديث فالعمدة على القياس وفتاوى الصحابة.

قال رحمه الله تعالى: [وروي هذا -أيضاً- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه مسح على الجوربين)، وليس بالمتصل ولا بالقوي].

أي: أن هذه الزيادة عن أبي موسى منقطعة.

ص: 16