الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ السُّوَيْدِيُّ، وَالْكُرْدِيُّ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ.
ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُهُ الْمُسْنِدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالا: أَخْبَرَنَا النَّجْمُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، سَمَاعًا، قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا شَاهِدٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْحَرَمِ الْحَاسِبُ، قَالَ هُوَ وَشُعَيْبٌ، وَالْمِصْرِيُّ، وَالْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ نَصْرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ محمان قَاضِي الدِّينَوَرِ بِهَا، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ بُنْدَارُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّوَّاسِيِّ، إِمْلاءً، أَخْبَرَنَا أَبُو الْخَيْرِ زَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ الْكَاتِبُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ دُرَيْدٍ الأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِي حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيِّ، عَنِ الأَصْمَعِيِّ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّابِغَةَ، يَقُولُ: " أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْشَدْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ إِلَى قَوْلِي:
أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى
…
وَيَتْلُو كِتَابًا وَاضِحَ الْحَقِّ نَيِّرَا
بَلَغْنَا السَّمَاءَ مَجْدُنَا وَجُدُودُنَا
…
وَإِنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرَا
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:
إِلَى أَيْنَ يَا أَبَا لَيْلَى؟ فَقُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةَ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَأَنْشَدْتُهُ:
وَلا
خَيْرَ فِي جَهْلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ
…
حَلِيمٌ إِذَا مَا أَوْرَدَ الأَمْرَ أَصْدَرَا
وَلا خَيْرَ فِي حِلْمٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ
…
بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا
فَقَالَ لِي: صَدَقْتَ، لا يَفْضُضِ اللَّهُ فَاكَ ".
قَالَ: فَبَقِيَ عُمْرُهُ أَحْسَنَ ثَغْرًا كُلَّمَا سَقَطَتْ سِنٌّ عَادَتْ أُخْرَى مَكَانَهَا وَكَانَ مُعَمِّرًا.
فَبِاعْتِبَارِ عَدَدَ رِجَالِ هَذِهِ الطَّرِيقِ وَعَدَدَ طَرِيقِنَا الأُولَى، كَأَنِّي سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ مَعَ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ، مِنْ شَيْخِهِ أَبِي طَالِبٍ قَاضِي الدِّينَوَرِ وَشَارَكْتُهُ فِيهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَلِلْحَدِيثِ طُرُقٌ، مِنْهَا: مَا رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الأَزْدِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَرَادٍ، سَمِعْتُ نَابِغَةَ بَنِي جَعْدَةَ، يَقُولُ: أَنْشَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ بِنَحْوِهِ وَحَدَّثَ بِهِ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا أَيْضًا، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ، أَخْبَرَنَا الرَّحَّالُ بْنُ الْمُنْذِرِ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
كُرَيْزٍ، عَنِ النَّابِغَةِ، فَذَكَرَهُ مُخْتَصَرًا.
كَذَا قَالَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كُرَيْزٍ، وَالْمَعْرُوفُ عَنْ أَبِيهِ كُرَيْزٌ، وَقِيلَ فِيهِ: كُرْزٌ، فَهُوَ الرَّحَّالُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ كُرْزِ بْنِ سَامَةَ
وَاسْمُ النَّابِغَةُ هَذَا قَيْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، سَمَّاهُ كَذَلِكَ أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ، وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ فِي الْمَعْرِفَةِ، وَغَيْرُهُمَا.
وَقِيلَ: اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ.
وَقِيلَ: حَيَّانُ بْنُ قَيْسٍ، حَكَاهُ أَبُو عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، وَغَيْرُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
عَاشَ النَّابِغَةُ مِائَةَ سَنَةٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَقِيلَ: مِائَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً.
جَزَمَ بِالأَوَّلِ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ، وَحُكِيَ الثَّانِي، عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ.
بَقِيَ النَّابِغَةُ إِلَى زَمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فِيمَا يُذْكَرُ يَتَدَيَّنُ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ وَالْحَنِيفِيَّةِ، وَيَصُومُ وَيَسْتَغْفِرُ.
وَمِنْ شِعْرِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَصِيدَتُهُ الَّتِي نَسَبَهَا إِلَيْهِ يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، وَخَلَفٌ الأَحْمَرُ، وَعَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَخْفَشُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، وَغَيْرُهُمْ، وَأَوَّلُهَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ لا شَرِيكَ لَهُ مَنْ لَمْ يَقُلْهَا فَنَفْسَهُ ظَلَمَا وَتُرْوَى لأُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ، فِي كِتَابِهِ طَبَقَاتِ الشُّعَرَاءِ الْجَاهِلِيِّينَ وَالإِسْلامِيِّينَ، فِي الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ: قُلْتُ لِيُونُسَ، يَعْنِي: ابْنَ حَبِيبٍ، كَيْفَ تَقْرَأُ:{وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22] فَقَالَ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ، وَهُوَ أَفْصَحُ الْعَرَبِ: مِنْ سَبَإِ الْحَاضِرِينَ مَأْرِبَ إِذْ يَبْنُونَ مِنْ دُونِ سَيْلِهِ الْعَرِمَا وَهُوَ عَلَى قِرَاءَةِ أَبِي عَمْرٍو، وَيُونُسَ.
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَتِهِ، الَّتِي يَقُولُ فِيهَا: الْحَمْدُ لِلَّهِ لا شريك له من لم يقلها فنفسه ظلما.